حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السينما التركية: نقص التمويل لم يمنع الانتشار العربي

اسطنبول - من طه عودة 

مراقبون يرون أن التمويل يشكل الحلقة الأضعف في مسيرة سينما عريقة عكست التحول الاجتماعي والسياسي لتركيا خلال قرن.

تعتبر السينما من أهم وأخطر الفنون لما تملكه من قدرة كبيرة على كشف الزوايا المعتمة والنيرة من حياة أي شعب وتسجيلها وتوثيقها للتاريخ.

فالسينما التركية التي شقت طريقها من الاناضول (الريف التركي) الى اسطنبول (الحضارة والتطور) عبر عتمة الصالات راسمة على شاشاتها البيضاء قصصا عكست بقدر كبير التحول الذي تعيشه تركيا اجتماعيا وسياسيا ضمن توليفة سينمائية تدل على الموهبة الكبيرة التي تتمتع بها السينما التركية.

ويمكن القول ان النجاح الكبير الذي حققته السينما التركية في السنوات الأخيرة لا جدال فيه وما دخولها البيوت العربية من خلال شاشاتها الواسعة عبر الفضائيات الا دليلا على هذا النجاح.

وعلى الرغم من ذلك الا أن المهتمين بالشأن السينمائي في تركيا يرون أنه على الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققتها الأفلام التركية في السنوات الأخيرة الماضية الا أن الحلقة الأضعف في مسيرتها بقيت في التمويل فعلى الرغم من انشاء وزارة الثقافة التركية للمجلس الأعلى لدعم السينما في عام 2005 الا أن مساهمته في تمويل المشهد السينمائي التركي بقيت محدودة للغاية.

ولا جديد اذا ما قلنا ان السينما التركية عاشت فترة سبات دامت سنوات مع أن ازدهارها كان خلال فترة السبعينات والثمانيات من القرن الماضي الا أنها شهدت تطورا كبيرا خلال العقدين الماضيين وأشهر مثال على تطورها الأفلام الطموحة التي طرقت أبواب النجومية.

وقال المنتج التركي سلجوق كوبانوغلو ان التنوع والابتكار كانا السمة الظاهرة البارزة في السينما التركية خلال السنوات الأخيرة الماضية ما ادى الى الارتقاء بها الى أعلى المستويات.

واضاف كوبانوغلو الذي أنتج مسلسل "انفصال" الشهير وعددا من الأفلام التي حققت نجاحا كبيرا داخل تركيا وفي العالم العربي ان السينما التركية حققت لنفسها بصمة وهوية من خلال تميزها من الناحية الفنية والتقنية وأصبحت الافلام تحصد الجوائز بالمهرجانات السينمائية العالمية.

واشار الى الافلام التركية التي حققت شهرة واسعة داخل تركيا وخارجها حيث يأتي فيلم "وادي الذئاب..العراق" في مقدمة القائمة اذ لم يسبق في تاريخ السينما التركية أن حظي فيلم تركي بكل هذه الشهرة.

واوضح أن هذا الفيلم الذي عرض قبل أكثر من عامين حطم الأرقام القياسية منذ اليوم الأول لدخوله صالات العرض وربح عشرة ملايين يورو في أول شهرين.

فيما تعددت موضوعات الأفلام التركية وتنوعت مضامينها بين بيئية واجتماعية وذاتية وعاطفية كاشفة التفاصيل الحقيقية لصورة تركيا بعين مخرجيها.

ولعل المخرج سنان تشين يعتبر من أشهرهم حيث استطاع أن ينوع في أفلامه من الدراما الاجتماعية الى التيار السائد في تركيا ليرتقي بمستوى السينما التركية التي يمتد تاريخها الى أكثر من 100 عام مرت خلالها بمراحل عدة كانت في بعضها انعكاسا حقيقيا لأوضاع المجتمع ورصدا نقديا لتحولاته معتمدة على التقليد والتشويق والاثارة مستعينة بالأنماط السينمائية الحديثة في أوروبا وأمريكا.

وأدرك هذا المخرج وغيره من المخرجين والمنتجين الأتراك ثراء الموروث القصصي الذي يزخر به مختلف مكونات المجتمع التركي سواء من الناحية الجغرافية أو التاريخية.

واستطاع مسلسل "نور" الذي عرض على عدد كبير من القنوات العربية منافسة الدراما العربية بل التفوق عليها للشعبية الهائلة التي حاز عليها بين مختلف الطبقات الاجتماعية.

ودخلت السينما التركية التاريخ منتصف عام 1866 أي بعد فترة قصيرة من أول عرض في باريس على يد الاخوة لوميير وقد استمر عرض المشاهد السينمائية في اسطنبول حتى عام 1908 بعد انشاء أول دار عرض سينمائية.

وجاءت ولادة السينما التركية بشكل واضح عندما تم تأسيس قسم لشؤون السينما عام 1915 تحت مسمى الجمعية الرسمية للمحاربين القدامى ومهمتها تحفيز المشاعر الوطنية للجيش التركي وتم تصوير العديد من الأفلام السينمائية عن حرب البلقان وتم انتاج أفلام قصيرة بادارة المخرج أحمد فهيم عام 1919 بينما ظهرت السينما الروائية عام 1917 مع فيلمي "الجاسوس" و"الضائعة" للمخرج سيدات سيمافي ثم توالت الأفلام.

الا أن نقطة التحول للسينما التركية كانت عام 1922 عندما أسس محسن أرطغرول أول شركة انتاج سينمائية خاصة بعد دراسته لفن السينما في ألمانيا وأنتج أول فيلم باسم "قميص من النار" للمخرجة خالدة أديب أديفار.

وتبلورت السينما الوطنية التركية من خلال تأسيس أول ناد للسينما بتركيا عام 1964 حمل عنوان "نادي سينما الجامعة" حيث برز نشاط جديد في السينما التركية مع ظهور مخرجين جدد مثل متين أركصان وخالد رفيغ وأرتم غوريج ودويغو صاغر أوغلو ونوزاد باسان وممدوح أون اذ قدم هؤلاء أفلاما دارت حول شجون وهموم المجتمع وحظيت بنجاح واسع.

وشهد قطاع السينما والقطاع السمعي والبصري بعد عام 1980 نهوضا واضحا في تركيا مع تغير المعطيات والانفتاح وبروز جيل جديد من المخرجين الشباب الى جانب الجيل الذي يمثل الفترة السابقة كما نشطت خلال فترة الثمانينات السينما التجارية التي تروي القصص العاطفية والتي تركز في معظمها على ابن القرية الأناضولية الذي لا يقبل الضيم وصاحب عزة النفس مثل أفلام المطرب التركي الشهير ابراهيم تاتليسيس وبموازاة ذلك ظهرت أفلام القوة الأسطورية المتخيلة والمتمثلة بالأفلام التي كان يؤدي بطولتها جنيد أركان.

وبعد سقوط "يشيل تشام" أو هوليوود التركية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي هذا المارد السينمائي الجبار الذي كان يصنع سنويا في فترة الستينيات والسبعينيات نحو 300 فيلم لأهم مخرجي تلك الفترة من أمثال يلماز غوناي وعاطف يلماز ودرويش زعيم ويشيم أوغلو وونوري بيلجي جيلان عادت السينما لتفض الغبار عنها من جديد لترفرف بتاريخها الحافل وطموحها الذي لا ينتهي من خلال تطرقها لموضوعات شائكة وحساسة كالأقليات العرقية والدينية وحتى حياة كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة التي كانت خطا أحمر لا يسهل تجاوزه.

واحتلت الأفلام التركية في عام 2008 المراتب العشرة الأولى في شباك التذاكر التركي على حساب أفلام هوليوود الأمريكية.(كونا)

ميدل إيست أنلاين في

09/01/2011

 

أبرزها «قرصان الكاريبى» و«كوكب القردة» و«إكس من»

أفلام السلاسل تعود إلى الصالات عام 2011

عبدالستار ناجي 

رغم ان العوائد المالية بالنسبة للعديد من شركات الانتاج والتوزيع العالمية، لا تزال تشهد تصاعدا ملموسا، الا ان الملاحقة الاهم، هي تراجع مستوى ومضامين تلك الاعمال، التي اضطر نسبة كبيرة منها للذهاب الى عالم التقنيات، من اجل تجاوز الاخفاقات على صعيد الشكل والمضمون، مما جعلنا خلال العام الماضي، امام عدد من الاعمال السنمائية الثلاثية الابعاد، ونادرة تلك نفذت بعناية وحرفية، بينما راح نسبة كبيرة يرتضي بأنصاف الحلول والمعالجات التقنية، وفي الحين ذاته ظلت صالات العرض تزدحم بالحضور وترفع نسبة اكبر منها جملة «كامل العدد».

ولتجاوز خلل التقنيات، وغياب الافكار والمضامين، تعود الاستديوهات الكبرى، كل حين، الى رصيدها، والمتمثل باعادة تقديم عدد من السلسلات السينمائية المعروفة.

وفي طيلعة تلك الاعمال والذي حدد له موقعا بارزا في اسواق عام 2011 اعتبارا من مايو المقبل يأتي فيلم «تور» حيث مغامرات البطل الخارق، الذي عاد الى صالات العرض، بتقنيات ثلاثية الابعاد، اذهلت جمهور المشاهدين، ببطولاته وهو يدافع عن كوكب الارض، عبر اداء ممتع للنجم الاسترالي كريس هيمسورث، كم من المغامرات التي صيغت بعناية، تجعل المشاهد مشدوهاً، ويقول «كريس هيمسورث»: لقد كنت امثل لوحدي في صندوق ازرق، وكانوا يقولون لي بأنني الان احارب الاعداء، وانني الان اطارد المعتدين.. وهي بلا ادنى شك مهمة صعبة، ان تمثل دون ان ترى ماذا يدور حولك».

من السلاسل العائدة، والمرتقبة، يأتي فيلم - كوكب القردة وهنا يبادر المخرج روبرت وايت الى تقديم حرفيات عالية ومعالجات فكرية مذهلة معتمداً على اسناد مادي ومعنوي من المخرج والمنتج تيم البرتون، الذي كان قد اخرج الجزء الاول من هذه السلسلة، التي يتوقع لها استمرارية اكبر.

وهنا في هذا الفيلم: الذي يمكن مشاهدة عدة (كليبات) منه على الموقع الالكتروني الخاص بالفيلم نلاحظ ان المخرج روبرت وايت، الغى الماكياج، ليقوم بتصميم القردة وعالمها واجيالهم، بعد ان كان تيم البرتون قد اعتمد على التمثيل الحي والمكياج، الذي كان يتطلب تحقيقه اكثر من ثلاث ساعات من العمل، كما قال شارلتون هيستون، في حديثه عن تجربته في فيلم «كوكب القردة».

وفي الفيلم الجديد، نتابع التجارب التي يخوضها الانسان في مجال تطوير الهندسة الوراثية، بالذات مع القرود والتي تتمكن لاحقا من السيطرة على الارض.

وضمن افلام المغامرات، تعود سلسلة افلام «اكس من» وفي هذا العام ستشاهد الجزء الرابع والذي سيحمل عنوان «اكس من: فيرست كلاس» مشيرين الى ان عوائد الاجزاء الثلاثة الماضية، قد تجاوزت المليار دولار.. والبطولة دائما للنجم هيوجاكمان.

وبعيدا عن المغامرات، للافلام الكوميديا في السلاسل المعادة، حقها ومكانتها من بينها فيلم «بيج ماما هاوس» بطولة مارتن لورنس، وبين عوالم الجريمة والكوميديا والمغامرة، تجري احداث الفيلم الذي يجمع لورنس وابن اخيه.

ونذهب صوب افلام الرعب، لان السينما عبارة عن كم من الاتجاهات والاختيارات، وكما لافلام المغامرات عشقها وهكذا لافلام الكوميديا، فان لافلام الرعب قاعدتها الجماهيرية العريضة.

حيث تواصل سلسلة فانيل دستنيشن مشاهدها المرعبة التي تحبس الانفاس، ومع الجزء الخامس، كم من الاثارة، لنا ان نتصور، ان الفيلم يناقش الموت، الذي يقرر ان ينتقم من الذين هربوا من قدرهم..

كما تعود «سلسلة افلام «تويلايت سيجا» من جديد وهي تعتمد على روايات الكاتبة الاميركية سيتفاني ماير، التي تجد في العلاقة التي جمعت بين بيلا وادوارد ما يفتح شهيتها لمزيد من الحكايات والمغامرات ونشاهدها هنا بعد زواجها وقضائها اجازة شهر العسل في البرازيل واكتشاف بيلا انها حامل.. وان شيئاً ما بداخلها يتحرك ولينمو بسرعة..!

ولصناعة الانتاج في عالم الرسوم المتحركة، ايضا حصتهم ونصيبهم، وفي هذا القطاع نشاهد الجزء الجديد من سلسلة افلام «كونغ فوباندا» حيث كم من المغامرات التي يجسدها صوفيا وبجنون طريق جاك بلاك وانجلينا جولي «تقاضت 12 مليون دولار عن الاداء الصوتي»، بعد ان تم اختيار عرض فيلم «شجرة الحياة لترائس ماليك في الافتتاح من بطولة براد بيت وشون بين.

وفي اطار الافلام الكارتونية تم الانتهاء من انتاج الجزء الثاني من فيلم «كارز» سيارات.

ولكن جديد هوليوود لعام 2011 لا يكتفي بالسلاسل، بل هناك اعمال سينمائية مرتقبة، ومنها فيلم «حرب الخيول» من توقيع وانتاج ستيفن سبيليرغ وهي تجربة نادرة، نجومها سبيلبرغ عبر فيلم يذهب به الى الاطفال عن حكاية علاقة تجمع بين رجل وحصانه في عالم من الابعاد الانسانية الخصبة ومساحة من المغامرة.

ونشير، حتى لا نطيل، بان هناك اعمالاً وسلاسل بأجزاء جديدة، ومنها «المتحولون 3» بطولة شب لابوف، الذي يعود هذه المرة لوحده، بدون المثيرة ميجان فوكس.

كما دخل فيلم «هانيج اوفر» «الجزء الثاني» الى غرفة المونتاج، من بطولة برادلي كوبر، وهو من عروض الصيف المرتقبة.

اما الحدث الاهم، والفيلم الاكثر ترقباً، فهو الجزء الاخير من سلسلة، قرحان الكاريبي، ومغامرات جاك سبارو التي لا تنتهي، وهذه المرة يلتقي جوني ديب مع الجميلة الاسبانية بيتلوبي كروز، في مواجهة مع الموج الغريب وقد تجاوزت الميزانية السقف المحدد لها «150» مليون دولار، الى حدود المئة مليون دولار، وهذا يعني ان على الفيلم ان يحقق «300» مليون دولار حتى يبدأ بعدها بالربح.

انها السينما.. دائما هوليوود.. وانها صناعة الفن السابع.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

09/01/2011

 

لعبة اللايقين

قيس قاسم 

الأيام الثلاثة المقبلة

بول هاجيز مخرج من العيار الثقيل، أعماله رفعته الى مصاف النخبة، وبرهن، الى جانب الاخراج، عن امتلاكه موهبة خاصة في الكتابة السينمائية، من خلال سيناريو «الطفل المليونير» الحاصل على جائزة الأوسكار. اليوم يعود هاجيز الينا عبر فيلم حركة بعنوان «الأيام الثلاثة المقبلة»، لا يشبه السابق من أعماله ولا يرقى الى مستواها، لكنه في الوقت نفسه ليس عاديا بل هو كلاسيكي في مستوى صنعته، وأداء ممثليه، ذلك ان راسل كرو، الذي تميز كثيرا في «المصارع» يقدم هذه المرة دورا مقنعا، لا يقل عنه كثيرا، خصوصاً وأن الفيلم مبني وبدرجة كبيرة على دوره كمدرس ثانوية انقلبت حياته تماما حين دهمته شرطة بيتسبورغ، وأخذت زوجته لارا (الممثلة اليزابيث بانكس) للتحقيق معها في جريمة قتل مسؤولة المؤسسة التي كانت تعمل فيها.

الأدلة الموجهة اليها، كانت من القوة الى درجة أحال معها المحقق القضائي أوراقها الى المحكمة، من دون انتظار طويل، رغم نكرانها الجريمة. وكان زوجها جون بران يقف على الضد من موقف العدالة، لأنه كان كامل القناعة ببراءة زوجته. التصادم بين القناعة الشخصية والعدالة «العمياء» سيدفع الزوج الى البحث عن طرق أخرى يخلص بها زوجته من سجنها ويعيد لحمة العائلة التي تمزقت بسبب جريمة لم ترتكبها! هل حقا لم ترتكب لارا الجريمة؟ كل الدلائل التي عرضت أمامنا، بسرعة، رسخت الاعتقاد لدينا بقوة حجج المحكمة وصحة قرارها.

اللايقين

هذا الاحساس المتولد عندنا باللايقينية، هو عصب الفيلم وهو ما ميز بقوة عمل هاجيز الأخير عن فيلم المخرج الفرنسي فريد كافاي «كل شيء لها»، خصوصاً وأن قصة «الأيام الثلاثة المقبلة» مقتبسة أصلا، عن الفيلم الفرنسي الذي عرض قبل عامين، تقريبا.

يعرض هاجيز فكرة الاخلاص والذهاب الى أقصى الحدود للدفاع عمن نحب، وفي حالة المدرس جون بران، الدفاع عن زوجته، وبالقدر نفسه إبنه، الذي ظل يلزمه كظله أثناء غياب والدته في السجن. التفكير في براءة الزوجة سيدفع جون الى عوالم لم يعرفها من قبل في مدينته، بيتسبورغ. سيتعرف الى مزيفي الوثائق الرسمية واللصوص وحياة أخرى غير التي عاشها، تشكل له انسجاما كاملا مع العالم الخارجي السوي. أما اليوم، وبعد استشارة أحد المساجين السابقين والخبير في طرق تهريب السجناء (الممثل ليام نيسون، في دور قصير جدا) يظل جون ولساعات يرسم خطة تهريب زوجته، بأقل الخسائر المحتملة. وبخلاف أفلام السجون والهروب منها، نقدر، وهذه المرة بشكل خاص، صعوبة تحقيق ذلك. فالعالم الحقيقي الذي نعيشه هو غير عالم الأفلام، مع أننا نشاهد، في الوقت ذاته فيلما، وليس واقعا، والنهاية المحسومة لصالح البطل غير واردة هذه المرة اطلاقا، لهذا بقينا وخلال ساعتين نتابع لعبة «القط والفأر» بين الشرطة والمدرس جون. الأولى بدت متيقنة من جرم لارا، في الوقت الذي كان جون متيقنا من براءتها، وبين الاثنين كان هاجيز يشد الحبل، فيرخيه مرة، من هذا الجانب ومرة أخرى يشد الى الجانب الآخر، والدراما تتصاعد واللايقين يزداد بمرور الوقت. ولعبة هاجيز مدروسة بعناية، ومن هنا جاء فيلمه بعناصر درامية غاية في التماسك، على ما فيها من عناصر لا منطقية، تتعلق بقدرة البطل على تعلم فنون التزوير والمطاردة، والاختفاء المتقن، والفضل في تماسكها يعود الى راسل كرو الذي ظل متماسكا في تمثيله لساعتين كاملتين، جسد خلالهما دور الأب والزوج الذي حسم أمره فقرر المضي فيه حتى النهاية.

التناقضات

في «الأيام الثلاثة المقبلة تجتمع المتناقضات، وتتفرق على غير مألوف هوليوود. فتزوير أي جواز سفر ربما لا يأخذ أكثر من مشهدين في معظم أفلام الحركة والاثارة العادية، في حين أخذ هنا أكثر من نصف الفيلم. وقد تبين لنا أن الحصول عليه لا ينتهي عند عملية الدفع للعصابات التي توفره، فالداخل الى العالم السفلي، ليس كالخارج منه، بل ان مجرد الوصول اليه، يفتح باب التحول الكبير في حياة الأفراد العاديين، وهذا ما كاد يحدث للمدرس جون الذي ظل مخلصا طيلة حياته للنظام والقانون، وعلى حين غرة وجد نفسه مجبرا على حمل السلاح وقتل عدد من رجال العصابات، وصار مجرما خطرا، في عين رجال القانون، خصوصاً وأنه حاول تجاوز خطوطهم الحمراء. هؤلاء بدورهم ظهروا متناقضين وغير متيقنين مما يفعلون، حتى ان صورة وقائع الجريمة الحقيقية عرضها علينا الضابط المطارد لجون، وبرهن عبرها على براءة الزوجة، وفي هذا تناقض واضح، أحالنا الى الحياة نفسها.  فالأسود والأبيض ليسا اللونين الوحيدين في الحياة، ففي كل قضية انسانية هناك عدد كبير من الألوان، أما تدرجاتها فلا نهاية لها. وهاجيز اشتغل على هذه الفكرة ونفذها بطريقة هوليوودية الطابع، فيها الكثير من سرعة الحركة واستخدام المؤثرات المساعدة، مع حرصه على خلق مناخ هو أقرب الى الحياة نفسها، خصوصاً، على مستوى علاقات البشر في ما بينهم. فالعائلة ظلت نواة التوازن، والعاطفة الحقيقية كانت المحرك لأكثر ردود الأفعال تطرفا، كما تلمسناها في علاقة جون ووالديه، لما فيها من التناقض والانسجام المحير. ظاهرها فاتر، فيما أخفى داخلها حبا حقيقيا، ولولا اخفاء والده وجهة سفر جون وعائلته عن الشرطة لفسدت خطة إبنه كلها، وما كان لأفراد العائلة الوصول الى فنزويلا، ليبدأوا فيها حياة جديدة، تضمن سلامة إبنهم وسلامة عائلته التي أجبرت على التقاطع مع العدالة الأميركية ورجالها في لحظة خارجة عن سيطرتهما، كما يحدث كثيرا في الحياة، في هذا المكان من العالم أو ذاك!

فيلم ثقيل الدم  ميغامايند

طفلان صغيران من كوكب بعيد فصلتهما الأقدار وحسمت مصير كل واحد منهما، حين وصلت السفينتان الفضائيتان اللتان كانتا تقلهما من هناك الى مكانين مختلفين من سطح الأرض. الأول، سعيد الحظ، هبطت كبسولة سفينته بالقرب من بيت يسكنه أغنياء، فرعوه وأحسنوا تربيته وصار صالحا وفيما بعد بطلا أطلق عليه لقب مترو مان، فيما الثاني أوقعه حظه السيئ في باحة سجن، فتربى فيه وصار مجرما خطرا اسمه ميغامايند. عن مفهومي الخير والشر وصراعهما تدور أحداث فيلم «ميغامايند» لكنه لن يسقط في الكليشيهات المعروفة، بل ذهب الى فكرة أبعد، أكدت عدم وجود خصال ثابتة في روح الكائنات لأن عوامل خارجية في تشكيلها. ولهذا يعد فيلم التحريك هذا محاولة لتغيير بعض المفاهيم الثابتة وكسرها لصالح الحقيقة وتجنب الأحكام المسبقة. ومن هنا نفهم كيف تحول المجرم ميغامايند الى رجل خير ووقف ضد الشر في الدفاع عن البشر، مع انه في البداية حاول أن يكون شريرا قاسيا يريد قتل غريمه مترو مان بأي ثمن. مشكلة الفيلم «ثقل دمه» فلم يوفق مخرجه توم مكراث في خلق روح مرحة خاصة به، سيما وأنه موجه الى الأطفال في الدرجة الأولى، ومع أهمية فكرته فإن شركة «دريم وركس» لم تقدم ما يعزز منافستها لديزني، نهاية العام الماضي، مع انها قدمت جزأين مهمين من فيلم «مدغشقر». كما أن أداء الممثلين لم يضف شيئا خاصا اليه، بخلاف ذلك كان صوتاً الممثلين ويل فيريل (ميغامايند) وبراد بيت (مترو مان) قويين وغاليين، تشعر انك تسمعهما ولا تسمع صوت الشخصيات الكرتونية التي يمثلانها، وهذا ضعف كبير كان ينبغي تجنبه. ومع هذا كله فالنصف الأخير من الفيلم تجاوز الكثير من هذه الملاحظات ووصل الى غايته وأوصل فكرته التربوية المهمة بشيء من جمال الصورة المتحركة وعمق تأثيرها في نفوس الصغار.

الأسبوعية العراقية في

09/01/2011

 

ثقافات / سينما

جنان عدن" بعد بيرن، سيشارك في مهرجان برلين االسينمائي

بسار فائق من أربيل: 

أختير فيلم "جنان عدن" للمخرج الكردي مانو خليل الذي نال جائزة بيرن للسينما (2010)، كإحدى الأفلام المشاركة في مهرجان برلين السينمائي الدولي لعام 2011. وقال مانو خليل "لايلاف" إن فيلم جنات عدن "أختير للمشاركة في مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورتها لعام 2011 بشكل رسمي"، مضيفا أن الدورة الحادية والستين للمهرجان "ستجرى فعالياتها فى الفترة من 10 الى 20 شباط فبراير القادم".

وأفاد أن الفيلم "سيعرض عدة مرات في قسم أفلام المتعة، حيث يتم سنويا  عرض حوالي عشرة  افلام, ومن شروط قبول الافلام في هذا القسم, أن تكون على مستوى فني عال, وتعالج التعايش الانساني وإرتباط الإنسان بالبيئة ويكون للطعام مكان في الفيلم".

وأوضح أن بعد كل عرض لهذه الافلام  في قاعة مسرح مارتن- غروبيوس- باوس "يتم دعوة الحضور جميعا الى خيمة المهرجان مساءا، حيث يقدم الطعام للضيوف وسيكون نفس الطعام والشراب الذي ظهر في الفيلم والذي عرض في قسم المتعة في المهرجان".

وأشار أن قسم المتعة في المهرجان " يعتبر من أحب الاقسام لدى جمهور المهرجان الذي يتهافت لحضور تلك الافلام، لسيتمتع بمقولة هذا القسم و التي تقول: فيلم جيد, مع وجبة طعام لطيفة و شراب لذيذ, يتلاقى فيه الترف بالاثارة"، مستطردا أن المهرجان "يعتبر مع مهرجاني كان و البندقية من اكبر مهرجانات السينما العالمية".

وأختيرت الممثلة الإيطالية الأمريكية إزابيلا روسيلينى لرئاسة لجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائى الدولي لها العام، وروسليني ولدت في عام 1952 وهي ممثلة ومنتجة ومؤلفة وعارضة أزياء.

يذكر أن فيلم "جنان عدن" نال جائزة بيرن للسينما لعام 2010 في سويسرا في 17 تشرين الثاني نوفمبر 2010، بعد عرضه في صالات السينما السويسرية لأكثر من 17 اسبوعا متواصلا”، وجائزة العاصمة بيرن للسينما تقدم سنويا لفيلمين سويسريين وثائقي وآخر روائي، وقيمة الجائزة التي حصل عليها فيلم “جنان عدن” هي عشرين الف فرنك سويسري اي ما يعادل (22 الف دولار امريكي).

والفيلم يتحدث عن قصص لخمسة عوائل من أنحاء متفرقة من العالم باربعة لغات هي الالمانية, الايطالية, الفرنسية والكردية، لعبت الاقدار بمصائرهم واضطروا لأسباب معينة إلى ترك أوطانهم، والبحث عن مكان آمن، وكانت سويسرا أحيانا مجرد محطة مرور ولكنها أصبحت مع الأيام مسكنا دائما لهم. أيطاليون جاؤوا للعمل بعد الحرب العالمية الثانية، أفريقي كان واحدا من أوائل الأفارقة الذين تواجدوا في العاصمة السويسرية بيرن قبل أكثر من نصف قرن وبولونيون فروا من الحكم الشيوعي وآخرون جاؤوا بحثا عن لقمة الخبز. تتعدد قصصهم، ولكن مصائرهم تبقى واحدة، بحسب الفيلم.

و”جنان عدن” هو فيلم من نوع الدراما الوثائقية او ما يسمى بـ”الدوكودراما” ومدته 97 دقيقة مصور بنظام 35 ملم، وهو من إنتاج كل من قنوات التلفزة السويسرية، منها الالمانية “س ف” والفرنسية “ت س ر” والايطالية “ر س ي” والالمانية “3 سات”.

ومانو خليل مخرج كردي من كردستان سوريا، بدأ دراسة التاريخ والحقوق في جامعة دمشق في سوريا، في العام 1986 انتقل إلى تشيكوسلوفاكيا السابقة ودرس الإخراج بتركيز على الأفلام الروائية السينمائية ليتخرج عام 1993 بدرجة امتياز ويحصل على رسالة الماجستير في الإخراج السينمائي والتلفزيوني.

وعمل في التلفزيون التشيكوسلوفاكي كمخرج، حتى تم تقسيم تشيكوسلوفاكيا، واستمر بعد التقسيم في العمل في التلفزيون السلوفاكي. وما بين أعوام 1990 ـ 1996 شارك في العديد من الأعمال الدرامية كممثل ولكنه بعد تخرجه ومنذ العام 1994 وإلى اليوم صور أكثر من مئات الريبورتاجات التلفزيونية والأفلام الإعلانية.

وأخرج برنامجا في التلفزيون السويسري لمدة خمس سنوات بعنوان “بارتي بيوبل” وشارك في تصوير برنامج آخر هو “كلانز وكلوريا”. وهو الآن متفرغ بشكل تام للسينما والتلفزيون إذ يمارس العمل السينمائي كمخرج منتج ومدير تصوير مستقل لأفلام وثائقية وروائية.

وهو مقيم منذ العام 1996 في سويسرا، وأخرج حتى الآن 14 فيلما، منها فيلم عن الأنفال في عام 2005، ودايفيد توليهلدان في عام 2006، وزنزانتي، بيتي في عام 2009، و”جنان عدن” وهو فيلم تلفزيوني وثائقي طويل من إنتاج سويسري ألماني بالعام الجاري، وله أفلام وثائقية وتلفزيونية أخرى، وأفلامه تنتج وتمول حصريا من قنوات التلفزة الأوروبية التي تعرض تلك الأفلام.

Pasar82@yahoo.com

إيلاف في

09/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)