حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

كرمها النقاد ومنحتها المهرجانات السينمائية الجوائز

صفية العمري: الجمهور يتذكر أدواري المميزة

بيروت - “الخليج

وصفها الجمهور بـ “الممثلة المختلفة” وكرّمها النقاد والمهرجانات السينمائية بأكثر من جائزة على أدوارها المميزة على الشاشتين: “ليالي الحلمية”، “هوانم غاردن سيتي”، “البيه البواب” “حب لا يرى الشمس” وغيرها كثير، لكن التكريم الأكبر أتاها من الأمم المتحدة التي اختارتها سفيرة للنوايا الحسنة وبعدها سفيرة الاتحاد الدولي للسلام في الشرق الأوسط . طبعاً الكلام يتناول الفنانة صفية العمري التي التقيناها على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير .

·         تبعاً لكل هذه التكريمات الفنية منها والإنسانية، كيف ترين نفسك اليوم؟

- صفية العمري ذاتها لم ولن تتبدل . الجمهور أعطاني ما أستحقه ومثله منظمة الأمم المتحدة وأنا أشكر الجميع على مواقفهم الإيجابية تجاهي، وهنا أؤكد أن هذه التكريمات ما كانت لتحصل لولا تعبي واجتهادي ومواقفي واختياراتي على الصعد كافة .

·         تكريم بالجملة . . هل من أعمال ندمت عليها؟

- لا ادّعي الكمال في اختيار أعمالي الفنية . طبعاً ندمت أحياناً على دوري في مسلسل “عفاريت السيالة” وقد أديته مجاملة لكل من الكاتب أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ . وكذلك شعرت في مسلسل “الرجل الطريق” الذي لم يأت على النحو الذي رغبت، وعلى أثره فضلت الابتعاد، خصوصاً أن الأدوار التي كنت أتلقاها تعارضت مع طموحاتي وتطلعاتي .

·         ابتعادك لم يقلّل من وهجك الفني، إلام تعيدين ذلك؟

- الاختيار الجيد يطيل عمر الفنان ويطبع بصماته الفنية مهما ابتعد عن الأضواء . طبعاً الجمهور ما زال يتذكر أدواري المميزة في بعض أفضل المسلسلات والأفلام التي أنتجتها الشاشة العربية الصغيرة والكبيرة مثل “ليالي الحلمية” و”حب لا يرى الشمس” .

·         يبدو في فترة من الفترات أنك تخليت عن السينما لمصلحة التلفزيون؟

- صحيح وذلك حرصاً مني على تاريخي الفني الطويل . تقهقرت السينما المصرية كثيراً في السنوات الأخيرة ما جعلني أتحول إلى التلفزيون .

وللعلم أنا عائدة إلى الشاشة العريضة بدور أم وزوجة الفنان عزت أبو عوف في فيلم “بيبو وبشير”، وما جذبني إليه الكوميديا الناعمة واللطيفة التي يقوم عليها الشريط ومن خلال شخصيات اجتماعية حية تلامس واقعنا .

·         ألا تقلقك العودة إلى السينما بشريط تخرجه مريم أبو عوف وهي في بداية طريقها؟

- على العكس تماماً . فرحتي كبيرة عندما أمثل بإدارة شبان جدد يعملون على نهضة السينما العربية . وللعلم لعبت من قبل بإدارة المخرج الشاب أحمد غانم في فيلم ““تلك الأيام” .

·         على شخصيتك في هذا الفيلم انتقدك كثيرون، خصوصاً أنك جسدت أم محمود حميدة؟

- في مثل هذه الأدوار يكشف الفنان الأصيل عن إبداعاته . آن الأوان ليخرج الممثل العربي من معادلة السن ليقدم الشخصيات في مختلف الأعمار، وهذا ما يتكرر في السينما الأمريكية حيث شاهدنا العديد من النجوم الشباب يؤدون أدوار عجزة وينجحون فيها بمهارة .

·         أفهم من كلامك أن السينما المصرية قد تستعيد قاعدتها وجمهورها من خلال الشباب؟

- أعاد هؤلاء الثقة بالسينما المصرية وزادني إحساساً بذلك قرار وزارة الثقافة بالإشراف على هذه الصناعة التي كانت تشكل جزءاً كبيراً من الدخل القومي لمصر، وما يعني العودة إلى الإنتاجات الجيدة التي تبغي البربح بالتأكيد مع المحافظة على الإنتاج النظيف والهادف .

·         ألا تزعجك الأجور الفلكية التي يفرضها بعض النجوم؟

- يزعجني ذلك بالتأكيد، لكن الأمور لا بد أن تعود الى الأصول ليس فقط على صعيد النجوم إنما في كل ما يهم الورشة السينمائية من التمثيل إلى الإخراج والتصوير والتوزيع .

·         البعض يتهمك بالغرور لابتعادك عن الناس؟

- لست من هذا النوع أبداً . أنا بطبيعتي هادئة وأفضل الأجواء البعيدة عن الضوضاء والصخب . هذا لا يعني أنني بعيدة عن المجتمع الفني إنما على علاقة طيبة مع الجميع، ولكن بعيداً عن التدخل في شؤونهم لا من قريب ولا من بعيد .

·         وعلى الصعيد العاطفي والعائلي؟

- جربت الزواج والطلاق معاً . لن أعيد التجربة مرة أخرى، وأنا سعيدة بولدي اللذين يملآن حياتي، واحتراماً لمشاعرهما أنا راضية بما أنا عليه اليوم . أم سعيدة بكل معنى الكلمة، وفنانة تلقى تكريماً من المحافل الدولية .

الخليج الإماراتية في

14/02/2011

 

 

من أجل سينما نضالية (1)

السينما الفرنسية في السبعينيّات : 1968-1983

ترجمة صلاح سرميني ـ باريس 

تسلسلٌ زمني سياسيّ طبعَ السينما الفرنسية في السبعينيّات(1)، بدأ بأحداث مايو عام 1968، وانتهى مع انتخاب "فرانسوا ميتيران" رئيساً للجمهورية في مايو عام 1981.

وهي السنوات الفاصلة بين شهريّ مايو وُفق عبارة المُؤرخ الفرنسيّ "باسكال أوري".

وبمُقتضى منطقٍ خاصّ بالسينما، يمكن الإشارة إلى مايو 68 بداية لتلك الفترة، والأحداث التي اندلعت وقتذاك قادت السينمائيين إلى التفكير بممارستهم، وتبديلها، وعلى النقيض، لم يُحدث مايو 1981 أيّ تغيّيراتٍ في السينما، وتاريخ آخر فيلمٍ أخرجه "فرانسوا تروفو" عام 1983(2) يُناسب بشكلٍ أفضل إغلاق تلك الفترة، والتي سوف نُحددها فيما بعد كفترة تعايشٍ سلميٍّ، وثريٍّ بين مركز سينما، شعبيّة، وأطرافها، الأكثر انفتاحاً على الحداثة.

1- السينما المُتمردّة/الثائرة

بالنسبة لهذه السينما، تُجسّد أحداث مايو 68 قطيعةً مضمونية، وشكلية، لم تعدّ ذاتية المُؤلف تتصدّر الواجهة، وتقلص الحديث بصيغة المُتكلم بالمُقارنة مع التعبيرات الجماعية، وحتى المجتمع بكامله، وتراجع النموذج الأكاديميّ لصالح معالجةٍ أخفّ، قريبة من عمل المخرج التسجيلي.

الفيلم النضاليّ

انطلق تعريف السينما النضالية رسمياً خلال "التعبئة العامّة للسينما" في مايو 68 التي جمعت كلّ الحرف السينمائية في إضرابٍ عامّ، وأصدروا وقتذاك بياناً تحت عنوان "من أجل سينما نضالية".
"
بهدف تحقيق قطيعة أيديولوجية مع السينما البورجوازية، نُعلن استخدام الفيلم كسلاحٍ سياسيّ".

قدم البيان ثلاث اقتراحاتٍ محددة:

ـ أن تُستخدم الأفلام ركيزةً لتبادل الخبرات السياسية، وهذا يتطلب بأن يتبعها نقاشاتٍ بين صانعيها، والجمهور.

ـ أن تُنجز الأفلام، وتُعرض بصلةٍ مباشرة مع النشاطات السياسية.

ـ أن يُصاحبها معلوماتٍ إضافية.

وهكذا، يبدو بأنّ تعبير "السينما النضالية" يُحيل حصراً إلى الحقبة التي تمحورت حول مايو 68، قبل ذلك، كان الحديث، على سبيل المثال، عن سينما "دعائية"، أو "مُوازية".

وكانت تقنية "السينما المُباشرة" هي المُستخدمة غالباً، والتي ظهرت في فرنسا قبل عقدين من ذلك التاريخ بعد اختراع آلة التسجيل المُسمّاة Nagra، والكاميرا Coutant، خفيفة، محمولة، وصامتة، تسمح بتسجيلٍ متزامن للصوت، والصورة.

باختصار، السينما النضالية هي السينما المُباشرة المُسيّسة.

هناك سمةٌ شكليةٌ أخرى مُشتركة : الغياب المُتكرر للإمكانيات فرض على السينمائييّن إنجاز أفلام قصيرة عادةً، بالأبيض، والأسود، وبمقاس 16 مللي، وحتى 8 مللي سوبر، وكان الشكل الأقصى لها هو "المنشور السينمائيّCinétract/" (فيلمٌ بمدة ثلاث دقائق، صامت، بالأبيض، والأسود، ويتكوّن تحديداً من الصور التي يتمّ تحريكها عن طريق نظام التحريك صورة/صورة)، كان الهدف منه العرض، والانفعال الفورييّن.

وهكذا، فإنّ أحداث مايو 68 شكلت لحظة تأسيس السينما النضالية :

التعبئة العامة، إضراب الـ ( IDHEC/معهد الدراسات السينمائية العليا، الـ  Fémisحالياً)، وحتى أنّ بعض وكالات الأفلام الدعائية نظمّت فرقاً لتصوير الاحتجاجات، الإضرابات، جامعة السوربون، مسرح الأوديون، والحركات السياسية المختلفة،.. ونتج عن ذلك تسجيل كيلومتراتٍ من الأشرطة السينمائية، نذكر منها :

• الأفلام ما قبل أحداث 68 :

ـ نأملُ بأن نراكم قريباً ـ كريس ماركر.

ـ الأول من مايو في "سان نازير" ـ "مارسيل ترييّا"، و"أوبير نابّ".

ـ برلين68 ـ رودي دوجكيه ـ مجموعة ARC بإشراف "ميشيل أندريّو"، و"جاك كيباديان".

(ARC، هي الحروف الأولى من Atelier de Recherche Cinématographique، وتعني ورشة بحث سينمائيّ).

ـ الغراء ـ  إدوارد هايّم.

عام 1968، أول المصانع التي تمّ احتلالها:

ـ Cléon ـ آلان لاغوارادا.

 ـ Nantes Sud Aviation ـ مجموعة ARC، إخراج "بيير ويليام غلين"، و"ميشيل أندريو".

• مايو 68 في باريس، الانفجار:

ـ ما هي إلاّ بداية ـ مجموعة ARC، إخراج "ميشيل أندريو".

ـ شهر مايو الرائع ـ مجموعة ARC.

ـ Mikono ـ مجموعة ARCـ إخراج "جان ميشيل هومو".

ـ عمال السكك الحديدية ـ فرناند موتزكوفيتش.

ـ CA13 لجنة عمل الدائرة الثالثة عشرة ـ مجموعة ARC.

ـ الحقّ في الكلام ـ مجموعة ARC بإدارة "ميشيل أندريو"، و"جاك كيباديان".

• مايو 68 بالقرب من المصانع :

ـ تجرأ على النضال، تجرأ على الانتصار ـ جان ـ بيير تورن.

ـ 1968 سيتروين ـ نانتير لـ "غي ديفار"، و"أدوارد هايم".

ـ 1968، النظام يسيطرُ على "Simcaville "، صورته "كاترين مولان"، و"جان فرانسوا كومت" في مصانع "Simca" بضاحية "Poissy"، وكان الوحيد من بين كلّ المصانع الذي لم يُضرب عماله عن العمل.

اهتمت "كاترين" بشكلٍ خاصّ بأوضاع العمال المهاجرين الذين يعتقدون بأنّ أيّ اعتراضٍ على النظام المُتأسّس، وظروف العمل المفروضة عليهم، يعني الطرد الفوريّ، وبالتالي تدمير الجهود المبذولة من طرفهم للعمل في فرنسا.

هناك فيلمٌ هامٌ آخر عن أحداث 68 هو "سيتروين ـ نانتير" لـ "إدوارد هايم"، يركز على واحدٍ من الإضرابات العمالية الكبرى في تلك الفترة.

• العودة إلى النظام في عام 1968 :

ـ العودة إلى العمل في مصانع Wonder ـ "بيير بونّوو"، و"جاك ويلمون".

ـ النشيد الوطني الفرنسي مرتان ـ "جان لويّ كومولي"، و"أندريه.س. لابارت".

وقد تمّ عرض هذه الأفلام في دوائر مُوازية، وشاهدها القليل قبل البرنامج 68 الذي تمّ توزيعه في عام 1978، ومن ثمّ إصدارها في أقراص د.ف. د بداية عام 2000 إلى درجة أننا اعتقدنا، ولفترةٍ طويلة، بأنه لا يوجد إلاّ فيلم "مساءاتٍ كبيرة، وصباحاتٍ صغيرة" لمخرجه "وليام كلاين".

ميراث أحداث مايو 68

تواصل هياج أحداث مايو 68 حتى منتصف السبعينيّات، استلام "فاليري جيسكاردستان" للسلطة، نهاية مجموعة "Cinélutte"(الكلمةٌ مركبة من سينما، ونضال)، والتحوّل نحو أفلام المُؤلف التي تنبأ بها "نيكولا فيليبير" القريب من المجموعة، والذي أخرج في عام 1978 مع "جيرار مورديّا" فيلماً عن أصحاب العمل بعنوان "صوت سيده".

بدوره، التحق "كريس ماركر" بمُؤيدي التسجيل المُباشر قبل عام 1968، حيث صور في عام 1962 تحقيقاً بعنوان "مايو الجميل" حول ردود الأفعال في باريس عن حرب الجزائر.

لم يشعر"كريس ماركر" إذاً بأيّ صدمةٍ بإصغائه لأفكار مايو 68، لأنه امتلكها منذ عاميّ 1962 ـ 1963 وهذا ما يفسّر اشتراكه مع مجموعة "Slon"(3)، ومن ثمّ "Iskra"(4)، و"Medvedkine"(5).

وقد تشكلت "Slon" في عام 1967عن طريق "كريس ماركر" في أعقاب تحقيق "بعيداً عن فيتنام"، الذي يمكن اعتباره بشكلٍ عام الفيلم الأول في السينما النضالية، فيلمٌ جماعيّ ضدّ حرب فيتنام، جمع توقيع أسماء سينمائية مرموقة مثل : آنييس فاردا، جان لوك غودار، آلان رينيه، رويّ غوييرا، يوريس إيفانز، جان روش، رينيه فوتييّه.

وقد أنشئت "Slon" لدعم تصوير فيلم "نأملُ بأن نراكم لاحقاً" حول الإضراب العماليّ لمصنع " Rhodiaceta" في مدينة "بيزانسون" عام 1967 بإشراف "كريس ماركر"، و"ماريو ماريه"، ولكن العمال اعترضوا على الفيلم في نهاية 1967 مُنتقدين "رومانسية" كريس ماركر، وقد سمح هذا النصف فشل بتكوين مجموعاتٍ سينمائية نضالية هي الأكثر شهرةً منذ 68 :

مجموعة Medvedkine في "بيزانسون، أولاً، ثم "سوشو"، والتي جمعت عمالاً، وسينمائيين جاؤوا من باريس لتدريبهم على العمل السينمائيّ.

وهكذا، أوحت تلك التجربة التي تحققت في "بيزانسون" بتكوين مجموعاتٍ أخرى :

مجموعة "Dziga Vertov"(6) التي كانت يُنشطها بشكلٍ خاص "جان لوك غودار"، و"Dynadia"، ومن ثمّ "Unicité" التابعة للحزب الشيوعيّ الفرنسيّ، والتي أطلقها "ماريو ماريه"، و"بول سيبان".

في عام 1977 قدم "ماركر"، وكان وقتذاك قد تجاوز الـ 55 من العمر، عملاً يحاول من خلاله فهم العشر سنوات التي عاشها، ولم يكن ذلك يتعلق بحياته الخاصة، ولكن بمواجهة الأحداث التي هزّت العالم.

فيلمه "عمق الهواء لونه أحمر"، يقيس حقبةً كاملةً من الآمال، والإحباطات باستخدام بعض الوثائق الأرشيفية، وعدداً من الأفلام النضالية القادمة من كلّ بلدان العالم، والتي أُنجزت عن طريق مجموعاتٍ نضالية تأسّست طوال فترة السبعينيّات.

 

هوامش :

(1) ـ الجزء الأول من موضوع بعنوان "السينما الفرنسية في السبعينيّات : 1968-1983".

نُشر في موقع نادي سينما مدينة Caen الفرنسية.

(2) ـ المقصود فيلمه الروائيّ الطويل "فليبقى يوم الأحد دائماً".

(3) ـ Slon هي الحروف الأولى من (Société de Lancement des Oeuvres Nouvelles ، وتعني "شركة إطلاق أعمال جديدة"، و"Slon" تعني "فيل" باللغة الروسية.

(4) ـ Iskra هي الحروف الأولى من (Image, Son, Kinescope et Réalisations Audiovisuelles)، وتعني "صورة، صوت، تحويل من الفيديو إلى السينما، وإنجازات سمعية/بصرية"، و Iskra تعني "شرارة" باللغة الروسية، وهي حالياً شركةٌ مستقلةٌ للإنتاج، والتوزيع.

(5) ـ نسبة إلى المخرج السوفييتيّ "ألكسندر ميدفيدكاين" (1900-1989).

(6) ـ  نسبة إلى السينمائيّ السوفييتيّ الطليعيّ "دزيغا فيرتوف"(1896-1954).

الجزيرة الوثائقبة في

14/02/2011

 

فنانون يرسمون مشهد البداية

وليد أبو السعود وأحمد فاروق 

شأن جميع المصريين خرج الفنانون فى مسيرات غضب مطالبة برحيل النظام، لم يكن أحدهم يتخيل أن يكون السيناريو بتلك الصورة الرائعة التى التحم فيها الجميع وصولا إلى مشهد النهاية بتنحى الرئيس حسنى مبارك.

تجاوز الفنانون الخلافات التى شقت صفوفهم خلال الأزمة واتحدوا على قلب رجل واحد فى محاولة لرسم مشهد ما بعد النهاية عقب سقوط النظام.. بعضهم لا يخفى قلقه من القادم فى ظل الحالة الثورية غير المسبوقة التى تشهدها البلاد، فيما يطالب البعض بأن تمتد الحالة الثورية إلى الساحة الفنية أيضا، وفى الحالتين يتفق الجميع على أن مشهد ما بعد النهاية سيكون أفضل من جميع المشاهد التى قدمتها السينما المصرية منذ نشأتها قبل أكثر من قرن من الزمان.

«الله أكبر والحمد لله».. تبعها بضحكة كبيرة كانت هذه الجملة بداية حديث الفنان خالد صالح الذى أكد أن الشعب المصرى اكتشف نفسه من جديد فى هذه الثورة، فالقصة تعدت تعديل الدستور وتغيير نظام مستبد، ولكن الثورة جاءت وجاء معها الخير ويكفى أن الأخلاق عادت معها.

وشبه صالح الثورة بقنبلة حب انفجرت فى الشعب المصرى، لدرجة أنه وحسب كلامه يسير فى الشارع يحب فى نفسه، وأكد أن الأزمة بالفعل أعادت الروح والنكتة والضحكة للشعب المصرى.

وشدد صالح على أن المزاج العام للمجتمع لم يكن متحققا لأن معظم المجتمع كان تعيسا وغير راضٍ، ولم يكن هناك فرصة للأغنياء أن يفرحوا وحولهم فقراء سواء فى المجتمع ككل أو فى الشارع الذين يسكنون فيه.

ويتوقع صالح أن الحياة ستكون أفضل الفترة القادمة وأن مستوى المعيشة سيتحسن ولن يكون فى مصر فقراء لأن السرقة والرشوة والفساد سينتهى، فالموضوع يدعو للتفاؤل، وإذا عدتم إلى كلامى طوال السنوات الماضية ستكتشفون أننى دعوت لثورة مجتمعية على الأخلاق الفاسدة وليس فقط على النظام الفاسد.

وتمنى صالح أن يتقبل المصريون بعضهم البعض، وأن من نختلف معهم فى الرأى لا نختلف معهم فى الوطن، فلا يجب أن يخون مواطن أخيه المواطن، لأن الأزمة كانت فى خطابات الرئيس مبارك التى فرقت المصريين إلى قسمين.

أما الفنان آسر يس فأكد أنه يحلم بأن يستمر التغيير فى جميع المجالات وأن نحافظ على حقوقنا ونطالب بها دوما وألا نتنازل عن واجباتنا بعد هذا وأن يهتم كل منا بعمله وأن تستمر وتسود الأخلاق والسلوكيات التى كانت تسود التحرير من تسامح وقبول للآخر.

من جانبها قالت الفنانة نيللى كريم إن الثورة يجب ألا تقتصر على إسقاط النظام السياسى فقط وإنما يجب أن تمتد لتسقط كل ما هو قبيح فى مصر، فى كل المهن وليس فى السياسة فقط، موضحة أن الحرية شىء مقدس ولكن حسن استخدامها هو الأفضل الذى نتمناه.

وأضافت: أن أهم شىء يجب أن تحققه الثورة أن يكون لكل مواطن مصرى حق فى هذا البلد وأن يطبق الدستور على الغنى قبل الفقير. وأن يتم تصليح البلد بالكامل بداية من نظافة الشارع وحتى عودة الأخلاق إلى المواطنين فى الشارع، وهذا لا يعنى أن الشعب المصرى كان فاقدا للأخلاق فهى كانت موجودة ولكنها لم تكن تفعَّل.

وشددت نيللى على أن الأمان هو أهم شىء فى هذا البلد وأن كل شىء اقتصادى يمكن تحقيقه فيما بعد خاصة إذا ساعد كل إنسان قادر أبناء منطقته وساهم فى إحيائها وعودتها من جديد، وأكدت أنها شخصيا على استعداد أن تنزل إلى الشارع لتنظيفه مع الناس إذا طلب منها ذلك.

ورغم إشادة وسعادة نيللى بالثورة وأهميتها وأن الشباب رفعوا رءوس المصريين فى السماء إلا أنها طالبت بألا يتم تخوين الذين عارضوا الثورة لأنه لا شك فى أن 85 مليون مصرى يحبون الخير لمصر ولا أحد يكرهها، فيجب ألا نهين أنفسنا ونبحث فقط عن الإيجابيات.

«مبروك لمصر» كانت هذه أول كلمة قالتها المطربة شيرين عبد الوهاب فور تنحى حسنى مبارك عن رئاسة الجمهورية وتولى الجيش إدارة البلاد.. شيرين أكدت سعادتها الغامرة بهذا الحدث، خاصة أن الشعب قال كلمته وصمد حتى تم تحققت مطالبه كاملة ولم يتنازل عن أى منها.

وشددت شيرين على أن مصر وشعبها لن تعرف الإهانة بعد اليوم، وأن الرئيس الجديد الذى سيحكم مصر سيكون مرعوبا من غضب هذا الشعب الذى أدرك أنه الذى يحكم مصر وليس أحدا غيره، وسيعمل أى رئيس قادم على خدمة هذا الشعب العظيم وليس إهانته.

وقالت الفنانة غادة عادل إنها تريد عدالة وأن يعيش المصريون فى حياة رغدة وكريمة، وألا يكون فقراء فى المجتمع المصرى، لأن 90% من الجرائم والإدمان يعود لفقر وحاجة المواطنين.

وأكدت غادة أنها لا تصدق أن الشعب المصرى سيتخطى الفقر وسيصبح شعبا متحضرا، ولا يوجد بطالة، وأن يكون كل مواطن مهما فى المجتمع، وليس فئة وأشخاص محددين دون آخرين.

وأضافت غادة: أن الشعب خلال 30 عاما اعتاد على الظلم والقهر، وكنا نحتقر فى البلاد الأخرى لأننا نهان فى بلدنا، لدرجة أن كثيرا منا فكر فى الهجرة إلى بلاد أخرى يتمتع فيها بالحرية وينال قدرا من الكرامة، أما الآن فكل الشعب المصرى فخور بمصريته، وشخصيا أتمنى السفر إلى كل بلاد العالم لأعرف ماذا يقولون الآن وكيف ينظرون إلى الشعب المصرى العظيم.

وأشارت غادة إلى أنها سعيدة جدا ليس من أجلها ولكن من أجل أبنائها الخمسة «4 أولاد وبنت» الذين سيعيشون حياة كريمة، وسيكونون مواطنين لهم كرامة فى بلدهم.

وعن عدم مشاركتها، قالت غادة إنها كانت تتمنى المشاركة ولكن كانت تخشى على أطفالها الذين بينهم من لا يتجاوز 4 سنوات، واعترفت بأنها مقصرة ولكن تضارب وسائل الإعلام وعدم الثقة كانتا سببا كبيرا فى ذلك، كما أن البلطجية والإرهاب الذى شاع فى البلد الأيام الأخيرة جعلنا لا نفكر إلا فى حماية البيوت، وأضافت ضاحكة كنا نأكل كثيرا ونشعر أن كل وجبة ستكون الأخيرة.

واستطردت غادة كلامها قائلة: كان هناك فساد فى الإعلام وكان يبث لنا أخبارا مسمومة، ونحن كشعب كنا مقهورين، لكن الحمد لله أن كل شىء انتهى وسنعيش أحرارا فى بلادنا، وسنستنشق هواء نظيفا.

الحدث أكبر منا كفنانين ويجب أن نلتفت جميعنا للقادم ولما هو آت.. هكذا بادرتنا الفنانة يسرا اللوزى، مؤكدة أن ما حدث هو ثورة شعبية أجمل ما فيها أنها بلا زعامات، الكل فى نفس الشخص، الكل مصرى نسى نفسه من أجل هدف أسمى وأتمنى أن تستمر روح التحرير وأن تنتشر أخلاقه لتعم العالم كله ويجب أن نصمت جميعا عن الحديث ونبدأ العمل فورا.

أما السيناريست تامر حبيب فأعرب عن سعادته بما تحقق وشدد على وجوب استمرار العمل وأن يستغل المثقفون والفنانون النهضة التى حدثت وأن يستمروا فى البناء والعمل وأن تظهر أعمال جديدة مستلهمة من الروح الجديدة والميلاد الجديد لنا جميعا.

لقد بدأنا العمل فورا، هكذا بدأ السيناريست خالد دياب حديثه، مؤكدا أنه يشارك فى مبادرة الداعية عمرو خالد القاضية بدعوة رجال الأعمال العرب والأجانب للاستثمار فى مصر وأيضا دعوة المصريين للاستثمار فى بلادهم.

وأشار إلى أنه كان يثق هو وشقيقه السيناريست محمد دياب فى كل ما حدث وسيتم التعبير عنه فى أعمال عديدة قادمة.

وأعرب المطرب حمادة هلال عن رغبته فى استمرار العمل لتصل صورة مصر الحضارية للعالم كله.. ولن ينسى هلال أبدا تغيير معاملة المصريين فى الخارج بمجرد ورود أنباء الثورة وما حدث يوم 28 يناير.

وأكد حمادة أن القادم يحتاج للعمل والكفاح من أجل البناء ودوره كفنان أن يهتم أكثر بجودة ما يقدمه وتنوعه.

الشروق المصرية في

14/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)