حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يا ابن القنصل يا

بقلم: ايريس نظمي

جملة قالتها فاتن حمامة في فيلم »الخيط الرفيع«.. وكانت أول مرة تقولها في السينما »يا ابن الكلب«.. فأصبحت سائدة في الكثير من الأفلام، وتطورت لأبعد من ذلك.. وكأنها ألفاظ عادية جداً.. وقد صرحت بها الرقابة بعد أن قالتها سيدة الشاشة.

أقول هذا بسبب ما سمعت هذه الجملة أكثر من مرة في فيلم »ابن القنصل« وأعتقد أنها إذا حذفت فلن تزيد ولن تنقص من الفيلم.

> > >

وفيلم »ابن القنصل« بطولة النجم أحمد السقا، وغادة عادل، وخالدصالح .. الفيلم تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج عمرو عرفة.

الفيلم لا يقدم قضية معينة ولا رسالة.. لكنه يقدم فيلماً للمتعة والتسلية وهو في حد ذاته هدف.

ويعجبني في أحمد السقا بطل »الأكشن« الذي لا يجاريه أحد في هذا المجال.. في أفلام المطاردات والتوتر، والمواقف والحركات العنيفة التي سببت له من قبل الكثير من المشاكل الجسدية.. وقد كتبت له مرة »مش كل مرة تسلم الجرة« يعجبني فيه أنه يترك مساحة كبيرة للفنانين الذين يعملون معه متنازلاً عن »البطل الأوحد«، وهو ما فعله عادل إمام في الفترة الأخيرة والذي أشرك معه الكثير من الفنانين النجوم، وبذلك يمكن أن يتحول نجوم الدور الثاني الموهوبين إلي الدور الأول إذا أدوا الشخصية بشكل جيد.. وقد شارك معه من قبل محمود عبدالعزيز في »إبراهيم الأبيض« وللأسف فشل الفيلم.

أراد أحمد السقا في هذا الفيلم أن يغير جلده ويظهر لنا بشكل جديد.. ب»نيولوك« وكل همه أن يقدم فيلماً جديداً.. فالنجاح ليس بحجم الدور بل بأداء شخصياته المميزة.. وإذا كان أحمد السقا هو السبب في إقبال الجماهير.. فإن خالد صالح يعتبر بطل الفيلم الذي ترك له السقا كل هذه المساحة وهو ما يدل علي أن »الكبير كبير«.

والفيلم تدور أحداثه في عالم النصب بمدينة الإسكندرية، وأحداثه غير متوقعه حيث يقدم خالد صالح الرجل العجوز الذي أمضي ثلاثين عاماً في السجن، وقد سموه »القنصل« لأنه بارع في تزوير المستندات وجوازات السفر.. يخرج من السجن إلي العالم الخارجي.. ويلتقي بشاب ملتحي أحمد السقا »عصام« الذي يرتدي الجلابية البيضاء والطاقية والمنضم لإحدي الجماعات الإرهابية، ويحاول إثبات بنوته للأب الذي يشك فيه لأن علاقاته العابرة لم تكن تحتمل أن يكون له أي أبناء.. لكنه يضطر مع إلحاح الابن الذي يناديه »يا والدي« لإيمانه بأنه والده، ويضطر أن يلجأ إلي منزله لكي لا يبيت علي الرصيف.

يجد »القنصل« أن الدنيا تغيرت.. البنات اللاتي يرتدين علي آخر موضة، والملابس مفتوحة وكأنهن ذاهبات إلي كباريه.. كما يري المحجبات والمنقبات.

ونري المفارقات المضحكة بين الأب المزور الذي أمضي ٠٣ عاماً في السجن والمتشوق إلي الجنس، والذي يفتح الإنترنت الذي تعلمه من الابن ويشاهد أفلام الحب والجنس.. في نفس الوقت الذي يصلي فيه الابن الذي ينتمي لإحدي الجماعات الإرهابية.

وتستمر كوميديا المواقف حتي تظهر في حياته العاهرة الجميلة غادة عادل أو »بوسي« وهو الذي أرسلها له الابن عصام، ويحاول الاقتراب منها لكنه يفشل.. ويتضح أن الابن قد وضع له محلولاً يشربه وهذا ما جعله »مبيعرفش«!

كان »القنصل« له أصدقاء وزملاء في هذه المهنة التي كسب منها الكثير وحوّلها إلي سبائك من ذهب وأخفاها عن أصدقائه، ووضعها في إحدي المقابر وخرج ليبحث عنها.

يحاول أن يلتقي بأصدقائه بعد هذه السنوات فيجد أحدهما مشلولاً لا يتكلم جالس علي كرسي متحرك، ويحاول أن يعرفه بنفسه لكن المشلول لا يجيب ولا يعرفه.. والآخر تنكر في شكل جديد، ويستعين بعصام »أحمد السقا« في البحث عن الذهب الذي يجدونه في مخبأ بإحدي المقابر.. ونعرف أن كل ما حدث هو خدعة وأن المشلول ليس مشلولاً ولا أخرس.. كما نعرف أن أحمد السقا ليس ابنه بل ابن أحد أصدقائه وشركائه في عملية التزوير.. ليحصلوا علي الذهب.

المخرج عمرو عرفة يلتقي مع السقا بعد سنوات من فيلم »افريكانو« وكان السقا يمثل فيه الدور الثاني.. كان السقا قد نضج فنياً بعد أدوار الأكشن التي قدمها من قبل ولا يجاريه فيها أحد.. فالأفلام التي قدمها من قبل هي من نوعية الأفلام الهوليوودية.. فوجد أنه يكرر نفسه لذلك اتجه اتجاهاً آخر ليقدم لنا كل الشخصيات والأنماط.. وأري أنه كان موفقاً في هذا الدور.. دور أحد الأفراد الذين ينتمون لإحدي الجماعات.. خفيف الظل.. متعدد المواهب.. كوميدياناً.. يصلي ولا ينظر إلي امرأة.. بار بأبيه الخارج من السجن يعاني من مراهقة متأخرة.

إن البطل الحقيقي في هذا الفيلم هو خالد صالح الذي أخذ مساحة كبيرة من الفيلم استطاع أن يملأها.. النصاب الخارج من السجن بعد ٠٣ سنة، والذي يجد الدنيا قد تغيرت تماماً.. يتمتع بالسذاجة، وبالرغم من كتابة اسمه في التترات نمرة ٣ بعد النجوم أحمد السقا وغادة عادل فإنه استطاع أن يثبت نجوميته في هذا الفيلم.. وقد أضاف خالد الكثير لعمرو عرفة، ويعتبر »الماكياج« في رأيي هو البطل الموازي له، ولولا اسم خالد صالح علي التترات ما كنا عرفناه في شكله الجديد العجوز الساذج الخارج من السجن والذي يؤدي ببساطة.. ولم يهمه أن يكتب اسمه ثالث أو رابع أسماء الأبطال.. المهم أن يقدم فيلماً جيداً وهذا ما اعتدناه منه.

أحب الفنانة غادة عادل فلها حضور قوي علي الشاشة تتمتع بشكل جميل.. وأداء بسيط.. غير متكلفة.

وفي هذا الفيلم قدمت دور جديد عليها.. تمثيل دور »العاهرة« ولكنها ليست عاهرة.. وكانت متألقة في المشاهد التي ظهرت فيها.

المخرج عمرو عرفة استطاع أن يقدم لنا مدينة الإسكندرية بشكل جديد تماماً.. فهي ليس الإسكندرية التي نراها دائماً في الأفلام.. وأحياء لم نكن نعرفها.. وهو مخرج متمكن من أدواته بداية من اختيار السيناريو واختيار الممثلين وتوظيفهم، ويعود الفضل أيضاً لمحسن أحمد المصور الكبير.. المونتاج لمعتز الكاتب كان منضبطاً، وإن أخفق بعض الشيء في الجزء الثاني من الفيلم.. أيضاً الديكورات لسامر الجمال.

إنها محاولة من أحمد السقا لإحياء أفلامه الجيدة بعد فشل فيلميه »الديلر« و»إبراهيم الأبيض«.

أما السيناريو لأيمن بهجت قمر فقد قدم لنا عناصر وأجواء جديدة لم تقترب منها السينما.. وحبكة درامية.. كما استطاع أن يغوص في عالم النصب والنصابين.

أخبار النجوم المصرية في

23/12/2010

 

كل يغني علي ليلاه

بقلم:طارق الشناوي

هناك حالة من الممكن أن نطلق عليها عدوي الحكي الكل يريد أن يحكي  عن حياته وهكذا مثلا شاهدنا  »عمر الشريف« يروي ذكرياته في برنامجه قدمته »مروة حسين« في رمضان قبل الماضي.. أما رمضان الماضي فلقد كان  »أحمد رمزي« هو ضيف »أحمد السقا« جان الخمسينيات في لقاء مع جان الألفية الثالثة.. »نبيلة عبيد« سبق أن سجلت جانبا من حياتها قبل أكثر من عشر سنوات وتفكر في تسجيل تفاصيل أكثر من برنامج آخر.. »سميرة أحمد« اتفقت مع »محمود سعد« علي أن يسجل حياتها من خلال حوار يمتد ٠٣ حلقة تروي فيه حكايتها منذ أن بدأت ككومبارس صامت في السينما الي آخر أعمالها التليفزيونية »ماما في القسم« ولن تنسي بالطبع أن تروي كواليس ما حدث لها في الانتخابات وعضويتها لحزب الوفد.. كبار النجوم طوال التاريخ حرصوا علي تسجيل شذرات من حياتهم صوتا وصورة سبق أن سجل »محمد عبدالوهاب« حياته في ٠٣ حلقة بعنوان »النهر الخالد« تقديم »سعدالدين وهبه« ولم يتقاضي أكثر من نصف مليون جنيه وذلك قبل ٣٢ عاما يومها اعتبرناها صفقة وهابية بينما »أم كلثوم« سجلت اذاعيا حياتها عام ٣٧٩١ ولم تتقاضي مليما واحدا، الفنانون الآن يحصلون علي الملايين في مقابل هذه التسجيلات ولكن هل ما نسمعه أو نقرأه أو نشاهده في هذه التسجيلات هو الحقيقة أم أن كلا يغني علي ليلاه؟!

دائما مثلا ما يتذكر الفانون الكبار علاقاتهم العاطفية القديمة وكثيرا ما تجد الصحافة في تلك الأحاديث مادة ثرية تستحق أن تنشر علي الغلاف.. في أسبوع واحد قرأت حوارا لأحمد رمزي النجم الكبير الذي كانوا يطلقون عليه الولد الشقي في سينما الخمسينيات حكي كيف أنه كان يتصارع مع المخرج »فطين عبدالوهاب« للاستحواذ علي قلب الفنانة »هند رستم« أثناء تصوير فيلم  »ابن حميد« عام ٥٥٩١ ولهذا فلقد استدعوا »ليلي مراد« زوجة »فطين عبدالوهاب« لحضور التصوري وذلك لإخراج »فطين« في حلبة الصراع  حيث انه سوف يري زوجته أمامه فلا يستطيع أن يمارس أي مشاغبات مع »هند« وتخلو الساحة في هذه الحالة لغريمه »أحمد رمزي«.

وقرأت أيضا حوارا آخر مع الفنان »كمال الشناوي« دنجوان السينما وهو يروي أن عددا من رجال السياسة في لبنان طلبوا منه أن يتزوج »صباح« وان رجال السياسة من مصر طلبوا منه ألا يتزوجها وأنه استجاب للضغوط المصرية فلم يتزوج من »صباح«.. قبل ذلك مثلا أعلن »كمال الشناوي« في حوار بأنه تزوج من »عفاف شاكر« شقيقة الفنانة الكبيرة »شادية« وذلك انقاذا للموقف وترك بالتأكيد هذا التصريح علامة استفهام كبيرة حيث أنه لم يقل لنا زي موقف اضطر لانقاذه.. ويجب ألا ننسي أن قطاعا من الجماهير حتي الآن يعتقد من فرط مصداقية الأفلام التي جمعته مع »شادية« (٦٣ فيلما روائيا) أنه قد تزوج من »شادية« معتقدين أنها زوجته.. وبالطبع فإن »كمال« و»رمزي« لديهما قدر لا ينكر من الضبط والربط في أحاديثهم ومن المؤكد يعرفان الفارق بين ما يقال وما لا ينبغي أن يقال علي عكس »صباح« مثلا عندما تنطلق فهي تفتح في الكلام وهكذا مثلا أعلنت أكثر من مرة مثلا أنها قد خانت كل أزواجها بما فيهم »رشدي أباظة« والمذكرات التي تعيد نشرها علي صفحات »أخبار النجوم« الكاتبة الصحفية والناقدة الكبيرة »إيزيس نظمي« تستطيع أن تجد فيها الكثير من هذا رغم أن »صباح« سجلتها قبل نحو ٠٣ عاما أي في مرحلة عمرية تستطيع أن تضبط فيها الفارق بين ما يقال وما لا يقال!!

أغلب الحوارات التي أقرأها للنجوم  أو رجال السياسة في مراحل متأخرة من أعمارهم ألاحظ أنهم يصبحون فجأة هم الشخصيات المحورية في الحياة ولا يوجد غيرهم.. لو أنك قرأت مثلا مذكرات »صلاح نصر« التي كتبها ونشرها الكاتب الصحفي »محمد الصباغ« ستكتشف أن كل أحداث مصر منذ حرب فلسطين حتي انتصار أكتوبر فإن »صلاح« لعب فيها دورا محوريا وأن كل ما أحيط به في فترة رئاسته للمخابرات العسكرية من تجاوزات كانت مجرد مكائد من الحاقدين وهكذا مثلا المذكرات القادمة لشمس بدران أو تلك التي نشرتها الفنانة الراحلة »برلنتي عبدالحميد« وأطلقت عليه اسم »الطريق الي قدري«.. انهم لا يكذبون لا أتصور ذلك ولكنهم يذكرون ما يعتقدون فقط أنه الحقيقة وتلك هي المشكلة حيث يختلط عليهم الأمر بين ما حدث بالفعل وما تمنوا حدوثه.. ويجب أن نذكر أيضا أن الزمن القديم خاصة في العلاقات الاجتماعية داخل الحياة الفنية كان يسمح بأشياء لم تعد يسمح بها الآن وهكذا ينطلق مثلا »رمزي« و»الشناوي« في سرد حكاياتهما العاطفية والشخصية بتفاصيل ليس مسموحا بها الآن.. ولا أستطيع أن ألوم الصحافة والفضائيات في اقتناص هذه الاجابات.. الكل له زاوية رؤية.. الفنان أو المسئول يعتقد أن هذه هي الحقيقة والصحافة تعتقد أن هذا هو السبق الصحفي كما ينبغي أن يكون السبق الصحفي.. ولكني أتصور أن المبالغات وقلب الحقائق ولو بحسن نية هي الدافع الحقيقي وراء تسجيل هذه المذكرات حيث ينسي الفنان أو رجل السياسة كل الأخطاء التي ارتكبها ولا يري سوي أنه ملاك فقط ينقصه جناحين ليطير أو لعله أيضا له جناحين وبدأ الطيران!!

أخبار النجوم المصرية في

23/12/2010

 

دون كارلوس

بقلم:رفيق الصبان

تتابع دار الأوبرا المصرية برنامجها المدهش لتقديم روائع الفن الاوبرالي بالتزامن مع أشهر اوبرات العالم وهي اوبرا المتروبوليتان الامريكية وذلك في نفس توقيت عرضها علي خشبتها الكبيرة في نيويورك.

وكما سبق أن رأينا قبل ذلك أوبرا فاجنر (ذهب الريح) باعداد بصري وموسيقي مبهرة.. كما شهدنا اوبرا موسويسكي (لوريس جودونوف) في أداء صوتي لايضاهيه أي أداء آخر.. شاهدنا هذا الشهر.. الاعداد الجديد لأوبرا (فردي) [دون كارلوس] من خلال مشهديه تفوق الوصف.. وأداء اسطوري قامت به مجموعة مختارة من الأحداث النادرة علي رأسها الايطالي الشاب (روبرتو الانيا) الي جانب السوبرانو الروسية الذائعة الصيت مارينا بوبلافسكايا التي لعبت أمامه دور الملكة اليزابيث دي فالوا.

دون كارلوس.. شأن أغلب اوبرات فردي الشهيرة تقف علي قصة تتنازع فيها الأهواء والعواطف حتي تصل الي أقصي درجاتها وتحتوي علي خلفيات دينية وسياسية واجتماعية لافتة للنظر.. تعكس رأي الموسيقار الكبير فيما كان يجتاح عالمه من تيارات واهواء وسياسات.

تبدأ الأحداث في غابات فونتنبلو الفرنسية.. حيث يتجه دون كارلوس ابن ملك اسبانيا فيليب الثاني لطلب يد ابنة ملك فرنسا اليزابيث.. وهناك يلتقيها في الغابة تائهة عن موكب الصيد الذي يرافقها.. ويقع الحب بينهما من أول لحظة.. دون ان تعرف اليزابيث هوية الشاب الأسباني الذي انقذها.. ولكن ما ان تعرف ان خطيبها المنتظر.. حتي تستبد بها الفرحة.. وتشعر ان أبواب السماء والسعادة قد انفتحت أمامها.

لكن هذه السعادة لم تكن إلا سحابة عابرة.. اذ تختلف التيارات السياسية.. وعوضا عن ان يكون دون كارلوس هو العريس المنتظر.. تتحول الزيجة الي الأب (فيليب الثاني).. وهكذا يصبح الأب غريما لابنه.. في حب الأميرة الفرنسية.. التي تجبرها اهواء السياسة علي القبول بهذا الزواج.. ونسيان حبها الذي ابتدأ في الغابة.. ثم اجهض قبل ان يري النور.. وتنتقل الأحداث بعذ ذلك الي اسبانيا.. حيث نري محاولة دون كارلوس وأد حبه دون جدوي لان نار هذا الحب قد اشتعلت في عروق دمه كلها.

وتقف اليزابيث العفيفة وقفة الرفض لكل محاولات (كارلوس) الاقتراب منها فهي قد اصبحت الان بمثابة أمه.. وعليه احترام التقاليد.. وواجب الأبوة.

كل ذلك يتم.. وفي البلاد تشتعل ثورة مقاطعة الفلاندرز.. التي احتلها الأسبان والتي يحكمها فيليب الثاني بقبضة عسكرية دكتاتورية تساعده علي ذلك هيئة الكنيسة الكاثوليكية التي تشجعه علي ممارسة الطغيان.. بل ان رئيسها الأسقف الكبير يشجعه علي ان (يقتل) ابنه كارلوس الذي تحمس لهذه المقاطعة.. ورغبة من ابيه ان يمنحه حكمها وان يعيد لها استقلالها يساعده في ذلك صديقه الحميم الثائر المتحرر السابق لزمنه رودريجز ماريكز بوسا وعلي الجانب الآخر هناك الأميرة ايبولي الفاتنة التي تقع في غرام كارلوس.. والتي تحاول الثأر منه.. عندما يرفض حبها.. بان تكشف علاقته بزوجة ابيه.. للملك نفسه.. الذي يستبد به الغضب واليأس من عدم حب زوجته له.. فيتهمها بالخيانة والزنا.. مما قد يترتب عليه (حرقها) من قبل الكنيسة.

القصة.. كعادة القصص التي يعتمد عليها فردي في تلحين اوبراته.. مليئة بالأحداث والمفاجآت.. تصل فيها العواطف الي حدودها القصوي.. وتتناوب فيها مشاعر الغضب والغيرة والثأر والمطالبة بالحرية.. والصراع بين الواجب والعاطفة وبين العقل والدين.. وبين التحرر والديكتاتورية الي درجة تمسك بالانفاس.. خصوصا ان التعبير الموسيقي عن كل ذلك وصل في هذه الاوبرا الي أقصي درجاته من التأثير.

المخرج فيكولاس هيتنر فهم كل ذلك فهما عميقا.. واستطاع ان يزاوج في اخراجه بين الدراما.. مستغلا الاضاءة الخلابة.. خصوصا في مشهد الحديقة ليلا.. أو مشاهد الكنيسة أو غرف نوم الملك.. حيث لعبت الظلال دورا دراميا شديد التأثير.

أما الديكور.. الذي صممه بوب كرولي.. فقد تأرجح بين الفخامة  في مشاهدة الكنيسة.. وبين الحميمية في مشاهد الحدائق.. وبين السحر الروحي ذي النزعة الميتافزيقية في مشاهد الكنائس.. ساعده علي ذلك التصميمات اللافتة للنظر في ثياب الأبطال الرئيسية.. الذي كانت ثيابهم تعكس شخصياتهم وعواطفهم بعفوية مدهشة..

ثياب الملكة اليزابيث الحمراء والسوداء ثم البيضاء حسب تدرج عواطفها وتدفقها.. ولم يفت المخرج ان يظهر عبقريته الاخراجية.. في مشاهد كمشهد الحديقة الاسباني ة.. واغنية الأميرة ايبولي.. (التي تذكرنا باغنية كارمن في اوبرا بيزيه) أو مشاهد الاحتفالية بالكنيسة.. واحراق (الكفرة).. بمباركة الكنيسة. أو تحريك المجامع بشكل هندسي بديع.. في مشاهد بدء الثورة علي الكنيسة والديكتاتورية كل ذلك.. وزعه المخرج باحكام.. مراعيا دائما.. الابهار البصري دون ان يؤدي ذلك الي قطع الانسجام مع الألحان الرائعة التي وضعها فردي والتي جعلت من هذه الأوبرا واحدة من اعظم ما لحن علي الاطلاق. خصوصا اغنية الملك فيليب (انها لاتحبني) أو اغنية اليزابيث (ماذا افعل يارب).. أو اغنية البهجة والفرح التي يطلقها دون كارلوس في الفصل الأول.. عندما ينشد.. (ما أجمل الحب السعيد).

وربرتو الانيا.. الذي يلعب دور دون كارلوس.. كان مغنيا شعبيا تخصص في الأغاني النابوليتانية الشهيرة.. قبل ان يتجه بصوته القوي الرنان الي الاوبرا ويبدع فيها.

(دون كارلوس) هو ظهوره الامريكي الأول علي مسرح الميتروبوليتان والذي قوبل بعاصفة هائلة من التصفيق والاعجاب.

بوبلانسكايا التي لعبت اليزابيث وهي مغنية روسية معروفة اشتهرت بادائها دور فيوليتا في اوبرا فردي (لاترانيانا).. وهي هنا تنتقل بصوتها الرنان من دور الغانية الي دور الملكة الشريفة العفيفة التي تكتم حبها في قلبها حتي النهاية.. آملة من السماء ان تجمعها مع حبيبها في فسيح جناته مبهرة المظهر للحب الأرضي الوثني والزائل.

دور اعطته المغنية كل ابعاده الروحية الشفافة.. وحلقت بنا بادائها وبصوتها الي مستويات روحية عالية.. لايمكن الا لفن الأوبرا الغنائي ان يتوصل اليها.

رودريجو الثائر المتحرر.. لعبه البلغاري سيمون كينليسيلا بزخم عاطفي داخلي.. رسم فيه خطوط عريضة لعلاقة غامضة تربط بينه وبين دون كارلوس يمكن للمتفرج الذكي ان يفسرها كما يشاء.. واستطاع المغني البارع.. ان يرسم هالة من الغموض والتشويق حول هذه العلاقة باداءئه الصوتي.. وتعبيرات وجهه.

تماما كما استطاعت (آنا سيرنوف) وهي مغنية روسية اخري ان تقنعنا بدور الأميرة الجميلة اللعوب.. وحققت لنفسها نجاحا ملحوظا في اغنيتها الأسبانية الراقصة وفي التعبير عن غيرتها.. وندمها.. واحساسها بالذنب.

اما فرنوشيو فبرلانتو.. البارثيوان الشهير.. فقد حقق أكبر نسبة من النجاح في ادائه لدور فليب الثاني.. وخلقت اغنية (انها لم تحبني) عاصفة هوجاء من التصفيق المجنون لدي المشاهدين.

كما قلنا.. استطاعت ادارة الميتروبوليتان- ان تجمع لهذه الأوبرا اساطين الغناء في العالم كله، لتقدم صورة مدهشة.. عن عواطف متأججة.. وعن الحب المستحيل.. وعن الثورة الشعبية وعن استبداد الكنيسة وتهور التعصب الديني.

كما رسمت صورة نفسية خارقة للعادة في العلاقة الفرويدية بين اب وابنه الحقيقة ان (دون كارلوس) اوبرا ذات نوعية خاصة.. يمكننا ان ننظر اليها من زوايا مختلفة فهي قصة عاطفية.. او هي نقد سياسي »دراما نفسية سيكولوجية« أو (مغناة) تحتل مكانا بارزا في اوبرات فردي.

ولكن كما قدمتها فرقة المتروبوليتان تحفة مبهرة للسمع والنظر والتأمل تحفة.. لن تغادر ذاكرتنا.. لأيام طويلة قديمة.

أخبار النجوم المصرية في

23/12/2010

 

ثيرون وجوليا علي عرش مملكة الشر

كتب عبد الله حسان

رشحت كل من »جوليا روبرتس« و»تشارليز ثيرون«  لأداء دور الملكة الشريرة أوEvil Queen  التي تعد أحد أهم ملامح قصة الاطفال الشهيرة »سنووايت والأقزام السبعة« الشهيرة، وذلك في فيلمين مختلفين تنتجهما شركتا انتاج مختلفتان في هوليوود.

ودخلت شركتا الانتاج في مفاوضات مكثفة مع النجمتين الحاصلتين علي جائزة الأوسكار لأداء ذات الدور في اقتباسات للرواية الشهيرة وحسب موقع Deadline  تتفاوض شركة Universal مع النجمة الجنوب افريقية لاداء الدور من اقتباس المخرج »روبرت ساندرس« والذي يحمل اسمه "Snow white The Huntsmar" أما النجمة »جوليا روبرتس« فقد دخلت في مفاوضات مع احدي الشركات لأداء الدور في اقتباس مختلف لذات القصة حيث ستؤدي الدور في حال نجاح المفاوضات في فيلم يحمل اسم "Thre bro Ther Olimrra".

وفي حال نجاح المفاوضات ستصبح المرة الأولي التي يعرض في عام واحد فيلمان بنجمتين مختلفتين تؤديان ذات الدور في العملين.

ومن المتوقع أن يعرض الفيلمان في العام ٢١٠٢ ومن المعروف أن »جوليا روبرتس« قد عرض لها هذا العام فيلم "Eat pray love" المأخوذ عن الكتاب الشهير للممثلة الأمريكية اليزابيث جلبرت، وحصدت روبرتس الأوسكار عن فيلم "Erin Brococvic" الشهير عام ١٠٠٢.

أما »ثيرون« فقد حصدت الأوسكار للعام ٥٠٠٢ عن فيلمها الشهير Monster الذي أدت فيه دور قاتلة وهو الفيلم المأخوذ عن قصة حقيقية.

أخبار النجوم المصرية في

23/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)