حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تتحدث لـ'القدس العربي' عن انتاجها وبطولتها لفيلمها الجديد 'حفرة ارنب'

نيكول كدمان: تمثيل دور امرأة متزوجة هو رقصة عاطفية... والدور جعلني ابكي بشكل مفجع لستة اسابيع

هوليوود ـ من حسام عاصي

تمثيلها دور امرأة ملتاعة في فيلمها الجديد 'حفرة ارنب' دفع نيكول كدمان الى بكاء مفجع خلال الليل.

هي من أكبر اصحاب الاجور في صناعة السينما، مع ذلك فان نيكول كدمان قادرة على عكس الازدراء وانتقاص الذات. انطلقت نحو الشهرة اوائل التسعينات بعد تعاونها وزواجها من النجم الكبير توم كروز. لكن الشهرة أغمطت موهبتها الحقيقية، التمثيل، لما يقرب من العقد.

بعد طلاقها المؤلم (ورفيع المستوى) من توم كروز فحسب تمكنت كدمان من تحدي نقادها وقامت بتأسيس نفسها كممثلة عظيمة، حين اثارت الجمهور في فيلمها الموسيقي 'مولان روج'، والملحمة التاريخية 'جبل بارد،' وفازت باوسكار عن دورها في دراما 'الساعات'.

'افترض ان حياتي المهنية كانت طويلة مع الكثير من الانحسارات والاخطاء،' تقول متذكرة. 'آمل انه عبر كل ذلك، انني دافعت عن نساء معقدات وقصص وحاولت ان ادفع نفسي للأمام. لقد قمت بأخطاء ضخمة وفي اوقات اخرى انجزت نجاحات كبيرة. اتذكر شخصا قال لي بشكل مبكر جدا: اذا بقيت في شيء لمدة طويلة، فانه سيتحول الى دولاب دوار'.

وصلت اليوم الى فندق الفور سيزنز في بيفرلي هيلز للحديث عن فيلمها الجديد 'حفرة ارنب'، الذي قامت بانتاجه وبطولته. تخطو الى الغرفة وهي تبتسم بشكل بشوش وهي تشتعل طاقة وتألقا. على الرغم من مرور الزمن، فان الممثلة الاسترالية ذات الـ43 عاما استعادت شكلها الشاب ووجه الدمية الذي تميزت به، من دون اللجوء الى جراحة او ابر البوتوكس. رغم عرض افضل الادوار في هوليوود بانتظام على كدمان، وهي تطلب اعلى الاجور، فان عاطفتها الحقيقية هي في افلام الدراما المستقلة. لهذا السبب، بسبب الاحباط من عدم وجود سوق لصناعة اشياء من هذا القبيل تعرض عليها، فقد قررت قبل سنوات قليلة، وبمساعدة من شريكها بير ساري، بتأسيس شركة انتاج (بلوسوم فيلمز) 'اردت ان اساعد في صنع اشياء كان من الصعب صناعتها'، تقول بحماس.

تقرّ كدمان انها في ذلك الوقت لم تكن حتى تعلم ماذا يعني الانتاج حين شرعت بهذه المغامرة، لكنها على ما يبدو كانت تعلم كيف تختار قصة جيدة مؤثرة.

في احد الايام، خلال تناولها القهوة في ستاربكس في مدينة ناشفيل، حيث تقيم مع زوجها، كيث اوربان، وابنتها ذات الـ3 اعوام، سنداي روز، قرأت مراجعة الـ'نيويورك تايمز' للمسرحية الفائزة بجائزة بوليتزر 'حفرة ارنب' التي كتبها الكاتب المسرحي المعروف ديفيد ليندسي ـ ابير. المسرحية تستكشف حياة زوجين مفجوعين، بيكا وهاوي، يحاولان بعث واعادة بناء زواجهما بعد خسارة عظيمة لطفلهما الوحيد في حادث سيارة.

'أسرني موضوع العمل'، تقول كدمان بحماس.. 'اخبروني انها ليست ميلودرامية وانها مرحة، ورغم ذلك فانك تتوجع عاطفيا مع هذين الزوجين. قلت لنفسي رائع، هذا الشيء يجب ان يكون جيدا جدا'.
على التو قامت بارسال بير ساري الى نيويورك لمشاهدة المسرحية، بعد مشاهدتها، ساري ارسل رسالة هاتفية الى كدمان.. 'قرأت ما كتبته وأثارني جدا،' تقول متعجبة 'لنتصل بديفيد، الكاتب، ولنر ان كان بامكاننا الحصول على حق تحويلها الى فيلم، ولحسن الحظ ان حق انتاج المسرحية لفيلم كان لم يبع لأنها لا تباع عادة'.

متحمسة لصنع هذا الفيلم، دعت كدمان ليندسي ـ ابير لكتابة السيناريو واعطته تفويضا فنيا كاملا، ثم قامت بشكل مفاجئ بتكليف مخرج مثير للجدل، جون كاميرون ميتشل، المعروف بأفلامه الصريحة جنسيا مثل 'هيدويغ' و'شورتبس'، مدفوعة باعتقادها بضرورة اعطاء الناس فرصا، كدمان فخورة باختياراتها.

'الموهبة موهبة،' تقول مشددة 'انه موهوب بشكل استثنائي، لهذا السبب فان اعطاءه هذه الفرصة لاظهار موهبته بالطريقة نفسها التي اعطي غس فان سانت اخراج فيلم 'غود ويل هنتنغ'، فانه قام بعده باخراج 'كاو غيرلز' و'ذي بلوز' والافلام من هذا النوع، وهكذا فقد فكرت بالأمر بالطريقة نفسها. انني عندما اتحدث مع جون على الهاتف، علمت ان قلبه كبير جدا وان هذا ما نحتاجه للفيلم، لأنه بدون هذا فان الفيلم يمكن ان يكون باردا، ولم ارد له ان يكون باردا'. بالتأكيد، فكاميرون ميتشل احس برابطة خاصة مع هذا المشروع لأنه هو نفسه عانى من فقدانه لاخيه عندما كان طفلا.

في 'حفرة ارنب' بيكا (نيكول كدمان) وهاوي (ارون ايكهارت) يتعاطيان مع الحزن بطريقتين مختلفتين. بيكا، المسيطرة على نفسها بهدوء وبخصوصية، تريد ان تضع الماضي وراءها وكل العلاقات التي تتضمنه، ورغم ذلك فانها تبحث عن المراهق الذي تسبب عن غير قصد بالحادث. اثناء ذلك، يتعلق زوجها هاوي بالذكريات والصداقات، ويحاول ان يجد عزاء في زواجهما.

الصعوبات ليست غريبة عن كدمان بعمر 17، اوقفت بشكل مؤقت تعليمها لمساعدة عائلتها حين تم تشخيص السرطان لدى والدتها. استعادت تدريبها على التمثيل بعد شفاء والدتها، رغم ان كدمان لم تعان من فقدان، فانها تفهم مشاعر بيكا تماما: الاحساس بأنها بعيدة، معزولة، وحيدة وبعيدة جدا عن السعادة.

'استطيع تماما ان احس بحالة كبت العواطف عند الشخصية، لأنها تحاول ان تظهر للعالم على الاقل انها بحال حسنة، مما اجده مؤثرا جدا، لأنني اعلم ما هو تحت ذلك. كان يجب ان اثق بجون في هذه المسألة. كان يقول لي 'افهميها، لكنني اريدك ان تشعري ما كان في الداخل ويرشح، يهتز، محاولا بيأس ان يخرج، لأنه اذا لم تحسي بذلك فسيبدو الأمر باردا، عدوانيا في بعض الاحيان'.

انغماسها في شخصية بيكا ادى لضغوط عاطفية على كدمان، فخلال فترة الاسابيع الستة للتصوير، كانت تفيق من نومها في الليل اربع مرات على الأقل، مهزوزة حتى العظم وتبكي بشكل مفجع. 'حصل هذا في حياتي لكنه لم يحصل بهذا التتابع من قبل. كان ذلك مزعجا وتعبيرا عن العقل الباطن بشكل ما بطريقة لم اكن واعية لها، لكن بالتأكيد اشعر بان هذا ما يتطلبه التمثيل من الممثل من تكريم العواطف والموضوع والقصة'، تقول كدمان. 'اشعر بانني قادرة على الدخول والخروج من الشخصية، وعندما انظر للوراء الاحظ نوعا من التشوش، لكن افكر ان هناك قطعا معينة احتاجت ان تعطي شيئا من داخلك لفترة من الوقت. في هذا الفيلم، بسبب ما يتحدث عنه وبسبب اين انا في حياتي الآن، كنت قادرة على الوصول الى العواطف بسرعة كبيرة، لكن حين ذلك لم استطع ان اخرجه من داخلي بسهولة'. مفتاح اداء كدمان، الذي حصلت بسببه على ترشيح 'الغولدن غلوب'، هو ايضا العلاقة التي بنتها مع ارون ايكهارت في دور زوجها، الذي هو نقيض بيكا تماما في طريقته للشفاء من احساسه بالفقدان. الممثلان، اللذان لم يعرفان بعضهما قبل هذا الانتاج، اشتركا في المنزل نفسه مدة التصوير، مشكلين رابطة وثيقة وعلاقة حميمة.

'هذا ما تحتاجه حين تحاول ان تبني 10 سنوات زواج على الشاشة، التي تتهاوى وعليك ان تقوم بذلك بسرعة'، تقول مؤكدة 'انا اقوم بمديح آرون لأننا كنا ثنائيا في الفيلم. حين تجسد دور زوجين متزوجين على الشاشة، فأنتما تقومان بذلك معا. اذا نجح في ذلك، انجح انا والعكس صحيح. انها رقصة عاطفية تحتاج كما كبيرا من الثقة والتفهم'.

على عكس التمثيل، حيث تقوم كدمان بانتظار التعليمات من الآخرين لعمل اشياء، فان الانتاج اعطاها ثقة وعلمها الانضباط.. 'شيء عظيم ان تكون جزءا من عملية صنع القرار'، تقول بحماس.. 'تتعلم ان هناك طريقة لصناعة فيلم.. لن تحصل على كل ما تريد في الرؤية التي تراها، لكنك ستقوم بالحلول الوسط المناسبة لذلك، وهذا شيء عظيم'.

لكن كدمان لا تسمح لضوابط الميزانية بالتأثير على نوعية فيلمها، فحين اخبرها شريكها انهم لن يكونوا قادرين على دفع تكاليف اغنية، فقد قامت بدفع ذلك من مالها الخاص.

'انا احاول فقط ان احمي النوعية وصانعي الفيلم وان اعطي اشكالا معينة من الافلام الفرصة لأن يتم صنعها. هذه امنيتي لشركتي'، تقول. شركتها انتجت مؤخرا فيلما كوميديا رومانسيا بعنوان 'مونتي كارلو'، والذي سيظهر في الصيف، والسنة القادمة ستنتج فيلما عنوانه 'نحلة صغيرة'. 

'حفرة ارنب': لكل طريقته في الخروج من الفجيعة

يحكي حكاية ابوين يحاولان الخروج من حزن فقدان طفلهما

المخرج: جون كاميرون ميتشل

الكاتب: ديفيد ليندسي ـ ابير

الممثلون: نيكول كدمان ـ ارون ايكهارت ـ ديان وايست ـ ساندرا اوه ـ مايلز تيلر

عماذا يتحدث:

هاوي (ارون ايكهارت) وبيكا (نيكول كدمان)، اللذان يعيشان حياة مثالية في حي ثري، ولكنهما يتعرضان فجأة لفقدان مأساوي لابنهما ذي الأربعة اعوام.

8 شهور على ذلك، هما ضائعان في واد من الفجيعة غير القابلة للعزاء، وزواجهما على شفا الانهيار. يتطرفان في طريقتيهما بالتعاطي مع حزنهما. ففيما تتألم بيكا بالطريقة الاعتيادية من خلال اخفاء كل ما يذكرها بابنها وبمحاولة بيع البيت، هاوي يجد عزاء بمشاهدة لقطات الفيديو التي صورها لابنه على هاتفه الجوال. في تفتيشهما عن طريقة للشفاء واعادة بناء زواجهما، يقومان بالانضمام لجماعة تتعالج بالاستماع لمشاكل بعضها البعض. غير ان بيكا التي لا تتأثر تغادر المجموعة. هاوي، من جهة أخرى، يستمر بالحضور، لكنه يقضي وقتا اطول بتدخين الماريجوانا مع امرأة اخرى (ساندرا اوه). خلال ذلك الوقت، تقوم بيكا بالتفتيش عن مراهق (مايلز تيلر)، كان مسؤولا بشكل غير مقصود عن الحادث الذي قتل ابنها، وتتشارك ألمها معه.

ماذا يشبه؟

شاهدنا العديد من الافلام التي تتعاطى مع قصص ابوين يتألمان على فقدان ابن لهما، لكنني اتجرأ على القول ان 'حفرة ارنب' فيلم مختلف باقتباسه من مسرحيته الفائزة بجائزة بوليتزر، ديفيد ليندساي ـ ابير، 'حفرة ارنب' يروى بطريقة واقعية تماما دون الميلودراما، التي تحتل اغلب افلام هوليوود التي اعتدنا عليها.

تقريبا ليس هناك قصة او استنتاج واضح في هذا الفيلم؛ نحن عمليا نشاهد توابع المصيبة لما حصل، وتداعياتها على الشخصيات. الشخصيتان، نزاعهما المؤلم، بؤسهما الذي لا يمكن علاجه، ونضالهما للشفاء، هو في الحقيقة ما يحول 'حفرة ارنب' الى فيلم مؤثر عاطفيا ومحرض للتفكير.

الطريقة التي يحاول فيها هاوي يائسا استعادة حياته وحميميتها مع بيكا، التي توقفت فجأة قبل ثمانية شهور، تخلب اللب. وعندما يفشل، فانه يعزي نفسه بمشاهدة افلام ابنه على هاتفه.

اداء بيكا ايضا يكسر القلب، في فشلها بالانفتاح لتتواصل مع زوجها، اختها وامها. تبدو مقفلا عليها في سجن من الحزن والفجيعة، وليس هناك طريق للخروج.

يشتعل الجدل بين الزوج والزوجة بشكل لا يمكن تجنبه، وحين يبدو ان الضرر الذي تعرض له زواجهما لا يمكن اصلاحه، يعودان الى رشدهما ويلاحظان انهما قد تسمما بالألم نفسه، وانهما يحتاجان بعضهما البعض لكي يجدا الترياق ويشفيا.

نيكول كدمان، مهيبة ورصينة، وتذوب في دور بيكا، محافظة بشكل حاذق على التوازن بين دعابتها الحادة وقلبها الممزق. خلال التصوير، اشتركت بالبيت نفسه مع ارون ايكهارت، الذي بتكشيرته الكبيرة المرحة، يخلق شخصية زوج رائع ومبهج، رغم انه لم يتزوج قبلا وليس لديه اطفال. انه امر مبهج حقا مشاهدتهما يؤديان دوريهما ويتفاعلان فيهما.

كون الفيلم مقتبسا عن مسرحية، فليس مفاجئا ان اغلب الاحداث تجري داخل البيت، مما يعطي الفيلم احساسا خانقا. في هذه المرة مع ذلك، هذا الاحساس الخانق يساعد احساسنا بوقوع الشخصيتين في فخ ويساهم في تعاطفنا معهما لايجاد طريق لتحريرهما.

هذا فيلم يلمس داخل المشاهد، بجوه المكبوت والميلانخولي وبأسلوبه الواقعي. انه يِسأل اسئلة صعبة عن الطرق التي يلجأ اليها اشخاص مختلفون للتعامل مع المأساة. لا يقدم، مع ذلك، اجوبة محددة، لكنه يجعلنا نفكر في جواب خاص بنا.

القدس العربي في

06/01/2011

 

عمر الشريف لبطولة 'اشاعة واحدة لا تكفي'

مأخوذ عن فيلم قديم مثّل فيه لكن التفاصيل تختلف:

بيروت- 'القدس العربي':  

أعلن المنتج السينمائي محمد ياسين أنه وقع بصفته رئيس 'أرابيكا موفيز' عقدا مع النجم العالمي عمر الشريف، لتجسيد بطولة فيلم 'إشاعة واحده لا تكفي'، المستوحى بقصته من فيلم 'إشاعة حب'، وهو الفيلم الذي قام ببطولته منذ عدة عقود عمر الشريف، مع الراحلين يوسف وهبي وسعاد حسني والنجمة الكبيره هند رستم. وقد استعاد الكاتب السينمائي والسيناريست الشهير يوسف معاطي القصة بأسلوب حديث وجديد، وأضاف اليه الكثير من الأحداث الشيّقة واللمسات الباسمة. وسيقوم المخرج اللبناني سعيد الماروق بتصويره، بعدما أنهى تصوير فيلمه الأول في القاهرة '365 يوم سعادة'. وسيبدأ تصوير المشاهد الأولى من الفيلم مع بداية شهر آذار/مارس القادم .

عمر الشريف سيقوم بالدور الذي لعبه في الفيلم القديم الراحل يوسف وهبي، بينما يلعب أحمد عزّ الدور الذي لعبه عمر الشريف في الفيلم القديم، وتؤدي الفنانه دنيا سمير غانم الدور الذي لعبته الراحله سعاد حسني... وسيسند دور الراحل عبد المنعم ابراهيم الى الفنان الشاب شادي خلف. ومن المنتظر أن يكون الفيلم الجديد مختلفا بأغلب تفاصيله عن الفيلم القديم الشهير.

المنتج محمد ياسين أعرب عن سعادته بالتوقيع مع فنان عالمي بحجم عمر الشريف، واعتبر أن قبوله بالتوقيع على تصوير هذا الفيلم هو مدعاة فخر لنا لأنها ثقة كبيرة بالشركة المنتجة والمخرج والكاتب. فقد سبق لعمر الشريف أن تلقّى الكثير من العروض السينمائية لعدد كبير من الأفلام، لكنه اختار 'أرابيكا' لأنه يعتبرها مؤهّلة لإنتاج فيلمه الجديد. ونحن أيضا نعتبرها ثقة كبيرة من ممثل عالمي صاحب خبرة في تقييم الأعمال الفنية قبل أن يقدم عليها. وأضاف المنتج ياسين، لقد أوكلت هذه المهمّة الحسّاسة والدقيقة لمخرج أثق به جدا، وأعتبره اكتشافي السينمائي الجديد، بعدما حقق في الفيديو كليب موقعه، وهو المخرج سعيد الماروق، الذي أخرج لأرابيكا موفيز فيلم '365 يوم سعادة'، ومن المشاهد الأولى، لاحظت أنه يستحق مثل هذه المهمّة الجديدة ومع فنان كبير. والنجم العالمي عمر الشريف، أعرب عن إعجابه بأعمال سعيد الماروق، وهو وقع معنا وكله ثقة أنه بين أيدٍ أمينة من ناحية النص والإخراج وطبعا الإنتاج ...

الفنان عمر الشريف قال بعد التوقيع على العقد: هو الفيلم الوحيد الذي وقعت على تصويره من بين عشرات العروض المغرية ماديا ومعنويا، لكني أعرف أن المنتج محمد ياسين يقدّم دائما أعمالا تستحق التقدير، وبالمناسبة أتوجّه لصديقي محمد ياسين بالتهنئة على فوز فيلم 'الشوق' الذي أنتجه بجائزة الهرم الذهبي في مهرجان القاهرة السينمائي، وقد لاحظت كوني رئيسا فخريا للمهرجان مدى إعجاب اللجنة التحكيمية بالفيلم، وسعدت عندما علمت أنه تم اختياره. أما يوسف معاطي فهو كاتب معروف وله تاريخ كبير من النجاحات السينمائية والتلفزيونية. وسعيد الماروق، مخرج شاب، وعمل في السينما الأمريكية ونال ثقة المخرجين الأمريكيين، هذا لا يعني أنه سيخرج الفيلم على الطريقة الأمريكية، لكنه مخرج يستحق الثقة، وأنا مرتاح للعمل مع هذا الفريق الجميل .

المخرج سعيد الماروق قال: أشكر المنتج محمد ياسين على ثقته الغالية، وأعتقد اني سعيد فعلا بهذه الثقة التي جعلتني أنتقل الى المرحلة الأهمّ في حياتي مخرجا، وهي مرحلة السينما. والعمل مع منتج مثل محمد ياسين متعة وسعادة كبيرة لي. فهو منحني حرّية مطلقة، وترك لي حرّية التصرف، وهو لا يهمّه سوى العمل الراقي والناجح. واليوم يسند لي مثل هذه المهمه الرائعة، أن أصور مع ممثل عالمي مثل عمر الشريف، فهذه ثقة كبيرة، وأعتبره نجاحي الكبير. وانتظرونا بعمل سينمائي يستحقه النجم العالمي عمر الشريف وكل فريق الممثلين الذين سيعملون معنا في هذا الفيلم.

عن قيمة الإنتاج والميزانية المرصودة للعمل يقول الماروق: محمد ياسين منتج سخي، ونحن نستأهل منه، وهو قال أريد عملا بقيمة عمر الشريف، وقد سمعت أن عمر الشريف أخبره أنه سيقوم ببطولة فيلمين فقط أحدهما هذا الفيلم، وثانيهما فيلم 'الملك لير' في انكلترا... وأتمنى أن أقدّم فيلما بمستوى الآمال المنتظرة.

الكاتب والسيناريست يوسف معاطي قال: ستكون قصة مستوحاة بشكلها العام من فيلم 'إشاعة حب'، لكن الأحداث لن تكون مطابقة مئة بالمئة. والأدوار المكتوبة ستكون فيها كاراكتيرات مميزة، عموما لا أحب الحديث عن النص، وأترك للمشاهد أن يستمتع ويتفاجأ بالأحداث والشخصيات.

يذكر أن فيلم '365 يوم سعادة ' الذي أنتجته شركة 'أرابيكا موفيز ـ محمد ياسين' أصبح شبه جاهز للعرض، وستتم برمجة موعد عرضه قريبا في صالات السينما المصرية والعربية.

القدس العربي في

06/01/2011

 

«بون سواريه» فيلم ينقصه فيلم

كتب مها متبولى 

ثلاثة مهرجانات سينمائية تابعت كلها أكثر من مائتي فيلم تطرح عشرات القضايا والمشكلات التي تمس مصير البشرية في صراع نبيل من أجل الحق والحب والبقاء، كلها تبخرت وأنا أشاهد فيلم.. «بون سواريه»، الذي اصابني بصدمة الارتطام بعمود كهرباء، فهو كابوس فني يكشف أسباب تردي مستوي العروض السينمائية واصابة الصناعة بكل الأمراض!

فكرة الفيلم

الفيلم يقدم توليفة غنية بمشاهد الرقص والإضحاك، وتدور فكرته حول صراع ثلاث فتيات علي ميراث والدهن، إذ اكتشفن فجأة أن والدهن رجل الأعمال الذي توفي لم يترك لهن إلا المشاكل فقد كان في الظاهر شخصًا محترمًا وفي الباطن مجرد «مرابي» يقترض الأموال من البنوك ثم يمنحها للناس بفائدة أعلي وقد صنع ثروته كلها من هذا المال الحرام ..أولاً لأنه سرق أموال البنوك ولم يسددها وثانيًا لأنه يتاجر باحتياج الناس للمال ويفرض عليهم الفائدة عشرات الأضعاف، وتصطدم الفتيات الثلاث بأزمة كبيرة تجعلهن يقفن عند مفترق الطرق وتصبح ردود أفعالهن اتجاه هذه الثروة متناقضة وخاصة بعد أن تحجز البنوك علي مصنع والدهن ولا يتبقي لهن إلا كباريه يحمل اسم «بون سواريه».

الكاتب محمود أبو زيد قدم من قبل، أفلام «العار» و«الذل» و«جري الوحوش» و«الكيف» فكلها تتمحور حول صراع البشر علي المال إلا أنه استبدل ابطال «العار» الثلاثة بفتيات ثلاث ليرصد تفاعلات النفس الإنسانية مع النزوع نحو الزيف والباطل والشر، وكيف يمزق الطمع أصحابه قبل أن يصطدم بالحقيقة التي تؤكد أن المال في النهاية لم يكن إلا وهمًا أو بحرًا من سراب.

وإذا كان محمود أبو زيد يتعمد التركيز علي هذه الفكرة في كل أفلامه فإنه في «بون سواريه» يعتمد علي «قلب الشراب» لأنه لم يطور فكرة الفيلم بل تجد أن فكرة وجود الخواجة في المجتمع المصري هي من الرواسب القديمة لأفلام الخمسينيات من القرن الماضي، كما أن هناك فجوة كبيرة بين قصة الفيلم وأدوات تنفيذه علي الشاشة لأن هدف محمود أبو زيد يتمثل في رصد تناقضات النفس الإنسانية إلا أن الفيلم يبدأ من هذا الاتجاه ولا يسير فيه بل يخرج عن القضبان، وتكتشف أن القصة ما هي إلا إطار يربط مجموعة من الأغاني والاستعراضات ويقدمها بشكل فظ يكاد يشوش علي الفكرة الأساسية للفيلم. وبحاسة الناقد يمكن أن تكتشف أيضًا أن هناك خللاً ما لأن شخصية السبكي تطل من خلف الأحداث حيث يكرر القوالب المصنوعة التي سبق أن قدمها من استعراضات هزيلة وأغان سوقية واسكتشات كوميدية لا يتخلي عنها في أي من أفلامه بالإضافة إلي اللعب علي وتر الإغراء و«الإيحاءات الأبيحة»، وليس هذا فقط بل أيضًا افتعال الأحداث والتفافها بلا أي منطق فنحن نجاهد عقولنا لنتوصل إلي النسق الدرامي الذي يجمع مالا يجتمع من المشاهد والمشهيات التي حشرت في سياق الفيلم دون أن يقوم المخرج بتوظيفها فمن موقف إلي آخر يتابع المشاهد فيلما أشبه بسهرة منوعات.

ونتيجة هذا الخلل الفني يصبح من الصعب أن يمسك المشاهد بالرسالة التي يتبناها الفيلم فهو يهاجم مدرسة اللغة العربية الداعية إلي الصون والعفاف ويسخر من عقلها وطريقتها في الكلام وفي نفس الوقت لا يرضي عن الأخت الكبري هدي التي فشلت في الدراسة واتجهت للعمل في الكباريه، وفي الوقت الذي يبدأ خلاله الفيلم بجزء تمهيدي يتحول نطاق الأحداث إلي فيلم آخر وكأننا أمام فيلمين تم التلفيق بينهما بلا أي اتساق.

إن شخصية «الراقصة» التي تؤديها مروة يمكن أن تحذف من الفيلم دون أن يتأثر سياق الأحداث، فقد تم الزج بهذه الشخصية دون أن يكون لها أي رابط أو داع إلا مجرد تزويد الفيلم بعدد من المشاهد المثيرة التي تجذب اهتمام وفضول الشباب.

الأداء التمثيلي

تخلت غادة عبدالرازق عن الأدوار ذات الثقل الفني وبدأت تقدم نفسها للجمهور بطريقة أخري تهتم خلالها بمظهرها الخارجي أكثر ما تهتم بالأداء فالهدف هو اللعب علي الإثارة والإغراء وقد جسدت غادة شخصية المرأة المطلقة التي لا تهتم إلا برغباتها الارستقراطية وحبها لنفسها وجمالها الأنثوي الأخاذ بل التشدق بالكلمات الأجنبية بطريقة كوميدية.

وتقابلها في بناء الفيلم شخصية الأخت الصغري «إيمان» والتي تجسد دورها مي كساب وهي تؤدي شخصية مدرسة اللغة العربية التي لا تكف عن تقمص روح الشعر القديم والتمسك بالمبادئ والقيم والأخلاق ومن بين هذين الاتجاهين المتعارضين تقف الأخت الوسطي المحامية التي تجسد شخصيتها ملكة جمال الشواطئ «نهلة زكي»، فهي تساند شقيقتها الصغري حينًا وشقيقتها الكبري أحيانًا، وذلك رغم أنها أقلهن علي مستوي الأداء التمثيلي حيث تتعامل مع المواقف والأحداث بوجه خال من أي انفعال، إلا أن المشهد الرئيسي للفيلم هو عندما ناقشا فكرة الحرام والحلال حيث تتهم مي كساب شقيقتها في الفيلم بأنها غير راضية عن رجوعها مع أختها كل يوم في «وش الصبح»، وأن الناس بدأت تتحدث عن هذا الانفلات فترد عليها غادة عبدالرازق بأنه «لولا الكباريه لأصبحنا مرميين في الشارع».

في هذا المشهد تصر كل واحدة علي موقفها اعتقادًا منها بأنها علي حق وتظهر عليهما تعبيرات الانفعال، ويكاد يكون هذا المشهد هو الذي يتضمن التمثيل بحق وما عداه مجموعة من الافيهات والحركات الأقرب إلي الاستعراض المسرحي، وليس في الفيلم اهتمام بقدرات الممثل وطاقاته الفنية، بل بطريقته في استكمال اسكتشات التسلية والترفيه والإضحاك.

الأغاني

يقدم الفيلم أغنياته من باب الرحمة بالمشاهدين ولينقذهم من مشاهد «الهلوسة» التي تنزل فجأة بمستوي الحوار إلي حد الإسفاف والردح المتبادل والذي يستعين بأقبح الألفاظ وهنا يفلت الفيلم من هويته السينمائية ويرتمي في أحضان الحضور المسرحي حيث تتراجع الرؤية البصرية وتحل محلها العديد من الحوارات التي لا هم لها إلا لفت أنظار المتفرج وانتزاع ضحكاته ولو أغمضت عينيك وأنت تشاهد الفيلم لما تأثرت كثيراً، فلا ديكورات ولا تنويعات جمالية تضيف عمقاً للأحداث أو حتي ترتفع بها إلي حدود الرمز والإيماء بل عدد من الأغاني التي ليس لها علاقة بالفيلم تم تجميعها من الأفلام القديمة والسطو علي كلماتها وربما ألحانها أيضا والاستعانة بأغنية شعبية لتكمل هذا الإطار وبغض النظر عن أغنية «سلامتك يا دماغي» نواجه عاصفة أخري من الأغاني التي تفقد الطعم واللون والرائحة والتي تصر مروي علي أدائها وهي أغان عامرة بالابتذال والاسفاف كما أنك تفاجأ داخل سياق الفيلم بإعادة أغنية الفنانة ماجدة «حطة يا بطة» مع تغيير كلماتها بصورة مستفزة وكذلك اقتباس اللحن الخاص بأغنية مها صبري «دقوا المزازيك» وتحويلها إلي أغنية جديدة بعنوان «الهانس في الدنص» وهذا ليس فناً وإنما قتل لأي مساحة إبداع.

إخراج مسلوق.. وسطحية واستخفاف بعقل المشاهد

تغيب شخصية المخرج أحمد عواض في الفيلم فلا يقدم لنا رؤية بصرية تتفهم روح القضية المطروحة بل يكتفي بتنفيذ رؤية السبكي الذي يشارك أيضا في توجيه دفة الإخراج واستغلال كل مواهب الفنانات ما عدا التمثيل والأداء ويعاني الفيلم مشكلة في المونتاج لأن الاستعراضات ومشاهد التسلية والترفيه تقطع سير الأحداث بشكل مفاجئ وأحيانا نجد مشهدين متعارضين في المضمون ففي الوقت الذي تؤكد خلاله مي كساب لطلابها أن الغني بنفسه وليس بماله يأتي والدها في المشهد الذي يليه ليؤكد للخواجة أن هذا عندهم في اليونان ونكتشف أنه يتحدث في موضوع آخر وهو الحفاظ علي البنات من غدر الرجال ولا نريد أن نحمل الفيلم أكثر مما يحتمل لأنه يحتوي علي العديد من أخطاء الإخراج.

إفساد الذوق العام

فيلم «بون سواريه» نموذج لوقوع الفن السينمائي المصري تحت طائلة العبث والاتجار فهو لا يتعرض لمشكلة إنسانية يثري بها الواقع السينمائي علي مستوي الفن والأداء بل يقترب بشكل كبير نحو أفلام المقاولات التي يكون الهدف منها هو تزويد المحطات الفضائية بالأعمال وإذا كان السبكية لهم باع طويل في هذه النوعية من الأفلام التي بدأوها منذ الثمانينيات، فإنهم يواصلون المسيرة تبعاً لمقتضيات الوقت الراهن غير أن الفيلم يمكن أن توجه إليه تهمة إفساد الذوق العام لأنه يخرب كل شيء جميل ويسخر من القيم ويشوه الأفكار.

ولا يتوقف التشويه عند هذا الحد بل يمتد إلي ازدراء العقائد والمقدسات ففي داخل الكازينو يطلق عادل الفار نكتة خشنة عن نطق الشهادة التي لم تعد تعني التوحيد بل يفاجئنا بأنها «دبلوم صنايع» كما أن الأخت التي تحاول أن تنقذ اختيها الإخريين من الوقوع في مستنقع الكباريهات يصنفها الفيلم بأنها «يوسف وهبي» وكأن عميد المسرح العربي قد صار عنواناً للاستهزاء ويتم وصف الفتاتين داخل الفيلم بأنهما «اليتيمتان الداخلتان إلي النار» والفيلم كله عبارات مساطيل لا تقدر قيمة ولا تراعي أي هامش من الإنسانية فكيف تسمح الرقابة لهذا العمل أن يخرج بهذه الصورة التي تدوس بأقدامها علي مأساة اليتم والفن والقيم والأخلاق وهل نترك للسبكي مهمة تشكيل وعي الأطفال الصغار وفق قاموس الكباريهات!

لابد من وضع سقف فني لمستوي الأفلام لا تقبل الرقابة علي المصنفات الفنية بأي فيلم دون مستواه لأن إطلاق العنان للنزعات التجارية لا يفيد الصناعة بأي حال من الأحوال ففي السنوات العشر الأخيرة بدأت السينما المصرية في الانهيار من خلال أفلام الدم والعنف والقتال وها هنا نصل إلي محطة أفلام «الهلوسة» فمن يوقف هذا التدهور والانحدار؟

روز اليوسف اليومية في

06/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)