حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

شباب الميدان: فنانون على «اللائحة السوداء»

تحت شعار «الكدابين برا»

محمد عبد الرحمن

الطرد كان نصيب الفنانين والإعلاميين الذين حاولوا اللحاق بقطار الثورة بعدما هاجموها طوال أيام. الشباب قالوا كلمتهم: لا مكان للمتردّدين في ميدان التحرير من لميس الحديدي، وأحمد السقا، إلى أشرف زكي وتامر حسني

القاهرة ــ لا مكان في ميدان التحرير للمترددين. هؤلاء الذين يسعون إلى نيل رضى النظام المترنّح وممالأة الشعب في آن واحد، كُشفوا أخيراً على حقيقتهم. وعكس كل الشائعات والأخبار التي تقول إن المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة معزولون عن العالم، فإن المعتصمين مطّلعين على كل تفاصيل ثورتهم، ويعرفون من هي الشخصيات العامة التي دعمتهم منذ الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير)، ومن تلك التي انتقدتهم وعدّتهم مجرّد «مغامرين» أو مخرّبين.

وانطلاقاً من هذا الواقع، بات المحتجون في الساحة المصرية، لا يتردّدون في طرد أي شخصية خسرت رهانها على النظام، فقررت الانضمام متأخرةً إلى صفوف الثورة. البداية كانت مع الإعلامية لميس الحديدي التي استقبلها المتظاهرون بهجوم عنيف وحملة شرسة مثل: «الكدابين أهم أهم أهم»، ثم «الكدابين برا» أي خارج الميدان. لم تصمد الإعلامية الشهيرة أكثر من دقائق ثمّ غادرت من دون وداع. ولعلّ سبب الغضب على الحديدي ليس فقط عملها في «التلفزيون المصري»، بل أيضاً موقفها العام من الثورة منذ اندلاعها. ردّة الفعل نفسها واجهها زوج الحديدي، عمرو أديب الثلاثاء الماضي (راجع الصفحة المقابلة)، وإن كان بحدة أقل. وبدا واضحاً أنّ شباب الميدان غير مقتنعين بأن الإعلامي الشهير يساندهم، بسبب مواقفه الباهتة التي جمعت بين انتقاد الحكومة وتأييد مبارك. لكنه نجح بعد صعوبات جمة في تصوير لقاءات عدة مع المعتصمين.

أما ردة الفعل تجاه تامر حسني فكانت متوقعة. ويبدو أن المغنّي الملقّب بـ«نجم الجيل» لا يزال متمسكاً بطريقته القديمة في خداع الجمهور. بعدما اتصل بـ«التلفزيون المصري» باكياً بسبب ما يتعرّض له الرئيس حسني مبارك من هجوم، عاد وقدّم أغنية للشهداء لم تنل أي نجاح جماهيري. ثمّ عندما شعر بأن شعبيته بدأت تتدهور، قصد ميدان التحرير واعتلى المنصة محاولاً مخاطبة الجماهير. لكنّه لم ينجح، بعدما أُنزل بالقوة واصطحبه بعض الشبان إلى مكان بعيد نسبياً. هناك صُوِّر بالفيديو وهو يبكي ويؤكد أنه كان مخدوعاً وأن تصريحاته السابقة كان هدفها «حماية أمن البلد».

وامتدّ غضب المعتصمين ليطال أحمد السقا الذي لم ينجح في الصمود طويلاً داخل الميدان، وخصوصاً بعد تصريحاته التي قال فيها إن المتظاهرين سبب الانفلات الأمني الذي شهدته شوارع القاهرة. وبالتالي، فإن وجوده في ساحة الثورة كان أمراً مرفوضاً.

هجوم مشابه تعرّض له محمد عادل إمام، لكن الأخير صمد بمساعدة الشباب الملتفّين حوله، الذين أقنعوا الغاضبين بأنّ الشاب ليس مسؤولاً عن تصريحات والده. من جهة أخرى، بدأ بعض أنصار حسني مبارك في التراجع عن مواقفهم، إما بسبب الهجوم العنيف عليهم من الجمهور، أو بسبب تأكدهم من أنهم يقفون في المعسكر الخاسر. هكذا خرجت الممثلة سماح أنور لتَنفي ما نسب إليها من دعوات لحرق المتظاهرين. وقالت إنها عندما اتّصلت بـ«الفضائية المصرية»، سألت المذيع عن هوية الموجودين حالياً في الميدان، فأجابها بأنهم «الإخوان المسلمون»، وجاء ردها «خلاص ما يتحرقوا»، أي إنها لم تكن تعرف أن الشباب في الميدان من كل الأطياف السياسية!

كذلك خرج نقيب الفنانين أشرف زكي لينفي عن نفسه تهمة تجميع الفنانين وحثّهم على المشاركة في تظاهرة مؤيدة لمبارك. وادعى أنه فوجئ بوجود 14 فناناً في التظاهرة الأولى التي خرجت بعد خطاب مبارك الثاني، رغم أنه كانت بين المتظاهرين شقيقته ماجدة زكي، وزوجته روجينا، وعضو مجلس النقابة نهال عنبر، وبعض الممثلين المغمورين الذين لا يظهرون إلا في الحملات الانتخابية لزكي. وتعرض أحمد حلمي للإغماء بسبب ترحيب المعتصمين به، ما أدى إلى خروجه سريعاً من الساحة. وفيما قاد خالد صالح تظاهرة ضد النظام مساء الاثنين الماضي، نجحت شيرين عبد الوهاب في تفويت الفرصة لتوجيه أي انتقاد لها بعدما التزمت الصمت في الأيام الأخيرة وأحيت حفلةً في دبي منذ أيام. واكتفت المغنية بالقول إنها حزينة على ما يجري. وعندما ظهرت النجمة المصرية في ميدان التحرير، احتفى بها المعتصمون وغنت النشيد الوطني. ثمّ أعلنت أنّها لن تغني مرة أخرى لـ«التلفزيون المصري» في خطوة غير مباشرة تعلن تبرُّئها من أغنية «ريّسنا» التي قدمتها بعد عودة الرئيس مبارك من رحلة علاجية العام الماضي.

زينة والآخرون

أصدر الشباب المتظاهرون في ميدان التحرير ما يشبه قائمة سوداء بأسماء الفنانين الممنوعين من الانضمام إلى الثورة، بسبب دعمهم للنظام. وتضمّ اللائحة هؤلاء الذين شاركوا في تظاهرات دعم مبارك مثل زينة، وعمرو مصطفى، وشمس البارودي، وحسن يوسف...

دموع التماسيح

في خلال ساعات قليلة، انتشرت على موقع «يوتيوب» عشرات الأشرطة التي تصوّر تامر حسني وهو يبكي بعد طرده من ميدان التحرير. وانهالت التعليقات على هذا المشهد، فرأى بعضهم أن «نجم الجيل» يحاول يائساً اللحاق بقطار الثورة «لكن المصريين اكتشفوه على حقيقته الخادعة» كتب أحدهم. وقارن آخرون بين دموع تامر حسني، ودموع وائل غنيم التي ذرفها في برنامج «العاشرة مساءً» بعد إطلاق سراحه، «دموع غنيم تحمل قيَم الثورة، وتليق بدماء الشهداء، أما دموعك يا تامر فهي دموع التماسيح... للأسف نخبرك أن الشعب المصري لم يعد يحبّك» كتبت فتاة تدعى «نجمة مصر». وفي وقت تجنّد معجبو حسني للدفاع عن صورة نجمهم، رأوا أنّ لحاقه بالثورة متأخراً خير من أن يبقى في صفوف المتردّدين «تامر لا يخجل من مواقفه، ولا يتردّد في الاعتذار عندما يشعر بأنه مخطئ».

الأخبار اللبنانية في

11/02/2011

 

عمرو أديب... كفاية!

باسم الحكيم  

هاجم المطالبين بتنحي «الراجل اللي ضحى 30 سنة من أجل مصر»، ودافع عن الرئيس الذي هو «خط أحمر»... شباب «الغضب» طفح كيلهم من الإعلامي المصري

عمرو أديب عاد إلى الشاشة. الخبر لم يعد جديداً. منبر قناة «الحياة» التي وقّع عقداً معها، يتيح له الظهور على شاشتها ساعة يشاء وفق ما قال رئيس مجلس إدارة المحطة السيّد البدوي (رجل الأعمال ورئيس حزب «الوفد»). هنا، عاد أديب لينتقد معارضي الرئيس حسني مبارك، ويهاجم المطالبين بتنحي «الراجل اللي ضحى 30 سنة من أجل مصر»!

هكذا، كانت الظروف القاهرة في المحروسة السبب الأول والأخير لظهور أديب على الشاشة. وقد جعلته هذه الظروف يتراجع عن موقف أعلنه مراراً بعد إقفال «مدينة الإنتاج الإعلامي» في وجه قناة «اليوم» من شبكة «أوربت». إذ قال يومها إن وفاءه للمحطة التي أطلقته وسلمته الهواء ما يزيد على عشر سنوات، لن يقابله بقلّة الوفاء، خاتماً بقوله: «سأظل معهم حتى يطلبوا منّي الرحيل».

وما قاله طوال سنوات في برنامجه «القاهرة اليوم» على شبكة «أوربت»، ها هو يكرّره اليوم في برنامج «مباشر مع عمرو أديب» الذي يعرض يومياً على قناة «الحياة 2» (21:00). هنا تستفيد المحطة من اسم الإعلامي المشاكس في عنوان البرنامج، رغم أنه يتقاسم تقديمه مع رولا خرسا التي تبدو ضيفة شرف، بل كمن ينتظر إشارة عمرو كي يتكلم.

أشهر الغياب لم تغيّر عمرو أديب. ما زال يستخدم نبرته الحادة ليدافع عمّا يؤمن به. وكل حلقة قدّمها منذ بداية الثورة المصريّة قبل أسبوعين، تتضمن رسالة تؤكد تمسكه بالرئيس ومهاجمة لبقيّة أفراد السلطة والحكومة. الكل مسموح انتقاده ما عدا الرئيس الذي هو «خط أحمر».

هاجم عمرو أديب «الراجل بتاع إيران» (السفير الإيراني) الذي فاجأه بأنه يتكلم العربيّة، «فهو يصر دوماً على التكلم بالفارسيّة في اجتماعاته مع القادة والرؤساء في العالم العربي». وشن حملة على إيران ونظامها، مذكّراً بانتفاضة الشعب فيها، وكيف كانت كاميرا واحدة تتابع الأحداث على الأرض، وكل ما ظهر من صور وفيديو على الشاشات كان بواسطة أجهزة الخلوي، وأردف قائلاً: «دلوقتي بقيتو بتوع حقوق الإنسان؟ دنتو سحلتو العيال (اعتداء)، وانتهكتم حقوق الإنسان. لديكم أكبر معتقلات والأمن المركزي اعتدى على الشباب في الشوارع». وأضاف: «لا نعيش في جنة، لكن الذي يعيش في بيت من زجاج، «ما يرميش الناس بالطوب»».

قبل ذلك، حفظ عمرو أديب الخطاب الثاني للرئيس مبارك بعد اندلاع «ثورة الغضب»، وقرر تلاوته على جمهور البرنامج. لفت إلى أن «الرئيس لم يكن طالب سلطة ولا جاه، وأكد أنه لا ينوي الترشح للانتخابات القادمة، والأهم بالنسبة إليه هو الوطن. قرر الرحيل للحفاظ على البلد». هنا، لم يكتف عمرو أديب بالتعبير عن رأيه بالمتظاهرين وبضرورة أن يقابلوا هذا الكلام بإيجابيّة فقط، بل دعاهم «يلا لمّوا بعض وروحوا بيوتكم». وهنا، ردّ المحامي المعارض عصام سلطان في مداخلة هاتفية على خطاب مبارك، مؤكداً أنّه الخطاب نفسه الذي تلاه قبل خمس سنوات في «المنوفية» عام 2005. قاطع أديب الرجل مراراً، بمؤازرة رولا الخرسا التي هي، في المناسبة، زوجة عبد اللطيف المناوي (رئيس مركز أخبار مصر في التلفزيون المصري، والمسؤول الأول حالياً عن تغطية التلفزيون المصري للأحداث). حاول المقدمان الالتفاف على رأي المحامي، من خلال استضافة مجموعة من الشباب الذين أقنعتهم كلمة مبارك، فخرجوا من ميدان التحرير، ومنهم من حزب «الوفد» وحركة «كفاية».

وحاول أديب استخدام الوسيلة نفسها مع الإعلامي محمود سعد الذي أوقف عن الهواء في الأيام الأولى للثورة وطلب عرض صور «الولاد الشهداء». وطالب سعد «النظام» بالالتفات إلى دعوة هؤلاء الشباب، «نشكره ويكفيه خدمة 30 سنة، اليوم العيال كبرت فليترك الحكم للعيال الذين خرجوا في الشارع (المتظاهرين)، فليسلمهم الحكم». وحرص سعد على حفظ ماء الوجه مع الرئيس بالقول إنّ «له مواقف إنسانية معي ومعك أيضاً يا عمرو. لا ننكرها، لكن الرئيس حكم 30 سنة، هل ستبدل شيئاً خلال أربعة أشهر؟». فضل عمرو أديب هنا الإصغاء إلى كلام صديقه اللدود، بينما أفتت الخرسا بأن «الناس يتخوفون من فراغ دستوري» فأجابها سعد بأنّ «هذا الكلام يراد به أشياء أخرى، فلنفرض أن الرئيس قرر أن يتوقف عن الحكم، فماذا يحصل في البلد؟». ثم لفت عمرو أديب إلى تخوفه من المادة الـ76 في الدستور، «لو مشي لازم نعمل الانتخابات خلال 60 يوماً»، فرد سعد «نحلّ مجلسي الشعب والشورى، ونكتب دستوراً جديداً، فالدستور ليس قرآناً ولا إنجيلاً، هو في النهاية من صنع البشر».

باختصار، هذا غيض من فيض من أقوال عمرو أديب في برنامجه، فإذا بكيل شباب «ثورة الغضب» يطفح، فمنعوه منذ أيام من دخول ميدان التحرير، فيما سامحوا منى الشاذلي التي رأوا أنّها قدّمت بادرة «حسن نية» باستضافتها «مناضل الكيبورد» وائل غنيم.

الأخبار اللبنانية في

11/02/2011

 

جابر عصفور قفز من السفينة

آخر وزير ثقافة في عهد مبارك

محمد شعير  

بعد عشرة أيام على تولّيه حقيبة وزارة الثقافة، ها هو يقدّم استقالته بعدما فوجئ بموجة استقالات جماعية من المجلس الأعلى للثقافة، وبانتقادات شديدة من جانب الرأي العام المصري

القاهرة ـــ حقّق جابر عصفور حلمه. حمل لقب «وزير سابق». أصبح الآن وزير ثقافة سابقاً بعدما قفز من السفينة قبل لحظات من غرقها. راهن عصفور على نظام يترنّح، وبرّر ما قام به بأنّه قبل منصبه «من أجل أن يسهم في إطفاء الحريق»، لكنه كان رهاناً خاطئاً. لم يكن حريقاً كما تصوّر، بل ثورة شعبية حقيقية، قدّمت شهداء في عمر الشباب، وكشفت عن فساد لم يكن ممكناً تصوّره.

هرب جابر عصفور قبل أن يخرج المثقفون عليه متجهين إلى وزارة الثقافة للمطالبة باستقالته، وكانوا يخطّطون لذلك يوم السبت المقبل، لكن لماذا كانت استقالته؟

أكّد جابر عصفور أنّه قدم استقالته من منصبه أول من أمس «لأسباب صحية»، بعد عشرة أيام من توليه المسؤولية في الوزارة التي تألّفت عقب «ثورة الغضب». وقال مصدر مقرّب من عصفور إنّ «نص الاستقالة تضمّن أسباباً عدة سيكشف عنها في وقت لاحق».

وكان عصفور قد تعرّض لانتقادات شديدة من جانب مثقفين مصريين وعرب إثر قبوله هذا المنصب. ورأى هؤلاء أنّ قبوله المنصب في وقت تشهد فيه مصر انتفاضة من أجل الديموقراطية، يُعدّ تناقضاً مع تاريخه كمثقف مؤمن بالحرية.

وقد كشفت مصادر قريبة لـ«الأخبار» أنّ عصفور فكّر طويلاً قبل أن يوافق على تولي الوزارة ثم الاستقالة، وخاصةً أنّه تلقى مئات المكالمات من المثقفين العرب تدينه على قبول المنصب. كما قرأ عشرات المقالات التي هاجمته، لكنّ الأهم هو ما حدث في اجتماع مجلس الوزراء الأول يوم الاثنين الماضي. فى بداية الاجتماع، تحدث عصفور بحماسة عن قبوله الوزارة باعتبارها حكومة وحدة وطنية، ستضطلع بمهمة إنقاذ الوطن في هذه اللحظة. وطالب بأن يُبحث عن أسماء من المعارضة أو من المستقلين لتولي الحقائب الوزارية التي لا تزال شاغرة، لكنّ وزير المجالس النيابية والشؤون الدستورية مفيد شهاب اعترض على ما قاله عصفور، وحاول أن يوقفه أكثر من مرّة، لكنّ عصفور طلب منه أن يكمل حديثه ولا يوقفه. وأضاف عصفور إنّه تأثر «بصور الشهداء طويلاً. ولا بد من التحقيق في ما حصل من عنف أوصل الشهداء إلى ما يقرب من 300 شهيد». وما إن صمت، حتى خرج وزير الإعلام أنس الفقي من عقاله وقال مهاجماً عصفور: «من قال إنّها حكومة إنقاذ وطني؟ إنّها حكومة الحزب الوطني برئاسة مبارك، ولا يوجد فيها مستقلون كما تتصوّر». ثم تدخّل وزير الداخلية محمود وجدي قائلاً: «لماذا تتحدث عن شهداء لهم؟ ألم يقع شهداء من جانبنا». وهنا، دخل وزير الصحة أحمد سامح حسني على الخط مضيفاً: «لم نحصر عدد الشهداء، وأظن أن رقم 300 مبالغ فيه». باختصار، بدت الحكومة في اجتماعها الأول، ضد الثورة والشباب، فشعر عصفور بأنّه «لا فائدة».

من جهة أخرى، فوجئ عصفور بعشرات المسيرات التي سار فيها موظفو وزارة الثقافة، مطالبين بحقوقهم، وبديون عديدة على الوزارة لمصلحة الناشرين العرب والمصريين، الذين كان يُفترض أن يشاركوا في معرض الكتاب الذي تأجّل إلى أجل غير مسمّى.

وكانت صدمته أكبر عندما فوجئ بموجة استقالات عدد من المثقفين البارزين، أمثال جمال الغيطاني، وبهاء طاهر، وإبراهيم عبد المجيد من المجلس الأعلى للثقافة، الذي كان عصفور يشغل منصب الأمين العام فيه قبل تولّيه وزارة الثقافة. أضف إلى ذلك بيانات وخطوات جدية اتُّخذت بهدف مقاطعة أنشطة الوزارة كلها حتى تنحّي حسني مبارك. وكان عدد من أبرز قادة الوزارة يستعدون جدياً للاستقالة من العمل في الوزارة، لذا، لم يكن أمام عصفور سوى أن يقفز من السفينة. هكذا، استقال لكنه لم يُرد أن يحرج النظام، فعزا ذلك إلى أسباب صحية، علماً بأنّ مثقفين أصدروا منذ أيام بياناً أدانوا فيه «الموقف المخزي لعصفور بسبب قبوله تولي حقيبة وزارة الثقافة في نظام لفظه الشعب بكل أطيافه، فيما يرفض هذا النظام التخلّي عن السلطة ويستخدم كل وسائل الترويع القذرة للتشبث بها».

وكان يوم أمس قد شهد عدداً من الوقفات الاحتجاجية للمثقفين المصريين، تحرّكت الأولى من أمام المجلس الأعلى للثقافة، والثانية من أمام اتحاد الكتاب، والثالثة من أمام نقابة السينمائيين. وتحركت الحشود لتلتقي في ميدان التحرير. وقد توحّدت الهتافات جميعها مطالبة برحيل مبارك، وبالتحقيق في الفساد الثقافي الذي شهدته مصر طوال سنوات حكمه! 

لكنه استقال

بيار أبي صعب

استقال جابر عصفور قبل سقوط الطاغية بساعات. تنفّس الصعداء كثير من قرّائه وأقرانه، فيما رأى آخرون أن الأوان فات على إعادات النظر النقديّة. في الحقيقة، ما عاشه الدكتور خلال الأيام الصعبة الماضية، يسلّط الضوء على جانب أساسي من الحياة الثقافيّة في مصر. هذا البلد احتل فيه المبدعون والمفكرون والكتاب، موقع الصدارة بين النخب الوطنيّة، وشاركوا في مشاريع التنوير والتحرر ومواجهة الاستعمار وبناء الاستقلال ومعارضة النظام، وألفوا قوّة ضاربة يحسب لها حساب، لقدرتها على التأثير في الوجدان القومي ومخاطبة الرأي العام. ثم جاء عصر التدجين والاحتواء والتهميش الذي لعبه نظام مبارك بمهارة. جابر عصفور اختار المؤسسة الرسميّة، رافعاً شعار الإصلاح من داخل، والتعامل مع الأمر الواقع، والرهان على الهامش المتاح للدفاع عن المشروع التنويري في ظل النظام السياسي القائم. تلك كانت المفارقة الكبرى، والخطأ القاتل الذي وقع فيه جزء أساسي من النخب اليسارية والطليعية والعلمانية في العالم العربي، مشرقاً ومغرباً. لقد مثّل هؤلاء غطاءً إضافيّاً لاستبداد سلطة متواطئة على شعوبها، تنتج القهر ومعه كل أشكال الأصوليّة والعنف التي يدينونها، بدلاً من الوقوف مع الجماعة المقموعة التي تُرِكت فريسة للخيارات الراديكاليّة. ماذا لو كان طاعن نجيب محفوظ عميلاً لنظام مبارك، مثل مفجري كنيسة القديسين قبل أسابيع؟ جابر عصفور حمل تلك العلاقة الملتبسة بالسلطة حتى النهاية. كان بعض منه في ميدان التحرير، والبعض الآخر محكوماً بقبول الهديّة المسمومة. ثم عاد عنها «لأسباب صحيّة». لكن كل ذلك، صار الآن جزءاً من التاريخ. لقد ولدت مصر أمس من جديد.

الأخبار اللبنانية في

11/02/2011

 

عدد كبير من الفنانين تبرّأ من دعم النظام الفاسد

السينمائيون المصريون يشدّون على أيدي شباب «التحرير»

القاهرة- العرب أونلاين:  

أصدر أكثر من مائة فنان وسينمائي مصري بيانا أعلنوا فيه تأييدهم لثورة 25 يناير.

وانتقد الفنانون موقف اتحاد النقابات الفنية الداعم لنظام الرئيس المصري حسني مبارك وبقائه حتى انتهاء فترة ولايته في سبتمبر/أيلول المقبل، مطالبين بإقالة نقيب السينمائيين مسعد فودة وحل مجلس النقابة لتخاذلهم المخزي فى دعم موقف أعضاء النقابة الرافض للنظام الفاسد والمتضامن مع الحقوق الشرعية للثورة.

وجاء في البيان:

نحن السينمائيون المعتصمون في ميدان التحرير كجزء من ثوره الشعب المصري, نوكد على النقاط التالية:

1- أن اتحاد النقابات الفنية لا يمثلنا ولا يعبر عن مواقفنا

2- أننا مستمرون في اعتصامنا حتى يحقق الشعب المصري جميع مطالبه الأساسية والتي في مقدمتها اسقاط النظام بكل رموزه وعلي رأسهم الرئيس

3- أن الشرعية الوحيدة الآن هي شرعية الثوره المصرية العظيمة في شتى ارجاء الوطن والتي يرمز لها اعتصام ميدان التحرير

4- أن النظام الحالي نظاماً غير شرعياً ولا يحق له اتخاذ الشرعية الدستورية حجة للتسويف والتلاعب بمطالب الشعب المصري

5- أننا لا نعترف بتفاوض أي جهات أو أحزاب أو لجان مع النظام إن لم تكتسب شرعيتها من اعتصام ميدان التحرير

ونحن ندعو جميع الشرفاء من السينمائيين المصريين الحرصيين على مصالح هذا الوطن لدعم اعتصام ميدان التحرير بكل الوسائل الممكنة

عاش نضال الشعب المصري

عاشت الثورة المصرية

توقيع

1- آسر يس

2- خالد أبو النجا

3- عمرو واكد

4- بسمة

5- أحمد عيد

6- جيهان فاضل

7- نهى العمروسي

8- يسرا اللوزي

9- علي بدرخان

10- داوود عبد السيد

11- خالد يوسف

12- ذكي فطين عبد الوهاب

13- دكتور محمد العدل

14- هاله خليل

15- تامر حبيب

16- هاني خليفه

17- فرح يوسف

18- منى هلا

19- احمد ماهر

20- مريم ابو عوف

21- كامله ابو ذكري

22- لؤي عمران

23- عزه شلبي

24- وسام سليمان

25- محمد علي

26- محمد دياب

27- ايمن مكرم

28- سعد هنداوي

29- نادين شمس

30- سلمي الطرزي

31- محمد التهامي

32- دينا فاورق

33- ريم العدل

34- كريم العدل

35- اسامه العبد

36- تامر السعيد

37- صبري السماك

38- باسل رمسيس

39- سلمى رضوان

40- عايده الكاشف

41- احمد ابو سعده

42- محمود تيمور

43- نادين شمس

44- منال خالد

45- محمد فريد

46- منى ربيع

47- ولاء سعده

48- نواره مراد

49- امل رمسيس

50- شادي جورج

51- محمد العبد]

52- عمر الزهيري

53- زياد حواس

54- نادين خان

55- وائل مندور

56- علي مراد

57- شريف فتحي

58- ايهاب ايوب

59- خالد دياب

60- احمد خالد

61- راجيه المصطفى

62- سعاد الهجان

63- صفي الدين محمود

64- علي حسام علي

65- صوفي حسن

66- هاله لطفي

67- معتز عبد الوهاب

68- عمرو القاضي

69- عرب لطفي

70- محمود دسوقي

71- عبد السلام موسى

72- حسين سمير

73- محمود لطفي

74- هيثم التميمي

75- احمد عبد الله

76- احمد عواض

77- حامد سعيد

78- شريف البنداري

79- محمد عبد الرؤوف

80- عمر خالد

81- محمد علي

82- شريف المغازي

83- عمرو عابد

84- يوسف ناصر عبد المنعم

85- محمود اللوزي

86- ريم حجاب

87- سميح منسي

88- محمود بدراوي

89- هيثم صقر

90- بيير سيوفي

91- محمد الأسيوطي

92- راضي نبايل

93- عمرو وشاحي

94- عاطف يوسف

95- صفاء الليثي

96- حازم التوني

97- حسام ممدوح

98- مريم ناعوم

99- تامر محسن

100- شرين فرغل

101- نانيس عدنان

102- سعد يوسف

103- عباده نجيب

104- محمد سمير

105- دينا جمال الدين

106- ناديه كامل

107- احمد الهواري

108- فاطمه عبد السلام

109- لبنى فخري

 

 

 

 

العرب أنلاين في

11/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)