حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بعد ربع قرن من الغياب

شادية : الآن آدركنا حجم الكارثة

نجحت الأحدداث الأخيرة في إخراج الفنانة الكبيرة شادية من عزلتها حيث شاركت بمداخلة هاتفية في حلقة الخميس الماضي من برنامج »واحد من الناس« فقد تحدثت الفنانة المعتزلة شادية الي الاعلامي عمرو الليثي بصوت حزين لا يخلو من الدهشة والصدمة لما حل في الشارع المصري خلال الاحداث الأخيرة، وبدأت شادية حديثها قائلة انها غير مصدقة ما يحدث وقالت: »مصر بلد مذكورة في القرآن، وعلي الجميع أن يخاف عليها مهما  اختلفت الآراء، وهؤلاء الشباب الذين يقفون ضد بعضهم في ميدان التحرير ويقتلون بعضهم البعض ليسوا بمصريين فلا يمكن لمصري أن يخرب في بلده أو يقتل أخاه.

وأكدت شادية انها لم تقصد أبدا التقليل من شأن ما فعله شباب ٥٢ يناير من ثورة شعبية، لكنها أرادت أن تحذر الجميع من الفتنة التي يمكن أن تحدث لو انقسم الناس وأصبح المصريون فريقين متنازعين، كما أشارت صاحبة »خد بأيدي« الي ان قيام الشعب بجميع فئاته وطبقاته الاقتصادية المتباينة بترديد أغنية »يا حبيبتي يا مصر« لهو دليل علي انه بدأ يدرك حجم الكارثة التي يمكن أن تحدث لو استمر الانقسام والتناحر بين المصريين.

وكانت الفنانة المعتزلة قد اختتمت حديثها مع عمرو الليثي قائلة : »أهم حاجة مصر واتمني أن يحمي الله مصر، فبلدنا بلد مؤمن وبالتأكيد سيحميه الله«.

أخبار النجوم المصرية في

10/02/2011

 

آم الدنيا تحتل الفضاء

إعداد: إنجي ماجد  نورهان نبيل 

أكدت الانتفاضة التي شهدها الشارع المصري علي صدق مقولة »مصر أم الدنيا« بعد أن برهنت الاحداث الاخيرة علي انها ليست مجرد اشارة رمزية مكانة مصر وتأثيرها علي مختلف بلدان العالم؛ ولكنها بالفعل حقيقة مؤكدة اتضمت صحتها ودقتها منذ اندلاع مظاهرات التحرير.

فمنذ بداية الاحداث يوم الخامس والعشرين من يناير تابعت القنوات الاخبارية العالمية كل ما يحدث لحظة بلحظة واحتلت الاحداث المصرية محور الاهتمام والنقاش علي الشاشات الغربية الاخبارية تاركة كل ما يجري في البلاد الاخري من أجل التركيز واعطاء مساحة كبيرة لما يحدث في مصر.

وكانت قناة »بي بي سي« الاخبارية من أكثر الشاشات العالمية التي خصصت ما يفوق من نصف ارسالها علي مدار اليوم للمظاهرات من بداية اشتعال الاعتصامات، وكانت الاحداث العاجلة تتصدر نشرات الاخبار كما تضمنت التغطية استضافة عدد من الشخصيات الفاعلة في المظاهرات للتعليق علي الاحداث غير مكتفية بتقديم الاحداث فحسب ، اضافة الي ذلك، تحتل الاحداث المصرية مقدمة شريط الاخبار قبل أية احداث أخري في اشارة واضحة وصريحة الي مدي أهمية مكانة مصر في العالم وتأثر الدول الاخري بما يحدث فيها.

ولم تكتف القناة بالمتابعة الخبرية فحسب لكنها حرصت أيضا علي التطرق لجوانب أخري فقدمت علي مدار أيام المظاهرات تقارير عن جوانب مختلفة مثل أزمة المياه والري في مصر وكذلك مناخ زراعة القطن في مصر. وعلي غرار »البي بي سي« جاءت قناة »سي ان ان« التي تعد من أقوي الشاشات التي تعاملت مع الحدث بأهمية بالغة كأنه يقع داخل الاراضي الامريكية، حيث قدمت تحليلات مطولة عميقة تناولت الحدث باعتباره بالغ التأثير علي الساحة العالمية؛ كما قدمت متابعات يومية اطلقت عليها عنوان »يوميات المعتصمين في مصر« وفي شريط الاخبار العاجلة لم تكتف القناة بعنوان واحد يقدم الجديد ولكنها افردت بداية الشريط للاحداث المصرية بتناول كل جديد وتقديم جميع التفاصيل في العديد من عناوين الأخبار.

كما تعرضت مجموعة من برامج التوك شو علي شاشة »سي ان ان« للأزمة المصرية من أجل تحليلها ومحاولة التنبؤ بنتائجها أو الحلول المقترحة، الامر الذي يشير الي حرص الجميع علي عودة الاستقرار والهدوء لمصر حتي يعم الاستقرار السياسي والاقتصادي علي العالم بأسره.وفي قناة روسيا اليوم تتصدر الاخبار المصرية نشرات الاخبار اليومية كما تابعت القناة تطورات الاحداث بشكل مكثف، وحرصت علي استضافة عدد من المحللين السياسيين لتقييم الاوضاع والتنبؤ بما ستنتهي عليه الازمة.

اما علي الجانب الفرنسي، فقد اهتمت قناة فرنسا ٤٢ بالحدث بصورة بالغة حيث قدمت منذ اندلاع المظاهرات متابعة يومية تحت عنوان »يوميات الزلزال في مصر« لتقديم الجديد والتطرق لمختلف جوانب الحدث، كما حرصت علي عرض المظاهرات الداخلية والخارجية في الدول الاخري منذ تعرض فريق عمل القناة للهجوم أثناء تغطيته للاعتصامات.

كما اعطي التليفزيون الفرنسي اهتماما كبيرا للغاية للاحداث الجارية في مصر فعلي سبيل المثال ألقت القناة الثانية الفرنسية الضوء علي المناقشات الجارية بين الحكومة والمعارضة وخاصة  ما حدث الاحد الماضي بمشاركة الاخوان المسلمين في تلك الاجتماعات ولم تكتف بذلك فقط بل أضاف التقرير أن هناك عشرات الآلاف المتواجدين في ميدان التحرير وذلك صباح الاثنين الماضي وأشارت أن هؤلاء المتظاهرين قضوا الليل في الميدان ولم يغادروا.

وفي نهاية التقرير أوضحت القناة الثانية موقف الولايات المتحدة الامريكية من الحوار الذي تم بين الاخوان والحكومة واشارت الي ان الرئيس الامريكي أوباما يدعم ذلك الحوار مؤكدا بانها تعد المرة الاولي التي يجتمع فيها الاخوان مع الحكومة منذ أكثر من خمسين عاما.

ويبدو أن التليفزيون الفرنسي قد ركز في أخباره العالمية علي ما يحدث في كل من مصر وتونس فقط وفي تقرير آخر تحت عنوان »حشد كبير في جمعة الرحيل  ولكن مبارك مازال موجودا«.لم تهتم القناة الثانية الفرنسية والتي تحظي بشعبية كبيرة في فرنسا وفي جميع أنحاء العالم بأحدث الاخبار فقط بل أقامت العديد من الاستفتاءات لمعرفة آراء مستخدمي الانترنت فيما يحدث في مصر وتصورهم لما سيكون عليه الوضع في المستقبل كما نشرت أكثر من فيديو يوضح مشاركة الإخوان المسلمين في المظاهرات وأخري عن أعمال التخريب التي حدثت في تلك الفترة.اما قناة TFI الفرنسية فقد قررت فتح ملف خاص لما يحدث في مصر وذلك تحت عنوان »الازمة في مصر« عرضت من خلاله العديد من التقارير وأخذت تتساءل كيف تكون المظاهرات سلمية وتدخل الشرطة بهذا الشكل بل عرضت تقريرا آخر تحت عنوان »خوف وأمل الإخوان المسلمين« يوضح من خلاله موقف الإخوان لما يحدث.

لم يقتصر الاهتمام بالاحداث الجارية في مصر فقط علي التليفزيون الفرنسي الحكومي بل اهتمت معظم القنوات الفرنسية الفضائية الخاصة بما يحدث في مصر فقد قدمت قناة ICP متابعة وتحليل لما يحدث لحظة بلحظة وقدمت ملفا خاصا تحت عنوان »مصر بين الأمل والفوضي«.

أخبار النجوم المصرية في

10/02/2011

 

آيام النجوم في ميدان التحرير !

تحقيق: مايسة أحمد أحمد بيومي سالي الجنايني  محمد كمال شيريهان نبيل دعاء حسن 

لم يبتعد فنانو مصر عن ميدان التحرير، تباينت آرائهم حول الهدف لكنهم اجتمعوا علي حب الوطن، شاركوا الشباب الحلم، رددوا معهم شعاراتهم، شاركوهم وجبة »كشري« بثلاثة جنيهات كانت قد تبرعت بها سيدة عجوز مات ابنها برصاص الشرطة فاعتبرت كل شباب الثورة أبناءها، ناموا معهم تحت دبابات الجيش ومدرعاتها فشعروا بدفء كانوا قد فقدوه في ليالي الشتاء الباردة وهتفوا جميعا مع نزول المطر »تحيا مصر«.

داخل ميدان التحرير عاشت أخبار النجوم مع الفنانين ورصدت طقوسهم ورؤاهم.

في طريقنا من مبني الاخبار اتجهنا سيرا الي ميدان عبدالمنعم رياض وهناك منعتنا قوات الجيش بأدب شديد من الدخول وأشار أحد القادة الي ان الدخول للميدان يتم عبر شارع شامبليون، وهناك كان المتطوعون من الشباب يشكلون متاريس بشرية وبوابات ضيقة وقفنا أمامها للتفتيش وابراز هويتنا الشخصية »البطاقة أو كارنيهات الصحافة« وهو الامر الذي تكرر أكثر من عشر مرات قبل وصولنا للميدان رغم وجود زميلات لنا تعاملت معهن بعض المتطوعات من بنات الثورة، أجمل ما في الامر كانت تلك الابتسامة الدائمة علي وجوه من يقابلنا، وبعد كل تفتيش نسمع كلمة »احنا أسفين، اعذرونا.. ده والله عشان مصلحتنا كلنا« نبتسم ونكمل المسيرة.. دخلنا الميدان من شارع محمد بسيوني الخارج من ميدان طلعت حرب، كانت دبابات الجيش هي المسيطرة علي الموقف حيث وقفت صامدة أمام المتحف يلتف حولها عدد من الشباب بينما يستريح البعض نائما تحت عجلاتها في حين يعلق الباقون شعاراتهم علي جسد الدبابة التي ربما يراها البعض ويلمسها للمرة الاولي، لفت انتباهنا جمع غفير يلتف حول المخرج خالد يوسف الذي كان أول من نادي بحماية المتحف المصري قبل أن تناله يد والبلطجية واللصوص اقتربنا منه وعرفناه بأنفسنا فاستأذن دقائق من الشباب المحيطين به ليحدثنا عن تجربته مع ثورة التحرير قال:

باعتباري سينمائيا سوف اسرد لك الاحداث كأنها مشاهد: الأول فيها كان يوم الثلاثاء ٥٢ يناير تجمعنا من كل انحاء مصر في ميدان التحرير وكانت المظاهرة تدور في اطار سلمي بحت ولم يحدث أي احتكاك من المتظاهرين سواء كان بالشرطة أو بالمحلات التجارية، والحكومة هي التي بدأت بالعنف، فقد ظل المظهر حضاريا في اطار ديمقراطي ولكن في الساعة الثانية عشرة ليلا تقريبا صدرت الاوامر والتعليمات بفض المظاهرة بالقوة وهذا ما حدث حيث فوجئنا بسيل كبير من قنابل الغاز المسيلة للدموع والتي جعلتنا نشعر بحالة من الاختناق لمدة عشر دقائق، ومن الممكن أن يؤدي الاختناق الي الوفاة واكتشفنا بعد ذلك أن هذه القنابل منتهية الصلاحية اضافة الي الرصاص المطاطي وخلال هذه الاشتباكات التي بدأت بها قوات الشرطة سقط عدد من الشهداء من بيننا وقد تعرضت في هذه المظاهرة مثل معظم المتظاهرين لقذف القنابل والرصاص المطاطي لكني في كل مرة كنت اجد الشباب يقفون بجواري وكنا نشد من أزر بعض، وما حدث يوم ٥٢ يناير جعل المتظاهرين يدعون لمظاهرة ثانية يوم الجمعة واطلقنا عليها »جمعة الغضب« وكان هذا هو المشهد الثاني وكانت الدعوة أن يخرج كل شخص بعد صلاة الجمعة ونتجمع في ميدان التحرير خلال الفترة من الساعة الثانية عشرة الي الساعة الثانية ظهرا وكانت أيضا مظاهرة سلمية كنا نريد فقط التعبير عن مطالبنا وعن غضبنا واستيائنا مما حدث يوم ٥٢ يناير، ومن
جديد صدرت الاوامر لقوات الشرطة بتفريق المتظاهرين بالعنف وسقط في هذا اليوم شهداء بعدد أكبر وكنت اشعر أثناء ضرب الشرطة لنا بأنها حرب بين مصر واسرائيل فقد تعاملت الشرطة معنا كأننا اسرائيليين،
لم تكن الشرطة تقوم بتفريق المتظاهرين بل قامت بضربنا ضربا مبرحا في غاية العنف والشراسة وسقطت خلال هذه المظاهرة قوة الآلة البوليسية حيث تسبب الفراغ الامني الذي قامت به الشرطة في فوضي وعمليات سرقة ونهب للمتاجر من قبل المخربين والمجرمين و المشهد الثالث كان مع دخول حظر التجول ومحاصرة قوات الجيش لميدان التحرير. وبعد فرض حظر التجول من قبل الجيش اتفقنا أن يذهب نصف الشباب الي منازلهم للاشتراك في اللجان الشعبية لحماية المنازل والنصف الآخر يستمر في الاعتصام في الميدان ويتم التبادل بينهم، واريد ايضا ان اتوقف أمام ما تعرض له المتحف المصري حيث حاول بعض اللصوص والبلطجية التسلل لسرقته وتدميره ولكن الجيش انقذ الموقف.
اما المشهد الرابع فكان مع اكبر مظاهرة في تاريخ مصر حيث اشترك فيها ما بين ٥ إلي ٧ ملايين شخص لتتخطي عدد من شاركوا في جنازة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر واستمرت فيها الدولة بكل اجهزتها باستخدام العنف ضد المعتصمين حيث اطلقت المجرمين والمرتزقة الذين اتوا علي الجمال والخيل حاملين أسلحة وسيوف والمولوتوف وكانت مجزرة بكل المقاييس حيث كنا نقف ونجد الطوب يتساقط علينا من كل اتجاه وكنا نجري ونختبيء بدون تنظيم مما جعلنا نفقد التنظيم الذي كنا نتميز به
.

ومن المواقف التي لا استطيع أن انساها وسأظل اتذكرها طوال حياتي عندما كنا نستعد للتحرك من أمام جامع مصطفي محمود بالمهندسين اتفقنا مع الشباب ان يكون الفنانون في المقدمة أنا وخالد الصاوي وخالد النبوي وعمرو واكد وكانت وجهة نظرنا في هذا أن رجال الشرطة عندما يرونا سوف يقدرون أننا فنانون ولن نتعرض للضرب لهذا قررنا ان تكون في أول صف كحماية للشباب ولكن بعد مرور خمس دقائق وجدنا الشباب »يطير« أمامنا من الحماس ولم نستطيع ان نمنعهم من السير أمامنا وفشلنا في اقناعهم بالعودة للوراء من شدة الحماس والاصرار الذي وجدناه.

في النهاية لن اتطرق الي الحديث عن مطالب ثورتنا لانها معروفة للجميع فكل ما اريد ان اقوله ان هناك من يريد تحويل الثورة الي حركة اصلاح وهذا ليس صحيحا فهؤلاء الشباب الثائرون سوف يصنعون جسرا للأمة يتسم بالتقدم والرخاء والقضاء علي الفساد.

اتهامات مغلوطة

لم يكتف خالد الصاوي بمشاركته شباب الثورة فوقف بينهم يلقي عليهم آخر قصائده التي كتبها بمناسبة الثورة واهداها الي شعب السويس ردد الشباب مع الصاوي:

يا موحشين شكل الحياة.. يا ناس روبوت

بالامر تفهم وان فهمت تموت قوام

ورغم اصابة الصاوي بحالة برد شديدة وإرهاق في عينيه، ظل يهتف ويردد مع الشباب قصيدته حتي استطعنا ان نعرف منه تفاصيل الساعات التي يقضيها بين الشباب كل يوم فقال:

منذ اللحظة الاولي أعلنت تأييدي للشباب واضربت عن العمل وأنا متواجد مع الشباب في ميدان التحرير بشكل دائم منذ يوم ٧٢ يناير حتي يومنا هذا تغيبت يوما واحدا فقط هو يوم معركة الجمال لانني خلال يومين تعرضت لاستنشاق عدد كبير من قنابل الغاز المسيلة للدموع وتعرضنا للضرب والرشق وأنا شاهدت شابين أمامي أعتقد انهما قد فارقا الحياة غير الجرحي الذين لا حصر لهم والذين اصيبوا نتيجة طلقات نارية فأنا عن نفسي تعرضت للضرب عند مبني وزارة الداخلية وعند كوبري قصر النيل اطلقت علي النيران وهذا كان الحال لمدة يومين وبعدها كما قلت لك في البداية اصبت بسبب قنابل الغاز وتعرضت لدور برد شديد واضطررت للعودة للمنزل من أجل الراحة ولم اكن متواجدا يوم معركة الجمال والخيل الشهيرة فقد مورست ضدنا كل أشكال المنع والضرب ومن قطاع الطرق والبلطجية علي خيول يرشقونا بالطوب.

وأضاف الصاوي: الحكومة حتي الآن قدمت وعودا ونحن لا نريد وعودا نريد ان تتحقق مطالبنا التي أري انها مطالب شرعية ونقوم بعملية تغيير شاملة للنظام فأنا أري أننا يجب أن ندخل في مرحلة انتقالية لتسيير شئون الدولة ولا تأخذ أي قرارات مصيرية وتعيين مجلس رئاسي من أجل تعديل الدستور.

كما انني أعلن استيائي الشديد من أجهزة الاعلام الحكومي التي لا تري الحقيقة واهتمت بحشد من الفنانين الموالين للسلطة علي حساب الثورة الشريفة التي تطالب بمطالب شرعية كما تحاول أجهزة الاعلام لدينا تشويه هذه الثورة بما تبثه عن تواجد جماعة الإخوان وسيطرتها علي الثورة فالإخوان فصيل سياسي موجود وليس وهميا له الحق في التعبير عن نفسه مثلما من حق الشيوعيين والليبراليين التعبير عن أنفسهم طالما الاخوان متواجدون بيننا فلماذا لا يعبرون عن أنفسهم وطالما هذه الجماعة تقف معنا كتفا بكتف ونحن قادرون علي ادارة الامور، والامر الثاني الذي روج له الاعلام المصري هو تلقي عدد من الشباب لمبالغ مالية ووجبات طعام نظير اسقاط النظام وأنا أوكد ان هذا الكلام عار من الصحة بالمرة وأنا اريد أن نعود للوراء الي الايام الاولي للثورة التونسية فوقتها بدأ النظام السابق بترويج فكرة وجود أيادي خارجية ومخطط وبمرور الايام تأكد كذب هذه الافتراءات فأنا اقولها لكل من حاول تشويه ثورتنا انا شاهد علي ما حدث لقد عشت ومازلت اعيش الثورة يوما بيوم فإذا كانت هناك كان أجندات ومؤامرات فأين هي وأين الدليل علي وجودها؟ فنحن لا نريد كلاما مرسلا.

كرنفال شعبي

المخرج داود عبدالسيد منعته الظروف أن يشارك مع الشباب في أول أيام انتفاضتهم لكنه حرص بعد ذلك علي التردد علي أماكن المتظاهرين بميدان التحرير حيث عاش معهم احتفالا شعبيا وصفه بالكرنفال وأشار الي أن فرحة الشباب كانت واضحة علي وجوههم بما انجزوه، داود الذي أيد الثورة ورأي فيها مظاهرة شعبية ضمت كل فئات المجتمع واعماره قال: لقد ضرب الشباب مثلا للتنظيم والالتحام الشعبي، فالكل يساعد ويشارك في الدفاع عن المكان والتصدي للبلطجية كما يشاركون في نظافة الميدان.

وأضاف عبدالسيد: تابعت من خلال الصحف والفضائيات قصص الابطال الذين ضربوا مثالا في الشجاعة وحب الوطن مثل الشاب السكندري الذي وقف أعزل أمام جموع الأمن بدون أي خوف وقاموا بضربه حتي سقط قتيلا.. فهذه أمثلة نقف لها جميعا احتراما وتقديرا.. وعلي الجانب الآخر لا احد ينسي مشهد السيارات - سواء التابعة للأمن أو الخاصة بإحدي السفارات - وكانت تدهس الابرياء دون أي رحمة أو احساس بالذنب ودون أي مسئولية.. وحتي تكون الصورة واضحة فلا احد ينكر أن هناك »جزارين« وهناك شباب وفتيات عاديين.

ولكن عندما اشرنا لما يتردد عن ان بعض متظاهري التحرير ينفذون أجندات أجنبية تسعي لاثارة الفتنة والفوضي بين المصريين.. أثار ذلك غضب عبدالسيد مستنكرا هذه الاقاويل.. فقال: كيف تتردد مثل هذه الاتهامات عن أشخاص عرضوا حياتهم للموت باعتصامهم في ميدان التحرير هل يعقل أن يعرضوا أنفسهم للموت لمساعدة مخططات أجنبية ؟! وآخرون يقولون أن المتظاهرين يأخذون ٠٠٢ يورو أو دولار.. معني ذلك أن اليوم الذي تظاهر فيه ٢ مليون شخص »كانوا عايزين عربية نقل عشان ينقلوا مبالغ تكفي الناس دي كلها«.. هذا كلام غير منطقي ومن يردد هذا الكلام بشكل موسع هو نوع من الدعاية السوداء الرخيصة.. ووجود المتظاهرين في الاساس هو رد فعل للفساد الذي لمسوه لفترات طويلة وكذلك للمليارات التي كونها المسئولين..

وبصراحة أنا ارفض أن تكون الصحافة اداة دعاية للشائعات المغرضة ونحن في فترة نحتاج لأن يكون لدينا وعي وادراك لابعاد الموقف.

ثمن الانتصار

الامر لم يختلف كثيرا عند كل من المخرج عمرو سلامة والسيناريست محمد أمين اللذين اتفقا علي ان الحرية لها ثمن والنصر له ضريبة لابد أن تدفع.

لم يفصح عمرو سلامة لمرافقيه عن هويته، فهو واحد من أبناء هذا الشعب تعرض مثلهم لبطش رجال الشرطة الذين اصر أحدهم علي قتله، كان سلامة قد شارك في اليوم الاول لثورة الشباب يوم ٥٢ يناير ولكنه في الأيام التالية تعرض للضرب المبرح من رجال الامن وتم محاصرته داخل احدي العمارات وأكد له احد الضباط انه سيقوم بقتله وبالفعل أمر الجنود بذلك، وعندما غادر الضابط المكان، قام عساكر الشرطة بتهريبه.

ورغم تحذير الطبيب لعمرو بعدم الخروج علي الاطلاق الا انه شارك في باقي الايام في المسيرات، وأكد سلامة ان تجربة ميدان التحرير تهدف في المقام الاول والاخير الي التغيير عن طريق الاطاحة بالنظام الحاكم بأكمله ويقول: أري بارقة أمل في وجود حلول سلمية مشرفة للرئيس ليرحل بشكل يضمن تكريمه ويجعل غالبية شباب التحرير يرحلون عن الميدان«.

ويضيف: »يوجد تفريق دائم في الاعلام بين شباب ٥٢ يناير، وبين الموجودين ، معظم من بدأوا التظاهرات في هذا اليوم مازالوا هناك، ولا يعني وجود مجموعة علي الفيس بوك باسم شباب ٥٢ يناير انهم يمثلون الشباب هناك.

كما أن وجود عبارات مثل »مندسين« و»عملاء« و»أجندات خارجية« يدفعنا جميعا لاستكمال التظاهر، وكل ما يحدث في الاعلام المصري هو أفضل دعاية لاستكمال المظاهرات لنؤكد لكم اننا شباب مصر، ولسنا تابعين لأي أجندات ولسنا مندسين، الامر الآخر هو كل ان كل محاولات نشر فكرة وجود جماعات اسلامية وراء ما يحدث، »إخوان مسلمين« أو حتي من حماس أو ايران أو من الجهاد، يستفزنا أكثر، لان كل من نزل الميدان رأي بأم عينه ان الليبراليين والشباب غير المسلمين هم الاغلبية الساحقة فيعلم ان هذا كذب واضح وفزاعة غير منطقية.

وفي النهاية أكد عمرو أن مشهد ميدان التحرير كاملا كان مشهدا حضاريا بكل المقاييس، وانه شعب استطاع ان يثبت لنفسه انه ايجابي، متحضر، باسل، نظيف، متضامن وفوق كل هذا لسه دمه خفيف، وهذه المكاسب هي الأهم لثورته العظيمة«.

وعلي موقع الفيس بوك نشر السيناريست والمخرج محمد دياب فيديو خاص به أثناء تواجده بميدان التحرير دعي فيه الجميع للقدوم الي الميدان لمشاركة أخوانهم من أجل الحرية وحتي يشاهدوا أروع مشهد حضاري - حسب تعبيره - في تاريخ مصر الحديث ومدي التنظيم الذي وصل اليه المتظاهرون وأكد دياب: ان علي الجميع الآن أن يفكر بعقله وليس بعواطفه ويقول: »المشهد داخل ميدان التحرير يؤكد أنه لا يوجد حرية دون ثمن ولا يوجد انتصار مجاني والنظام يحاول الآن توجيه رسالة للمتظاهرين في ميدان التحرير اننا علي مشارف حرب أهلية وهو أمر غير حقيقي بالمرة، فمصر لن تكون ابدا مثل لبنان، فالصدام لم يكن مع المصريين المختلفين في الرأي بل كان مع البلطجية«.

وعن بقية المشهد في ميدان التحرير يقول دياب: الاعلام المصري متواطيء ولا يمكن أن يؤثر في شباب التحرير، وكل هذا الخطاب الاعلامي ليس سوي مجرد حرب نفسية مدروسة غرضها خلق حالة من البلبلة، والانترنت علي سبيل المثال، عاد بعد خطاب الرئيس العاطفي حتي نبدأ الشجار و»الخناق« والجدال، وعندما كنا علي رأي واحد ويد واحدة قاموا باغلاقه«.

ملحمة تاريخية

بالقرب من تمثال عمر مكرم وقادما من شارع قصر النيل، كان آسر ياسين بصحبة يارا  جبران وحولهما عدد كبير من الشباب، جاء حاملا علم مصر بينما علي ظهره حقيبة يبدو انه وضع بها ملابسه استعدادا لقضاء الليلة بصحبة شباب الثورة، لم يقف كثيرا، تحرك الي وسط الميدان ويده تصافح كل من يقابله. أكد ياسين انه شارك في الثورة الشعبية الشبابية منذ يومها الاول برغم عدم وجود أمل له ان تحقق شيئا من رغباتها وقال ياسين:

كان لدي اقتناع تام بحتمية تغيير النظام الحاكم وانهاء الفساد الموجود في السلطة وفوجئت بالمظاهرة السلمية الرائعة التي قام بها شباب مصر بمختلف أعمارهم وانتماءاتهم ومستواهم الاجتماعي ومازاد من موقفي المتضامن مع الثورة السلمية قيام رجال الشرطة بقذف عدد لا حصر له من القنابل المسيلة للدموع وتوجيه الرصاص المطاطي للمتظاهرين وقتها اقتنعت وايقنت ان هذه الثورة علي صواب وأن الحق معنا وبعد تعرضي لكم كبير من القنابل المسيلة للدموع لمدة يومين صممت علي المشاركة يوم الجمعة ٨٢ يناير »جمعة الغضب« وكان معي المخرجة مريم أبوعوف ويارا جبران وشقيقي والفنانة الكبيرة محسنة توفيق التي تعرضت للضرب من قبل الشرطة وكلنا اتجهنا للدفاع عنها في موقف لم اكن اتخيله وقاموا بقذف قنابل مسيلة للدموع تجاهها ولم تراع الشرطة أنها سيدة كبيرة في العمر في موقف غريب جعلني ادخل في حالة ضيق واعجبت جدا بموقفها فبرغم كل هذا صمدت واصرت علي الاستمرار في الوقوف معنا.

وأود أن احيي الشباب المصري الذي قام بملحمة سوف يسطرها التاريخ ليس فقط في القيام بالثورة التي حققت حتي الآن جزءا من مطالبها ولكن في التكاتف والتآلف الذي وجدته بين الشباب فالكل كان يدا واحدة ويشتركون في الطعام والكساء وكلنا كنا نقوم بحماية بعضنا البعض.

وعن موقفه بعد بيان الرئيس مبارك قال: بعد هذا الخطاب لم اتعاطف ولكن شعرت بالارتباك لانني بعدها تابعت حوار الاعلامي عماد الدين أديب في أحد البرامج التليفونية وبعدها قمت بالتفكير لفترة ولكن جاءت »معركة الجمال« وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير ولسوء حظي لم اكن متواجدا في هذا اليوم ولكني شاهدت المهزلة علي شاشات التليفزيون وبالطبع ليس الاعلام المصري الذي قام  بالتركيز علي احداث المهندسين في ميدان مصطفي محمود ونقل الصورة هناك بشكل كامل اما في التحرير فلم يقم بنقل الوجه الحقيقي للثورة وأري أن الاعلام المصري يحتاج الي اعادة تأهيل وأنا احترم كل مسئول أو اعلامي قدم استقالته احتجاجا علي تغطية الاعلام المصري للاحداث وبدأ بعدها هذا الاعلام بتصدير معلومات غير صحيحة لزعزعة ثقة المتظاهرين والحمد لله الشباب المصري الآن لديه الوعي الكافي لإنجاح هذه الثورة وأنا قررت أن اتواجد بشكل دائم بعد ان كنت أذهب للمنزل وأعود فقد قررت الاعتصام في ميدان التحرير حتي تتحقق مطالبنا ومن اليوم أصبح عنواني ميدان التحرير.

 اعلام مضلل

ربما كانت صداقتها بآسر ياسين حافزا لنا للبحث عنها في مكان قريب، لم نكن قد ابتعدنا كثيرا حتي التقينا بيسرا اللوزي بالقرب من الجامعة الامريكية التي شهدت ايام دراستهما معا وبداياتهما الفنية، كانت تعبر الشارع ومعها عدد كبير من الشباب استوقفناها فقالت:

ظروف تصوير مشاهدي في فيلم »المركب« في الغردقة منعتني انا وفرح يوسف من التواجد في المظاهرة يوم ٥٢ يناير حيث كان من المقرر ان نشارك بداية من يوم ٦٢ يناير لكن سفرنا من الغردقة تأجل بسبب ظروف الطريق وتعرضنا لقطاع الطرق وبدأت في المشاركة الفعلية من يوم السبت ٩٢ يناير ومن يومها وانا اتواجد باستمرار طوال اليوم بمتوسط ٠١ ساعات في اليوم وسمعت من اصدقائي ما تعرض له الثوار من ضرب واهانة وقذف بقنابل الغاز والقنابل المسيلة للدموع من قبل الشرطة وحالة الاختناق التي تعرضوا لها.

وعن معركة الجمال قالت: في اليوم السابق لها كنت متواجدة في ميدان التحرير حتي وقت متأخر وسمعت خطاب الرئيس هناك وذهبت لمنزلي ونمت متأخرة واستيقظت الساعة الواحدة ظهرا وبعد ان كنت استعد للاتجاه الي ميدان التحرير رأيت ما حدث في التليفزيون من وجود جمال وخيول وأسلحة ورشق بالحجارة والتحامات ولم استطع النزول في هذا اليوم.

وعن خطاب الرئيس قالت: لم اتعاطف مطلقا مع الخطاب وانا اختلف مع الفنانين الذين تضامنوا معنا وقرروا الانسحاب بعد الخطاب لأنهم رأوا أن جزءا كبيرا من مطالبنا تحققت وانا ارفض هذا لان لدينا مطالب محددة نريد ان تتحقق جميعها، كما اريد ان ابدي اعجابي بالشكل الحضاري في التظاهر الذي شاهدته من الشباب فالكل متمسك بهدف واحد فأنا كفتاة طوال فترة تواجدي في ميدان التحرير لم اتعرض لأي مضايقات فتركيز الجميع منصب علي تحقيق المطالب التي نريدها.

وأنا فخورة جدا باشتراكي في هذه الثورة العظيمة التي ستكتب في التاريخ المصري بحروف من ذهب وسنظل تحكي عنها لأولادنا وأحفادنا.

موقعة »الجمل«

مثلما اجتمعا في »الماجيك«، و»أوقات فراغ« شهد ميدان التحرير اجتماعهما من جديد، إنهما كريم قاسم وعمرو عابد اللذان دخلا الميدان معا لكن حماس الثورة وبطش رجال البوليس فرقهما، اقتربنا من كريم واصطحبناه  في جولة بالميدان قال لنا خلالها:

كنت متواجدا يوم ٥٢ يناير وتم القبض علي... كانت المظاهرة منذ بدايتها سلمية ولم نقم نحن الشباب بأي عمل تخريبي ولم نتعرض لرجال الشرطة بأي أذي وكان معي زميلي عمرو عابد وفجأة وجدنا رجال الشرطة يرمون شيئا في الهواء حتي ان رجلا بجانبنا قال »دول بيهوشوا« بعدها وجدنا قنابل الغاز علي الأرض وبدأ الشباب في الجري فقلت بأعلي صوتي »اهدوا اهدوا« ولكن فجأة وجدت عساكر يتجهون ناحيتي انا وعمرو وقمنا بالجري وتهنا من بعضنا واستمريت في الجري حتي وسط البلد وعندما وصلت الي اسفل الكوبري واتمسكت و»شالوني« العساكر وقلت لهم انا ممثل ولا حياة لمن تنادي حتي وصلت الي الضابط في البداية لم يعرفني وقلت له اني ممثل فعرفني وجعلني امشي وبعدها وجدت ان واقعة القبض علي رفعت علي موقع اليوتيوب وقيل لي ان من قام بالتصوير هو خالد أبوالنجا فقد كان يصور بكاميرته الأحداث وبالصدفة ظهرت انا وتعرضت اثناء الجري الي اصابة في ذراعي الأيمن وذهبت للطبيب وجعلني أضعه في مساكة لمدة ٠١ أيام وحتي الآن مر ٣١ يوما دون تحسن.

ويوم معركة الجمال كنت أنوي الذهاب الي ميدان التحرير في الليل ولكني شاهدت الأحداث في التليفزيون فقررت عدم الذهاب حتي لاتتفاقم اصابة يدي وأنزل الأن بشكل شبه دائم لان لدي اصدقاء كثيرين معتصمين هناك وأكثر ما يعجبني في الشباب هو تحمسهم الشديد واصرارهم علي مطالبهم.

وعن موقفه الحالي من الاستمرار في التظاهر قال: أنا مؤيد ومعارض أولا أعارض لأني أري أن هناك مطالب غير واقعية منها مثلا تنحي الرئيس فأنا أري أن يتم تسليم السلطة بشكل تدريجي فاذا ترك السلطة فجأة ستدخل مصر في حرب أهلية واؤيد استمرار التظاهر لأن الشباب لايملكون ضمانا لنية الحكومة فاذا ترك الشباب ميدان التحرير لن يكون هناك ضغط علي الحكومة فالتواجد المستمر في الميدان يمثل ضغطا كبيرا علي الحكومة وفي نفس الوقت أري أن علي الشباب الا تتركز مطالبهم وضغطهم عند تنحي الرئيس فهناك مثلا المعتقلون من الشباب الذين ينبغي الافراج عنهم والغاء قانون الطواريء فهذا القرار لايحتاج الي شهرين ويكفي أن أقول لك إن قانون الطواريء كان من أهم الأسباب التي جعلتني اشارك في المظاهرات.

شارك عمرو عابد  في »جمعة الغضب« وتابع واقعة القبض علي صديقه كريم قاسم ثم الافراج عنه. أكد عمرو انه شارك في الثورة من أجل المطالبة بالحرية والديمقراطية.

وقال عابد: انا الان سعيد بما حققناه رغم انني كنت خائفا من معاملة البوليس وبالفعل تعرضنا للقنابل ولكن لم تصبني ومازالت ثمار الثورة لم تظهر بعد.

دماء جديدة

علي الأرض، كان جالسا يأكل »علبة كشري« بجوار سيدة عجوز كانت تدعو له وبالقرب منه جلس عشرات الشباب يحملون شعاراتهم ويزينون جباههم بعلم مصر، طفلة صغيرة تقترب من احمد الفيشاوي يقبلها ويكمل طعامه، نجلس امامه لنسأله عن حكايته مع ثورة الشباب من قلب ميدان التحرير أكد الفيشاوي انه يشارك الشباب منذ انطلاق دعوتهم لوقفة سلمية، تحولت بين عشية وضحاها الي ثورة حقيقية. لم تكن مشاركة الفيشاوي -كما اشار- رغبة في مزيد من الشهرة او لخطف الأضواء بل جاء كواحد من هؤلاء الشباب الذين غيرتهم الأحداث فشعربكل فئات الشعب التي لم يقترب منها يوما ما.

الفيشاوي الذي عاش مع الفقراء مأساتهم من قلب القاهرة، اكد انه بفضلهم صار شخصا اخر عندما ادرك قيمة ما يقوم به. لن يرحل احمد الفيشاوي من الميدان قبل ان تتحقق مطالبه والتي يري ان التلاعب بها وبهم لن يجدي نفعا ولن يجعلنا نتراجع.

واضاف الفيشاوي انه يذهب الي المظاهرات مع احمد حلمي ومني زكي وقال ان الشعب اليوم يد واحدة لافرق بين غني وفقير وشخصية عامة وفنان كلنا الآن يد واحدة وأضاف الفيشاوي أن عنوانه الجديد أصبح ميدان التحرير.

أين الكنتاكي!

لم يكن يتوقع أن تكون الثورة بمثل هذه القوة، شاهد انطلاقتها الأولي يوم ٥٢ يناير عبر شاشة التليفزيون لم يصدق انه قادر علي المشاركة في تحقيق الحلم، قرر ان يبحث عن حريته بنفسه وللمرة الأولي في حياته يشترك في مظاهرة فنزل الي ميدان التحرير ليقضي اكرم وارقي الساعات التي عاشها في حياته، خرج صوته المكتوم مطالبا بالثورة ضد الفساد ومشاركا الشباب فرحة استعادة مصر الحقيقية.

الفنان الشاب احمد سعد اكد ان شباب الثورة دعا الي التغيير بمنتهي الرقي والسلمية وظهرت روح التعاون والمحبة بين الجميع دون سابق معرفة بينهم.

ويستطرد سعد قائلا: هذه الثورة تعتبر ثورة لتعديل النفوس وانتفاضة للشعب المصري من الجوانب السلبية التي كنا نعيشها وبعد ان كنت أذهب للميدان نهارا واذهب لمنزلي ثم العودة مرة اخري قررت ان اقيم معهم ليل نهار لأن الروح وسط هؤلاء الشباب تدعو للفخر وانا افتخر باوقاتي معهم.

وبسؤاله عن مدي تأثره بخطاب الرئيس قال بعد خطاب الرئيس مبارك تعاطفت معه بشدة وقررت التراجع وعدم التظاهر لأنني نظرت الي مصلحة البلد وكنت مع الاستقرار وهدوء الأوضاع ولكن بعد فترة وجيزة وعندما وجدت التشويه الاعلامي لهذه  الثورة النقية وانهم صورونا كمأجورين بوجبة كنتاكي و٠٥ جنيه وكأن كل هؤلاء غير مصريين ولايهمهم مصلحة مصر ومع تصاعد الأحداث وخروج مظاهرات تأييد الرئيس مبارك في موقعة »الجمل« كما اسماها البعض تأكدت ان بقائي في الميدان سيستمر.

وكنت اقول اثناء سيري في التحرير »ياجماعة انا جعان فين كنتاكي«.

رامي الاعتصامي

رأيناه وهو يحاول أن يخفي ملامحه عن الأنظار مرتديا نظارة شمسية سوداء وكاب وسويتر جلدي وكأنه يتقمص شخصية جديدة في فيلم جديد وعندما سألناه عن السبب قال: جئت كمواطن مصري حر لأشارك الشباب مطالبهم ولا أرغب ان ينظر لي الناس كفنان. رامي الاعتصامي الشهير باحمد عيد جاء الي الميدان ليقول كلمته للنظام: احنا زهقنا ولن نعترف به وسنعبر عن اعتراضنا بمنتهي السلم ورغم انني قدمت عملا فنيا ساخرا اشرت فيه لما يحدث الان بطريقة كاريكاتيرية و لكنني من خلاله قلت ان البلد لو لم تتحقق فيها العدالة والديمقراطية، ستشهد مشاكل لاحصر لها.

ذكري للتاريخ

جاء الي ميدان التحرير بصحبة ابنته ريم مصممة الأزياء ليصنع معها ذكري سيؤرخها التاريخ للأجيال القادمة، صنع صداقات مع من شاركوه حلم التغيير، لكنه فقد بعضهم في لحظة برصاص الشرطة.

المنتج محمد العدل الذي لم يغادر الميدان منذ اول ايام الثورة، يتحدث بحميمية مع الجميع، يحاورهم ويضع معهم احلامهم يطالبهم ان يبقوا للنهاية حتي تنعم مصر بحرية الرأي دون خوف.

أكد العدل ان الذكريات التي صنعها مع هؤلاء الشباب ومعه ابنته ريم سيسطرها التاريخ بحروف من نور لنثبت للعالم ان كرامة المصري غالية لاتهون.

أخبار النجوم المصرية في

10/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)