حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

كمال الشناوي.. يدخل عامه التسعين

لا يزال يحلم باستكمال لوحاته الناقصة

القاهرة: طارق الشناوي

استقبلني بخفة ظله التي لم تتخل عنه أبدا، حيث يشعرك دائما بابتسامة ترحيب لا تفارق نبراته.. كنت أهنئه بمطلع العام الجديد ولاحظت شيئا من الوهن في صوته.. قبل أن أسأله أجابني قائلا: نزلة برد ألمت بي أثرت على صوتي رغم أنني كان من المفترض أن أنافس عبد الحليم حافظ في عز مجده في الخمسينات ولكن كان للزمن رأي آخر!! قبل أن ينقضي العام بأيام قليلة كان الفنان الكبير كمال الشناوي يكمل عامه رقم 89 وبدأ يرنو إلى التسعين.. في هذه المرحلة من العمر لا يزال الفنان الكبير يحلم بالريشة والألوان.. وضع كمال الشناوي على مقربة من غرفة نومه لوحاته الاثنتي عشرة يتطلع إليها في نظرة أخيرة قبل أن يحقق رغبته الدفينة التي زادتها السنوات اشتعالا وهي أن يقدم أول معرض له في مطلع هذا العام. عندما سألته عن الموعد بالضبط لإقامة المعرض، أجابني أن لديه ألما في إصبع يده ينتظر أن يتغلب عليه ليمسك الريشة ويضع بعض الرتوش النهائية!! يقول علماء النفس إن الطفل أبو الرجل.. أي إن مرحلة الطفولة تحدد بالضبط ما سوف نصل إليه عندما نكبر، وهكذا حددت أفكار كمال الشناوي وهو طفل ملامح الشاب كمال الشناوي.. إنه فنان بالسليقة يحب الرسم وزيارة المعارض، تستهويه السينما ورؤية النجوم وهم يتحركون على الشاشة، وكانت السينما في تلك الأيام التي تفتحت فيها مدارك كمال وهو طفل - في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي - لا تزال فنا وليدا في مصر والعالم أيضا حتى ولو كانوا قد سبقونا بخطوات وسنوات قليلة إلا أن السينما في العالم كله كانت تحبو في تلك الأيام وهي تحاول أن تعثر على عناصرها الخاصة.

كان الفنان التشكيلي يستهويه ويمسك بالريشة والألوان ويمنح كل طاقته للوحة يحيل فيها المساحة البيضاء إلى مشاعر وأحاسيس، يفرغ فيها طاقته ثم يكافئ نفسه بالذهاب إلى السينما مع شلة الأصدقاء.. كان يرى أن الواقع يخلق الفن الحقيقي، ولهذا عندما بدأ حياته مدرسا بعد تخرجه وحصوله على بكالوريوس كلية التربية الفنية كان يحرص على أن يصطحب معه معزة لكي يرسمها للطلبة على الطبيعة.. وكانت المدرسة الثانوية تضم بين طلبتها من هم أكبر سنا من كمال الشناوي، وبعضهم كانوا يمارسون الشغب ويقدمون على أفعال مثل تلك التي شاهدنا فيها عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي في مسرحية «مدرسة المشاغبين»، وحكى لي كمال الشناوي أن أحد هؤلاء الطلبة المشاغبين قد فوجئ به بعد بضع سنوات وقد أصبح وزيرا للتربية والتعليم وباح لي كمال الشناوي باسمه مؤخرا، إنه واحد من أهم رجال الثورة، البكباشي كمال الدين حسين الذي تولى مسؤولية وزارة التربية والتعليم في نهاية الخمسينات ومطلع الستينات من القرن الماضي، وهكذا فإن الطالب المشاغب قد صار هو الوزير المسؤول عن تعليم الطلبة وإيقاف شغبهم أيضا!! ورغم عشقه للتدريس ولممارسة فن الرسم فإنه اكتشف أنه يخون اللوحة والريشة بحب آخر تملكه وهو التمثيل، ولكنه لم يستسلم لنداهة الفن إلا بشرط واحد.. النقطة الفارقة في حياة كمال الشناوي هي تلك التي كان عليه أن يترك خلالها التدريس ليتفرغ للفن السينمائي، وكان لديه شرط لا يقبل التنازل عنه وهو البطولة.. لا يرضى كمال الشناوي إلا بالنجاح الطاغي منذ أن قدمه نيازي مصطفى بطلا في أول أفلامه «غني حرب» 1947 ومن بعدها لم يغادر قطار البطولة وتبدلت الطرق بينه وبين نيازي ولم يكمل المسيرة معه.. قال لي كمال الشناوي محللا ذلك بأن نيازي كان يتصور أنه ما دام منحه فرصة البطولة فإن على كمال الشناوي أن يظل خاضعا له لا يفعل شيئا في الدنيا إلا بعد الرجوع إليه، ولم يطق كمال تلك القيود وانطلق إلى المخرج الذي يحتل مساحة بارزة في وجدان ومشاعر كمال الشناوي وهو مخرج الروائع حسن الإمام أحد تلاميذ نيازي مصطفى.. لكن التلميذ عرف مفاتيح كمال الشناوي أكثر من أستاذه!! حسن الإمام له موقع متميز على الخريطة الفنية والإنسانية لكمال الشناوي.. وكان أيضا لكمال الشناوي موقع خاص على مشاعر وسينما حسن الإمام فهو بالنسبة له ليس مجرد نجم جماهيري، كل منهما وجد نفسه في الآخر.. وبدأت الرحلة مع «ظلموني الناس»، «ساعة لقلبك» ثم «بنات الليل»، «الجسد»، «وداع» و«الفجر» وغيرها من الأفلام.

حسن الإمام يقدم دائما درجة من السخونة في أفلامه، هذه السخونة تنتقل مباشرة للجمهور وتعبر عن نفسها من خلال إيرادات الأفلام.. كمال الشناوي كان واحدا من أهم أسلحة حسن الإمام في تحقيق تلك الجماهيرية، فكان نجاحا مشتركا لنجم جماهيري ومخرج نصبه الجمهور مخرجا للروائع!! كمال الشناوي له عند كل المخرجين رصيد ضخم وأكثر من فيلم لا ينسى.. مثلا كمال الشيخ «اللص والكلاب».. محمود ذو الفقار «المرأة المجهولة».. علي بدرخان «الكرنك».. سعيد مرزوق في واحد من أهم أفلامه «المذنبون».. خيري بشارة في فيلم من أفلام البدايات «العوامة 70».. شريف عرفة «الإرهاب والكباب» حيث لعب دور وزير الداخلية وحافظ بأستاذية على تلك الشعرة وهو يؤدي دور وزير في وزارة سيادية وينبغي أن يلتزم بكل التفاصيل التي تؤكد هيبته فهو عنوان للانضباط، في الوقت نفسه فإن كمال الشناوي يضيف في أدائه للشخصية قدرا لا ينكر من خفة الظل.. الأداء المرح الذي تميز به كمال الشناوي تجد لديه تنويعات عديدة في أفلام مثل «الأستاذة فاطمة»، «الحموات الفاتنات»، «سكر هانم» ثم استمر في «طأطأ وريكا وكاظم بيه»، «الواد محروس بتاع الوزير» ثم فيلم «ظاظا» 2006 حيث شارك هاني رمزي البطولة وهو من إخراج علي عبد الخالق، وضرب هاني رمزي مثلا لكل النجوم عندما أصر على أن يأتي اسمه تاليا في التترات لكمال الشناوي.. أدى كمال دور رئيس الجمهورية في بلد لم تتحدد ملامحه تماما وحرص على أن تظل الإدانة قائمة ضد كل ديكتاتور!! عندما تتحدث إلى كبار النجوم والمخرجين تجدهم دائمي الترحم على تلك الأيام الخوالي وانتقلت العدوى أيضا للجمهور وأغلب النقاد يطلقون على مرحلة الأربعينات والخمسينات العصر الذهبي للسينما المصرية، ولكن كمال الشناوي له رأي جريء، وهو أن الصورة لم تكن دائما مشرقة وأن العديد من الأفلام أنتجت بطريقة عشوائية مثلما يحدث الآن، وحكى لي كيف أن المنتج والمخرج حلمي رفلة كان يحرص على أن يصوره هو وشادية وإسماعيل ياسين مجرد لقطات فوتوغرافية ويفاجأ بعد ذلك بأن هذه الصورة قد استطاع رفلة أن يحصل عن طريقها على سلفة من الموزع الخارجي ومن خلال تلك السلفة يدفع العربون للمشاركين في الفيلم وفي العادة يتم إنتاج الفيلم في حدود هذا المبلغ فقط وهكذا لم يخل الأمر من قدر من الفهلوة صاحبت الإنتاج السينمائي في ذلك الزمن الذي كانوا يصفونه دائما بأنه الزمن الجميل.

عندما دخل كمال الشناوي الساحة السينمائية في نهاية الأربعينات كان قد سبقه عدد من النجوم الراسخين أمثال عماد حمدي، يحيى شاهين، محسن سرحان، حسين صدقي، أنور وجدي، وكانت علاقته مع هؤلاء النجوم بها كل الود ما عدا واحد فقط هو أنور وجدي.. كان بينهما تراشق بالكلمات،حتى إن كمال الشناوي بعد أن شكك أنور وجدي في موهبته حيث قال في حديث صحافي واصفا كمال الشناوي بأنه مجرد واد حليوة ولكنه يفتقر إلى الموهبة الحقيقية وأن هؤلاء عمرهم الفني محدود مجرد موضة وتعدي.. رد عليه قائلا كيف يلعب أنور وجدي دور الفتى الأول وهو يحتفظ بهذا الكرش الذي يتمخطر أمامه بعدة أشبار وكأنه حامل في الشهر التاسع وبهذا اللغد الذي يملأ وجهه حتى أصبحت ملامحه مجرد لغد تم تركيب وجه عليه.. وغضب أنور وجدي من تلك السخرية اللاذعة وقال له في جلسة عتاب جمعت بينهما بعد تدخل الأصدقاء «يا كمال انتقد كل شيء إلا لغدي وكرشي» وحكى له كيف أنه كان يكتفي في فترة معاناته بنصف رغيف فقط يأخذه في غذائه ويحتفظ بالنصف الثاني للعشاء ولهذا فإنه يعتبر أن هذا الكرش وذاك اللغد الذي نما وترعرع في زمن العز تهمة لا ينكرها وشرف لا يدعيه، وبعد هذا الحوار باتا صديقين!! بعد رحيل أنور وجدي قرر كمال الشناوي أن يقدم حياة ومعاناة أنور وجدي في فيلم «طريق الدموع» ولعب هو دور أنور وجدي.. كتب كمال الشناوي القصة السينمائية وأنتج الفيلم وأسند مهمة الإخراج إلى حلمي حليم. كانت الفكرة قد بدأت تداعب خيال كمال الشناوي بمجرد رحيل أنور وجدي عام 1955 لكنها لم تر النور إلا بعد ذلك بقرابة 6 سنوات.. كان كمال يتمنى أن يجمع بين أشهر زوجتين ارتبطتا بأنور وجدي (ليلى مراد وليلى فوزي) ولكن ليلى مراد رفضت أن تقدم حياة طليقها أنور وجدي بينما رحبت ليلى فوزي.. وعلى الفور تم إسناد دور ليلى مراد إلى صباح وحرص كاتب السيناريو والحوار السيد بدير على ألا يذكر صراحة الأسماء وأصبح أنور وجدي اسمه أشرف حمدي وليلى مراد صارت سامية فؤاد وليلى فوزي صارت سامية فتحي كما أنه تعمد أن يمنح دور ليلى فوزي مساحة أكبر لتبدو وكأنها الحب الحقيقي في حياة أنور وجدي غافلا دور ليلى مراد.. الفيلم لم يحقق النجاح الجماهيري المرتقب وكان تفسير كمال الشناوي لهذا الإخفاق أن الناس شاهدت الفيلم وهي تتوقع أحداثه فلم يكن هناك ما يستحق أن يترقبه الجمهور وهو يعلم تماما أن البطل سوف يطلق المطربة ويتزوج الممثلة الحسناء ثم يموت في سويسرا ويعود في صندوق داخل الطائرة.. ورغم وجاهة ومنطق ما قاله كمال الشناوي لكن الفيلم فشل جماهيريا لأنه لم يكن صادقا بما فيه الكفاية وهو يقدم حياة أنور وجدي فلقد أخفى أشياء وباح بأشياء فلم يعرف الناس الصدق من الزيف!! العلاقة بين كمال الشناوي والجيل التالي له مباشرة كانت أكثر حميمية، فلقد كان دائم الإشادة بشكري سرحان.. وهو الذي نبه المنتجين إلى أن هناك فتى وسيما خفيف الظل اسمه رشدي أباظة.. قال لي إنه كان يشاهد رشدي في حمام السباحة بأحد الفنادق ووجده شابا رياضيا خفيف الظل فرشحه لشركات الإنتاج وبدأت نجومية رشدي أباظة وكان منافسا خطيرا لكمال الشناوي.. أما الجيل الذي ظهر في السبعينات فلقد كانت لأحمد زكي مكانة خاصة عنده وأيضا نور الشريف، ولكن عندما أعاد نور تقديم فيلمه «المرأة المجهولة» حيث أدى نور دور كمال الشهير عباس أبو الدهب في فيلم «وضاع العمر يا ولدي» الذي أخرجه عاطف سالم كانت المقارنة ليست لصالح نور الشريف.. نور نفسه اعترف بأن أداءه لا يمكن أن يقترب من كمال الشناوي وأن الناس ستظل تذكر أن عباس أبو الدهب هو كمال الشناوي ولن يذكر أحد أنه قدم عباس أبو الدهب.. سألت كمال الشناوي عن تفسيره لذلك، قال لي: توجد أدوار استثنائية في حياة كل ممثل.. عباس أبو الدهب بالنسبة لي واحد من تلك الأدوار كان من المفترض أن ألعب أنا الدور الذي لعبه شكري سرحان ولكني قلت للمخرج محمود ذو الفقار إن دوري هو أبو الدهب. حاول هو والمنتج إبعادي عن الدور لأنه مكروه ولكني رفضت.. كان رأيهما أن الدور يصلح له فنان مثل زكي رستم ولكني كنت أرى تفاصيل عديدة ربما لم يلتفتا إليها، شعرت وكأن الدور يبحث عني بقدر ما أبحث أنا عنه، ولهذا لا يمكن أن يستوعب أحد تفاصيل هذه الشخصية إلا كمال الشناوي!! لم يترك كمال الشناوي مصيره بأيدي شركات الإنتاج ولهذا دخل طرفا في اللعبة السينمائية، ليس من أجل تحقيق الربح ولكن ليختار الفيلم الذي يتحمس له. وقدم على سبيل المثال من إنتاجه فيلم «بنات الليل» وحصد الفيلم ثماني جوائز في كل الفروع وأخرج فيلم «تنابلة السلطان» ولم يحقق هذا الفيلم نجاحا ضخما. وكان كمال الشناوي لديه القدرة على ألا يعاند ويتحدى، قال لي: شاهد الفيلم مخرجون كبار مثل حسن الإمام وكمال الشيخ وصلاح أبو سيف وقالوا لي إن لديّ عينا حساسة كمخرج وقدرة على ضبط إيقاع الصورة وأداء الممثلين ولكن الفيلم كان يحمل رؤية سياسية غير مباشرة، وفي منتصف الستينات لم يكن التناول الرمزي مستساغا ولا مستحبا، ولهذا لم ينجح الفيلم، وأنا أيضا لم أكرر التجربة لأني أرى أنني بالفعل أستوعب تفاصيل الإخراج ومفرداته من تصوير وإضاءة وتكوين الكادر وأداء الممثلين والإيقاع العام ولكني في الوقت نفسه لا أعتبر نفسي مخرجا له مذاق متميز أو خاص مثل حسن الإمام أو صلاح أبو سيف أو عاطف سالم أو كمال الشيخ، ولهذا لم أكرر التجربة!! سألت كمال الشناوي عن موقفه السياسي.. قال لي: عاصرت الملكية والجمهورية من خلال أربعة رؤساء محمد نجيب، جمال عبد الناصر، أنور السادات، حسني مبارك.. ولو سألتني عن موقفي السياسي أقول لك: أنا أدافع عن حرية الإنسان.. الفن هو المعادل للحرية ولكني لم أضع نفسي في إطار حزبي صارم.. ورغم ذلك فإن كمال الشناوي له موقف سياسي عبر عنه عندما وافق على أن يؤدي دور خالد صفوان في «الكرنك» وكان المقصود بهذه الشخصية هو رجل المخابرات الأول في عهد عبد الناصر صلاح نصر!! وأقيمت دعوى قضائية ضد الفيلم وضد كمال الشناوي وخسر صلاح نصر القضية وكسب كمال الشناوي المصداقية وزادت مساحات حب الجمهور له.

هل يستطيع أحد أن ينسى أشهر ثنائي عرفته شاشة السينما كمال الشناوي وشادية أو شادية وكمال الشناوي.. لقد تغلغل هذا الثنائي في وجدان الناس إلى درجة أن كمال الشناوي حتى الآن يتلقى خطابات من المعجبين يسألونه عن شادية باعتبارها زوجته، في حين أن الحقيقة هي أن كمال الشناوي تزوج شقيقتها عفاف شاكر.. قال لي كمال الشناوي: هناك ظروف خاصة جدا لن أبوح بها أحاطت بهذا الزواج لا أريد أن أفصح عنها، أما الحب المستحيل في حياته فكان حبه للحسناء المصرية اليهودية الديانة الفنانة راقية إبراهيم لكنها لم تشعر به ولم تبادله المشاعر، كان حبا من طرف واحد.. أحب وتزوج من الراقصة هاجر حمدي وأنجب منها ابنا أما الحب الذي ملأ حياته وظلت الحبيبة مخلصة له وهو مخلص لها حتى رحيلها في عز شبابها فإنها ناهد شريف!! لكن الناس لا تعترف سوى بحب واحد لم يحدث في الواقع وهو حبه لشادية وحب شادية له. والواقع أن ما بينهما هو تفاعل فني قلما يحدث بين ثنائي، ولهذا من فرط تصديق الناس لما يرونه على الشاشة انتقلوا من الشاشة إلى الحياة، نسج الناس قصة حب لم تتحقق إلا في خيالهم!! أكثر من 30 فيلما جمع بينهما في رصيد كمال الشناوي الذي يربو على 300 فيلم. وقبل 25 عاما فكر كمال الشناوي أن يعيد مرة أخرى اللقاء في الفيلم رقم 31 وكتب السيناريو الذي تبدأ أحداثه مع نهاية أحد الأفلام القديمة وما أكثر النهايات السعيدة التي كانت اللقطة الأخيرة تعني المأذون وزفاف شادية وكمال.. السيناريو الذي كتبه كمال الشناوي يبدأ عند لحظة الختام ثم يكتب على الشاشة ومر 20 عاما ونجد أن كمال وشادية يعانيان من مشاكل الأبناء وأن الحب الساخن بينهما قد طرق بابه الفتور.. تحمست شادية للفكرة ولكن قبل التنفيذ كان قرارها هو ارتداء الحجاب واعتزال الفن ورفض كمال الشناوي أن يقدم هذا السيناريو بأي بطلة أخرى غير شادية!! حب الغناء أيضا يشكل ملمحا مهما، فقد سبق له أن غنى بعض مقاطع مع شادية وصباح ودرس أكاديميا أصول الغناء واعتمدته الإذاعة مطربا ولكنه طلب أن تسبق الإذاعة عند إذاعة اسمه بلقب أستاذ فهو يريد أن يحتفظ بلقب يميزه عن الآخرين ورفضت إدارة الإذاعة لأنها لم تكن تفعل ذلك حتى مع عبد الوهاب ولم يكمل المسيرة كمطرب ولكن أداءه كممثل تستطيع أن تدرك فيه هذا الانسجام النغمي؟! يحتفظ كمال الشناوي بعشرات من الأفكار السينمائية كتبها ووضعها في درج مكتبه ولكنه ينوي أن يقدم هذا العام فيلمه «سقوط حميدة»!! تمر السنوات ولا يخفت البريق. لم يصالح كمال الشناوي الزمن.. الزمن هو الذي صالحه ولعب أيضا لصالحه.

ولكل إنسان نصيب من اسمه ولهذا فإن كمال يرنو دائما إلى الكمال.. إذا كان مقياس النجومية هو الوسامة فإنه الوسامة المشوبة بالإشعاع، وإذا كان مقياس النجومية هو الحضور فإن له طلة لا تنسى.. إن كل شروط النجومية تنطبق عليه؛ الحضور والوهج، إلا شرطا واحدا فقط لا ينطبق عليه، إنه العمر الافتراضي، حيث إن لكل نجم عمرا فنيا يصل فيه للذروة ثم يبدأ مرحلة الانزواء، لكنه وعلى مدى يتجاوز ستين عاما لا يزال في البؤرة اسمه يتصدر الأفيشات في السينما والتترات في التلفزيون. إنه نجم لكل الأجيال.. كمال الشناوي عنوان الكمال اسم ومعنى.. قامة وقيمة.. مكان ومكانة!!

الشرق الأوسط في

07/01/2011

 

نيكول كيدمَان لـ «الشرق الأوسط» التصقت بالشخصية في أحد أفلامي لدرجة البكاء

الفنانة الأسترالية: أنظر إلى الأمس فأشعر بأنني أريد أن أبذل أكثر

محمد رُضــا 

يصدر قريبا العدد الأول من مجلة «فارايتي أرابيا» في نسختها العربية بمقالات غير مترجمة. ومجلة «فارايتي» الأميركية المعروفة في عالم السينما تم تأسيسها سنة 1905 وتابعت أخبار وقضايا صناعة السينما وتوزيعها وتسويقها وصولا إلى نقدها. تبوأت الصدارة لمعظم السنوات السابقة جنبا إلى جنب «ذا هوليوود ريبورتر» التي تحتفل هذا العام بمرور ثمانين سنة على ولادتها. الانتقال إلى العالم العربي بطبعة خاصة مرده الرغبة في التوسع والانتشار. لكن هذا ربما كان بدهيا. مما يستدعي التوقّف أنه لا توجد طبعة يابانية مثلا أو صينية أو فرنسية منها، لكن المجلة ما كانت لتكترث لاستحداث طبعة عربية لولا إدراكها أن المناخ الاقتصادي في السوق السمع بصري العربي (وفي منطقة الخليج بالذات) ليس مستقرّا فحسب، بل واعد مستقبلا بمزيد من التقدّم.

للأسف، هذا التقدّم لا يتم بناء على مناهج إنتاجية وتسويقية وتوزيعية مدروسة وشبيهة بتلك التي في باقي أنحاء العالم، لكنه أفضل اليوم مما كان عليه قبل عشرين سنة مثلا، وهذا ما يدعو هوليوود وسواها إلى إيلاء المنطقة العربية اهتمامها الحالي والتوجّه إليها طلبا للتمويل أو للتصوير أو لضمّها إلى الماكينة العالمية.

خلال السنوات التي تبعت فوزها بالأوسكار سنة 2002 عن فيلم «الساعات» تعرّضت مهنة نيكول كيدمَان إلى خضّة كبيرة: مجموعة من أفلامها اللاحقة أخفقت في العثور على جمهور كبير من بينها «دوغفيل» و«بقعة إنسانية» و«ولادة». إلى ذلك كانت هناك أفلام أخرى حاولت فيها استعادة ذلك الجمهور على اعتقاد منها أن نوعية تلك الأفلام الفنية في الغالب هي سبب الفشل، مما أدّى إلى سلسلة من الأفلام المخفقة تجاريا ومن دون أسلوب فني يعوّض ذلك الفشل. من هذه الأفلام «زوجات ستبفورد» و«مسحورة» وصولا إلى فيلمها الثاني مع المخرج باز لورمن (أستراليا) سنة 2008 (الأول كان «مولان روج» سنة 2001). الآن، تبدو الممثلة التي ما زال كثيرون يعتبرونها، وعن حق، إحدى أفضل الممثلات الأميركيات حين تجد الشخصية المناسبة في الفيلم المناسب، وقد استوعبت دروس المرحلة السابقة وباتت قادرة على التخطيط على نحو أكثر دراية وفهما. الممثلة الأسترالية التي ولدت قبل 43 سنة وفازت بنحو 33 جائزة مختلفة من أصل 61 ترشيحا، تدرك الآن أن سبيلها للبقاء على السدّة هو حسن الاختيار. ولديها مجموعة من المشاريع التي انتقتها بعناية كما قالت لي قبل بدء الحديث بقليل، مضيفة: «أشعر أنني الآن في فترة جديدة من حياتي العملية. الفترة التي لم أعد مستعدة فيها لأي تنازل. بالتالي آمل أن تكون كل أفلامي بدءا من هذا الفيلم من تلك التي رغبت بها دوما».

وهذا الفيلم الذي تتحدّث عنه هو حديثها المعروض حاليا تحت عنوان «جحر الأرنب»: دراما كلاسيكية عن حياة والدين فجعا بموت ولدهما وكيف يؤثر ذلك على حياتهما معا. إنه ليس الموضوع المناسب لكل الناس، لكنه الموضوع الذي جذب كيدمَان أكثر من سواه فاشترت حقوقه عن مسرحية نيويوركية وأقدمت على إنتاجه. وللعام الجديد، لديها ثلاثة أفلام تحمل مواضيع مختلفة أقربها للعرض «مرور ممنوع» الذي يشاركها بطولته نيكولاس كايج. ومن بينها فيلم من إنتاجها فقط عنوانه «مونتي كارلو» من بطولة أندي مكدوويل ومجموعة كبيرة من الممثلات الشابات.

* مسرحية خاصّة

·         عددت عشرة أفلام جديدة يُقال إنك ستقومين بها. هل أنت مستعدة لثلاث سنوات من العمل المتواصل؟

- طبعا، بل مشتاقة لذلك، ولو أن بعض الأفلام التي يقولون إنني مرتبطة بها لم تصل إلي بعد. أحيانا ما أقرأ أنني سأمثل في فيلم ما وأنا لم أتسلم أي إشعار بذلك

·         كلّما كان الدور صعبا، كلّما استهواك. هل هذا صحيح؟

- أشعر بالشخصية التي تروق لي ولذلك أؤدّيها. المسألة في الحقيقة أكثر تعقيدا من ذلك. أعرف الآن أن قراءتي لبعض الشخصيات كانت مبهمة بالنسبة إلي وربما لو أتيح لي أن أعود لتمثيلها لفعلت ذلك على نحو مختلف قليلا. هناك أفلام أخرى كثيرة كانت الشخصيات واضحة تماما وأتاحت لي فهمها من البداية. مفتاح كل شيء هو أن أجد السبيل لدخول الشخصية. لا لدخول عواطفها وتوتّرها. أن أفهم كيف تواجه ما تواجهه ومن أي منطلق.

·         هذا ما حدث معك في «جحر الأرنب»؟

بالتأكيد. حين قرأت السيناريو قررت أن أعيش الشخصية مسبقا. كنت أقرأ وأبلور نفسي استعدادا لما سأقوم به. لاحظت أنني مشدودة تماما إلى ما تعيشه وما تعانيه. أصارحك، حين كنت أصحو أحيانا من النوم، وهذا حدث وقت التصوير، كنت أجد نفسي أبكي. كنت أجد نفسي مهتزّة أرتجف حتى العظم. سابقا حدث ذلك معي في سنوات عملي، لكنه لم يحدث على هذا النحو العنيف والمتتابع. ثلاث أو أربع مرّات في ستّة أسابيع. هنا أدركت أن الدور يزعجني ويؤثر في لكن مع هذا الإدراك شعرت أنني اقتربت من الشخصية إلى حد الالتصاق. وكان هذا هو المطلوب فعلا. كان علي بعد ذلك أن أحترم هذا الوضع وأبذل في الأداء كل ما أستطيع بذله.

·         حماسك للعمل أدّى بك إلى القيام بإنتاج الفيلم وليس فقط بطولته؟ هل شاهدت المسرحية التي تم وضع السيناريو عنها؟

- لا، لأني أعيش في مدينة ناشفيل والمسرحية عرضت في نيويورك ولم أتمكّن من مشاهدتها. لكني قرأت النقد الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» لها، ودهشت لما قرأته عنها. منذ تلك اللحظة أمسكت الحكاية باهتمامي وقلت في نفسي «هذا مشروعي المقبل. سأقوم بإنتاج هذه المسرحية فيلما». اتصلت بشريكي في شركة الإنتاج وسألته إذا ما كان يستطيع الذهاب إلى نيويورك وحضور المسرحية وفعل ذلك وأبدى إعجابه. من حسن الحظ أن حقوقها لم تكن قد بيعت بعد. عادة ما يشتري (المنتج) سكوت رودين كل شيء (تضحك).

·         كيف تقيّمين مراحل حياتك السينمائية، لنقل منذ أن أصبحت نجمة؟

- أعتقد أنها مرحلة طويلة مليئة بالنجاح والعثرات. أحيانا ما جنحت بعيدا ولكني كنت أعود إلى نهجي بحثا عن المادّة الجيّدة وعن الشخصية النسائية الرائدة بصرف النظر عن تشابكها وعمقها، بل لأنها عميقة، لأن عمقها وما تحتويه من مشاعر في الداخل هو ما كنت أصبو إليه باحثة لأتقدم. نعم، لقد ارتكبت أخطاء كبيرة في هذه الرحلة، لكني أيضا حققت نجاحات كبيرة. أتذكر أن أحدا قال لي في مطلع حياتي المهنية: إذا كنت تريدين أن تستمري طويلا في هذه المهنة عليك أن تتوقّعي الصعود والهبوط. وهذا حقيقي. أنظر إلى الأمس وأشعر أنني أريد الآن أن أبذل أكثر في سبيل تكوين كيان من الأفلام الجيّدة. أفلام ذات قيمة.

* تحت السطح

·         سبق لك أن أنتجت فيلما واحدا على ما أعتقد. هل هذا صحيح؟

- نعم. قبل تسع سنوات قررت أن أنتج مع شركاء لي حينها فيلم المخرجة جين كامبيون «في الحسبة» كانت تجربتي الأولى. In the Cut

·         والوحيدة.. إلى حين قمت بإنتاج هذا الفيلم. لماذا عدت إلى الإنتاج؟ ما الذي تتوخينه من ذلك؟

- أعتقد أن المسألة واتتني بالتدريج. بعد ذلك الإنتاج الأول اعتبرت أن إقدامي عليه كان لأسباب استثنائية. المشروع كان جميلا وأنا لم أشترك به كممثلة لكن الموضوع أعجبني والمخرجة لها سمعة فنية كبيرة في أستراليا والعالم. ولأني اعتبرته فعلا استثنائيا لم أهتم بإعادة الكرّة. لكن خلال كل تلك السنوات لا بد أن يكوّن الممثل وجهة نظر ما فيما يتم إنتاجه من مشاريع، وربما كان الشعور داخليا مثل نهر تحت سطح الأرض حتى إذا ما وجد منفذا ظهر فوقها. هناك أيضا سبب آخر يعود إلى شعوري بالإحباط من أنني لا أملك مؤسسة خاصّة بي وأنني بحاجة إلى هذه المؤسسة لكي أستطيع إنجاز الأفلام التي قد تتردد شركات أخرى في إنتاجها.

·         هل تعتبرين بعض أفلامك في التسعينات وما بعدها مثل «دوغفيل» و«ولادة» و«زوجات ستبفورد» و«مسحورة» من بين العثرات التي كنت تتكلّمين عنها؟

- لكل فيلم حالته. بالطبع بعض الأفلام التي ذكرتها لم تحقق لي أي نجاح خاص. لكنها بدت مشجّعة ومختلفة حين قرأتها. الإنتاج بأسره بدا مناسبا والمشروع متكاملا بعناصر مختلفة. لكني أري ما تقصده حين تذكر فيلما مثل «مسحورة» إنه لا يحتوي على الشخصية التي تحدّثت عنها قبل قليل. تلك المركّبة التي تسبب الشغف بها. لكن إزاء كل مرحلة هناك مسائل لا تدركها حينها. الآن الأمر مختلف ولو عرض علي بعض هذه الأفلام سأكون أكثر تدقيقا.

·         أنت سفيرة خير للأمم المتحدة وقبل أشهر قليلة زرت هاييتي. ما الذي خرجت به من تلك الزيارة؟

- المأساة التي وقعت في هاييتي معروفة الآن، لكن الاقتراب منها أو السفر إلى هاييتي للتعرّف على الحقيقة أمر آخر مختلف تماما. لقد قابلت فتيات يعشن في مخيّمات ومآو، وتحدّثت إلى عدد كبير منهن كن تعرّضن للاغتصاب وأنجبن باكرا نتيجة ذلك. شعرت بالأسف الشديد لهن، لكن من ناحية أخرى، وأنا لا أقول ذلك تخفيفا للوقع، فرحت أنهن في رعاية جمعيات خيرية قائمة على مساعدة المصابين خصوصا ضحايا مثل هذه العمليات التي تستظل بالأحداث السياسية والاضطرابات.

·         فيلم «جحر الأرنب» يتحدّث عن زوجين فقدا ولدهما. هل هناك علاقة بين صور تلك المأساة والمأساة التي في الفيلم؟

- هذا سؤال مثير لأنه بالفعل هناك علاقة. أعتقد أن الفيلم لا يتعامل فقط مع مأساة زوجين فقدا ابنهما ويعانيان من ذلك، بل أيضا حول الأسى الذي يصيب الآباء والأمهات في شتّى الظروف. في هذه الناحية أردته رمزيا وفي الوقت ذاته يتحدّث عن المشكلة المعروضة مباشرة.

·         أحد الأفلام التي أنتظرها بفارغ الصبر ويتردد أنك ستقومين بإنتاجه هو قصّة حياة المغنية البريطانية دستي سبرينغفيلد. أين أصبح هذا المشروع؟

- هل تذكر ما قلته لك قبل قليل؟ هناك مشاريع لا أدري بها تُنسب إليّ. لكني أوافقك؛ أي فيلم عن دستي سبرينغفيلد سيثير اهتمامي أيضا.

 

العالم يشاهد

الطريق إلى بيت لحم إخراج: ليلى صنصور

تسجيلي - بريطاني - 2011

* ليلى صنصور إعلامية فلسطينية الجذور من بيت لحم وقبل سنوات ليست بالبعيدة عادت إلى مدينتها وشهدت حالها المحاصر بالأسلاك الشائكة والحواجز والجدار الذي فصل بين منازل أفراد العائلة الواحدة وباعد بين بيت صاحب دكّان ودكّانه. قررت أن الطريقة المثلى إبقاء بيت لحم ماثلة بتاريخها لا بالنسبة للمسيحيين فقط، بل على الصعيد السياسي أيضا. النتيجة مزدوجة؛ أسست مع قريبات لها جمعية سياحية من ناحية، وأخرجت هذا الفيلم عن بيت لحم وواقعها الحالي وعن تلك الجمعية من ناحية ثانية. كل ذلك يمر في ساعتين مثيرتين بقدر ما يفتقران أحيانا إلى إيجاز مفيد. ليس هناك من أسلوب فني ملهم، لذلك فإن المشاهد الطويلة تشعرك بأنها طويلة بالفعل. مع قليل من التوليف سيصبح بالإمكان إيصال الرسالة على نحو أكثر نجاحا.

العروض: محدودة حتى الآن وبدأت بمهرجان دبي الأخير. ُThe Tempest

* العاصفة إخراج: جولي تايمور تمثيل: هلين ميرين، فليسيتي جونز، ديفيد ستراثم دراما شكسبيرية - الولايات المتحدة - 2011

* الفيلم مبهر على صعيد الصورة. جانح في خياله ومثير في ترجمة أفكاره إلى مرئيات. مخرجته تستخدم المؤثرات التقنية الحديثة لنقل عالم جديد على أعمال شكسبير المترجمة إلى السينما كما كانت فعلت حين أخرجت قبل عدّة سنوات مسرحية شكسبير الأخرى «تايتوس». لكن حين يأتي دور النص نراها تقوم بتغيير بعض العناصر الدرامية إنما من دون أن يأتي البديل أقوى من الأصل مما يضعف الفيلم، خصوصا عند ترجمة فكاهته الذكية إلى كوميديا، عوض إيجادها معالجة ساخرة و- مثل النص الأصلي - مبطّنة. عروض: محدودة. Country Strong **

* قوّة وطنية إخراج: شانا فيست تمثيل: غوينيث بولترو، تيم ماكغرو، غارت هدلاند دراما عاطفية - الولايات المتحدة - 2011

العنوان أعلاه بتصرّف كون «كانتري» تعني نوعا من الموسيقى هو محور هذا الفيلم الذي رأينا منه في مطلع العام الماضي «قلب متيّم». هنا غوينيث بالترو المغنية التي تجد نفسها في الموقع الذي لعبه جف بردجز في الفيلم السابق، فهي مغنيّة يغرب شمسها وواقعة في الحب. تحاول الحفاظ على الوضعين معا، لكنك تعلم أنه لا دراما في النجاح، بل في المعاناة والفشل. كون الحكاية لا تأتي بجديد يترك تأثيرا بالغا على جدّية الفيلم وتمثيله.

عروض: عالمية. التقديرات رديء وسط جيد ممتاز تحفة 

شباك التذاكر في الولايات المتحدة

أسبوع هادئ بقي كل شيء على حاله هذا الأسبوع، باستثناء تغييرات طفيفة هنا أو هناك. المقدّمة ما زالت للكوميديا التي يقودها بن ستيلر وروبرت دينيرو، والمركز الثاني لا يزال لفيلم الوسترن «عزم حقيقي» والفارق في الإيرادات بينهما لا يزال ضئيلا.

المركز هذا الأسبوع ثم الأسبوع الماضي (بين هلالين) عنوان الفيلم وإيراد الأسبوع ثم عرض له.

1 (1) Little Fockers: $25,766,485 ليتل فوكرز: كوميديا مع بن ستيلر وشركاه حول العائلة المتناقضة دوما 2 (2) True Grit: $24,416,515 عزم حقيقي: إعادة صنع لفيلم وسترن كلاسيكي مع جف بردجز ومات دايمون.

3 (3) Tron Legacy: $18,756,973 أرث ترون: خيال علمي/ مستقبلي مع جف بردجز (أيضا).

4 (5) Yogi Bear: $12,507,342 الدب يوغي: على الورق بدا هذا الأنيماشن فكرة جيّدة. على الشاشة أمر آخر.

5 (1) The Chronicles of Narnia 3: $10,385,000 مفكرة نارنيا: الجزء الثالث من هذه الفانتازيا وأضعف حلقات السلسلة.

6 (7) The Fighter: $10,005,066 المقاتل: مارك وولبرغ يلاكم في سبيل الفوز ولو بالأوسكار. 7 (6) Tangled: $9,789,288 متشابك: الأميرة المسجونة واللص الذي يخطفها وتقع في حبّه.

8 (8) Gulliver›s Travels: $9,300,511 رحلات غوليفر: جاك بلاك لا يجسد الشخصية والفيلم لا يكترث لذلك.

9 (10) Black Swan: $8,881,545 البجعة السوداء: نتالي بورتمن ترقص في سبيل الفوز و.. الأوسكار أيضا.

10 (11) The King›s Speech: $7,757,470 خطاب الملك: كولين فيرث ممتاز في دور يبدو أنه سيقوده إلى الغولدن غلوب والأوسكار. 

مهرجانات وجوائز

جائزة فريدة فاجأت نقابة كتّاب السيناريو الأميركية المجتمع السينمائي بإعلانها عن مسابقة جديدة تضمّها إلى مسابقتيها السنويّتين. فهي اعتادت بالطبع توزيع جوائزها على كتاب السيناريو للأفلام الروائية المقتبسة وتلك المكتوبة خصيصا للسينما. لكنها هذا العام قررت منح جائزة ثالثة ذات أهمية قصوى وكانت غائبة تماما عن تقاليد الجوائز، هي جائزة أفضل سيناريو لفيلم تسجيلي. حفلة توزيع جوائز النقابة ستقام في الخامس من الشهر المقبل.

الأسبوع المختفي لإحدى وأربعين سنة، اعتاد المجتمع السينمائي متابعة مهرجان هنغاري باسم «أسبوع السينما المجرية»، وخصوصية هذا المهرجان، الذي كان يقام في الشهر الأول من كل سنة، إنه كان معنيا بعرض الإنتاجات المجرية وحدها، تلك التي يتم تحقيقها في غضون السنة السابقة له. بذلك كوّن المداومون على الحضور متابعة عن كثب للسينما المجرية عاما بعد عام. وأحد ألمع أفلامه في العام الماضي كان «قتل أساسي» الذي شاركت هنغاريا بتمويله لجانب بولندا وبريطانيا وعرض بعد ذلك في مهرجان برلين. هذا العام سوف لن يتم عقد المهرجان المذكور لضيق ذات اليد. هناك أنباء أخرى تقول إن المهرجان لم يُلغ بل أجّل، ولو أن التأجيل عادة ما يكون مقدّمة لإلغائه ولو للعام التالي.

بانوراما برلين نحو نصف أفلام قسم البانوراما في مهرجان برلين المقبل (العاشر من شهر فبراير/ شباط إلى العشرين منه) تم إعلانها منذ الآن ويلاحظ فيها غياب اشتراك عربي ما، ولو أن ما سيعلن في غضون الأيام القليلة المقبلة قد يأتي على ذكر فيلم أو اثنين كما كان الحال في الأعوام السابقة حين اشترك «عمارة يعقوبيان» و«أحلام الزبّالين» و«ابن بابل» في ذلك القسم الرسمي للمهرجان. ما هو معروف ومؤكد حتى الآن وجود أفلام لمخرجين من مقدونيا وبلجيكا وكوريا والبرازيل وإسرائيل وروسيا والولايات المتحدة. أحد هذه الأفلام بريطاني من جون مايكل مكدوناف وعنوانه «الحارس» ويدور حول شرطي أيرلندي يشترك مع الـ«إف بي آي» في الكشف عن عصابة لتجارة المخدّرات عبر المحيط.

الشرق الأوسط في

07/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)