حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ثقافات / سينما

ميل غيبسون:الإنهيار بدأ في العام 2006

الياس توما

مرَّ الممثل، ميل غيبسون، بالعديد من المراحل والمحطَّات خلال حياته ومسيرته العمليَّة نسرد تفاصيلها لكم.

براغ: إنه ممثل كبير وشخصية فذة إلى درجة أن بعض الجمهوريين تحدثوا عنه قبل خمسة أعوام باعتباره "السلاح السحري" الذي سيدفعون به لخلق ريغان آخر، بعد أن احترق شوارزينبيرغ سياسيا.

ولكن تراجعت الصورة المثالية التي كانت قائمة عن ميل جيبسون كرجل جيد وكمسيحي صحيح في حزيران يونيو من العام 2006، فقد توجه آنذاك إلى مطعم للعشاء تناول خلاله عدة أقداح من الكحول، ثم توجه إلى بار "بلو لونغ" حيث تناول المزيد، ثم اتجه نحو المنزل بالسيارة بسرعة 140 كم  بالساعة في حين كانت المسافة المسموح بها 70 كم، وعندما أوقفته  الشرطة وجدت معه زجاجة من الكحول من نوع تيكيلا، واظهر فحص النفس بان في دمه 1,2 بروميل من الكحول، وعندما تم وضع القيد الحديدي بيديه صرخ  بوجه الشرطي: "أنت يهودي أليس كذلك؟"، وبدأ بشتم اليهود قائلاً بأنهم هم المسؤولين عن كل الحروب في العالم، وقد أمضى بعد ذلك 7 ساعات في السجن وخلالها كان يكرر القول: "هل تعرفون من أنا؟ انا املك كل ماليبو"، وهددهم بأنهم سيعملون على تنظيف الأرض إذا لم يتم إطلاق سراحه.

فقد صدم الرأي العام الأميركي بما صدر عن ممثل محبوب وأب لعائلة، أما هو فقد برر ما فعله بمختلف الحجج، لكن صاحب فيلم "آلام  يسوع"، بدت أقواله حسب البعض وكأنها تأكيد على وجود أفكار سلبية لديه عن اليهود.

وفي محاولة واضحة منه لتهدئة خواطر اليهود أصحاب النفوذ القوي في الولايات المتحدة وداخل هوليود، أصدر بيانا اعتذر منهم عن العبارات التي قالها، وطلب منهم منحه الفرصة لتصحيح ما ارتكبه.

الصراع مع الزجاجة

وانضم غيبسون بعد ذلك إلى جمعية المدمنين المجهولي الهوية على الكحول، وفوجأ الرأي العام الأميركي وعشاقه بأنه لم يدخل هذه الجمعية لأول مرة، فقد سبق له أن تعالج فيها لأنه كان يشرب الكحول عندما كان شابا، ففي البداية خشي من عدم مقدرته على تحقيق الارتقاء في عمله السينمائي، وعندما نجح في ذلك بدأ يفقد السيطرة على نفسه أحيانا.

وفي العام 1992 قدم غيبسون أموالا لإحدى العيادات التي  تتخصص بمعالجة الإدمان على الكحول، واعترف آنذاك بان الإدمان على الكحول موجود في العائلة، وان امتلاك القدرة على التخلص منه أمر سحري، وانه حاول ذلك عدة مرات، وحتى أنه اضطر مرة للتواجد في مزرعته في استراليا لعام كامل.

وقد تذكر لاحقا ما جرى بالقول لقد كنت اعرف بان الكحول سيقتلني وسيدمرني، ولكني لم أتمكن آنذاك من التوقف، وقد أنقذتني زوجتي روبين عندما هددتني بالطلاق مني إذا ما استمريت في تعاطي الكحول.

نجاح رائع في السينما

ومثل هذه التصريحات تسعد الجمهور على الدوام ولذلك كان يحظى بسمعة جيدة لديهم، ولهذا نجح في تعزيز شهرته على الرغم من أنها وصلت إليه بطرق جغرافية ملتوية، فعندما كان في سن المراهقة هاجرت عائلته من نيويورك إلى استراليا، لان والده تلقى تعويضا عن الإصابة التي لحقت به في الخطوط الحديدية، ولذلك بحث عن  فرصة جديدة  للسعادة في سيدني، ويقال أيضا بان من أسباب الهجرة إلى استراليا هو محاولة والده إخفائه من أمام سوقه للحرب في فيتنام، مع أن الأمر المثير للتناقض هو أن غيبسون قام لاحقا بتمثيل أدوار وطنية كما في أفلام "باتريوت" و"وادي الظل" وغيرها.

وولد ميل في عائلة متدينة الأمر الذي انعكس على اسمه، فميل هو اسم لقديس ايرلندي من القرن الخامس، أما اسمه الثاني كولم سيل فهو أيضا لقديس ايرلندي آخر، وإضافة إلى ذلك فان هذا الاسم هو لكنيسة في منطقة في ايرلندا ترعرت فيها والدته.

وقد وضعه أهله في مدرسة كاثوليكية صارمة مع أخوته العشرة، غير أن ميل تمرد هناك، ويقال بأنه عوقب بالضرب بعصا 27 مرة، ولذلك هرب من هذه المدرسة وبدأ يدرس التمثيل، وأنهى التعليم فيها في العام 1977، وبعد 8 أعوام من ذلك كسب المليون الأول من التمثيل وسارت الأمور بسرعة بهذا الشكل.

لقد كانت تلك الفترة ساحرة بالنسبة إليه، فقد قالوا عنه بأنه يشبه شباب ستيف ماكين، وانه على الرغم من عدم إمكانية توصيف مفهوم نوعية النجم، إلا أن ميل كان نجما، وقد رأت فيه مجلة التايم بانه كاري غرانت، وروبرت ريدفورد، وشون كونري، وقد أراد كونري أن يقوم غيبسون بدور بوند إلا انه رفض ذلك.

لقد عرف كل شخص تقريبا أفلام غيبسون مثل "ماكس المجنون" و"السلاح المحمول المميت" و"القلب الشجاع" و"تيكيلا سونريس" و"أي الأشياء تتوق إليها النساء" و"مافيريك" و"شاب إلى الأبد"، أما الاستمرار في هذا التعداد فيعتبر عبثيا لأنه حقق مكانة متقدمة بين اكبر نجوم هوليود، أما أجرته عن الفيلم الذي  يمثل فيه فكان حوالي 25 مليون دولار.

وبدأ ميل بعد تحقيقه الدخل المالي الكبير بشراء العقارات، فقد اشترى فيلات في ماليبو، وجزيرة في فيجي، وأراضي في كوستاريكا، ووزع الكثير من الأموال، وقدم الملايين لمنظمات تهتم بصحة الأطفال، وقدم الملايين للمعهد القومي الأميركي للكفاح ضد الإدمان على المخدرات والكحول، كما ساهم بأعمال خيرية في السنغافورة خاصة بالأطفال المصابين بأمراض مميتة.

التحول إلى الإخراج

عندما بلغ ميل الخمسين من العمر قال بان الإخراج يشده الآن أكثر من التمثيل، وان الوقوف وراء الكاميرا كان بالنسبة لعمله السينمائي قرارا جوهريا، لان المخرج لديه المقدرة بشكل اكبر من الممثل على الإشراف على كيفية تطور الأحداث في الفيلم، وقد حقق النجاح في هذا الأمر على الرغم من توقع الكثيرون له بالفشل.

وعندما توجه إلى السينما لمشاهدة  فيلم "آلام المسيح" الذي أخرجه، علق على ما قام به بالقول: "يزعم عني بأنني مجنون ومن المكن أنني حقيقة على هذا الشكل".

طلاق ثم فراق

من المؤكد أن غيبسون لديه دم غير، هادئ ولم يستطع بالتأكيد أن يشتكي من قلة النساء الجميلات المعجبات به، لكنه يمتلك الوضوح فيما يتعلق بزواجه، فبفضل التربية الكاثوليكية الصارمة له كان يحلم منذ زمن بعيد بان يأخذ امرأة مؤمنه ومحترمة، ولذلك تزوج في العام 1980 من مساعدة في العمل الطبي للأسنان تدعى روبين، لكن الطلاق بينهما حدث بعد 26 عاما بعد شهر من إلقاء القبض عليه في السيارة وهو ثمل.

فالطلاق بينهما حدث في العام 2009 غير انه قبل ذلك كان يقيم علاقة مع عارضة الأزياء والمغنية اوكسانا، وولدت لهما ابنة ثم حدث الفراق بينهما بعد عام من الصداقة والتعايش المشترك، نشر بعدها الغسيل الوسخ لهذه العلاقة من خلال شريط صوتي يصرخ فيه ميل ويشتمها بشكل عنيف، ويهددها بالموت وبحرق المنزل.

وبعض العاملين في هوليود يعتبرون أن ميل غيبسون يمر بمراحل النجومية الأخيرة، فالنجم العالمي الشهير كان محاطا بنوع من الحصانة وسمعته كانت تضيء فوق قطاع التجارة الاستعراضية الفاسد.

والقليلون الآن يدافعون عن غيبسون ويقولون بان كل ما جرى له هو من تدبير صديقته، ويستندون في ذلك إلى تقارير للخبراء تقول بان بعض الأشياء التي قدمتها اوكسانا ضده هي مزيفة، مثل الصور التي زعم فيها بأنها تظهر أثار ضربه لها، غير ان المشكلة تكمن في التسجيل الصوتي له الذي كان سلاحا من النوع الثقيل ضده، فأميركا حساسة جدا تجاه العبارات السادية وسماع كلمة السود بالصلة مع الاغتصاب.

إيلاف في

21/02/2011

 

بعد انتهاء مظاهرات الغضب

الحياة الفنية تعود إلى طبيعتها في مصر

القاهرة - عبدالغني عبدالرازق   

بعد انتهاء تظاهرات أيام الغضب ورحيل النظام الحاكم بدأت الحياة الفنية تعود إلى طبيعتها مرة أخرى, حيث تقرر استئناف معظم الأعمال الفنية, وخاصة الأعمال التي تقرر عرضها في شهر رمضان المقبل. ومن هذه الأعمال الفنية التي تم استئنافها مسلسل «فرقة ناجي عطالله» الذي يعود به الزعيم عادل إمام إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب دام أكثر من 25 عاما, ويشاركه البطولة أنوشكا وأحمد صلاح السعدني وهيثم أحمد زكي, ومن تأليف يوسف معاطي, وإخراج نجله رامي إمام. وتدور قصته حول ضابط جيش متقاعد يقرر السطو على بنك إسرائيلي يمر بمجموعة من الأحداث الكوميدية وفي النهاية يعود إلى أرض الوطن. ويعد المسلسل هو أعلى تكلفة بين جميع مسلسلات رمضان, حيث وصلت ميزانيته إلى 80 مليون جنيه حصل عادل إمام منها على 30 مليون جنيه بمعدل مليون جنيه في الحلقة.

كذلك تقرر استئناف تصوير مسلسل «سمارة» الذي تقوم ببطولته غادة عبدالرازق والمأخوذ عن فيلم «سمارة» الذي قامت ببطولته الراحلة تحية كاريوكا في نهاية فترة الخمسينيات, وقد تخطت ميزانية العمل الثلاثين مليون جنيه, حصلت منها غادة على 12 مليونا وكان آخر مشهد قد تم تصويره مشهد زفاف سمارة من المعلم سلطان, الذي يلعب دوره الفنان حسن حسني, وذلك في منطقة الحارة بمدينة الإنتاج الإعلامي, حيث كانت سمارة قد بيتت النية للتخلص منه خلال حفل الزفاف بالإبلاغ عنه باعتباره تاجر مخدرات, وبعد أن فعلت ذلك وتم القبض عليه وعادت إلى منزلها مع أمها التي تلعب دورها الفنانة لوسي وهمّت بخلع فستانها, إذ بها تفاجأ بسلطان أمامها بعد أن استطاع الإفلات من هذه الواقعة, حيث وزع الرشاوى في كل اتجاه, وتخلص من هذا المطب. غادة كانت في الفترة الماضية قد واجهت العديد من المشاكل بسبب تأييدها للنظام السابق, حيث فوجئت بسيل من الشتائم لها على مواقع الإنترنت. أما مسلسل «مسيو رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة» الذي يقوم ببطولته محمد هنيدي فقد تقرر استئناف تصويره في نهاية هذا الشهر, حيث كان قد تم تصوير عدة مشاهد في فرنسا, وتحديدا في شارع الشانزلزيه ليتوقف التصوير تماما في 25 يناير, حيث انشغل كل فنان بالدفاع عن منزله. كما تقرر استئناف تصوير مسلسل آدم الذي يقوم ببطولته تامر حسني ومي عزالدين الذي كان قد توقف أكثر من مرة, الأولى كانت بسبب سفر تامر إلى أميركا لإحياء عدة حفلات, والمرة الثانية كانت بسبب المظاهرات وانشغال تامر بتقديم أغنية لشهداء الثورة. وقد قرر تامر الانتهاء من تصوير الجزء الثالث من عمر وسلمى أولا, وبعد ذلك يبدأ في تصوير المسلسل, ولذلك قرر المنتج وليد مصطفى استئناف تصوير المسلسل من دون تامر. أما مشاهد تامر فسيتم تصويرها بعد ذلك.

وفي قرية الجابري بمنطقة دهشور على أطراف القاهرة يبدأ المخرج حسني صالح مطلع الأسبوع المقبل تصوير مسلسله الجديد «وادي الملوك», المأخوذ عن رواية «يوم غائم في البر الغربي» للأديب محمد المنسي قنديل, وبطولة سمية الخشاب ومجدي كامل وصابرين, وسيستمر التصوير هناك لمدة خمسة أيام, حيث سيتم تصوير 50 مشهدا هناك بمعدل 10 مشاهد يوميا, وبعدها ستسافر أسرة العمل إلى سوهاج ثم إلى الأقصر لتصوير عدد من المشاهد الخارجية هناك. كما تقرر استئناف تصوير مسلسل «إحنا الطلبة» بمدينة الإنتاج الإعلامي, وهو من بطولة أحمد عزمي وعلا غانم ومحمد رمضان وإخراج أيمن مكرم. كذلك تقرر استئناف تصوير مسلسل «عريس دليفري» الذي يقوم ببطولته هاني رمزي وإيمي سمير غانم ولطفي لبيب, حيث قرر المخرج أشرف سالم التوجه لمدينة الإنتاج ليشاهد اللقطات التي صورها من المسلسل حتى يستعيد ما تم تصويره, ويبدأ في وضع برنامج عمل جديد, ومن المقرر البدء في التصوير الأسبوع المقبل بمدينة الإنتاج الإعلامي, وتحديداً حي جاردن سيتي. وعقد المؤلف محمد صفاء عامر اجتماعات يومية في منزله مع المخرج الشاب محمد حلمي لمناقشة تفاصيل اللمسات الأخيرة لمسلسل «الميراث الملعون» الذي ينتجه قطاع الإنتاج ويشارك في الجلسات مدير الإنتاج لتحديد جدول العمل والاستقرار على أبطاله.

كما تقرر استئناف مسلسل «قضية معالي الوزيرة» الذي يقوم ببطولته إلهام شاهين ومصطفى فهمي.
أيضاً تقرر استئناف تصوير مسلسل «بين الشوطين» الذي يقوم ببطولته الفنان نور الشريف. وأيضاً مسلسل «نور مريم» الذي تقوم ببطولته نيكول سابا, وتم استئناف تصويره بعد توقف لأكثر من أسبوعين.

أما الفنان شريف منير فقد اتفق مع المخرج مجدي أبوعميرة على بدء بروفات المسلسل التلفزيوني الجديد «الصفعة» في نهاية هذا الشهر استعدادا لبدء تصويره في منتصف شهر مارس القادم بداخل بلاتوهات مدينة الإنتاج الإعلامي بعد الانتهاء من الديكورات الخاصة به. المسلسل تأليف أحمد عبدالفتاح وإنتاج تامر مرسي, وتم ترشيح مجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات للمشاركة في بطولته مثل علا غانم ومحمد رجب وشيرين رضا ورشا مهدي. وأخذت فكرته من ملفات جهاز المخابرات المصرية حول قصة حقيقية وقعت أحداثها في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي. جدير بالذكر أن شريف منير سبق له الإعراب عن أسفه لعدم استيعابه بشكل كامل لأفكار شباب 25 يناير, وقال إنه ذهب مع أشرف زكي ومجموعة من الفنانين للمظاهرة المؤيدة للرئيس مبارك, والتي أقيمت أمام مسجد مصطفى محمود من منطلق تعاطفه الشديد مع الرئيس مبارك بعد الخطاب الذي ألقاه ليعرب عن رفضه إهانته من قبل المتظاهرين, ثم شعر كما قال أثناء وجوده بالمظاهرة أنه بداخل حرب بين مؤيدي مبارك وبين ميدان التحرير فرفض قبول هذا الوضع وقرر الانسحاب من المظاهرة. من ناحية أخرى أعادت دور العرض السينمائية فتح أبوابها بعد أن ظلت مغلقة أكثر من أسبوعين بسبب ثورة 25 يناير, بينما فضلت دور أخرى إغلاق أبوابها لحين استقرار الأوضاع، ومنها ديانا وبيجال بوسط البلد, كذلك بعض دور العرض التي شهدت أعمال الشغب مثل سينما الهرم التي احترقت تماما, وقدرت خسائرها بحوالي 7 ملايين جنيه, وقد شهدت الأيام الماضية ارتفاع الإقبال بنسب تتراوح بين %10 و%30 رغم أن التوقعات السابقة كانت تشير إلى أن دور العرض لن تعود قبل شهرين على الأقل، كما أن مد إجازة نصف العام أسبوعاً آخر قد يسهم في زيادة نسبة الإقبال خلال الأيام المقبلة. وقد أعلن منيب الشافعي رئيس غرفة صناعة السينما، إن خسائر دور العرض تجاوزت الملايين بسبب إغلاقها, خاصة في موسم نصف العام, حيث كانت تحقق خلال هذا التوقيت حوالي مليوني جنيه في اليوم الواحد، وهذا يعني أن إغلاقها 15 يوماً يمثل خسائر تصل إلى 30 مليون جنيه, بالإضافة إلى الخسائر التي تعرض لها أصحاب الأفلام، والتي عرضت قبل الأزمة بأيام ولم تشهد أي إقبال مثل (ميكروفون لخالد أبوالنجا والشوق لروبي، إضافة إلى أفلام مثل زهايمر و678 وبلبل حيران وابن القنصل) كما تعرض بعض الموزعين لخسائر بسبب تخريب بعض دور العرض.

العرب القطرية في

21/02/2011

 

من أجل سينما نضالية (2)

السينما الفرنسية في السبعينيّات : 1968-1983

ترجمة صلاح سرميني ـ باريس 

في عام 1967 أخرج "جان لوك غودار" فيلمه "الصينيّة" الذي تدور أحداثه في أوساط المجموعات الطلابية المُتعاطفة مع الصين في جامعة نانتير، وبعد بضعة أشهرٍ انطلقت في نفس الأماكن أحداث مايو 68، ومع أنّ أبطال "غودار" لم يمتلكوا أفكاراً واضحة تماماً، وتبدو شخصياتٍ خاسرة، وهامشية في الثورة، ولكن، هل كان أولئك الذين صنعوا أحداث 68 يتقنون نظرياتهم فعلاً، وهل كانوا قادرين على استلام زمام السلطة بطريقةٍ أفضل؟.

ومن ثمّ، ليس من المُستغرب بأن يكون "غودار" واحداً من السينمائييّن النادرين في إثارته للتساؤلات حول أحداث مايو 68، وهو الذي كان مُزعزعاً في رفاهيته الفكرية عام 1967.

بتخليه عن التسهيلات التي قدمها له النظام، وموقعه المرغوب كرافع لراية "سينما المؤلف"، غاص "غودار" لفترة سنواتٍ طويلة في العمل النضاليّ، وبعد ذروة شعبيته عام 1967، أصبح منسيّاً ثلاث سنواتٍ فيما بعد، صعوبة الاحتفاظ بتحديات 68 كانت واضحة بشكلٍ خاصّ عند "غودار"، وتُعتبر حالته مثالية في تجسيد الصراع بين الرغبة بتقديم شهادة عن الأحداث بطريقة مجهولة، ومحاولة التعبير الشخصيّ.

في البداية، كانت رغبته صادقة بمنح الأولوية للعمل الجماعيّ، ولكنه عاد.. سرعان أن عاد إلى ثنائيةٍ بسيطة للوصول ثلاث سنواتٍ فيما بعد إلى إمكانية التأكيد على أناه عبر نظرة ذاتية تماماً.
وخضعت مجموعة "دزيغا فيرتوف"(1) لقراراتٍ مشتركة (غودار ـ غوران) (2)، ولم تستغرق وقتاً طويلاً في الحفاظ على خطها "الثوريّ" في بلدٍ، وسينما سوف تصبح لاحقاً نمطية.

من الممكن إذاً متابعة فيلموغرافيا "غودار" عبر إيطاليا (ريح الشرق 1969)، تشيكوسلوفاكيا (برافدا 1969)، أو ألمانيا (فلاديمير، وروزا 1970)، حتى عودته إلى الإنتاج الكلاسيكيّ في عام 1972، ولكنه مع ذلك أخرج أفلاماً تعليميّة حول السلطة، والتلاعب بالصور (كلّ شيءٍ على ما يرام 1972)، (هنا، وهناك 1974)، و(رقم اثنان 1975).

ARC (3)، و Cinélutte (4) مجموعتان تكونتا من طلبة، وأساتذة معهد الـ  IDHEC(5)، الثانية، وكان يُنشطها بشكلٍ خاصّ "ريشار كوبانز"، و"جان دوني ـ بونان" بمنهجٍ "ماويّ" واضحٍ، حلت محلّ الأولى، حيث نجد فيها سينمائييّن مثل "ميشيل أندريو"، أو "جاك كيباديان".

Le Grain de sable (حبة الرمل)، مجموعةٌ سينمائيةٌ أخرى تأسّست في عام 1974، وارتكزت على أكتاف ثلاثة سينمائييّن رئيسييّن : "جان ـ ميشيل كاريه"، "سيرج بولجينسكي"، و"يان لو ماسون"، والذين أصبحوا مناضلين "محترفين"، أيّ كانوا يكسبون عيشهم من السينما النضالية، وكان يغلب الطابع الاجتماعي على المواضيع التي يعالجونها :

ـ نضال النساء : "حريةٌ بصيغة المُؤنث"، و"الحقّ العادل" لـ"بولجينسكي".

ـ الطاقة النووية : "الطاقة النووية خطرٌ آنيّ" لـ"بولجينسكي" أيضاً.

ـ التعليم : "الغيتو التجريبيّ في فانسان"، و"الطفل السجين" لـ "جان ـ ميشيل كاريه".

خلال السبعينيّات، اختفت معظم هذه المجموعات، فقط، مجموعة ISKRA (6) ما تزال صامدةً حتى اليوم، تنتجُ بضعة أفلام تسجيلية، وتهتمّ خاصةً بتوزيع عموم هذه السينما النضالية، وأيضاً مجموعة (حبة الرمل)، والتي بعد انقسامها بقيت بين يديّ "جان ـ ميشيل كاريه"، و"ريشار كوبانز" الذي أسّس في بداية الثمانينيّات شركة Les films d'ici (أفلامٌ من هنا)، والتي أصبحت واحدةً من الشركات الرئيسية لإنتاج الأفلام التسجيلية، وفيها عددٌ من أعضاء مجموعة  Cinélutte.

ونشير هنا إلى "حكايات.أ" لمخرجيّه "شارل بلمونت"، و"ميرييّ إيسارتل"، فيلمٌ رمزيّ عن النضال النسويّ لتحرير الإجهاض تمّ إنجازه في عام 1973، وكان واحداً من أوائل الأفلام التي أظهرت حالة إجهاضٍ بطريقةٍ جديدة (الشفط) أقلّ خطورةً من ذي قبل، وتُسمى طريقة Karman، سرعان ما تمّ منع الفيلم، ولكنه عُرض رغم كلّ شيءٍ في إطار حركة واسعة من العصيان المدنيّ في ذلك الوقت، وحصد جمهوراً كبيراً .

وتُعتبر "كارول روسوبولوس" واحدةً من وجوه السينما النسويّة وقتذاك، وهي التي أسّست مع زوجها "بول" مجموعة Video Out، وكانت واحدةً من الأوائل الذين صوروا بالفيديو، ونحن مدينون لها بعددٍ من الوثائق التسجيلية الثمينة، مثل الفيلم الأول عن الـ FHAR(7) (الجبهة المثلية للعمل الثوري).

كما صورت للمرة الأولى عملية إجهاضٍ على طريقة Karman في فيلم بعنوان "كان من المُفترض بأن لا نُضاجع"، وهي أيضاً مخرجة فيلم حول إضرابات بائعات الهوى في مدينة ليون عام 1975.
وقد وجد النضال المثليّ عند الشاب "ليونيل سوكاز" الناطق السينمائيّ باسمه، لأنه أخرج أفلاماً مثلRace d'Ep  مع المُفكر "غي أوكينغيم"، وفيه استرجع قرناً من تاريخ المثلية الجنسية، وأيضاً  Ixe، فيلمٌ إباحيٌّ تجريبيّ، يتكوّن من تتابع فيلميّن جنباً إلى جنب بإيقاع هلوسيّ تقريباً.

وعن نضال النساء، نُشير بشكلٍ خاصّ إلى "انظر، عيناها مفتوحتان على آخرهما"، فيلم "يان لوماسون" الذي تمّ تصويره في مدينة Aix بالانغماس في مجموعةٍ منشقة عن جمعية MLAC(حركة تحرر الإجهاض، ومنع الحمل)(7)، تمّ تقطيعه إلى أربع مشاهد، يظهر اثنان منها حالتيّ ولادة "طبيعيتيّن"، يُحيطان بمشهد إجهاضٍ على طريقة Karman ، ومشهد محاكمة مع متظاهرين أمام المحكمة، وكان المشهد الختاميّ لافتاً للانتباه، وفيه نشاهد الشخصية الرئيسية للفيلم تلدّ وسط أعضاء المجموعة.

واصلت العديد من الأفلام رصدها للنضالات العمالية، وخلال إضراب مصنع Lip ، وبدءاً من عام 1973، ذهب عدد من السينمائيين لتصوير صور، كحال "دومنيك دوبوسك"، أو "ريشار كوبانز" الذي أخرج فيلم "بخطواتٍ بطيئة"، أو المخرجة "كارول روسوبولوس" التي تطرقت إلى النضال من وجهة نظر نسوية، بالتركيز خاصةً على شخصية "مونيك بيتون"، وقد تحقق نفس الأمر بالنسبة للنضال الفلاحيّ خلال محاولة إخلاء هضبة Larzac لإنشاء قاعدة عسكرية.

بدوره، كان النضال الثوريّ خارج فرنسا حاضراً، حيث بدأت مجموعة ISKRA تعرض أفلام "باتريسيو غوزمان" المقيم في أوروبا، مثل فيلمه "السنة الأولى"، ولكن، خاصةً فيلمه "معركة العشرة ملايين"، والذي يعود من خلاله إلى السنوات السابقة لإسقاط "ألليندي" في التشيلي، ويُشكل من خلاله وثيقة لا يمكن الاستغناء عنها، وقد تمّ اختيار الفيلم في مهرجان كان كما حال فيلم "أدنى حركة" الذي أنتجته مجموعة ISKRA أيضاً، وربما كان واحداً من الأفلام الأكثر اختلافاً من ذاك التيار.

بالإمكان الإشارة أيضاً إلى بعض الأفلام التي أنتجتها مجموعاتٍ محلية، مثل فيلمTorr e Benn (وتعني "حطم رؤوسهم" باللغة البروتونية)، و"محكوم عليهم بالنجاح" لـ "فرانسوا جاكومان"، فيلمٌ نضاليّ بيئيّ يشجبُ بالآن ذاته الإختلالات التشغيلية لمصنعLa Hague ٍ من خلال مقابلاتٍ مع العمال النقابيين، وبشكلٍ عام، الاستخدام المُكثف للطاقة النووية.

في أحد المشاهد الرئيسية من هذا الفيلم، نشاهد أحد العمال يستغرق حوالي ثلاثة أرباع الساعة في ارتداء الملابس الواقية كي يُنجز تصليحاتٍ بسيطة في المصنع . 

هوامش :

(1) ـ نسبةً إلى السينمائيّ السوفييتيّ الطليعيّ "دزيغا فيرتوف"(1896-1954).

(2) ـ المقصود السينمائيّ الفرنسيّ اليساريّ (Jean-Pierre Gorin) الذي كان زميلاً لـ "جان لوك غودار" في مجموعة "دزيغا فيرتوف".

(3) ـ ARC هي الحروف الأولى من (Atelier de Recherche Cinématographique)، وتعني (ورشة بحث سينمائيّ).

(4) ـ Cinélutte (جمع كلمتيّن: Ciné/ سينما، وlutte/نضال).

(5) ـ IDHEC هي الحروف الأولى من (Institut des hautes études cinématographiques)، وتعني (معهد الدراسات السينمائية العليا)، والذي أصبح في عام 1986الـ  Fémis(Fondation européenne pour les métiers de l'image et du son)، وتعني (المؤسّسة الأوروبية لمهن الصورة، والصوت).

(6) ـ  Iskra هي الحروف الأولى من (Image, Son, Kinescope et Réalisations Audiovisuelles)، وتعني (صورة، صوت، تحويل من الفيديو إلى السينما، وإنجازات سمعية/بصرية)، و Iskra تعني "شرارة" باللغة الروسية، وهي حالياً شركةٌ مستقلةٌ للإنتاج، والتوزيع.

(7) ـ FHAR هي الحروف الأولى من (Front Homosexuel Action Révolutionnaire)، وتعني (الجبهة المثلية للعمل الثوري).

(7) ـ MLAC هي الحروف الأولى من (Mouvement de Libération de l'Avortement et la Contraception)، وتعني (حركة تحرر الإجهاض، ومنع الحمل)، جمعية نسوية تأسّست في عام 1973.

الجزيرة الوثائقية في

21/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)