حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

شباب 2011 يعيد الأمل للسينما المصرية

بقلم: د.رفيق الصبان 

نهاية الموسم السينمائي لعام 2010.. أعطانا دفقة أمل لم نكن نتوقعها كثيرًا.. وفتح باب الأمل واسعًا أمامنا، من خلال مخرجين جدد استطاعوا بإمكانيات مادية بسيطة.. وبحماسة شبابهم وجرأة أفكارهم وتخليهم عن سيطرة النجوم.. أن يقدموا لنا سينما حساسة وفتية.. قادرة علي جلب الانتباه.. وعلي إثارة القضايا.. وعلي طرح مفهوم الفن السينمائي الحقيقي عاليا فوق المفهوم التجاري المبتذل الذي ميز أغلب أفلام العام السابق.

(678) الذي قدم لنا كاتبًا للسيناريو عرف طريق الحق وانتقل ليصبح مخرجًا واعيا يعرف كيف يختار الإطار المناسب لتقديم أفكاره المتوثبة.

وخالد الحجر الذي تغلغل إلي أعماق حارة سكندرية.. فأخرج أحشاءها دامية مرتعشة خفاقة.. أثارت إعجاب الكثيرين واستهجان البعض الآخر.

ولم تشهد العروض التجارية بعد مخرجي الفيلمين اللذين فازا بجوائز كبري في مهرجانات عربية مهمة (ميكروفون) أحمد عبدالله و(حاوي) إبراهيم البطوط، واللذان نتوقع مشاهدتهما في أوائل الموسم الحالي، إلي جانب أفلام شابة أخري في طريقها إلينا.. حاملة معها.. إما هالات الفخر، أو تنهدات خيبة الأمل.

أول هذه الأفلام (365 يوم سعادة).. فيلم اللبناني سعيد الماروق.. الذي يقدم أوراق اعتماده للسينما المصرية.. من خلال كوميديا.. ذات طابع جنسي وعاطفي مرح.. معتمدًا هذه المرة علي نجم شاب.. له معجبوه الكثيرون، وهو (أحمد عز).

علي عكس أحمد إسماعيل الذي يعدنا بكوميديا أكثر مرارة وأقل تكلفًا، تحت اسم (هي واحدة) بطولة محمد رمضان.. الذي بدأ يشق طريقه بقوة، نحو نجومية يستحقها والذي سنراه في أكثر من فيلم هذا الموسم.. ولكن في (وهي واحدة) تشاطره البطولة نجمة شابة.. تسعي هي أيضًا لفرض نفسها علي الخارطة السينمائية المصرية.. وأعني بها (راندا البحيري).

انتقال فني

مريم أبوعوف.. التي لفتت إليها الأنظار بقوة.. في إخراجها إحدي الدرامات التليفزيونية.. تقرر فتح اعتماد سينمائي لها.. من خلال فيلم (بيبو وبشير) الذي تلعب بطولته منة شلبي أمام النجم الشاب الذي أصبح أمل الكثير من السينمائيين بعد تفوقه الباهر في (رسائل البحر) التي أخرجها من زجاجها المكسور داوود عبدالسيد بشغف وحب وموهبة.. آسر ياسين.. في هذا الفيلم الجديد سيواجه امتحانًا صعبًا.. إما أن يضعه في صمام نجومنا الشباب الكبار الذين نعتمد عليهم جل الاعتماد.. «بوقفة تفرد أخري» فإنه بانتظار فرصة سانحة أخري.

هاني سلامة النجم الشاب الذي غاب مؤخرًا عن الشاشة.. يعود أيضًا بفيلم من إخراج شاب جديد هو (أحمد علاء) بفيلم يجمعه مع نجمات شابات ثلاث.. يحسده عليهن كل النجوم الآخرين، وهن منة شلبي وبسمة ودنيا سمير غانم.

ولا ندري حتي الآن.. إذا كان هشام عيسوي المخرج العائد من أمريكا.. يستطيع إقناع الرقابة.. بإجازة فيلمه المثير للمشاكل (الخروج) والذي يلعبه الثنائي محمد رمضان وميرهان (اللذان أثبتا أن لهما كمياء خاصة بهما في فيلم خالد الحجر «الشوق») والذي يعالج علاقة شاب مسلم وفتاة مسيحية.. وهناك أيضًا عمرو سلامة الذي يعيد لنا هند صبري في فيلم بعنوان (أسماء) يعالج لأول مرة، وبطريقة مختلفة.. قضية مرض الإيدز، من خلال منظار شديد الإنسانية والرقة.

حتي الآن.. هذا ما عرفناه عن أفلام المخرجين الشابين اللذين نتوقع لهما أن يثيرا ضجة حول أفلامهما بالإضافة إلي عرض (الميكروفون) فيلم أحمد عبدالله الثاني.. بعد أن أكد بدون جدال موهبته الكبيرة في فيلم (هليوبوليس) و(حاوي) إبراهيم البطوط.. الذي يلقي كعادته نظرة شعرية مليئة بالشجن علي مدينته إسكندرية.

سباق الموسم

وبالطبع هناك مخرجون شبان آخرون.. يدخلون سباق هذا الموسم.. بعد أن أطلقوا صرخاتهم السينمائية الحلوة في مواسم سابقة.

علي إدريس.. يعود مع زينب عزيز.. كاتبة سيناريوهاته المفضلة في كوميديا إنسانية باسم (جدو حبيبي) يلعب بطولتها محمود ياسين إلي جانب بشري.. وهو عودة للأفلام ذات الطابع العائلي الذي كان الراحل عاطف سالم واحدًا من أكبر روادها.

كذلك محمود كامل الذي قدم لنا عدة أفلام تراوحت بين الفشل والنجاح.. يعود شاهرًا أسلحته كلها بفيلم ذي طابع بوليسي نفسي يحمل اسم (حفلة منتصف الليل) وتلعب بطولته رانيا يوسف التي انطلقت كالسهم المشع منذ نجاحها التليفزيوني في (أهل كايرو) ومن قبله (حرب الجواسيس). هذه المرة رانيا يحيطها محمود كامل بممثلتين كبيرتين هما حنان مطاوع.. ودرة التونسية.

كذلك يعود عثمان أبولبن.. مكررًا تجاربه السينمائية التي لم تحقق حتي الآن النجاح الذي كان يأمله.. لذلك فإنه يشحذ قواته كلها ليقدم في فيلمه القادم (المركب) رؤية جديدة وحساسية جديدة معتمدًا علي موهبة ممثلة نفتقدها كثيرًا هي (رغدة) إلي جانب الشابة الرائعة يسرا اللوزي.

أحمد سمير فرج.. نهض من عثرته الأولي.. ليعود بقوة في كوميديا ناعمة ورقيقة باسم (إذاعة حب) معتمدًا علي ثلاث مواهب شابة قادرة علي تحقيق نجاح أي فيلم تشترك فيه.. وهم منة شلبي ويسرا اللوزي وشريف سلامة.

شريف مندور.. لن يكتفي هذا الموسم بتشجيع سواه من المخرجين الشبان وإنتاج أفلامهم والسعي إلي تقديمهم وإضاءة الأنوار حول أسمائهم.. إذ قرر أن يخوض بنفسه هذه المرة التجربة الإخراجية بفيلم أطلق عليه اسم (برتيتة) من بطولة كندة علوش، وعمرو يوسف في أول بطولة مطلقة له.. بطولة يستحقها باقتدار بعد أدوار ثانوية كثيرة لفتت إليه النظر بقوة.

فيلمان خالدان

ويبقي الفيلمان الخالدان.. اللذان ينتظران فرصة عرض.. قد تأتي أو لا تأتي حسب اتجاه الرياح.. وهي (المسافر) لأحمد ماهر الذي أنتجته وزارة الثقافة لأول مرة بعد انقطاع طويل عن الإنتاج.. ومثله عمر الشريف إلي جانب خالد النبوي واختلفت حوله الآراء إلي حد التناقض.

وفيلم طارق العريان (أسوار القمر) الذي يشكل عودة ملكية لمني زكي إلي جانب آسر ياسين.. وعمرو سعد.. ثلاثي يمكن أن يحقق المعجزات إذا توفر لهم النص الملائم والجو والشخصيات التي تليق بمواهبهم الكبيرة.

سامح عبدالعزيز.. بعد نجاحه في خلق الأجواء الشعبية وأصبح من (الكروت) المضمونة في دنيا الإنتاج.. يجمع بين عمرو عبدالجليل ورانيا يوسف.. في فيلم (صرخة نملة) الذي كتبه شقيق عمرو.. خصيصًا له.. ولإظهار طبقات موهبته المتعددة.

أحمد نادر هلال.. الذي افتقدناه خلال الموسم الماضي.. يعود إلي دفاتره الخاصة فيقدم نجمه المفضل كريم عبدالعزيز في دراما نفسية بوليسية باسم (فاصل ونعود) حول أب يفقد الذاكرة.. في طريقه للبحث عن ابنه المفقود.

فيلم تشويق يعدنا بالكثير.. خصوصًا بعد أن حقق هذا الثنائي نجاحات سابقة ومشهودة.

خالد يوسف.. يعود بدراما اجتماعية لاهية.. تلعب بطولتها غادة عبدالرازق إلي جانب جومانا مراد.. وخالد صالح وعمرو سعد.. حول أم ريفية تبحث عن مصير أولادها.. الذين هاجروا إلي المدينة.

بينما يقدم لنا عصام الشماع في (الفاجومي) رؤية شعرية هادئة حول شاعر كبير وملحن شعبي.. ترك في الضمير الشعبي أثرًا لا يزال قويا وراسخًا حتي اليوم معتمدًا في فيلمه علي كندة علوش (مرة أخري).. وخالد الصاوي..

أما أكرم فريد، بعد أن حقق نجاحًا مستحقًا في «عائلة ميكي».. يعود إلي فيلم يحمل عنوان «EVC» معتمدًا فيه كلية علي نجوم شباب يخوضون تجربتهم السينمائية لأول مرة.

وتبقي أخيرًا هذه المحاولة تجمع أكثر من نجم شاب في فيلم واحد والتي ستتكرر في فيلمه هذا الموسم إن لم يكن أكثر.

فيلم (المصلحة) الذي تخرجه ساندرا نشأت والذي سيجمع بين أحمد السقا الذي استعاد الكثير من شعبيته بعد فيلمه «ابن القنصل»، وأحمد عز الذي كانت المخرجة الشابة أول من وثق به.. وأعطاه حقه في بطولة مطلقة في فيلم «ملاكي إسكندرية».. وها هو الآن يعود إلينا نجمًا متألقًا.. ليشارك السقا في فيلمهما المنتظر.

كذلك فيلم «بالألم» الذي يجمع بين أحمد عز.. وعمرو عبدالجليل ويخرجه مخرج شاب.. يعرف كيف يستغل إمكانياته ويبرز ممثلين.. هو (وائل إحسان).

هذا دون أن نتعرض لمفاجآت فيلمية، قد تقلب الأمور رأسًا علي عقب، ونحن نعرف جميعًا.. أن السينما هي حقل المفاجآت المليئة بالقنابل الموقوتة، أولم يكن موسم 2010 الماضي في نهاية أيامه هو شهر المفاجآت الكبري؟

تري هل يخبئ  لنا عام (2011) مفاجآت مماثلة؟

لنصمت.. وننتظر.. ونترقب.. وإن غدًا لناظره قريب.

جريدة الثاهرة في

18/01/2011

 

 

أشاوسة الفساد وتاريخ الصناعة المصرية

بقلم: مدحت بشاي 

في 11 فبرايرالقادم يحتفي عشاق الكلمة الرصينة الوطنية الأصيلة المسئولة مهنياً في بلاط  صاحبة الجلالة بمناسبة مرور84 عاماً علي ميلاد الكاتب الصحفي الكبير والمفكر الموسوعي الراحل أحمد بهاء الدين..وعلي مدي أكثر من خمسين عاماُ كان كاتباُ ورئيس تحرير ورئيس مجلس ادارة بالعديد من المؤسسات الصحفية المصرية منها الفصول ، روزاليوسف ، صباح الخير، الشعب ، اخبار اليوم ، دار الهلال والاهرام كما شغل منصب نقيب الصحفيين وأمين عام اتحاد الصحفيين العرب لدورات متعددة.

وفي النطاق العربي كان رئيساً لتحرير مجلة العربي الكويتية بجانب كتاباته في العديد من المجلات العربية وقد حصل خلال هذه الفترة علي العديد من الأوسمة المصرية والعربية والعالمية ، وقد ترك لنا أحمد بهاءالدين اكثر من 34 كتابًا..

كل صناعة وبدرانها

في مقال شهير للكاتب الصحفي أحمد بهاء الدين بجريدة الأهرام نُشر بتاريخ 9/4/1978 تحت عنوان " قنبلة الدكتور بدران والحملة المدبرة علي القطاع العام " أشار فيه لإعلان الدكتور إبراهيم بدران وزير الصحة آنذاك أن بعض مستوردي الأدوية من ضعاف النفوس حاولوا رشوته ثلاث مرات ، وأنهم استخدموا التزوير في الحصول علي مكاسب بلغت ثمانية ملايين جنيه ، وأنه قرر إحالتهم للنيابة ، وأضاف الوزير أن المستوردين يكسبون مليون جنيه في الصفقة الواحدة باللجوء إلي التزوير في مقابل مائة ألف جنيه لو التزم بنسب الربح المحددة .. ويستعرض الكاتب الفذ بحرفيته الصحفية المعهودة مشاكل القطاع العام في تلك الفترة وكذلك أحوال القطاع الخاص .. وينهي مقاله قائلاً " نتمني من الله أن تجد كل صناعة عامة أو خاصة  " بدرانها " كما وجدته صناعة الدواء ".

ولعل ما جعلني أتذكر فحوي ذلك المقال ما أكد عليه الرئيس مبارك في الفترة الأخيرة حول الصناعة المصرية ، وكيف أنها عرفت طريقها إلي مختلف الأسواق العالمية ، وأنه علينا تطوير سياساتنا النقدية والجمركية والضريبية وتفعيل برامج تحديث الصناعة  المصرية.

وأري أن الصناعة في أي بلد يسعي للتقدم ـ لها ظروفنا ـ يتمثل في التطبيقات التقنية لتلبية احتياجات مواطنيها وتطوير أدواتهم وآلياتهم لتحقيق القدر المأمول من الإنتاجية والأداء الطيب ، وعليه أري أن علي الحكومة أن تبادر بإيجاد آليات لزيادة الطلب علي البحث العلمي وتكثيف النشاط المعرفي وتطوير وتحديث ما هو قائم..

لم نعد نحتمل ـ ونحن دولة نامية ـ ترف زيادة نوعية الحوافز الحالية المتمثلة في الإعفاءات الضريبية وغيرها أو حتي الإبقاء عليها للاستثمار في المشاريع الصناعية ،والتي رغم العمل بها تحدث خسائر وإنما فقط المطلوب ، وكما ذكر الرئيس وأكد عليه ضرورة العمل علي ضرورة تطوير السياسات والآليات المنظمة للأداء.. وإذا كان لا ضرورة لكل الامتيازات المادية التي تُمنح للمستثمرين  (رغم اختلاف نوعيات وأنشطة الاستثمار وبدرجة تحفيز واحدة !!) ،  ففي المقابل علينا تهيئة كل الظروف للكسب والربح ، وتعظيم قدراتنا الإبداعية والتطويرية ، وعندها ماذا يضير المستثمر من أداء كل المستحقات الجمركية والضريبية والنقدية ..الخ  ، ولعلنا نلاحظ العديد من المستثمرين الأجانب وفي نوعيات عديدة من الإنتاج يقع اختيارهم علي مصر لإقامة العديد من مشاريعهم نظراً لإمكانية التنفيذ بتكلفة قد تقل 25% لو نفذوها في دول أو مناطق أخري  في العالم..

تاريخ الصناعة المصرية

لقد مرت الصناعة المصرية بمرحلتين لهما إنجازات وأيضاً سلبيات .. في الأولي والتي امتدت منذ قيام ثورة يوليو 1952 وحتي عام 1974 تم إنشاء نحو ألف مصنع وعليها تم إرساء قاعدة الصناعة الثقيلة .. وكان القطاع العام .. لكن ومع بداية الستينات كانت قرارات التأميم وتطبيقها بشكل عشوائي وغير مدروس ، وكان ينبغي أن نحرص علي الحفاظ علي الكيانات الصغيرة نسبياً وتنميتها ودفعها لتلعب دورها المكمل والمهم للمؤسسات الكبيرة.

ثم مرحلة تالية في العقود الأخيرة ترفع الحكومة شعارات الانفتاح وإعمال آليات السوق وهو اتجاه محمود وطرح تأخرنا كثيراً في العمل به رغم أنه لا بديل عنه للتعامل مع المتغيرات العالمية وظروف العولمة .. إلا أن تلك المرحلة واكبتها عمليات الخصخصة وأيضاً بعائد سلبي .. وكان الأولي بنا وخاصة في المؤسسات القابلة للنجاح وتحقيق النمو أن ندعمها بوحدات وخطوط إنتاج وخبرات بشرية.

وهكذا نري أننا خسرنا الكثير في تطبيق قراري التأميم والخصخصة ، فإذا أضفنا ما واكب ذلك من غياب الشفافية ونقص المعلومات وإتاحة الثغرات للمفسدين من قناصي سلبيات أزمنة التحول وتغيير نظم الأداء وتعديل التشريعات واللوائح التنفيذية المنظمة لها ، فالأمر يستحق من الأجهزة المعنية بذل المزيد من الجهود للدراسة والتدقيق في التشريع والتطبيق وخصوصا في التوجه الجديد نحو " إدارة الأصول المملوكة للدولة"..

اختراع الترانزستور

وفي قراءة أخري لتاريخ الاستثمار في مجال الصناعة يري الدكتور ابراهيم عبد المطلب في تقييمه للبرنامج الصناعي في مصر ، أن سبب فشل تجربة عبد الناصر الصناعية هو عدم تمكنه من استشراف تأثير حدث وقع في أمريكا في عام 1948 علي الصناعة في المستقبل. لو أدرك عبد الناصر أهمية هذا الحدث لكانت مصر الآن في وضع أفضل من وضع كوريا الجنوبية. في عام 1948 أعلن العلماء براتن وباردين و شوكلي (Walter Houser Brattain, John Bardeen, and William Bradford Shockley ) اختراع الترانزستور. في عام 1952 أصبح واضحاً أن هذه الصناعة سوف تغير وجه العالم. لم يدرك عبد الناصر أهمية هذه الصناعة وتعامل القائمون علي الصناعة كقطعة غيار في ماكينة. لذلك كان التعامل مع هذه الصناعة هو استيراد هذه القطع من الخارج وتجميعها لتصنيع أجهزة إلكترونية. تم إنشاء شركات تجميع إلكترونية مثل شركة بنها للإلكترونيات أو شركة النصر واقتصر عملهم علي تجميع أجهزة مثل التليفزيون أو التليفون.. ويضيف : إن الفشل في إدراك أثر الصناعة الإلكترونية في مستقبل المشروع الصناعي المصري أصاب الصناعة المصرية بطعنتين قاتلتين. الأولي هو عدم القدرة علي تصميم وتصنيع منتجات حديثة متطورة ذات قدرة تنافسية (competitive innovative products). الثاني هو عدم القدرة علي تصنيع خطوط إنتاج بالقدرات المحلية والتي كانت لازمة للقيام بعملية الإحلال والتجديد للمصانع بتكلفة تنافسية وبالسرعة المطلوبة لزيادة رقعة السوق. كلنا يعلم أن معظم الربح أو الثروة العائدة إلي البلد تأتي من القيمة المضافة للسلعة. لكن معظم المصريين، بما فيهم صناع القرار، لا يدركون أن عجز البلد عن إضافة هذه القيمة سببه عدم وجود صناعات إلكترونية حقيقية لكي نتمكن من تصميم أنواع جديدة من المنتجات أو تصميم وإنتاج خطوط إنتاج ذات كفاءة إنتاجية عالية يمكن بها أن ننافس الخارج. هذا يوضح مدي الهوة التي سقطت فيها البلد والتي لا يمكن لها الخروج منها مهما حاول وزراء الصناعة أن يقنعونا بغير ذلك.

والآن ونحن نتابع تنفيذ برنامج الرئيس الانتخابي ، ووعده بإنشاء 1000 مصنع ، وتصريحات وزير الصناعة بتجاوز وزارته الإنشاء الفعلي لهذا العدد ، نأمل ألا يطرق بابها أشاوسة الفساد ، ونردد ما قاله أحمد بهاء الدين منذ ما يزيد علي ربع قرن (هل تجد كل صناعة مصرية " بدرانها " !!

جريدة الثاهرة في

18/01/2011

 

«نتالي بورتمان» و«كولين فيرس» ينتظران الجولدن جلوب

بقلم: ماجدة خيرالله 

عندما يصل هذا العدد من جريدة القاهرة للأسواق، يكون قد مر عدة ساعات علي إعلان جوائز الدورة 67 من الجولدن جلوب، وبما اني أكتب هذه المقالة صباح الأحد، بعد أن انتهيت من مشاهدة معظم الأفلام المتسابقة، فيمكن أن أضع بعض التصورات عما يمكن أن تنتهي إليه النتائج، والحكاية لا تعتمد علي التخمين، ولكن علي عدة عناصر أهمها متابعة آراء النقاد"الأجانب"، وكيفية استقبال الأفلام مضافة إليه الحس الشخصي، ولكن قبل ان ندخل الي التوقعات،التي يمكن ان تنجح بنسبة 90%، فلنتابع أولي نتائج موسم الجوائز، وهي نتائج الدورة الـ16 لجمعية النقاد في أمريكا تلك التي ظهرت نتائجها يوم الجمعة الماضي وجاءت نتائجها، كالآتي..

أفضل فيلم "الشبكة الاجتماعية - فيس بوك"وأفضل ممثلة "نتالي بورتمان"عن فيلمها الرائع البديع"البجعة السوداء"BLACK SWAN"، أفضل ممثل "كولين فيرث" عن فيلم "خطاب الملك"THE KINGS SPEECH  "، أفضل ممثل مساعد"كريستيان بال" عن فيلم المقاتل "THE FIGHTER " أفضل ممثلة مساعدة"ميليسا ليو" عن المقاتل،أفضل مخرج "دافيد فينشر" عن فيلم "الشبكة الاجتماعية -فيس بوك "، أفضل سيناريو مأخوذ عن نص أدبي"آرون سوركين" عن "الشبكة الاجتماعية- فيس بوك"وهو مأخوذ عن كتاب "ميليونير بالصدفة "ليبن ميزيك"، وأفضل سيناريو كتب خصيصا للشاشة"دافيد سيدلر" عن فيلم خطاب الملك ،أفضل ممثلة ناشئة" هالي ستينفيلد" عن فيلم "ترو جريت" والفيلم من إخراج الأخوة "كوين"، وأفضل فيلم رسوم متحركة" قصة لعبة 3"،بينما فاز فيلم "PACIFIC"وهو مسلسل من عشر حلقات تدور أحداثه أثناء الحرب العالمية الثانية بين ثلاثة جنود مارينز ألقي بهم علي شواطئ  اليابان، وفاز بجائزة أفضل فيلم تليفزيوني،أما جائزة افضل فيلم أجنبي فذهبت للفيلم السويدي  "الفتاة ذات وشم التنين"، وتدور أحداثه حول صحفي يبحث عن سر اختفاء امرأة تم اختطافها من أربعين عاما! أما جوائز أفضل تصوير ومونتاج، ومؤثرات وصوت فكانت من نصيب فيلم البداية"inception" ، بينما فاز فيلم "أليس في بلاد العجائب" بجائزتين هما أفضل ماكياج وأفضل ملابس! وأعتقد أن جوائز الجولدن جلوب لن تخرج كثيراً عن هذه النتيجة التي وضعها النقاد، خاصة أنها تصدر عن رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود، وقيمة تلك الجوائز أنها تعطي مؤشرات لما يمكن أن تكون عليه نتائج الأوسكار، ولكن علينا ان نضع حساب المفاجآت،التي قد تقلب التوقعات رأسا علي عقب!

جوائز المشاركة

كثيرًا ما يحدث أن يتنافس خمسة من المرشحين علي جائزة أفضل ممثل أو ممثلة، وتختار من بينهم الأفضل فالفروق قد تبدو طفيفة للغاية، وقد تكون غير موجودة بالمرة، ولكن في النهاية لابد وان يكون هناك فائز واحد،وحكاية مشاركة اثنين من الممثلين في جائزة واحدة مناصفة،لاتحدث إلا في حالات نادرة، وغير متكررة، وفي العام الماضي اشتركت كل من ساندرا بولاك وميريل ستريب  في جائزة أفضل ممثلة في الجولدن جلوب، ولكن ساندرا بولاك انفردت بالاوسكار وحصلت عليه لأول مرة في حياتها عن دورها في فيلم"الجانب المظلم"، وهذا العام لاتوجد أي منافسة لنتالي بورتمان عن دورها في البجعة السوداء، رغم وجود أربع ممثلات أخريات مرشحات للجائزة بينهن نيكول كيدمان، إلا أن أداء بورتمان يضعها خارج المنافسة، فهو كما يقال دور عمرها، وقد أدته بتفان ليصل لدرجة الانصهار مع التركيبة الصعبة للبطلة، وهي راقصة باليه شابة، تحلم بدور البجعة السوداء في باليه بحيرة البجع،والدور يتطلب مهارات خاصة، وحالة إبداعية لا تصل إليها الراقصة،إلا بعد أن تتجرع الألم، وتنال قسطا من خبرات الحياة، التي تتفاني مع براءتها المفرطة،الفيلم يقتحم أعماق النفس البشرية، ويتمركز عند النقطة الفاصلة بين النقاء والفجور،أو الخير والشر،والصراع ينبع من داخل الشخصية وليس من خارجها،وتدفع البطلة حياتها ثمنا للحظة إبداع عبقرية، تصل اليها أخيرا بعد الكثيرمن المحاولات الفاشلة! أما جائزة أفضل ممثل فكان يتنافس عليها "كولين فيرث" مع "جيمس فرانكو"النجم الشاب الذي لعب دورا لاينسي في فيلم 127 ساعة، ولكن وجود فيرث وفيلمه خطاب الملك هذا العام،ربما يضعف فرصة فرانكو في الحصول علي الجائزة ولكن من يعلم،فقد تأتي جوائز الاوسكار بمفاجآت لم تكن في الحسبان!

تجربة قاسية

بعد أن حصد فيلم «مليونير العشوائيات» للمخرج البريطاني "داني بويل" ثماني جوائز أوسكار في عام 2009،كان السؤال عن الفيلم الذي يمكن أن يعيد المخرج لدائرة الضوء مرة أخري،وهذا العام يعود داني بويل بفيلم يليق به فعلا، وهو مأخوذ عن تجربة حقيقية،حدثت لشاب رياضي يتسلق الجبال هو" آرون رالستون" الذي وقع في تجربة شديدة القسوة عندما سقط في أخدود،يبعد عن سطح الأرض مئات الأمتار، وعن سطح الجبل مئات أخري، وانحشرت ذراعه اليمني،تحت صخرة سقطت عليه فشلت حركته تماما،آرون رالستون كان قد خرج من بيته في صباح أحد أيام عام"2003" وأعد العدة لتسلق الجبال، وهي رياضة يتقنها ويحترفها ويعرف كل ما يحتاجه لممارستها،فهو يعشق المغامرة ويتقنها وقد تدرب عليها وحفظ دروبها، وحمل معه زجاجة مياة تكفيه لعدة ساعات لا تزيد علي أربع، كما حمل معه عدة ثمارات من الفاكهة، وبعض علب العصير، بالإضافة لكاميرا فيديو اعتاد ألا تفارقه في مثل تلك المغامرات،ليسجل من خلالها إنجازاته ومهاراته التي يفاخر بها بين أقرانه وأصدقائه، ولكنه نسي عن عمد أو يمكن أن تقول إنه كان حريصا علي ألا يخبر أحداً بمكانه،خرج من منزله وهو واثق أنه سوف يعود بعد عدة ساعات،ولكن الأمور لم تسر وفق خطته،فقد مر في هذا اليوم بحدث أو حادثة غيرت مجري حياته تماما،فقد سقط من اعلي الجبل وسقطت فوقه صخرة "حشرت يده اليمني"،وظل في محاولات للخروج من هذا المأزق أو الكارثة، استمر لخمسة أيام بلياليها، نفد منه الماء والطعام، وأدي حشر ذراعه إلي عدم وصول الدم لها، مما هدد جسده كله بحالة من الغرغرينا، فاضطر الي بتر ذراعه بسكين مطواة كان يحملها!

وقبل أن يصل إلي هذا القرار كان قد وصل إلي حالة هذيان ناتجة عن الجوع والعطش والإرهاق واليأس الذي استبد به وجعله يشرب من "بوله" ليحافظ علي حياته،وأثناء ساعات الانتظار الطويل، يتمكن لاول مرة من تأمل حياته، وعلاقته بأسرته وأصدقائه، ويكتشف أنه كان أنانيا مزهوا بنفسه، لم يفكر في الآخرين،لدرجة أنه لم يعلن أحدا بمكانه أو بنيته الخروج لتلك المغامرة، وقد نجح المخرج داني بويل في تقديم أقصي درجات الاثارة والترقب رغم أن بطل الفيلم"عاجز عن الحركة تماما" إلا أن محاولاته الدءوبة لإنقاذ نفسه، وتوقع ان يحدث الانقاذ من الخارج،جعل المشاهد مشحونا بحالة من التوتر،ربما تزيد علي حالة بطل القصة نفسه، وقد بدأ المخرج فيلمه باستعراض مشاهد لأناس في أماكن مختلفة، يمارسون أنشطة الحياة بكل ألوانها، واشكالها وكأنه يقول ان في اللحظة التي يمكن ان تكون فارقة بين الحياة والموت،يندفع العالم من حولك في حالة من النشاط والحركة، كل في طريقه، ومسعاه، بينما انت قابع في مكانك مزنوق في أخدود جبل لايعرف بوجودك في هذا المكان مخلوق، وعليك أن تدبر حالك وتنقذ نفسك، وإلا فأنت هالك لا محالة! كان الممثل الشاب جيمس فرانكو يستحق جائزة عن هذا الدور، ولكن وجود كولين فيرث بطل خطاب الملك ربما يكون حائلا بينه وبين الجائزة، وللأسف لم يرشح المخرج داني بويل لجائزة الإخراج، لوجود منافسين اشداء هذا العام،ولم يحصل فيلم 127 ساعة إلا علي جائزة أفضل أغنية تلك التي وضع ألحانها الموسيقار الهندي "إيه أتش رحمن" الذي حصل علي جائزة الأوسكار عن موسيقي فيلم مليونير العشوائيات!

جريدة الثاهرة في

18/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)