حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

شيري: لن أتنازل عن شروطي في أدوار البطولة

كتب ايه رفعت

منذ بدايتها في التمثيل اختارت أن تظهر في أعمال مميزة مع نجوم كبار مؤخراً نجحت شيري عادل في تحدي نفسها بتقديم أدوار متنوعة حتي إنها خلعت عباءة الفتاة المدللة في مسلسل «شيخ العرب همام» والذي عرض بشهر رمضان الماضي.. كما فاجأت الجماهير بحصولها علي دور البطولة السينمائية الثانية أمام الفنان أحمد حلمي من خلال فيلم «بلبل حيران» الذي يعرض حالياً بدور العرض وعن مشاركتها بالفيلم قالت شيري «تلقيت اتصالاً من الشركة المنتجة للفيلم منذ شهر رمضان الماضي، واخبروني أن المخرج خالد مرعي والفنان أحمد حلمي رشحاني لأداء دور في فيلمهما الجديد.. وهذا جعلني في غاية السعادة.. لأنني واحدة من جمهور الفنان أحمد حلمي، وأعشق أفلامه التي يقدمها، كما أنني أحب نوعية الأعمال التي يقدمها خالد مرعي، وأحببت العمل معه، فهو يقدم نوعاً مختلفاً ومبتكراً من الأعمال الكوميدية». وأضافت: «انجذبت للدور منذ قراءتي الأولي للسيناريو.. وأحسست بتفاصيل شخصية (هالة) وشعرت أن هذه الفتاة موجودة حولي وفي كل مكان وكنت أتمني تقديم مثل هذا الدور.. ويكفي أن أقول أن الدور جديد كما أن الفيلم يحتوي علي العديد من التفاصيل التي ستفاجئ الجمهور.

وأكدت شيري سعادتها بخوض أول تمثيلية أمام الفنان أحمد حلمي وقالت شيري إن أغلب المواقف التي حدثت بين فريق عمل الفيلم كانت بسبب (الضحك) أثناء التصوير.. حيث كان حلمي يقول شيئاً من الحوار بطريقته الكوميدية مما يسبب حالة من الضحك الهيستيري في المكان، حتي إنها كانت أحياناً تضحك لدرجة الدموع.. مؤكدة أن هذا لم يكن يزعج حلمي، بل علي العكس فقد كان يتفهم الأمر ويشعر بالسعادة لأنه استطاع أن يؤثر فنياً.

ونفت شيري أنها قد تترك العمل الدرامي لحساب السينمائي مؤكدة أن الدور الجيد تقدمه أينما كان.. وقالت إنها كانت تنوي العام الماضي عدم الاشتراك سوي بعمل درامي واحد، ولكن عندما عرض عليها «ملكة في المنفي» قررت خوض التجربة لأنها فرصة لها. مشيرة إلي أنها لا تستطيع اتخاذ قرار الابتعاد عن التليفزيون لأن هناك جمهوراً لا يهوي الخروج والذهاب للسينما فلماذا لا تذهب هي له في بيته؟

وعن الشروط التي ستضعها شيري لقبول الأعمال الجديدة بعد نجاحها في أدوار البطولة قالت شيري «لا توجد أي شروط فمنذ بدايتي وضعت لنفسي خطوطاً محددة لأسير عليها.. فلو جاءني دور بطولة وغير مناسب لي أو سيقلل من شأني الفني في نظر الجمهور لن أقبله بالطبع».

روز اليوسف اليومية في

24/11/2010

 

بعد 37 عامًا علي اغتياله: ليوناردو دي كابريو ينتج ويمثل فيلمًا عن جون كنيدي

كتب داليا طه 

رغم مرور 37 عاماً علي اغتيال الرئيس الامريكي جون كنيدي ، فإن لغز اغتياله مازال يحتمل نظريات أخري مثل التي سيقدمها الممثل الأمريكي الشهير ليوناردو دي كابريو الذي أعلن عن عزمه إنتاج وتمثيل فيلم عن اغتيال كنيدي.

وذكرت مجلة "فارايتي" الأمريكية المعنية بأخبار المشاهير أن دي كابريو يعتزم القيام بدور البطولة في الفيلم الجديد الذي سيدور حول إحدي نظريات اغتيال كنيدي، لم يتم معالجتها من قبل علي شاشات السينما ، حيث يستند الفيلم الجديد إلي كتاب "تركة السرية: الظل الطويل لاغتيال جون كنيدي" للمؤرخ لأمر والدرون. ويذهب والدرون في كتابه إلي أن المافيا كانت وراء عملية الاغتيال التي وقعت يوم 22 نوفمبر عام 1963 بمدينة دالاس الأمريكية، ومن المقرر أن يلعب دي كابريو دور عميل بمكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي، ومن المنتظر أن يعرض الفيلم في دور العرض السينمائي عام 2013 اي بعد مرور أربعين عاماً علي اغتيال كنيدي .

يذكر أن كنيدي من مواليد 1917 لاسرة ثرية في مدينة بوسطن ذات أصول أيرلندية ، حيث بدا حياته كضابط في البحرية الأمريكية من 1941 وحتي عام 1945 ثم انضم إلي الحزب الديمقراطي ، وتم انتخابه كعضو في الكونجرس 1947 وحتي العام 1953 ثم انتخب كعضو في مجلس الشيوخ منذ العام 1953 وحتي العام 1961 لينتخب بعدها كرئيس للولايات المتحدة عام 1961 .

وقد شهدت فترة حكم كنيدي القصيرة عدة أزمات كان أهمها أزمة خليج الخنازير وملخصها أن المخابرات الامريكية كانت قد أعدت خطة للهجوم علي كوبا في عهد سلفه الرئيس السابق أيزنهاور، وذلك بإرسال مجموعات من الكوبيين المهاجرين في هجوم لاحتلال جزيرة كوبا بدعم من الجيش الأميركي. أمر كنيدي فور توليه الحكم بتنفيذ الخطة وذلك في أبريل 1961 لكن الهجوم البرمائي علي خليج الخنازير فشل فشلا ذريعا باعتراف كنيدي نفسه.

ومن الأزمات التي تعرض لها كنيدي ايضا أزمة الصواريخ الكوبية ، ففي أكتوبر 1962 اكتشفت المخابرات الأمريكية أن السوفيات يبنون قواعد لصواريخ هجومية في كوبا، اعتبر كنيدي أن وجود صواريخ للمعسكر الشرقي علي بعد أقل من مائة ميل من حدوده يعتبر تحدياً واستفزازاً متعمدين، فأمر البحرية الأميركية بمحاصرة جزيرة كوبا برا وبحرا وتفتيش جميع السفن والطائرات المتوجهة إليها ومصادرة أي أسلحة هجومية مرسلة إليها أصبح العالم علي حافة حرب نووية لكن التدخلات أدت إلي فك الحصار مقابل وعد الاتحاد السوفياتي بعدم إرسال أسلحة إلي كوبا من شأنها أن تهدد الولايات المتحدة.

وقد اغتيل كنيدي في نوفمبر 1963 حيث تم اطلاق النار عليه وهو في سيارته المكشوفة أثناء مرور موكبه بشوارع مدينة دالاس ، ومازال لغز اغتيال كنيدي أحد أشهر ألغاز الاغتيال السياسي التي لم تكشف حتي الآن.

روز اليوسف اليومية في

24/11/2010

 

سيد خطاب : لم نرفض سيناريوهات دينية

كتب ايه رفعت 

أكد الدكتور سيد خطاب رئيس هيئة الرقابة علي المصنفات الفنية أنه لم يقدم أي ملاحظات علي الأفلام التي عرضت بموسم عيد الأضحي وقال إن جميع الأفلام التزمت بالتعديلات التي قمنا بإبدائها علي السيناريو قبل تصويرها.. إلا فيلم «محترم إلا ربع»، الذي قمنا بإبداء ملاحظات علي الأغنية الشعبية التي تم تقديمها في مشهد لفرح شعبي بالفيلم، وكان اعتراضنا الأساسي علي كلماتها حيث كانت تحمل معاني غير جيدة كما أن موضوعها يدور حول المخدرات والحشيش، والمسئولون عن الفيلم قاموا بتعديل كلمات الأغنية وقدموها بشكل مختلف.

كما نفي د. سيد خطاب ما نسب للهيئة من رفض السيناريوهات الخاصة ببعض الأعمال الدينية التي كان من المقرر إنتاجها مؤخرًا.. وأكد أنه لم يتلق أي سيناريوهات تخص أي عمل ديني حتي الآن وأنه لا يعلم شيئًا عن سيناريو مسرحية «الحسين ثائرًا» لمراد منير الذي يسرد السيرة الذاتية للحسين، كما أنه لم يتسلم السيناريو الخاص بمسلسل «أسماء بنت أبي بكر» لمؤلفه د. بهاء الدين إبراهيم لكي يبدي أي موافقة أو رفض.

وأضاف خطاب: «لا أعلم أي شيء عن التصريحات التي نسبت للهيئة بأنها رفضت هذه السيناريوهات، ولكني أعتقد أن أصحابها قاموا بعرضها بشكل مباشر علي مشيخة الأزهر لأنهم يعرفون دور الرقابة في توجيه السيناريو الديني للجهة المختصة لإبداء رأيها فيه، وبما أن الأزهر رفض هذه السيناريوهات فهذا يعني أنهم لو عرضوها علي الرقابة فسوف ترفضها أيضًا.

علي جانب آخر أكد خطاب أنه يستعد خلال الأسبوع القادم لإقامة عدة جلسات عمل لبعض السيناريوهات التي تم إبداء الملاحظات عليها مؤخرًا ومنها سيناريو فيلم «عاصمة جهنم» للكاتب محمد الدريني، و«قصاقيص صور» للسيناريست محمد أمين راضي، و«الصمت» للدكتور رفيق الصبان والمخرجة إيناس الدغيدي.. وذلك اعتراضًا من الهيئة علي الموضوعات الجريئة التي تحملها هذه السيناريوهات.

روز اليوسف اليومية في

24/11/2010

 

فيلم «زنديق» بين سذاجة الوضوح وتشوّش الغموض

كتب محمود عبد الشكور 

لا يمكن بالتأكيد الجدل بشأن بصمة المخرج الفلسطيني «ميشيل خليفي» في مجال الأفلام الهوائية والوثائقية من خلال أعمال لا تنسي مثل الذاكرة الخصبة و«عرس الجليل»، ولكننا يمكن أن نتجادل حتي الصباح حول القيمة الفنية والفكرية لفيلمه الأخير «زنديق» الذي فاز بجائزة أفضل فيلم في مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية بمهرجان دبي 2009، نندهش حقًا أن يكون هذا الفيلم المتواضع الذي شاهدناه ضمن فعاليات مهرجان الفيلم الأوروبي الثلاث من إبداع «خليفي» الذي يفترض أن نزيد أعماله نضجًا واحترافًا مع مرور الزمن، وربما لسوء الحظ أننا شاهدنا «زنديق» في حفلة تالية لعرض رائعة المخرج الإيطالي الكبير «ماركو بيللوكيو» التي تحمل اسم «انتصار» أو «mimcera» بالطبع لا نحب المقارنة بين «تبللوكير» و«خليفي» ولكن ماذا نفعل إذا كان الفيلمان ينظران إلي الخلف، ويحاولان التعاطي مع الماضي، شتان الفارق في هذه الرؤية تحديدًا بصرف النظر عن التعبير الفني عنها: فمن رؤية ناضجة واعية عند «بيللوكيو» تنطلق من الخاص إلي العام إلي الإنساني، إلي رؤية غريبة عند «خليفي» تتأرجح بين سذاجة الوضوح وتشوش الغموض، ومن اتقان احترافي في كل عناصر العمل السينمائي عند «بيللوكيو» خاصة في مجال التشخيص إلي ما يقترب من أعمال الهواة عند «خليفي» رغم وجود «محمد بكري»، أشهر مشخصاتي فلسطيني في تعاونه الأول مع المخرج الكبير الذي درس وعاش ودرس السينما في بلجيكا.

مشكلة فيلم «زنديق» مزدوجة: مشكلة فكر ومشكلة فن بطل الحكاية مخرج فلسطيني عائد من أوروبا لانجاز فيلم وثائقي عن شهادات ضحايا نكبة 1948، وكان التصوير «رام الله»، ولكنه يضطر أن يذهب إلي مدينة «الناصرة» مسقط رأسه لكي يشارك في جنازة أحد أعمامه، ويزور أيضًا قبر والديه، عندما يعود المخرج إلي «رام الله» لاستكمال تصوير فيلمه يتلقي تليفونًا من شقيقته بخبر سيئ حيث قام أحد أبناء عمه بقتل رجل إثر شجار، ونتيجة لذلك أصبح كل رجال عائلة المخرجين مهددين بالقتل لأسباب ثأرية قبلية.

أنت تتوقع أن المخرج المشغول بفيلمه، والذي رفض أن يبيت ليلة بعد ذهابه إلي المقابر في «الناصرة»، إن يرفض العودة من جديد إلي حيث هذا الصراع والخطر، ولكن «خليفي» - وهو أيضا كاتب السيناريو - يرد لبطله أن يعود ليبدأ رحلة بين الماضي والحاضر، بين ذاته وواقعه، ويفترض من خلال هذه الرحلة أن يتغير الرجل، وأن يولد من جديد.

هذا هو إطار الحكاية، ولا شك أنها قصة يمكن أن تعد بفيلم يريد أن يقول شيئًا رغم أن فكرة العودة والاكتشاف ليست جديدة بالنسبة للسينما الفلسطينية، ولكن مشكلة «زنديق» ليست في التيمة التي اختارها «خليفة»، وإنما في معالجتها الركيكة فنيا وفكريا مما جعل الفيلم يجمع بين نقيضقين: وضوح ومباشرة تصل إلي حد السذاجة، وتشوش حقيقي يجعلك غير قادر علي أن تبتلع أشياء كثيرة أولها هذا الاسم العجيب «زنديق».. كان غريبًا فعلاً أن يلجأ «خليفي» إلي هذا المصطلح الديني الإسلامي وهو يناقش قضية دنيوية تختلف حولها الآراء، سواء الموقف السياسي من المشكلة الفلسطينية، أو الموقف من الماضي علي وجه العموم، الزندقة إحدي مراتب العصيان ولا تعلوها إلي مرتبة الكفر، ولها أيضًا عقوبتها وضوابطها الشرعية فمن هو الزنديق يا تُري في فيلم «زنديق»؟! ليس أمامنا إلا هذا المخرج البائس الذي لعبه بفتور حقيقي المشخصاتي القدير «محمد بكري»، وما الذي فعله هذا الرجل حتي يستحق هذا الوصف البشع؟ من حيث ما شاهدناه لا أظن أن هذا المخرج العائد إلي وطنه ارتكب ما يستحق الإدانة، بل إن ضجره وقرفه لا يجد ما يبرره اللهم إلا توقفنا عند علاقته العربية بمساعدته الشابة التي لعبت دورها «ميرا عوض»، والتي أراد لها «ميشيل خليفي» أن تكون رمزًا ساذجًا إما للوطن المفقود وللأمل الضائع، وهو رمز استهلكته السينما المصرية العربية بصورة تدعو للرثاء. كل ما شاهدناه، رجل في منتصف العمر، وسيم ودون جوان سابق وحالي، يتعرض لمأزق عاطفي مع مساعدته التي اكتشفت خيانته، وهذا مأزق يمكن أن تتعرض أي شخصية من نفس الطراز في أي فيلم أوروبي معاصر، وربما بنفس التفاصيل، لا نستطيع مثلاً أن نقول أن هذا المخرج قد انسلخ عن وطنه، فقد جاء لتحقيق عمل وثائقي عن ضحايا النكبة الذين يتم حشد شهاداتهم المسجلة والمصورة في شكل فواصل تحاول أن تمسك أجزاء السيناريو الضعيف، أي أن «خليفي» الذي اشتهر بالمزج البارع بين التسجيلي والروائي فشل أيضًا في ممارسة هوايته هذه المرة. من الطبيعي جدًا أن يترك المخرج العائد الناصرة لاستكمال تصوير فيلمه ومن الطبيعي أن يبتئس لنهاية علاقته مع مساعدته الشابة التي يبدو أنه يحبها، ولكن السيناريو يتربص بالرجل، ويريد أن يجعل لمأزقه مدلولاً سياسيا، وتتجسد السذاجة والمباشرة بوضوح عندما يقال بصراحة أن الفلسطيني في الخارج والفلسطيني في الداخل في السهم سواء، وبصرف النظر عن أن ذلك ليس صحيحًا علي إطلاقه فإنه لابد لذلك أن يعود المخرج إلي «الناصرة» تاركًا عمله لمواجهة صدام عائلته مع عائلة أخري قتل أحد أفرادها، ومرة أخري لن تصدق أن الرجل يمكن أن يذهب إلي الخطر بقدميه، ويتسع الجزء الأول لعلاقته بين المخرج العائد وشابة فلسطينية لا تكتمل، ويتسع لثرثرة ساذجة عندما يقبِّلها بعُمق ليؤكد لها أن قُبلة الفلسطيني لا تختلف عن قُبلة الإسرائيلي، ولكنها تتركه فجأة إثر ضجة في الشارع دون أن نفهم شيئًا، ويبدو أنها اكتشفت أن قُبلة الفلسطيني لا بأس بها، ولكن قُبلة الإسرائيلي ألذّ.. ألذّ.. ألذّ!

في الجزء الأساسي الذي يشكل جسم الفيلم تبدأ الرحلة مع المخرج العائد، وللأسف لن تجد الكثير مما يستحق أن يتغير الرجل بسببه، نصف الوقت تقريبًا والرجل يبحث عن سرير لينام فيه في أحد الفنادق بعد أن وجد المطاردات مستمرة داخل الناصرة بين عائلته والعائلة الأخري وكأنه كان ينتظر مثلاً استقبال الفاتحين، يتكرر رفض استقبال الرجل في الفنادق لأسباب مفتعلة: في أحدها يقول له رجل الاستقبال أن لديهم غرفًا وأسّرة صالحة لكل شيء إلاّ للنوم، وفي فندق آخر يجد المكان تحت التجديد، ويرفض صاحب الفندق استضافته بعد إجراء اتصال تليفوني، وفي فندق ثالث يتم استقبال رجل وصديقته ومجندات وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي، ويتم رفض استقبال المخرج، ما دلالة ذلك؟ وما الذي فعله المخرج ليستحق الرفض في وطنه الذي عاد إليه ليترجم أوجاعه في شريط سينمائي؟ تتداخل شهادات فلسطينية مسجلة مع أحلام المخرج بمساعدته التي رفضته أيضا، ونسمع كلماتها وهي تطلب منه أن يحرق أشياءه، فتقوده قدماه إلي بيته القديم، يدخله ويستحضر امه، ويسألها أسئلة تجعلك تضحك من فرط سذاجتها، حيث يتساءل لماذا لم يتركوا المكان؟ فترد الأم: وهل كان من الأفضل أن نتركه، وتنتهي زيارة البيت بإحراق كل المتعلقات بما فيها مفتاح المنزل في دلالة رمزية واضحة بالتخلص من الماضي تماما لكي يعرف المخرج طريقه إلي المستقبل الذي يتمثل في طفل صغير يقابله جاء من غزة بعد أن سُجن والده الحمساوي المناضل، ورغم أن ذلك يفتح بابا جديدا للتساؤلات إلا أن الفيلم ينتهي بالمساعدة الشابة وهي تغوص في الماء بينما المخرج يحاول أن يتجه إليها، وهكذا ننتقل من الوضوح الساذج إلي الغموض المشوش حيث يفتح الباب للمستقبل ويغلق في نفس الوقت!

اعترف أنني بذلت مجهودا ضخما لكي أفهم شيئًا له معني مما رأيت، فبصرف النظر عن تهافت البناء والطريقة الغريبة التي رسمت بها شخصية الرجل وكأنه سائح يزور وطنه، فإن المشهد الوحيد الذي يبقي في ذاكرتك هو مشهد إحراق ذكريات الماضي بما فيها مفتاح المنزل، هنا رؤية لا يمكن ابتلاعها لأنه ماذا يبقي من فلسطين إذا تم إحراق الماضي؟ أفهم أن ينتقد خليفي طريقة تعاطينا غير الصحية مع الماضي التي تجعلنا أسري له ولكن أن يتم إحراق الماضي فهو أمر غير مسبوق ولا يستقيم أبدا في قراءة مخرج كبير قدم قصيدة حب للذاكرة الخصبة؟ لماذا لم يحرق اليهود ذكرياتهم المريرة؟ ولماذا لم يفعل ذلك الألمان مع عقدة النازية؟ ولماذا لم يفعل «بيللوكيو» ذلك في فضحه لكوارث الفاشية من خلال مأساة «ايدا دالسر» مع زوجها الدوتش الكذوب؟ التناقض أيضا صارخ لأن الشخص الذي سيقوم بحرق متعلقات المنزل هو نفسه المخرج العائد إلي وطنه ليسجل ويوثق ذكريات جيل النكبة.

كل ما فهمته أن «خليفي» أراد محاكمة بطله وربما جيله الذي لم نره يفعل شيئًا يستحق عليه هذه المحاكمة، ثم أراد أن يجعله يتغير ولا أعرف بالضبط ما الذي فعله يستحق عليه أن يكون مطالبا بأن يتغير.. مجرد ثرثرة فكرية وركاكة فنية وأفكار مباشرة يمكن طرحها من باب الرفاهية بين المثقفين علي المقاهي الأوروبية، يكفي أن تقارن «زنديق» وبطله.. رحلته بين الماضي والحاضر بالفيلم الرائع «الزمن الباقي» وبطله الصامت ورحلته بعد العودة بين الماضي والحاضر.. لا أقارن هنا بين أساليب التعبير المختلفة، ولكني أتحدث عن نضج الرؤية وعمقها وتأثيرها، إنه بالضبط الفارق بين التجربة الحية الخلاقة والثرثرة الفارغة خاوية المعني!

بدا لي أيضا أن «محمد بكري» في أضعف حالات كان تائها حائرا مثلنا في فهم شخصية المخرج، وبدت «ميرا عوض» في دور المساعدة الشابة أضعف موهبة وأقل حضورا من أن تكون تعبيرا عن رمز وحلم وأمل، وأضاف أصحاب الأدوار المساعدة إلي الفيلم هبوطا علي هبوط.. بدا كما لو أننا أخيرا أمام نوعية من الأفلام تحاول أن تقول أشياء كثيرة.. ولكنها في النهاية لا تقول أي شيء!

روز اليوسف اليومية في

24/11/2010

 

دونوف ودوبارديو ولوتشيني معاً في فيلم جديد:

لا ننظر أبداً الى الوقت حين يمر بأجسادنا!

ترجمة: كوليت مرشليان 

مع الفيلم الفرنسي "بوتيش" أو "إناء الفخار الصيني" للمرة الأولى الممثلة النجمة الفرنسية كاترين دونوف بالممثل فابريس لوتشيني بادارة المخرج فرانسوا اوزون، الا انه يجمعها للمرة السابعة بالنجم جيرار دوبارديو وقد شكلا معاً ثنائياً رائعاً في السينما الفرنسية. والفيلم المقتبس عن مسرحية "بريللي وغريدي" الذي بدأ عرضه في الصالات الفرنسية يجذب المشاهد من جوانب عديدة أبرزها النجمان دوبارديو ودونوف وقد أجرت معهما صحيفة "لوفيغارو" حديثاً مشتركاً وقد اجاب كل على حدة من دون علم له بجواب الآخر لجعل المقاربة مشوقة بين الاثنين وقد جاءت الاجابات على الشكل التالي:

فحول سؤال عن زمن الفيلم اي السبعينيات أجاب الاثنان:

[ دوبارديو: "العب شخصية "كوريس بابين" الذي كان نائباً وعمدة وشيوعياً في مرحلة كانت تضج بالشخصيات السياسية التي كانت تتمتع بكاريزما معينة مثل زعيم الحزب الشيوعي جورج مارشيه بالطبع، الشيوعية تغيرت وتحولت في العالم كله الا في كوريا الشمالية حيث تستمر رهيبة". وللحديث عن هذه المرحلة علي ان ازور أذربيجان تكريماً لروسترو بوفيتش، ولدينا دائماً في ذاكرتنا الصورة المؤثرة لروستروبوفيتش وهو يلعب امام حائط برلين المنهار. لست هنا في صدد الحديث في السياسة. كذلك والدي في تلك المرحلة لم يكن يتعاطى السياسة )...( ومع كل هذا لا أنكر أن شخصية مثل جورج مارشيه كانت تسحرني. لم يعد هناك من شخصيات سياسية مشتعلة مثله. كان مثقفاً وطريفاً في آن وكان خطابه السياسي رائعاً ولا مثيل له اليوم! كان شخصية رائعة.

[ دونوف: "بوتيش" فيلم في غاية الدقة وهو يعود الى حقبة ماضية مع الكثير من التفاصيل الدقيقة والمشغولة جيداً وهو يخلط أعوام الستينات والسبعينات والثمانينات. ونلحظ في الفيلم ان هناك مناخات وأساليب مختلفة فيه حيث لا أحد يتبع الموضة فنحن في الريف في الفيلم حيث تختلط الأجواء وكل شيء مبرر، ففي الريف ثمة خليط دائم للأفكار والمعتقدات.

وعن سؤال حول "مسرح البولفار" كانت الاجابة لكل منهما كالتالي:

[ دوبارديو: أحب كثيراً مرحلة "مسرح البولفار" في تلك الحقبة حيث لم يكن الممثل يخاف من اطلاق العنان لأدائه "ان وصل الى بعض المبالغة، ربما كان ذلك يتوافق مع الخطاب السياسي ومع السياسيين آنذاك".

[ دونوف: بالنسبة لي، "مسرح البولفار" له نبرة خاصة وايقاع مميز لا نجده في مكان آخر. وقد أغراني العرض خاصة ان الدور النسائي فيه جميل جداً. وكنت أعبد جاكلين مايان التي كانت تقدم على الخشبة هذا الدور. أحب أن أقدم الكوميديا بشكل أكبر ولكن يصعب العثور دائماً على نصوص مهمة وأيضاً يصعب ايجاد مخرجين ملهمين لها. المطالب كثيرة وحسابية دقيقة لانجاح أعمال كالتالية.

عن موضوع "تحرير المرأة ودور المرأة في تلك الحقبة، أجابا:

[ دوبارديو: بالطبع، صار بعيداً الزمن الذي كنا نسمع فيه جورج مارشيه يقول: "ليليان! جهزي الحقائب، سنرحل!" هذا لم يعد يحصل اليوم. فقط، بعض النساء في عصرنا هذا قد اكتسب أسلوباً في تقليد الرجال.

[ دونوف: أنا لا أعتبر نفسي مكافحة في سبيل تحرير المرأة بالمعنى النضالي للكلمة. لكن ما يصفه فيلم "بوتيش" حول هذا الموضوع فيه بعض الشيء من الجرأة الاجتماعية والسياسية وأنا أحب فيه ذلك.

كذلك أعجبني في روحية الفيلم انه لا يطمح الى تبرير نفسه في مضمونه نسبة الى مشاهد اليوم، واذا رأى البعض في دوري ما يشبه الى حد ما شخصية سيغولين رويال فأنا عملت بجهد لأبتعد عن ذلك غير ان ثمة تشابهاً لا بد منه.

عن الذكريات الأولى قال كل منهما:

[ دوبارديو: كان ذلك بعد وقت قليل من فيلم "مظلات شيربورغ" عند آيناس فاردا وبالمناسبة لا أحد تمكن من فهم كل هذه الأمور مثل فارد! هناك رأيت دونوف للمرة الأولى: كان ظهورها علي كالحب الذي يمر ونتركه يمر. ومن يومها، آخذها بين ذراعي وأقبلها في الأفلام.. كاترين مثل وردة البنغال. هي امرأة جميلة جداً. ولديها جانب ذكوري في شخصيتها يشبه الجانب الأنثوي في شخصيتي.

[ دونوف: رأيت جيرار للمرة الأولى على الشاشة في "قضية دومنسي" ولم أتمكن من رؤية غيره على الشاشة. سحرني في لحظة كممثل ولا زال يسحرني فهو قادر على لعب كل الأدوار: دور العامل أو الأرستقراطي أو الكلاسيكي أو الكوميدي.. وله صوت ساحر نشعر بأن أموراً كثيرة تحدث من خلاله.. ثم رأيته ذات مرة عند ايناس فاردا لكن اللقاء الفعلي الأول كان في "المترو الأخير" عام 1980 وكان فيلماً جميلاً للغاية وفيه شخصيات مذهلة. وحين تحصل العلاقة من خلال فيلم رائع كهذا فهي تستمر وتبقى. جيرار هو قوي وضعيف في آن، والضعف لديه يشبه الضعف الأنثوري الذي يجعله رقيقاً وعاطفياً للغاية. وهو يجب كثيراً الممثلات. انه شريك هائل في التمثيل. معه، أشعر بأنني بأمان.

وعن الزمن أجابا:

[ دوبارديو: لا شيء يتغير مع كاترين. نحن لا ننظر أبداً الى الوقت حين يمر على أجسادنا. فهي تشتعل بالحياة. عليك ان تلحق بها في الأسواق! هي ترهقني! ولديها حس عائلي جميل جداً. اعتقد انها مصنوعة من خامة الحب الذي أحاط بها دوماً. أنا أكثر وحدة منها وأكثر غنائية في الحياة. أشعر دائماً بالخوف من السعادة. وأتطلع الى مخارج للمساعدة. لذا أبقى دائماً متوحشاً.

[ دونوف: هناك الحنان المتبادل الذي يسمح بالاستمرارية، نحن نتقارب بحميمية أكثر من أفراد العائلة الواحدة. ولقد عرف فرانسوا اوزون كيف يستفيد من هذا الماضي المشترك بيننا ووظفه في شخصيات "بوتيش". وأنا شخصياً لا أرى كثيراً دوبارديو خارج اطار العمل والتصوير، فهو بحاجة ماسة دائماً لأن يكون له عالمه الخاص.

وحين نلتقي، لا نتحدث بأمور كثيرة أكثر من شؤون العائلة والأولاد. لذا تبقى العلاقة على ما هي بيننا، خفيفة وطريفة. ما أن يحضر الى التصوير حتى نشعر وكأن فرقة وصلت معه وهو يضحكني كثيراً.

المستقبل اللبنانية في

24/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)