حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زوم

فيلم واحد عن الإستقلال.. أين وطنية السينمائيين

محمد حجازي

22 تشرين الثاني/ نوفمبر· عيد الاستقلال، عيد الوطن والمواطن، هنا وفي الخارج، في أبعد المغتربات· السينما لم تهتم به بالقدر الذي يليق، ربما الارجح انه كذلك، عمد المنتج محمد ياسين وصوّر شريط <الفجر> وقدّم طوني ابو الياس أول فيلم طويل له من بطولة زوجته ميرنا خياط ووليد العلايلي، وعدا ذلك لا نتذكّر عملاً سينمائياً قال شيئاً عن المناسبة، باستثناء العمل التلفزيوني الذي أنجزته (LBC) وقدّم معظم شخصيات الاستقلال في مناخ درامي لافت·

عدا ذلك بعض الاغاني في الاذاعات، بحبك يا لبنان، وكلنا للوطن، ولا نجد عملاً يروي سيرة الاستقلال للقول إن هذا البلد اعتاد عبر كل طوائفه ومذاهبه، أن ينجب ابطالاً احبوا البلد بالقدر الذي يدفعهم لأن يضحّوا بأرواحهم على مذبحه·

امس كانوا اكثر اندفاعاً وشفافية من هذه الايام، وليتنا نجد من يتولى اعطاء درس سينمائي في كيفية التعامل مع الوطن، في اعطائه وليس الاخذ منه فقط لكي نتجاوز التبعات الجسام التي تؤرق ليلنا ونهارنا على مصير البلد وأهله·

يحل عيد الاستقلال ولا نجد مادة مناسبة لكي نبثها بالمناسبة، لا فيلم سوى <الفجر>، فيما الدول تتنافس في انجاز اعمال تؤرخ وتؤرشف لنضالات ابنائها في سبيل نيل الاستقلال، وطبعاً نحن مميزون في كل شيء فعندما اندلعت الحرب على بلدنا وفيه سعى السينمائيون الى حالة غريبة من التعاطي فإذا بهم يصورون افلاماً تنسجم مع الحرب، ومعظمها في مجال الاكشن، كما لو انها تصب الزيت على النار·

وهكذا عشنا حرباً على مدى 15 عاماً في جولتها الوحشية الأولى والسينما لا تعرف لغة إلا لغة العنف، قتال ومطاردات ومداهمات وقتلى، وخليط من العضلات والحسان، والرصاص·

يعني حتى في أحلك الظروف لم يفكّر أحد في شريط عن البلد، عن ناسه الاوفياء ابطال استقلاله، لكن ماذا نفعل والحال على ما هي عليه في وقت نرى الصورة الاخرى الحاضرة فيها جانب راقٍ جداً من الافلام التي تدور حول تداعيات الحرب المنصرمة من دون ارشفتها، هي حكايات متناثرة (عندما كنا شيوعيين) لـ ماهر ابي سمرا، شو صار (ديغول عيد، وغيرهما)، لا تصلح لصناعة مادة قابلة لرواية سيرة لحظات فاصلة بين الاستعمار والحرية·

اسماء كثيرة عرفناها· بعضها أطلق على شوارع ومناطق، والبعض الآخر حملته بطون الكتب، فإذا هم موجودون، متميزون محترمون يدركون جيداً ان ما بذلوه لم يذهب سدى، فالمؤلفات اكثر بكثير من صناعة الافلام، لكن موضوعاً وطنياً مهماً كهذه المناسبة، وفي بلد يعج بالشاشات الفضائية والاذاعات المهمة يقصّر الاعلام في هذا المجال، واذا فعل فهناك مجال فقط لندوات تقام وضيوف يفلسفون الاستقلال، ويقولون ما يعجبهم ولا يقولون كل شيء· بينما نحن بحاجة لمن يقول كل شيء من دون تردد، فالبلد يرغب في شفافية ووضوح وإلا فلا معنى لما يحصل بالكامل·

المعايدة في محلها لكل من يحمل وطنه في قلبه·

وإذا لم تكن الصورة الكبيرة التي نرغب بها متصدرة شاشاتنا لأفلام محلية فإن علينا على الأقل أن نشتغل على زرع صور الأرز، ورمز الجيش اللبناني، في اعماقنا بديلاً لغياب الصور المتحركة بفخر على الشاشات، ولنا في مخرجينا ومنتجينا أمل في صياغة شريط عن الاستقلال يعزز <الفجر> ويعوّض النقص·  

عروض

Unstoppable لـ توني سكوت يطارد قطاراً مع كامل أجهزة الدولة الأمنية

دانزل واشنطن إبتكر خطة أوصلته إلى قمرة القيادة فأوقفه في اللحظة المناسبة···

محمد حجازي

فيلم لاهث، سريع جداً، لا يدع مجالاً للمشاهد أن يلتقط أنفاسه إطلاقاً وبالتالي يركّز على معنى الهبّة الواحدة للمساعدة حين حدوث أي طارئ يستدعي جهداً مشتركاً بين قوى أمنية ومدنية عامة للانقاذ·

(Unstoppable)عنوان الشريط الجديد الذي أخرجه توني سكوت في انتاج له مع ميمي روجرز، جولي يورن، وإريك ماكلود استناداً الى نص لـ مارك بومباك عقدت فيه البطولة الى خبراء المؤثرات الخاصة والمشهدية الذين عملوا بقيادة مارك بانيش وبول أوشيا، بحيث جاءت النتيجة، مبهرة للمشاهد الذي يرافق مغامرة جميلة في صورتها السينمائية لكنها في الواقع تجعل المشاهد حبيس كرسيه لنسبة عالية من المئة دقيقة مدة عرض الفيلم.

أحببنا الشريط كثيراً لأنه يتجاوز أشرطة كثيرة اشتغلت على أعصاب المشاهدين فكل ما في الشريط يدل على دقة في صياغة المادة في السيناريو والتنفيذ جاء على قدر كبير من الحرفية التي عرف بها سكوت، خصوصاً تفضيله لـ دانزل واشنطن لاعباً للدور الأول على الدوام معه، وبالنتيجة دائماً ناجحة جداً، حيث يعمل بإمرته تسعة مساعدين·

ويجب الاعتراف بفضل مدير التصوير بن سيراسان في إنجاح العمل لأنه يقدّم تصويراً دقيقاً ومذهلاً على مدى الشريط، وصبّت الموسيقى التصويرية الخاصة لـ هاري غريغسون ويلياس، في موقعها المناسب تماماً راصدة كامل لحظات الترقب التي لا تتوقف على مدى مدة الفيلم·

القصة تتناول اندفاع قطار فيه 9 قاطرات إثر محاولة قائده تحرير الفرامل الخاص به بعدما نزل من موقع القيادة الى جانبه، عندها لم يتمكّن من اللحاق به والصعود الى المتن لإيقافه وكان على المسؤولين الكبار في مصلحة السكك الحديدية وقادة الأمن والمسؤولين إيقاف هذا القطار المحمَّل بمواد سامة التي يمكن أن تؤثر على المواطنين العاديين في حال حصل أي انفجار·

طلب أولاً من سائق قطار قريب منه محاولة الاندفاع في وجهه عند أحد المفارق حيث تضعف اندفاعته لوقفه، يفعل لكنه يروح مع قطاره الى حريق كبير، ثم يكون في القطار 12006 سائقان ماهران الاسود فرانك (دانزل واشنطن) والابيض وايلي (كريس بين) وكلاهما يعيش مشاكل عائلية غير عادية·

فرانك توفيت امرأته له ابنتين تعيشان حياة حرة من قبله بينما الثاني بعيد عن زوجته وله ابنة واحدة، ولا مجال في يومياته لأن ترد على مكالماته، الى ان شاهدته على الشاشة وهو يعمل على وقف القطار، فتحركت مشاعرها وحملت ابنتها وقصدت مكان وصول القطار·

3 نساء الثلاث أتوا من أجل الرجلين، ابنتا الاول وزوجة الثاني، وهن وصلن بعدما تابع العالم في كل مكان مطاردة القوى الكثيفة للقطار (777)، وفيما صدر قرار بإخراج القطار عن سكته في منطقة نائية منعاً لحصول كارثة بين السكان من حمولة السم او احتراق منازلهم من القاطرات المجنونة·

لكن فرانك طرح فكرة مفادها أن بإمكان قطاره أن يتقدّم من الـ (777) ويرتبط به ثم يسحب القطار الشارد في اتجاه معاكس لجعله يقف في محله لكن المحاولة التي قام بها وايلي لم تفلح وكاد ان يقتل فيها بحكم فقدانه لتوازنه بين قاطرتين، وهو امر استدعى ان يلبيه فرانك ويقوم بالعملية على أفضل وجه ويتوقّف القطار، لكن بعدما عبر معظم الموظفين في القاعة الخاصة بهذه الحادثة الكبيرة، وبعدما مشى فرانك فوق كل القاطرات حتى وصل الى قمرة القيادة وتولى الطاقم العظيم تهنئته بعدما اوقف القطار في مكانه·

لم نصدق ان مئة دقيقة مرت هكذا، من دون أي مراجعة، أو <حدوتة> بل مجرد حادثة وقعت عرضاً ثم تحوّلت مئة دقيقة الى مجرد لحظات، مع الوتيرة الخطيرة في تسارعها حتى الوصول الى مرحلة الانقاذ الحقيقية·

هوليوود تقدّم واحداً من أفلامها الكبيرة، لكن ما يلفت الانتباه هو هذا الدفق من الاحداث وتوارث السيد فرانك للعمل البطولي مع زميله الابيض·

روزاريو داوسون في شخصية كوني المديرة الميدانية للانقاذ تتواطأ مع فرانك وتهرب من هناك <لكي تعود الى عائلتك وفق خطتك> هكذا قالت له· وهكذا حصل·  

تظاهرة

4 خيارات طالبية تدل على مواهب واعدة···

انطلاقاً من عضويتنا في لجنة تحكيم مهرجان أفلام الطلبة في جامعة سيدة اللويزة (NDU) والذي يضم عشر جامعات في لبنان، نتابع قراءة ما تبقى من أفضل الأفلام التي وجدناها لافتة ومهمة وتؤشر على مواهب واعدة·

{ Chey Aziz, Le Fils - لـ سيدريك قيام مع كارل سلامة وتوني هارون (22 دقيقة) عن ابن عزيز ملك المطاعم والحلويات والذي أعد إبنه ليكون خليفة له· { 10 دقائق بيروتية

- لـ أشرف مطاوع عن خبر يقول بأن الدنيا ستفنى بعد عشر دقائق وينفلت حبل الجميع لفعل آخر ما يريدون في المجتمع··· مع ايلي متري، هشام خداج، ارزة خضر وجيزيل خوري·

{ Amour Mauve - لـ انطوني شاباريك، يدير الوجه الجميل وصاحبة الكاريسما الخاصة ماري تريز معلوف، بمشاركة ايليا يوسف، الكاستنغ ليس جيداً، واداء ايليا كان بارداً وباهتاً·

{ (Maakarona) - لـ حيدر سلوم يدير ناتالي حنا، تامر نجار، ميساء مشبك، وزياد سلوم (22 دقيقة) وهو يتناول موضوع أم تشرف على خطوبة ابنتها من شاب تحبه جداً، وفي لحظة غيرة عيّرها بأنه مارس الجنس معها، عندها وبعدما اقسم انه فعل ذلك غادرت الام وابنتها لا تريدانه مجدداً·

اللواء اللبنانية في

23/11/2010

 

سمية الخشاب السندباد الجوي

المهرجانات والرحلات فهمتني حاجات كتير في الدنيا

ماجدة خيرالله 

❊❊ اللجنة العليا لمهرجان القاهرة الدولي للسينما اختارت فيلم أشواق ليمثل مصر في المسابقة الرسمية، تتقاسم البطولة روبي وشقيقتها كوتي إلي جانب سوسن بدر وأحمد عزمي، السيناريو لسيد رجب والاخراج لخالد الحجر، يدور الفيلم حول الكبت الجنسي.. وقد أثار أزمة منذ نهاية تصويره، دفع أحد المحامين للجوء للقضاء لمنع عرضه.

❊❊ يستعد جمال سليمان لخوض تجربة تليفزيونية جديدة بعنوان "قطارالصعيد"مأخوذة عن رواية للكاتب يوسف القعيد تحمل نفس العنوان سبق تقديمها في مسلسل إذاعي عام 2006  ويقول السيناريست فايز رشوان الذي قام بكتابة المسلسل إن العمل يناقش مشاكل المجتمع الصعيدي بشكل أكثر واقعية وأماكن التصوير سوف تكون ما بين "القاهرة وأسوان ".

المخرج تامر مرتضي وراني التريلير المبديء بتاع المسلسل ولقيت الشغل زي بتاع الاجانب، عامل ستوري بورد  STORY BORD   لكل مشهد، ولكل شخصية، لدرجه أنه محدد لون طلاء الأظافر اللي حا استعمله في كل مشهد، والملابس والماكياج والبروكات، كل حاجة تتخيليها مرسومة بدقة متناهية.

وإيه اللي يفرق بين هذه التجربة، وماسبق تقديمه من حكايات  ألف ليلة التي قدمها فهمي عبد الحميد قبل كدة؟

تفرق حاجات كثير قوي أهمها التكنولوجيا والإبتكارات الجديدة، إحنا حا نقدم عمل ممكن مقارنته بما قدمه بيتر جاكسون في أمير الخواتم،  ما تستغربيش المقدمات كلها بتقول كده، وشركة الإنتاج "بركة فيلم" عاملة كل التجهيزات والإمكانيات عشان العمل يطلع متميز وغير مسبوق، وعلي فكرة،  أنا بلعب دور الساحرة"النوامة" وهي محرك الأحداث، وهي أحيانا بتبقي طيبة وأحيانا شريرة ومهمتها جمع القلوب من كل الشخصيات اللي بتقابلها، قصة مثيرة وممتعة جدا بعيدة عن حكايات شهرزاد وشهريار اللي الناس زهقت منها.

وكنت قد لاحظت بمجرد دخولي إلي منزلها وجود كم هائل من "المانيكانات الخشبية" معلق عليها فساتين سهرة،  ولما سألتها عن سبب ذلك، أخبرتني أن والدتها تقوم بتصميم ملابسها في معظم الأفلام والمسلسلات التي تلعب بطولتها، بل إنها تصمم أزياء السهرة التي ترتديها في كل المناسبات، وإنها تعتز جدا بالملابس التي صممتها والدتها لمسلسل ريا وسكينة الذي تعتبره من أروع الأعمال التي شاركت في بطولتها، ويبدو أن سيرة "ريا وسكينة" فتحت شهيتها للكلام وأطلقت داخلها سيلاً من الذكريات والتداعيات وانطلقت تحكي هذا المسلسل له مكانة خاصة في قلبي، فقد كان كل الناس اللي اشتغلوا فيه في قمة تألقهم، المرحومة "ماجدة الخطيب" ومحمد شرف "ربنا يديه الصحة" وسامي العدل كلنا كنا حلوين أما "عبلة كامل فقد كانت رائعة، لدرجة أني كنت بخاف منها ساعات، من كتر ماكانت عايشة في الدور، كنت أبص في عينيها وألاقي نظرة غدر، فأكش في نفسي، في الحقيقة العمل ده كان ناجح من كله كلمات أحمد فؤاد نجم وموسيقي عمار الشريعي وصوته المليان شجن، وسيناريو مصطفي محرم وحواره وأعتقد أن ريا وسكينة أحلي حاجة قدمها جمال عبدالحميد في حياته، وأتذكر أننا كنا بنشتغل في اليوم لأكثر من 18 ساعة، عشان نلحق رمضان، وكان الديكور من كتر واقعيته بيصيبني بحالة اكتئاب، لدرجة أني أحيانا ومن غير مبالغة كنت بشم ريحة الميتين! وهذا جعلني أفقد أعصابي يوما، وأقوم بتكسير كل ماتقع عليه عيني أو أيدي،  واضطر المخرج جمال عبدالحميد يديني أجازة، وأكملت العمل بدون توتر.

واضح أنك تتألقين في مسلسلات الصعايدة، وتفضلينها؟

أنا بفضل العمل المكتوب كويس، والدور الحلو اللي ألاقي فيه مساحة تمثيل، يعني كنت بحب قوي مسلسل الحاج متولي رغم إنه دراما عصرية، وحبيت مسلسل "لقاء علي الهواء" لأني وقفت فيه قدام الفنانة الرائعة يسرا، وحبيت محمود المصري لأنه أعطاني الفرصة أمثل قدام محمود عبد العزيز، أما المسلسلات الصعيدية فأنا بعشقها لأنها أعطتني الشهرة والنجاح عندما قدمتها لأول مرة في مسلسل" الضوءالشارد"ثم مسلسل" حدائق الشيطان" أمام جمال سليمان، وهذا العام سوف أقدم مع المخرج "حسني صالح" مسلسل "وداي الملوك "وقد قرأت الحلقات الأولي من المسلسل وانبهرت بمستوي الحوار اللي كتبه الشاعر الرائع عبد الرحمن الأبنودي حاجة كدة تفكرك بحوار فيلم "شيء من الخوف" مع اختلاف الموضوع والشخصيات، ومن فرحتي بالدور أسافر من حين لآخر للإسماعيلية لأجلس مع الخال عبدالرحمن الأبنودي لأقرأ مايكتبه أولا بأول وعندي لهفة شديدة لمعرفة الأحداث، أما دوري في مسلسل وادي الملوك فهو دور ست قوية وبميت راجل، وقد أحببت الدور لأني بصراحة ما بحبش الست تبقي ضعيفة، وإن شاء الله نبدأ تصوير المسلسل مع بدايات شهر يناير المقبل، وأثناء ذلك أنا بشغل نفسي بقراءة سيناريو فيلم"شارع الهرم" اللي برجع فيه للسينما وبقدم شخصية أعتقد أنها حاتبقي  مفاجأة للجمهور،  ومش عارفه ليه فيه ناس غاوية تسبق الأحداث وتهاجم الأفلام حتي قبل تصويرها، لكن علي كل حال أنا بأكد أن الفيلم مافيهوش حاجه من اللي في بالكو، بالعكس ده فيلم مليان بالمشاعر الإنسانية وفيه قضايا تهم المجتمع،  وحا أقدم فيه أغاني مناسبة للموضوع والشخصية اللي بقدمها،  وأعتقد أن من خلاله حانقدم المعادلة الصعبة بين المضمون الفني والتجاري.

آخر ساعة المصرية في

23/11/2010

 

ملك الكوميديا الذي أضحكنا..  ورحل حزينا مصدوما

إيريس نظمي 

حينما قال عمر الشريف الفنان العالمي  رأيه في  إسماعيل يس بأنه لم يكن ممثلا.. قامت الدنيا  ولم تقعد.. وتناولته   الأقلام بالهجوم والشتائم بسبب النجم المحبوب الذي بدأ حياته منولوجستا .. وسنيدا للأبطال.. ثم بطلا للكوميديا.. فقدم أكبر عدد  من الأفلام التي قد تزيد علي الألفين.. منها 15 فيلما تحمل  اسم اسماعيل يس.. وحقق المنتجون  من ورائه عشرات الألوف.. فقد كان بالنسبة  لهم الفرخة  التي تبيض ذهبا.

لم يولد  إسماعيل يس  وفي فمه ملعقة من الذهب مثل  عمر الشريف.. ولكنه ولد في فمه ملعقة من المرارة فقد ولد  في السويس.. وماتت أمه وهو طفل لتربيه جدته.. أما والده  فقد كان تاجرا صغيرا وأصبح بعد ذلك أجيرا.

كان إسماعيل يري في نفسه موهبة  الغناء.. وكان يقلد عبدالوهاب  فهرب من بلدته »السويس« بعد أن اختلس ستة جنيهات من جدته إلي القاهرة ليضع نفسه تحت الأضواء.. ولم يكن يمتلك سوي  البدلة اليتيمة  القديمة التي يلبسها وجلباب  نوم.. لكن قريبته التي كانت ستؤويه طردته ونصحته بالعودة إلي بلده لكي لايجلب  لهم العار.. فكان يتسلل إلي الجوامع ليلا ليضمن المأوي.. وإذا اكتشفه  خادم المسجد  ينتقل إلي  مسجد آخر.. وكأن القاهرة  ترفض المطرب القادم من السويس  لغزو القاهرة. وعاد إسماعيل  إلي بلده لكنه لم ينس موهبته فكان يغني  في حفلات بيوت الأغنياء وفي الأفراح وأعجب  أحد الزائرين الذين يحبون الفن  به وأخذه إلي القاهرة ليغني  في سهرات البيوت في ذلك الوقت استطاع أن يعمل في كازينو بديعة ليغني  لكن حينما شاهده  الناس  رشحوه ليغني   المنولوج لأن  شكله  لايناسب  الغناء.. وقدم إسماعيل  بعد ذلك أدوارا صغيرة في الأفلام وسنيدا للبطل.. ورشحه أنور وجدي  في أحد أدوار »ليلي بنت الفقراء« ثم »ليلي بنت الأغنياء« ومن لايعرف دوره في فيلم ليلي مراد  »عنبر« وهو يغني بين المجموعة.. »أهو أنا ولاحد ينفع إلا أنا.. شكلي صحيح مالوش دوا لكن اختصاصي  في الهوي؟ وأصبح إسماعيل يس بعد ذلك أهم كوميديان في مصر.. فمثل بطولات مطلقة.. لتصل أفلامه إلي 200 فيلم وأكثر.. وهو عدد  من الأفلام لم يحققها الكبار.

ولم يجد إسماعيل يس بعد ذلك  مايقدمه للسينما بعد كل ماقدمه فكتب له  صديقه أبوالسعود   الإبياري  بعض المسرحيات التي لم يطرقها.. اقترح عليه في البداية تكوين فرقة استعراضية  غنائية  تضم شادية وتحية  كاريوكا وإسماعيل يس وهم ذوو شهرة كبيرة.. لكن الفكرة  لم تنفذ لاحتياجها إلي رأس  مال كبير.. وتطورت الفكرة  لتقديم مسرحيات كوميدية.. لكن الظروف  تغيرت بعد قيام الثورة ودخل التليفزيون حياتنا وأصبحت تُقَدم مسرحيات التليفزيون التي تضم شباب  المسرح من خريجي  معهد السينما  أيضا من المخرجين والفنيين  لتغطية  ساعات الإرسال ولم يقدم إسماعيل  يس بعد ذلك  سوي 3 مسرحيات يقابلها  في السينما ستة أفلام.

وذهبت إلي  المسرح لأشاهد  إحدي مسرحياته الأخيرة.. فرأيت إسماعيل  يس  آخر غير الذي عرفناه.. لقد هزمه المرض  ونقص وزنه جدا وكان يتحرك ببطء علي المسرح.. يلبس حذاء.. كاوتش »لإصابته بمرض النقرس«.. ومشاكل في المعدة.. قال لي المخرج وقتها إنه لايلتزم بأوامره بدون قصد.. يخرج من الباب الأقرب  منه ليتحدث بالتليفون إلي زوجته.. الجمهور قليل جدا.. لم يضحك أيضا إلا القليل.. جلست معه في حجرته بالمسرح بين الكواليس.. كان مهموما يبدو عليه  الحزن العميق.. يتكلم بمرارة شديدة.. قال لي:»إنهم يبيعون أفلامي للدول  العربية بمبالغ  كبيرة لا أحصل  منها علي أي عائد«.. وهو الذي عاندته الظروف  طوال مشوار حياته.. وضحي كثيرا خلال  هذا المشوار.. وفشل أخيرا في الوقوف  تحت بريقها.. وهرب من فرقته الكثير من الزملاء إلي مسارح التليفزيون.

وعاد إسماعيل  إلي كازينو بديعة  كما بدأ حياته ليلقي  المنولوجات لكن الجمهور  تغير في هذا الزمن  ولم يعد هو جمهور ملهي رمسيس وغيره ودب المرض في جسده ولم يعد هذا الفنان الكبير  الذي كان شعلة من النشاط والحركة  وخفة الظل.. فتقرر  له الدولة  معاشا استثنائيا.

وتعلن مصلحة  الضرائب  عن بيع عمارته التي يمتلكها للضرائب  المستحقة عليه.. ويعاوده المرض وينصحه الأطباء بالراحة والبعد عن الحزن يستعيد إسماعيل يس ذكرياته منذ بدأ رحلة  السويس بحثا عن مكان تحت الأضواء.. وتساقط الأصدقاء من حوله  وحتي من زملائه الفنانين.

لقد شاهدت مرة ندوة  من خلال التليفزيون تناقش محاولة تفسيرحب الناس لهذا الغائب الحاضر.. وأعتقد أن سر بقائه هو »البراءة« في زمن ضاعت فيها البراءة وليست البلاهة.. هذه البراءة  التي تجدها في أفلامه فقد ضقنا إلي حد ما بالملل من المغامرات والانتقامات الدموية.. فكانت أفلامه فيها أخلاق الزمن الجميل وشهامة ابن البلد والضحك الذي لايخدش الحياء.. فما  أجمل الضحك عندما يكون إنسانيا.. وتبقي أفلامه تدهش الجميع. هكذا كان فنان الكوميديا  الإنسان إسماعيل يس أيها النجم العالمي  الكبير عمر الشريف.!!

آخر ساعة المصرية في

23/11/2010

 

قراءة في مهرجان مونبلييه السينمائي الدولي ال 32

»الساحة«.. أول فيلم غنائي جزائري

رسالة فرنسا: نعمة الله حسين 

يحرص مهرجان مونبلييه  السينمائي الدولي  علي أن تكون هناك مشاركة عربية في كل دوراته.. وفي هذه الدورة الثانية  والثلاثين كانت هناك ثلاثة  أفلام في المسابقة  الرسمية  للأفلام الروائية.. من »سوريا«.. »مرة أخري« »لچود سعيد«.. ومن »الجزائر..« »الساحة« »لداوود أولاد  سيد«.. وقد حصل علي شهادة  تقدير خاصة من لجنة التحكيم  الدولية.. أما في مسابقة الأفلام التسجيلية  الطويلة  فقد عرض الفيلم  اللبناني »ماذا حدث؟« من إخراج »ديجول عيد«.و»جيران« من مصر..

وهذه تحية خاصة  للمخرجة المصرية »تهاني راشد« والتي حاز فيلمها  »جيران« علي إعجاب الجميع .. وللأسف  الشديد لم أكن شاهدته من قبل وهو فيلم  شديد الرقي  والثراء في  مادته الأرشيفية.. وهو عن حي  جاردن سيتي..كيف كان.. وما آل إليه خاصة بعد توسع  السفارة وإجراءات الأمن المستفزة حولها.. وتأثير ذلك  بالسلب علي حياة  السكان رغم تودد الشعب الأمريكي لهم.. وحرصه علي دعوتهم لمقر السفارة.. ولا عجب  في ذلك فهم يفسدون المساكن والبشر.. ثم يحاولون أن يكونوا لطفاء.

ومن بين هذه الأفلام الثلاثة كان الفيلم الجزائري »الساحة« هو المفاجأة  الحقيقية.. فهو يعد  أول فيلم غنائي  جزائري وهو تجربة جميلة في السينما الجزائرية حتي وإن  جاءت متأخرة عشرات السنين  عن سينما  العالم.. الفيلم فكرة  وسيناريو.. وحوار »سليم عيسي«.. وبطولة وجوه شابة  متعددة تعكس  مدي ثراء الجزائر بفنانيها.

ولعل من أهمية  هذا الفيلم  هو  الغناء والموسيقي  اللذان  يمثلان تحديا للكثيرين  من السلفيين في الجزائر وما أكثرهم.. وما أكثر ماعاني المجتمع الجزائري  منهم ومازال يعاني.. وقد أنتج الفيلم »بلقاسم حجاج« الذي يعد واحدا من أهم منتجي  الجزائر.. وهو أيضا ممثل ومخرج..

الحوار في  الفيلم معظمه أغان  وعن هذا يقول  المؤلف.. إننا لم نقصد أن نقلد هوليوود  أوبوليوود.. لكن فقط أن نقدم واقعا نعيش  فيه بطريقة جديدة من خلال فكرة  بسيطة  لكنها تحمل أبعادا  كثيرة تلقي  بظلالها علي مأساة الواقع الذي  نعيشه.

تقوم البلدية بإعطاء مجموعة  كبيرة  من الجزائريين  منازل جديدة تعويضا عن منازلهم التي تهدمت.. تتوسط هذا الحي السكني ساحة خالية  يحاول بعض  رجال الأعمال الاستيلاء عليها وإقامة مشروعات خاصة بهم.. أبناء الحي  يتصدون لهم شبابا  وفتيات ففي هذه الأزمة منذ البداية كان لابد  أن يكون هناك دور هام للمرأة.. والفيلم يطرح أيضا قضية البطالة  التي يعاني  منه الشباب.. وأزمات التعليم.. والصحة وذلك  بشكل شديد الوعي  والجرأة.. كما يطرح الفيلم  حلم السفر والهجرة إلي أوروبا وكيف أن الكثير  من شباب شمال  أفريقيا  كلها يقومون »بحرق«  جوازات سفرهم ويطلق عليه لقب »الحراقة« وقد سبق أن قدمنا هذا الفيلم علي هذه الصفحات وهو فيلم شديد الروعة المهم أن هؤلاء الشباب يتخلون عن هذا الحلم الزائف.. ويظلون في بلدانهم.. يبذلون الجهد  لأن أوطانهم في حاجة إليهم وفي ذلك دفعة  في المستقبل  فمهما كانت الصورة في أي بلد  فهي بحاجة لشبابها لتجديد دمائها.. وتقدمها  ورقيها.

إن تجربة  فيلم »الساحة« الجزائري  تستحق كل  تحية وتقدير وهي تجربة  ناجحة بكل المقاييس..

أما فيلم »الجامع« المغربي للمخرج »داوود أولاد سيد« الذي قدم من قبل عدة أفلام آخرها »عودة بازولين « الذي حصد العديد من الجوائز من بينها مهرجان القاهرة.. »داوود« من مواليد مراكش  والصورة الصحراوية  بجماليتها  تلعب دورا كبيرا في أفلامه.

»موحي« رجل بسيط علاقته بداوود جعلته يؤجر له أرضه التي يقوم بزراعتها  وسط الصحراء ليتم عليها  بناء ديكورات فيلم »عودة بازولين« وعلي هذه المساحة يقام »المسجد« كديكور في الفيلم.. لكن بعد انتهاء  التصوير تم هدم ديكور المنازل  وكل ماله علاقة بالفيلم ماعدا الجامع رفض الأهالي هدمه وتم الاستيلاء عليه  من قبل أحد رجال  الدين بحجة أن هدم الجامع »حرام« حتي وإن كان مجرد ديكور فقط.

وكيف أن السلفيين أو من يدعون التدين وهم أبعد  الناس عن الدين يستبيحون كل شيء.. حتي لو وصل  الأمر إلي »سرقة« قوت المواطن   الغلبان وفي كل شيء يفعلونه مبرر  ديني وفتوي  يتم تفصيلها لصالح مصالحهم ومايريدون.

إن داوود مخرج شديد الوعي.. وببساطة شديدة طرح كل قضايا  البيروقراطية  والسلطة والفساد في فيلم  من خلال حكاية  معاناة رجل في استعادة  حقه يصطدم بالأفكار الرجعية.. وكم من الجرائم ترتكب تحت اسم الدين.

آخر ساعة المصرية في

23/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)