حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لا يخشى النجوم الكبار وهم يساندونه في أعمالهم

أحمد عزمي: مشاركتي مع روبي بدون مشاهد ساخنة

القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من محمد عاطف

النجم الشاب أحمد عزمي حقق مكانة متميزة على الساحة الفنية، ويعد من القلائل الذين يحافظون على مكانتهم في السينما والدراما التلفزيونية، وهو مطلوب بالمجالين بينما هناك من يعمل في مجال واحد فقط.

عزمي يواجه الأدوار الصعبة ولا يخشى النجوم الكبار، مثلما فعل بمسلسل 'موعد مع الوحوش'، وفي نفس الوقت يشارك ضيف شرف مثلما فعل مع هند صبري بمسلسل 'عايزة اتجوز'، ويرى أنه أمر يحدث في العالم.

لم يخش أحمد عزمي من مشاركة الفنانة روبي بطولة فيلمها الجديد 'الشوق' لأنه عمل جيد كما يقول وليس به ما يسيء إليه.

·         هل حصلت على ما تريده من أدوار حتى الآن؟

* الحمد لله، قدمت مجموعة من الشخصيات المتميزة بشهادة النقاد والجمهور، وهذا ما يدفعني الى تطوير أدائي من عمل لآخر، سواء على مستوى الأفلام السينمائية أو المسلسلات التلفزيونية.

·         كيف تستطيع التوفيق بين أعمالك في السينما وفي الدراما التلفزيونية؟

* عندما اتعاقد على عمل أحدد موقفي من العمل الذي أصوره وأدرس التوقيت جيدا، لأنني أفضل أن أركز في الشخصية التي لها امتداد في الأحداث وتحولات درامية عديدة، ولذا اختار الشخصية التي تضيف لي مع الجمهور.

·         ألم تخش من مشاركتك في مسلسل 'الجماعة'؟

* سعيد بدوري في مسلسل 'الجماعة' الذي جسدت خلاله دور عبدالرحمن المسندي رئيس الجهاز الخاص في جماعة الإخوان المسلمين، واتمني امتداد هذا الدور في الجزء الثاني الذي يكتبه حاليا وحيد حامد.

·         كيف واجهت النجوم الكبار في مسلسل 'موعد مع الوحوش'؟

* جاء دوري في مسلسل 'موعد مع الوحوش' متميزا، لأنني شاركت مع كوكبة من النجوم مثل خالد صالح وعزت العلايلي وسهير المرشدي وأحمد خليل، فكان لابد أن أكون على مستوى المسؤولية وتعاملت معهم بأفضل اسلوب امام الكاميرا، وأهم شيء انني لم ارتبط بأي عمل اثناء تصويره من أجل التركيز التام في الدور.

·         كيف جاء ترشيحك وسط هذا العدد من النجوم؟

* تعاملت مع الشركة المنتجة من قبل في مسلسل 'يتربى في عزو' أمام النجم يحيي الفخراني، وحدث بيننا ألفة وتفاهم مع أصحاب الشركة، وهم لديهم دراية وفهم لكل دور وشخصية يقدمونها، ولذا يختارون الممثل المناسب للدور المناسب، وعندما حددوا شخصيات مسلسل 'موعد مع الوحوش' قرروا ترشيحي، وأنا سعيد بذلك، وأيضا لتعاوني مع نجوم العمل الذين وقفت أمامهم وشعرت باهتمامهم بي لموهبتي في الأداء.

·         لماذا شاركت ضيف شرف في مسلسل 'عايزة اتجوز'؟

* مشاركتي ضيف شرف في مسلسل 'عايزة اتجوز' لأنني أحب مشاركة نجمة في مكانة هند صبري، وهناك اكثر من نجم شاركها لنفس السبب مثل أحمد السقا، وهذه الأعمال مشهورة في أمريكا وأوروبا.

·         لكنك لست كوميديا ومع ذلك ظهرت في عمل كوميدي ألم تخش من عدم نجاحك في هذا اللون؟

* أنا بالفعل لست من ممثلي الكوميديا ولذا اشترطت على المخرج رامي إمام ألا افتعل الحوار الكوميدي، ولكنني أظهر جادا في موقف كوميدي فينتج الضحك.

·         ألم تخش من مشاركة الفنانة روبي فيلمها الجديد 'الشوق' لأنها تثير الجدل بأدوارها؟

* الفيلم تجربة جيدة وليس به ما يسيء لفنان أو للجمهور، المشكلة عندنا تعميم الأمور، لو فنانة ظهرت بدور أثار الجدل نتوقع كل أدوارها على نفس الاسلوب، ولكن كل فنان يبحث عن التجديد.

·         ماذا عن الجديد لديك؟

* أصور المشاهد الأخيرة من الفيلم السينمائي 'دقي يا مزيكا' أمام حسن حسني ودينا ومروة عبدالمنعم تأليف مصطفى السبكي وإخراج أحمد عيسوي.

القدس العربي في

18/11/2010

 

الفيلم الأبرز في بانوراما السينما الأوروبية

'مرحبا': حلم المهاجر الغارق في البحر الأوروبي

محمود عبد الرحيم  

يمكن اعتبار مهرجان 'بانوراما السينما الأوروبية' الذي اختتم فعالياته قبل أسبوع بالقاهرة، بمثابة نافذة واسعة على رؤى فكرية وجمالية جديرة بالاهتمام، كونها تحمل سمة التنوع والجدة والجاذبية.

ولا تتوقف ميزة هذا المهرجان عند المتعة الفنية المتحققة، أو حتى رؤية سينما مختلفة تكسر احتكار الفيلم الأمريكي، أو المصري الأقل قيمة فكريا وفنيا في معظمه، بل تمتد إلى ما هو أبعد، من قبيل مد جسور التواصل الثقافي بين المصريين والجار الأوروبي، خاصة في هذا التوقيت الذي يشهد توترات بين ضفتي المتوسط، وارتفاعا لنبرة التشكك ورواج خطاب العنصرية، واستدعاء الموروث الاستعماري.

وما لا يجب إغفاله اجتذاب هذا المهرجان لفئة الشباب، وعدم إهمال حتى طلبة المدارس والوصول إليهم عبر شبكات التواصل الاجتماعية الحديثة مثل 'الفيسبوك'، بل وتخصيص تذاكر مجانية للمهتمين بهذه الوجبة الأوروبية الدسمة والمختلفة، وإن كنا نأمل أن تتم إتاحة المهرجان للجميع بالمجان، وأن تكون فعاليته في قاعات عديدة في أكثر من مكان، وليس الاقتصار فقط على قاعتي سينما تجاريتين، حتى تكون الاستفادة أكبر، لأن ثمة ما هو أهم من العائد المادي لمثل هذه المهرجانات ذات الطبيعة الثقافية.

ولا شك أن مثل هذا المهرجان كان أشبه فعليا ببانوراما تقربنا من الذهنية الأوروبية، ومرآة عاكسة بدرجة كبيرة لأسئلة اللحظة الراهنة وتفاصيل الواقع اليومي والهواجس المتصاعدة، سواء ما يخص قضايا الساعة كـ'الهجرة غير الشرعية'، أو 'صراع الهوية'، ما بين الخطاب العنصري وأزمة الدمج، وما بين موروثات الماضي وواقع جديد بقيم حضارية مختلفة تبدو صادمة على الوافد الجديد.

إلى جانب تسليط الأضواء على الهم الشخصي، وليس طرح القضايا الكبري فحسب، من قبيل أزمة التحقق الإنساني في ظل عالم رأسمالي يجعل الفرد مجرد ترس صغير في آلة كبيرة، ويبدو كما لو كان يتحرك وفق برنامج تشغيل الكتروني كـ'الريبوتات' بلا حياة روحية تخرجه من سجن الماديات، ومن اللهاث المُنهك للروح قبل الجسد، من الصباح حتى المساء، وسط احساس بالوحدة والسأم والخواء.

وأريد أن اتوقف عند أحد الأفلام المهمة الذي يعد الأبرز في هذا المهرجان، ألا وهو فيلم 'مرحبا' للمخرج الفرنسي فيليب ليوريه، الذي ينتمي لموجة 'أفلام المهاجرين' التي زادت مساحتها خلال السنوات الأخيرة، والعاكسة لحجم هذه المشكلة، وما تمثله من قلق واسع للأوروبيين.

وينهض الفيلم ذو الحس المأساوي على تيمة الطموح الذي يودي بحياة الإنسان، حين تسيطر عليه الأحلام الكبرى، فيصطدم بواقع شديد القسوة، يضع أمامه ألف عائق وعائق، حتى ينتهي به المقام صريع حلمه الموؤود.

فهذا الشاب الكردي الصغير هاجر وراء حلمه بالشهرة والمال، ظنا منه أن الوصول إليهما يسير، بمجرد أن يطأ بقدميه لندن ويلتحق بنادي'مانشستر يونايتد' العريق، إلى جانب أن ثمة محرضا آخر على هذه المغامرة المميتة، وهو الوصول إلى حبيبته المقيمة هناك.

وثمة خط درامي مواز يتمثل في مدرب السباحة الذي يمر بأزمة عاطفية، ويبدو مضطربا نفسيا جراء انفصاله عن زوجته. ويلتقي الخطان معا، حين يقرر الشاب الكردي تلقي دروس في السباحة، ليتمكن من الوصول لبريطانيا عابرا المانش، ويرى الفرنسي في الشاب اصرارا وعزيمة يفتقدها وتذكره بشبابه وسعيه ليكون بطلا رياضيا، فيحدث التعويض النفسي والتعاطف، لدرجة استضافة المهاجر غير الشرعي في بيته.

ورغم الاحساس بدرجة من الملل نتيجة بطء الإيقاع في بعض مواضع الفيلم، إلا أن مشاهد البداية، ومشاهد الختام تحديدا، كانت في غاية القوة والاحترافية والوهج الفني، إذ استهل المخرج فيلمه بلقطات تعريفية أدخلتنا تباعا وبإيقاع لاهث في الجو النفسي للعمل، بدءا من لقطة متوسطة لفتاة في مطبخ تبدو من ملامحها أنها غير أوروبية ونعرف لاحقا أنها محبوبة الشاب الكردي، ثم لقطة طويلة لمجموعة من الشباب في ميناء أو نقطة تجمع للاجئين غير الشرعيين، وصولا إلى مجموعة من اللقطات الصادمة التى تشكل أحد أقوى المشاهد الدالة، والتي تتنوع بين اللقطات المتوسطة و'الكلوز آب'، لشباب يقومون بمحاولة هروب في شاحنات، متنقلين من شاحنة لأخرى، ويرتدون أكياسا من البلاستيك لكتم أنفاسهم حتى يتفادوا المجسات التى يستخدمها رجال التفتيش على الحدود، بل يضطر بعضهم الى أن يضربوا بعنف من يخالف هذه التعليمات حتى الموت، وفي النهاية ينكشف أمرهم وتلاحقهم الكلاب البوليسية بشكل مهين، ويتم اعتقالهم ووضعهم في معسكر لجوء في غاية القذارة واللا آدمية.

ولا تقل قوة ودلالة عن هذا المشهد، مشهد الشاب حين يقرر عبور 'المانش' الذي يمثل ذروة هذا الفيلم، وبه أقصى درجات التوتر والتشويق والاثارة، إذ نرى الشاب يقاوم الأمواج المتلاطمة في لقطة طويلة نكاد لا نتبين ملامحه، ثم لقطة 'كلوزآب'، فاللعب بحركة الكاميرا 'زووم ان' و'زووم اوت' لخلق ايقاع للمشهد، ثم تزداد اللحظة الدرامية توترا مع اقتراب البطل من الشواطئ البريطانية التي تبدو على مرمى البصر، وظهور زوارق خفر السواحل الذي يقطع عليه وعلى الشاب بالتوازي، ثم لقطة 'كلوز آب' للمهاجر ويبدو عليه الانهاك، لكن مع مطاردة خفر السواحل يزداد تحديا وإصرارا، ويواصل العوم بسرعة أعلى، بل ويقوم بالغطس تحت الماء، حتى ينتهي أمره.

وثمة لقطات دالة، مثل اللقطة التي استعرض فيها المخرج معسكر اللجوء، وركز فيها على العدد الضخم من المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات مختلفة، بملابس رثة، ورصد السلوك العشوائي العنيف السائد بينهم، في نبرة انتقادية مبطنة.

إلى جانب لقطة رفض عمال أفارقة دخول المهاجرين غير الشرعيين لمتجر، فيما دافع عنهما فرنسيون، وكأن تهمة العنصرية التى يُوصم بها الأوربيون، ليست حكرا عليهم لأن الجميع يمارسها حتى من جاءوا من الجنوب.

ويبدو بناء شخصية المواطن الفرنسي دالا أيضا، فقد تم اختيار الشخص المتعاطف يمر بأزمة نفسية، ما يعني أنه ليس في حالة تسمح له باتخاذ القرار السليم، ومن طرف خفي يبدو كما لو كان المخرج يريد أن يؤكد أن قبول المهاجر غير الشرعي ومساعدته، مسألة مرفوضة، وهذا المعنى تأكد في احتجاج الجيران على هذا الوضع، بل وطلب الشرطة، بل ان تركيز المخرج بالكاميرا على الأشياء التي وُجدت مع جثة الشاب، ومنها الخاتم والميدالية الخاصة بالمدرب، تظهر الشاب كسارق، وكأن يريد أن يقول بشكل ضمني أنه رغم التعاطف مع هؤلاء فإنهم كذابون ولديهم ميول إجرامية، ويريدون أن يأخذوا اشياء على غير إرادتنا، إذ أعطى المدرب للشاب خاتم زواجه، فأخذه ثم سرق الميدالية أيضا.

ويبدو خاتم الزواج ذا دلالة رمزية، إذ يشي بالعلاقة المستمرة الحميمية التي ترتب حقوقا والتزامات كـ'المواطنة'، وهي أشياء لا يستحقها كل عابر، لذا نرى المدرب في الأخير حين يذهب للقاء حبيبة المهاجر الكردي لإعطائها الخاتم ترفضه، لأنه لا معنى له في حد ذاته في غياب الشريك، فيسترد الخاتم، ويتصل بطليقته ليرد لها الخاتم ويستأنفا علاقتهما الصحية، وليس علاقة الأوهام غير المؤسسة على معطيات الواقع، لذا نرى المخرج ينهي فيلمه بالقطع المتوازي على وجه المدرب الفرنسي، وعلى شاب صغير في حمام السباحة، ثم على تلفزيون في مقهى به مباراة كرة قدم ولقطة مقربة للاعب كرة شهير غير أوروبي في نادي'مانشستر يونايتد'، حيث كان الشاب الكردي يحلم أن يصل لما وصل إليه، لكنها أحلام الثروة والشهرة التي تراود شباب الجنوب، والمغامرة غير المحسوبة التي ستتواصل، رغم كل المآسي والمصير القاسي.

ويبدو كذلك لقاء المدرب بالفتاة التي هاجر من أجلها الشاب الكردي وقضى نحبه في سبيلها، كما لو كان نوعا من اللوم والإدانة وتحميل المهاجرين السابقين المتمتعين بالجنسية الأوروبية، المسؤولية عن قدوم وافدين جدد، فيما عودة الفرنسي إلى زوجته بعد كل هذه الأحداث المفجعة، دلالة على التوحد في مواجهة الخطر.

حتى العنوان ذاته مراوغا حاملا دلالة عكسية للمعنى المباشر، تتمثل في الرفض لا القبول بالمهاجرين، وتتجسد بشكل فني في لقطة 'كلوز آب' للدواسة التي أمام باب شقة المدرب، ما يعني أن عبارة الترحيب 'مرحبا' في حقيقة الأمر، فقدت معناها بعد أن تم دهسها بالأحذية، وصارت الهواجس من الغرباء بديلا عن التسامح الذي كان.

كاتب صحفي وناقد مصري

Email:mabdelreheem@hotmail.com

القدس العربي في

18/11/2010

 

القصة عماد أي فيلم يتحدى الملل:

خمسة أفلام مغربية قصيرة

محمد بنعزيز  

عرضت في مهرجان طنجة المتوسطي للفيلم القصير ضمن المسابقة الرسمية، الفيلم الأول كان 'ندوب' لمهدي الطاهري عن طبيب نفسي يستغل ضحاياه، فيلم عن شخصين في غرفة بحوار هزيل، مع أن التصوير في فضاءات مغلقة يقتضي حوارات قوية لماحة لتعوض محدودية ما يرى.

الممثلة كانت ممتازة في أدائها - لدور مريضة مزعومة الذي تطلب مشاعر متقلبة، قطعت قضيب الدكتور ووضعته في بلاستيك ورفعته إلى أعلى... لم يخطر الجمهور على بال المخرج حين كان يكتب، لقد بحث عن إحداث الدهشة فجنى التقزز.

صحيح أن حرية المبدع مقدسة، لكن هل يستطيع أن يتجاهل السياق السوسيولوجي الذي يتحرك فيه؟

نتيجة هذا التجاهل يعطي مخرجون متشوقون للشهرة الناطقين باسم التيار المحافظ في المجتمع المغربي فرصة للتسديد على السينما... مخرجون لا يرون أبعاد ما يفعلون.

الدليل؟

'حين شاهدت الفيلم في طنجة عرفت لماذا صورته'، هذا ما اقر به مهدي الطاهري لبرنامج صورة على القناة الثانية 16-10-2010.

الفيلم المغربي الثاني كان الروح التائهة لجيهان البحار يحكي عن فنان يعاني أزمة إلهام، وبما انه رسام فقد جعلت المخرجة شخصيات لوحاته تتحاور لتكشف له أزمته، يجد راحته في قتل أبيه، لكن والده حي... يقرر ان يزوره ليجدد صلته بجذوره.. هكذا وجدت الروح التائهة سبيلها، بفضل استخدام شخصيات اللوحات كرسوم متحركة، أخرجت البحار سؤال الإبداع من جمجمة الفنان وعرضته بصريا.. الملاحظ أن الكثير من الأفلام المغربية تتناول هذا الموضوع. لماذا يجد الفنان المغربي صعوبة في ابتكار الجديد؟ يبدو أنها ازمة خيال. أزمة ثقافة، كثيرون ممن التقيتهم في مهرجان طنجة لا يطالعون حتى خمسة كتب في السنة. لذا فإن الافلام المغربية القصيرة، رغم جودة الصورة، لا تمنح إحساس العمق الدلالي الذي ميز الأفلام التركية واليونانية.

الفيلم الثالث 'المنحوتة' ليونس الركاب، يبدأ بلقطات القبيلة الشرسة تطارد شابة حاملا بسبب قصة حب مجهولة... تلجأ الشابة إلى بيت رسام معزول وسط الغابة... في لحظة المخاض تأتيها امرأة وتشرف على ولادتها... تكبر الطفلة... وتجد لدى الرسام منحوتة عزيزة... لقد قتلت الشابة بعد الولادة... صنع لها الرسام منحوتة يذكره بأيام حبه... يتلمسها مثل بجماليون مع حبيبته من الرخام... بينما يغرق الرسام في الذكريات تتولى المرأة التي أشرفت على الولادة تربية الطفلة... للتوضيح يستخدم يونس الركاب الفلاش باك ليفسر الحاضر بالماضي، تتقدم الأحداث، وفي اللحظة المناسبة تدرج لقطة فلاش باك لتفسر ولتدفع الحدث، فلاش باك جيد رتق شرخ الزمن، يدفع الأحداث إلى الأمام بدل أن يكسر خطية السرد... هذا فيلم يحترم البنية السردية للقصة الموباسانية، لا نكتشف الحقيقة إلا في السطر الأخير... وبذلك يبقى التشويق على أشده... كل فيلم يشبه مخرجه...

الفيلم الرابع 'حياة قصيرة' لعادل الفاضلي عن حياة شخص منحوس مدتها 40 سنة في أكثر من عشرة أمكنة عبر فلاش باك في 16 دقيقة، تم استخدام راو لرتق القفزات في الزمن... حين يسكت الراوي يرتفع الكثير من الصراخ... راو لا يضيف بل يفسر ما نراه لأن الصور لا تفسر نفسها...

هذا مشوش، لكن الجانب التقني للفيلم قوي جدا... فالراوي يتحدث بنبرة متميزة، المؤثرات الصوتية متقنة... الإضاءة المتحركة وتصوير المطر وصدمة حادثة سير يظهر أن الفاضلي قد استهدف بالدرجة الأولى استعراض قدراته التقنية في الإخراج... ماذا لو حصل عادل الفاضلي على سيناريو عميق ووظف فيه مهاراته؟

الفيلم الخامس 'أبيض وأسود'، يطابق اسمه لونيه، عن سيدة أعمال تتعطل سيارتها في الطريق فيجرها بغل إلى كراج ميكانيكي لتصليحها. في اللقاء يتضح أن السيدة الثرية تحت ضغط الزمن لتصل إلى موعد مهم... بينما الميكانيكي لا يعد الزمن. إنه لقاء بين البرجوازية والبروليتارية المغربية، الأولى تعد الزمن بالدقائق والساعات، بينما الثانية تعد 'النهار طويلا'.

يتحرك الميكانيكي ببطء فتغريه المرأة بمضاعفة أجره... في هذا اللقاء الكوميدي بين عالمين ومنظومتين قيميتين، تظهر التناقضات، فسيارة المدام رقمية، وزوجها يهدد بتطليقها إن لم تصل في الوقت... بينما الميكانيكي لم يدخل العصر الرقمي بعد، يعلن انه يخاف السيارات الإلكترونية... يطلب أخذ أجرته فقط، بينما المدام كانت تفتش حاجاته وتسرق ما يناسبها... نجح الميكانيكي في ترقيع سيارة كولف جديدة من قطع سيارة كولف قديمة... صفق الجمهور الذي تعاطف مع الميكانيكي..

جمهور كثير، فقد كانت قاعة سينما روكسي تمتلئ عن آخرها تحت وفوق عندما يعرض فيلم مغربي، كانت الأفلام القصيرة المغربية في موقع مشرف، لجيل جديد من المخرجين الشبان، سيتربون في المهنة.

واضح أن الجمهور يتفاعل بقوة مع الأفلام التي تقدم قصة، بغض النظر عن موقع الكاميرا. القصة هي عماد أي فيلم يتحدى الملل.

ناقد سينمائي من المغرب

القدس العربي في

18/11/2010

 

بيوتيفل وفوز ومطبخ السعادة.. من أجمل أفلام بانوراما الفيلم الأوروبى..

ماريان خورى: راهنت على التميز وأفلام السينما الأوروبية شهدت إقبالاً كبيراً

كتبت علا الشافعى  

اختتمت مؤخراً فعاليات بانوراما الفيلم الأوروبى والتى تنظمها شركة أفلام مصر العالمية، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبى ويبدو أن ماريان خورى مسئولة البانوراما اجتهدت إلى حد كبير فى انتقاء واختيار الأفلام المعروضة، ويبدو أنها كسبت الرهان على مشروعها السينمائى، الذى كان يشكك فيه الكثيرون، حيث تحدت بأن هناك جمهوراً سيتزايد بمرور السنوات للسينما الأوروبية، فى حين كان يشكك الكثيرون فى أن تجد هذه السينما إقبالاً، وهذا ما تأكد فى هذه الدورة التى شهدت إقبالاً شديداً فى الحفلات الصباحية وحفلات منتصف الليل.

كانت دور العرض المخصصة للعروض، سواء فى جلاكسى أوسيتى ستارز كاملة العدد ومن أهم الأفلام التى عرضت فيلم "فوز" الإيطالى، الذى نال استحسان الحضور من السينمائيين والمهتمين، وذلك للقضية التى يناقشها وتتعلق بمنطقة شائكة فى حياة الزعيم الإيطالى موسولينى، تتعلق بزوجته الأولى والتى أنكر وجودها وتبرأ من علاقته بها، رغم إنجابها لابن منه، والفيلم يقدم حالة فنية متكاملة على مستوى الصورة البصرية شديدة الثراء والتقنيات.

ومن الأفلام الهامة التى عرضت ضمن أفلام البانوراما فيلم "بيوتفل" وهو فيلم أسبانى مكسيكى تم إنتاجه فى عام 2010 وهو بطولة النجم الأسبانى المتميز خافيير بارديم، ومارسيل الفاريز وإخراج "اليخاندرو جونزاليس صاحب فيلم "بابل" وتدور أحداثه عن رجل تحاكى حياته أبطال التراجيديا اليونانية، فهو أب لطفلين وبسبب حالة زوجته النفسية المضطربة يضطر إلى مغادرة المنزل واصطحاب طفليه معه، وفى نفس الوقت يعمل سمساراً يتقاضى عمولته من المهاجرين غير الشرعيين على توفير فرص عمل لهم وحمايتهم من الشرطة بدفع رشاوى لمسئوليها، وأجمل ما فى الفيلم هو أنه يلعب طوال الوقت على المنطقة الرمادية فى النفس البشرية، وعن ذلك التناقض، والرغبة فى أن تكون خيراً، إلا أن كل شىء يدفعك عكس ذلك تماماً، فرغم أن بطلنا _ يجسده خافيير بارديم _ يعيش حياته من دم هؤلاء المهاجرين، إلا أنه يتعاطف معهم وتجمعه علاقة شخصية وإنسانية ببعضهم.

والفيلم يرصد الكثير من تلك العلاقات الإنسانية المحيرة والتى تستفزك، إلا أنك فى نفس الوقت لا تملك إلا التعاطف مع أصحابها، والفيلم فى جزء كبير منه يرصد الحياة الأخرى فى المدن الكبيرة الخربة، وأيضاً النفوس البشرية الأكثر خراباً، فالكل يكافح واقعه الأليم وأقداره المعاكسة، وإذا كان الفيلم يحمل تميزاً على مستوى الصورة والتكنيك والسيناريو والحوار الشديد التكثيف، إلا أنه حقاً يعطى درساً فى كيف يكون الممثل، حيث قدم خافيير فى هذا الفيلم واحداً من أجمل أدواره، وجاء أداؤه عبقرياً فى إمساكه بتفاصيل الشخصية وتطوراتها النفسية، ولحظات انهيارها الداخلى والخارجى، خصوصاً بعد اكتشافه أنه مصاب بالسرطان، وأنه لا يتبقى له سوى شهران ويترك حياته وأولاده وإذا كان الفيلم قد تنافس على جائزة السعفة الذهبية فى مهرجان كان بدورته الماضية، إلا أنه اقتنص جائزة أحسن ممثل بجدارة.

ومن الأفلام التى كان ينتظرها الكثيرون من المهتمين بالسينما فيلم رجال وألهة، وهو الفيلم الحاصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان كان فى دورته الماضية، والفيلم يبدو أنه حصد الجائزة لأسباب سياسية وليس سينمائية، حيث جاء مستواه الفنى متواضعاً قياساً لحجم الجائزة التى حصل عليها، ولكن يبدو أن القضية التى يتناولها وتتعلق بفكرة التسامح بين الأديان والحوار مع الآخر من خلال قصة حقيقية لمجموعة من الرهبان كانوا يعيشون فى قرية بعيدة بالجزائر يقدمون خدمات لأهل القرية وتربطهم بهم علاقات إنسانية، وذلك أثناء أحداث التطرف الإسلامى التى شهدتها الجزائر فى التسعينات، حيث تعرض الرهبان للاختطاف والمقايضة على حياتهم من جانب الحركة الإسلامية مقابل الإفراج عن بعض المتطرفين، إلا أنهم قتلوا والفيلم رغم أنه يعالج قضية شديدة الأهمية وتمثل صفحة سوداء فى تاريخ الإنسانية وليس تاريخ الجزائر فقط، إلا أن إيقاعه وسرده السينمائى جاء أقرب إلى فيلم تليفزيونى اللهم إلا المشهد قبل النهاية وقبل واقعة اختطافهم، والذى كان يحاكى مشهد العشاء الأخير للسيد المسيح.

وفيلم مطبخ الروح، وهو من إخراج فاتح أكين وبطولة آدم بوسدوكوس، موريتز بليبترو، بيرول أونيل، ويتحدث عن مغامرات زينوس، صاحب مطعم فى هامبورج، الممزق ما بين أخيه المفرج عنه من السجن وصديقته الخائنة ومطعمه الذى يضيع، الفيلم حصل على جائزة لجنة التحكيم، جائزة السينما الشابة بمهرجان فينيسيا الدولى 2009 ورشح للجائزة الذهبية بمهرجان فينيسيا الدولى 2009.

يذكر أن أولى دورات بانوراما الفيلم الأوروبى، بدأت فى مصر عام 2004، والهدف من إقامتها التعرف على ثقافة الآخر الأوروبى بسبب انشغال الساحة بالسينما الأمريكية.

اليوم السابع المصرية في

19/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)