حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رؤية خاصة

طعام .. وصلاة .. وحب

بقلم : رفيق الصبان

لم يكن غريبا ان تنتقل القصة التي كتبتها اليزابيث جليرت عن تجربة حياتية مرت بها والتي حققت نجاحا غير مسبوق في دائرة المبيعات الأكثر انتشارا الي السينما، ففيها كل المقومات التي يمكن ان تصنع منها فيلما ناجحا..

البلدان المختلفة التي تدور فيها الأحداث (ايطاليا، الهند، اندونيسيا) بكل ما فيها من شخصيات سياحية وفلكلورية.. نوعية المواضيع التي يطرحها الفيلم.. ثم القصة نفسها التي اخذت طابع الاعتراف النسوي الحار.. عن تجارب جسدية ونفسية وعاطفية مرت بها البطلة.

كل ذلك جعل طريق السينما.. مفتوحا امام القصة بمجرد نشرها وذيوع شهرتها وبالطبع فان هوليوود.. لكي تضمن أكثر نجاح للقصة سينمائيا اختارت لبطولتها نجمة ساطعة لها جمهورها الكبير ومعجبيها.. وتتبوأ حاليا مركزا من مراكز الصدارة في خارطة هوليوود النجومية.

وكالعادة عندما تنقل الأعمال الأدبية  الشهيرة للشاشة الكبيرة.. تتباين الأراء وتختلف حولها. فمن يري ان القصة كانت أكثر جرأة وأشد اغراء من الصورة. وان السينما بحثا عن جماهيرية واسعة قد (سطحت) عن عمد الجوانب الروحية والنفسية في القصة، واخرون يرون علي العكس ان التصوير الخارجي للأحداث. والذي تم في الأماكن نفسها التي ذكرتها الروائية في قصتها.. جاءت لتؤكد أكثر المعاني التي ارادت قولها لنا، ديكورات ايطاليا الطبيعية ومطاعمها الشهيرة ووجباتها الشهية.. وسهول الهند المنبسطة والطبيعة الغامضة فيها.. وطبيعة اندونيسيا الغارقة في ضباب عاطفي.. تختلط فيه الأهواء الجنسية بالاندفاعات العاطفية.. كل ذلك ساعد علي وصول هدف القصة الي مشاهديها.

والحقيقة ان في كلا الرأيين جزءا كبيرا من الحقيقة.. ولكني لا أنكر اني رغم اعجابي بالكتاب فإني قد تمتعت حقا.. بهذه الرحلة المتنوعة.. التي ابتدأت في نيويورك وانتهت في بالي (اندونيسيا) والتي قدم لنا فيها الفيلم مجموعة مختارة من الشخصيات التي ضمنها الرواية.. بشكل شديد الاقناع ومن خلال صورة مبهرة.. وحوار زكي لايخلو من العمق والتأمل.

الأحداث في الفيلم تبدأ كما ستنتهي في بالي.. حيث تسمع بطلتنا (ليز) نبؤة من عراف عجوز يخبرها.. بانها ستتزوج مرتين.. وستتوه كثيرا.. حتي تعثر علي نفسها وطريقها وننتقل بعد ذلك مباشرة إلي نيويورك.. حيث نسمع دوما صوت البطلة تروي لنا الأحداث.

انها تحيا مع زوجها الذي احبته وتزوجته وهي لازالت صبية صغيرة.. ولكنها تحس الان بعد مرور سنوات طويلة علي هذا الزواج.. ان الملل والكآبة قد بدآ يتسربان اليها.. وان (وجود) زوجها الي جوارها أصبح لايحتمل.. لذلك تقرر حازمة طلب الطلاق.. ويرفض زوجهافي باديء الأمر لأنه لم يفهم سر قلقها وحيرتها ومللها. ولانه ايضا لازال متمسكا بها وبجوارها.

ولكنه بعد اصرار منها.. وتنازلها عن كل حقوقها، يهبها هذا الطلاق المرجو.. لتعيش حياة حرة تفعل فيها ما تشاء.. وتقيم علاقة مع ممثل وسيم يصغرها سنا.. (كان يلعب دورا في احدي المسرحيات التي كتبتها) علاقة حارة ومعقدة.. تحس ليز بعدها ان هذا العشق لم يرحمها من القلق الذي بدأ يأكل روحها من الداخل.. وانها تحتاج فعلا.. لان تسافر.. وتكتشف بلادا جديدة ووجوها جديدة وأحاسيس جديدة.. لذلك تهجر عشيقها الشاب الذي لازال شديد التمسك بها وتحزم رحالها الي ايطاليا.. حيث تكتشف لذة الطعام ولذة الجنس معا، ولكن الطعام كان هو المسيطر علي حواسها.. هذا الطعام الدسم واللذيذ الذي يجيد الايطاليون صنعه.. وهناك تتعرف بصديقة سويدية.. اختارت هي الأخري.. ايطاليا لتجد فيها نفسها.

وهنا يقدم لنا الفيلم صورا مدهشة لروما ومطاعمها وبيوتها العتيقة  وكنائسها وساحاتها وجو الحياة الحي المتحرك في ارجاءها. ويقدم لنا الي جانب هذه الصديقة السويدية نماذج مختلفة من الايطاليين احسن السيناريو رسمها. وقدمها بشكل يجعلها تلتصق بالذاكرة كصاحبة هذا المنزل السياحي الجميل في احدي القري الايطالية. أو الشاب الوسيم الذي يلاحق ليزا بغزله ورغباته.

ليزا تغرق في لذة الطعام.. ولاتبالي بتكور جسدها وازدياد وزنها انها تري فيه متنفسا لهذا القلق الذي يشتعل في روحها ولا تعرف كيف تطفئه. وبعد أربعة أشهر.. تتجول فيها ليزا في روما ونابولي.. (ويقدم الفيلم مشاهد مدهشة لنابولي وحواريها وأزقتها وسكانها الهاربين بطريقة لاتنسي) وبعض القري الساحرة الأخري.. تحس بطلتنا ان (الطعام) الذي اغرقت نفسها فيه.. لم يشفها من ظمأها الروحي الذي ابتدأ يزداد عنفا والحاحا مما يدفعها الي السفر الي الهند.. حيث نصحها أحد الأصدقاء بزيارة أساتذة روحيين سيعلموها.. الصبر ومناجاة النفس.

علاقة ليزا بالسماء وبالرب.. كشفها الفيلم منذ حياتها في نيويورك.. في حوار داخلي اجرتة ليزا مع ربها.. لذلك كان من السهل عليها ان تندمج مع الجماعات الروحية في الهند.. وان تقدر وتفهم معني التأمل.. وأهمية الصمت في ارساء نوع من الراحة النفسية المطلوبة.

وفي الهند أيضا.. يقدم لنا الفيلم نماذج انسانية أخري.. كهذا الطبيب الكهل القادم من كاليفورنيا والذي يرتبط مع ليزا بعلاقة صداقة حارة.. يتبادلان فيها الكثير من الأراء والرؤي.

وكما فعل المخرج في رحلة ايطاليا.. يقدم لنا مشاهد مختارة من الهند ومعابدها وطقوسها الروحية.. وعاداتها.. ووردوها وازدحام مدنها وهدوء معابدها. وتتناوب الذكريات في نفس ليزا. وتتوالي أمامنا كهذا المشهد الذي تري فيه وهي علي سطح معبد بوذي.. زوجها قادم اليها ليراقبها ويذكرها بالأيام السعيدة.

أو يتراءي لها وجه عشيقها الشاب.. الذي لازال يذكرها ولازال يعيش في عبق عطرها وتنتهي رحلة ليزا الهندية لتبدأ رحلتها الي اندونيسيا (بالي) حيث تقابل (كيتوت) المنجم والساحر العجوز والسيدة الرائعة التي يسكن لديها والتي تبيع العقاقير والأعشاب وتواجه حياتها القاسية برحابة صدور وصبر عظيمين هي وابنها الصغير بعد هجران الأب ورحيله. في بالي.. يطفو الجنس والحب فوق كل شيء.. المدينة نفسها تفتح ذراعيها عريضتين لنداء الجسد.. الذي يشفي قلق الروح.

وفي (بالي) لاتحاول ليزا اقامة علاقة مع شاب شديد الوسامة قدموه لها بعض الأصدقاء كهدية ثمينة ليحررها من قيد الجسد الذي حاصرها مدة طويلة.. وليهبها هذه المتعة المرجوة منذ زمن.. وتتجه لاقامة علاقة مع ارمل مطلق الذي يلعب دوره ببراعة مذهلة خافيير بارديم الممثل الأسباني الحائز علي الاوسكار في دوره الرائع في لامكان للعجائز) والذي يقدم لنا مشهدين يكاد ان (يمسح) فيهما وجود (جوليا روبرتس) كمشهد وداعه لابنه.. أو خيبة أمله في حبه لليزا.. بعد ان ارادها ان تعيش معه يومين في جزيرة مجهولة ورفضت لانها لاترغب أن تقع في الحب ثانية وان تفقد توازنها في (بالي) عرفت ليزا لذة الجسد.. كما لم تتذوقه قبلا سواء مع زوجها أو مع عشيقها، وعرفت معني ان تذوب امرأة في عشق رجل.. لذلك قررت ان تهرب من مواجهة الحقيقة ولكن (كيتوث) العراف يفتح عينيها علي حقيقة أزلية.. يقولها لها ببساطة (ان فقدان التوازن في الحب هو الجزء من التوازن العام الذي يبحث عنه الانسان في حياته).

وتجاه هذه الحقيقة تعود ليزا مرة اخري إلي احضان الأسباني الساحر.. لتغرق معه في عناق طويل علي الانغام البرازيلية الحارة.. وامام المركب الصغير الذي سينقلها إلي (جزيرة الأحلام) حيث لا أحد إلا هي وهو..(طعام صلاة وحب) فيلم مثير.. يعتمد علي قصة مثيرة.. جندت له امكانيات كبيرة لكي يخرج  بمستوي يليق بمستوي هذا الكتاب الذي هز قلوب ملايين القراء في كل أرجاء العالم.

فيلم تعود به (جوليا روبرتس) إلي أوج تألقها.. وتؤكد فيه براعتها وقوة شخصيتها والجمال الشديد الخصوصية الذي تتمتع به. إلي جانب (روبرتس) اختار المخرج الشاب مجموعة من الوجوه التي لانعرفها كثيرا.. مما أعطاها مصداقية خاصة في الأدوار التي لعبتها.. وبدت كأنها خارجة من عمق الكتاب نفسه أما (بارديم) فقد قدم.. في الجزء الثالث من الفيلم الذي يظهر فيه. عبقريته وقوة شخصيته.. وأنه حقا (فارس الأحلام) الذي تتمني كل امرأة أن يمر في حياتها.. لكي ينقلها من عبودية وقيود المجتمع التي تحيط بعنقها الي حرية الحب والعواطف التي طالما حلمت بها دون ان تنالها.

(طعام وصلاة وحب) يؤكد ان السينما رغم كل محاولاتها للاستقلال بنفسها بعيدة عن الأدب.. لازالت تحتاج الي هذا الأدب.. لكي تعطي لوجودها العمق والشفافية والانسانية التي تبحث عنها.

أخبار النجوم المصرية في

21/10/2010

 

بحب السينما

كباريه السبكي

بقلم : آيريس نظمي 

إذا أقيمت جائزة لأسوأ فيلم مصري - إذا اعتبرناه فيلما - فستمنح لفيلم »ولاد البلد« الذي يعرض حاليا.. وهو فيلم عائلي للمونتاج خالد السبكي وسيناريو سيد السبكي.. فقد جمع فيه »السُبْكية« مشاهد ركبها المخرج »اسماعيل فاروق« بشكل عشوائي وضع فيها كل الموبقات.. مشاهد تضم الرقصات المثيرة التي تجمع بين »دينا« و»سعد الصغير«.. ومباراة بين الراقصات تتنافس كل منهن علي كشف أكبر جزء من جسدها.. كما يضم الإيحاءات الجنسية.. والألفاظ الخادشة للحياء.. والدعارة.. والبلطجة.. هذا غير ما يحدث في غرف النوم.. بين رجل »مش عارف« - علي رأي وحيد حامد - وامرأة عفية ترقص له ببدلة الرقص في غرفة النوم..

خجلت من نفسي وأنا أتابع هذا الكباريه »كباريه السُبكي« فشتان بين كباريه السُبكي وكباريه »خالد صالح«.

وأتعجب كيف يحذف الرقباء بعض الحوارات التي لاتخدش الحياء في بعض الأفلام ذات القيمة الفنية.. وترمز إلي شيء ما.. ويجيزوا مثل هذا الفيلم البذيء من أوله لآخره.. فهو أسوأ دعاية للسينما المصرية.

ولكي تكتمل هذه التوليفة »المشينة«.. يقدم الفيلم عملية تشجيع الجمهور المنحاز للأهلي والآخر للزمالك.. فهي عملية تشجيع لجمهور الأهلي وإهانة جمهور الزمالك.. لأن معظم المشجعين أهلاوية فيحدث اشتباك في معركة بينهما.. ولا أعرف لماذا أدخل المخرج هذا المشهد ربما لأن أغلب الجمهور عايز كده.. فمن هم »ولاد البلد«؟

المفروض أن ولاد البلد بعضهم يتمتع بالقوة والشهامة.. لكن الحارة الفقيرة العشوائية تضم الشخصيات الفقيرة المشوهة مثل:

شخصية علاء مرسي الذي يقوم بدور »القواد«.. ويعيش عالة علي زوجاته - علي الورق فقط - لمجالسة الزبائن وتشغيلهم بالدعارة.

أما دينا الراقصة التي تعيش مع أخيها في الحي الفقير - فهي تكذب علي خطيبها »محمد لطفي« عندما ترتدي الملابس الحشمة.. وتحمل كراستين بحجة انها ذاهبة لطلب العلم.. وفي الكباريه تخلع هذه الملابس لترتدي بدلة الرقص التي تكشف عن معظم جسدها.. وهو يحاول طوال الوقت أن يلتقي بها علي انفراد.

وشخصية الحانوتي الذي يلعب دوره »سليمان عبدالغني« الذي يحاول استعادة قدرته الجنسية طوال الوقت مع زوجته التي تشجعه حينما ترقص له ببدلة الرقص في غرفة النوم بلا فائدة!

ويحاول كاتب السيناريو والمخرج اضحاك الناس بالافيهات الجنسية المقززة.. كما  رش شوية بنات لمجالسة الزبائن وقضاء وقت ممتع.. وفي احدي المرات يقتل واحد من الزبائن واحدة من هؤلاء!

هناك أيضا رجل الأعمال العائد من الخارج والذي أثري.. ويريد أن يستغل أهل الحي الذي خرج منه..  وهو الدور الذي يقوم به الفنان »أحمد راتب« لاستجداء أصواتهم للوصول الي مجلس الشعب.. ويعدهم وعودا كاذبة - كما يحدث الآن - ولكنه يطردهم ويغلق الباب في وجوههم بعد أن أصبح عضوا في مجلس الشعب وصار يتمتع بالحصانة.. فهو يتعاقد مع بعض الخواجات علي صفقات مشبوهة لتمرير أغذية مسرطنة وأدوية فاسدة..

ويكتشف أهل الحارة هذا بعد أن خدعهم.. فيسرقون المال الحرام ويبلغون السلطات.

أما النهاية فنري »القواد« يتوب ويصلي.. أما المجموعة كلها بقدرة قادر نراها فجأة تسبح وتمرح علي شاطيء اسكندرية.

> > >

هذه هي المرة الثانية التي يلتقي فيها »سعد الصغير« بالراقصة »دينا« بعد فيلم »عليا الطرب بالثلاثة« وهي أفلام وضعت تحت مسمي »الأفلام الرديئة« - وهو الفيلم الذي قدم فيه »سعد« أغنية »العنب«..  وحقق الفيلم النجاح الجماهيري وذلك حين خرجت »دينا« لترقص لجمهور الشارع كنوع من الدعاية للفيلم.. وأري أن دينا لن تتحول الي ممثلة متمكنة من نفسها مثل زميلاتها اللاتي سبقنها الي التمثيل لأن أدوارها لا تخرج عن مجال الرقص والاستعراض المثير للغرائز.. وقد تعرضت »دينا« للتساؤل من قبل الشرطة في ذلك الوقت!

> »سعد الصغير« لا يزال يشارك في الأفلام بإلقاء  أغانيه الهابطة التي تثير جدل الناس مثل »بحبك يا حمار«.. وهو أيضا لن يكون ممثلا إلا إذا اختار أدواره بعناية لكي يكون نجما كوميديا.

> محمد لطفي قدم كثيرا من الشخصيات الناجحة خصوصا الكوميدية.. لكنه هذه المرة تاه في فيلم لم يبين قدراته الفنية.

> احترم الفنان »أحمد راتب« الذي قدم لنا الكثير من الأدوار المميزة التي تبقي في الذاكرة.. فلماذا تنازل وقبل الاشتراك في هذا العبث؟

> المخرج»اسماعيل فاروق« الذي يعتبر هذا هو رابع فيلم له بعد »ابقي قابلني« و»٠٩ دقيقة« و»الأكاديمية«.. أما الفيلم الجديد »ولاد البلد« فهو أسوأهم! كما تنافس مع نفسه لتقديم لقطات قريبة وطويلة لجسد »دينا«.. و»سعد الصغير« بأغانيه الرخيصة التي يمكن أن تقام في أفراح الأحياء الشعبية.

> > >

قد يكون فيلم »ولاد البلد« قد حقق نجاحا جماهيريا أيام العيد بالنسبة للإيرادات - اذا كانت الأرقام صحيحة - ولكن معظم هذه الإيرادات التي يقدمها المنتجين هي نوع من الدعاية للفيلم.

وقد شاهدت العرض بعد العيد وكانت الصالة فارغة سوي من أربعة أشخاص وأنا. الفيلم يعتبر  فيديو كليب من الأفلام الاباحية.. ويجب علي الرقابة مشاهدته جيدا والالتزام بالسيناريو المقدم مثل ملف الآداب!

لقد شاهدنا أفلاما في آواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات علي مستوي فني من التقنية والمضمون.. لهؤلاء المخرجين الذين درسوا السينما وأحبوها.. ولم يكن يهمهم المال.. بل كان يهمهم النجاح. وفي هذه الفترة التي أقيم في استفتاء  بمناسبة مرور مائة عام علي السينما عن أحسن مائة فيلم منذ بدايتها.. فاز في الاستفتاء ضمن جوائز أحسن مائة فيلم هؤلاء المخرجون منهم محمد خان  وسمير سيف وأشرف فهمي وعاطف الطيب وخيري بشارة.

ولا أعرف الي أين تذهب السينما المصرية بعد تقديم  مثل هذه الأفلام التي تعتبر مثل »أفلام البورنو« والتي يسيطر عليها تجار اللحوم ووكالة البلح وغيرهم فإذا استمر هؤلاء في تقديم هذه النوعية من الأفلام فلا عزاء للسينما المصرية.

أخبار النجوم المصرية في

21/10/2010

 

سينمائيات

اختفاء دولة ومولد أمة

مصطفي درويش 

عادت الوحدة الي المانيا، قبل عشرين عاما، وذلك بعد استمرارها منقسمة زهاء خمسة واربعين عاما وعودتها لم يكن امرا سهلا في زمن كان عالمنا تتقاسمه قوتان أعظم الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وكلتاهما كانت تدور في فلكها مجموعة من الدول من بينها المانيا الاتحادية والمانيا الديمقراطية الأولي تدور في الفلك الامريكي والثانية في الفلك السوفيتي.

ورغم وحدة الجنس واللغة والتراث الا انه كان يغلب علي العلاقات بينهما العداء، لا المودة والصفاء ولقد بلغ العداء بينهما اقصي مداه عندما اقام النظام الحاكم في المانيا الشرقية (الديمقراطية) سورا في العاصمة برلين يحول دون حرية الانتقال بين شطريها الشرقي والغربي.

وهذا السور اشتهر تحت اسم »سور برلين«.

وهو السور الذي عصفت به الجماهير الغاضبة قبل إحدي وعشرين عاما، وتحديدا في مثل هذه الأيام من شهر اكتوبر.

وفيلم »وداعا.. لينين« (٣٠٠٢) تبدأ احداثه بأيام المجد تلك هذا.. ولم يمض علي العصف بالسور سوي شهر الا وكان النظام الذي كان يحكم المانيا الشرقية بالحديد والنار، علي وشك الانهيار.

وفي مثل هذه الأيام، قبل عشرين عاما انهار النظام في المانيا الشرقية، وعادت الوحدة الي المانيا.

وبعودتها اصبحت المانيا الشرقية في ذمة التاريخ، سيرة لاتتناقلها الألسن الا بكل سوء، بدءا من حرمان المواطنين من حرية التعبير، وانتهاء بالزج بهم في السجون والمعتقلات، لاتفه الأسباب.

ولعل خير فيلم عبر عن الاستبداد والفساد المصاحب له في المانيا الشرقية التي اختفت، دون ان تترك اثرا هو »حياة الآخرين« (٦٠٠٢) ذلك الفيلم الألماني الذي حصد جميع الجوائز الاوروبية.

وفي نهاية المطاف توج بجائزة اوسكار افضل فيلم اجنبي (٧٠٠٢). واذا كان »حياة الآخرين« لصاحبه المخرج »فلوريان هنكل فون دونر سمارك«.. مداره الحياة في المانيا الشرقية، قبل اختفائها وكيف كان يسيطر عليها شبح الخوف، ويتحكم فيها الفساد.

فان »وداعا.. لينين« (٣٠٠٢) لصاحبه المخرج »وولفجانج بيكر«، مداره الحياة فيما كان يسمي »بالمانيا الديموقراطية« اي المانيا الشرقية، وتحديدا عاصمتها »برلين شرقية« وذلك بعد اختفائها، كما اختفت قارة اتلانتيس في سالف الزمان.

ولقد كان من بين الأفلام المتنافسة علي جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين (٣٠٠٢).

وعند عرضه تجاريا حقق نجاحا كبيرا لم يحققه اي فيلم الماني من قبل.

وموضوعه فاضح للحياة في برلين الشرقية باسلوب تغلب عليه روح السخرية، وذلك من خلال ام كانت طريحة الفراش، في حالة غيبوبة طوال فترة العصف بسور برلين، واختفاء المانيا الشرقية ولانها كانت مؤمنة بالنظام الاشتراكي وبأن المستقبل لالمانيا الشرقية فعندما بدأت تخرج شيئا فشيئا من حالة الغيبوبة، خاف ابنها عليها من وقع الصدمة، فيما لو عرفت بان العالم المؤمنة قد زال من الوجود فهيأ لها حياة وهمية في شقتها، قوامها ان عالمها لم يزل موجودا علي قيد الحياة.

وبطبيعة الحال ما كان يمكن لعالمها الافتراضي ان يستمر طويلا.

اما كيف عرفت الحقيقة، وكيف واجهتها فذلك ما يحكيه الفيلم بتفصيل فيه من التشويق الشيء الكثير.

استدراك

جاء في مقال سابق لي عن المخرج »بن« والممثل »كيرتس« ان الأول بلغ من العمر ٥٨ عاما والثاني ٨٨ عاما.

والصحيح ان »بن« هو صاحب العمر الأكبر، وليس »كيرتس«.

moustafa@sarwat.de

أخبار النجوم المصرية في

21/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)