حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سميرة أحمد:

الأفلام تبقى والألقاب تزول

القاهرة - فايزة هنداوي

بعد رحلة سينمائية طويلة من العطاء والتميز، كرم «مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي» في دورته الأخيرة الفنانة سميرة أحمد تقديراً لتاريخها الطويل ولما قدّمته خلاله من أفلام كانت وستظل علامات مهمة في تاريخ السينما المصرية.

عن هذا التكريم ورؤيتها لوضع السينما المصرية اليوم التقيناها.

·         كيف تنظرين الى تكريمك من «مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي»، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى؟

تسعدني هذه التكريمات بالطبع، لأنها تأتي تقديراً لمشواري السينمائي، الذي وهبت له حياتي.

·         على رغم مشوارك المتميّز، لماذا لم تنالي لقباً معيناً مثل «نجمة الجماهير» أو «نجمة مصر الأولى»؟

الأفلام تبقى فيما الألقاب تزول. لم أحاول، طوال مشواري الفني، أن ألصق بنفسي أحد هذه الألقاب، لأنني أرى أن الأداء والأفلام المتميزة أهم منها.

·         لماذا ابتعدت عن السينما فترة طويلة؟

ظروف السينما الراهنة لا تناسبني، فأنا ابنة زمن الفن الجميل، حيث السينما قيمة والتزام.

·         وماذا عن مشروعك مع يوسف معاطي؟

يحاول يوسف معاطي إقناعي بالعودة الى السينما، وفي حال كتب فيلماً يناسبني قد أتحمّس للعودة فهو كاتب متميز.

·         علمنا أن ابنتك جليلة تكتب سيناريوهات سينمائية، فلماذا لم تقدّمي أحد أعمالها؟

هذا الأمر مطروح بالتأكيد، وثمة سيناريو تكتبه بالفعل وسنبدأ في تنفيذه بعد انتهائها منه.

رأينا عدداً من النجوم الكبار يشاركون الشباب أفلامهم مثل محمود ياسين ونور الشريف ومحمود عبد العزيز، فهل من الممكن أن تشاركي في سينما الشباب؟

بالتأكيد، إذا وجدت عملاً متميزاً فلن أتردد في قبوله، حتى لو كان دوري فيه صغيراً، خصوصاً أن ثمة عدداً من الفنانين الشباب المتميزين الذين أسعد بمشاركتهم أفلامهم مثل كريم عبد العزيزالذي يملك قبولاً جماهيرياً كبيراً.

·         هل أزعجك لقب «ممثلة العاهات» الذي أطلقه عليك النقاد؟

إطلاقاً، فهو دليل على قدرتي على أداء الأدوار المركبة الخاصة بالعاهات الجسدية، فقد جسّدت شخصية الخرساء، والمجنونة، والعمياء في خمسة أعمال، لكن المشكلة أنني استغرقت وقتاً طويلاً بعد ذلك لإقناع المخرجين بأنني ممثلة وقادرة على أداء الأدوار كافة، والحمد لله اقتنعوا بموهبتي.

·         كيف كانت علاقاتك داخل الوسط السينمائي؟

محدودة لأنني بطبيعتي لا أجيد العلاقات الاجتماعية، وقد جمعتني علاقات طيبة بكل من سميحة أيوب وسعاد حسني، ومن الشخصيات التي أثرت في حياتي بشدة: أنور وجدي ورشدي أباظة وأحمد مظهر.

·         لم نَرَك كثيراً في أدوار الإغراء، فهل أنت ضدّه؟

اعتزلت أدوار الإغراء بسبب واقعة حدثت فيما كنت أجسّد دور امرأة لعوب خطفت خطيب سعاد حسني وضربتها، فكان الناس يعاتبونني بشدة على ضربي لسعاد، فقررت الابتعاد عن أدوار الإغراء كي لا أتعرض لمثل هذا الموقف ثانيةً، لكني لست ضد الإغراء إذا قُدم بشكل جيد ومن دون ابتذال، فأنا مثلاً أرفض القبلات لأنني صعيدية في الأساس، كذلك لا يصدق الجمهور في أحيان كثيرة أن ذلك تمثيل. الإغراء لا يعني خلع الملابس، والدليل على ذلك ما قدّمته هند رستم.

·         لكنك ارتديت لباس البحر في أفلامك؟

كنا جميعاً نرتدي لباس البحر سواء كفنانات أو كفتيات عاديات. كان هذا الأمر عادياً لأنه من دون ابتذال أو خلاعة أو إثارة للغرائز.

·         ما أهم أفلامك التي تعتزين بها في مشوارك الفني؟

فيلم «الخرساء» الذي قدّمته مع المخرج الكبير حسن الإمام أحد أهم أدواري السينمائية وأصعبها، كذلك أعتز كثيراً بأفلام: «الشيماء» و{صراع الأبطال» و{أم العروسة» و{السيرك».

·         على ذكر «الشيماء»، لماذا لم تعد السينما تقدّم أفلاماً دينية؟

لأن جهات الإنتاج لم تعد تهتم اليوم بالقيم الدينية أو الأخلاقية، إذ أصبح الاهتمام بالمكسب المادي فحسب، بعيداً عن أي معايير فنية أو اجتماعية.

·         اتجهت الى الإنتاج السينمائي وقدّمت سبعة أفلام، حدّثينا عن هذه التجربة؟

كانت تجربة الإنتاج بلا شك ممتعة جداً، إذ تشرّفت بإنتاج أفلام مهمة في تاريخ السينما المصرية مثل: «البريء» لأحمد زكي وإخراج عاطف الطيب، و{البحث عن سيد مرزوق» إخراج داود عبد السيد، والذي مثّل مصر في مهرجانات عدة، وحصل على جوائز كثيرة.

·         أعلنت أنك ستخوضين انتخابات مجلس الشعب المقبلة، لماذا اتخذت هذا القرار؟

تراودني هذه الفكرة منذ فترة طويلة، وهدفي منها أن أتمكّن من الدفاع عن الفن وقضايا المرأة في المجتمع.

·         قرأنا أنك ستشرعين في كتابة مذكراتك الشخصية وإنتاجها، ما الذي دفعك الى ذلك؟

أردت أن أفيد الناس بخبرتي وتجربتي وأن أؤكد لهم أن النجاح في أي مجال يحتاج إلى مجهود وتعب.

·         هل ستكتبينها بنفسك، أم ستعهدين لأحد بكتابتها؟

أتمنى أن يتمكّن الإعلامي الكبير محمود سعد من كتابتها، فنحن أصدقاء وأحب بساطته وأسلوبه في الكتابة، وإذا لم يتمكن من ذلك بسبب انشغاله فستكون جليلة ابنتي هي البديل.

الجريدة الكويتية في

24/09/2010

 

ليلى علوي: لم أتّهم إلهام شاهين بتقليدي

القاهرة - رولا عسران 

حققت ليلى علوي في آخر تجاربها الفنية «كابتن عفت» و{فتاة الليل» اللذين عُرضا على شاشة رمضان هذه السنة نجاحاً عزز أهمية المسلسلات القليلة الحلقات التي انطلقت بها في السنة الماضية وتتضمن قصتين في مسلسل واحد، ففتحت الطريق بذلك أمام صناع الدراما لاعتماد هذا النوع الذي يقي هذه الأخيرة شرّ الملل والتطويل. حول جديدها كان الحوار التالي معها.

·         تجمع الآراء على أن تكرارك تجربة «حكايات وبنعيشها» هذا العام جاء استغلالاً لنجاح الجزء الأول من المسلسل، ما رأيك؟

وهل هذا أمر يعيبني؟ لاقت تجربة «حكايات وبنعيشها» صدى طيباً، وكسرت تابوه المطّ والتطويل في الدراما التلفزيونية، لا أكون ظالمة إذا قلت إنها نقلة في الدراما المصرية وتجربة مميزة لصناعها، وها هو محمد علي، مخرج «مجنون ليلى»، يقدم مسلسل «أهل كايرو» الذي نال الإعجاب ما يعني أن العمل حقق نجاحاً وفتح أفقاً أوسع أمام صانعي الدراما.

·         تردّد أنك اتهمت إلهام شاهين بتكرار تجربتك، ما ردّك؟

لم تكن فكرتنا اختراعاً لنسجّله في الشهر العقاري، فقد عرفت الدراما التلفزيونية، منذ انطلاقتها، مسلسلات تقتصر حلقاتها على خمس أو سبع، لكن السعي وراء الإعلانات جعل صناع الدراما يطلبون ألا تقلّ حلقات المسلسل عن 30 حلقة وربما أكثر.

·         كيف تقيّمين أداءك شخصية «كابتن عفت»؟

الشخصية ثرية وفيها مساحات تمثيلية وانفعالات يومية، فهي أرملة وأم لثلاثة أولاد وترعى والدها ما يفجّر مواقف إنسانية وكوميدية ودرامية مختلفة، بالإضافة إلى عملها كمدربة في رياضة الكرة.

أثناء تجسيدي الشخصية، كان بكائي في معظم الأحيان حقيقياً لتأثري بالمعاناة التي تتعرض لها عفت وتخفيها عن الجميع خوفاً من نظرات الشفقة والعطف... وهذه نقطة تُحسب لصالح الكاتب محمد رفعت.

·         لكن شخصية كهذه تحتاج إلى نمط كلام وحركة وملابس معينة، ألم يشكّل ذلك صعوبة بالنسبة إليك؟

بالتأكيد، لكن إذا ظلّ الممثل يجسد شخصيات راقية ومرموقة ويظهر دائماً في غاية الأناقة... سيملّ المشاهد منه ويبحث عن ممثل آخر يشاهده. ثم مهمتي كممثلة أن أفاجئ الجمهور وأغامر كل مرة بتقديم جديد. كانت شخصية عفت تحدياً كبيراً لي أتمنى أن أكون قد نجحت فيه.

·         بالفعل فاجأ ظهورك في مسلسل تغلب على أحداثه الكوميديا الجميع!

هذا هو النوع الذي أفضّله في الكوميديا بعيداً عن الإفيهات والسخرية بطريقة الكلام المختلفة أو الحركات، فكوميديا الموقف والحوارات هي الأكثر نجاحاً وقبولاً بالنسبة إلي، خصوصاً المشاهد بين عفت وطفلها وبينها وبين زملائها في الفريق. نجح محمد رفعت مجدداً في تقديم سيناريو يفجّر المواقف الكوميدية من دون أي افتعال وبشكل احترافي.

·         تردّد أثناء التحضير للمسلسل أن نجوماً كثراً من الرجال رفضوا مشاركتك البطولة، فما صحة ذلك؟

ليس صحيحاً. المخرج سميح النقاش هو الذي يرشّح ويختار، وقد سُعدت بالعمل مع النجم السوري عابد فهد، فهو فنان متميّز وأتابع أعماله منذ فترة، وأبدع في مسلسلات «الظاهر بيبرس»، «أسمهان»، و{هدوء نسبي». في النهاية، المسلسل عمل جماعي يصبّ نجاحه في مصلحة الجميع.

·         ماذا عن الحكاية الثانية «فتاة الليل»؟

كان عنوانها «فتاة العاشرة» وتغيّر إلى «فتاة الليل»، أجسد فيها شخصية عليا الفتاة المتمسكة بقيمها ومبادئها وتفشل في الاندماج مع هذا المجتمع، ما أدى إلى تغيير أخلاقيتها.

·         إلى أي مدى يرهق وجود قصتين في مسلسل واحد الممثل أثناء التصوير؟

إلى حدّ كبير فلكل شخصية تحضيراتها، ثم قد تتضارب مواعيد التصوير وتتأخر في كثير من الأحيان إلى درجة دفعتني إلى أخذ فترة راحة بعد تصوير «كابتن عفت» لأتمكن من الاستعداد لشخصية عليا في «فتاة الليل».

تكرر الأمر نفسه معك العام الماضي ويفترض أن تكوني قد اكتسبت خبرة في مسلسلات الـ15 حلقة.

صحيح، لكن يختلف الأمر هذه السنة، فأنا أقدم شخصيتين مختلفتين وتحتاج كل منهما إلى مزاج مغاير تماماً، صحيح أن الاختلاف ساد الشخصيتين العام الماضي أيضاً، لكن يتطلب الوضع هذه السنة فصلاً تاماً بين الدورين كي أعيش تفاصيلهما.

·         كيف كانت ردود الفعل على المسلسل؟

أنتظر ردة فعل الجمهور والنقاد على كل حكاية باعتبار أنها مسلسل مستقلّ، وأفرح بالمقارنة بين أدائي في كل شخصية وأداء المخرج والمؤلف والممثل، على غرار ما حدث العام الماضي. لغاية اليوم ردود الفعل مطمئنة سواء حول «كابتن عفت» أو «فتاة الليل».

·         ما جديدك بعد رمضان؟

سأبدأ قريباً تصوير شخصية روز اليوسف في مسلسل تلفزيوني.

·         ماذا عن خلافك مع سلاف فواخرجي بسبب تجهيزها للشخصية نفسها؟

لا خلاف بيني وبين أي زميلة لا على هذا الدور أو على غيره، فأنا تعاقدت على تقديم الشخصية منذ فترة ولا أعرف شيئاً عن تعاقد أي فنانة غيري على الدور.

الجريدة الكويتية في

24/09/2010

 

 

ولاد البلد ... رغيف حواوشي من السبكي!

محمد بدر الدين 

يتّسم فيلم «ولاد البلد» (من الطبيعي أن يمتع قطاعاً معيناً من الجمهور) بمحدودية الثقافة، وبذوق يتجاوب مع الأفلام التي تخاطب النزعات المتخلّفة في الإنسان، وهذا هو سبب حصوله على أرباح كبيرة، وتصدُّر إيراداته دفعة أفلام العيد الأخيرة في مصر.

أخرج الفيلم إسماعيل فاروق وكتبه سيد السبكي وأنتجته شركة السبكي للإنتاج السينمائي، والسبكي عائلة معروفة بإنتاج الأفلام التجارية، وبتوابل زاعقة وطبخة أو توليفة معيّنة، و{ولاد البلد» مثال نموذجي لتلك التوليفة. معروف أن «السبكية» يعملون في الأصل في تجارة اللحوم، وثمة ضمن المأكولات الشعبية المصرية طعام يُعرف باسم «رغيف الحواوشي»، مكوّن من بقايا مختلطة متخلّفة عن اللحوم والدهون، لكن ما يعطيه جاذبيةً ويجعل عليه إقبالاً هو الشطة والبهارات وتقديمه بسخونة شديدة، ما يغطي على مكوّناته ومذاقه!

«ولاد البلد»، كمعظم أفلام «السبكية»، ينتمي إلى ذلك النوع من الطعام، الذي تغطي على ضعف مستواه، توابله اللاذعة، وسخونة حواره، ومدى صفاقة إفيهاته الجنسية سواء في الحوار أو الأغاني، المصحوبة عادة برقص يقدَّم بهدف الإثارة وليس الرقص كفن...

تدور أحداث الفيلم في حارة قاهرية، اسمها «حارة الزغابة» (ربما على وزن الغلابة) نرى فيها أشقاء وأصدقاء ونساء، يعانون قلة الرزق وصعوبة الحياة، من بينهم: الفتوة الذي يستهل الفيلم بخروجه من السجن (محمد لطفي)، والميكانيكي (سعد الصغير)، والحانوتي (سليمان عيد)، والقواد (علاء مرسي)، وشقيقته خطيبة الفتوة وتعمل خفيةً في البداية ثم علانية راقصة في كباريه (دينا)... هؤلاء وغيرهم من أهل المكان الفقير، إلى جانبهم «غسان» (أحمد راتب) الذي خرج من الحارة بائساً، ولكنه يصل بكل الطرق الوصولية وبأخسها مستوى إلى موقع رجل الأعمال، الذي لا يكف عن استغلال أهل المكان للوصول إلى عضوية مجلس الشعب وحصانته، وهو يريد أن يتحصّن بها من عمليات بيع سلع بعضها فاقد للصلاحية وبعضها يؤدي إلى السرطنة، وبمساعدة أجانب غامضين يظهرون فجأة... ثم يتكاتف أهل الحارة حينما يكتشفون طبيعة «غسان» الإجرامية فيقول أحدهم: «لنفعل مثل روبين هود»، ثم يسرقون رجل الأعمال الغني، ليوزّعوا ماله على فقراء الحي! ويصل الأمر بإلقاء القبض في النهاية على رجل الأعمال الفاسد.

يستعين الفيلم بأغنيات لسعد الصغير، أحد أبطال الفيلم، وعصام كاريكا في أغنية واحدة، وأمينة في أغنية شديدة الإسفاف.

كذلك، يستعين بدينا ضمن أبطاله، آخر راقصة شرقية من المشهورات في مصر، وبالراقصة شمس التي ربما هي أول راقصة تلفت الأنظار بعد أجيال المشهورات، لكن لا يمنحها الفيلم دوراً كبيراً وإنما يقدّمها في مشاهد مع زوجها الذي ترقص له في أكثر من مشهد (سليمان عيد)، وهي مشاهد قُصد بها تقديم إفيهات أو مواقف جنسية بسبب عجز «سليمان» الجنسي، والذي يعتقد بأن عمله كحانوتي وأصوات الصراخ على الموتى في أذنيه هي سبب عجزه، فيغيّر عمله إلى متعهّد أفراح لكن ذلك التغيير لا يحل مشكلته لأنه أصبح يسمع أصوات الزغاريد تملأ أذنيه فيستمر عجزه وتزيد الإفيهات والصخب والتعليقات في قاعة العرض بوسط القاهرة!

لم تخرج «السبكية» عن التيمة أو «التوليفة» المعهودة، أو «رغيف الحواوشي» الساخن بالشطة الشديدة، إلا مرة غير مقصودة هي فيلم «كباريه»، ولما اكتشفوا نجاحه والاحتفاء به جمهوراً ونقاداً على غير المعتاد أيضاً، كرروا التجربة في «الفرح» وسيكررونها في غيرهما... وذلك بفضل مخرج الفيلمين سامح عبد العزيز وكاتبهما أحمد عبد الله، اللذين كانا غارقين مع السبكية وغيرهم في نوعية الأفلام التجارية الاستهلاكية لكنهما استطاعا انتزاع فرصة للتعبير عن جانب آخر كامن لم يتح أن نعرفه أو نلحظه فيهما، جانب الموهبة الأصيلة الحقيقية!.

الجريدة الكويتية في

24/09/2010

 

مهرجان الإسكندريّة السينمائيّ الدوليّ...

تنظيم سيّئ ونجوم غائبون

رولا عسران 

«عدم التنظيم وغياب صناع الأفلام»، هكذا يمكن اختصار مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسّط في دورته السادسة والعشرين والذي انتهت فعالياته أخيراً.

بدا هذا الأمر واضحاً في حفلة الختام، التي تأخرت عن موعدها المقرر، وغاب عنها وزير الثقافة المصرية فاروق حسني، راعي المهرجان، وضيوف كثر سواء مصريين أو أجانب، على رأسهم عمر الشريف الذي لم يتسلم جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن دوره في فيلم «المسافر» فتسلّمها عنه مخرج الفيلم أحمد ماهر، خلافاً لحفلة الافتتاح التي كانت أكثر تنظيماً وحضرها النجوم والنقاد.

زينة بدل صبا

يبدو أن الارتباك والتخبّط هما السمة الأكثر التصاقاً بالمهرجان، مثلاً كان يفترض تكريم الفنانة الأردنية صبا مبارك عن دورها في فيلم «بنتين من مصر» لكن فوجئ الحضور بتكريم الفنانة المصرية زينة بدلاً منها عن دورها في الفيلم نفسه، علماً أن هذه الأخيرة كانت ضمن لجنة التحكيم، ما يجعل تكريمها محرجاً لإدارة المهرجان.

كذلك، شابت مطبوعات المهرجان الرسمية أخطاء من بينها تعريف الوزير أحمد المغربي على أنه وزير السياحة فيما يشغل راهناً منصب وزير الإسكان، بالإضافة إلى الأخطاء الإملائية ما يدلّ على العجلة فى إعدادها.

أين مصر؟

أعلنت الجوائز، في مؤتمر صحافي عقد صباح حفلة الختام، حضره رئيس المهرجان ممدوح الليثي، رئيسة لجنة التحكيم التونسية مفيدة التلاتلي، ومدير المهرجان وليد سيف وجاءت على النحو التالي:

نال إيرفين بيجليري، بطل الفيلم الألباني «شرق غرب شرق»، جائزة أفضل ممثل، السلوفيني إيغور ستيرك جائزة أفضل إخراج عن فيلمه «تسعة وست دقائق»، المخرج الإسباني خافييه ريبيللو جائزة أفضل عمل أول عن فيلمه «امرأة بدون بانيو»، مدير التصوير الكرواتي برانكوا لينتا جائزة أحسن إنجاز فني عن فيلمه «السود»، زرينكا سيفيتزيتش من البوسنة جائزة أفضل ممثلة عن فيلمها «الطريق من البوسنة»، وقد علقت عند استلامها الجائزة في حفلة الختام أن جائزتها الأولى كانت تقبيل عمر الشريف أما جائزتها عن الفيلم فتأتي في المقام الثاني.

نال جائزة أحسن سيناريو ثلاثة مؤلفين فرنسيين هم: فيليب ليوريه، إيمانويل كورسول، وأوليفييه آدم، وذلك عن الفيلم الفرنسي «مرحبًا» الذي حصد جائزة أفضل فيلم تسلّمها مخرجه فيليب ليوريه.

تنافس على جوائز المهرجان 14 فيلماً من 14 دولة، وشاركت مصر بفيلم يتيم هو «المسافر» لعمر الشريف، الذي حصد عنه جائزة خاصة من المهرجان على رغم الانتقادات التي لحقت بالفيلم في الندوة التي أعقبت عرضه، حتى الشريف نفسه شارك في الهجوم على الفيلم الذي يعدّ باكورة إنتاج وزارة الثقافة المصرية الداعمة للمهرجان أيضاً.

ندوات حاشدة

خلت هذه الدورة من أي أفلام مميزة، حتى الندوات التي أعلنت عنها إدارة المهرجان قبل انطلاق فاعلياته لم تهتم بمناقشة إشكاليات صناعة السينما وهمومها، بل اقتصر البرنامج على عناوين أقرب إلى الإشكاليات المحفوظة والمتداولة، مثل ندوة «سينما المرأة» أو تلك التي استضافت أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ودار الحوار فيها حول مشاكل الدراما المصرية والفضائيات، مع ذلك كانت الندوات الأكثر تنظيماً في المهرجان، تحديداً في الأيام الأولى، خصوصاً ندوات المكرّمين، فقد تميزت بحضور النقاد والجمهور الذين تعدت نقاشاتهم الأفلام المعروضة في المهرجان وطاولت أعمال النجوم كافة.

نُظمت على هامش المهرجان حفلات غنائية لإنعاش خزانة جمعية «كتاب ونقاد السينما» المنظِّمة للمهرجان، أبرزها الحفلة التي أحياها الفنان محمد منير وحضرها الآلاف كالعادة.

الجريدة الكويتية في

24/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)