حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خواطر ناقد:

جمهورية التحرير المتحدة

بقلم : طارق الشناوي

هل يعتقد الفنانون المصريون أن الشعوب ليس لها ذاكرة وأنهم لن يحاسبوهم علي مواقفهم المؤيدة والداعمة للنظام السابق في حماية الفساد وتمرير توريث الحكم من »مبارك« الأب الي »مبارك« الابن.. الكل كان يعلم أن هذه هي المعركة التي ينتظرها النظام وتم تجييش الجميع من أجل أن يباركوا التوريث إلا أن النظام السابق فوجيء أن المعركة يوم ٥٢ لم تكن »مبارك« الابن بل توجهت مباشرة الي »مبارك« الاب غير الأمين علي بلده وقررت اسقاطه!!

كان ولايزال ميدان التحرير هو ساحة الحرية والاستشهاد والعدالة.. زيارتان لميدان التحرير الفارق بينهما لم يزد عن بضع ساعات »وائل غنيم« و»تامر حسني« وائل استقبل كبطل.. »تامر« استقبل كخائن وأخذ يبكي بعد أن اسقطوه عن المنصة واعتبروه عميلا للنظام ضد الشباب ومطالبهم المشروعة.. حاول »تامر« أن يبرر أنه قد غرر به والحقيقة أنه مثل القسط الوافر من الفنانين كان يعتبر أن النظام الحاكم هو الدرع الواقي له للحفاظ علي نجاحه وأن نجوميته هي في خدمة النظام!!

من المهم أن نقرأ بقدر من الهدوء كيف تم توريط »تامر« في الدفاع عن الدولة والنظام و»حسني مبارك«.. »تامر« يقول انها ورطة أنا أراها صفقة تتم عادة بين الفنانين والدولة.. وهي بالمناسبة ليست الاولي ولكن دائما ما تلجأ الدولة للفنان صاحب الجماهيرية للترويج لأفكارها وينتظر في العادة الفنان أن يحصل علي المقابل من خلال الرعاية والحماية التي يوفرها له النظام.. نعم قالوا لتامر أن هناك متظاهرين في ميدان التحرير يطالبون باسقاط »مبارك« وعليه أن يهاجمهم باعتباره صوتا للنظام.. والدولة تعلم بالطبع أن »تامر« أحد الاسماء اللامعة التي لها مصداقية لدي الشباب فهو و»عمرو دياب« يتنازعان هذا اللقب واحد »نجم الجيل« والثاني »هضبة الجيل« ولهذا فان أغلب الحفلات الرسمية تلك التي كان يحضرها الرئيس »مبارك« كان دائما هناك مشاركة من »تامر« أو »عمرو« بالغناء ودائما مثل في هذه الحفلات لا يتم توجيه الدعوة الي الفنان إلا بعد أخذ موافقة الرئيس.. صار في السنوات الأخيرة اسمي »عمرو« و»تامر« هما الاقرب الي الناس ولهذا صارا هما الاقرب أيضا لتلك الحفلات الرسمية للنظام!!

»تامر« بالطبع عندما تمت دعوته لكي يؤازر الدولة من موقعها في ماسبيرو توقع أن ما يحدث في الميدان هو مجرد زوبعة محدودة ستنتهي خلال ساعات وليست حتي أيام ولهذا انضم الي الرأي الرسمي ووجدها فرصة لكي يثبت للدولة في هذا الموقف المصري ولاءه المطلق لها ولكنه بعد ذلك تأكد ان الغلبة في يد هؤلاء الشباب وبدأ علي النت يقرأ تحذيرات من الشباب بمقاطعة أفلامه وأغانيه لانه أهان الشباب واعتبرهم عملاء.. نعم الاعلام الرسمي في البداية هو الذي روج لهذه الاتهامات إلا أن الاستعانة بتامر جاءت لتؤكد تلك الاتهامات ثم صدرت تعليمات الي الاعلام الرسمي بتغيير أسلوب اللعب بعد أن اكتشف أن المائدة قد انقلبت عليه وبدأ الخطاب الاعلامي الرسمي يتحدث عن ثورة وعن شباب لديهم مطالب مشروعة في الحرية والعدالة الاجتماعية.. انتقلت كاميرات التليفزيون الرسمي الي ميدان التحرير بل صار الاختبار الذي عن طريقه يتم قياس الصواب والخطأ هو مدي اقتناع شباب الميدان بما يرونه.. الكل بات يذهب للميدان المشير »طنطاوي« الفريق »شفيق«، »عمرو موسي« ، »أسامة الباز«.. الفنانون أصبحوا يراهنون علي الميدان كان »أحمد حلمي« مترددا بينما زوجته »مني زكي« اختارت من البداية أن تؤازر شباب الميدان وبعد ذلك حسم »حلمي« تردده وانضم للميدان وسامحه الشباب ربما لانهم شاهدوا من البداية أن »مني« كانت بينهم برغم أن الاعلام الرسمي حاول توريطها لكنها كانت أكثر ذكاء من »تامر« فلم تهاجم شباب التحرير!!

لا استطيع بالطبع ان ادخل في النوايا ولكن دائما الفنان لديه حسبة وهي مصالحه ودائما للدولة أيضا مصالحها فهي تسعي للفنان الأكثر جماهيرية ومصداقية لدي قطاع عريض من الناس فهي لا تصنع الفنان ولكنها تستثمر نجاحه لصالحها وهو علي الجانب الآخر يرحب بذلك طالما انها تحمي نجوميته انه قانون المقايضة وتبادل المنفعة!

مثلا في بداية عهد »حسني مبارك« كان المطرب الرسمي للنظام هو »محمد ثروت«.. كل الحفلات الغنائية الرسمية كان يدعي لها »ثروت« ثم اكتشفت الدولة أن »ثروت« ليس لديه جماهيرية في الشارع فاتجهت الي »عمرو دياب«، »تامر حسني«، »شيرين« لان هؤلاء هم الاكثر جماهيرية.. في مرحلة كان الملحن »عمار الشريعي« هو الملحن الرسمي الاول واغلب الاغنيات التي تتغني باسم »حسني مبارك« سوف تكتشف أن ملحنها هو »عمار« علي مدي ما يقرب من ٤١ عاما كان »عمار« هو المتعهد الرسمي لاغاني النظام ثم بدأت الدائرة تتسع في السنوات الاخيرة واتجهوا الي أجيال أصغر طمعا في الوصول الي قاعدة جماهيرية وسنية أخري.. ورغم ذلك كان »عمار« هو صاحب الصوت الأعلي في تأييد هذه الثورة قبل أن يراجع أحد أغنياته ويكتشف انه الملحن الرسمي الأول في عهد »مبارك« وبالطبع من حق أي فنان في أي مرحلة زمنية أن يراجع نفسه ولكن عليه ايضا ألا ينسي مواقفه السابقة!!

لاشك أن »تامر« لا يملك رؤية تؤهله للاختيار الصحيح لكنه مثل أغلب الفنانين يراهن علي من يكسب.. اعتقد في البداية ان النظام سوف يكسب فصفق له وعندما وجد أن شباب التحرير لديهم  الاغلبية انحاز لهم ولهذا لفظوه لانه لم يراع فروق التوقيت.. بينما جاء »وائل غنيم« من المعتقل الي المتظاهرين فحملوه علي الاعناق ورغم ذلك فلقد طلب وائل من المتظاهرين ألا يرفضوا »تامر« واعتبر أن اعتذاره واعترافه بخطئه يكفي.. ما لا يدركه أغلب النجوم أن ذاكرة الناس لا تنسي!!

أخبار النجوم المصرية في

17/02/2011

 

دراما مرئية :

وبقيت ماشي وسط الناس متباهي بوطني فرحان

بقلم : د . حسن عطية 

عندما يذهب المرء إلي بائع الصحف، يشتري الجريدة التي اعتاد قراءتها، وعندما يدير مؤشر الراديو يتوقف عند المحطات التي تذيع البرامج والأغاني التي تروق له، وعندما يستخدم الريموت كونترول يختار القنوات التي تتفق فيما تقدمه مع أفكاره وتطلعاته، فالإنسان البسيط، وفي الأوقات العادية، يخاف التعرض لما يقلقه ويشوشر عليه ما عرفه، وفقاً لمبدأ الإنسان عدو ما يجهله، وهو ما يعرف في علوم الإعلام بنظرية التعرض لوسائل الاتصال المختلفة.

وخطورة هذه النظرية أنها تحجر عقل الإنسان علي أفكار معينة يتصور أنها الحقيقة بعينها، وتجعله يخشي كل ما يهز إيمانه بهذه الأفكار، وتناقض الفكر العلمي الذي يبدأ من الشك ليصل إلي اليقين، وتدفعه للهروب من أي تغيير قادم، وتوقف الفكر الإعلامي عند حد الحفاظ علي النظام القائم، اعتماداً علي أن المتلقي لا يريد غير ما يقدم له و»يحترم« تقاليده التي صنعت من أجيال سابقة عليه، وأن كل دور الإعلام هو الحفاظ علي عقل هذا المتلقي ساكناً مستكيناً، فهو لا يراه غير طفل غرير بحاجة للحماية من »الأفكار المندسة« علي حين أن الإنسان الواعي في كل الأوقات، عادية وغير عادية، وازاء الأحداث الجسام خاصة يبحث دوماً عن كل الرؤي العارضة له، وبضغطة زر يتجول بين كل محطات وقنوات العالم الإذاعية والتليفزيونية، ويجول بعينيه علي كل مانشتات الجرائد والمجلات، سعياً لمعرفة (حقيقة) ما حدث، ومن ثم تصبح عملية تقديم ما يعرفه فقط تراجعاً مهنياً وفكرياً تدخل في إطار خيانة الأمانة الإعلامية، وتضحي عملية تدعيم معرفته بوسائل متعددة تضليلاً يصل إلي حد الجريمة، كما فعلت تلك القناة المنحازة منذ بداية ثورة شبابنا الشعبية إلي جانب أفكار النظام المباد، واستقبالها لمدعية علي الثورة في فقرة هابطة ببرنامج ليلي، راح مقدميه مع معده يصرخون في وجوهنا عقب انتصار الثوار، مبررين الأمر بمجرد »خطأ مهني« وأنهم ليسوا ب»متحولين« بل هم أول من فعل كذا وكذا، وأنهم ثوار الإعلام قبل ظهور الثوار في الشارع!

صورة الميدان

لقد أطاحت الثورة الشعبية، فيما أطاحت وتطيح، بنظرية التعرض القاصرة، وأثبتت أن الشباب المصري الثائر ليسوا أطفالاً أو (شوية عيال) يمكن الخلاص منهم برشاشات مياه وبضع كبسولات من القنابل المسيلة للدموع وعدة طلقات مطاطية وحية، بل هو وجود واع وفاعل في المجتمع، رفض أن يختار له النظام ووسائل اتصاله ما يحلو لهم، وأسقط سياسة إعلامية غبية لا تري أبعد من أقدامها، وتكتفي بشتم القنوات الأخري، متهمة إياها بالعمالة والترويج لأجندات جهات ما، لمجرد أنها تنقل الحقيقة بالصورة المرئية التي لا تكذب، وعليه راح الشعب يبحث بنفسه عن هذه الحقيقة المغيبة عن قنواته بكل زوايا الرؤية لها، فظل لثلاثة أسابيع يقرأ ويستمع ويشاهد كل الجرائد والمحطات والقنوات من أجل أن يعرف الحقيقة، وعرفها، وعرف معها أن وسائل اتصاله الرسمية تحجرت داخل كهوفها، ولم تتحرك إلا عندما انفضح أمرها، وبان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فهبط مذيع قناة النيل للأخبار الرسمية ظهر يوم النصر إلي مدخل ماسبيرو دون قدرة منه هو أو أي من زملائه للوصول إلي ميدان التحرير أو القصر الرئاسي المحاصر، ومتباهياً بحضوره وحده إلي الساحة المحاصرة، وساخراً من زملائه الذين خافوا من دخول المبني الضخم المحاط بشباب رافض لسياسة وزير الإعلام الهابطة، وراح يسجل مع هذا الشباب أولي كلمات تبث له علي التليفزيون الرسمي، وافتخرت القناة بهذه التسجيلات فراحت تكرر بثها طوال ليل النصر، كما راحت قنوات النيل المتخصصة في صباح اليوم التالي للثورة تبث بضع أغنيات محدودة ومجتزئة من أغنيات الستينيات الثورية، خاصة أغنيات »عبدالحليم حافظ« ومنها أغنية »صورة« للشاعر العظيم صلاح جاهين، والتي كانت إحدي أيقونات ثورة الشباب في ميدان التحرير، وفي كل الميادين المصرية الثائرة، والمؤكدة علي أننا »كلنا هنا في الصورة زمايل« دون تفرقة دينية أو فئوية أو نوعية، و»اللي هيبعد من الميدان عمره ما هيبان في الصورة« ومنها أغنية حليم الرائعة (بالأحضان) لجاهين أيضاً، وقوله الذي كان زمنذاك وصار اليوم شعاراً لكل مواطن مصري »وبقيت ماشي في وسط الناس، متباهي بوطني فرحان«، والحال كذلك مع أغاني »أم كلثوم« ومنها الداعية »عيشوا كراماً تحت ظل العلم« وأغاني فيروز المعلنة »مصر عادت شمسك الذهبي«.

مراجعة درامية

أعادت الثورة للمواطن المصري إحساسه الراقي بقيمته في مجتمعه، وشعوره العميق بكرامته، وزهوه بوطنه، وحسناً فعل اتحاد الإذاعة والتليفزيون ببيانه الصادر في اليوم التالي للنصر المؤكد فيه أن »إذاعته وتليفزيونه« هما »إذاعة وتليفزيون الشعب وفي خدمته«، وحسناً فعلت قنواتنا المتخصصة بإعادة تقديم المسلسلات الراقية، وإن كان علي استحياء وبصورة متقطعة، وإزاحتها للأغاني الخليعة المفسدة من عينة »أنا عامل دماغ قراقيش«، وبثها أغاني التعبير الحقيقي عن نبض الناس، والعاملة علي تنبيه وعيهم وإيقاظ هممهم.

وياليت شركات وقطاعات إنتاجنا الدرامي الرسمي والخاص، تراجع بدورها خطط إنتاجها، وتعاود النظر فيما كانت تنوي إنتاجه لرمضان القادم والعام الجديد، فتتوقف عن إنتاج مسلسلات الميوعة والمخدرات من عينة (الباطنية) العام الماضي، و(سمارة) المزمع إنتاجه والذي طوت الثورة صفحتها، ومن مثل المسلسلات الكوميدية و(الست كوم) الهابطة فكراً وذوقاً، والتي أنتج ركام فاسد منها خلال الأعوام الأخيرة لعلاقات شخصية، أو مكاسب مادية، أو فهماً خاطئاً لفن الكوميديا، أو لأن كاتبة المسلسل من شلة الهانم التي رحلت، ونعود للتمسك بقيمة النص الدرامي، ليس فقط  الجيد من حيث الصياغة الحرفية، فهذا وحده لم يعد يجدي اليوم، بل من حيث انتمائه لفكر جديد قادر علي تثوير وعي المتلقي، وهز أفكاره المتكلسة، ودفعه لمزيد من الادراك لدوره في مجتمعه.

المستقبل للشباب

كم من المسلسلات التي صيغت بأوامر من وزراء الداخلية والاعلام.. وكم من الأعمال الدرامية التي انتجت والعين علي مستهلكها الخارجي، لدرجة انطاق تتراتها بلسان غير مصري أملا في التوزيع.. وكم من الأموال انفقت علي ممثلين شاخوا وانتهي عمرهم الافتراضي، وحولتهم ادارات التسويق إلي »تايكونات« تبتلع فكر وقيمة العمل الذي يظهرون فيه، ويسحقون كل قيمة فكرية في الاعمال التي يقدمونها.. وكم من الشباب الموهوب ضاعت أعماله في ادراج المدراء والمخرجين لانهم غير معروفين، أو لأنهم غير قادرين علي جلب »النجم« تحت إبطهم الأيمن، بينما يحتل السيناريو الذي أصبح مجرد »ورق« تحت إبطهم الأيسر كي تنتج أعمالهم.

لقد فشل خطاب تفويض الرئيس السابق مهامه لنائبه، نظرا لفشل صائغ الخطاب في التعبير شكلا عن مضمونه، وتصور قائله انه مازال نجما فوق العادة. ويفشل كل يوم نجوم يتصورون أنفسهم فوق العادة، لأنهم يعبرون بالشكل البراق عن مضامين متخلفة، وكم بح صوتنا من القول بأهمية مطابقة الشكل للمضمون، وقدرة الصورة المرئية علي نقل المحتوي الفكري لصانع العمل، ولذا فالصورة الجديدة ليست فقط أمرا تقنيا، بل هي فيما تقدمه من أفكار وموضوعات وشخصيات جديدة.

والمستقبل، كل المستقبل لشباب جديد، يملك فكرا جديدا، يحتاج بالفعل الي أشكال وصياغات جديدة مختلفة، ونجوما تشابه وجوهم وجوه من قاموا بالثورة، وموضوعات تؤكد علي أن السائرين لم يعودوا نياما، وأنهم لن يرفعوا بعد اليوم »الراية اليبيضا« ولن يخشوا فزاعة اية »جماعة«، فقد عرفوا حجمها علي الارض، وعرفوا أنفسهم، وادركوا ان الشارع لهم، والمستقبل بدءوا صناعته يوم اندلاع ثورتهم.

أخبار النجوم المصرية في

17/02/2011

 

بحب السيما :

وبكينا مع وائل غنيم

بقلم آيريس نظمي 

لم أكن أتصور أنني سأعيش لأري هذه الثورة.. ثورة شباب ٥٢ يناير التي تابعناها لحظة بلحظة.. علي مدي ٨١ يوماً لتغيير نظام الحكم.. وهي أول ثورة شعبية في العالم قام بها الشعب لحصوله علي الحرية والعدالة.

كنت أتصور أننا قادمون علي »ثورة الجياع« مثل الثورة الفرنسية.. الدموية.. ولكن كانت ثورة شبابنا ثورة بيضاء.. تعتبر انقلابا تاريخيا لم يحدث من قبل.

واتذكر ماقيل عن ماري انطوانيت زوجة لويس السادس عشر حين سألت ماذا يريد الشعب الفرنسي؟.

فقيل لها لم يجدوا الخبر الذي يأكلونه فردت بسذاجة.. طيب ياكلوا جاتوه!

وكان ذلك مؤشراً علي مثل هذه الثورة التي لم يجد فيها المواطنين عندنا رغيف العيش الذي اصطف حوله الطوابير التي راح ضحيتها البعض.. وذلك بالرغم من انه رغيف غير صالح للأكل الآدمي.. ولايأكله حتي الكلاب اضف الي ذلك حال البلد.. بداية من البطالة.. وهؤلاء الذين لايجدون مآوي يضمهم فيعيشون في العشوائيات.. والذين يعيشون في المجاري والمستشفيات وشراء الماء الذين لايجدونه فيشروبون ماء الترع الملوثة.. والشباب الذي يريد الزواج لكنه غير قادر علي مصاريفه.. وهؤلاء الذين يغامرون بحياتهم ليهاجروا هجرة غير شرعية في مراكب صغيرة تهوي بهم إلي قاع البحر.. هذا غير النظام الدكتاتوري الحاكم.. وقتل وتعذيب الابرياء.

ويزداد الفقراء فقراً.. بينما رجال السلطة يزدادون ثراءاً بالمليارات التي اقتصوها من الشعب وبنوا القصور وباعوا ارض مصر بالبخس.. وهو ما أحس به صناع السينما مثل وحيد حامد وعادل إمام وغيرهم.. ففي فيلم »الإرهاب والكباب«.. حينما وجد عادل إمام نفسه في موقف الإرهابي.. وطلب منهم وزير الداخلية ماهي مطالبكم؟ فسكتوا ثم قالوا نريد ان نأكل كبابا.. وهذا مايدل علي جوع الشعب الغلبان!

لكن الشباب الذي قام بالثورة -ثورة الغضب في ميدان التحرير- التي لم نكن نتوقعها كانوا يعرفون جيداً مايريدونه -العدل والحرية.. واسقاط النظام الحاكم.. والذين اقاموا في ميدان التحرير ٨١ يوماً وان فترشوا الارض ليل نهار.. والتصميم علي الايتفرقوا إلا بعد تغيير نظام الحكم.. ورحيل الرئيس.. وهي الثورة التي استشهد فيها شهدائنا في عمر الزهور.. وقامت الدنيا ولم تقعد إلا بعد احالة الرئيس ومحاسيبه من الذين امتصوا دماء الشعب الجائع..

اما هؤلاء الشباب الذين قاموا بالثورة فكلهم من الشباب المثقف الواعي.

عشنا هذه الثورة التي غيرت تاريخ مصر واحدثت انقلاباً كبيراً فمصر اليوم غير مصر الأمس.. ولكن المهم المرحلة المقبلة وماذا سيحدث بعد ذلك! ونرجوا ان يؤرخه التاريخ بصدق غير التأريخ الذي زور تاريخ مصر وأملاه علي ابنائنا في المدارس.. وذلك يعرف ابنائنا واحفادنا واولادهم ويتناقلوها علي مر الاجيال »ثورة الشباب البيضاء« ويحكيها الكبار للصغار مثلما كانت  تحكي لنا جدتي عن ثورة عرابي التي كانوا يطلقون عليها »هوجة عرابي«.

سنحكي عن ثورة الشباب الغاضب الواعي الذي فاض به الكيل فانتزع الخوف من قلبه ليقدم حياته من أجل الحرية.

الشباب كلهم أسرة واحدة

> جلسنا امام التليفزيون لنتابع القنوات الفضائية ليل نهار.. وهي أصدق من القنوات المحلية لنري الواقع البشع.. في الوقت الذي تظهر فيه مذيعة الربط لتقول  »ان الأمن مشتت«.. ولان المذيعة المخلصة لثورة الشباب كانت تري عكس ذلك فلم ترد أن تغالط ضميرها فقدمت استقالتها. لان قلبها مع هؤلاء الشباب الذين ظلوا في ميدان التحرير حتي تتحقق مطالبهم واتخذوا من الأرض فرشا لهم وتحدوا ليناموا تحت جنازير الدبابات.. وتصادق وتآخا البعض مع بعضهم وأصبحوا اسرة واحدة.. وحملوا جرحاهم الي المستشفيات .. ولم يأكلوا سوي الفول والطعمية والمش.. ولم يأكلوا »كنتاكي« كما قيل إلا هؤلاء البلطجية الذين اندسوا وسطهم والممولين لهم من جهات مختلفة.

وفي الليل كان بعضهم يلتفون في دائرة ليغنوا أغاني الشيخ إمام »رحمه الله« والذي كانت كل أغانيه انتقاداً للسلطة بشكل كاريكاتوري أما عائلات الشهداء فالله يعزيهم.. ودمائهم الغالية لن تروح هدراً.

الزعيم الشاب.. محرك الثورة

بكيت مع وائل غنيم هذا الشاب النابه الذي اعتبره محرك الثورة بل اري انه قائد ثورة الشباب.. حين اطلق دعوة للتظاهر عبر شبكة الانترنت.. وفي الصفحة الأخيرة علي الفيس بوك كانت تحمل اسم »كلنا خالد سعيد« وخالد سعيد هذا هو الشاب السكندري الذي راح ضحية النظام حين عذبوه في الشارع بوحشية حتي لفظ انفاسه..

ووائل هو إنسان مثقف ثقافة عالية ووطنية غير مزينة فهو يعمل في شركة »جوجل« احدي الشركات الاجنبية العالمية.. ليس فقيراً لكنه يحس بالناس ولايعرف كيف يقدم لهم شيئاً..

كان كقائد الثورة في رأيي بالرغم من انه رفض هذا الاسم فهو لم يستشهد مثل زملائه.

حين استضافته مني الشاذلي بعد خروجه من المعتقل مباشرة لتجري معه حديثا.. بكي وائل بحرقة شديدة حينما رأي لأول مرة صور زملائه الذين استشهدوا وبكينا معه .. ولم يستطع ان يكمل الحوار ليغادر الاستديو وتجري وراءه مني الشاذلي..

عتاب لفنانينا

نزل بعض فنانينا للاشتراك في المظاهرات.. نزل البعض لإلتقاط الصور لهم  وكنوع من الدعاية.. فأين كانوا قبل ذلك؟ لم يفكروا يوماً ان يقدموا شيئاً للناس الغلابة ان يقيموا مثلا مستشفي تشفي جراحهم.. ولامؤسسة تضمهم ولا مدرسة محترمة للناس غير القادرين.. بالرغم من الملايين المستفزة التي يتقاضونها في المسلسلات التليفزيونية.. فممثلة الإغراء مثلا تطلب ٠٢ مليون جنيه.. وهذا المطرب الشاب الذي ليس له صلة بالتمثيل يطالب ب٠٧ مليون جنيه.. وبالمقارنة ماذا فعلت الشخصيات الامريكية  الغنية التي يدعون فيهم عدمه الإنسانية.. واضرب مثلا بأشهر مذيعة »أوبرا وينفري« -التي سافرت جنوب افريقيا مسقط رأسها والتقت بالزعيم نيلسون مانديلا.. لإقامة المستشفيات والمدارس المحترمة لفقراء الشعب.. وما اكثر ماقدمته لشعبها من اموالها والتي ستخصها للشعب بعد وفاتها. ايضاً اغني رجل في العالم »بيل جيتس« الذي تبرع بثروته للشعب ولم يترك إلا مايحتاجه هو وابنائه الذي ينصحهم بالعمل ليحققوا النجاح كما حققه هو. ايضا نجوم السينما في هوليوود الذين يتبرعون بممتلكاتهم.. كما يجمعون التبرعات من أجل الملايين المصابة بأمراض مزمنة.

عادل إمام يقول انا معاكم..

ان الظروف تفرض نفسها..  فبعد ان كان عادل إمام متحمس يريد توريث السلطة لجمال.. تراجع عن ذلك حين سألوه.. انت معاناً والا معاهم فقال »انا معاكم« .. فلاننسي ان عادل إمام قد قدم الأفلام والمسرحيات التي ينتقد فيها نظام الحكم.. وجملته الشهيرة خوفا من »الزبانية« -الناس مبسوطة.. والمواصلات فاضية.. والدنيا حلوة.. وتحيا الوحدة العربية وهو  أول من بدأ بتقديم الأوضاع المجمعة مع وحيد حامد مثل »طيور الظلام«، وأول من قدم أفلام الأرهاب.. ومنها »الإرهاب والكباب« وهو الفيلم الذي يثور فيه علي أحد الموظفين المتراخين المعروفين بالتراخي والاهمال من نوعية »فوت علينا بكره ياسيد«.. فجأة يجد نفسه في موقف الارهاب .. فيتسعين بهؤلاء الذين ظلموا وهربوا من تنفيذ حكم الاعدام. مثل ماسح الأحذية للانتقام من السلطة حينما قتل احد اعيان البلد في قريته بالصعيد للإستيلاء علي ارضه.. والمجند »المراسلة« المضطهد الذي يتحول الي خادم حقير للواء الشرطة.. والمضيفة في احد الملاهي الليلية الذي يسعي ضابط الآداب لتلفيق قضية دعارة لها.. وتهرب من الحجز ايضا في مجمع التحرير.. والشاب الذي يحاول الانتحار من فوق مبني المجمع.. ويأخذ عادل إمام بندقية المجند ويبدأ في اطلاق النار.. وإطلاق الفوضي في المجمع.. ويتصل بهم وزير الداخلية ليعرف مطالبهم فلا يطلبون إلا كمية ضخمة من الكباب ودواء لمريضة عجوز! وهو مايدل علي جوع الشعب..

هي فوضي؟

> ورحم الله المخرج الكبير يوسف شاهين الذي قدم آخر فيلم له وهو يعاني من مرض القلب وتدهور صحته.. وهو فيلم »هي فوضي« لم يكن شاهين يخاف ابداً من ان يعبر عن الشعب والناس بصدق ويتناول نظام الحكم بألفاظه المعروفة.. نزل بنفسه في مظاهرات القضاة والمحامين ليلتقط صور من الواقع لفيلمه الجديد. وهو الفيلم الذي يتناول فيه أمين الشرطة »خالد صالح« الذي يرمز الي النظام الحاكم.. ويستغل سلطاته في ارهاب الناس وتوفير الأموال وهو  صاحب السلطة في الحي الذي يقيم فيه.. والقبض علي الناس ليردعهم.. يساعده أحد الضباط.. يقبض علي مجموعة من المتظاهرين الشبان.. ويريد ان يحظي بجارته »منه شلبي« التي يحبها من طرف واحد.. وحين يفشل يخطط لاغتصابها.. وعند التحقيق تثبت براءته علي انه كان في مهمة رسمية.. هكذا كان أمين الشرطة.

ضابط أمن الدولة الشرس

اما في »زوجة رجل مهم« تأليف رءوف توفيق واخراج محمد خان فهو يتناول ضابط بمباحث أمن الدولة الذي يتزوج بفتاة رومانسية يستغلها في جلب اخبار الطلبة السياسيين في الجامعة.. وتعيش الزوجة حياة  شديدة القسوة.. ويعتقد انه المسئول الاول عن أمن الدولة يمارس الاساليب الاستفزازية في معاملة المتهمين السياسيين الذي يلفق لهم القضايا.. ويستمتع بازلالهم وهم ابرياء وليست لهم علاقة بالسياسة.. وحيد يحال إلي المعاش بسبب تصرفاته يحاول الانتقام اكثرمن الأول فيقتل والد زوجته ثم ينتحر.

عايز حقي

وكيف ننسي الفيلم الذي قدمه »هاني رمزي« الشاب الطيب الذي يقرأ نص الدستور الذي يقر ان من حق أي مواطن جزءاً من المكلية العامة.. ولانه يريد الزواج والحصول علي شقة يرفع قضية مطالبا بحقه في المال ويجمع حوله الفقراء .. ويتم القبض عليه بتحريض الجماهير علي الثورة..

وكيف ننسي هذا الممثل العبقري احمد زكي رحمه الله والمخرج الشاب عاطف الطيب الذي مات في عز شبابه وعطائه وممدوح عبدالعليم.. في فيلم »البريء« الذي كتبه وحيد حامد.. وذلك حين يقنع ضابط الأمن المركزي بمعتقل للسياسيين هؤلاء الجنود بأن النزلاء من المعتقلين هم اعداء للوطن ويجب معاملتهم بقسوة.. فيتصور المجند البرئ »أحمد زكي« بأنهم اعداء الوطن.. لكن حين يقبض علي ممدوح عبدالعليم وهو صديق طفولته متهما بإحدي القضايا السياسية يفهم له الحقيقة.. فيرفض ان يعذب المعتقلين.. فيقتلوه بلدغة ثعبان«.. اما أحمد فيطلق الرصاص علي ضابط المعسكر.

أفلام أخري تجسد نظام الحكم الحاكم

وقد قدمت السينما قبل ذلك فيلم »الكرنك« الذي اغتصبت فيه الدكتورة امام خطيبها في المعسكر لانهم كانوا يريدون تجنيدها في المخابرات.. وهو من أهم الأفلام التي كتبها نجيب محفوظ واخرجها علي بدرخان وكتب السيناريو والحوار له ممدوح الليثي.

ونظام الارهاب والمعتقلات والتعذيب كانت علي مدي أزمنة وسنوات عديدة في تلك الحكم الحاكم.. ونتذكر فيلم »احنا بتوع الاتوبيس« الذي تدور احداثه قبل نكسة ٧٦ في إحدي اتوبيسات النقل.. ويتم الحجز علي عادل إمام وعبدالمنعم مدبولي حين يشاء قدرهما السيء ان يلقي القبض عليهما مع مجموعة من السياسيين المعتقلين ويودعون في السجن الحربي وما ادراك ما السجن الحربي ووسائل التغذب البشعة التي تستخدم.

وغيرها من هذه الأفلام التي تجسد نظام الحكم في البشر وتتلذذ بتعذيهم بداية من »زائر الفجر« الذي قدمته ماجدة الخطيب.. والذي حدث في الواقع في اواخر حكم السادات حيث كانوا يذهبون ليلا ليلقوا القبض علي كل العناصر التي تنتمي ولاتنتمي لاحزاب سياسية .. والذين تلذذوا بتعذيهم واهانتهم.. ثم افرج عنهم بعد اغتيال السادات.

وأفلام أخري من قبلها.. والتي تنبأت وعاشت الواقع الذي اهدرت فيه دماء الابرياء الشهداء.. هذه نماذج من الأفلام التي عشناها علي مدي عصور الدكتاتورية واستقرت مخزونة في نفوسنا.. ونرجو من الله الا يعيدها.. ونحن يقبلن علي عهد  جديد بعد الانقلاب الشعبي الذي حدث لاول مرة في العالم وقام به شبابنا..

ونأمل ان نعيش مصر جديدة تتميز بالعدل والحرية والانصاف.

أخبار النجوم المصرية في

17/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)