حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نور: لن أكون «حتة إكسسوار» لأى نجم

حوار   نجلاء أبوالنجا

لم ترض نور يوما عن حصرها فى منطقة الفتاة الجميلة، فقد تمردت بكل الطرق، ورفضت فى حوارها لـ«المصرى اليوم» أن تكون مجرد وجه يجمل الفيلم دون تأثير قوى فى منظومة التمثيل. وبعد غياب عامين بسبب الزواج والإنجاب، عادت نور أكثر تمرداً وتحدياً للسوق السينمائية لتواجه الانقلاب الذى حدث فى الوسط الفنى وظهور نجمات ينتمين لجيل جديد، والتغيير الملحوظ فى الدراما، والانشقاق الذى حدث بين النجوم والنجمات والذى أفرز سينما للرجل وأخرى للمرأة بسبب شروط النجمات، كما تحدثت لـ«المصرى اليوم» عن شروطها الجديدة للعمل فى السينما.

الغياب عامين عن الساحة الفنية مدة كافية لينساك صناع السينما والدراما والجمهور، ما رأيك؟

- غيابى لم يكن بقرار، فقد خطبت وتزوجت فى ستة أشهر فقط ثم أنجبت واضطررت للاستمرار فى الغياب لرعاية ابنى، ولم أهتم بفكرة الغياب والنسيان لأن أى فنان يقدم أعمالا جيدة لا يمكن أن ينساه الجمهور ولا الوسط الفنى، كما أنى كنت متواجدة بالفعل خلال الفترة الماضية بفيلم «ميكانو»، ثم مسلسل «دموع القمر» والاثنان عرضا فى ٢٠٠٩.

وهل اكتشفت أى تغيير فى السوق السينمائية بعد عودتك؟

- هناك تغييرات كثيرة جداً حدثت فى الفترة الأخيرة على كل المستويات الفنية سواء فى النجوم أو النجمات فى الدراما والسينما، واكتشفت أن الابتعاد عن الوسط يجعلنا نرى الأمور بشكل أوضح.

هل قل عدد الأعمال التى عرضت عليك بعد عودتك؟

- عددها قل كثيراً حتى قبل غيابى والسبب الزواج وليس لأن هناك ممثلات جدد أخذن مكانى أو مكان غيرى لأنى مؤمنة بأنه لا أحد يستطيع أن يأخذ مكان أحد حتى فى حالة الغياب، لكن السبب الحقيقى أنى فى مرحلة فنية مختلفة، وصلت فيها لدرجة معينة من النضج فى السن، وفى الفن، وليس منطقيا أن تعرض على أدوار التلميذة والمراهقة والفتاة الصغيرة، أو أدوار صغيرة المساحة، فقد تخطيت تلك المرحلة ولم تعد تناسبنى، و«مش هاقبل دور أبقى فيه إكسسوار ووش حلو من غير تمثيل»، ولهذه الأسباب، لا يحاول أى منتج أو مخرج أن يعرض علىَّ هذه النوعية من الأدوار لأنى سأرفضها، وسأقبل فقط ما يناسب سنى ووضعى وشروطى.

لكن هذه الشروط ربما تجعلك لا تجدين أدواراً مناسبة، وبالتالى ستظل الساحة مقتصرة على الجيل الجديد؟

- مهما كانت النتائج، لن أقدم إلا ما يرضينى لأنى عائدة ولدى حالة من الطمع الفنى «عايزة أمثل بجد وما أكونش موجودة والسلام»، وأعرف أن هذا صعب لكنى مصرة على موقفى، فأنا الان لست نور «بتاعة شورت وفانلة وكاب»، وبالنسبة لسيطرة جيل جديد من الممثلات، فطوال الوقت تظهر أجيال جديدة تقبل الأدوار المتاحة والمناسبة لسنهم ووضعهم، ثم ينتقلون لشريحة أخرى وتكون لهم طلبات أخرى، وأقولها بصراحة «أدوارى القديمة حلال على بنات السينما الجداد» لأنها ستضيف لهن مثلما أضافت لى فى بداياتى، وبغض النظر عن الأسماء، فالجيل الجديد من الممثلات ناجح وموهوب جداً.

ألا ترين أن شروط النجمات وأجورهن ومساحات أدوارهن أدت لغياب معظم جيلك عن السينما؟

- شروط النجمات أو طلباتهن بمعنى أدق حق مشروع جدا، فكل ممثلة منهن قدمت أفلاما على مدار سنوات وبدأت من الصفر وتقدمت نحو مرحلة معينة من حقها أن يكون لها وجهة نظر وأحلام وطلبات فنية ومادية وهذا لا يضر أحداً، بالعكس، الضرر الحقيقى أن تتواجد نجمة فى دور لا يناسبها بهدف التواجد، وفى هذه الحالة هى تؤذى نفسها وتقلل من شأنها أكثر من غيابها عن الساحة وجلوسها فى بيتها.

النجمات يرغبن فى البطولة المطلقة، والنجوم يصرون على نفس الموقف، وهذا أفرز سينما مرأة وسينما رجل، فما رأيك؟

- هذه الظاهرة مشكلة مزمنة فى السينما وموجودة طوال الوقت، فالرجل فى معظم الأحيان يسيطر على السينما ومساحات البطولة والأهمية فى الفيلم، والمرأة تتواجد فى الفيلم كسنيدة أو ضيفة شرف فى عدد من المشاهد كحبيبة البطل أو زوجته، وهذا ظلم لمواهب الممثلات اللاتى أحدثن بصمة، لذلك ابتعدت النجمات عن هذه النوعية من الأدوار، وفازت بها الممثلات الصغيرات والوجوه الجديدة، ولهذا يحدث نوع من الانشقاق، لكنه مؤقت، فلابد أن يعود النجوم والنجمات للتعاون فى أفلام لكن للأسف النوعية التى ترضى الطرفين قد تكون قليلة جدا، لكن ظاهرة سينما المرأة وسينما الرجل أعتبرها مجرد موضة مؤقتة «وهتروح لحالها» مثل موضة أفلام العشوائيات أو المخدرات.

رغم قيامك بعدد كبير من البطولات، فإن أهم أدوارك كانت مع المخرجة ساندرا نشأت، لماذا؟

- لا يمكن أن أنكر أن ساندرا أعادت اكتشافى، وأخرجت منى طاقات فنية لم يقترب منها أى مخرج آخر لأنها وضعتنى فى منطقة جديدة وبعيدة عن فكرة الفتاة الجميلة الرومانسية الهادئة، وأيضا فيلم «نقطة رجوع» كان شديد الاختلاف، وأصنفه من الأعمال المهمة بالنسبة لى.

أين تضعين نفسك فى ترتيب النجمات؟

- لم يشغلنى التصنيف أو الترتيب بين النجمات لأن التصنيف «عمره ما كان نهائى»، فعمل جيد يمكن أن يرفع الممثل لرقم واحد، وبعده عملا أقل يجعله رقم اثنين فى التصنيف.

ما رأيك فى الطفرة التى حدثت فى الدراما على مستوى التصوير والموضوعات والبطولات الجماعية؟

- فعلا الدراما شهدت طفرة هائلة فى شكل الصورة ونوعية الموضوعات والتكنيك المتبع فى الإخراج والأقرب إلى السينما، وبصراحة هذا أغرى عدداً كبيراً من نجوم السينما أن يخوضوا تجربة المسلسل لأنه أصبح فيلماً سينمائياً كبيراً به درجة عالية من الحرفية، وظهر ذلك فى مسلسلات «أهل كايرو» و«الحارة» و«الجماعة» التى نقلت الدراما نقلة نوعية كما سمعت، فأنا لم أتابعها بدقة.

هل تقبلين المشاركة فى بطولة جماعية فى التليفزيون، وما صحة تعاقدك على بطولة مسلسل «ابن أمه»؟

- أى عمل جيد يتناسب مع متطلباتى الفنية سأقبله حتى لو كان بطولة جماعية المهم ألا أكون قدمته من قبل، وبالنسبة لمسلسل «ابن أمه»، فليس حقيقيا أنى بطلته، لكن لدى سيناريو مسلسل جيد أحضره لشهر رمضان المقبل، وسأعلن عنه بعد التعاقد.

المصري اليوم في

26/12/2010

 

التحرش بين فيلم "678" وبرنامج "مساء الأنوار"

كتبت حنان شومان

تعرض حاليا دور العرض المصرية فيلم «678» الذى كتبه وأخرجه محمد دياب فى سابقة أولى للسينما المصرية، حيث يتعرض لظاهرة التحرش الجنسى الذى أصبح ظاهرة ضاربة فى جذور المجتمع المصرى، ولست هنا بصدد الحديث عن فيلم سينمائى، فالأفلام تعيش ونستطيع الحديث عنها على مدى أسابيع، بل حتى بعد سنين إن طال العمر، ولكن حاضر المجتمعات وأزماتها التى لا تحتمل الصبر.

وحاضرنا صار ذا مرارة كالعلقم إن لم نفتح جراحه، وبعضٌ من جراحنا أننا استمرأنا الفساد حتى صار نغمة يومية تصدح على آذاننا وأمام أعيننا ليل نهار، وبعضٌ من فسادنا متمثل فى إعلامنا، وأغلب فساد إعلامنا متمثل فى شقين: الدين بقنواته وبرامجه ورجالات إعلامه، والرياضة وقنواتها وبرامجها ورجالات إعلامها.

ورب سائل يسأل أما وإن كنت أتكلم عن الإعلام فلِمَ ذكرت فى المقدمة فيلم «678» الذى يتناول ظاهرة التحرش الجنسى؟ والإجابة ببساطة أن آخر ما أصابنا من برامج الرياضة من حوادث كان أشبه بالتحرش الجنسى، فما حدث على الهواء مباشرة منذ أيام على قناة مودرن الرياضية من أحد من يطلقون عليهم نجوم الإعلام الرياضى مدحت شلبى هو تحرش جنسى، ولكن على الهواء مباشرة وليس لامرأة واحدة ولكن للملايين.

الكابتن مدحت شلبى كما يعرف القاصى والدانى أطلق نكتة"أبيحة"، وقبيحة ومتحرشة على الهواء مباشرة، ولم تكتف الرياضة أو الكرة فى مصر بذلك، بل بعدها بساعات سمع أيضا الملايين تحرشا لفظيا جماعيا فى نهاية مباراة الأهلى مع حرس الحدود، بلاعب الزمالك شيكابالا، وساهم الإعلام حين ترك أصوات الجماهير دون قطع، وأعاده برنامج شوبير على آذان الملايين مرة أخرى دون قطع أو مونتاج كان ممكنا.

ثم اكتملت المهزلة حين خرج أيضا على الملايين السيد رئيس قناة مودرن فى برنامجى90 دقيقة والعاشرة مساء» وهو يقول إن القناة قد وجّهت اللوم لمذيعها، وإنها لا تسمح بأى تجاوز، ولا حاجة لها بلجنة تقييم لأنها تقيم نفسها دوما".

يا سلام!! تبرير أقبح من الذنب، وبجاحة فى الاعتذار، وكلها سمات متسقة مع فساد إعلام لا يمت للرياضة أو كرة القدم بصلة.

والحق أن الآفة لا تخص مدحت شلبى أو مودرن بشكل خاص، الآفة صارت مجتمعية إن لم نقف ونقل فيها على الأقل كلمة، نكن فقدنا حتى أضعف الإيمان. وألخص وجهة نظرى فى نقاط محددة:

أولا: اقتصرت البرامج الرياضية فى مصر على كرة القدم دون غيرها، ولا أحد ينكر شعبية اللعبة، ولكن الإعلام قادر على تجييش الاهتمام بألعاب أخرى إن سلط عليها الضوء، ولكنه إعلام منساق أقرب للإعلان منه للإعلام.

ثانيا: شتان بين لاعب كرة ماهر أو مدرب عظيم فى الملاعب أو معلق على اللعبة يعرف أصولها، وبين إعلامى يعرف أصول المهنة، ولكننا خلطنا الأوراق حين أضفنا للاعبين صفة الإعلاميين، وصاروا يجلسون بالساعات أمام الجماهير يخرجون إحباطات تاريخهم علينا فى صور مختلفة..

ومن الغريب والمثير أن برامجهم جميعا تأتى فى الليل وآخره، حين تهدأ المدينة ويجلس الناس أمام الشاشات إما فى بيوتهم أو على المقاهى. ويتصدر المشهد مجموعة كباتن(جمع كابتن) يفتون فى كل شىء حتى السياسة، ويتناطحون فيما بينهم للفوز بالكعكة الإعلانية بأى صورة، وكلها صور هزلية حتى كان آخرها نكتة جنسية.

رجال إعلام الرياضة أفسدوا السياسة والأخلاق وحتى الدين، فهم يصدرون الجهالة والتعصب، ونحن مجتمع فيه ما يكفيه، ولسنا بحاجة لجنرالات الكرة ليكملوا منظومة الفساد.

ثالثا: أغلب مشاهدى هذه البرامج هم من البسطاء أو المحبطين من الشباب بسبب البطالة، أو عدم القدرة على الزواج أو غيرها من الهموم، وبالتالى فهم الأكثر تأثرا بفجاجة هذه البرامج، وهم أيضا الأكثر تأثيرا فى فجاجة عامة فى المجتمع.

رابعا: فى مصر هناك ظاهرة متميزة فى السوء يلخصها المثل الشعبى الذى يقول "كلما زاد الشىء عن حده انقلب إلى ضده"، وتحت هذا العنوان زادت مظاهر الدين وقنواته وقنوات الرياضة ورجالها، وما زادتنا الأولى تقوى وحسّنت حياتنا، وما أضافت الثانية صحة أو أخلاقا ترتبط بكلمات الرياضة، وبالتالى ينتفى الغرض من الاثنتين، بل صار إثمهما أكبر كثيرا من أسباب وجودهما.

خامسا: حتى تاريخ ليس ببعيد كان الذوق المصرى الذى تندرج تحته صفات عديدة مثل الذوق فى الملبس والمأكل والشكل والأخلاق والفن، كان هذا الذوق رفيعا، وكانت الأمم العربية تتمثل بنا، ولكن للأسف انحذر كل ذلك، فصارت أذواقنا فجة فى الملبس والمأكل والحديث والفن حتى أصبحت "زهرة وأزواجها الخمسة" بفجاجتها وملابسها وأدائها نموذجا للنساء، وصار أباطرة قنوات الدين فى تجهمهم وتعصبهم نموذجاً، وأباطرة قنوات الرياضة بصوتهم العالى وأخلاق الملاعب وأداء أصابعهم وألسنتهم نموذجا للشباب.

هل لا يذكر أحد أن مدحت شلبى نفسه منذ فترة وعلى الهواء مباشرة بعد مباراة مصر مع الجزائر أدى بيده حركة لها معنى قبيح، ولم يتوقف أمامه أحد ليقول عيب! نحن لم نعد نصدر الذوق على الأقل من خلال إعلامنا، نحن نصدر الفجاجة فى الوقت الذى نجد أن أى متابع للبرامج الرياضية على القنوات العربية، أو على الأقل كبرياتها تتميز برقى نفتقده، حتى صرنا نستورد التعليق المهذب على مباريات الكرة من تونس أو المغرب أو الإمارات أو لبنان.. أى أمة ضحكت من جهلها وفجاجتها الأمم.

سادسا: من المثير والواجب الإشارة إليه أن صاحب قنوات مودرن التى تحمل كم خطايا إعلامية متجاوزة فى القبح، فى الأصل صاحب جامعة خاصة من المفترض أنها تخرج أجيالا لمصر المستقبل، ولاحظوا العلاقة بين إعلام فاسد وتعليم فاسد، فالظواهر فى حياة المجتمعات سلسلة مترابطة كالتزاوج بين رأس المال والسلطة.. كل تزاوج بين فساد ينم عنه فساد أكبر.

أخيرا: قد يقول قائل: أفسدتِ علينا حياتنا وجعلتِ الكل باطلا فما الحل؟.. وعفوا لا أملك الإجابة القاطعة بحل سحرى يعيد للمجتمع المصرى سلامه وذوقه وأخلاقه، ولكننى أطالب بديكتاتورية عادلة مع المخطئ، وديكتاتورية أزمة الحرب، فالسارق يُقتل والمخطئ فى الإعلام يُفصل، فنحن فى زمن حرب مع القبح و"الإباحة" والتطرف.. فلا يكفى عقاب مثل توجيه اللوم أو الإنذار، فهذه عقوبات لينة تصلح فى أزمنة هادئة، ولكنها لا تصلح فى زمن الحرب.

وعلى عكس كثير من الدول نحن مازلنا فى دولة مركزية، بها وزارة إعلام وعلى رأسها وزير إعلام، والدولة هى التى تملك حق الإشارة والبث التليفزيونى. وعلى وزير الإعلام أن يعلم أنه كما هو مكلف من قِبل الحكومة والدولة بمنع ما يتجاوز عن سياساتها، فهو أيضا مُكلف من قِبل بعض الشعب الذى لم يفسد بعد، بأن ينقذه من فساد الإعلام الرياضى، وفجاجة كباتن الكرة.. مطلوب من وزير الإعلام أن ينوب عن الشعب، كما ينوب عن الحكومة، ولا أقبل حجة أن الإعلام أصبح إعلاما خاصا، ويد الحكومة بالتالى مغلولة عنه.. فيد الحكومة تطال من تريد إذا مسها سوء، فهل نطلب الكثير إن صرخنا وقلنا: "انجدينا يا حكومة" فى قضية قد لا تخصها بشكل مباشر، ولكنها تخص أمة ومستقبلا صارت مرارته كالعلقم.

وعوداً على بدء، فالبعض اتهم فيلم «678» بالتعرض لسمعة مصر لأنه يناقش برقى ظاهرة التحرش الجنسى، فما بالهم أمسكوا بفيلم ونسوا القنوات الرياضية ورجال إعلامها الذين يسيئون لمصر ليل نهار، وعلى عينك يا تاجر. ولا فرق بين أبوليمونة) كما فى الفيلم)، وأباطرة الإعلام الرياضى و"مساء الأنوار".

اليوم السابع المصرية في

26/12/2010

 

حنان شومان تكتب: ابنة الريحانى المزعومة

الفصل الأول

منذ أربع سنوات وبالتحديد فى ليلة افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وقف الحضور إجلالاً وتقديرًا لاسم الفنان الراحل نجيب الريحانى، الذى أهدى المهرجان الدورة لاسمه الخالد، ولم يكن فى ذلك شىء غريب بل على العكس كان حدث يدعو للفخر باسم وفن نجيب الريحانى الذى منح المسرح والسينما المصرية كثير من القيمة والتميز، فأن ينادى وزير الثقافة على اسم الريحانى فى مهرجان سينمائى لم يكن بالمفاجأة ولكن المفاجأة التى أدهشت الحضور كان صعود سيدة تبدو عليها ملامح أجنبية فى السبعين من عمرها لتسلم التكريم وتقديمها باعتبارها مفاجأة المهرجان لأنها ابنة الريحانى الذى عاش ومات حسب ما هو معلن دون أن يرزق بولد أو بنت.

اعتبر القائمون على المهرجان أن هذه المفاجأة تضاف إلى إيجابيات المهرجان لأنهم أتوا بما لم يأت به الأوائل فقد كشفوا سرًا يخص نجم ظل عمرًا دون أن يعرفه أحد، وتنافست محطات التليفزيون والصحف فى ذلك الوقت على الفوز بحديث من الابنة المجهولة التى صعدت على المسرح وتمنت لو أن أباها كان يعيش معها هذه اللحظ، قصة بالفعل فى حينها بدت كقنبلة صحفيين ولو صحت لكان لمهرجان القاهرة السينمائى السبق الخبرى فى هذه الحكاية التى تبدو كأفلام السينما.

وتناولت الصحف الحكاية ببعض الارتياب فالبعض كتب مؤيدا بأن الحياة فيها ما هو أكثر غرابة من السينما وآخرين شككوا فى صدق القصة، وعلى كل حال فقد دفعت دراما قصة ابنة الريحانى المجهولة أحد صناع السينما وهو د.محمد كامل القليوبى لأن ينجز فيها تسجيليا طويلا مستغلا وجود ابنته المجهولة فى سرد تفاصيل عن عملاق الكوميديا والمسرح الراحل.

ولم أجد فى هذه القصة ما يستوقفنى إلا كم الدموع التى ذرفتها باسم والدها أو التى تسيل من عيونها وهى فى أى لقاء تليفزيونى أو حتى وهى تشارك فى الفيلم القليوبى، فالابنة التى بلغت السبعين من العمر ولم تعش مع والدها حسب روايتها إلا أقل القليل من الوقت وبالتالى ارتباطها به كان هامشيا، إضافة لكونها فرنسية عاشت طفولتها وشبابها فى بلاد بارة وبالتالى مشاعرها ليست شرقية.. كل هذا جعلنى أنظر للأمر ببعض الريبة وأشعر فى داخل نفسى بأن الحكاية فيها من الخيال أكثر من الحقيقة، ومن الأداء التمثيلى أكثر من الصدق ولكن كم من قصص فى الحياة نعيشها وتكاد لا تُصدق ولكنها فى النهاية تكون حقيقة ولم لا؟ والأهم ما الذى يضير فى أن يظهر للريحانى ابنة مجهولة لاشىء؟

الفصل الثانى

ومر بعض الوقت ومنذ عدة أشهر نشر المسرحى د.أحمد سخسوخ فى مجلة "أخبار النجوم" على مدى أربع أسابيع مجموعة من المقالات يفند فيها حكاية ابنة الريحانى المجهولة ويؤكد بعدة دلائل كذب قصة جينا الابنة المجهولة من خلال مذكرات نجيب الريحانى نفسه ومن خلال حكايات عن خلفية جينا نفسها التى حكى إنها ممثلة أدوار صغيرة فى بعض الأعمال الفنية، إضافة أى شهادات البعض بأن الريحانى كان عقيما لا ينجب، قرأت مجموعة المقالات وتذكرت هواجس السابقة حين أطلق المهرجان الحكاية فى بدايتها، ولكنى ظلت الحكاية لو صحت إطارها أن هناك امرأة وجدت فرصة رائعة لكى تصبح شهيرة فلم تتردد ولكن ظل السؤال كيف سمحت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى بالدخول فى متاهات صدق أو كذب نسب خاصة أن المهرجان يتبع وزارة الثقافة التى تمثل الحكومة، وإن كانت أسئلتى السابقة وتساؤلاتى لا ترقى لاتهام أو مشكلة كبرى ولكنها ظلت فى إطار التعجب.

الفصل الثالث

واستدعت ذاكرتى كل ذلك حين قرأت هذا الأسبوع تقرير نشره الزميل نبيل سيف فى جريدة "الفجر" فى صفحة الحوادث بعنوان مجهول يسحب 400 ألف جنيه من تركة نجيب الريحانى دون مستندات، والتقرير يقول إن هناك صراعا حول تركة الريحانى الممثلة فى فيلا بالمعادى تقدر بـ70 مليون ولوحة بحجم كبير للفنان الراحل بحوالى 2 مليون ومسرح الريحانى وقصر الريحانى فى حدائق القبة الذى تستغله وزارة الثقافة كقصر ثقافة، إضافة إلى شاليه فى رأس البر وأن هذه الثروة تقدر بأكثر من 200 مليون جنيه إن لم يكن أكثر وأن آخر وريث فى عائلة الريحانى وهى زوجة بديع ابن شقيقة الريحانى قد توفيت منذ حوالى عام ومنذ ذلك الحين كما يوضح التقرير يدور صراع بين مجموعة من المحامين وهواة اصطياد ثروات الموتى بلا ورثة وبنك ناصر الذى يحصل على هذه الأموال، وأضاف التقرير بأن وزارة الثقاقة سارعت بتقديم طلب لاستصدار قرار من قبل رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية لتحويل تركة الريحانى التى لا يوجد لها وريث لحيازة الوزارة حتى يتسنى لها أن تقيم بها متحفا للريحانى لأن لو حدث أن بنك ناصر استولى عليها ستباع دون الاستفادة من قيمتها التاريخية وهى من متعلقات نجيب الريحانى الخالد، وهنا كان لابد أن كل صفارات الإنذار فى عقلى تعمل وتربط الفصول الثلاث ببعضها بداية من ظهور الابنة المجهولة مرورا بحكايات د.سخسوخ ثم أخيرا خبر فى صفحة الحوادث تتصدره صورة الريحانى، عشرات من الأسئلة سأتركها للقارئ كما يطرحها ويقاسمنى الحيرة، ولكن يظل السؤال الأكبر كيف يتسنى لوزارة الثقافة أن تطالب بوضع يدها على ميراث الريحانى مدعية أنه بلا وريث ووزيرها الذى على رأسها قد وقف منذ ثلاث أعوام على مسرح الأوبرا فى حفل افتتاح مهرجان دولى يسلم ابنة الريحانى تكريم والدها؟؟؟ هل كانت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى حسنة النية وهى تقرر اعترافها ببنوة جينا الفرنسية لنجيب الريحانى ولم تدرك أن الفرحة بخبطة إعلامية للمهرجان من الممكن أن تحمل خبطة العمر لآخرين يبحثون فى ثروات مات وتنتظر الآكلين؟؟ مجرد أسئلة لا أملك إجابة قاطعة عليها ولكنى بالتأكيد أطلب من المسئولين سواء فى وزارة الثقافة أو الداخلية أن يردوا عليها من أجل الحفاظ على اسم وثروة إن لم يكن لها صاحب فالشعب المصرى أولى بها؟؟ وربما وقتها فقط سأكتب الفصل الأخير.

اليوم السابع المصرية في

26/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)