حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بلبل حيران :

رؤية سينمائية ساخرة عن علاقة الرجل الشرقي بالمرأة

ماجدة خيرالله

للأفلام الكوميدية منطقها الخاص، ولايجوز أن تطبق عليها منطق الفيلم الواقعي أو السياسي، ولكن للأسف بعض من يكتبون عن الأفلام يجهلون تلك الفروق، ويتساءل أحدهم هل من المنطق أن تقوم الطبيبة بتنظيف أسنان مريضها أو أن تجلس للاستماع إلي قصة حياته طوال يوم عملها الذي كتب هذا الرأي لايفهم شيئا عن تصنيف السينما الكوميدية،  التي تميل إلي المبالغة أحيانا، وغدا حاولنا أن نطرح أسئلة مشابهة حول أهم أفلام الكوميديا التي قدمتها السينما المصرية أو العالمية، سوف نخلص إلي أن كلها تبعد عن منطق الحياة الطبيعية! وهل يمكن أن يقبل العقل وجود حبوب للشجاعة أو الصراحة مثل تلك التي قدمها الفيلم الكوميدي الرائع أرض النفاق"المصري" وهل يقبل العقل أن يعثر الانسان علي قناع يكتسب من يرتديه قدرات خارقة؟ مثلما حدث مع الممثل "جيم كاري" في الفيلم الامريكي "القناع" أو mask

فن السينما يعتمد في الأصل علي خصوبة الخيال، ومايحدث علي الشاشة يختلف أو يجب أن يختلف عما يحدث في الواقع، ومن الخطأ الفادح أن نعتقد أن مدرسة الواقعية هي الوحيدة التي ينتمي إليها كل الأفلام، فلكل فيلم قانونه الخاص وعالمه الذي  يميزه عن غيره من الأفلام وتكمن مهارة كاتب السيناريو والمخرج وبقية فريق العمل في تصديق مايجري علي الشاشة!

وأكثر نجوم الشاشة نجاحا هو من يملك جرأة التجربة والابتكار والخروج عن المألوف، وهي أسباب نجاح وتفرد الفنان أحمد حلمي، فمع كل فيلم جديد يقدمه يتساءل الجمهور عن الشخصية التي سوف يظهر علينا بها فحلمي من القلائل الذين يحرصون علي أن تكون كل شخصية يلعبها لها ملامح خارجية وداخلية تميزها عن غيرها من الشخصيات التي سبق له تقديمها! وفي أحدث أفلامه »بلبل حيران« الذي يعتبر التجربة الثالثة التي تجمعه بالمخرج الموهوب خالد مرعي يقدم حلمي شخصية مبتكرة، بلبل شخصية تشبه الكثير من الشباب فهو متردد، يبحث عن نموذج فريد من النساء، ويطمح أن تجتمع في الفتاة التي يختارها شريكة لحياته، كل المميزات والخصال التي يمكن أن ترضي غرور الرجل، جميلة وجريئة وعصرية وذات شخصية، فإذا عثر علي  فتاة بها تلك المواصفات، سرعان مايضيق بها، ويشعر أنها لاتهتم به ولاتعتمد عليه وأنه لايمثل شيئا إيجابيا في حياتها، وينجذب بسرعة للفتاة التي تغرق في شبر مية، قليلة التجربة التي تلقي بأعبائها عليه، وليس لها موقف من الحياة، وطبعا هذا النموذج من النساء يصيب الشاب بالملل والضيق أيضا، في مشاهد الفيلم الأولي يقدم لنا السيناريست خالد دياب ملامح بسيطة لشخصية بلبل "أحمد حلمي"، الذي نراه راقداً في مستشفي ، وقد أصيب بكسور وجروح وكدمات لانعرف سببها، وتقوم الطبيبة الشابة أمل" إيمي سمير غانم"برعايته وأثناء ذلك يدور بينهما حوار طويل، يحكي لها من خلاله تجربته مع الجنس اللطيف،وتبدأ الحكاية بلقائه بياسمين "زينة" وهي فتاة جميلة وعصرية ولها شخصية مستقلة ومسيطرة أحياناً، ويقرر بلبل أن يفسخ خطبته لها، ليبحث عن أخري بها مواصفات مختلفة ويجد غايته مع هالة "شيري عادل" التي تختلف تماما عن ياسمين ويفرح بها بلبل فترة من الوقت، ولكنه يدرك أن قلة خبرتها في الحياة واعتمادها عليه في كل كبيرة وصغيرة يمكن أن يصيبه بالجنون ويقرر للمرة الثانية أن يفسخ خطبته، مما يسبب للفتاة ألماً كبيراً، ويحدث أن يصاب بلبل بفقدان مؤقت للذاكرة ويلتقي مرة ثانية بخطيبته الاولي ياسمين فيعجب بها ويتمناها زوجة، ولكن الفتاة التي كانت لاتزال تعاني من جرح كبريائها بعد هجره لها، تقرر أن تلقنه درساً بمساعدة خطيبته الثانية هالة! يعتمد الفيلم علي كوميديا الموقف، وعن كشف جوانب من علاقة الرجل والمرأة ونظرة كل منهما للآخر، وهذه النوعية من الأفلام كانت السينما المصرية تقدمها بنجاح في سنوات مجدها، مثل أفلام آه من حواء والزوجة 13 وإشاعة حب وغيرها وهي أفلام بسيطة وخفيفة لاتطرح أي نوع من القضايا ولكنها رغم ذلك تحقق نجاحا كبيرا، فالعلاقة الأزلية بين الرجل والمرأة تؤدي إلي حكايات لاتنتهي ،وللأسف توقفت السينما المصرية عن تقديم تلك النوعية من الأفلام، واستغرقت في تقديم أفلام القضايا الكبري،أو تلك التي تعتبرها كبري، واختلط الأمر لدي الجمهور والنقاد أيضا حتي أصبح السؤال المكرر الذي يطرحه معظم الصحفيين علي صناع الأفلام "إيه القضية اللي بتطرحها في فيلمك؟" واختلط الأمر وأصبحت الأفلام تنافس الجرائد اليومية وبرامج التوك شو في عرض القضايا الآتية فقط، مع تجاهل تام لحقيقة كون السينما وسيلة للمتعة والترفيه أولا،ثم وسيلة  لطرح القضايا ثانياً وثالثاً،أما السينما الأمريكية وغيرها من سينما العالم فهي تعي تلك الفروق تماما وتقدم بين الحين والآخر أفلاما ترفيهية بحتة، بعضها ينتمي لنوعية الأكشن أو الفانتازيا، أو الكوميديا الاجتماعية، وبلبل حيران من تلك النوعية التي تعتمد علي كوميديا الموقف وسوء الفهم، وهي تمنح المشاهد جرعات مكثفة من الضحك يغسل الهموم، ويجعل الحياة أقل كآبة وسخفاً ولو بشكل مؤقت،ويقدم أحمد حلمي أداء شديد البساطة لشخصية بلبل، ولكنها تلك البساطة التي تعبر عن امتلاك الممثل لحرفية الأداء بحيث يحافظ علي الشعرة الدقيقة التي تفصل بين الأداء الكوميدي الراقي والأداء الهزلي  الذي يميل"للاستعباط"، ويعتبر الحوار من أهم عناصر التميز في الفيلم خاصة أن البطل يقضي معظم مشاهد الفيلم وهو راقد "مربط "علي فراش مستشفي يحاور طبيبته الشابة! ورغم أن المساحة الأعظم من الفيلم كانت لشخصية بلبل إلا أن السيناريو قد رسم بقية الشخصيات،بشكل جيد سمح بتألق زينة في شخصية ياسمين،الفتاة العصرية،وشيري عادل في شخصية الفتاة اللخمة التي تعيش في ظل شخصية أمها،أما إيمي سمير غانم فهي تكتسب مع كل فيلم تقدمه أرضا جديدة تقربها من البطولة المطلقة وهي تتمتع بوجه هاديء وقدرة مذهلة علي الأداء العفوي،فيلم بلبل حيران يقدم حالة من البهجة كنا في أمس الحاجة إليها،في ظل تلك الظروف المرتبكة التي نعيشها هذه الأيام!

آخر ساعة المصرية في

30/11/2010

 

الفنان الذي صنع له الشعب تمثالا

بقلم : إيريس نظمي 

لم أعرف محمود شكوكو علي المستوي الشخصي.. فقدكنت لا أزال صغيرة.. لكنه لفت نظري بجلبابه البلدي والزعبوط  فوق رأسه.. وعصا يرقص بها.. وذلك من خلال تمثال له كان يجول بائعو العربات الجوالة في الشارع وهم ينادون عليه »شكوكو بقزازة« كان البائع يركن عربته الجوالة تحت منزلنا في شبرا.. وأشب من الشرفة لأتأمله وقد علق الكثير من النسخ الجبس فوق عصيان من الجريد علي العربة. وكان الأطفال يلتفون حول العربة ليشتروا شكوكو يقزازة فهو الفنان الشعبي المحبوب من جمهور البسطاء زمان.

ثم عرفته من خلال أغانيه ونكاته ومنولوجاته الشعبية المأخوذة عن أفلامه التي كانت تذاع في الإذاعة.

❊❊❊

وكان يؤلفها بالفطرة لأنه لم يكن يعرف القراءة والكتابة.. وكلها أغاني تثير الضحك أذكر منها أغنية »حمودة فايت يا بنت الجيران أديني بوسة ونازي أخوكي«.

ولمع شكوكو من خلال فيلم عنبر لليلي مراد وأنور وجدي في الاسكتش الذي شارك فيه ليلي مراد مع بعض الممثلين الذين يتقدمون لخطبتها في فيلم »عنبر« وكل منهم يقول مزاياه من أجل الفوز بها يقول فيه: »من ناحية قلبي ونار قلبي.. واتحبب موت وحبيبي لو غاب يوم عني.. أرقع ميت صوت بلدي ومدردج وقدرجي وبنيت م الفول والطعمية أربع عمارات«.

وقدم شكوكو اسكتشات ناجحة في أفلامه مع شادية وإسماعيل يس.

ولمع شكوكو الذي ولد في حي شعبي بالدرب الأحمر.. وعمل مساعد نجار مع والده في ورشة نجارة.. فهو لم يدرس.. ولم يلتحق بمدارس.. ولكنه كان يؤلف منولوجاته بالفطرة وأغانيه التي بلغت 600 منولوج اسمه الحقيقي محمود إبراهيم إسماعيل موسي.. واكتسب لقب شكوكو من أبيه الأسطي إبراهيم الذي اشتهر في الحي باسم إبراهيم شكوكو.

اتجه شكوكو لفن المنولوج من خلال الفرق الشعبية التي كانت تغني وترقص في المقهي المقيم أمام ورشة الخشب التي يعمل فيها الوالد.. كان يطلق النكات والمونولوج والرقص الشعبي التي يؤلفها لنفسه من خلال هؤلاء.. وكان ذلك من باب الهواية بدون مقابل.

وانتقل شكوكو بعد ذلك إلي شارع محمد علي وقام بالغناء  في الأفراح مجانا فاكتسب خبرة وذاع صيته وشهرته.

ويصعد شكوكو سلم النجومية في الثلاثينات وبعد افتتاح الإذاعة بعامين حين التقي برئيس الإذاعة محمد فتحي الذي كانوا يطلقون عليه »بلبل الإذاعة«.. وطلب منه أن يغني في الإذاعة فالمعروف في ذلك الوقت أن محمد فتحي كان له الحس القوي في اكتشاف الفنانين الذين أصبحوا نجوما بعد ذلك.

❊❊❊

اتجه محمود شكوكو بعد ذلك إلي الفرق الفنية ذات الشهرة في ذلك الوقت حين التحق بفرقة علي الكسار ليقدم المونولجات والنكات إلي جانب الرقص وبعض المشاهد التمثيلية.. ثم تختطفه فرقة حسن المليجي التي عمل بها سنوات ثم انضم إلي فرقة »محمد الكحلاوي« ومن خلال هذه الفترة بدأت شهرته.

❊❊❊

وتزداد أهمية شكوكو حين قدم لمسرح العرائس شخصية »الأراجوز« الشهيرة التي سبق أن قدمها في الموالد والأفراح الشعبية وتدرب عليها في معهد الموسيقي ومعهد التمثيل بعد ذلك.

وقد بدأ التمثيل في السينما في بداية الأربعينات حينما قدم أول فيلم (بحبح في بغداد) وبعدها قدم حوالي 83 فيلما ومن أهم هذه الأفلام التي شارك فيها مع ليلي مراد وأنور وجدي فيلم »ليلي بنت الأغنياء« و»عنبر« و»قلبي دليلي« كما قدم »طلاق سعاد هانم« و»سحر وجميل« و»خضرة والسندباد القبلي« و»الأسطي حسن« و»ابن الحارة« والسر في بير وظلموني الحبايب وعروسة المولد وحب ودلع وزقاق المدق.. وشلة الأنس وغيرها ومعظمها قدمها للبسطاء وأولاد البلد الذين ينتمي لهم.

❊❊❊

وبالرغم من هذا الكم من التمثيل والرقص البلدي والمونولوج الذي صعد به إلي قمة الفن.. فقد رحل شكوكو فقيرا .. اتصلت به ذات مرة في أواخر رحلته مع الفن وذلك من خلال التليفون لكي يشارك بفنه في حفل خيري لكنه اعتذر بحجة مشغولياته وفوجئت به في الحفل يغني ويرقص ويلقي بنكاته ومولوجاته.. وعرفت ذلك أنه اتصل به متعهد الحفلات والاتفاق علي الأجر.. وقد أسعد كل الحضور بفنه التلقائي الفطري.. وبالرغم من ظهور عشرات من الفنانين الشعبيين الذين لم أستطع أن احفظ أسماء الكثيرين  منهم لم يثروا الفن ولم يتركوا أي علامة أو بصمة علي الفن الشعبي ليظل شكوكو هو الوحيد الذي أسعدنا بفنه المتميز.. ورحل شكوكو لكن أعماله لاتزال باقية ولا تزال تسعدنا.. ولم يظهر من بعده شكوكو آخر حتي الآن.

آخر ساعة المصرية في

30/11/2010

 

مؤتمر صحفي لكي تفضح علاقتها بالأخوين جون وروبرت كيندي

كتب عبد النور خليل 

إذا كانت الملاحظة الأولي للصحفيين علي روبرت كيندي، عند وصوله إلي فندق سان فرنسيس بمدينة سان فرنسيسكو، أن ابتسامته شاحبة، فمن المؤكد أن هذه الابتسامة قد غاصت واختفت تماما عند دخوله جناحه الخاص في الفندق فقد كانت إشارة نور الرسائل الحمراء موقدة في جهاز التليفون، وقال عامل التليفون المنفعل جدا لأحد مساعدي روبرت كيندي إن ماريلين مونرو قد اتصلت ثلاث مرات.. وبعد فترة من الزمن أخبر نفس عامل التليفون هذا، فلورابل موير، محقق الحوادث والجرائم في مجموعة صحف هيرست أن ماريلين مونرو واصلت اتصالاتها، وأن مساعدي كيندي واصلوا تجاهل الرد علي هذه الاتصالات.. علي الأقل لم يردوا عليها من تليفونات الفندق.

وفي وقت مبكر من هذا المساء، كانت ماريلين مونرو أقل اقترابا من بوبي أكثر مما كانت في أول الأسبوع. وفي طريقها إلي موعد مع طبيبها المعالج هايمان إنجلبرج، وموعد آخر موسمي مع طبيبها النفساني جرينسون توقفت ثلاث مرات لتجري اتصالا تليفونيا من أكشاك التليفون في الشارع.. وبعد عدد من الحقن من مهدئ غير معروف نوعه حقنها به أنجلبرج، اتصلت بصديقها سلاتزر في بيته.. وثرثرت معه لدقائق ، ثم تحدثت مع صديقه لي هنري صاحب أحد المطاعم، وبعد حوار قصير. عادت ماريلين مونرو تجدد تهديداتها للأخوين كيندي قائلة :

- إذا لم يتصل بي روبرت كيندي قبل نهاية عطلة الأسبوع هذه، فسوف أعقد مؤتمرا صحفيا، أفجر فيه كل الحقائق عن هذا الشيء البشع.

- وسألها سلاتزر :

- أي شيء بشع هذا ؟!

- - سوف أفضح علاقتي بالأخوين - جون وروبرت

كيندي.. ليس هناك من صحفي إلا ويتصل بي ويطاردني ليعرف حقيقة هذه العلاقة. والحقيقة واضحة الآن أمامي تماما.. أن الأخوين كيندي قد نالا مني ما كانا يشتهيانه ثم مضيا دون أن يعبأ أي منهما بي.

- وأقلقت هذه التهديدات سلاتزر فقال لماريلين :

- لنقل أنك قد عقدت هذا المؤتمر الصحفي يا ماريلين.. ماذا سوف تكسبين منه ؟!!.. - لماذا لا تتناسين كل شيء؟!!..

وأجابت ماريلين :

- لقد قلت لك.. إنني أريد أن أسمعها منه.. أريد أن أسمع بوبي يعلن نهاية علاقته بي بنفسه.

- وأخبرت ماريلين مونرو أيضا صديقتيها جين كارمن وإليزابيث كورتيني، رئيسة التنفيذ للمصمم جان لويس، أنها تخطط لإقامة مؤتمر صحفي عام في أحد المسارح الكبري، علي الرغم من أن الاحتمال الأفضل هو أن تبدي وجهة نظرها، وتقول ما عندها من أسرار وحقائق من خلال مجموعة من الاتصالات الحريصة المحاطة بالسرية مع كتاب الأعمدة المشهورين.

- وفي وقت متأخر من هذا اليوم، بدأت ملكة الشاشة تبحث عن مدير دعاياتها روبرت آلان الذي كان عائدا لتوه من موناكو.. تركت له رسالة فوق جهاز تلقي الرسائل في بيته في بيفرلي هيلز تقول إن عندها أمراً شديد الأهمية لتناقشه معه.. بل إنها طلبت من رالف روبرتس، خبير «المساج» الذي يجري لها «المساج» أن يجد آلان لأنها تريده من أجل أمر مهم. - ويروي آلان :

- لقد اتصل بي رالف فعلا، لكنني كنت في حالة إرهاق جسدي كامل بعد الرحلة بالنفاثة من فرنسا، وكانت حالتي النفسية سيئة لأنني انتزعت من موناكو انتزاعا، وكنت أعرف أنني لو تحدثت مع ماريلين فسوف تصر علي أن أذهب إليها فورا، ربما ببعض مرقة الدجاج وقرصين من الأسبرين.. وقد كنت في حالة سيئة تماما تمنعني من أن أفعل هذا.

- علي أن روبرت آلان لم يلبث أن عرف «الأمر الشديد الأهمية» الذي تطارده ماريلين من أجله.. هو أن تعقد مؤتمرا صحفيا لتفضح فيه علاقتها بالأخوين كيندي..، وقد قال آلان مؤخرا :

- لا أعرف كيف يمكن أن أعالج مثل هذا الأمر.. لقد كنت بالطبع غاضبا وحزينا للطريقة التي عاملها بها كل من الأخوين كيندي. لكن لو كنا تقابلنا كنت في أغلب الظن سأمنعها من أن تجعل من هذه العلاقة شيئا معروفا للناس حتي لا تضر عملها كنجمة أولي علي الشاشة.

- وعندما تقدم الوقت. في ذلك اليوم تحمل بيتر لوفورد هجوما عنيفا غاضبا عندما طلبته ماريلين مونرو تليفونيا لتقول له إن لديها أشرطة تسجيلات خطيرة، تدين روبرت كيندي.. وتسجيلات لما كان يجري بينها وبينه كاملا، وأنها ستذيع هذه التسجيلات علنا إذا اضطرت إلي ذلك.. لكي يبطل بيتر لوفورد خطر هذه القنبلة الموقوتة، وينزع عنها الفتيل الذي قد يفجرها، رجاها أن تذهب معه إلي العشاء في مطعم «لاسكالا» وبعد الكثير من النفاق وإطراء جمالها وفتنتها، سمحت ماريلين مونرو لنفسها أن تقاد إلي الموافقة علي تلبية دعوة بيتر لوفورد للعشاء.

- وبعد يومين من موت ماريلين مونرو.. أخبر أحد الجرسونات روبرت آلان، مدير دعايتها إلي يوم موتها، أن ماريلين وروبرت كيندي، شوهدا معا علي مائدة في أحد مقاصير «لاسكالا» الخلفية وقد تشاركا في نقاش حاد، ودفع الحزن علي موت صديقته ووفائه لها، روبرت آلان إلي تتبع صحة خبر لقائها مع بوبي كيندي قبل موتها، ليحدد من الأحق باللوم في تلك الفاجعة. وتعرض للعديد من المتاعب في تقصيه لهذه الشائعات ثم قال :

- لقد أثبت لي صديقي داخل مطعم «لاسكالا» بما لا يدع مجالا للشك في اقتناعي بأن بوبي وماريلين قد تقابلا هناك فعلا مساء يوم الجمعة.

- ونتيجة لهذا كله، يصبح الأمر الأكثر احتمالا، أن يكون المدعي العام روبرت كيندي، قد تلقي هذه الاتصالات الملحة اليائسة من ماريلين مونرو، وأنهي إليه أصدقاؤه ما تهدد به من فضيحة، قد غادر فندقه في سان فرانسيسكو واستقل الطائرة إلي هوليوود في رحلة سريعة، ليلتقي معها، لقاء سريعا غير مستفز، وخاصة أنه قد ظهر في الصباح الباكر في اليوم التالي في سان فرانسيسكو.. لابد أنه قد طار إلي شمال كاليفورنيا بعد العشاء معها مباشرة، فالرحلة بالطائرة النفاثة إلي سان فرانسيسكو تستغرق 45 دقيقة فقط من لوس أنجلوس.

- وعندما سئل بيتر لوفورد، فيما بعد، عن حادثة لقاء بوبي بماريلين علي العشاء في مطعم «لاسكالا» في تلك الليلة اكتفي بأن يقول :

- هذا القول يثير الشفقة.

- ويقول روبرت آلان مؤكدا :

- لقد قلت إن بوبي كيندي كان في «لاسكالا» مع ماريلين مونرو.. ولا أعرف كيف يدبرون كل مظاهر النفي هذه.. لكنه بالتأكيد كان موجودا.

- والاعتراف بأن هذا اللقاء بين بوبي وماريلين قد تم، معناه أن روبرت كيندي قد لجأ في النهاية إلي أسلوب النعومة والرقة. فآثر أن يلتقي بماريلين علي ضوء الشموع في جو خيالي حالم. وبالورود والنبيذ، حاول أن يخرج ماريلين مونرو من حياته وحياة عائلة كيندي جميعا.. وفشله في هذا لا يترك أمامه من سبيل لتحقيق هذا الهدف إلا أن يكون عنيفا.

- وروبرت كيندي الذي عرفته ماريلين لم يكن وقتها «بطل الأجيال الشابة» الذي تحول إليه بعد اغتيال أخيه الرئيس جون كيندي، ولم تعرف فيه ماريلين مونرو الصلب، المتحمس المدافع عن الحقوق المدنية، الذي انتهي إلي عام 1968 وهو يخوض معركة انتخابات الرئاسة، فلم يكن ليلعب هذه الأدوار، لسنوات عديدة قادمة، ففي عام 1962 لم يكن أكثر من مثير للمتاعب لا يهدأ في أسرة يمكن أن تثير المتاعب الجمة.

- لقد أرسل روبرت كيندي إلي كاليفورنيا لكي ينهي الارتباط بين أخيه الرئيس جون كيندي وماريلين مونرو.. وبدلا من هذا وقع في حبها واستسلم لإغراء ملكة الشاشة.. ولم يكن رعبه الحقيقي في أنها قد شغفته حبا.. لكن الرعب الأكبر الذي أصابه كان سببه الفشل في إرغامها علي الصمت، إن مريدي عائلة كيندي كثيرا ما يقولون «منكتين» مازحين أن بوبي كيندي لا يتردد في بتر ذراعه لو أن الأسرة قد طلبت منه أن يبتره.. فإلي أي حد يمكن أن يتمادي لكي يسكت ماريلين مونرو ؟!!!.

- ما هو الدور «المرسوم» بعناية كي تلعبه واحدة من كبريات شركات السينما في هوليوود لتجعل «القتل المتعمد» لملكة الإغراء ماريلين مونرو عملية انتحار ؟ لماذا شاركت فوكس للقرن العشرين التي كانت تحتكر جهود ماريلين مونرو بعقد طويل الأمد في دفع نجمتها الكبيرة إلي حافة الهاوية، حتي يصدق الناس حكاية انتحارها المزورة !

- إن تاريخ هوليوود عبر الثلاثين سنة الأخيرة اعتبر ماريلين مونرو التي لم تستطع امرأة أخري أن تصبح أسطورة مثلها - في أواخر عام 1961 وشتاء عام 1962 - مجرد حطام لامرأة في مكان تصوير فيلم «شيء يجب أن يعطي» فيلمها الأخير الذي لم تكمله أبدا.. وبعد أن فصلتها شركة فوكس ونحتها عن بطولة الفيلم، بعد ثمانية شهور من التصوير.. وعلي الفور بدأت الدعاية لاستوديوهات فوكس تدور، لتملأ الدنيا ضجيجا بأن الفيلم لا يمكن الاستمرار في إنتاجه أو تصويره، لأنه غير مناسب للعرض، وأن بطلته ماريلين مونرو، قد بدأت تظهر عليها أعراض الجنون.. أو هي قد جنت بالفعل.

- والحقيقة أن عملية إنتاج الفيلم منذ البداية، كانت محاطة بالمتاعب.. إذ كان المخرج جورج كوكور، مضطرا لقبول إخراج الفيلم لأنه كان مرتبطا بإخراج فيلمين لشركة فوكس بعقد ملزم، وكان هذا هو الفيلم الثاني الذي أسندت الشركة إخراجه إليه لينتهي تعاقده، الذي كانت شركة فوكس قد سعت إليه، عندما كان يعمل في إخراج فيلم «دعنا نحب» الذي شاركت ماريلين مونرو في بطولته أمام الفنان الفرنسي المعروف إيف مونتان منذ عامين سبقا إسناد إخراج «شيء يجب أن يعطي» إليه.

- ولم يكن سرا أن ماريلين مونرو، خلال العمل في فيلم «دعنا نحب» قد انبهرت بالفنان الفرنسي إيف مونتان، إلي حد أنها ارتبطت معه بقصة غرام ملتهبة، وكانت تسعي إلي أن تدفعه للطلاق من زوجته الفرنسية سيمون سينوريه لكي تتزوجه وتنجب منه ابنا.. في الوقت الذي كان فيه إيف مونتان صديقا لزوجها الكاتب الأمريكي الشهير آرثر ميللر الذي كانت ماريلين بعد أن أغرمت بإيف مونتان تسعي إلي الطلاق منه.

- كانت ماريلين تصطحب إيف مونتان، خلال عطلات نهاية الأسبوع إلي نيويورك لتتمتع بغرامها معه.. وبالطبع كان المخرج جورج كوكور غير راض عن تصرفاتها تلك، وأنهي إخراجه لفيلم «دعنا نحب» وهو علي قناعة تامة بأنه قد نال كفايته من ماريلين مونرو، ولم يكن يريد أن يعمل معها مرة ثانية عندما تقرر أن يخرج لفوكس فيلم «شيء يجب أن يعطي»، لكن الشركة أجبرته علي أن يقبل العمل مع ماريلين مونرو كبطلة..

- ومنذ اليوم الأول كان شعور جورج كوكور بالسخط والكراهية للعمل معها، باديا تماما في البلاتوه.. وعندما أصر جورج كوكور علي إعادة كتابة السيناريو، وافقت ماريلين، وآزرته في طلبه وأصرت علي أن تضاف بعض المشاهد الرئيسية الخاصة بها.

- ولقد ظلت المشاهد التي مثلتها ماريلين مونرو في هذا الفيلم حبيسة معامل وثلاجات إدارة الإنتاج بشركة فوكس إلي أن عثر عليها هنري شيبر أحد منتجي جريدة فوكس الإخبارية «فوكس نيوز» عام 1990 وفي الوقت الذي كان فيه جورج كوكور، خلال العمل في هذه المشاهد. قد استمر في انتقاد ماريلين مونرو، وكانت شركة فوكس ماضية في إساءة سمعة ماريلين مونرو، مدعية أن هذا الفيلم ينهي تماما أسطورة ماريلين مونرو، التي لم تعد تستطيع أن تعيش أو تتحرك بدون «الحبوب المخدرة».. يكشف هنري شيبر، بعد 28 سنة من رحيل ماريلين مونرو، من خلال المشاهد التي عثر عليها أن ماريلين مونرو كانت في قمة تألقها وتفوقها كنجمة، بل إن شركة فوكس نفسها طبعت هذه المشاهد علي شرائط فيديو في ذكري رحيلها الثلاثين ووزعتها. - قال هنري شيبر :

- لقد تقبل الجميع المقولة التي أطلقتها فوكس في أن ما صور من «شيء يجب أن يعطي» من مشاهد لماريلين مونرو، هو نهاية مؤسفة لنجمة عظيمة في تاريخ السينما.. قضت عليها الحبوب المخدرة.. والحقيقة أن المشاهد التي عثرنا عليها تثبت بالدليل القاطع أن الشركة كانت مخطئة.. وأن ماريلين مونرو كانت أفضل مما كانت في أي وقت.. وأن رؤساء شركة فوكس كذبوا وقتها، لأن لديهم أسبابهم الخاصة للكذب.

- في الفترة التي بدأت فيها شركة فوكس إنتاج «شيء يجب أن يعطي» كانت ميزانية الشركة في الحضيض، وكان سبيرو سكوراس، رئيس فوكس وقتها يبني أماله كلها علي هذا الفيلم الذي تقوم ببطولته ماريلين مونرو وعلي فيلم «كليوباترا» الذي كانت تمثله إليزابيث تايلور في روما.

- لكن حدث في مايو 1962، أن هدد عدد كبير من حملة الأسهم، مجلس إدارة الشركة الذي يرأسه سكوراس بعزل المجلس، فقد كانت إليزابيث تايلور قد بدأت علاقة غرامية مفضوحة بالنجم الإنجليزي ريتشارد بيرتون الذي يشاركها البطولة ويمثل أمامها دور أنطونيو. وكانت زوجته تقيم الدنيا وتقعدها لفضح هذه العلاقة، وكانت فضيحة أخري علي وشك أن تنفجر في أمريكا، عندما تنتشر شائعات عن العلاقة الجنسية بين الرئيس الأمريكي جون. ف.. كيندي وماريلين مونرو، بمناسبة عيد ميلاد الرئيس كيندي يوم 19 مايو وتنوي أن تفجر فضيحة مدوية.. وكان حملة الأنصبة من أسهم فوكس، يرون سلوكيات هؤلاء النجوم، وفضائحهم علي هذا النحو نوعا من سوء الإدارة، والفشل في السيطرة علي النجمات اللواتي تحتكرهن الشركة مثل مونرو وتايلور.

- وتعرضت إليزابيث تايلور في روما خلال هذه الفترة لنفس المتاعب والصعوبات التي كانت تتعرض لها ماريلين مونرو في هوليوود.. كانت إليزابيث تغيب أو تتأخر عن مواعيد التصوير في «كليوباترا» أكثر مما كانت ماريلين مونرو تفعل أثناء تصوير «شيء يجب أن يعطي» هذا إلي جانب أن إليزابيث تايلور قد أضاعت بالفعل 22 يوما من أيام التصوير، بسبب «الكدمات السوداء» حول عينيها وفوق جسدها بعد علقة ساخنة مجنونة من حبيبها الجديد ريتشارد بيرتون.. وكانت إليزابيث تايلور منكبة علي الشراب لكي تزيد الوضع سوءاً.. وحاولت الانتحار مرتين، في أعقاب شجارين عاصفين مع حبيبها ريتشارد بيرتون، وجعلت هذه التصرفات، والفضائح من إليزابيث تايلور تهديدا حقيقيا لمستقبل الشركة التي كانت قد أنفقت علي فيلم «كليوباترا» 42 مليون دولار، وحتي تكون هناك بارقة أمل في أن تستعيد فوكس هذه الميزانية الضخمة، فلابد من أن يكتمل تصوير الفيلم.. ولن يحدث هذا بالطبع بدون بطلته إليزابيث تايلور.. فقد كانت إليزابيث تايلور قد سمعت رأي المحامين الذين يعملون معها، وقد قالوا لها إنه في حالة ما إذا فصلتها الشركة، فيمكنها أن تقاضيها وتوقف تصوير «كليوباترا» لسنوات عدة.

صباح الخير المصرية في

30/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)