حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«وشم بالعين» ليمنى عيتاني سيرة مجتمع على حافة الهاوية

البؤس حياة البؤساء وفنهم

نديم جرجورة

إنه القاع. العمق الكبير للمدينة وناسها. المساحة الأكبر للجرح العميق في النفس والروح والجسد. الصُوَر الملتقطة في زوايا المدينة وباطنها المجتمعي والإنساني صادمة. أكاد أقول إن قسوتها أرحم من واقع العيش اليومي لـ«أبطالها» المهمَّشين. لـ«أبطالها» المكسورين عند الخطّ الفاصل بين إنسانيتهم المسلوبة ومتاهاتهم المفتوحة على الخيبة والعزلة والجنون. إنه القاع. قاع مدينة ومجتمع وشبان منذورين للشقاء. أو مقيمين في الألم. ما فعلته الكاميرا معهم عاديّ: رسمت لهم وجوهاً، وأعطتهم متنفّساً لوجود مختلف عمّا اعتادوه. أو بالأحرى، استعادت وجوههم المنسية، وجعلتها صنو لحظات أخرى من الحياة. ما فعلته الكاميرا معهم لم يعد عادياً: باتوا بفضلها اناساً حقيقيين، وإن ضربتهم صنوف الشقاء من كل حدب وصوب.

خيط رفيع

بهذا المعنى، يُمكن القول إن خيطاً رفيعاً جداً فَصَل التوثيقيّ عن الروائيّ، في الفيلم القصير «وشم بالعين» (30 دقيقة) ليُمنى عيتاني. التوثيق واضح. الشخصيات المُقدَّمة مستلّة من سيرهم الذاتية. سردوا أشياء من واقعهم اليومي. التوثيق، هنا، ركيزة أولى. النصّ الروائي إضافة نوعية. استكمال للتوثيق. ترجمة بصرية له. الخيط الرفيع جداً بين التوثيقيّ والروائيّ لم يحل دون إخراج الشبان من واقعهم الحقيقي إلى حالة سينمائية مرادفة لأمزجتهم وأنماط عيشهم. الحالة السينمائية خروج مؤقّت إلى عالم أرحب، أرادوه لحظة استراحة، أو صرخة ضد الذات والمحيط. «وشم بالعين» منح هؤلاء الشبان إمكانية القول. وعندما قال كل واحد منهم وجعه وسلوكه وتمزّقاته، مباشرة أو مواربة، بدا الفيلم أشبه بشهادة إنسانية محضة. بدا الفيلم انعكاساً لحالة اجتماعية واقعية.

«الحافز الأساسي الذي دفعني إلى إنجاز هذا الفيلم، كان أن أروي جروح شبّان باب التبانة وإحباطهم، والحلقة الجهنمية التي يتخبّطون بها». قدّمت يمنى عيتاني «وشم بالعين» بهذه الكلمات. الصفة الأجمل للواقع الأكثر بؤساً شكّلت الصورة الأكثر مأسوية لهؤلاء الشبّان: «الحلقة الجهنمية». وصفٌ مفتوح على أشكال العيش والموت. على تفاصيل هامشية صنعت أشياءهم المحطّمة. على حكايات صغيرة يسمعها كثيرون ولا ينتبهون إلى واقعيتها الفجّة والقاتلة. وصفٌ معنيٌّ، بالدرجة الأولى، بأولئك المسحوقين داخل البؤر التي يُفترض بها أن تكون أمكنة طبيعية لحياتهم. مع هذا، فإن ما ذهبت إليه يمنى عيتاني بدا، بعد إنجازها الفيلم، أبعد من مجرّد «حلقة جهنمية»: هناك شرخ مفتوح على عالم مُعقَّد ومتشابك ومتداخل في متاهات لا عدّ لها ولا حصر، جعله هؤلاء الشبّان ملاذاً وحيداً وأخيراً لهم. الغرق في شتّى أنواع البؤس، المتأتي أصلاً من أسباب جمّة لم تشأ يمنى عيتاني تحليلها أو الغــوص فيـها، نابعٌ من انسداد أفق، أو انغلاق درب: العائلة، البيئة، الوضع المعيشي، أنماط التربية، الرعاية المفقودة. هذه أسباب وردت في سياق الحكاية السينمائية بخفر ومواربة. لكن «وشم بالعين» لم يُحاكم ولم يُحلّل. اختصر حالة وبيئة وأناسا متمــسّكين بالحياة ربما، لكنهم مقيمون على حافة الموت، إن لم يكن فيه.

يوميات البؤس

أما الحكاية، فهي حكاية إبراهيم (عمر ثلجه)، ابن الأعوام السبعة عشر، الذي يُعاني فقراً وعنفاً عائلياً وتشرّداً وإدماناً على المخدّرات. ارتياده السجن دمغة في حاضره، وانخراطه في المجتمع شبه مستحيل. أبو قطنة (إيهاب محمد) في الثامنة عشرة من العمر، يعاني مشاكل مماثلة. العنف سلاحٌ وحيد لتحقيق مبتغاه، و«التشبيح» قوته اليومي. إنه صراع بينهما: فأبو قطنة اعترض إبراهيم في ورشة الحديد لابتزازه مادياً بمبلغ زهيد. اصطدما مع بعضهما البعض، إثر رفض إبراهيم دفع المبلغ. طعنة سكين أفضت إلى مطاردة انتهت بعنف بدا أنه لا ينتهي. العنف المنزلي (تعرّض إبراهيم لضرب وحشيّ من قِبَل والده) أدّى به إلى السكن في سيارة مهجورة. لكن «الحلقة الجهنمية» مستمرّة في حصد الأحلام المتواضعة. مستمرّة في إنتاج مزيد من بؤس اليومي وشقاء الروحي. في تقديمها «وشم بالعين»، قالت يمنى عيتاني: «رافقت الشبّان بضع سنين تحضيراً لفيلمي. هم فتحوا عينيّ على طريقة عيشهم اليومي. كانت حياتهم تُهدر هدراً. التشبيح والجريمة والمخدرات والسجن والانتكاس وجرد الأجساد... طريقة عيش». أضافت أن عثورها على مذكّرات أحد هؤلاء الشبّان في السجن، سمح لها بوضع الإصبع على المأساة التي يعيشونها: «صفحات تروي من دون خجل ألمه وغضبه وبحثه عن عالم أفضل». رأت أنه «كان يُمكن لهؤلاء المراهقين، أثناء توقيفهم، أن يقضوا أياماً عدّة في الانفراد والظلمة». قالت إنها قرّرت، بعد هذا كلّه، أن يمثّلوا في فيلمها، لأنها رأت أن أداؤهم سيكون أكثر أصالة، وأن هذا الأمر سيــحافظ «على النكهة المحلية»، حيث عاشوا التجربة الحقــيقية للأشخاص الذين أدّوا أدوارهم أمام الكـاميرا: «تبيّن لي أن هذا الخيار صعب». ذلك أن سلوكهم الذي لا يُمكن التنبؤ به يُعرّضهم للاعتقال في كل لحظة، أو للتخلّي عن التصوير، أو «لابتزازي كسابق عهدهم». مع هذا، استمرّت في العمل: «أعطى من اخترتهم من الفتيان كل ما عندهم. وحين فهموا ضرورة وجودهم طوال مدّة التصوير، اغتنموا الفرصة ليتصرّفوا كنجوم».

هذا نمط من الاشتغال السينمائي: اختيار بلاتوه طبيعي. التصوير في أمكنة مفتوحة على وقائع العيش اليومي في القهر والألم. التعاون مع فتيان غير محترفين. هذه كلّها أدوات فنية. المضمون أقوى، ربما لأن البؤس أقوى. التفاصيل الجانبية ليست ضرورية جداً. هناك جهد مبذول للحصول على أفضل أداء ممكن. لكن الفتيان ليسوا ممثلين. أداؤهم المرتبط بواقعهم بدا أمام الكاميرا متصنّعاً بعض الشيء. ليس نقداً، بل محاولة للتأكيد على أن المناخ الروائيّ غلّف الجانب الوثائقي. هؤلاء هم هكذا. هذه حياتهم. «وشم بالعين» شهادة بصرية مكتوبة عنهم ولهم ومعهم.

يُعرض الفيلم السابعة مساء كل يوم في صالتي «أمبير دون» (فردان) و«أمبير سوديكو»، وقد شاهده 793 مشاهداً، في الفترة الممتدّة بين الواحد والعشرين من كانون الثاني الفائت والرابع عشر من شباط الجاري.

السفير اللبنانية في

17/02/2011

 

«زهرة» وأخواتها... حان «يوم الحساب»

النقابات الفنية الثلاث في مهبّ الثورة

محمد عبد الرحمن  

منذ «ثورة 25 يناير»، يعيش الوسط الفني حالة عدم استقرار شاملة: نقابات الممثلين والسينمائيين والموسيقيين تشهد تغييرات عديدة، والمسلسلات الرمضانية دخلت المجهول. أما الأهم، فهو لقاء «المحاسبة» الذي يُعقد اليوم لاتخاذ موقف موحّد من النجوم الذين هاجموا «شباب التحرير»

القاهرة| لا شكّ في أن سقوط حسني مبارك يوم الجمعة الماضي، كان من أبرز مكتسبات «ثورة 25 يناير»، لكن الطريق لا يزال طويلاً أمام إرساء أسس مجتمع مدني وعصري، يناسب تطلعات الشباب الذين أشعلوا «ثورة الغضب»، كذلك، فإن التخلّص من رواسب الفساد الذي تغلغل في مختلف القطاعات الأساسية خلال ثلاثين سنة، يحتاج إلى خطة عمل واضحة.

انطلاقاً مما سبق، يمكن النظر إلى واقع الوسط الفني بعد إسقاط النظام.

البداية من قطاع الدراما، الذي يعاني منذ فترة حالة عدم استقرار بسبب الأزمة المالية الخانقة، غير أن الثورة التي دهمت الجميع قلبت كل الحسابات، وتوقّف تصوير كل المسلسلات. بعدما هدأت الأوضاع الأمنية والسياسية الأسبوع الماضي، قرّر بعض المنتجين والمخرجين العودة إلى البلاتوهات لاستكمال التحضير لأعمالهم، لكن خطتهم لم تنجح بسبب المشاكل التي تشهدها النقابات الفنية. أما الأعمال التي لم يكن قد بدأ تصويرها بعد، فتواجه جميعها مصيراً مجهولاً. ويحتاج منتجوها إلى المزيد من الوقت لاتخاذ قرارهم الأخير، وهو ما لن يحدث قبل بداية شهر آذار (مارس) المقبل، وبالتالي سيكون الوقت ضيّقاً أمامهم إن أرادوا اللحاق بالموسم الرمضاني. وحتى الساعة، يبدو أن كل السيناريوهات ستبقى كما هي، بسبب استحالة تغييرها لتناسب الأوضاع السياسية، والأحداث التي شهدتها مصر، إلّا أن مشكلة أخرى أكثر تعقيداً برزت أخيراً: الفوضى العارمة التي يعيشها «التلفزيون المصري»، إذ يستحيل على «ماسبيرو» الدخول كشريك في إنتاج أيّ عمل رمضاني حالياً، كذلك، فإنّ المعلنين سيتأثرون حتماً بكل التطورات الحاصلة، إلى جانب الأزمة المالية، وهو ما سينسحب على حماسة الفضائيات لشراء الأعمال الدرامية.

من جهة أخرى، فإن التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة التي يُفترض أن تقام خلال ستة أشهر، سيشدّ المشاهدين إلى القنوات والبرامج السياسية، كما أن الجمهور لن يقبل بعد الثورة أعمالاً مثل «زهرة وأزواجها الخمسة» لغادة عبد الرازق. والدليل أن مسلسل «سمارة» للممثلة نفسها لا يزال تصويره متوقفاً، ومصيره مجهولاً، وخصوصاً أن المصريين غاضبون من عبد الرازق بسبب مواقفها الداعمة للنظام. طبعاً ليست غادة عبد الرازق وحدها التي ستدفع ثمن مواقفها المعادية للثورة، بل إنّ كل النجوم الذين هاجموا المتظاهرين واتهموهم بالعمالة، والتخريب، والبلطجة، سيكونون على موعد مع الحساب اليوم في نقابة الصحافيين في القاهرة، إذ قرر محررو الصفحات الفنية في مصر عقد لقاء موسّع للاتفاق على موقف محدد من هؤلاء الفنانين. وهنا لا بدّ من التمييز بين المؤيدين للرئيس المخلوع الذين أرادوا التهدئة طيلة الأسابيع الماضية، والذين استغلوا جماهيريتهم لترويج أكاذيب عن المتظاهرين. وقد وصلت هذه الأكاذيب إلى حد المطالبة بحرق الشباب أو القول بأنهم يمارسون الجنس ويتعاطون المخدرات في ميدان التحرير. وحتى الآن، لم يخرج أحد من هؤلاء للاعتذار إلّا شريف منير، وإن كان هذا الأخير لم يتورط أصلاً في نشر الأكاذيب. في الوقت نفسه، ساعدت «ثورة النيل» الأصوات المعارضة في نقابات الممثلين والسينمائيين والموسيقيين على التمرد ضد نقبائهم. هكذا قدّم نقيب الممثلين أشرف زكي استقالته باكراً، تجنباً لإقالته بالقوة، وخصوصاً أنه علم أنّ الأصوات الداعمة له داخل النقابة لن تتمكّن من إنقاذه هذه المرة بسبب مواقفه الداعمة للنظام بطريقة فاضحة. كذلك، يعتصم عشرات السينمائيين في مصر في مقرّ نقابتهم، ويمنعون النقيب مسعد فودة من الدخول مطالبين بإقالته والدعوة إلى انتخابات جديدة. وهو الأمر الذي يتكرّر في نقابة الموسيقيين مع منير الوسيمي، لكن بوتيرة أقل.

وفي الوقت الحالي، يأمل الجميع أن تُفتح ملفات الفساد في النقابات الثلاث في إطار إعادة النظر في عمل كل القطاعات الرسمية. وحتى رئيس جهاز السينما ممدوح الليثي ـــــ وهو أيضاً رئيس «اتحاد النقابات الفنية» ـــــ تعرّض للحصار من جانب موظفي الجهاز الذين طالبوا بإقالته بسبب سياساته غير العادلة إزاء الموظفين. ويراهن معظم النقباء حالياً على الوقت للخروج من الأزمة بأقل خسائر ممكنة. فيما يتبع المعارضون أسلوب «ضرب الحديد وهو ساخن» لضمان عدم استمرار هؤلاء في مناصبهم في مصر الجديدة، أي عندما يسلّم الجيش السلطة لرئيس منتخب خلال ستة أشهر. وهي فترة يراها المتظاهرون كافية لتطهير مصر من فساد عهد مبارك.

الأخبار اللبنانية في

17/02/2011

 

نقطة.. ومن أول الثورة

علا الشافعى 

الصاوى والنبوى وأبوالنجا وجيهان ومنى زكى وشريهان وآسر أيدوا الثورة.. وغادة عبدالرازق ومى كساب وعمرو مصطفى وروجينا ويسرا وإلهام شاهين وقفوا ضدها.. لكن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للفن قضية

ما حدث فى الفترة الأخيرة هو حلم كبير بكل المقاييس، وتطور سريع للمشهد السياسى تجاوز خيالنا جميعا، بعد أن أثبت الشعب المصرى أن انتفاضته فى 25 يناير كانت ثورة حقيقية نجحت فى تحقيق المستحيل متمثلا فى إعلان الرئيس مبارك تنحيه عن منصبه كرئيس للجمهورية، لتثبت الثورة أنها ثورة الشعب أجمع بكامل فئاته وأطيافه.

ومع تعدد أهداف ورؤى الثورة التى امتزجت بمختلف المرجعيات التى شاركت بالثورة، أصبح يتعين علينا أن يكون الهدف الذى يعتلى رأس السهم هو مبادئ الحب والتسامح، تلك التى أفرزتها أيام الاعتصام فى التحرير، حيث اكتشفنا حالة الوئام النادرة التى نبتت بين أبناء الشعب، تلك التى يتحتم علينا أن نصدرها خلال مرحلة التقاط الأنفاس بعد النجاح، حتى لا نتحول من مصاف الثوريين إلى قضاة وجلادين نصدر الأحكام، ونحاسب كل من اختلف معنا ومال ناحية النظام السابق، بل يتعين علينا أن نعى جيدا ثقافة الاختلاف، ولا نتخلى عن روح ميدان التحرير التى عشنا معها وعاشت فينا، والذى كان يضم أطيافا سياسية متعددة وشرائح اجتماعية شديدة التباين، جمعنا جميعا حلم واحد بالتغيير والحياة الكريمة، حتى لو اختلف البعض على المنهج المتبع لطرح هذه المطالب.

أقول هذا الكلام بسبب التباين والاختلاف فى الآراء بين الفنانين، ما بين مؤيد للثورة ونزل إلى الخندق فى ميدان التحرير، واتخذ موقفا واضحا من الأحداث، ومنهم شريهان وخالد الصاوى وخالد أبوالنجا وخالد النبوى وعمرو واكد وآسر ياسين ومنى زكى وجيهان فاضل وبسمة وحنان مطاوع وأحمد عيد، وبعضهم عارض الثورة وأيد الرئيس مبارك ونظامه، أو أنه أيد الاستقرار، ومنهم غادة عبدالرازق ومى كساب وعمرو مصطفى وروجينا ويسرا وإلهام شاهين وآخرون، وحتى من التزم الصمت وأخذ يراقب الموقف، مع التحفظ الكامل ضد من شتم أو سب أو ارتكب أى تجاوز فى حق ما كان يحدث فى ميدان التحرير، لأن ما حدث بالنسبة لنا كان حلما لم يتوقعه أو يحلم به أحد، وأعرف أن كلامى هذا ربما لا يعجب الكثيرين، وسيقوم البعض بتوجيه السب والإهانات لى، متساءلين كيف أساوى بين مؤيدى ثورة الشعب ومن وقف معهم من الفنانين وطالبوا بالحرية والكرامة والعدالة والتغيير، وبين من أيد نظام لا يرى البعض فيه حاليا غير الفساد والظلم والبلطجة، ولكن ما أتحدث عنه هو فضيلة الاختلاف، والقدرة على أن يستمع كل منا للآخر، حتى لو كنا على طرفى نقيض، بعيدا عن تخوين بعضنا، أو القيام بتصنيفات تقول هذا «بتاع النظام ويستاهل الشنق» والآخر «ثورجى ومؤيد للثورة ويجب أن ننحنى له إجلالا وتقديرا»، وبعيدا عن المزايدات والاتهامات التى باتت تطلق يمينا ويسارا، فكل يملك منطقه ويجب احترامه، وكلنا فى النهاية مصريون، وكل إنسان يعشق ويحب بلده ويخاف عليها بطريقته، فهناك طرف كان يرى أنه يختلف مع الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ولا يريده، ولكنه لايريد إهانته وهذا حقه، والبعض كان يخشى أن تدخل البلاد فى نفق مظلم لا يعرف أحد نهايته، وهذا حقه أيضا.

الفنانون المختلفون فيما بينهم هم أيضا بشر، وانعكاس للاختلاف الذى كان موجودا فى الشوارع والبيوت المصرية، خصوصا أن البعض كان يردد أن ما تحقق كفاية، وعلى الشباب أن يعودوا إلى منازلهم، والآخرون كانوا يرفضون المنطقة الوسطى وهذا حقهم أيضا، كل واحد فى هؤلاء كان يردد بداخله «أنا عايز بلدى» ودرجات الحلم والإرادة والرغبة والخوف تختلف من إنسان إلى آخر، فالكبت الذى عشناه والقهر و«المشى جنب الحيط» خلق فى دواخلنا الكثير، وبالطبع تختلف وتتفاوت درجات تعاطينا مع الأحداث والتطورات، وبالتأكيد سمع بعضنا عما يسمى بمرض استوكهولم، هذه الحكاية حدثت فى السويد أقصها فى السطور التالية.

«فى يوم 23 أغسطس عام 1973، هاجم بعض المسلحين أكبر بنك فى مدينة استوكهولم واحتجزوا بعض الموظفين كرهائن، وعلى مدى أيام حاول رجال الشرطة السويديون التفاوض مع الخاطفين من أجل إطلاق سراح الرهائن. ولما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، نفذت الشرطة هجوما مفاجئا ونجحت فى تحرير الرهائن.. وهنا حدثت المفاجأة: فبدلا من مساعدة الشرطة فى مهمتها، راح بعض المخطوفين يقاومون محاولة تحريرهم، بل إنهم أبدوا تعاطفهم مع الخاطفين وظلوا يدافعون عنهم وذهبوا ليشهدوا لصالحهم بعد ذلك أمام القضاء».

هذا التصرف الغريب من الرهائن تجاه خاطفيهم، استوقف عالم النفس السويدى نيلز بيجيرو، فأجرى دراسة مطولة خرج منها بنظرية جديدة اشتهرت فى علم النفس باسم STOCKHOLM SYNDROME.. أو مرض استوكهولم, وكلمة SYNDROME تعنى فى الطب مجموعة أعراض مرضية تتلازم دائما وتصيب المريض.

فى نفس الوقت، تؤكد هذه النظرية أن بعض الناس عندما يتعرضون إلى الخطف أو القمع أوالاعتداء الجسدى أو حتى الاغتصاب، بدلا من أن يدافعوا عن كرامتهم وحريتهم، فإنهم مع تكرار الاعتداء يتعاطفون مع المعتدى، ويذعنون له تماما، ويسعون إلى إرضائه.. وقد أثار مرض استوكهولم اهتمام علماء النفس، فتوالت الدراسات حوله، واكتشفوا أنه يصيب 23 % من ضحايا الخطف والاعتداءات الجسدية بأنواعها المختلفة، وقد توصل العلماء إلى تفسير مقنع لمرض استوكهولم.. هو أن الإنسان عندما يتعرض إلى القمع والإذلال، عندما يحس بأنه فاقد الإرادة لا يملك من أمره شيئا، وأن الجلاد الذى يقمعه أو يضربه أو يغتصبه، يستطيع أن يفعل به ما يشاء، وقتئذ يكون أمامنا أحد الخيارين: إما أن يظل واعيا بعجزه ومهانته وينتظر الفرصة حتى يثور على الجلاد ويتحرر من القمع، وإما أن يهرب من إحساسه المؤلم بالعجز، وذلك بأن يتوحد نفسيا مع الجلاد ويتعاطف معه لذلك أتمنى أن نكون أكثر وعيا وعقلا ونأخذ من الثورة وما شهدته مصر فى الأيام الماضية أنبل ما فيها أن نكون معا يدا واحدة ونملك قدرا من التسامح والتفاهم ونتمكن من استيعاب بعضنا البعض بعيدا عن التخوينات والاتهامات، لأننا فى النهاية نهدف إلى استرجاع بلدنا، ولذلك يجب أن نصرخ بصوت عال: «عايزين بلدنا».

اليوم السابع المصرية في

17/02/2011

 

إعادة فتح دور العرض السينمائي والحركة الفنية تستعيد عافيتها بعد 3 أسابيع من التوقف

القاهرة – الألمانية  

عادت عجلة الإنتاج والعرض الفني المصري للدوران مجددا على استحياء عقب توقف تام استمر ما يقرب من ثلاثة أسابيع بعد تفجر ثورة شباب 25 يناير التي انتهت بتنحي الرئيس حسني مبارك.

وبينما لا تزال قطاعات الإنتاج في التليفزيون المصري الحكومي، وفي مدينة الإنتاج الإعلامي، متوقفة لعدم وجود وزير للإعلام ولتوالي اتهامات الفساد والتربح وإهدار المال العام بحق مسؤولين كبار فيها، إلا أن الشركات الخاصة بدأت تستعيد نشاطها استعدادا لشهر رمضان كموسم للدراما التليفزيونية والموسم السينمائي الصيفي.

وقالت شركتا "العربية" و"ثلاثي المتحدين": إن دور العرض السينمائي التابعة لها فتحت أبوابها للجمهور قبل عدة أيام مع الالتزام بمواعيد حظر التجوال المقررة من قبل الجيش، والتي تبدأ في الثانية عشر من منتصف الليل، بيد أن الإقبال عليها لم يعد لمستواه السابق، لكنها تتزايد يوما بعد يوم.

وأعلنت شركة "نيو سينشري" للإنتاج والتوزيع السينمائي أنها قررت مواصلة تصوير الأفلام التي كانت بدأتها قبل الأحداث إضافة إلى بدء العمل على الانتهاء من ميزانيات الأفلام الجديدة.

وقالت الممثلة والمنتجة الشابة بشرى، مسؤولة الإنتاج التنفيذي بالشركة لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، إنه بات من الضروري قيام كل شركات الإنتاج بالبدء فورا في تنفيذ أفلامهم وعدم توقف صناعة السينما لأن هناك آلاف الأسر التي تعتمد على تلك الصناعة في حياتها اليومية من عاملين بالأجر اليومي أو الأسبوعي، إضافة إلى المطاعم وسيارات الأجرة وغيرها من المتعاملين مع دائرة الإنتاج.

وأضافت بشرى أن الشركة تقوم حاليا باستكمال تصوير ثلاثة أفلام، هي "بيبو وبشير"، بطولة منة شلبي وآسر ياسين وإخراج مريم أبو عوف، وتأليف هشام ماجد وكريم فهمي، وفيلم "سامي أكسيد الكربون"، بطولة هاني رمزي وإخراج أكرم فريد، وتأليف سامح سر الختم ومحمد نبوي وعلاء حسن، وفيلم "جدو حبيبي" الذي تشارك هي شخصيا في بطولته مع النجمين محمود ياسين ولبنى عبد العزيز والمطرب أحمد فهمي من إخراج علي إدريس.

كما يجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة في مونتاج ومكساج فيلم "أسماء" بطولة هند صبري وإخراج عمرو سلامة لكي يلحق بالعرض في مهرجان "كان السينمائي الدولي" الذي يقام في مايو القادم.

وقرر كاتب السيناريو ناصر عبد الرحمن تغيير اسم فيلمه الجديد "الشارع لمين؟" إلى "الشارع لنا" بعد نجاح "ثورة 25 يناير" بعدما أثبت المصريون حسب قوله "أنهم أصحاب الشارع الحقيقيون" ويبدأ خلال الأيام المقبلة عقد جلسات عمل مع المخرج خالد يوسف والمنتج كامل أبو علي للاتفاق على باقي فريق العمل بعد الانتهاء من كتابة السيناريو الذي ينتهى بانتصار الثورة.

وفي مجال الإنتاج التليفزيوني يستكمل المخرج رامي إمام الثلاثاء القادم تصوير مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" تأليف يوسف معاطي وبطولة النجم عادل إمام وعدد كبير من الشباب، والذي بدأ تصويره قبل تفجر الأحداث وتوقف طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية.

ويجري عدد كبير من شركات الإنتاج حاليا التجهيز لبدء تصوير مسلسلات جديدة بينها "الريان" و"الحكر" في حين يعود العمل خلال أيام في تصوير مسلسل "سمارة" للمخرج محمد النقلي والمؤلف مصطفى محرم.

وأعلن كاتب السيناريو الشاب إسلام يوسف أنه على وشك الانتهاء من كتابة مسلسل جديد بعنوان "الملك" يعد الأول من نوعه الذي يناقش الأسباب المباشرة لقيام "ثورة 25 يناير"، حيث بدأ في كتابة أحداثه قبل عام تقريبا بناء على تتبعه لقضايا الفساد والتزوير في الانتخابات وحالة الاحتقان التي وصل إليها الشعب المصري في السنوات القليلة الماضية.

وقال يوسف: إن المسلسل يرصد شخصية رجل الأعمال البارز وأمين التنظيم السابق في الحزب الوطني الحاكم أحمد عز باعتباره أحد الأسباب الرئيسية والمباشرة لانتشار الفساد وتزوير الانتخابات الأخيرة التي أدت إلى حالة من الغليان لدى المصريين تحولت إلى ثورة قادها الشباب.

في المقابل افتتح المركز الثقافي "ساقية عبد المنعم الصاوي"، أمس الأربعاء، مهرجان الساقية الثامن للأفلام الروائية القصيرة الذي يستمر في الفترة من 16 إلى 18 فبراير الجاري بمشاركة 53 فيلما روائيا أنتجتها جهات بينها المركز القومي للسينما والمعهد العالي للسينما والتليفزيون المصري ووزارة الثقافة المصرية والجامعة الفرنسية في مصر ومجموعة من الجهات المستقلة.

الشروق المصرية في

17/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)