حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان القارات الثلاث: نموذجٌ للاحتفاء، والاحتذاء

صلاح سرميني ـ باريس

وُفق النبذة التاريخية المُتوفرة في الموقع المُتميّز لمهرجان القارات الثلاث في نانت (فرنسا)، نعرف بأنّ الجمعية تأسّست في 7 مايو عام 1982 تحت العنوان الأصلي "مهرجان القارات الثلاث"(الذي أسّسه الأخويّن فيليب، وآلان جلادو، وانطلقت دورته الأولى عام 1979)، ومن ثمّ تخيّرت اسم "جمعية القارات الثلاث".
كان هدفها، وما يزال، تنظيم تظاهرة سينمائية دولية، وتحقيق نشاطاتٍ ثقافية مُتعلقة بالسينما، أو تظاهراتٍ سينمائية أخرى بهدف التعريف بثقافات، وفناني أفريقيا، أمريكا السوداء، أمريكا اللاتينية، وآسيا.

ومنذ سنواتٍ عديدة، لم تعد الجمعية مخصصة حصراً لتنظيم المهرجان الذي يُعتبر الحدث الأساسي، والنشاط الأكثر جذباً، ولكن أيضاً:

بدءاً من عام 2000، بدأت بتنظيم دوراتٍ تدريبية خلال فترة انعقاد المهرجان تحت عنوان "إنتاج الجنوب"، تتمحور حول الإنتاج المُشترك، ومنذ عام 2004 امتدت إلى خارج فرنسا بالتعاون مع مهرجاناتٍ دولية أخرى.

ومع عام 2005 تتولى مسئولية متابعة المُحترفين، والضيوف في "خيمة سينمات العالم" ـ "سينمات الجنوب" سابقاً ـ خلال مهرجان كان، وسوق الفيلم، وذلك بالتعاون مع وزارة العلاقات الخارجية، والأوروبية حتى عام 2008، ومع) (Culturesfrance بدءاً من عام 2009.

وفي عام 2006 تهتم بإدارة، وتنسيق "صندوق دعم إنتاج الأفلام القصيرة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء".

ومنذ عام 2007 تساهم مع "الهيئة الأوروبية" في "بروكسل" بإنشاء صناديق دعمٍ مخصصة للبلدان الأفريقية، جزر الكاريبي، والمحيط الهادي.

وطوال العام، تشارك في برمجة أحداثٍ تقدم من خلالها أفلام الجنوب، وتدعو السينمائييّن مواطني هذه البلدان، أو تتعاون مع محاضرين لشرح المشاكل، والعقبات التي تتعرض لها هذه السينمات اليوم.

من جهةٍ أخرى، تقود نشاطاتٍ تعريفية للجمهور، وبشكلٍ خاص، تلاميذ المدارس، وذويّ الاحتياجات الخاصة، وتهتم بعرض الأفلام في مدنٍ، وقرى قريبة من "نانت".

***

وعلى الرغم من متابعتي القليلة لهذا المهرجان، حيث ينعقدُ في فترةٍ مشحونة جداً بالمهرجانات السينمائية العربية، ويتقاطع مع مواعيدها، إلاّ أنّ أهميته (كما مهرجاناتٍ متخصصة كثيرة) تجعلني أتابعُ عن بعدٍ البرمجة الثرية لدوراته الماضية، والتي تتضمّن عادةً مُسابقةً رسمية للأفلام الطويلة، والتسجيلية، وأفلاماً خارجها، وعروضاً خاصة، ولكن ما يُثير انتباهي حقاً في هذا المهرجان، وأيّ واحدٍ آخر، برامجه المُوازية/المُصاحبة التي لن نعثر عليها جزئياً، أو كلياً إلاّ في هذه المهرجانات تحديداً، وأكثر من ذلك، لن نحلم بمُشاهدتها في أيّ صالةٍ تجارية حتى لو كانت في قلب "باريس" نفسها(باستثناء بعض الأفلام).

خلال مسيرته الحافلة، كرّم المهرجان عدداً كبيراً جداً من السينمائييّن:

ـ إدوارد يونغ، ناغيزا أوشيما، أكرم زعتري، ساتياجيت راي، تو دوـ شيه، عباس كياروستامي، تولوموش أوكييف، هومبيرتو ماورو،.....

واهتمّ بتنظيم برامج مُتفرّدة لا تخطر على بال منظمي المهرجانات العربية:

ـ الموجة الجديدة في الاكواتور، أفلام النوع، الأرجنتين في الأربعينيّات، باكستان البارحة واليوم، الأفلام الشعبية من الدرجة الثانية، السينما الواقعية البرازيلية فترة الخمسينيّات، تاريخ للسينما التسجيلية البرازيلية، عائلة "براشو" في السينما المكسيكية، تاريخ للسينما الأفغانية، بوليوود البارحة، واليوم، السينما الصينية من البداية وحتى الجيل الخامس، سينمات أمريكا الوسطى، أفلام الفيديو في نيجيريا، سينمات أفريقيا الناطقة بالإسبانية،.....

كما احتفى بسينماتٍ مجهولة، أو قليلة التوزيع في فرنسا :

ـ العربية السعودية، تشيكيا، تايلاند، تونس، هونغ كونغ، الصين، كوريا الجنوبية، مصر، الإكواتور، الهند، اندونيسيا، إيران، اليابان، كازاخستان، كيرغستان، لبنان، ماليزيا، مالي، المغرب، المكسيك، منغوليا، الشرق الأوسط، نيجيريا، أوزبكستان، الفيليبين، السنغال، تايوان، تركيا، أوروغواي، فيتنام.

ومنذ بدايته المُمتدة، وحتى اليوم، يكشف المهرجان عن اهتمامه المُتواصل بالسينما العربية، ويتضحُ ذلك من التكريمات، والبرامج التي أنجزها :

ـ صلاح أبو سيف (1979).

ـ سامية جمال (1984).

ـ الوجوه المُتعددة ليوسف شاهين (1985).

ـ برنامجٌ خاصّ عن سينما المغرب العربي (1989).

ـ أحمد بهاء الدين عطية(1994).

ـ تكريم ممثلتان من الأمس، واليوم : نعيمة عاكف، ويسرا (1995).

ـ نظرة على اثنين من معلمي الميلودراما المصرية : عز الدين ذو الفقار، وحسن الإمام(1997).

ـ سينمائيّو الشرق الأوسط(1999).

ـ نور الشريف (2001).

ـ تاريخ السينما المغربية(2002).

ـ عام الجزائر في نانت (2003).

ـ تاريخ السينما التونسية(2005).

ـ رمسيس مرزوق(2004).

ـ أضواء عل أفلام العربية السعودية (2006).

ـ أكرم زعتري (2007).

وفيما يتعلق بالدورة القادمة التي سوف تنعقدُ خلال الفترة من 23 وحتى 30 نوفمبر 2010، تتحددُ الخطوط العامة وُفق الأقسام التالية التي تمّ الإعلان عنها مُسبقاً:

ـ المُسابقة الرسمية (عشرة أفلامٍ روائية، وتسجيلية طويلة قادمة من أفريقيا، آسيا، وأمريكا اللاتينية تُعرضُ للمرة الأولى في فرنسا).

ـ القسم الرسميّ (دزينة من الأفلام الجديدة التي لم تحظَ بفرصة العرض في فرنسا، وأخرى من الميراث السينمائي العالمي تمّ ترميمها حديثاً).

ـ "نظرة على الجيل السادس في السينما الصينية" (أفلام طويلة روائية، وتسجيلية نادرة تُعرض لأول مرة في فرنسا، ودزينة من الأفلام لمُخرجين معروفين قليلاً)، ويسعى هذا البرنامج إلى تعميق خارطةٍ معقدة، ومتباينة لتحولات المجتمع الصيني اليوم، والسينما التي تُنجز هناك.

ـ "سياسة، وسينما"، برنامجٌ متقاطع، ودوليّ، يهتمُ بالتفكير بقدرة السينما في علاقتها مع السياسة .

ـ برنامجٌ خاصّ بالسينمائيّ الأوزبكستاني "علي خامراييف".

ـ تكريم السينمائي السنغالي الراحل "جبريل ديوب مامبيتي"(1945-1998).

ـ بانوراما لأفضل أفلام التخرّج في السنوات الأخيرة من مدرسة (Sapir Academic College of Sderot) في إسرائيل.

منذ تأسيسه، وحتى عام 2007 تولى "فيليب جلادو" (بمُساعدة أخيه آلان) إدارة مهرجان القارات الثلاث، ومنذ عام 2008 حلّ محله "فيليب رييّاك" الذي تتلخصُ مسيرته المهنية ـ كما وردت في موقع المهرجان، ومواقع أخرى ـ بأنه حصل على دبلوم "المدرسة العُليا للتجارة" عام 1980، وبدأ عمله في وزارة العلاقات الخارجية قسم الخدمات التجارية، الثقافية، والقنصلية، وبعد 15 سنة من العمل الدبلوماسيّ، تخيّر بأن يُخصص عشقه للسينما بإدارة القضايا الأوروبية، والدولية في "المركز الوطني للسينما"، ومن ثم باقترابه من الفرق التنظيمية لبعض المهرجانات الدولية في فرنسا، وخارجها : مهرجان كان، أسبوعيّ أفلام المخرجين، المهرجان الدولي للإنتاج السمعيّ/البصريّ في بياريتز(فرنسا)، المهرجان الدولي للفيلم في تورنتو(كندا)، المهرجان الدولي في مدينة لاروشيل(فرنسا)، باريس سينما.

بعد "فيليب جلادو"، و"فيليب ريياك"، ومن أجل الدورة القادمة(23 - 30 نوفمبر2010)، توقعنا بأن ينوب "فيليب" آخر عنهما، ويضبط ميزانية المهرجان التي تزعزعت بسبب العجز المُتراكم الذي لا نعرف أيّ "فيليب" منهما تسبب فيه (العجز لا يعني الاختلاس)، ولكن، هذه المرة، تسلمت الإدارة "ساندرين بوتو"(Sandrine Butteau) التي تُشير سيرتها التعريفية بأنها قادمة من العمل الدبلوماسيّ أيضاً (وأتمنى بأن لا تقلد المهرجانات العربية هذه الحالة بالتحديد).

ومثل الكثير من المهرجانات الأوروبية، يعتمدُ مهرجان القارات الثلاث على نظام المُبرمجين، وفي أدبياته، نعثرُ على فقرةٍ مهمة جداً تُحدد دورهم، حيث يتولى كلّ واحدٍ منهم مسئولية تنظيم برنامج محدد، منذ اقتراح الفكرة على الإدارة، مناقشتها، وقبولها، مروراً بالخطوات العملية اللازمة لإنجازها : اختيار الأفلام وُفق التيمة المُحددة، البحث عن النسخ المُتوفرة، الاتصال بأصحاب الحقوق، اختيار الضيوف المُرافقين للبرنامج، تحرير نصوص تحليلية، ونقدية للوثائق الإعلامية المختلفة، تقديم الأفلام للجمهور خلال أيام المهرجان، والتعريف بها للصحافة

ووُفق البرامج التي تمّ اعتمادها، يمكن أن تلجأ الإدارة إلى خبراء، أو متخصصين من خارج فريق العمل الدائم لمُرافقة دورة واحدة من المهرجان، أو برنامجاً معيناً، وفي كلّ الأحوال، يتولى المدير العام مهمة التنسيق، والسهر على توافق عموم البرمجة، ووضع ديناميكية مناسبة للحدث.

وهنا، لن أقدم أمثلة عن بعض المهرجانات العربية التي تعتمدُ هذا المنهج كاملاً، أو جزئياً، كي لا يُعلق أحد الغيورين عليها بأنني أحابي، أو أتصدى لأحدها، ولكن، أؤكدُ هنا، بأنه منهج عملٍ احترافيّ من المفيد اعتماده من طرف كلّ المهرجانات العربية، كي لا يستخدم أحدهم صفة المُبرمج السينمائي (كما حدث مع الناقد السينمائي)، يبتذلها، ويُفرغها من طبيعتها التي تتطلب خبرةً احترافية عالية، وكي لا يستثمرها، بطريقة ملتوية كلّ من يجمع أقراصاً مُدمجة لثلاثة أفلام، ونصف، ويمنح نفسه صفاتٍ وهمية، ومزيفة من نوع : مُنسق، مُستشار، مُبرمج، مندوب،.. (أثبتت التجربة بأنّ المهرجانات العربية لا تُدقق كثيراً في حقيقتها)، ويقفز من هذا مهرجان إلى آخر عاشقاً، ومتيّماً بالفن السابع، وهو ليس أكثر من "ساعي بريد" متطوع تُبهره الأجواء المهرجاناتية، ومزاياها المجانية أكثر من شغفه بالسينما التي تذكرها في لقاءات صدفة من حياته/حياتها .

وفي الوقت الذي يمكن أن يكون المدير العام دبلوماسياً، وحتى نقاش قبور(وأنا لا أمزح أبداً)، لا يمكن للجوانب الفنية أن يتولاها غير أصحاب الاختصاص، نقاد السينما بالتحديد، وهذه الحالة المهرجاناتية تضع البلسم على الجرح الذي فتحه أحد النقاد العرب المُخضرمين عندما انتقد بعنفٍ عمل النقاد في المهرجانات السينمائية العربية (رُبما يقصدُ الخليجية فقط)، وفي وقتٍ لاحق، افترض بأن يتوقفوا عن الكتابة كي لا يتحولوا إلى "مُروجين"، أو على حدّ قوله "الخصم، والحكم".

دعونا نُدقق في المسيرة المهنية لثلاثة من المُبرمجين الذين اعتمد عليهم مهرجان القارات الثلاث في السنوات القليلة الماضية، وبدونهم، ما كان للمهرجان الاستمرار (سينمائياً)، وهم على التوالي:

ـ جيروم بارون (Jérôme Baron) الذي تسلم مهام برمجة القسم الرسميّ للمهرجان منذ عام 2004، وما يزال، وتشير سيرته التعريفية المُقتضبة (حيث لا يستفيض الفرنسيون في عرض منجزاتهم العظيمة) بأنه وُلد في نانت عام 1970، وبعد دراسته للسينما في جامعة باريس الثامنة، والثالثة، وحصوله على الدكتوراه، وأيضاً دبلوم الشهادات المُعمّقة في الحضارة من جامعة "نانت"، قام بتدريس جماليات السينما التسجيلية، والإخراج في شعبة الفيلم التسجيلي بجامعة بواتييه خلال الفترة من 1998 وحتى 2007، ومنذ عام 2001 يُدرّس تاريخ السينما، والتحليل الفيلميّ في بعض المدارس الفرنسية، ويُحاضر في "المدرسة الوطنية العليا للعمارة" في "نانت" حول الجوانب الجمالية في السينما، ويرأس إحدى الجمعيات الناشطة في العمل السينمائيّ"( Le Cinématographe-CinéNantes-Loire-Atlantique)، والأهم، لا يضع حرف الدال أمام اسمه.

ـ جان فيليب تيسه (Jean-Philippe Tessé) من مواليد عام 1977 مبرمج مهرجان القارات الثلاث منذ عام 2004 وحتى 2009، عضو هيئة تحرير مجلة "دفاتر السينما" منذ عام 2003، ورئيس التحرير المُعاون منذ عام 2009، ومسئول عن السينما في موقع ( Chronicart) منذ عام 2003، مؤسس، ومحرر ملفات موجهة للمُعلمين لمُساعدتهم في إطار البرنامج التربويّ "مدارس في السينما"، يكتب في العديد من المطبوعات (Le Monde, La Vanguardia, La Lettre du cinéma)، مؤلف كتاب "الهزل، كما شارك أيضاً في مؤلفاتٍ جماعية.

ـ شارلوت غارسون (Charlotte Garson)، التحقت مؤخراً بفريق المهرجان لبرمجة المسابقة، والأقسام الرسمية، ناقدة سينمائية في مجلة "دفاتر السينما"، و"دراسات" منذ عام 2001 ، مؤلفة عدداً من الكتب : العشاق، جان رينوار، والسينما الهوليوودية، تُحاضر بانتظام عن السينما، وتُشارك في إعداد، وإنتاج برامج لإذاعة (France Culture).

الجزيرة الوثائقية في

01/11/2010

 

الإيحاءات في أفلامي بسبب الدعاية

هاني رمزي: هجوم النجوم على الدراما سيتواصل في السنوات الـ6 القادمة

القاهرة ـ من محمد عاطف

نجم الكوميديا هاني رمزي دائما مثار اختلاف مع الرقابة في كل فيلم له، ولكن هذا العام لم يحدث شيء حول فيلمه 'الرجل الغامض بسلامته'، رغم ان الدعاية الموجودة له على الفضائيات تحمل ايحاءات كثيرة.
يرد هاني على هذا الأمر وأيضا يجيب عن إقبال النجوم على الدراما أكثر من السينما، ورأيه في الأجور الفلكية التي نسمع عنها، وغيرها من الأسئلة.

·         لماذا تظهر أفلامك تحمل ايحاءات جنسية؟

* هذا بفعل 'التريللر' الدعائية للفيلم وهو يخلو من مسؤوليتي كنجم للعمل وايضا المخرج والمؤلف، فهو أمر خاص بالشركة الانتاجية التي تسند ذلك الى مخرج آخر يتولى اختيار بعض اللقطات حسب رغبة الشركة في جذب الجمهور، ولا يستطيع أي نجم أن يتدخل في هذا الموضوع ولا يكتب في العقد، ولابد أن يقتنع أولا المنتج بضرورة تغيير هذا الاسلوب.

·         لماذا هجم النجوم على الدراما التلفزيونية؟

* لأن الموسم الصيفي حاليا أصبح للدراما وليس للسينما، فشهر رمضان يأتي وسط الصيف وفيه تغلق دور السينما أبوابها، السينما أجورها ضعيفة ونحن نحبها لأنها تتحول إلى تاريخ للفنان وله رصيد في مكتبة السينما، وإقبال النجوم على الدراما سيتواصل في السنوات الست المقبلة.

·         سمعنا عن أرقام فلكية في أجور النجوم بلغت 80 مليون جنيه هل هي أرقام حقيقية؟

* مستحيل أن تكون حقيقية هناك سقف للانتاج لا يتجاوزه ومحدد وفقا لعروض القنوات الفضائية التي تحدد ايضا سقفا لميزانيات شراء المسلسلات، ولا توجد جهة انتاجية أو قناة فضائية توافق على هذه الأرقام التي تهدف للدعاية فقط لصاحبها.

·         هذا العام لم تشك من الرقابة كما تعودنا معك في كل فيلم جديد، هل فيلمك 'الرجل الغامض بسلامته' لا يتضمن مشاكل رقابية؟

* بالعكس هناك مشاهد توقعت حذفها ولم يحدث، بل وجدت فكرا رقابيا جديد مع د. سيد خطاب يختلف تماما عن أي زمن سابق للرقابة مع احترامي الشديد للجميع، لكن هذا العام لم أتحدث عن الرقابة لأنني لأول مرة أشاهد حوارا ناضجا بين الرقباء وصناع الفيلم ولم يحدث أي خلاف.

·         لكن هناك أفلاما سابقة لك امتلأت بأحداث صعب عرضها لم تتعود على وجودها ومع ذلك ظهرت مثل 'عايز حقي' و'جواز بقرار جمهوري'؟

* هذه الأفلام خرجت بصعوبة شديدة لكن اصبحت لها بصمة، ويكفي اننا طرحنا في فيلم 'عايز حقي' موضوع صكوك الملكية التي ظهرت بعد الفيلم بست سنوات، مما يؤكد أن الفن لديه حدس وبصيرة وتوقع صحيح لما يحدث في الحياة.

·         ما الجديد لك في الدراما التلفزيونية؟

* أجهز حاليا مع المؤلف حمدي يوسف والمخرج أشرف سالم مسلسل 'جوزي شحنه خلص' من انتاج مدينة الانتاج الإعلامي والمفروض أن نبدأ تصويره في كانون الاول/ديسمبر المقبل بعد تجهيز ديكورات وترشيح كافة أبطاله والعناصر الفنية المشاركة.

القدس العربي في

10/11/2010

 

'القدس العربي' تواكب تصوير آخر مشاهد فيلم 'مملكة النمل' للمخرج التونسي شوقي الماجري في محافظة المهدية

المنتج نجيب عياد: كل مراحل انجاز العمل تمت كما خططنا لها

تونس ـ من ناجي العجمي

بعد التصوير في مختلف مناطق من البلدان العربية بنسبة 80 في المئة، وبعد التحول إلى تونس في منطقة الهوارية وقصر هلال، تم اختيار دواميس سلقطة الرومانية التي يعود تاريخها إلى العهد المسيحي الأول، وكان النفق يستخدم بحسب رحلة التيجاني والبكري لإمداد الكاهنة البربرية من سلقطة الى لجـم 'تيسدروش' وهي المحاصرة من قبل الجيوش الاسلامية الفاتحة بالمؤونة والماء، وكانت تلك الدواميس المتعارف على تسميتها في الجهة بـغار الضبع أماكن لاجتماعات المسيحيين عند ظهور الديانة المسيحية ومدافن لهم، ويعتبر النفق الذي من خلاله تم نقل الحجارة الخاصة لبناء كوليزي تيسدروس.

كما تم استخدام بعض الكهوف والمغارات الموجودة في أطراف مدينة قصورا لساف وغاباتها لتنطلق آخر مراحل تصوير مشاهد الفيلم التونسي السوري كتابة وسيناريو وإنتاجا وتنفيذا بصفة مشتركة، استخدمت فيه تقنيات حديثة، ونجحت بامتياز، حسبما أفادنا به كل من المخرج والمنتج والإطار الفني وطاقم التصوير، ولقد واكبت 'القدس العربي' هذه المراحل على مدى يومين اثنين، حاورت فيها الممثلين وصاحبتهم بين منطقتي التصوير وفي دار الشباب بالمكان التي احتضنت في جوارها شاحنات التموين والأثاث وغيرها.

وزارة الدفاع التونسية تسخر للمخرج مروحية وطاقما عسكريا

مروحية في سماء مدينة قصورا لساف تحوم حول الهضاب المحيطة بها، حركية غير معهودة لمختلف الفرق الأمنية الموضوعة على الذمة لحسن تأمين عمل كل الطواقم على أرض الواقع، وغلق المنافذ المؤدية إلى أماكن العمل السينمائي، اختيار صائب لمناطق التصوير الشبيهة بالبقاع والخليل وغزة التي اشتهرت بأنفاقها ومغاراتها التي يلجأ إليها الفلسطينيون في محنتهم اليومية مع المستعمر، وكفاحهم اليومي في سبيل اقتلاع رغيف الخبز، والعود إلى مملكة النمل حيث أبو النمل 'جميل عواد' أصل القضية وخارج المملكة حيث الحواجز والقمع والحياة العادية، شأن ما يجري على مرأى ومسمع من كل أدوات ومكونات المنتظم الأممي، واستهتار المحتل الصهيوني بكل المبادئ والأعراف الدولية.

تدور أحداث الفيلم لثماني سنوات مرت، وتحديدا في ما بين عامي 2001 و2002 وقت حكم الرئيس الراحل ياسر عرفات كمرحلة تاريخية حاسمة اجتاحت فيها القوات الإسرائيلية الأراضي الفلسطينية، وتحديدا مدينة رام الله واستبسل الأهالي في الدفاع عنها، والالتجاء إلى المخابئ أمام الحرب التي شنتها إسرائيل ضدهم بلا هوادة، وكذا الشأن عند اجتياح قطاع غزة، وما مثلته الأنفاق من متنفس لأهاليها، رغم الجدار العازل لأرض أثبت التاريخ أحقيتها لأصحابها، في طرح تناوله سيناريو الفيلم الذي كتبه المخرج شوقي الماجري والفلسطيني خالد الطريفي، مع مراعاة للهجة الفلسطينية المبسطة، وتناول القضية بمنظور فني، وبشيء من الحذر بعيدا عن الشعارات الجوفاء، ليطغى الأصل والجوهر في استكناه لحاضر بات يفرض تصورات بإيحاءات من الإبداع والجمالية والشاعرية شكلا ومضمونا، حسبما أفادنا به الممثل جميل عواد، وما يتطرق له الفيلم من أحقية تاريخية للفلسطينيين في أرضهم، وما الطفل سالم إلا تلك الذاكرة عن الجد سالم، وتواصل الكفاح من أجل قضية إنسانية، يتاجر بها الخسيس واللئيم، ويذكرها التاريخ بهذا العمل الفني، نقشا على الذاكرة، وتحديا فنيا على الساحة العالمية.

هذا هو العرس الفلسطيني

هو ذا المشهد قبل الأخير من مملكة النمل، حيث طائرات العدو تمطر الكهوف والمغاور والأنفاق بوابل من الحمم، مطاردة أبناء المملكـة الذين تقاسموا الأدوار لصد المحتل الصهيوني يوميا، وإحياء حفل زواج على وقع زخات رصاص المقاتلات، وتناغم إيقاعات العرس الفلسطيني الذي لا ينتهي، ولن ينتهي، ونذكر أن العلاقات المصرية السورية قد توترت بشأن موضوع هذا العمل السينمائي المشترك، واشترطت مصر حذف المشاهد الخاصة ببنائها للجدار العازل ومسؤوليتها في فتح المعابر من عدمه، مع ما يتضمنه الفيلم من قريب أو من بعيد من نقد لمحاولات تدمير الأنفاق التي تقوم بتمويل قطاع غزة بالمؤونة والسلع اليومية. هذا، وبعد يومين من التصوير في قصورا لساف وسلقطة تنقل الفريق العامل إلى مدينة لجـم 33 كلم عن قصورالساف، لتصوير مشاهد للفروسية ومناظر للقصر الروماني، في دلالة لما يرمز اليه هذا المعلم من ترسخ في التاريخ وصبغة الدعوة الى التعايش والتسامح من دون التفريط في الحق المشروع الثابت، في إيحاء واضح للقضية الفلسطينية التي لن نساوم في حقها أبدا، وتنقل كامل الطاقم بعدها الى مناطق حيدرة وزاوية بين الجديدي في تونس، ليواكب في هذه الاثناء المخرج مع معاونيه أيام قرطاج السينمائية التي نعيش على وقعها.

وسبق للمخرج التونسي شوقي الماجري أن تناول أحداثا مشابهة، خاصة عند اجتياح القوات الإسرائيلية لمخيم جنين من خلال مسلسل الاجتياح الذي كانت البطولة فيه لصبا مبارك ومنذر الرياحنة، نفس بطلي فيلم مملكة النمـل، الذي أفادنا منتجه التونسي نجيب عياد بأن العمل كاد يشارف على نهايته في التصوير والتسجيل ليكون حاضرا في منتصف سنة 2011 قصد المشاركة به على النطاق العالمي، وعن تكلفته، أضاف المنتج بأنها تناهز المليارين ونصف المليار في إنتاج مشترك سوري تونسي.

القدس العربي في

10/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)