حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

اعتقال بناهى ورسلوف فى إيران العصور الوسطى الظلامية الجديدة

بقلم   سمير فريد

أصدرت محكمة الثورة فى إيران، الأسبوع الماضى، حكماً بالسجن لمدة ٦ سنوات على المخرجين السينمائيين جعفر بناهى ومحمد رسلوف، ومنعهما من العمل فى السينما لمدة ٢٠ سنة، وجاء فى حيثيات الحكم أنه صدر «لتوافر نية ارتكاب جرائم ضد الأمن القومى فى البلاد والدعاية ضد الجمهورية الإسلامية».

والحقيقة أن الحديث عن محكمة وحكم وحيثيات فى غير موضعه، لأن هذا اعتقال يستند إلى قوة السلاح، ولا علاقة له بأى قوانين من أى نوع، وقد تابعنا، فى هذا العمود، قضية بناهى منذ اعتقاله ثم الإفراج عنه بكفالة ومنعه من السفر فى مقالات عديدة «راجع أرشيف الجريدة الإلكترونى»، وذكرنا أنه يحاكم على «نيته» رغم أن الله وحده هو عالم النوايا، ولكننا لم نتصور أن يصل الأمر إلى حد أن تذكر «النية» فيما يسمى الحيثيات.

وعندما أُفرج عن بناهى بكفالة ٢٠٠ ألف دولار سألت أحد الخبراء عن دلالات هذا المبلغ الكبير، فقال إنه يعنى أن الحكم سوف يكون شديداً، وأنه وسيلة لمعرفة كيف سيتم جمع هذا المبلغ، ومَنْ الذين سيساهمون فى دفعه حتى يتم رصدهم بدورهم، كما يحدث فى ظل النظم البوليسية القمعية، ولكننا لم نتصور أيضاً أن يأتى الحكم شديداً إلى هذه الدرجة «المنع من العمل ٢٦ سنة منها ٦ سنوات فى السجن»، لمجرد توفر النية، فما بالك إذا كان العمل الذى نواه قد تم؟!

وهذا التشدد ليس فقط رسالة إلى المعارضين للنظام، وإنما رسالة إلى كل الذين طالبوا بالإفراج عن بناهى ورفاقه فى مختلف دول العالم، بل وربما بسبب هذه المطالبات، التى اشترك فيها عدد كبير من الشخصيات الدولية المرموقة، حتى يدركوا أن مواقفهم تؤدى إلى نقيض ما يطالبون به، ويلزمون الصمت، ولكن سيظل فى العالم من يدافعون عن الحرية مهما فعل الطغاة.

إنهم يتصورون أن نظامهم الذى جعل إيران فى عصور وسطى ظلامية جديدة سوف يستمر ٢٦ سنة أخرى، وقد كان هتلر يسمى نظامه «رايخ الألف عام»، وإنما يؤذن الحكم على «بناهى» باقتراب النهاية بعد تزوير الانتخابات، ومنع تدريس العلوم الحديثة فى الجامعات وغيرها من مظاهر التخلف والانحطاط، وعلى كل نقابات وجمعيات السينما فى مصر الدفاع عن بناهى ورفاقه حتى لا تدخل مصر ذلك النفق المظلم، وهو من أهداف النظام الإيرانى وأنصاره.

المصري اليوم في

29/12/2010

 

ولماذا لا تكون أعمال البلد المضيف خارج المسابقات فى مصر وكل العالم؟

بقلم   سمير فريد

فازت الأعمال الفنية المصرية بأهم وأغلب الجوائز فى مهرجان القاهرة الدولى للسينما، وفى مهرجان القاهرة العربى للتليفزيون، وفى بينالى القاهرة الدولى للفنون التشكيلية، وذلك خلال هذا الشهر، وكان الاستثناء الوحيد فوز الكاتب الروائى الليبى، إبراهيم الكونى، بجائزة ملتقى الرواية العربية، وهو من أعظم كتاب الرواية فى العالم.

وبغض النظر عن مدى استحقاق من يفوزون من مبدعى البلد، الذى يستضيف أى مسابقة فى أى من مجالات الفنون والآداب، فى مصر، أو فى أى بلد من بلاد العالم، فإن فوز عمل من البلد المضيف للمهرجان، دائماً ما يثير التساؤل حول مدى مجاملة أعضاء لجان التحكيم لهذا البلد، مما يقلل من قيمة الجوائز، فضلاً عن أن الجوائز ليست المقياس الوحيد للتقدير كما أصبح شائعاً بين الناس.

كل الأعمال الفنية فى مسابقة كبرى هى المسابقة مع الزمن، فمرور الزمن هو الذى يحدد الأعمال التى تبقى ويظل تأثيرها قائماً، والأعمال التى تنسى، أو يكون تأثيرها محدوداً: لم يفز شكسبير بجائزة نوبل ولا سوفوكل، ولم يفز مايكل أنجلو بجائزة بينالى فينسيا للفنون التشكيلية، ولا باخ بجائزة بينالى الموسيقى، لم تكن فى عصورهم جوائز، ولكن بقيت أعمالهم.

من ناحية ثانية، فقد ثبت أن جوائز المسابقات الدولية تصبح أكثر مصداقية عندما لا تفوز بها الأعمال التى تنتمى إلى البلدان المضيفة لهذه المسابقات، ومن الأدلة الواضحة على ذلك جائزة السعفة الذهبية فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى، الذى يقام فى فرنسا، والتى تعادل نوبل فى الأدب، فلم تفز بها الأفلام الفرنسية عبر أكثر من ستة عقود من تاريخ المهرجان غير مرات قليلة لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة، وربما يقول البعض إن الأوسكار فى السينما هو ما يعادل نوبل فى الأدب، ولكن هذا غير صحيح، لأن المسابقة المعروفة باسم «الأوسكار» ليست دولية، وإنما تتضمن جائزة دولية واحدة.

ومن ناحية ثالثة، فإن فوز فيلم فرنسى فى مهرجان «فينسيا» مثلاً، أو فوز فيلم مصرى فى مهرجان «قرطاج» فى تونس، يكون فوزاً دولياً بحق، وبعيداً تماماً عن شبهة المجاملة.. فلماذا لا تعرض أعمال البلد المضيف خارج المسابقات فى كل بلاد العالم، ولماذا لا تكون البداية فى مصر.

المصري اليوم في

27/12/2010

  

ما بين مصر والجزائر أكبر وأعمق وآن لهذه المهزلة أن تنتهى

بقلم   سمير فريد

تحت عنوان «مهرجان الإعلام العربى ينطلق اليوم دون ضيف شرف، بعد اعتذار الكويت والجزائر»، نشرت «المصرى اليوم» عدد الثلاثاء الماضى اعتذار الدولتين، وجاء فى التقرير الذى كتبه الزميل حمدى دبش أن مصدراً مسؤولاً طلب عدم ذكر اسمه قال إن الجزائر رفضت بعد اعتذار الكويت، بل رفضت الاشتراك فى المهرجان، مبررة ذلك بأنها لن تشارك فى المهرجانات الفنية التى تقام فى مصر، لأن الفنانين المصريين أهانوا شعب الجزائر فى الأزمة التى اندلعت بين مصر والجزائر، بسبب مباريات كرة القدم!

لا أدرى لماذا طلب المصدر «المسؤول» عدم ذكر اسمه، ومن هو الذى تحدث باسم الجزائر وقال هذا للمصدر المسؤول، وهل عبر عن ذلك الموقف المنسوب إلى «الجزائر» شفهياً، أم فى رسالة تحريرية؟ وقد تصورت من قراءة عنوان التقرير للوهلة الأولى أن الجزائر اعتذرت عن عدم قبول ضيف الشرف، لأن هذا العرض تم بعد اعتذار الكويت، وكان ذلك منطقياً، والأصول المهنية أن تدور المباحثات حول هذا الأمر، ولا يعلن إلا ضيف الشرف الذى يوافق، ولكن الجزائر رفضت الاشتراك فى المهرجان أصلاً، ومرة أخرى لا أدرى كيف يعرض على الجزائر أن تكون ضيف الشرف وهى لا تشارك، ولكن الأهم هو السبب الذى قيل، وهو أن الفنانين المصريين أهانوا شعب الجزائر فى أزمة مباريات كرة القدم!

لقد انساق بعض الفنانين وراء القطيع الذى أشعل الأزمة، ووصلت بها الفضائيات الصفراء إلى الذروة، وكأن فريق كرة القدم أصبح مثل الجيش الذى يدافع عن الوطن، أو مثل الوفد الذى يمثل الدولة فى الأمم المتحدة ويدافع عن مصالحها بالوسائل الدبلوماسية والقوانين الدولية، ولكن حتى هؤلاء الفنانون لا يمكن أن يقال إنهم «أهانوا» شعب الجزائر، فضلاً عن أنهم ليسوا كل الفنانين المصريين، فالشعب الجزائرى، وأى شعب، أكبر من أن يعتبر ما حدث «إهانة»، ومن يمثلون الجزائر حقاً مثل الكاتب الكبير واسينى الأعرج يدركون ذلك، ولهذا كان ضيف شرف على مكتبة الإسكندرية، خريف هذا العام، ومن يمثلون مصر، حقاً مثل الفنان الشاب خالد أبوالنجا، الذى كان فى مهرجان وهران الأسبوع الماضى مع فيلمه «ميكروفون» إخراج أحمد عبدالله السيد.

إننى لا أصدق أن مهرجان وهران سحب الجوائز التى فاز بها الفنانون المصريون قبل الأزمة: الجزائر أكبر من ذلك، والعلاقات بينها وبين مصر أكبر وأعمق، وآن لهذه المهزلة أن تنتهى.

المصري اليوم في

26/12/2010

  

وسام إسبانى إلى مسعود أمر الله وجائزة أوروبية لدعم جديد البطوط

بقلم   سمير فريد

كان من مفاجآت مهرجان دبى السينمائى الدولى السابع، الذى أعلنت جوائزه فى ختام أعماله يوم الأحد الماضى، فوز مسعود أمر الله، المدير الفنى للمهرجان، بوسام المملكة الإسبانية للاستحقاق المدنى، الذى سلمه إليه نيابة عن ملك إسبانيا سفيرها فى الإمارات، وهذا الوسام قرره الملك ألفونس الثالث عشر عام ١٩٢٦ ليعبر من خلاله عن تقدير الأمة الإسبانية لشخصيات أجنبية تساهم فى تعزيز الحضور الإسبانى فى العالم.

وعلى نحو يعكس نبل الأخلاق أهدى مسعود أمر الله الوسام إلى الشاعر محمد أحمد السويدى، المدير السابق للمجمع الثقافى فى أبوظبى، حيث بدأ «أمر الله» مسابقة أفلام من الإمارات تحت قيادته، وأهداه أيضاً إلى رئيس مهرجان دبى عبدالحميد جمعة، وإلى أسرته التى تتحمل رحلاته الخارجية المتعددة للبحث عن الأفلام الجديدة،

وكما كان المخرج والباحث الإماراتى الشاب الفائز بالوسام الإسبانى وراء إقامة أول مسابقة لأفلام من الإمارات، وأول مهرجان لأفلام الخليج، الذى يقام فى دبى أيضاً، كان وراء ملتقى دبى الذى يدعم السيناريوهات، ووراء مشروع «إنجاز»، الذى يدعم الأفلام قيد التصوير، وقد فاز الفيلم السورى «رحلة»، إخراج ميار الرومى بجائزة «إنجاز» هذا العام، وهو الفيلم العاشر، الذى يفوز فى المشروع منذ بدايته، ويصل الدعم فيه إلى مائة ألف دولار أمريكى للفيلم الواحد.

أما ملتقى دبى فيقدم ثلاث جوائز دعم قيمة كل منها ٢٥ ألف دولار، وفاز بها من لبنان «فريدة» إخراج مازن خالد، و«يوم و١٢٤ ليلة» إخراج سابين الشمعة، ومن فلسطين مجدى العمرى عن «جمود». ومن خلاله تقدم ٤ مؤسسات جوائز لدعم ٤ مشروعات، وهى جائزة قناة التليفزيون الألمانية الفرنسية، وفاز بها «على المعزة وإبراهيم» جديد إبراهيم البطوط، الذى يصور حالياً (٦ آلاف يورو)، وجائزة مؤسسة الشاشة اللبنانية،

وفاز بها مخرج مصرى آخر هو فيليب ديب عن فيلمه التسجيلى الطويل «البحث عن النفط والرمال» (١٥ ألف دولار»، وجائزة فيلم كلينك (محمد حفظى) المصرية، وفاز بها «أنا نجود: فى العاشرة ومطلقة» إخراج خديجة السلامى من اليمن، وجائزة مؤسسة ببوابة الصحراء الكويتية، وفاز بها «الاعتراف» إخراج اللبنانية إليان الراهب (٢٥ ألف دولار)، وكان من المؤسف حقاً أن يتوفى وائل الصقر، رئيس المؤسسة، أثناء مهرجان دبى، وقبل يومين من ختام المهرجان.

كانت الأفلام الثمانية التى فازت بجوائز الدعم قد اختيرت من بين ١٥ مشروعاً تم اختيارها من بين ١٣٠ مشروعاً تقدمت إلى الملتقى.

المصري اليوم في

25/12/2010

  

السينما الإماراتية فى خطواتها الأولى ولكنها تتطور وتصل إلى مهرجان برلين

بقلم   سمير فريد

فى المسابقة الأولى للأفلام الإماراتية فى مهرجان دبى السينمائى الدولى السابع الذى أعلنت جوائزه فى حفل الختام يوم الأحد فاز بالجائزة الأولى «ملل» إخراج نايلة الخاجة، وبالجائزة الثانية «سبيل» إخراج خالد المحمود، وبجائزة لجنة التحكيم «حمامة» إخراج نجوم الغانم، كما فاز «ريح» إخراج وليد المشحى بشهادة التقدير الوحيدة التى منحتها اللجنة، وهكذا فازت أربعة أفلام من بين ١٤ فيلماً عرضت فى المسابقة.

ورغم أننى سبق أن اشتركت فى لجان تحكيم دولية فى مهرجانات عربية مثل دمشق وقرطاج، وفى مهرجانات أوروبية مثل فينسيا وسالونيك، بل وترأست لجنة تحكيم تورينو ولجنة تحكيم روتردام للفيلم العربى، فإننى سعدت أكثر برئاسة لجنة تحكيم المهرجان القومى فى مصر، وفى المغرب، ثم فى الإمارات فى إطار مهرجان دبى: هنا يساهم الناقد فى تطوير السينما التى ينتمى إليها، وهى السينما العربية، أو يطمح إلى ذلك، وهى المهمة الرئيسية لأى ناقد فى أى سينما من سينمات العالم.

ومن المؤكد أن السؤال الأول الذى يخطر على بال المتابع لمسابقة المهر الإماراتية عن المعايير التى يجب اتباعها عند التحكيم فى أفلام تخطو خطواتها الأولى فى الإنتاج السينمائى. وعندى أنها نفس المعايير التى يتم بها تقييم أى فيلم سواء فى أعرق البلدان المنتجة للأفلام أو أحدثها مثل الإمارات، فاللغة السينمائية مثل أى لغة من لغات التعبير يمكن لأى فرد أن يتعلمها ويكتب بها، ولكن كما أن كل من يعرف العربية ليس طه حسين أو نجيب محفوظ، كذلك ليس كل من يكتب بلغة السينما، فالإبداع يتوقف على موهبة الفرد، ومدى تمكنه من انتزاع حريته فى التعبير، وكل سينمائى فى أى بلد، وفى أى زمن، يرث كل أفلام العالم التى صنعت عندما يصنع فيلمه.

ومن متابعتى للأفلام الإماراتية منذ مطلع العقد المنصرم، أستطيع القول بأنها تتطور بوضوح، ويبدو ذلك فى الأفلام الروائية القصيرة التى فازت، وفى الفيلم التسجيلى الطويل «حمامة» الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم، بل وقد علمت أن فيلم «سبيل» اختير للعرض فى برنامج «أجيال» فى مهرجان برلين فى فبراير المقبل، ويكون بذلك أول فيلم إماراتى، بل أول فيلم من الخليج يعرض فى أحد المهرجانات الكبرى الثلاثة فى العالم (برلين وكان وفينسيا).

ومن جوائز «دبى» إلى جانب الجوائز الرسمية جائزة مؤسسة أفلام حقوق الإنسان، وفاز بها الفيلم المكسيكى «المشتبه به» إخراج روبيرتو هيرنانديز وجيوفرى سميث، وجائزة مهرجان دبى للصحفيين الشباب المتخصصين فى السينما وفاز بها سارة الغيثمى، وهى طالبة سعودية فى إحدى كليات دبى.

المصري اليوم في

23/12/2010

  

بيان جديد عن واقعة أبوظبى والعلاقة بين النقاد والمهرجانات

بقلم   سمير فريد

نشرت جريدة «صوت الأمة» الأسبوعية فى عددها الصادر يوم السبت الماضى بياناً من ممدوح الليثى، رئيس اتحاد نقابات الموسيقيين والممثلين والسينمائيين جاء فيه أن مهرجان أبوظبى قام بتكريم منتجة إسرائيلية ومنحها جائزة الجمهور (٣٠ ألف دولار أمريكى)، وأن الاتحاد أصدر بياناً استنكر فيه هذا الأمر، ولكن مجموعة من النقاد الذين تتم دعوتهم للمهرجان بصفة دائمة قاموا بالدفاع عن المهرجان، ونفى حدوث تلك الواقعة.

واستطرد الليثى فى بيانه قائلاً إن عيسى المزروعى، مدير مشروع مهرجان أبوظبى، كان ضيفاً على مهرجان القاهرة مطلع هذا الشهر وإنه «اعترف» بالواقعة، وقال: «كانت مفاجأة لإدارة مهرجان أبوظبى أن تعترف بأنها إسرائيلية وأنها فخورة بذلك، ولكن المهرجان وجه لها الدعوة على أساس أنها منتجة بريطانية»، وقال الليثى إن عيسى المزروعى «اعتذر عن التأخير فى الرد وكشف هذه الحقيقة»، واختتم رئيس الاتحاد بيانه الجديد قائلاً: «والآن ما رأى النقاد الذين هاجموا بيان الاتحاد واتهموه بالعجلة وعدم الدراسة؟».

وهذا البيان يفتقد الدقة لذكره أن مهرجان أبوظبى قام بتكريم المنتجة، فالفوز بجائزة الجمهور لا يسمى «تكريماً»، ونحن نصدق ما جاء فى البيان بالطبع لأن اتحاد النقابات الذى يمثل نحو عشرة آلاف فنان مصرى لا يمكن أن ينسب إلى مدير مشروع مهرجان أبوظبى ما لم يقله، ولكن بيان الاتحاد لا يوضح لمن قال هذا الكلام وفى أى إطار، ولماذا لم يصدر بيان رسمى من المهرجان، أو يدلى بتصريح صحفى.

ولا شك أن النقاد الذين نفوا حدوث الواقعة تسرعوا، بل ذهب بعضهم إلى القول إن هناك مؤامرة على المهرجان لأهداف شخصية، وكانوا بذلك هم الذين يعبرون عن أهداف شخصية، ويصغرون من القضية موضوع الحوار، ولكن ما نشره هؤلاء فضلاً عن أن عددهم يقل عن عدد أصابع اليد الواحدة، لا يعنى الربط الذى جاء فى بيان اتحاد النقابات بين مواقف النقاد من المهرجانات ودعوتهم لحضورها، فدعوة أى ناقد إلى أى مهرجان لمصلحة الطرفين، وكما يحتاج النقاد إلى المهرجانات لمشاهدة الأفلام الجديدة، تحتاج المهرجانات إلى النقاد، ومن دونهم لا يكون المهرجان مهرجاناً.

المصري اليوم في

18/12/2010

  

اليوم افتتاح مهرجان وهران الرابع للأفلام العربية برعاية رئيس الجمهورية

بقلم   سمير فريد

يفتتح اليوم فى الجزائر مهرجان وهران الرابع للأفلام العربية، الذى يقام تحت رعاية عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، ويستمر حتى٢٣ ديسمبر الحالى.

أعلن عن موعد الدورة الجديدة من المهرجان فى وقت متأخر، ومن الواضح أن السبب هو الإصرار على انعقاد المهرجان كل سنة.. وهو إصرار محمود رغم ما يمكن أن ينتج من مشاكل، نتيجة عدم الإعلان عن الموعد قبل وقت كافٍ.

تأتى أهمية هذا المهرجان لكونه المهرجان الوحيد فى دول المغرب العربى المخصص للأفلام العربية، بينما تقام فى مصر مسابقة للأفلام العربية تعقد فى إطار مهرجان القاهرة، ومثلها فى مهرجان دمشق، وفى مهرجان دبى، ويخصص مهرجان الدوحة مسابقته للأفلام العربية، وكذلك مهرجان مسقط، كما ينعقد فى بيروت مهرجانان للأفلام العربية، والأفلام العربية المستقلة أى أن هناك سبعة مهرجانات للأفلام العربية فى المشرق ووهران فى المغرب.

ويزيد من أهمية مهرجان وهران أنه يقام فى الجزائر، حيث الصراع التاريخى المركب بين الثقافتين العربية والفرنسية، فالمهرجان يمثل أحد صروح الدفاع عن الثقافة العربية فى مواجهة ثقافة الاحتلال الفرنسى، الذى استمر ١٣٠ عامًا، وأراد أن تكون الجزائر جزءًا من فرنسا، وأراد أن يستمر بعد الاستقلال عام ١٩٦٢ من خلال الثقافة، ولا يزال يسعى لذلك حتى الآن.

كما يزيد من أهمية مهرجان الجزائر للأفلام العربية أنه يأتى بعد عقدين من بداية الصراع بين تيار الدولة المدنية وتيار الدولة الدينية الإسلامية، الذى تحول إلى حرب أهلية دامية فى تسعينيات القرن العشرين الميلادى الماضى، ولا تزال آثار هذه الحرب ممتدة حتى الآن،

ومن المعروف أن أنصار الدولة الدينية يكفرون الفنون خاصة السينما، حيث يمنعون وجود دور السينما فى السعودية، ويحجبون السينما فى إيران، ويحولون كل الإنتاج السينمائى إلى أفلام للأطفال تمنع تناول المحاور الرئيسية، التى قامت عليها الدراما منذ القرن الخامس قبل ميلاد المسيح عليه السلام. وهكذا يريدون للسينما الجزائرية أيضًا.

ومهرجان وهران هذا العام يأتى بعد الأزمة بين مصر والجزائر، بسبب مباريات كرة القدم المشؤومة، وهى الأزمة التى سيطرت عليها «الروح الحربية» بدلاً من «الروح الرياضية»، وجعلت الشعبين وكل الشعوب العربية تلتاع منها، ومن تداعياتها المؤسفة والمحزنة والمريرة، ومن هنا أتمنى أن تشارك وزارة الثقافة المصرية مشاركة كبيرة فى مهرجان وهران، لكى تساهم فى رأب هذا الصدع

المصري اليوم في

16/12/2010

  

اليوم ذكرى الأربعين للطاهر الشريعة وعطيات الأبنودى تمثل السينما المصرية

بقلم   سمير فريد

تحيى تونس اليوم ذكرى الأربعين لوفاة رجل السينما الطاهر الشريعة، حيث يجتمع عدد كبير من أصدقاء وتلاميذ الأب الروحى للسينما التونسية والسينما العربية والأفريقية فى تونس العاصمة، وتحضرها المخرجة المصرية الكبيرة عطيات الأبنودى.

كنت أتمنى حضور الذكرى، ولكن ارتباطى برئاسة لجنة تحكيم مسابقة المهر الإماراتى فى مهرجان دبى الذى افتتح يوم الأحد، ويستمر حتى الأحد القادم، حال دون ذلك، وقد أهديت إلى اسم صديقى الراحل كتابى الذى أصدره مهرجان دبى باللغة الإنجليزية بعنوان «مدخل إلى السينما العربية».

وفيما يلى مقتطفات من الكلمة التى سوف تلقيها عطيات الأبنودى اليوم فى الذكرى:

كنت من المحظوظين الذين عرفوا الطاهر الشريعة، وقصة صداقتنا ترجع إلى عام ١٩٧٢، تبادلنا الرسائل ولكننا لم نلتق فى الحياة، إلا عام ١٩٨٥ فى مهرجان واجادوجو، ثم كنت من المحظوظين الذين التقوا به، واستمتعت بحديثه قبل رحيله مرتين عام ٢٠١٠، مرة فى تظاهرة «هرجلة» السينمائية فى شهر أغسطس، والمرة الثانية فى تظاهرة أيام قرطاج السينمائية، حيث تم تكريمه وطالعنا على المسرح البلدى بخطابه الجميل كأنه يعرف أنه يودعنا.

يبدو لى الآن عندما أستعيد المشاهد المهمة التى أثرت فى حياتى كسينمائية، أجد أنها تبدأ مع أول دعوة لحضور مهرجان قليبية للسينمائيين الهواة عام ١٩٧١، مع أول فيلم من إخراجى «حصان الطين»، كان اسم الطاهر الشريعة كثيراً ما يتردد على لسان شباب السينمائيين التونسيين من أعضاء اتحاد نوادى السينما، وفى هذا الوقت حلمت بأن ألقى هذا الرجل الذى أسس مهرجان قرطاج السينمائى، والذى تحمس لكل السينمائيين العرب، وحلمت بأن يأتى اليوم الذى أشارك فيه بأحد أفلامى فى هذا المهرجان.

باريس فى ١٩٧١، حيث ألتقى بالباحث الاجتماعى التونسى الدكتور الحبيب عطية فى منزل جينيفييف وجانى، كنت قد تعرفت بهما فى قليبية، ويذكر لى الحبيب عطية أنه سمع عنى من صديقه الطاهر الشريعة، وتساءلت كيف لمدير مهرجان كبير للسينما الروائية أن يهتم بسينمائية من الهواة ويحكى عن فيلمها التسجيلى، وهو حتى لم يقابلنى؟ وتجرأت وسألت الحبيب عطية أن يعطينى عنوان الطاهر الشريعة.

ومن هنا بدأت المراسلات بيننا، وللأسف الشديد لم أعثر فى ملفاتى إلا على ١٥ رسالة من الطاهر، ما بين نهاية ١٩٧٢، حتى أغسطس من عام ١٩٨٤، أسلمها هدية إلى اللجنة القائمة من قبل وزارة الثقافة للحفاظ على تراث الطاهر الشريعة.

أنا لن ألبس الحداد على الطاهر الشريعة، وسأتكلم عنه دائماً بالفعل المضارع، فقد عاش الحياة بطولها وعرضها، وساعد أهل السينما، العربية والأفريقية، بكل ما أوتى من نبل وإنكار للذات، وهو باق بكل ما ترك لنا من مهرجانات وكتابات وأشعار، ومواقف، وباق فى تلامذته، ومريديه كأسوة حسنة نحتذى بها.

انتهت مقتطفات كلمة عطيات الأبنودى ورحم الله فقيد السينما الكبير.

المصري اليوم في

15/12/2010

  

القناة الثقافية فى التليفزيون المصرى تتبنى إقامة مهرجان السينما الأفريقية

بقلم   سمير فريد

حول مقالى عن المهرجان القومى ومقالى عن المهرجانات السينمائية فى مصر اللذين نشرا فى هذا العمود، كتب الزميل نادر عدلى فى «الدستور» أن ما أطالب به صحيح «نظرياً» ولكنه مستحيل عملياً، ولا أدرى لماذا يصبح من المستحيل إقامة ١١ مهرجاناً فى مصر، وهناك عشرات المهرجانات فى العديد من دول العالم، وفى المغرب وحدها ٤٢ مهرجاناً على وجه التحديد!

وأرسل الناقد السينمائى ياقوت الديب تعليقاً يؤيد فيه أن يكون مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية فقط، ويكون هناك مهرجان آخر للأفلام القصيرة، ويقترح أن يقاما فى نفس المدينة (الإسماعيلية) بالتبادل، أى أن ينعقد كل منهما كل عامين، وهو اقتراح وجيه، على أن يقيم ضيوف المهرجانين فى فندق مثل أى ضيوف لأى مهرجان، وتنتهى حكاية الإقامة فى المدينة الرياضية التى تقع فى منطقة تستلزم إجراءات غير عادية فى الخروج منها أو الدخول إليها!

ويعترض ياقوت الديب على إقامة مهرجان لأفلام المرأة، لأنه ليس من الواضح هل هو لأفلام المخرجات أم للأفلام التى تعبر عن قضايا المرأة، والإجابة سهلة يا عزيزى ياقوت، فكل مهرجانات أفلام المرأة فى العالم تجمع الأفلام التى تعبر عن قضايا المرأة سواء لمخرجين أو مخرجات.

وأرسل سيد فؤاد رسالة مصحوبة بعدة وثائق تؤكد أنه اقترح أن تنظم القناة الثقافية فى التليفزيون المصرى، التى من المقرر أن يتغير اسمها إلى قناة إبداع، مهرجاناً باسم «مهرجان النيل للسينما الأفريقية» فى الأقصر، وأنه سجل اقتراحه فى إدارة حقوق المؤلف كمصنف بتاريخ ١١ أكتوبر هذا العام، وأن المهرجان يعنى بصفة خاصة بتمثيل دول حوض نهر النيل العشر، وهى مصر والسودان وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والكونغو وبوروندى ورواندا وتنزانيا وكينيا.

وسيد فؤاد نموذج لرجل الدراما، كما يقال فى فرنسا فهو من خريجى معهد السينما، ومن رواد المسرح المستقل فى مصر بل من الآباء الروحيين لهذا المسرح، خاصة فى القاهرة، واقتراحه رائع وإن لم يكن فى حاجة إلى التسجيل كمصنف،

 لأن مهرجانات السينما الأفريقية تقام فى عديد من الدول من كندا إلى إيطاليا والمغرب، وإقامة المهرجان عن طريق التليفزيون وفى ظل رئاسة أسامة الشيخ لاتحاد الإذاعة والتليفزيون تفتح أبواب مصر كلها للسينما الأفريقية، عن طريق شراء التليفزيون لحقوق بث أفلام المهرجان.

المصري اليوم في

09/12/2010

  

حوار حول ترجمة أفلام التحريك وعن مهرجان للفن الثامن فى مصر

بقلم   سمير فريد

هناك اتحاد دولى لأفلام التحريك الحروف الأولى من اسمه بالإنجليزية (أسيفا)، وهناك يوم دولى سنوى لهذه الأفلام هو يوم ٢٣ أكتوبر، وفى مصر فرع لأسيفا يديره الدكتور محمد غزالة أستاذ أفلام التحريك فى كلية الفنون جامعة المنيا.

وقد اقترح الدكتور غزالة فى العام الماضى تنظيم ملتقى خاص لأفلام التحريك ضمن البرامج السينمائية فى مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، التى أتشرف بإعدادها باعتبارى مستشاراً لشؤون السينما بالمكتبة، ورحبت باقتراح الدكتور غزالة، وتم تنفيذه على نحو تجريبى بمعاونة الفنان المخرج أحمد نبيل منسق البرامج السينمائية، ولقى نجاحاً كبيراً، وتضمن ملتقى خاصاً عن فنان التحريك المصرى على مهيب، الذى توفى منذ شهور.

ونتيجة لهذا النجاح قرر المايسترو شريف محيى الدين، مدير مركز الفنون بالمكتبة أن يصبح ملتقى أفلام التحريك ضمن البرامج السينمائية الثابتة العام القادم، وبذلك أصبحت هناك أربعة ملتقيات سينمائية كل شهر للأفلام القصيرة والأفلام الروائية الطويلة والأفلام التسجيلية الطويلة وأفلام التحريك الطويلة والقصيرة، وذلك مع استمرار عرضها فى ملتقى الأفلام القصيرة إلى جانب الأفلام الروائية والأفلام التسجيلية.

وكنت قد اقترحت فى هذا العمود وصف أفلام التحريك باللغة العربية بالأفلام التشكيلية بدلاً من ترجمة كلمة أنيماشين الإنجليزية، وأثار هذا الاقتراح مناقشات عديدة، فقد حدثنى الدكتور محمد كامل القليوبى تليفونياً، وقال إنه لا يوافق على اقتراحى، لأن ما أصبح شائعاً أفضل من الصحيح غير الشائع، كما يقول علماء المنطق واللغة، وأرسل لى الناقد السينمائى ياقوت الديب بأن الأفلام التشكيلية قد تختلط مع أفلام الفن، وهى الأفلام التى تتخذ من اللوحات والتماثيل موضوعات لها.

كما أرسل الدكتور غزالة رسالة يتفق فيها معى، ولكنه يرى أن الأكثر شيوعاً أفلام الرسوم المتحركة، ويتفق معى فى دعوتى لإقامة مهرجان خاص لهذه الأفلام فى مصر، ويذكر أنه اقترح نفس الاقتراح على الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، ويؤكد أنه فن ثامن، حيث تختلف الكاميرا عن كاميرا الأفلام الروائية والتسجيلية، ويعلم الدكتور غزالة أن التحريك لا يقتصر على تحريك الرسوم، وسوف تظل أفلام الفن هى أفلام الفن، والأفلام التشكيلية هى الأفلام التشكيلية، ولا مجال للخلط إذا تم تحديد المفاهيم بدقة.

المصري اليوم في

08/12/2010

  

جودار فى الثمانين.. السينما معه لم تعد كما كانت قبله

بقلم   سمير فريد

يوم الجمعة الماضى كان عيد ميلاد فنان السينما الفرنسى الكبير جان لوك جودار.. فى نفس اليوم كان افتتاح مهرجان مراكش العاشر، ومن المؤكد أن صديقى العزيز نورالدين صايل، نائب رئيس المهرجان لم ينتبه إلى هذه المصادفة، وإلا لكان احتفاله ببلوغ «جودار» سن الثمانين كبيراً بما يليق بالفنان العالمى، خاصة أن موضوع البرنامج التاريخى للمهرجان هذا العام «تاريخ السينما الفرنسية»، التى شهدت مولد السينما منذ ١١٥ عاماً مع اختراع سينما توجراف لوميير.

فى كل فن هناك عدد محدود جداً من المبدعين، الذين يمكن أن يقال عنهم إن الفن مجال إبداعهم لم يعد معهم كما كان قبلهم، وينطبق ذلك فى السينما على جريفث وشابلن وأورسون ويلز على سبيل المثال، ويأتى جودار من بين العشرة الكبار من كل وجهات النظر، فالسينما معه لم تعد كما كانت قبله.

وكما قال الناقد الفرنسى لجريدة «لوموند» جان ميشيل فريدون فى تقرير إيما شارلتون، الذى بثته وكالة الأنباء الفرنسية بمناسبة عيد ميلاد جودار الثمانين: «فى منتصف ستينيات القرن العشرين الميلادى الماضى كان جودار وبيكاسو أشهر اثنين من الفنانين فى العالم».

ومنذ ثلاثين سنة اختار «جودار» الحياة فى قرية سويسرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها ٦ آلاف نسمة اسمها «روتى»، وكان قد حصل على الجنسية السويسرية، وهو فى الحادية والعشرين من عمره، وقال إنه اختار هذه القرية لأنها تقع فى «لا مكان»، وفيها يعيش مع صديقته المخرجة آن مارى ميفيل، التى اشتركت معه فى عدد من أفلامه.. وكما يقول عمدة القرية دانييل بيلوتى «الناس هنا يحترمون عاداته: النزهة مع كلبه، واحتساء القهوة فى الشارع الرئيسى، وشراء الصحف والسيجار».

وربما يتصور البعض أن «جودار» أصبح شيخاً هرماً يفضل العزلة والهدوء ليستريح، ولكنه فى الحقيقة، وكما يبدو بوضوح من أحدث أفلامه «فيلم الاشتراكية»، الذى عرض فى مهرجان «كان» فى مايو الماضى، ليس منعزلاً، وإنما لم يعد يطيق الأضواء الدعائية، ولذلك لم يحضر مهرجان «كان» ولا حفل الأوسكار، حيث فاز بأوسكار الشرف هذا العام ويفضل الهدوء، ولكن ليفكر، فالجسد يحتاج إلى الراحة، ولكن عقل «جودار» لا يعرف الراحة، إنه مثل كل مفكر عظيم يحمل كل هموم الإنسانية.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

07/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)