حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سينما 2010 تقدمها :خيرية البشلاوى

علاقة الأزمات الاقتصادية وتحريم الخمور بظهور فيلم العصابات

الجريمة المنظمة ودورها في تأسيس شهرة كبار النجوم والمخرجين

تبادل الأدوار بين المجرم والشرطي بسبب قانون الرقابة

وُلد فيلم العصابات الأمريكي من رحم الأزمة الاقتصادية التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية ابان العشرينات من القرن الماضي. عندما تم تحريم تداول المشروبات الكحولية. فانتعشت عمليات التهريب وتكونت العصابات المتخصصة في هذا النشاط. ومرة أخري ازدهرت هذه النوعية وازدادت تطوراً وقوة درامية ومزيداِ من الرواج الجماهيري ابان السبعينات والتسعينات وصارت معروفة باسم Mob Movies أي أفلام العصابات الإجرامية..وفيلم العصابات لم يصل إلي اكتمال تكوينه إلا مع وصول عنصر الصوت. وسماع صوت الرصاص. وصدام السيارات في مشاهد المطاردة ثم لغة الحوار الخاصة التي يتبادلها أفراد العصابة وما تحمله اللغة من دلالات.

ولكن الجريمة وتداعياتها وما تتطلبه من عناصر تجسيدها بالصورة كانت وسوف تظل ضمن الموضوعات الجذابة التي التفت إليها صناع الصور المتحركة منذ السنوات الأولي لهذا الاختراع من أوائل التجارب السينمائية في هذه النوعية فيلم "عصابات "بيج آلي"" "1912" التي تدور أحداثه في حارات نيويورك واحيائها الفقيرة. وقد قام باخراجه المخرج الأمريكي المعروف د . و جريفيث "دافيد وارد جريفيث" وفي عام 1915 قام مساعد ذلك المخرج واسمه راؤول والش الذي صار من مشاهير المخرجين في هذه الحقبة باخراج أول أفلامه بعنوان "تجدد الأجيال" "1915" Regenration وبدوره يتناول عصابات الشوارع في نيويورك وقد تم تصوير الفيلم في أماكن الأحداث الواقعية في المدينة.. وبعد ذلك بعدة سنوات قام المخرج الألماني فرتيز لانج بعمل فيلم "دكتور مابيوز المقامر" "1922" ويتناول قصة مجرم ألماني عتيد حاول أن يغزو العالم ويسطو عليه وهذا الفيلم اعتبره النقاد اشارة استباقية لقدوم هتلر الذي أصاب العالم فعلاً بحرب عالمية كارثية سقط فيها ملايين الشهداء من أبناء الدول التي شاركت في هذه الحرب أو لم تشارك فيها..

ولكن فيلم "العصابة" الذي يجسد عن حق هذه النوعية بكامل عناصرها كما تشير معظم الكتابات فيلم "العالم السفلي" "underworld) "1927" للمخرج جوزيف فون ستربنرج وهو مخرج يهودي نمساوي ولد في 29 مايو 1894 ومات عام .1969 وفيلم "عضو العصابة" "1928" للمخرج الروسي المولد لويس مايلستون وهو أيضاً يهودي ولد عام 1895 في مدينة أوديسا ومات في أمريكا عام .1980 والفيلمان الأخيران يتناولان موضوع الجريمة المنظمة التي كانت قد بدأت تفرض وجودها في الولايات المتحدة. وبعد فيلمه الأول واصل سترنبرج اخراجه بفيلمين من نفس النوعية وهما "The dranget" "1928" بطولة جورج بانكروفت وهو نفسه بطل فيلمه الأول. والفيلم الآخر بعنوان "Thunderbolf" "1929" بمعني "الصاعقة" ويعتبر فيلمه الأول الناطق. حيث لا "صاعقة" بدون صوت بطبيعة الحال.

بعد ذلك قدم المخرج روبين ماموليان "1898 1987" وهو مخرج درس علم الجريمة في جامعة موسكو بعدها ذهب إلي لندن ثم إلي الولايات المتحدة الأمريكية وقدم فيلمه "شوارع المدينة" "1931" مع الممثل جاري كوبر الذي لعب شخصية رجل برئ. جذبته الحياة السُفلية للمدينة فانخرط في عالم الجريمة. ويعتبر أول فيلم ناطق يستخدم حيلة "الفلاش باك" في أسلوب السرد الروائي.

الواقعية الجديدة

أنتجت شركة وارنر بروس الأمريكية مجموعة من أفلام الجريمة حققت من خلالها نوعاً من الواقعية الجديدة.. فبعض هذه الأفلام يعتمد علي حكايات وأحداث واقعية وعن شخصيات اجرامية حية. ومنها فيلم المخرج ميرفن لو ردي وهو يهودي أمريكي ولد في سان فرانسيسكو عام 1900 ومات عام 1987 وفيلمه بعنوان "قيصر الصغير" "1931" من أشهر أفلام الجريمة في حقبة الثلاثينات ومن خلاله يتابع عملية صعود وسقوط شخصية زعيم عصابة يشبه كثيراً شخصية آل كابوني.

آخر سطر في الحوار الذي نطق به الممثل بطل الفيلم والذي قاله وهو يحتضر "يا أم الرحمة أهذه هي نهاية ريكو؟" ولم يكن هذا السطر الذي نطق به الممثل ادوارد جي روبنسون سوي بداية لموجة ساخنة من أفلام الجريمة في هوليوود..

شهد عام 1931 وحده خمسين فيلماً تنتمي لهذه النوعية "فيلم الجريمة" وفيلم "قيصر الصغير" حول الممثل اليهودي المجري الأصل روبنسون 1893 1973 إلي نجم متألق بعد أدائه لشخصية المجرم شبيه آل كابوني "ريكو باندللو" ونفس المكانة حققها الممثل الأمريكي جيمس كاجني "1899 1986" بعد بطولة فيلم "عدو الشعب" أو العدو العام "1931" للمخرج ويليام ولمان والذي يتضمن أيضاً أحد المشاهد المثيرة مع الممثلة ماي كلارك الذي أعجبت الجمهور وزادت من جماهيرية الممثل.

تجميل الجريمة

أثارت هذه الموجة من الأفلام عن حياة الجريمة والشخصيات الضالعة في العالم السفلي الكثير من التحفظات لدي قطاع كبير من الجمهور الأمريكي بحجة أنها تضفي الكثير من البريق وربما التعاطف مع صناع الجريمة.

وحين ظهر فيلم "الوجه ذو الندبة" "1932" للمخرج الأمريكي هوارد هوكس "1896 1977" واجه علي الفور متاعب مع الرقابة التي طلبت حذف بعض المشاهد العنيفة كما طلبت أن يضاف عنوان فرعي للفيلم هو "عار الأمة" shawe ofT He" Nation) لعب بطولة فيلم "الوجه ذو الندبة" Scarpace الممثل بول ماني وجسد شخصية مجرم يمزج بين العنف الوحشي والسلوك الطفولي والعجرفة الشديدة.. وقد أعاد المخرج الأمريكي بريان دي بالما اخراج نفس الفيلم عام 1983 وقام ببطولته آل باتشينو. النسخة الثانية احتفظت بنفس الجرعة الثقيلة من مشاهد العنف الدموية وحقق مع جمهور الثمانينات وبعد خمسين عاماً من النسخة الأولي نفس الرواج ونفس المكان والشهرة لبطل الفيلم "باتشينو".

الشرطي بديل المجرم

وفي عام 1934 سري بقوة تأثير قانون الانتاج البيوريتاني "الأخلاق" الذي ينص علي أن "فعل الجريمة يجب أن يقدم للناس باعتبارا عملا آثما وأن الحياة الاجرامية شيء كريه ومحتقر وهذا القانون لابد أن يسود عبر كل الأزمنة".

وبطبيعة الحال. ومع الأخذ في الاعتبار أن السينما أولاً تجارة قبل أن تكون صناعة وفنا. وسلعة لابد أن تحقق الربح. لم يسر هذا القانون بحذافيره. وإنما حول صناع الأفلام ضابط البوليس الذي يقوم بتنفيذ القانون إلي البطل الحقيقي وليس المجرم الذي يشيع الخوف والرهبة.. ومن هذا التحايل المخادع لم يستمر ولن يستمر. فالضابط المنوط به تنفيذ القانون يستخدم في مهمته أقصي أنواع العنف. وقد يصبح هو نفسه إحدي أدوات الجريمة "فالأطهار" في حقل ال "إف بي آي" أو البوليس الفيدرالي الأمريكي لم يظهروا في السينما كثيراً والطريف أن رجال الجريمة الأكثر شهرة علي الشاشة مثل الممثل جيمس كاخ وادوارد روبنسون انتقلوا إلي الجانب الآخر وأصبحوا يقومون بدور رجل البوليس من أفلام تستمد حبكاتها من نفس العالم السفلي. حيث الجريمة والعصابات المسلحة والمنظمة الاجرامية.

تأثير الجريمة علي الأطفال

في عامي 1937. 1938. قدم المخرج مايكل كيرتس فيلم "ملائكة بوجوه قذرة" وقدم المخرج ويليام وايلر فيلم "نهاية محتومة" والفيلمان يعرضان الآثار المدمرة والتأثير الضار الذي يمارسه رجال العصابات علي الأطفال والصبية الصغار..

قام ببطولة هذين الفيلمين جيمس كاجني. وهمفري بوجارت. وقد تواجه الممثلان حين أديا معاً بطولة "سنوات العشرينات الصاخبة" "1939" للمخرج راؤول والش وهو فيلم يصور سنوات تحريم الخمور بأسلوب شبه تسجيلي ويصل إلي ذروة أحداث هذه الفترة مع ظهور سلسلة أفلام العصابات التي انتجتها هوليوود.

شهدت الحرب العالمية الثانية بداية تراجع أفلام الجريمة. فقد كان العالم يشهد جرائم أكثر دموية بكثير علي أرض المعارك الفعلية وعلي جبهات عديدة ولكنها عادت للظهور تحت لافتة أخري ونوعية من الأفلام مختلفة من حيث أسلوب المعالجة والمزاج الذي يسود الأحداث واختيار أماكن الصراع وكيفية تصويرها علي الشاشة وعرفت هذه النوعية باسم "فيلم نوار" Film noir أو الفيلم الأسود.. وهو مصطلح صكه النقاد الفرنسيون وكانوا يصفون به فيلم الجريمة الأبيض والأسود الذي يستخدم الظلال والاضاءة الخابية والحواري الضيقة الكئيبة ومنها فيلم النسر المالطي "1941" الذي شاهده الفرنسيون لأول مرة.

ومن هذه النوعية لفيلم الجريمة "الأسود" قدم المخرج هنري هاثواي "قبلة الموت" "1947" الذي قدم الممثل ريتشارد ويدمارك كقاتل سيكوباتي مختل السلوك.

وعلي أرضية فيلم الجريمة في ثوبه الأسود يجتمع من جديد المخرج راؤول والش مع الممثل جيمس كاجني في فيلم "حرارة بيضاء" 1949 حيث يلعب "كاجني" مجرما وقاتلا منحرفا مزاجياً.

بعد انتهاء الحرب الثانية عام ..1945 اطلقوا هذه التسمية التي أصبحت تشير إلي نوعية من فيلم الجريمة بلغة بصرية تشيع احساساً بالكآبة والغموض. والهدوء المشبع بالترقب ومن الممكن أن نتتبع جذور هذه النوعية في أفلام التعبيرية الألمانية إبان العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي وتحديداً في أفلام من نوعية "عيادة الدكتور كاليجاري" "1919" وفيلم المخرج فريتر لانج بعنوان "M" وهذا الأسلوب المميز فضلاً عن المادة الموضوعية لهذه الأفلام يذكرنا أيضاً بأفلام فرنسية عرضت في الثلاثينات مثل فيلم "الكلب" La Chienne و"الوحش الآدمي" 1938 للمخرج الفرنسي جان رينوار.

هذا الفيلمان الأخيران أعاد المخرج فريتر لانج انتاجهما في هوليوود بأسلوب الفيلم الأسود وهما فيلما "الشارع القرمزي" "1945" و"الرغبة الإنسانية" "1954".

واستمرت هذه النوعية مع قدر من التطوير الموضوعي المناسب للمرحلة التي يتم الانتاج فيها. مع المخرج روجر كورمان "مواليد 1926" ابان الخمسينات والستينات بأفلام من نوعية "كيلي ذو البندقية الآلية" "1958" بطولة تشارلز برونسن "ومذبحة يوم فالنتاين" "1967". وفي فرنسا أخرج علي نفس النهج فيلمه "ارفعوا ايديكم عن الغنيمة" "1954" بطولة الممثل العظيم جان جابان الذي يلعب دور مجرم عتيد يعاني من الوهن وتقدم العمر.

الستينات أيضاً شهدت أفلام الجريمة التي أخرجها جان بير ملفيل وأفلام جان لوك جودار وفرنسوا تريفور والأخيران من عشاق السينما الأمريكية وبالذات دراما الجريمة التي قدم في اطارها جودار فيلم "علي آخر نفس" و"اقتل عازف البيانو" للمخرج تريفو.

وفي اليابان فعل المخرج الياباني الأشهر اكيرا كيروساوا نفسي الشيء عندما اقتبس الروايات البوليسية الأمريكية للمؤلف اد ماكبين "الشخص الردئ ينام باستغراق" 1960 و"العالي والواطي" "1963" وعرفت اليابان أيضاً نوعية "الجاكوزا" أفلام الجريمة المنظمة اليابانية مثل "طوكيو دريفتر" "1966" للمخرج سجون سوزوكي وفيلم "معارك بلا شرف ولا إنسانية" 1973 للمخرج كنجي فيوكازاكي وفيلم "ألعاب نارية" "1997" للمخرج تاكاشي كيتانو.

الأكثر شهرة

ومن أكثر أفلام الجريمة شهرة فيلم "بوني وكلايد" "1967" للمخرج الأمريكي آرثر بن وفيلم "الأب الروحي" "1972" الذي دعم هذه النوعية باتجاه جديد فائق الجاذبية. وأيضاً فيلم "الشوارع المنحطة" للمخرج العظيم مارتن سكورسيز الذي كان سبباً في تأسيس شهرة هذا المخرج الذي زاد من أهمية ورسوخ هذه النوعية بأفلام "الرفاق الطيبين" "1990" وفيلم "كازينو" "1995" و"عصابات نيويورك" "2002" الذي يتخذ من هذه المدينة في القرن التاسع عشر موضوعاً للفيلم. هناك مخرجون آخرون أثاروا الاهتمام جداً بأفلامهم التي دارت أحداثها في عالم الجريمة ومايفيض به من درامات دموية مثيرة وواقعية ومنهم المخرج الايطالي سيرجيو ليون "ذات مرة في أمريكا" "1984" ووارن بيتي بفيلم "بجسي" 1991 والإخوان كوهين بفيلمهما "عبور ميللر" "1990".

وفي انجلترا برزت أفلام المخرج جي ريتش بفيلم "لوك. ستوك آند توسموكنج باريل" "1998" وهو الفيلم الذي بدأ به تياراً لأفلام الجريمة البريطانية.

لقد حفر المخرج كونتين تارانتينو بصمة قوية علي هذه النوعية بأفلامه "كلاب المستودع" (Reservoir Dogs) "1992" و"أدب رخيص" "1994" والعملان يذكران بالأفلام الكلاسيكية القديمة التي قدمتها شركة وارنر حين قدم المخرج جون هوستون "غابة الأسفلت" "The Asphalt Juagle" "1950" وهناك الجرائم السياسية الكبري فإلي حين إشعار آخر.

المساء المصرية في

14/11/2010

 

صدق أو لا تصدق‏..‏أفلام عيد الأضحي تعرض في‏260‏ دار عرض

سيد عبدالمجيد 

بعد غد يبدأ موسم أفلام العيد الأضحي‏...‏ وأفلام هذا العيد تحمل مسئولية تعويض خسارة أفلام عيد الفطر‏..‏ وموسم الصيف الماضي‏..‏ والمنافسة هذا العيد لا تنحصر في‏4‏ أفلام جديدة لنجوم بعينهم في تحقيق إيرادات الإنقاذ ولكن هناك أفلاما.

تدخل المنافسة غصبا عنها لإنها تحقق الإنقاذ عن طريق استمرار إيراداتها المعقولة للمشاركة في هذا الإنقاذ‏.‏ والغريب أن أفلام هذا العيد تعلن انتهاء أزمة دور العرض‏..‏ من خلال أعداد دور العرض التي سوف تعرض هذه الأفلام وخاصة الأفلام الأربعة الجديدة التي أنتجتها الشركات الكبري وهي في نفس الوقت تمتلك أعدادا كثيرة من دور العرض تستطيع بها المنافسة بعرض الأفلام إنتاجها في أكبر عدد من دور العرض التي تمتلكها لتحقيق إيرادات هذه الدور من خلال جذب جمهور المشاهدين في كل مناطقها بضربة واحدة‏..‏

حتي من أول يوم في عرض أفلامها‏..!!‏

وإذا نظرنا إلي عدد دور العرض الخاصة بعرض هذه الأفلام الأربعة الجديدة التي تعلن أنها المنافسة الوحيدة في أفلام العيد الأضحي‏..‏ نجد أنها تصل إلي الآتي‏.‏

فيلم زهايمر‏..‏ لعادل إمام حصل علي ــ‏80‏ دار عرض ــ‏60‏ دار عرض علي الأقل كما أعلن مديرو دور العرض لكل فيلم من الأفلام الثلاثة الباقية وهي‏..‏ إبن القنصل ــ لأحمد السقا ــ بلبل حيران ــ لأحمد حلمي‏..‏ محترم إلا ربع ــ لمحمد رجب‏..‏ يصبح عدد دور عرض الأفلام الأربعة ــ‏260‏ دارا للعرض لم تصل السينما المصرية إلي هذا العدد من قبل‏..‏ ذلك بإضافة دور العرض التي تشغلها الأفلام التي سيستمر عرضها لتنافس هي الأخري في إنقاذ الإيرادات‏..‏ ومنها أفلام ــ سمير وشهير وبهير ــ والرجل الغامض بسلامته ــ لهاني رمزي ونيللي كريم ــ ولاد البلد ــ لسعد الصغير ــ لا تراجع ولا استسلام ــ لأحمد مكي ــ الثلاثة يشتغلونها ــ لياسمين عبدالعزيز ــ ونور عيني ــ لتامر حسني ومنة شلبي‏..‏

ولو أضفنا عدد دور هذه العرض لهذه الأفلام التي ستستمر ولم ترفع عن العرض بعد‏..‏ نصل إلي عدد مذهل من دور العرض والذي لم تصل إليه السينما في أي وقت‏!!‏

ومهما كانت دور العرض هذه ــ دور عرض صغيرة الاستيعاب لأعداد مقاعدها للجمهور والتي تتراوح بين‏300‏ إلي‏400‏ مقعد‏..‏ وأن أعدادها تتزايد في كل مول فإنها في النهاية تشترك فعليا في حل أزمة دور السينما التي كانت تعاني منها طوال مشوارها السينمائي

والغريب أيضا أن المنافسة لن تقف عند جذب النجوم الكبار أو النجوم الآخرين‏...‏ من خلال القدرات الفنية والشهرة ونوعية الكوميديا التي يقدمونها‏..‏ ولكن هناك منافسة أخري تحدث من خلال أحداث هذه الأفلام بظهور أغاني في كل فيلم تنافس بكلماتها وألحانها والذين يقومون بغنائها الأفلام الأخري التي تحمل مثلها أغنيات في أحداثها‏..‏ فيلم زهايمر بداخله أغنية لمحمد رجب تأليف أيمن بهجت قمر وألحان محمد يحيي‏..‏ وفيلم إبن القنصل به أغنية يقدمها في أحداث الفيلم المطرب هشام عباس وهي تأليف أيمن بهجت وحكاية الأغاني هذه أصبحت ظاهرة توجد في كل فيلم يتم تصويره حاليا أو تم تصويره من قبل ولنا لقاء مع هذه الظاهرة‏..‏ وبعض هذه الأغاني كانت سببا في إيجاد مشاكل مع الرقابة لإحتوائها علي ألفاظ ومعاني مرفوضة اجتماعيا‏..‏ وأخلاقيا‏..‏

وهناك أفلام كثيرة‏..‏ فضلت الهروب من العرض مع أفلام العيد الأضحي‏..‏ منها ما هو هروب إجباري لعدم الانتهاء من تصويرها‏..‏ ومنها ما فضل أن يتم عرضه في الموسم الذي أصبح جديدا
بالنسبة لأفلام السينما‏..‏ وهو موسم إجازة نصف العام للطلبة لضمان كله أمل في النجاة من أزمة الإيرادات‏...‏ ومنها أفلام تم عرضها لأول مرة في المهرجانات‏..‏ كفيلم الوتر الذي عرض في مهرجان دمشق السينمائي لمصطفي شعبان‏..‏ وغادة عادل‏..‏ وأفلام عديدة أخري فضلت العرض في الموسم الجديد أجازة نصف العام‏..!!‏

وكل منافسة وأفلامها جيدة‏..‏ وكل عام وأنتم بخير‏..!!‏           

‏8‏ أفلام ترفضها الرقابة ولجنة التظلمات

بين الرقابة وأفلام السينما دائما مشاكل كثيرة والرقابة تقرأ السيناريوهات المقدمة إليها‏..‏ وفي نفس الوقت يعيش أصحاب هذه السيناريوهات في قلق‏..‏ في انتظار رأي الرقابة‏..‏ بالرفض أو التعديلات‏..‏ أو التصريح بالتصوير‏.‏

وتتحول الأفلام التي تم رفضها أو تعليق الموافقة علي ضرورة إجراء بعض التعديلات‏..‏ وإذا تحدت هذه التعديلات التي طلبتها الرقابة‏..‏ أو الرفض لأسباب تراها الرقابة تخضع لقانون الرقابة‏430‏ لسنة‏..1955‏ يسرع أصحاب الأفلام إلي لجنة التظلمات لإعادة النظر في السيناريوهات وتبدي رأيها بالموافقة علي الرفض أو التصريح بتصوير الأفلام بعد الاتفاق التام بين أصحاب الأفلام علي متطلبات الرقابة ورأي لجنة التظلمات‏.‏
ومسألة التعديلات تمثل صراعا خفيا بين أصحاب الأفلام والرقابة‏..‏ فأحيانا يعاد السيناريو بعد التعديلات إلي الرقابة أملا في حصول الموافقة‏..‏ لكن تكتشف الرقابة أن التعديلات لم تكن وفقا للمطلوب‏..‏ وأنها حدثت فقط بتغيير اسم الفيلم‏..‏ ولم يتم التعديل في باقي السيناريو وفقا لمطالب الرقابة‏!!‏
وصرح رئيس الرقابة في أحد حواراته‏..‏ بأن الرقابة تعمل وفقا للقانون‏..‏ وهو الذي يحدد مصالح الدولة العليا والآداب العامة‏..‏ والنظام العام‏..‏ وهذه الأمور تحدث في معظم دول العالم‏.‏

وهناك تواصل تام بين الرقابة وأهل الفن عموما‏..‏ ولا تخضع الرقابة لأي أمر منع أي فيلم من أي جهة إلا من خلال القانون‏..‏ وهناك أمثلة كثيرة‏..‏ مثلا لو جاء سيناريو شديد الخصوصية من الناحية الدينية تقرر الرقابة عرضه علي جهة دينية لأخذ رأيها لأنها الأقدر علي الحكم علي الأمور الدينية حفاظا علي المجتمع‏..‏ وأضاف رئيس الرقابة أنه يتابع النشاط الفني في جميع فروعه‏..‏ ونتعامل مع الفن بدون رقابة بقصد الرقابة فقط‏..‏ وتسعي النقابة إلي تفعيل قانون حق الأداء العلني‏..‏ والملكية الفكرية‏..‏ وهو مشروع النقابة الجديد‏.‏

والمهم أن عدد الأفلام التي رفضتها النقابة ولجنة التظلمات وصل إلي‏8‏ أفلام‏..‏ وهي‏..‏ سيناريوهات أفلام‏..‏ هابي فلانتين ـ ولا موآخذه ـ إغتيال حمار ـ ثورة العميان ـ وهم الجلباب الإسود‏.‏
ومازالت المشكلات في أخذ ورد بين أصحاب السيناريوهات والرقابة‏..‏ حول التعديلات والرفض‏..‏ أو التصريح‏..!!‏ 

الجمهور‏..‏ هو المعلم الأول

الجمهور‏..‏ يعرف‏..‏ يحس‏..‏ يقول إن هذا المشهد الذي أداه البطل والبطلة علي الشاشة ليس صادقا‏..‏ إنه من حيث الشكل مائة في المائة‏.‏ أما داخليا فيوجد انفصال وجداني كبير بين البطلين‏..‏ لابد وأنهما في علاقتهما الشخصية علي خلاف أثناء تصوير هذا المشهد‏..‏ الجمهور يعرف‏..‏ يحس بالحقيقة وراء كل مشهد يراه علي الشاشة‏.

إلي هذه الدرجة تظهر الأحاسيس الشخصية الدفينة التي تحدد علاقات الممثل بزملائه علي الشاشة دون أن يدري‏..‏ يلتقطها الجمهور‏..‏ ويحس بها‏..‏ يتحدث عنها‏..‏ مهما حاول الممثل إخفاء مشاعره الخاصة‏..‏ غريب أمر هذا الجمهور إنه فعلا المعلم الأول‏.‏

المخرج الناجح يعرف تلك الحقيقة‏..‏ وكثيرا ما نجد المخرج يتحول مع أسرة الفيلم إلي أب أو أخ أو مصلح اجتماعي خفي‏..‏ يحاول جاهدا أن يذيب كل الخلافات والحساسيات التي تظهر أثناء العمل مع الممثلين‏..‏ فهو يكتشف هذا من خلال أداء الممثل أمام الكاميرا وأحيانا يعيد المشهد أكثر من‏10‏ مرات حتي يحصل علي ما يريد من صدق الأداء‏.‏ وبعد محاولات منه أثناء الإعادة لفض الاشتباكات النفسية بين الممثلين‏.‏ وأحيانا يلغي التصوير تماما حتي تهدأ النفوس‏..‏ وبواسطته يحاول بشتي الوسائل أن يجعل الممثلين في حالة صفاء تام نفسيا‏.‏ حتي لو أدي الأمر إلي عمل جلسات صلح لمشاكل هو بعيد عنها تماما‏..‏ وهناك قاعدة يعرفها المخرجون وهي عندما يكون الممثل ليس في حالة عطاء علي المخرج أن يلغي التصوير حتي يكون الممثل جاهزا‏..!‏

زمان كانت هذه القاعدة مطبقة بشكل واضح‏..‏ لذلك نجد الفرق واضحا جدا بين أفلام زمان وأفلام هذه الأيام‏..‏ من الناحية النفسية للممثل‏..‏ كل أفلام زمان‏.‏ نجد كل الممثلين في حالة نفسية هادئة واضحة في اندماجهم وإبداعهم في الاداء‏..‏ أما أفلام هذه الأيام فنجد كثيرا من المشاهد ينقصها هذا الصفاء النفسي‏..‏ ويكتشفه الجمهور‏..‏ فطبيعة العصر الآن‏..‏ والسرعة المطلوبة لانتهاء الفيلم‏..‏ وانشغال الممثل في أكثر من عمل‏..‏ يفرض علي بعض المخرجين تنازلات بالنسبة للحالة النفسية للممثل وصفائه‏..‏ ويعتبرونها مسئولية الممثل شخصيا لأنه هو الذي سيواجه الجمهور‏!!‏

صفق كل الفنيين في الاستوديو بعد أن انتهي الممثل البطل من أداء مشهده في آخر لقطة‏..‏ لكن المخرج يوسف شاهين‏..‏ طلب إعادة المشهد‏..‏ وسأله الممثل الذي هو أنا لماذا الإعادة؟‏!‏ رد يوسف‏..‏ لقد أعطيني كل المطلوب منك فنيا‏..‏ ولكن لم تكن أنت الشخصية التي اسلمت له نفسي ليجري لي عملية القلب‏..‏ والتي نقدمها في فيلم حدوته مصرية وأنت تؤدي دور الدكتور العظيم مجدي يعقوب قدمتها بعبقرية يا سعيد في كل أجزاء لقطات المشهد السابقة ولكن في اللقطة الأخيرة التي في المشهد عيناك لم تكن نظراتهما وتعبيراتهما هي صاحبة الشخصية المطلوبة‏..‏ هربت من الشخصية‏!!‏

قلت‏..‏ فعلا يا عبقري‏..‏ لم أكن جاهزا‏.‏ نفسيا‏..‏ فأنا مرهق‏..‏ وأصور المشهد منذ الثامنة صباحا‏..‏ والآن الساعة الرابعة مساء‏.‏

قال المخرج‏..‏ اذهب‏..‏ نم‏..‏ في حجرة الاستوديو كان استوديو جلال وعندما تستريح‏..‏ سنكون جاهزين للتصوير‏..‏ وانتظر المخرج ساعات نمت فيها حتي الثامنة مساء‏..‏ واسترحت‏..‏ ودخلت الإستوديو‏..‏ ودارت الكاميرا‏..‏ وبعد الانتهاء من تصوير اللقطة الأخيرة للمشهد صاح المخرج هو ده وعاد التصفيق والتهنئة بانتهاء دوري‏..‏

ونفس الجملة‏..‏ ونفس التصفيق رددها الجمهور عندما شاهد الفيلم‏..‏ أو عندما يشاهد فيلما فيه الممثلون في حالة نفسية صادقة‏!!‏

الأهرام المسائي في

14/11/2010

 

(الفاجومى) يحول نجم إلى (أدهم) والشيخ إمام لـ(همام)

محمد العقبى 

بعد 10 سنوات من بداية التفكير فى المشروع من جانب الراحلين السيناريست محسن زايد والفنان أحمد زكى، يقترب فيلم «الفاجومى» من الخروج إلى النور بعد أن بدأ تصويره.. ولكن هذه المرة من بطولة خالد الصاوى وصلاح عبدالله وكنده علوش وجيهان فاضل وفرح يوسف وسيناريو وإخراج عصام الشماع.
ورغم أننا جميعا ــ وقبلنا صناع فيلم الفاجومى ــ نعلم أن الفيلم هو سيرة ذاتية لحياة الشاعر ومكتوب على أفيش الفيلم أنه مأخوذ من مذكرات أحمد فؤاد نجم إلا أن المخرج الدكتور عصام الشماع قرر أن يستعين بأسماء مستعارة لأبطال الفيلم فأختار اسم «أدهم نسر» لأحمد فؤاد نجم واختار اسم «همام موسى» للشيخ إمام عيسى واسم منة مراد لشخصية عزة بلبع وهكذا.

الشماع برر لجوءه إلى هذه الطريقة فى التعامل مع الفيلم أنها ليست السابقة الأولى، وأن المخرج يوسف شاهين لجأ إلى ذلك فى أفلامه، التى تروى سيرته الذاتية، وأطلق على نفسه اسم يحيى واختار لرفقاء سيرته الذاتية أسماء من خياله،

وأضاف الدكتور عصام الشماع: بصراحة أكثر نحن كنا مجبرين على اللجوء إلى هذه الحيله لنتفادى الاصطدام بمشاكل الواقع فى ظل وجود معظم من ستتعرض لهم الأحداث على قيد الحياة خصوصا زوجات أحمد فؤاد نجم وبعض الشعراء والمطربين والسياسيين، ولذلك كان اللجوء إلى ظلال الشخصيات الحل الأمثل إلى جانب أن ذلك يمنحنا فرصة أكبر للتعامل مع الأحداث والشخصيات بحرية، وهناك شخصيات ستظهر فى الفيلم ليست لها أساس فى الواقع مثل شخصية جارة أحمد فؤاد التى تجسدها جيهان فاضل.

وأضاف الشماع: «السيناريو سيتجاوز أحداثا كثيرة، وسينتقى أحداثا أخرى من عام 1958 وحتى قرب نهاية السبعينيات، ولو اتخذنا المنهج التأريخى ما استطعنا التعامل مع كل هذه الأحداث».

الفنان خالد الصاوى قال: «نحن لا نصنع فيلما وثائقيا عن أحمد فؤاد نجم حتى نطالب بالتعرض للشخصيات والأحداث بمسمياتها الأصلية.. لو أردنا أن نؤرخ لأحمد فؤاد نجم لذهبنا إلى مجال الفيلم الوثائقى، لكننا قررنا أن نتجه إلى استخلاص العبر والمثل من حياة شخصين أثرا فى تاريخ الحركة الشعبية، وكانا موجودين فى كل لحظات الكفاح الوطنى فى هذه الفترة وسجللا نبض الشارع وحركوا الناس..

نحن نسعى إلى صناعة فيلم يستلهم من سيرة هؤلاء عبرا ومثلا تتعلق بالحرية والتعبير عن الرأى وتعظيم قيم الانتماء والوطنية دون الوقوع فى فخ النميمة عن أشخاص محددين والتفاصيل التى لا تفيد أحدا.

وأضاف الصاوى: نحن نتناول حياة شاعر من منطلق الاعتبار والفهم وليس من باب التأريخ أو النميمة وحتى نستطيع التركيز على المناطق المهمه فى حياة أحمد فؤاد نجم حتى لا تطمس القصه ولا نزيفها فلو اخترنا مطابقة الواقع، لكننا أجبرنا بشكل أو بآخر على تزييف بعض الأحداث أو الشخوص، وهو ما كان سيؤدى إلى تزييف القصة برمتها خصوصا أن نجم بنفسه موجود ومتابع لصناعة الفيلم.

الفنان صلاح عبدالله قال: المهم ليس الأسماء لكن المهم أننا نرصد تاريخ شخصيتين كلما يمر الزمن يبرهن على أهميتهما، وهذه هى عبقريتهما الحقيقية، وأعتقد أن أهمية الفيلم فى أن يخرج للنور بشكل يتناسب مع قيمة أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، ولو كان اسمى فى الفيلم «همام موسى»، فكل المشاهدين يعرفون أننى أجسد دور الشيخ إمام عيسى، وبصراحة دار بيننا حوار طويل قبل التصوير لحسم موضوع الأسماء، ولم نجد بديلا عن اللجوء إلى استخدام أسماء مستعارة للخروج من مشاكل قد تتسبب فى توقف الفيلم أو عدم اكتماله لأن كثيرا من الشخصيات فى الفيلم ترمز لشخصيات حقيقية.

من جانبها، قالت الفنانة جيهان فاضل: «لعل شخصيتى الوحيدة فى الفيلم التى ليست لها أصل فى الواقع فهى تمثل رمزا للأنثى فى حياة أحمد فؤاد نجم، وهى جارته ومالكة البيت الذى سيعيش فيه مع صديقه أحمد فؤاد نجم فترة طويله من حياته، وستربطها به علاقة خاصة جدا، ومن خلالها سيسرد قصصا قد تكون حدثت بينه وبين نساء أخريات ولكن جميعها ستكون من خلال شخصيتى».

الفنانة فرح يوسف قالت: أعرف أننى أجسد دور المطربة عزة بلبع ولكن اسمى فى الفيلم منة مراد ودورى مأخوذ بالكامل من تجربة عزة بلبع مع احمد فؤاد نجم وقصة حبهما وزواجهما وتضحيتها بأسرتها الأرستقراطية للارتباط بالشاعر الفقير نجم مكتفية بتوحدهم فى مشروع وطنى وفكر ثورى واحد، ولكن المخرج يرى أنه من الأفضل أن اظهر باسم منه وأنا ملتزمة برؤية المخرج.

المنتج حسين ماهر قال: «لست صاحب فكرة اللجوء إلى ظلال الشخصيات، ولم أكن ضدها ولكننى وافقت عليها لأنها مخرج ذكى من العديد من المشاكل، التى كانت من الممكن ان تعرقل الفيلم، وكل ما يشغلنى هو أن اقدم نوعا من السينما ذات المضمون الهادف والراقى وهذا الفيلم هو باكورة إنتاجى وأحد أحلامى منذ عشر سنوات عندما كان مرشحا له أحمد زكى ولذلك لا أهتم إلا بأن يخرج الفيلم للنور سواء بأسماء الشخصيات الحقيقية أو أسماء مستعارة لأن ذلك يخضع لوجهة نظر المخرج عصام الشماع.

وعن رأيه فى هذا التناول لحياته قال الشاعر أحمد فؤاد نجم: أؤمن بمقولة معروفة فى المسرح وهى أن المخرج ملك العرض وعصام الشماع مخرج الفيلم من حقه أن يتناول الأحداث والشخصيات بطريقته طالما كان أمينا فى عرض الخطوط الرئيسية لهذه الشخصيات وقد جمعتنى بكل العاملين فى الفيلم جلسات طويلة وأجبت لهم عن كل التساؤلات وحكيت لهم كثيرا عن كل شخصية فى حياتى سيتعرض لها الفيلم وسأتركهم بحريتهم فى التعبير عن هذه الشخصيات وعن رحلة حياتى ولن أراقبهم أو أحضر التصوير ولا يهمنى أى شىء سوى أن يكون هناك مضمون جيد للعمل ككل دون النظر للتفاصيل.

الشروق المصرية في

14/11/2010

 

سيرة أحمد فؤاد نجم في فيلم... الصعلوك تخطفه الشاشة

بيروت - محمد الحجيري

بدأ الفنان خالد الصاوي تصوير أحداث الفيلم الجديد «الفاجومي»، الذي تدور أحداثه بين 1958 إلى 1981، حول قصة حياة الشاعر أحمد فؤاد نجم والفنان الشيخ إمام. يستعرض الفيلم أحداث العدوان الثلاثي عام 1956 والهزيمة 1967، ووفاة المشير عامر وحرب الاستنزاف، ووفاة جمال عبد الناصر وحرب أكتوبر، إضافة إلى اغتيال الرئيس أنور السادات.

أحد مآخذ النقاد على الفيلم أنّه ينتهي في مرحلة الانتفاضة الشعبية على السادات عام 1977 (العام الذي حكمت فيه المحكمة العسكرية على نجم بالسجن مدة سنة لتأليفه قصيدة «بيان هام» التي تتضمن «الإسم الكودي» للرئيس السادات)، حتّى أن هذا الشريط المقتبس عن «مذكّرات الشاعر المشاغب» لن يخرج إلى الجمهور بأسماء أبطاله الحقيقية.

يظهر الصاوي في الفيلم باسم «آدم نسر»، بينما يطل صلاح عبد الله بشخصية «الشيخ همام» بدلاً من الشيخ إمام. أما الفنانة عزة بلبع التي تزوجت «الفاجومي» في السبعينيات فتجسدها فرح يوسف تحت اسم «منة مراد».

ذلك كلّه برره مؤلف الفيلم ومخرجه عصام الشماع بالرغبة في الابتعاد عن أي ملاحقة قانونية من أسر الشخصيات التي يتناولها العمل. ولا يتطرق الفيلم الى الصراع بين الفاجومي ورفيق دربه الشيخ إمام، لأنه بدأ في مرحلة الرئيس حسني مبارك، وهذه نقطة سلبية فيه لأن الصراع بين الثنائي يمثِّل إحدى أشد اللحظات الدرامية بينهما، ولا ندري كيف ستكون صورة صراع «الفاجومي» مع السلطة الناصرية أو الساداتية، فهو الذي قدم قصائد مناهضة ومشاكسة في أعوام 1972 و1973 و1974 و1975 و1977...

اختيار «الفاجومي» لتمثيل فيلم عنه يشكّل جزءاً من موجة العودة إلى المشاهير لتمثيل سير حياتهم، بمعنى آخر يبحث المنتجون والمخرجون عن شخصيات (كليشيهات عريضة) لها صيتها القوي ليكون سهلاً حضورها في أذهان المشاهدين الذين يحبون الفضول ومعرفة خصوصيات المشاهير. وليس صدفة أننا نشهد أخيراً انتشار حمى إنتاجية بتصوير المسلسلات عن الشخصيات المشهورة، بدءاً من سيرة حياة الفنانة اللبنانية صباح وقد تنافست المغنيات على أداء دورها، من بينهن: رويدا عطية، رولا سعد، نانسي عجرم... ورسى الاختيار على كارول سماحة.

نشهد أيضاً عودة الى سيرة والي مصر محمد علي باشا، ويؤدي دوره الممثل القدير يحيى الفخراني، مروراً بتمثيل حياة الراقصة المعروفة تحية كاريوكا وثمة صراع بين الفنانات حول من يقوم بهذه المهمة. لا ضرر في هذا الإطار، في القول إن الممثلة سلاف فواخرجي (جسدت دور أسمهان) تروج في الوسط الفني أنها ستمثل دور «ملكة الليل» بديعة مصابني (صانعة النجوم)، علماً أن النجمة السورية لم تتردد في ارتداء ثياب مشابهة لثياب بديعة في أشارة إلى اندفاعها إلى تمثيل هذا الدور.

كذلك، يتصارع الممثلان باسم ياخور وتيم حسن على دور رشدي أباظة في مسلسل عن حياته، فيما يطمح المخرج نجدت أنزور إلى تولي إخراج مسلسل عن الشاعر الفلسطيني محمود درويش بعنوان «في حضرة الغياب»... وتطول القافلة.

يُذكر أنه قبل سنوات شهدنا مسلسلات وأفلاماً عن جمال عبد الناصر، أنور السادات، الملك فاروق، المكلة نازلي، أسمهان، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، سعاد حسني، جبران خليل جبران، نزار قباني، اسماعيل ياسين... إضافة إلى شخصيات تاريخية وأسطورية.

المشكلة حاضرة دائماً عند تناول خصوصيات المشاهير، إذ يحاول المخرجون تجميل النجوم وإزالة الشوائب والمصائب عنهم وكأنهم من نسيج الأسطورة وليس من الحياة، حتى أن فنانة مثل صباح التي عاشت الحياة كما هي ولم تخفِ شيئاً عن الجمهور، فرضت شروطها على سيناريو مسلسلها وهي لا تريد التطرّق الى الملفات الساخنة في حياتها كالعشق والمخدرات.

الأرجح أن الفاجومي لا يختلف عن أقرانه، فهو سيطلب من المخرج تقديم صورة باهرة عنه على رغم أنه أعلن أن الفيلم يعتمد بشكل رئيس على مذكراته اليومية التي يحرص على كتابتها، وقال: «مؤكد أن معظم الأحداث سيُعتمد فيه على مذكراتي، إلا أن هذا لا يمنع من أن ثمة جوانب أخرى تتطلبها الحبكة الدرامية، وقد تحدثت فيها كثيراً أنا والأستاذ عصام الشماع واقتنعت تماماً بوجهة نظره فهو أحد المؤلفين والمخرجين الذين حباهم الله بالموهبة والتفرد في ما يقدمون من أعمال». فهل سيطل الفاجومي في مشهد الحشاش، وهو الذي يدافع عن تعاطي الحشيش، وهل سيسمح بالحديث عن مواقفه من أم كلثوم؟

المحنة في سيرة أحمد فؤاد نجم ليست في كواليس حياته وخصوصياته، بل في أن سيرته تشكل «فضيحة» للواقع السياسي في العالم العربي، الناصري تحديداً، وهو أي نجم مع الشيخ أمام الذي توفي عام 1995، أقاما في هامش الثقافة الرسميّة وشبه الرسميّة، إلاّ أنهما أسّسا إحدى اللحظات القليلة عربيّاً حيث الهامش ينافس المتن في فاعليته ويفوقه، بحسب تعبير حازم صاغية. وأحمد فؤاد نجم الذي أختاره عصام الشماع لإخراج فيلم عنه الآن، والذي أصبحت التلفزيونات تأتي الى باب بيته للقائه في التسعينات، طًرد من على باب التلفزيون المصري في السبعينات، ولم يكن معترفاً به سابقاً في الثقافة الرسمية، ولم يتطرق إليه الإعلام إلا بعدما انتهى الزمن اليساري، وتحول نجم من سجن الناصرية والساداتية إلى سجن التلفزيون، والآن ربما يُسجن في سيرة فيلم.

الجريدة الكويتية في

14/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)