حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أفلام الجوائز الأوروبية تثير الجدل والصخب في القاهرة

بقلم : د.رفيق الصبان 

لم يكتف مهرجان الأفلام الأوروبية هذا العام بعرض مجموعة مختارة من الأفلام الأوروبية التي تفجرت في سماء السينما العالمية.. وأحدثت ضجيجًا ونقاشًا لا ينتهي.. وحازت علي جوائز كبري في مهرجانات مهمة.. بل تخطت ذلك بعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية الطويلة والتي جاءت مفاجأة كبيرة بالنسبة للمتفرج المصري.. ودرسًا لا يقدر بثمن لشباب مخرجينا الذين يبحثون باستمرار عن الجديد والطريف والمفاجئ ليقدموه في أعمالهم. خمسة أفلام مختلفة تمامًا في منهجها وأسلوبها وطريقة تقديمها.. تؤكد لنا المستوي الرفيع الذي وصل إليه الفكر الوثائقي الأوروبي في ميدان السينما.

(نينيت) Ninette فيلم متوسط الطول يرصد حياة أنثي غوريللا في حديقة الحيوان. ساعاتها اليومية تأملاتها علاقتها مع القردة الآخرين، وحدتها أحيانًا وثورتها أحيانًا أخري وسعادتها العارمة.. وعلاقتها أخيرًا مع البشر الذين ينظرون إليها من وراء القضبان.

فيلم يطفح إنسانية وفكرًا.. ويدفعك رغمًا عنك إلي دخول أو محاولة دخول هذا العالم المعقد الذي لا نعرف عنه شيئًا إلا من خلال نظرات المخلوق نفسه وحركاته.

أعماق الرقص

الفيلم الثاني.. فيلم طويل تتجاوز مدته الساعتين أو أكثر بقليل.. وهو رحلة شديدة الامتاع في كواليس أوبرا باريس الشهيرة.. ومعايشة أفراد الباليه الخاصة بها.

حياتهم اليومية.. تدريباتهم.. الصعوبات التي يواجهونها.. محاولتهم الدخول إلي أعماق الشخصيات التي يعبرون عنها رقصًا وحركة.. وبالطبع هناك مشاهد مختارة من (ربوتوار) الغرفة.. بدءًا من (كسارة البندق) التي صممها الراحل (نورييف Noureev) ومقاطع من روميو وجوليت ومن ميديا.. ومن باليه معاصر آخر، كل ذلك في إطار تصوير سينمائي مدهش وكاميرا تتحرك بذكاء وحساسية لتلتقط جسد الراقص أو الراقصة.. وتعبيراته المختلفة تعبه وإشراقه.. جهده وانتصاره، وهذا (الجسد) الذي يحوله الرقص إلي آلة موسيقية تعزف وتغني دون أن نسمع منهم كلمة أو تعليقًا.

فيلم يدخل إلي أعماق فن الرقص.. وإلي نفسية الراقصين يقف منها وقفة المتأمل والدارس والمتفهم والمعجب معًا.

فيلم عن الموسيقي، وعن الرقص، وآلهته الكبار.. من خلال دار أوبرا شهيرة تعتبر واحدة من  أهم دور الأوبرا في العالم.

المراهقة الصعبة

(كدمان).. يدخل بدوره إلي عالم المراهقة الصعب.. من خلال خمسة أو ستة نماذج (صبيانًا وبنات) موقفهم من الحياة من أسرهم.. من نفسهم.. من خلال جلسات نفسية مع أطباء مختصين.. ومن خلال نظرة سينمائية شديدة الواقعية لحياتهم سواء داخل منازلهم أو في مدارسهم أو في أماكن لهوهم.

الفيلم يصل إلي الامساك بنفسية هؤلاء الصغار الذين لم يعودوا صغارًا. ولم يصلوا بعد إلي أبواب النضج النفسي والجسدي.

مشاكل فرنسية يعرضها الفيلم.. ولكنها تبدو لنا شديدة التقارب مع مشاكل (أولادنا).. فالمراهقون هم هم.. في كل أنحاء الدنيا.. صرخاتهم واحدة وآلامهم واحد وتمردهم واحد وبحثهم عن أنفسهم واحد.

المشكلة الفلسطينية 

الفيلم الرابع (ميناء الذاكرة) يعود بنا إلي إحدي قري فلسطين المحتلة ومشكلة أسرة صغيرة مهددة بمصادرة البيت الذي تعيش منذ أربعين عامًا.. ولا تملك أية شهادة توثق ملكيتها له.. (فقد أضاعها المحامي منذ زمن بعيد).

الفيلم يشبه بإيقاعه الحزين وتأمله الداخلي.. نغمة موسيقي يعزفها (الفيولونسيل) مليئة بالشجن والآهات المخنوقة والتمرد الذي لا يعرف كيف يعبر عن نفسه.

إنها نتهيدة طويلة.. يطلقها صدر موجوع يحس بأن (وحشًا) مفترسًا يأكل أطرافه طرفًا وراء الآخر.. وهو ساكن عاجز عن الحركة أو الدفاع.

قد يري البعض في إيقاع هذا الفيلم التسجيلي بطئًا ما ولكنه البطء الذي يفترض في تصوير عملية موت وجسد يلفظ نفسه الأخير.

شواطئ أنيس

الفيلم الخامس (شواطئ أنيس) للمخرجة الفرنسية الكبيرة أنيس فاردا، مفاجأة سينمائية حقيقية بكل المقاييس.. فيلم تجمع فيه التجديد بالرؤية السينمائية.. والدراما بالوثائقية والأسلوب التسجيلي.. بأسلوب الاعترافات المهمة أحيانًا. الصارخة بصوت مدو أحيانًا أخري.

الفيلم الذي كتبته وأخرجته ومثلت الدور الأول فيه المخرجة نفسها.. يتحدث عن مسيرتها الفنية.. منذ طفولتها الأولي في بلجيكا مع أسرتها وبيتها الذي يطل علي الشاطئ. مرحلة طفولتها ومرحلة مراهقتها، ومرحلة اكتشافها للعالم.. الحب الأول والدموع الأولي علاقتها مع أسرتها ومدينتها.. ونفسها التي لم تتبين تعاريجها بعد.

كل ذلك تقدمه (فاردا) بأسلوب سينمائي شديد الابهار.. لا أعتقد أني رأيت له مثيلاً، في كل الأفلام التي تروي حياة المشاهير أو طفولتهم وصباهم.

وتنتقل (أنيس) بعد ذلك إلي باريس.. لتصور هذه المدينة التي أتت للإقامة فيها والتي كانت واقعة تحت الاحتلال الألماني آنذاك مستعينة هذه المرة بكثير من الأفلام التسجيلية التي صورت تلك المرحلة القاسية من حياة فرنسا.

ثم تتحرك (فاردا) لتتكلم عن بدء توجهها الفني كمصورة فوتوغرافية لأعمال المخرج المسرحي الشهير جان فيلار الذي تربطها به صلة قرابة.

وفيلار.. هو الذي اكتشف من خلال (اللوحات) التي صورتها لأعماله وممثليه في مهرجان (أفنيون) قدرتها علي التعبير بالصورة.. فشجعها علي دخول الميدان السينمائي كمخرجة قدمت أول أفلامها، النقطة القصيرة La Pointe Courte الذي كان بدء انطلاق مسيرتها السينمائية والتي ستبدأ بشكل رسمي.. مع بدايات الموجة الجديدة الفرنسية التي انتشرت في أوائل الخمسينيات وانضمت (فاردا) إليها بفيلمها الشهير (كيلو 5 إلي 7) الذي عالجت فيه مشكلة الزمن الحقيقي والزمن السينمائي من خلال ساعتين تمضيهما مع مغنية شابة فتنتظر نتيجة التحليل الذي سيؤكد لها إصابتها بالسرطان من عدمه.

فيلم انطلق كالقذيفة في سماء السينما الفرنسية وأكد موهبة (فاردا) مخرجة سينمائية بارعة تعرف كيف تجدد وكيف تعرض وكيف تفرض نفسها وأسلوبها.

وتتابعت الأفلام.. والتي تروي (فاردا) مسيرتها والمواقف التي صاحبتها مع عرض أجزاء منها (السعادة) و(المخلوقات) ثم بدء علاقتها مع زوجها المخرج (جاك ديمي) الذي ستحيا بعده سنوات طويلة.. تنجب فيها منه ثلاثة أولاد.. بخلاف ابن رابع أنجبته سابقًا من علاقة غير شرعية.

في هذه المقاطع التي تطفح حبًا.. تقدم (فاردا) صورة مدهشة لزوجها، ولأولادها وصغارها.. دون أن تنسي التركيز علي مسيرتها السينمائية.. ورحلتها إلي أمريكا.. والأفلام المدهشة الجريئة التي أخرجتها هناك والتي صورت فيها عالم الهيبس الذي كان شائعًا في تلك الفترة، وصورة شديدة الفنية عن الحركات الفكرية والفنية المستقلة في كاليفورنيا.

ثم عودتها إلي فرنسا.. وحصول زوجها (ديمي) علي السعفة الذهبية في مهرجان «كان».. ثم حيازتها هي أيضًا علي الجائزة الكبري في مهرجان فينيسيا عن فيلمها (بلا سقف ولا وقف) الذي تصور فيه رحلة فتاة متمردة علي كل القيم في أرجاء فرنسا.

كل ذلك تقدمه (فاردا) بأسلوب سينمائي متميز ومبتكر، ثم تصل إلي مرحلة (الإبداع العاطفي) حين تصور مرض زوجها.. ووفاته السريعة والفيلم الذي أخرجته عنه في ذكراه الأولي.

هنا تنجح (فاردا) في تحويل فيلمها الوثائقي الطويل.. إلي فيلم عاطفي ينبض حياة ونشوة ودموعًا تركز علي قصة هذا الحب الطويل الذي جمع بينهما، وعلي مستقبل أولادهما، وموقفها من أحفادها، وسعيها الدائم نحو خلق أسلوب سينمائي لم تتوقف عن تجديده وابتكار.. كل جوانبه.

الفيلم ينتهي نهاية سيريالية.. لا يستطيع خلقها إلي خيال هذه المخرجة الفنانة المدهشة التي عرفت كيف تمزج بين الخيال والواقع.. بين الدراما والوثائقية.. بين الحب والفن وكيف تصنع فيلمًا مثاليًا.. عن حياتها.. أتمني من كل هؤلاء الذين يفكرون بتقديم أفلام طويلة عن المشاهير.. أن يشهدوا ما فعلته هذه المخرجة حينما أكدت نفسها وعالمها.. والآخرين الذين داروا في فلكها، وكيف خرجت عن نطاق المعتاد. لتقدم فيلمًا سينمائيا حقيقيًا يصح أن يكون درسًا.. ومدرسة.

نعم الأفلام الوثائقية، مهرجان السينما الأوروبية.. لم تكن أقل أهمية من الأفلام الروائية التي أتتنا مكللة بالجوائز والنقاشات، ولكن هذا بدوره حديث آخر.

جريدة القاهرة في

09/11/2010

 

اسكندر قبطي:

(الدوحة للأفلام) منصة للمواهب السينمائية الواعدة

الدوحة ـ أسامة عسل 

يتميز مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي عن غيره من المهرجانات في المنطقة العربية، بأنه يبقى على مدار العام فاعلا، سواء بالتأهيل أو التمويل أو التعليم، فمؤسسة الدوحة للأفلام التي تنظمه وتشرف عليه كأحد أنشطتها، أصبحت نافذة لصناع الأفلام العرب الذين يبحثون عن تمويل لإنتاج أعمالهم.

كما أنها تدرب وتعلم من يرغب في امتهان السينما أو صنع أفلامه، ويأتي المهرجان كواجهة عرض لتكتمل الحلقة.سنتان هما عمر مؤسسة الدوحة للأفلام، ورغم ذلك الوقت القصير استطاعت من خلال قسم التعليم بها والذي يتولى مسؤوليته اسكندر قبطي ـ ترشح فيلمه »عجمي« للحصول على جائزة الأوسكار ال28 ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي ـ أن توجد لها موقعا على خريطة صنع الأفلام في إطار تطلعات مستقبلية وطموحات عالمية في هذا المجال.

صناعة الأفلام

استغل قبطي خبرته التي اكتسبها من إخراج فيلم »عجمي« في تنظيم سلسلة من ورش العمل لصناع الأفلام الشباب في قطر، ما أتاح الفرصة أمامهم للتعرف إلى فنيات وتقنيات صناعة الأفلام، ومكنهم من تنفيذ سلسلة من الإعلانات الصغيرة عن نشاطات (التمويل والتمثيل والإنتاج والمونتاج والموسيقى التصويرية) عرضت خلال فعاليات المهرجان، وكانت لافتة لتوجهات مؤسسة الدوحة للأفلام، بخلاف تنفيذ مجموعة من أفلام لا تزيد مدتها على دقيقة واحدة، وكان الحكمان على جودة تلك الأعمال المتميزة روبرت دي نيرو والمخرجة الفلسطينية نجوى نجار.

وفي لقاء ل(الحواس الخمس) مع اسكندر قبطي ـ عضو لجنة اختيار أفلام »الدوحة ترايبكا« ويتولى على عاتقه تواصل المهرجان مع المجتمع ـ أشار قائلا: أنا فخور بالمجهود الذي تبذله مؤسسة الدوحة للأفلام، حيث جعلت من المهرجان منصة للأصوات الجديدة والقصص المستوحاة من المنطقة، ويسعدني أن أستمر في التعاون مع فريق العمل في دعم ورعاية المواهب الجديدة من صناع الأفلام في العالم العربي من خلال البرامج السينمائية التعليمية أو ورش العمل التي تعد فرصة رائعة لكل من يرغب في التعرف إلى مجال السينما في قطر أو الخليج.

مشروع هادف

وحول تواصل المهرجان مع المجتمع، يفند قبطي هذا التوجه قائلا: يظهر ذلك من خلال إعلانات علقت في كل مكان وظاهرة للعيان والتي تشجع المواطنين على المشاركة في المهرجان، وتصدرت صور الممثلين والمخرجين من الضيوف، بأحجام عملاقة وبشكل فني واجهات المباني، وجوانب الطرقات والمراكز التجارية، وهي صور التقطتها ببراعة الفرنسية بريجيت لاكوب ضمن مشروعها الهادف إلى التوثيق بالصورة لوجوه صناع الفيلم ونجومه في العالم العربي.

كما علقت لافتات كبيرة تحمل شعار المهرجان »أنا الفيلم«، أو تتصدرها عبارة »مدينتك معرض لإبداعك«، في محاولة لحث الجميع على اعتبار أنفسهم جزءا أساسيا من المهرجان، ومن مشروع صناعة السينما في قطر التي تعمل الجهات المسؤولة على تمويله، بحثا عن مواهب جديدة يمكنها أن تلمع في فضاء الفن السابع.

خطط التعليم

ويسترسل قبطي عن خططه في مجال دعم صناعة الأفلام وتعليم الشباب من خلال فعاليات المهرجان فيقول: راعينا إلى جانب العروض السينمائية أن تكون هناك جلسات وحوارات شارك فيها اختصاصيون في مجالاتهم، من بينها جلسة: »هل تتكلمون الكوميديا؟«، وأخرى بعنوان: »مستقبل كتابة النص والتوزيع«، إضافة إلى جلسة »الممثلون الجدد: نجوم السينما الصاعدون«، وأخرى بعنوان »التسويق الإبداعي:

التسويق الناجح في العالم الرقمي«، تبحث أساليب التسويق السريع غير التقليدية، وكلها ورشات عمل وحلقات نقاش أثرت المهرجان وتركت بصمات على صناع الأفلام الصغار من خلال تجارب مخرجين واختصاصيين لهم باع طويل في هذا المجال، مثل الندوة الدراسية التي ألقت نظرة على الأعمال السينمائية للمخرج رشيد بو شارب، الذي يعتبر في فرنسا اليوم من أكثر المخرجين المثيرين للجدل، أو ورشة »صناعة السحر في الأفلام« مع مات ايتكين.

وهو صانع المؤثرات الخاصة لروائع الأفلام، مثل »سيد الخواتم« و»كنغ كونغ« و»أفاتار«، و»تين تين«، والذي أطلع الحضور فيها على أسراره في صناعة سحر السينما.

وهناك كذلك مشروع أعلن عنه المهرجان ننفذه على مدار العام وهو ورشة »الدوحة ترايبيكا« لكتابة السيناريوهات والإخراج لصناع الأفلام للناشئين، وخاصة أولئك الطامحين »لسرد الأفلام السينمائية من منظور مغاير للصورة النمطية السائدة«.

فكر ورؤيةما تم عرضه من خطط ومشاريع يحتاج كثيرا من الوقت، يؤكد قبطي ذلك ويعلق قائلا: فيلمي »عجمي« أخذ سبع سنوات حتى يرى النور، وعانيت كثيرا في تمويله، وهذا ما أعلمه وأنقله من خبرة لصناع السينما الشباب، الصبر والاجتهاد على صنع شيء مميز وليس نمطياً، والحمد لله لم يذهب تعبي في الفراغ، فقد حصل الفيلم على جائزة »نظرة خاصة« التي تمنحها لجنة التحكيم الرسمية لمهرجان كان السينمائي، بخلاف 18 جائزة أخرى، وأشاد العديد من النقاد العرب والأجانب بأهميته، فالفيلم هو أسرع وسيلة تصل إلى الجمهور، وأسهل من الكتاب، لأن القراءة تحتاج إلى وقت وتركيز.

وبالتالي لا بد أن يكون هناك فكر ورؤية في ما يقدم بعيدا عن الاستسهال وعقلية النظرة التجارية في الأعمال العربية، وأعرف أنني في بداية الطريق، وأحاول أن أصنع سوق أفلام مختلفة، ولدي العديد من المشاريع وأفضل ألا أبوح بها الآن لكي تكون متميزة مثل ما حدث مع »عجمي«.

بيئة سينمائيةوعن نشاطات مؤسسة الدوحة للأفلام، يقول اسكندر قبطي: تركز على 4 مجالات رئيسية هي: التعليم، الإنتاج، التمويل، ومهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي، وتنبع أهمية هذه المجالات من دورها في تعميق فهم وتذوق الأفلام والسينما في المجتمع، وفي إيجاد المحتوى الأصلي من المنطقة، وتوفير التمويل اللازم لتمكين صانعي الأفلام من سرد قصصهم وسيناريوهات أعمالهم للعالم.

وصولا إلى برامج الإشراف والتمثيل وهندسة الصوت والرسوم المتحركة وفنون الفيديو، بالإضافة إلى مواصلة النجاح الذي شهده مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي ليكون منصة مهمة لصانعي الأفلام الواعدين وذوي الخبرة على حد سواء، وبالفعل قمنا بتمويل 10 أعمال في العالم العربي وننتظر النتيجة التي سترسخ مكانة قطر كمركز مميز لصناعة الأفلام.

ويضيف قبطي: بتنا نشاهد أعدادا كبيرة وغير مسبوقة من الأشخاص المهتمين بتعلم مختلف أساليب صناعة الأفلام، سواء من خلال الاستفادة من برامج كتابة السيناريوهات، وورش تصوير الأفلام القصيرة الأصلية هنا في الدوحة، أو عبر العمل مع برنامج مايشا لصناعة الأفلام في أوغندا أو من خلال التعاون مع مؤسسة ترايبكا الدولية في نيويورك، التي أصبحت جميعها تؤسس بيئة سينمائية وفنية مهمة جدا لاستدامة صناعة الأفلام والسينما على المدى الطويل في قطر ومنطقة الشرق الأوسط على نطاق أوسع.

البيان الإماراتية في

10/11/2010

 

أفلام مهرجان الفيلم العربي ببرلين تعبر عن تحول حلم الهجرة إلى جحيم 

برلين- أ ش أ : ركزت الدورة الثانية لمهرجان الفيلم العربي في برلين على أحلام الهجرة التي تشبه حلم الوصول إلى الجنة. وعالجت العديد من الأفلام التي قدمت في المهرجان هذه الأحلام وما يليها من اصطدام بالواقع المرير.

وسط النقاش الدائر في ألمانيا حول عملية الاندماج وهجرة الأجانب، عرض مهرجان الفيلم العربي ببرلين الذي يستمر حتى الثاني والعشرين من نوفمبر، وبدأ دورته منذ يوم 3 نوفمبر حوالي 30 عملا سينمائيا، تشكل قضية الهجرة أهم موضوعاته.

وتبين هذه الأفلام، كيف تتحول الهجرة في خيال كثير من الشباب العربي إلى تلك الجنة التي تقع على الجانب الآخر من المتوسط، ثم ما تلبث أن تتحول إلى الجحيم بعينه، عندما يصطدم المهاجر بواقع مختلف عما كان في مُخيلته. وتتفاقم مع هذا الواقع الجديد أزماته الشخصية، فتزيد من صعوبة الاندماج في المجتمعات الأوروبية الجديدة.

وشكل موضوع الهجرة إلى أوروبا محور الندوة الرئيسية للدورة الثانية للمهرجان، التي شارك فيها كل من المخرج المغربي أحمد المعنوني، والكاتب المصري الشاب مختار شحاتة، والمخرج الألماني والباحث في العلوم الإسلامية صامويل شيلكة، والمخرجة النمساوية دانيلا سوروسكي.

يقف أبطال الفيلم الروائي الجزائري "حراقي" للمخرج مرزوق علوش، فوق ربوة عالية على شاطئ البحر المتوسط، ويتطلعون إلى ما بعد الأفق، حيث الجانب الآخر من شمال البحر المتوسط، وقد وصفوه بالجنة التي ينبغي الوصول إليها والعيش فيها، وأخذوا ينسجون عالما من الخيال حول حياة الجنة على الجانب الآخر من البحر، حيث البلدان الأوروبية، والحرية التي تتمتع بها هذه البلدان.

ويصور الكاتب المصري، الشاب مختار شحاتة، تجربته الشخصية للهجرة الافتراضية في الفيلم الوثائقي "رسائل من الجنة" للمخرجين دانيلا سوروسكي وصامويل شيلكه، من إنتاج نمساوي وهولندي مشترك، ويقول شحاتة إن الهجرة الافتراضية هي أشبه بالجنة "كنت أحلم بالهجرة، وكتبت روايتي الأولى "لا للإسكندرية" التي تحدث عنها الفيلم، وكنت أنا بطلها. ففي الرواية هاجرت إلى ألمانيا وعشت الهجرة الافتراضية في برلين. برلين كانت مكانا رائعا أشبه بالجنة".

وعندما يصطدم أبطال الفيلم الروائي الجزائري "حراقي" بالواقع المرير على الحدود، ويتم القبض عليهم، تتحول حياتهم إلى جحيم، كما يروي أحد أبطال الفيلم في نهايته. ويقول الكاتب المصري الشاب مختار شحاتة: "زيارتي للمهرجان هي أول مرة في حياتي أسافر فيها خارج مصر، وكانت صدمة بالنسبة لي، فبرلين التي عشت فيها في أحلامي من خلال روايتي، هي أجمل بكثير مما شاهدته في الواقع"، لهذا يجد شحاتة أنه على الرغم من فوائد السفر "تمنى لو بقي في عالم الخيال ولم يشاهد برلين الواقعية".

صامويل شيلكة، الذي شارك في إخراج "رسائل من الجنة" يجد هو أيضا أن الهجرة تبقى جميلة ما دامت هي في الخيال، ويقول في حديث مع "دويتشة فيلة":" الجنة من وجهة نظري، هي المكان غير الموجود، والذي يتمناه الإنسان، وإذا تحققت الهجرة لا توجد جنة، حيث قد تجعل منه قواعد وشروط الحياة في مكان الهجرة جحيما".

في فيلم "عراقيون في منفى متعدد الطبقات"، يعالج المخرج فجر يعقوب أزمة النزوح العراقي إلى الخارج، ومن خلال ثلاثة كُتَّاب عراقيين يعيشون في المنفي، يسلط الضوء على المجتمع العراقي في المهجر، وكيف يعيش أفراده في جزر منعزلة، تكاد أن تطبق على أصحابها، وتتحول إلى سجون تطوق الذين يعشون فيها. وهذا أيضا حال العديد من أبطال الفيلم التسجيلي "رسائل من الجنة"، فأحدهم يعيش في فينا، ويرفض العادات والتقاليد الغربية؛ لهذا قرر أن يعيش داخل غرفته، التي تحولت مع الوقت إلى مكان أشبه بالسجن، بسبب عدم قدرته على التكيف مع المجتمع الجديد الذي يعيش فيه.

يرى أحد أبطال فيلم "رسائل من الجنة"، وهو مغربي يعيش في المغرب، أن أهم شيء يجب الحصول عليه هو تأشيرة الدخول إلى أوروبا.

كما أن الآخر يعيش في كفر الشيخ بمصر، يرى أن جواز السفر الأوروبي هو المفتاح لبلوغ الجنة الأوروبية.

ويشرح صامويل شيلكة طريقة تفكير الشباب الساعي إلى الهجرة بالقول: "الكثير من الشباب الذين يعيشون في بلدان جنوب المتوسط، يظنون أنهم قد جاءوا بخطة جهنمية، وذلك عندما يخططون للحصول على جواز السفر الأوروبي والتمتع بميزات الجنة الأوروبية، دون أن يقدموا شيئا في المقابل، أعني أشياء تساعدهم على الاندماج"، ويكمل صامويل أن الطريق للحصول على مفتاح الجنة أي جواز السفر الأوروبي، يتحول في كثير من الأحيان إلى الطريق نحو الجحيم.

وقد قام بتنظيم الدورة الثانية للفيلم العربي جمعية الفيلم العربي في برلين، تحت رعاية عمدة برلين "كلاوس فوفرايت"، وبالتعاون مع مؤسسات عربية، منها سفارة مصر في برلين، وسفارة قطر، وجامعة الدول العربية، وسفارة فلسطين، وأيضا مؤسسات ألمانية مثل مدينة برلين، ومعهد جوته، ومركز دراسات الشرق الحديث ببرلين.

الشروق المصرية في

10/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)