حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلم (السائح) :

متاهة بوليسية بقالب رومانسي

جمال السامرائي

لكل نوع من الافلام السينمائية طريقة معالجة خاصة بها ، فمعالجة الفيلم البوليسي تختلف عن معالجة الفيلم الرومانسي وكذلك بالنسبة للتاريخي والديني ، وغيرها .. الا ان مغريات شباك التذاكر وامتثالا لرغبات الشباب التي تشكل النسبة الاكبر من المتلقين للسينما بشكل عام . يفرضان على منتجي الافلام في هوليود نمطا آخر من الافلام التي لاتدخل فيها الخرافة او الابعاد الثلاثية وتكاليفها غير باهظة الثمن وجاذبيتها تتمحور في نجومية ممثليها ، مع اضافة عامل الحركة والاثارة ، حتى وان جاءت باطار رومانسي ، وذلك مانجده في آخر افلام النجمة (انجلينا جولي ) التي تلعب شخصية بوليسية ، فهي اخصائية في قسم غسيل الاموال في الاسكوتلنديارد ،يقاسمها البطولة نجم هوليود ( جوني ديب ) في فيلم السائح (  the tourist) من اخراج وكتابة ( فلورين هانكل ) وانتاج  (   سوني بكجرز ) على الرغم من ان قصة الفيلم تبدو واقعية بشكلها الظاهر ، الا ان معالجتها السينمائية شابها الكثير من المفارقات والمتاهات التي اجبرت مخرج الفيلم في نهاية المطاف ان يوضح بالصوت والحوار حقيقة الشخصية المفترضة لبطل الفيلم ( فرانك ) والمتخفية اصلا ورا ء شخصية ( الكسندر بيرس )حبيب اليز الذي نصب على زعيم احدى المافيات وسرق منه اكثر من مليار دولار )  فرانك الذي مثله جوني ديب ، يوضح حقيقة الامر حينما  مرر ل( اليز ) معلومات عن شخصيته الحقيقية وكيفية تغيير شكله، حتى وصل به الحال لتغيير حجم الجمجمة بعمليات جراحية من اجل التخفي وراء شخصية فرانك التي يعرفها المشاهد بانها شخصية استاذ رياضيات مولع بقراءة الروايات ، يعاني من آثار نفسية نتيجة فقدانه لحبيبته (زوجته ) مما يدفعه للسفر والترحال في اوروبا فينتقل بين مدن فرنسية واخرى ايطالية ، تشاء الصدف الغريبة التي خلقها هو عبر توجيهها برسالة تنص على  ان تختار شخصا قريب الشبه منه وتجالسه وبالفعل ( اليز ) تختاره وتجالسه ثم ترافقه وتجذبه للتعلق بها ،  بناء على ما طلبه في تلك الرسالة التي بعثها لها حبيبها( الكسندر ) المطارد من قبل الاسكوتلنديارد وبنفس الوقت من زعيم احدى العصابات الذي سرق منه مبلغ تجاوز المليار دولار ، والطرفان يجندان العديد لمتابعة اليز التي تربطها علاقة بحبيبها ( المجرم الخطير ) وبنفس الوقت هي مطالبة  كعميلة للانتربول الدولي ان تؤدي المهمة الموكلة اليها، ورغم انها تتعرف على فرانك وتصاحبه وتوقعه في شرك الملاحقة لايهام البوليس بانه هو حبيبها،  ويتعرضان لمواقف خطرة معا ، الا ان ولائها وحبها للاول  يبقيانها على مسافة بينها وبين ( فرانك ) رغم انه يتعلق بها ويعرض نفسه للخطر في سبيلها  لكنه يواجه بتملصها منه في اكثر من مرة.

هنا يصبح المشاهد امام اشكالية غامضة وتتكون لديه عدة تساؤلات ، اذا كانت اليز تخاطر من اجل الوصول لحبيبها ، فلماذا تتقرب من فرانك ؟ واذا كان ( حبيبها الاول الكسندر بيرس) قادرا بامكانياته الوصول والتواصل مع ( اليز ) ومتابعتها فلماذا لا يلتقيها ؟ ثم انه يرسل لها ويحجز لها جناح في فندق فخم وينتقي لها اغلى الفساتين ، دون ان يظهر لها ، جملة من الملابسات والمتاهات يجد المتفرج نفسه داخلها ، حتى بطلة الفيلم ( اليز ) وضعت ضمنها وهي تحاول جاهدة الوصول اليه ، مع انها لعبت ادوارا مزدوجة فهي حبيبة ورفيقة ( المجرم المطلوب ) وهي عميلة للانتربول ، وهي تتقرب بعواطفها مع ( فرانك ) ، ثم تأتي اللحظة الحاسمة حينما يتعرضان لمطاردات ويتم احتجازها من قبل افراد المافيا لغرض فتح الخزنة الخاصة بالكسندر ، وبعد تهديدها بالقتل يتدخل فرانك وينقذها بعد ان يتمكن من حل شفرة الخزنة ، وتفاجئ اليز ، وحينما يختليان يعترف لها بجمل مختصرة بأنه هو ( الكسندر بيرس  ) وليس فرانك وقد اجرى عمليات تغيير في شكله حتى في حجم الجمجمة ، ويمضيان بمركب وسط مياه فينيسيا الهادئة وسط طقس ضبابي اختاره المخرج بما يوحي لرمزية المستقبل بالنسبة لهما ،  في حين انه خلق ايقاعا بطيئا بشكل عام حينما اعتمد الجانب الرومانسي في النصف الاول من الفيلم  بينما النصف الثاني غرقت فيه تلك الرومانسية وسط الهروب والمطاردات والغموض الذي يلف طبيعة العلاقة بين ( اليز ) و ( فرانك ) من جهة وبينها وبين جهاز الاسكوتلنديارد ، الذي قررت في نهاية الفيلم الاستقالة منه .

لا شك بان فينيسيا الايطالية لها جاذبية خاصة بالنسبة للمشاهد ، ولذلك جاءتصوير اغلب المشاهد فيها بما يخلق عنصر الرومانسية والاثارة عبر المطاردات التي تجري من خلال المراكب ، وذلك ربما ساعد بالاضافة الى وجود نجمين شهيرين ( جولي وديب ) الى ان يحظى العمل باقبال جيد من قبل المشاهدين .  ومن الملاحظ هنا ان ( انجيلينا جولي ) بجاذبيتها واثارتها ساهمتا في اسناد دور مزدوج  بين عميلة بوليسية وامرأة رومانسية ، ولم يكن هذا الدور بجديد عليها لا سيما وانها لعبت ادوارا عديدة  امتازت بالمطاردات والبوليسية والجاسوسية ، ولابد هنا من الاشارة في دورها المتميز في فيلم ( سالت ) الذي جسدت فيه شخصية حقيقية للجاسوسة  الروسية ( سالت ) والذي عرض خلال العام المنصرم

الجزيرة الوثائقية في

10/01/2011

 

"أرخبيل الغولاغ" محنة المثقف في أزمنة الديكتاتورية

ناصر ونوس 

"أرخبيل الغولاغ" عنوان رواية للكاتب السوفيتي ألكسندر سولجينتسين، تتحدث عن معسكرات الاعتقال في الإتحاد السوفييتي في الحقبة الممتدة ما بين عامي 1918 و1956. وكاتب الرواية كان واحداً ممن عاشوا تجربة تلك المعتقلات لمدة ثماني سنوات وخضعوا لشتى صنوف التعذيب في أقبيتها وساحاتها. والسؤال هو: كيف تمكن الكاتب من كتابة ونشر روايته هذه التي تستعيد تلك التجربة في ظل رقابة مشددة فرضها النظام الديكتاتوري القمعي آنذاك؟. هذا هو السؤال الذي يجيبنا عليه فيلم "سر أرخبيل الغولاغ" الذي عرض قبل فترة قصيرة على قناة الجزيرة الوثائقية.

يعود الفيلم لبداية القصة، أي عندما تم اعتقال الكاتب سولجينيتسن، الذي كان عسكرياً في الجيش السوفييتي، في شباط فبراير عام 1945 بعدما أبدى شكوكه في مقدرة ستالين العسكرية وذلك في رسالة أرسلها إلى أحد أصدقائه. وزج به في تلك المعتقلات لثماني سنوات اكتشف خلالها منظومة العقاب السوفيتية وخرج منها بكتاب تحت عنوان "يوم من حياة إيفان دينيسوفيتش"، وهو عن تجربة زميل له في تلك المعتقلات وعن أرخبيل الغولاغ بكامله. وقد نشر الكتاب في زمن الرئيس خروتشوف حيث شهدت البلاد حقبة من الانفراج والحرية بعد حقبة من الديكتاتورية والقمع خلال زمن الرئيس ستالين. وعند نشره لاقى الكتاب ترحيباً واسعاً على المستويين الشعبي والرسمي، وصل لدرجة أن خروتشوف استقبل في قصر الكرملين مؤلفه سولجينيتسن الذي كان قد حظي بشهرة واسعة. لكن هذا الكتاب لم يكن ليتحدث عن قضايا بالغة الأهمية، قضايا لم يكن يتجرأ أحد على التطرق إليها، مثل الرعب الذي واجهه عدد هائل من الروس الأبرياء واعتقال الملايين منهم خلال أربعين عاماً من عمر النظام السوفييتي، وتأسيس الغولاغ (الكلمة التي تعني الإدارة العامة للمعتقلات).

وهنا بدأت فكرة تأليف رواية عن تلك القضايا تراود سولجينيتسن، وذلك في عام 1958. وبما أن المادة لم تكن متوفرة لديه كان عليه أن يراسل من عاشوا تجارب الاعتقال. وهنا تمكن المؤلف من جمع المادة الكافية لتأليف مثل هذا الكتاب. لكن في عام 1964 تمت إزاحة خروتشوف واستبداله بليونيد بريجينيف، مما وضع نهاية لمرحلة الحرية التي تلت عهد ستالين. وكان على المؤلف مواصلة تأليف كتابه "أرخبيل الغولاغ" بسرية تامة. وهنا يتحدث سولجينيتسن عن تلك التجربة. لقد كان يدعو المجموعة التي كان يتواصل معها بشكل سري وتساعده في تأليف الكتاب بـ "المتخفين". وكلهم عاشوا، وأحياناً هم وذويهم، تجربة معتقل الغولاغ. يبحث مخرج الفيلم عنهم ويلتقي بهم، ليتحدث كل منهم عن تجربة تأليف كتاب سولجينيتسن في الزمن الذي عادت فيه الممارسات القمعية إلى حياة الناس. من هؤلاء ناديا ليفيتسكايا التي تتحدث عن سبب مساعدتها لسولجينيتسن، وتقول إن السبب هو أن والدها الذي كان مختصاً شهيراً في علم الوراثة قد تم اعتقاله في عام 1941 ومات في السجن، بينما تم اعتقال والدتها بعد الحرب وذلك لأنها نجت من الاحتلال النازي. ومن ثم ماتت في أحد المعتقلات، بينما اتهم شقيقها في الدعاية لأفكار مناهضة للسوفييت وسجن في أحد المعتقلات لمدة ست سنوات، وكانت هي آخر من اعتقل في عائلتها. امرأة متخفية أخرى هي إلينا تشوخوفسكايا "كانت عماد العملية السرية برمتها"، تكشف عن جوانب من أساليب الحذر والحيطة التي اتبعوها لتأليف الكتاب. والتي تعبر عن درجة الخوف التي يعيشونها والتي كانت سائدة في المجتمع السوفييتي في تلك الفترة. فتقول إنها وزملاءها اتبعوا قواعد دقيقة جداً وضعها سولجينيتسن، منها أن لكل منهم اسم مستعار وسري، ولم يكونوا ينادوا بعضهم بعضاً بأسمائهم الحقيقية حتى داخل الشقة الواحدة، ولم يستخدموا الهاتف أبداً.

ولم يكن سولجينيتسن يتطرق للحديث عن مؤلفه إطلاقاً، وعندما كان يريد إعلامهم بشيء كان يكتب ذلك على ورقة ويحرقها فيما بعد. كانت تلك الأساليب من الحذر ضرورية بعدما تم اعتقال اثنين من الكتاب هما يوري دانييل وأندريه سينيافسكي في أيلول سبتمبر من عام 1965. إذ اتهما بتهريب مؤلفاتهما إلى الغرب. وكان من المرجح أن يتم تفتيش شقة سولجينيتسن والعثور على مخطوطة الكتاب، وهنا كان لا بد من إخفائها. فاستطاع تهريبها إلى أستونيا عبر معتقل سابق من أصل أستوني هو جورج تينو، ليلتحق المؤلف بعد ذلك بمخطوطته في مزرعة منعزلة بعيدة عن أعين رجال المخابرات السوفييتية الكي جي بي، وتعود لمعتقل سابق وزميل له في الزنزانة هو أرنولد سوزي في أستونيا. وهناك يواصل العمل على المخطوطة لمدة ثلاث سنوات، ومستمراً في اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر التي اتخذها في موسكو خشية أن يكون مراقباً من أحد ما، وفق ماتروي هيلي سوزي ابنة رفيقه أرنولد. بعدها، وفي عام 1968 يعود سولجينيتسن إلى منزله الذي يبعد ثمانين كيلومتراً عن موسكو. وهناك تتولى صديقتاه إيلينا تشوخوفسكايا واليزا بيترفوسكايا طبع المخطوط على الآلة الكاتبة. ثم نقلت ناديا ليفيتسكايا أربع نسخ من المخطوط المؤلف من ثلاثة أجزاء إلى مصحح طباعة آخر. بعدها يعهد إلى المصور فاليري كوديوموف بتصوير كامل المخطوط، واستغرقت العملية أربعة عشر ساعة. ثم يتمكن ألكسندر أندرييف الذي كان يعمل مترجماً لدى منظمة اليونيسكو في باريس من نقل فيلم المخطوط إلى الغرب بعلبة كافيار وضعت ضمن معدات تخص منظمة اليونيسكو. في تلك الفترة نال سولجينيتسن جائزة نوبل عن كتابه "يوم من حياة إيفان دينيسوفيتش"، ولم تكن الظروف مناسبة لنشر "أرخبيل الغولاغ"، لكن ورغم كل إجراءات الحيطة والحذر، كانت هناك قصة مأساوية تخللت تجربة كتابة المخطوط ودفعت مؤلفه لنشره. ففي آب أغسطس من عام 1973 تم اعتقال إليزافيتا فورونسكايا التي طبعت النسخة النهائية من مخطوط "أرخبيل الغولاغ" في لينينغراد. بعد أن ضبطت عناصر من الكي جي بي نسخة من المخطوط في شقتها. لقد احتفظت بتلك النسخة رغم تحذير سولجينيتسن وطلبه منها أن تتلفها خشية العثور عليها من قبل الكي جي بي. وأنه أجرى بعض التعديلات عليها. لكن نفس إليزافيتا لم تطاوعها على فعل ذلك، وكانت أن دفعت الثمن غالياً. "لقد تم العثور على اليزافيتا مشنوقة في شقتها، وأشار بعضهم إلى وجود جروح بفعل طعنات وآثار دم". وربما كانت قصة إليزافيتا هي القصة الأكثر مأساوية في التجربة كلها، ولهذا نرى المخرج يبدأ بها فيلمه، ليواصلها مع نهاية الفيلم. وبعد أن ضبطت لجنة أمن الدولة مخطوط الكتاب قرر سولجينيتسن نشره على الفور. فتمت ترجمته إلى الفرنسية ونشر في الغرب في اللغتين الروسية والفرنسية.

ووصلت نسخ منه إلى روسيا. لكن الإعلام السوفييتي هاجم الكتاب ومؤلفه، ليتم بعد ذلك اعتقال سولجينيتسن رغم شهرته وحيازته على جائزة نوبل. ومن ثم يتم تجريده من جنسيته ونفيه خارج البلاد وذلك في الرابع عشر من شباط/ فبراير من عام 1974. وبعد أربعة وعشرين ساعة من اعتقاله يصل إلى فرانكفورت فيجتمع مع مؤلف صديق هو الكاتب الألماني هاينريش بول. وخلال شهور قليلة تترجم روايته "أرخبيل الغولاغ" إلى عدد من اللغات وينشر منها في الولايات المتحدة وحدها ثلاثة ملايين نسخة. ليصل بعد ذلك عدد نسخ الكتاب التي بيعت إلى عشرة ملايين نسخة. ومن بين مترجمي الكتاب كان باليس غايوسكاس الذي كان يترجمه إلى اللغة الليتوانية والذي يعرف الموضوع تمام المعرفة بوصفه أحد سجناء معتقل الغولاغ السابقين، لقد سجن لمدة خمسة وعشرين عاماً لأنه كان عضواً في جبهة المقاومة الليتوانية ضد السوفييت. وهو يقول إنه كان على وشك الانتهاء من الترجمة عندما اعتقله رجال الاستخبارات. وعندما رفض إعطاءهم معلومات عن مصدر الكتاب حكم عليه بالسجن عشر سنوات إضافية. وهو يقول عن الكتاب إنه "أول كتاب يصف منظومة الغولاغ، ما كنت أخاطر لترجمة أي كتاب يقل عنه أهمية، إذ لا أريد قضاء عشر سنوات إضافية في المعتقل". وهنا يتابع المخرج جمع شهادات ممن قابلهم حول أهمية كتاب سولجينيتسن هذا. فناديا ليفيتسكايا تقول "إنه كتاب فريد جداً ومذهل، واعتقد أن ما من كتاب يضاهيه حسب رأيي". بينما تقول إيلينا تشوخوفسكايا إنه "أول كتاب يتجرأ على توثيق ما حدث في بلادنا بهذا الشكل الممتاز والواضح والجريء من كل النواحي". بينما يراه الناشر الفرنسي كلود دوران بأنه أهم كتاب كتب في القرن العشرين من حيث قدرته على ترك انطباع على التاريخ.
وبذلك يقدم لنا المخرج فيلماً عن واحد من أهم كتب القرن العشرين، مظهراً ظروف تأليفه ونشره. لكن ما يمكن أن يؤخذ على هذا الفيلم هو أن مخرجه يورد على لسان الراوي أرقاماً مخيفة عن أعداد الناس الذين اعتقلوا في حقبة ستالين، ويقول إنها وصلت إلى مليونين وسبعمئة وخمسين ألف شخص. وهذه قضية خلافية، فثمة من يشكك بتلك الأرقام ويقول إنها مبالغ بها كثيراً، وذلك مثل الباحث السوفييتي "لودو مارتينز" الذي وضع كتاباً عن ستالين بعنوان "نظرة أخرى إلى ستالين"(صدر في دمشق بترجمة حسن عودة عن دار الطليعة الجديدة، 2002). لكن مخرج الفيلم يأخذ تلك الأرقام وكأنها مسلمة غير قابلة للنقاش، مثلما يأخذ كامل قضية القمع في حقبة ستالين، التي كانت، دون شك، حقبة مرعبة في وحشيتها. وهنا تكمن إحدى نقائص الفيلم الذي يبدو أن مخرجه نظر إلى مجمل موضوعه من وجهة نظر واحدة متجاهلاً وجهات النظر المختلفة. إلا أن الفيلم يبقى بمجمله شهادة بالغة الأهمية عن معاناة الكتاب في أزمنة القمع ومحنة المثقفين في أزمنة الديكتاتورية.

الجزيرة الوثائقية في

10/01/2011

 

مهرجان أفلام للمرأة واللاجئين والسجناء والمهاجرين

نقولا طعمة – بيروت 

طرح "مهرجان أفلام حقوق الانسان 2011" عددا من المواضيع ذات الصلة على مدى أربعة أيام، مترافقا مع عدد من الأنشطة المسرحية وورش العمل، وجلسات الحوار، واستضافته سينما متروبوليس.

تضمن المهرجان أكثر من 30 فيلما و4 معارض للتصوير الفوتوغرافي، إضافة إلى الحفلات الموسيقية والأعمال المسرحية، ومعرض منشورات.

المواضيع التي تناولتها الأفلام والأنشطة المواكبة للمهرجان، هي: حقوق المرأة، حقوق اللاجئين، حقوق الأجانب، وحقوق المخفيين قسرا.

جرى المهرجان بالتعاون بين ثلاث منظمات لبنانية مهتمة بالموضوع، هي "المكتب اللبناني لحقوق الانسان، و"جمعية كفى عنف واستغلال"، و"حركة السلام الدائم"، مع مؤسسة ""لجنة منظمات الخدمة التطوعية-كوسف" (COSV) الإيطالية، وبتمويل من المجموعة الأوروبية. ووزعت مواضيعه على أربعة عناوين، هي حقوق المرأة، حقوق المهاجرين، حقوق اللاجئين، وحقوق السجناء والمخفيين قسرا.

الأفلام والأنشطة

في اليوم الأول، قدم المهرجان أفلاما متعلقة بحقوق المرأة. منها:

"جنسيتي حق لي ولعائلتي"، و"عن لطيفة وأخريات" لفرح فايد، و"صراع الوجود" وكلاهما من جمعية "كفى". و"لأجلك" ل"فضاء الإعلام الافتراضي لحقوق الانسان"، ثم قصيدة من الفنانة كارمن لبس بعنوان "حصلت على زهور اليوم".

وبعد أن أقيمت جلسة حوارية عن حقوق المرأة تحدثت فيها وزيرة الدولة منى عفيش، ومديرة "كفى" زويا روحانا، عرضت أفلام: “مغامرات سلوى" من جمعية "نسوية"، و"بيت بمنازل كثيرة" لسنا عتريسي، و"كلام فارغ" لأماندا أبو عبد الله.

ختام اليوم الأول معرض للصور بعنوان "خلف الأبواب" لداليا خميسي من "كفى".

أفلام اليوم الثاني حول حقوق اللاجئين، بدأت مع "أنا من مكان جميل" لكارول منصور، و"شهادات لنماذج من المجتمعين العراقي والسوداني، و"أداء موسيقي لأشرف الشولي وطارق بشاشة.

تلا العروض حلقة حوار مع وديع الأسمر، أمين عام المركز اللبناني لحقوق الانسان، والمحامي نزار صاغية، ونينيت كيليي من مركز الامم المتحدة لحقوق اللاجئين.

وتتواصل عروض الأفلام مع "مستشفى غزة" لماركو باسكويني، و"حتى متى؟" للفضاء الإعلامي، و"مخيم برج البراجنة" لجاكسون ألر من بي بي سي، و"60 وحدة وقت- عنف- أهلا لمخيم شاتيلا" لاستديو المخيمات، و"حلم العودة" للفضاء الافتراضي، و"مملكة النساء" لدانا رحمة".

فمعرض صور "ما بعد اللحظة" وهي لقطات من أشغال ورش العمل في بيروت وبعلبك وطرابلس وصيدا وصور لزاكيرا.

اليوم الثالث خصص لحقوق المهاجرين، فقدم فيلم "صيدا" لميشال أبي خليل، و"النساء الجيدات" لكورين شاوي، و"جدايل" للفضاء الافتراضي، و"أن تكون عاملا داجنا-سريلنكيات لبنانية" لوسام صليبي، و"شكرا مدام نجم" لشنكبوت -باسم بريش.

ثم جلسة حوارية حول عاملات المنازل المهاجرات في لبنان، شارك فيها البروفسور في الجامعة اللبنانية- الأميركية الدكتور راي جريديني، ونديم حوري مدير منظمة "مراقبة حقوق الانسان"، ووزير العمل اللبناني بطرس حرب.

فعودة لعروض الأفلام، مع "زوروني كل سنة مرة" لسيسكا، و"بحبك يا وحش" لمحمد سويد، و"فبركة" لسيسكا.
فمعرض صور عنوانه "حياة غير مرئية: عاملات المنازل المهاجرات بلبنان" لماتيو كاسل من كفى.

اليوم الأخير، عن حقوق المعتقلين والمخفيين قسرا، بدءا ب"بانتظار العدالة" و"السجين-انسان" للافتراضي، و"12 لبناني غاضب" لزينة دكاش، تبعه عرض موسيقي من المقدمة الموسيقية ل"12 لبناني ..”، وإطلاق الدي في دي التوثيقي ل"12 لبناني ...”

وشهادة ليوسف شعبان، ثم جلسة حوارية مع وديع الأسمر، والدكتور عمر نشابة الباحث في شؤون السجون والجرائم.

وفي عودة أخيرة لعروض الأفلام، بدءا ب"خيام" لجوانا هادجيتوماس وخليل جريج، و"نساء خلف الحدود" لجان شمعون ومي مصري، و"يا ولدي" للينا غيبة، و"هنا وربما في كل مكان" للميا جريج.

وختاما، معرضا صور واحد عن ورشة مسرح سجن رومية لداليا خميسي، وآخر من سجن فولتيرا الإيطالي لستيفانو فاجا.

المنظمون
وديع الأسمر، أمين عام "المركز اللبناني لحقوق الانسان" تحدث عن المهرجان ل"الجزيرة دوك"قائلا أنه "جزء من مشروع متعدد الوسائط لحقوق الانسان، وهو مشروع جار منذ سنتين بتمويل من المجموعة الأوروبية، ذاكرا أن "فكرة المهرجان هي استكمال للمشروع المتضمن ورشات عمل عن حقوق الانسان، والعمل مع ضحايا حقوق الانسان، وجرى توثيق من خلال أفلام وضعها ضحايا من المدافعين عن حقوق الانسان”.

وأفاد أنه تقرر القيام بمهرجان للفيلم "لنشارك الجمهور بما لمسناه من خلال تجاربنا في العمل دفاعا عن حقوق الانسان. ثم وسعنا المهرجان لأفلام وضعها آخرون غيرنا. والفكرة هي توعية اللبناني على مفهوم حقوق الانسان، نعرفه بحقوقه أولا، ثم كيف يمكن مراقبتها وكيف يمكنه أن يهتم بها”.

وقال: "خلطنا كل يوم بين أفلام قصيرة، وأخرى أطول قليلا، وجرت جلسات حوار بين الحضور والمنظمين على طاولة مستديرة، وكانت مناسبة للتحاور والتفاعل مع الجمهور، بأجواء إيجابية وعمليا كان الحضور كبيرا، والتجاوب لافتا، فامتلأت الصالة على مدى الأيام الأربعة، من السادسة حتى الثانية عشرة ليلا. كما كان جوا احتفاليا جرى فيه تعارف المهتمين بعضهم على بعضهم الآخر، ونحن مرتاحون للنتائج التي أداها المهرجان لجهة توسيع الاهتمام بموضوع حقوق الانسان”.

وقالت صوفيا بالاندري من "كوسف”- وهي مؤسسة إيطالية- أنها "منسقة برنامج نفذ على مدى سنتين، تضمن أنشطة عن حقوق الانسان، ومنها مهرجان الفيلم، ونحن نعمل مع 3 منظمات حقوقية أخرى، وكنا نقوم بتنسيق الحدث، مع الجمعيات الأخرى، وكنا ما يشبه فريق عمل واحد”.

وذكرت أن مؤسستها "ساهمت في تطوير عدد من البرامج، بالإضافة إلى تنسيق الأنشطة المواكبة، وتأمين التمويل للمهرجان بأبعاده المختلفة".

الجزيرة الوثائقية في

10/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)