حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

شباب أفلام الديجيتال ..

منجم الذهب الجديد للسينما المصرية

بقلم : د. رفيق الصبان

هؤلاء المخرجون الشبان وأفلامهم القصيرة روائية كانت أم تسجيلية هي نبع غزير تتناثر من حبات الماء كالجواهر الصغيرة تنبئنا .. وتبشرنا.. بفجر جديد وولادة حلوة لمستقبل سينمائي مصري ننتظره ونترقبه ونتمناه.

ولقد جاءت مسابقة أفلام الديجيتال التي نظمها مهرجان إسكندرية علي هامش مسابقته الرسمية والتي كان لي الشرف برئاسة لجنة تحكيمها.. مناسبة حلوة لألتقط حبات من هذه الجواهر الصغيرة .. وأحلم بجعلها عقدا متلألأ علي جيد السينما المصرية الشابة.

أفلام روائية قصيرة ومتوسطة الطول جاءتنا من مصادر شتي لعل أكثرها وفرة كان معهد السينما الذي قدم لنا سبعة أفلام مثيرة تركت حولها عطرا ساحرا .. وشكلت بالنسبة لنا ما يشبه السحابة الوردية التي تظلل السواد الكئيب الذي أحاط بالسينما المصرية اليوم وجعلها تتقهقر عن مكانتها السابقة التي احتلتها في قلوبنا سنوات طويلة .

أفلام المعهد أخرجها طلاب ما زالوا يؤمنون أن السينما قادرة علي أن تواجه جميع المشاكل التي تحيط بها وأن ما يعوذها وينقصها هي النظرة الحساسة والرؤية المتأملة لواقع الحال .. وإحاطة هذا الواقع بستارة شفافة من الشاعرية والموهبة والنفاذ.

عبدالعزيز في نوفمبر

قد يستعين بعض هؤلاء الطلاب بنجوم كبار آمنوا بموهبتهم وقرروا مساعدتهم في تخطي الحواجز الأولي التي تقف في طريقهم .. كما فعلت عائشة الكاشف عندما اقنعت محمود عبدالعزيز أن يلعب معها دور البطولة في فيلمها القصير «النشوة في نوفمبر» المأخوذ عن قصة لنجيب محفوظ ترسم وقائع رجل كهل يعيش تجربته الجنسية الأخيرة التي ستقوده إلي موته ولكنها ستعيد الحياة القديمة المليئة بالنشوة إلي عروقه .. لحظات قليلة يمضيها مع شابة في عمر بناته تمنحه هذه النشوة التي تفتح له أيضا أبواب الموت.

إحساس رقيق مرهف.. ونظرة نسائية عذبة لعالم «رجولي» محض عرفت المخرجة الشابة كيف تمسك بأطرافه المعقدة ولم يقل زميلها أحمد الهواري جرأة عنها عندما قدم للمرة الخامسة أو السادسة رؤيا سينمائية لقصة يوسف إدريس الشهيرة «بيت من لحم» والتي اقنع الرائعة سوسن بدر أن تلعب فيها دور الأم التي تتزوج مقرئاً أعمي يسكن معها في شقتها المكونة من غرفة واحدة فتثير كوامن الجسد الخفية في نفوس بناتها الثلاث اللاتي يقررن اقتسام فراشه معها.

موضوع ناري كما اعتاد يوسف إدريس أن يكتب مجتازا فيه كل الحدود الممكنة وغير الممكنة والتي لم يستطع الهواري رغم براعته السينمائية أن يمسك بأطرافها كلها فأغرقته القصة كما أغرقت الذين خاضوا التجربة قبله ولم تستطع موهبة سوسن بدر المتألقة أن تقدم له طوق النجاة.

عزف منفرد لـ«ليلي سامي»

علي العكس من ليلي سامي .. التي اعتمدت تماما علي نفسها لتصوير مونولوج داخلي تهمس به امرأة وحيدة في فيلمها الذي اطلقت عليه اسم «سولو» ووصلت فيه إلي مرحلة متقدمة من الإبداع والتعبير.

كذلك فعلت مروة زين في فيلمها القصير «لعبة» التي تجاوزت فيه الحدود الواقعية ووصلت إلي ضفاف الرمزية الشعرية المعقدة بسلاسة تحسد عليها.

هذه الرمزية هي أيضا التي ارتكز عليها مصطفي أبو سيف في فيلمه «صباح الخير» الذي يستعرض فيه بشكل فانتازي مشاكل رجل في منتصف العمر يستيقظ صباحا ليواجه همومه وكوارثه وآماله وأجيالاً ممثلة في اشخاص يتوافدون عليه عند يقظته ليحولوا حياته إلي كوابيس لا يعرف كيف يتقيها.

في الجانب الآخر .. جانب السينما الحرة المنتجة بعيدا عن معهد السينما .. يتألق فيلم «أحمر باهت» لمحمد حماد ليصور أزمة فتاة محجبة .. تعجز حتي عن اختيار لون ثيابها الداخلية، فيلم يتكلم عن القمع الاجتماعي الذي تواجهه المرأة من خلال أسلوب سينمائي مرهف وسيناريو محكم الصنع وجو مدهش لحي شعبي إسكندراني عرف المخرج الموهوب كيف يقدمه لنا ببراعة وتأثير.

رامي سمير في فيلمه «أنا آسر» الذي لعبت بطولته «بشري» إلي جانب طفل في العاشرة عبقري النظرة، عفوي الحركة، قوي الإقناع، يعبر عن طفل يريد أن يتخلص من الضغوط العائلية القاسية ويحاول أن يحقق حريته ويؤكد شخصيته.

فيلم له أبعاده الرمزية وتتضح فيه عمق التجربة السينمائية التي حركها رامي سمير والتي تؤهله لمواجهة الأفلام الطويلة الروائية.

التبول

«في ظل رجل» يركز ناصر المهدي علي جمال الصورة والتكوين بشكل ساحر ويستعرض موضوعا مطروقا.. ولكنه ما زال حاد التأثير وهو الدفاع عن حق المرأة بألا تعيش في ظل رجل دائما وأن يكون لها ظل خاص يشاركها خطرات الحياة المعقدة، تعبير جمالي اشتركت فيه الموسيقي والمونتاج والصورة المدهشة ليعطينا انطباعا سينمائيا خالصا من الصعب نسيانه أو التخلص من تأثيره.

أدهم الشريف اختار الكوميديا ليعبر عن مأساة شاب هاجمته الرغبة بالتبول وهو في الشارع العام وعجز عن إيجاد مرحاض عمومي.

الفيلم كان النسخة الوحيدة في أفلام متعددة غلبت عليها الكآبة والحزن ورغم اعتماده علي الحوار كمركز أساسي للتعبير استطاع فيلم مارك لطفي العزيز «تراهن» أن يستغل اسطورة فاوست والشيطان استغلالا بارعا لعبت فيه مكتبة الإسكندرية في الخلفية دورا دراميا مؤثرا.

كذلك فعل «عماد ماهر» عندما مزج بين الروائي والرسوم المتحركة في فيلمه «عاطف» الذي يروي قصة رجل وامرأة ينتظران في الشارع وتحت المطر وصول الأحبة لم يصلوا.

قطر الحياة والسد

الأفلام التسجيلية كانت أقل إثارة هذا العام من الأفلام الروائية رغم وجود فيلمين أو ثلاثة أثاروا الانتباه والفضول «بنينا السد» لمحمود العدوي الذي زين فيلمه بأفلام وثائقية قديمة عن بناء السد نراها لأول مرة وعرف كيف يولفها في إعداد سينمائي ملتزم ونمطي.

أما شكري زكي شكري فقد قدم لنا في «قطر الحياة» صورة للحياة اليومية المكررة .. والفقيرة والخافية من الآمال والأحلام لمراقب الخطوط الحديدية في محطة قطار متواضعة وتكاد أن تكون منسية من العالم.

حساسية مرهفة في تقديم الشخصية دون صراخ عال ودون مباشرة فجة سميح منسي اختار المقاهي الشعبية المصرية .. ليقدم صورة نمطية ولكن تنفذها الرغبة الأكيدة في رسم أجواء مجتمع بدأت تندثر معالمه وبدأ يتحول إلي شيء من الذكري يعلوها الرماد ويغطيها النسيان.

لكن المفاجأة الحقيقية الكبيرة التي اشعلت نار المنافسة في هذا الجزء من المسابقة جاءت في فيلمين فيلم أحمد النجار «مش عارف» وفيلم محسن عبدالغني «اسمي جورج».

محسن عبدالغني يتعرض لمشكلة شاب مسيحي يود الاحتفاظ بهويته المسيحية في بلد يبيح تعدد الأديان ويدافع عن هذا الحق الإنساني بقوة وإقناع وإيمان.

فيلم عالي النبرة شديد الشجاعة يصل إلي عمق القضية الدينية ويمسها برفق وموهبة، مواجها سلفا كل الانتقادات والاتهامات التي يمكن أن توجه إليه.

أما فيلم «أحمد النجار» «مش عارف» فهو التحفة الحقيقية الكبري في مسابقة أفلام الديجيتال، انه يدور حول خمسة شباب من جيلنا المعاصر تجاوزوا العشرين وينظرون إلي حالهم الحاضر وآمالهم المستقبلية وأحباطاتهم التي تزداد قسوة في مجتمع أغلق عليهم أبوابه كلها ولم يترك لهم فسحة صغيرة من الأمل يتأملون فيها السماء الصافبة.

كلمات ضاربة في أعماق القلب .. جارحة في صراخها حارقة في حقيقتها مشعة بعفويتها.

الشباب قادمون

صرخة شبابية معاصرة قل أن شهدنا مثيلا لها سواء في أفلامنا الروائية أو التسجيلية نداء حار يوجهه هذه الشباب المليء بالاندفاع والحرية والذي بدأ الاحباط يستشري في عروقه كالسرطان.

صرخة إنذار.. ودعاء وجداني ودمعة حارة متكبرة ترفض أن تسيل من العين.. فيلم يهزك من أعماقك.. يزيج كل السحب السوداء التي أحاطت بمستقبل شبابنا السينمائي.

ما دام هناك مخرجون من أمثال أحمد النجار ومحسن عبدالغني فإن سينمانا في خير وأن عقد الجواهر الصغيرة قد خرج من محاره وأصبح جاهزا ليزين جيد السينما المصرية ورأسها المتكبرة .

جريد القاهرة في

21/09/2010

 

صراع الأديان والحضارات «علي الطريق»

بقلم: مني الغازي 

الإسلام... الوهابية.... الإخوان.... الإرهاب.... مفردات أصبحت تحمل معني واحد داخل اغلب العقول الأمريكية والأوروبية وبشكل خاص داخل المجتمعات التي خرجت في نهاية القرن الماضي من عباءة الشيوعية وتحولها إلي دول مفتوحة فكريا مما فتح الباب للصراع الفكري، من هنا كان الحديث الأول في تلك الدول عن الإرهاب والإسلام وخطورتهما علي المجتمع، وتهديدهما للعادات والتقاليد الأوروبية، مما دفع اغلب المفكرين وأصحاب الرأي إلي ابتكار قضايا فكرية جديدة ومناقشتها مثل صراع الحضارات وحوار الأديان وبالتالي كان من الطبيعي أن يتحول الفن إلي مناقشة تلك القضايا بجميع وجهات النظر سواء المؤيدة أو المضادة.

من هنا جاء فيلم علي الطريق مقدما عرضا كلاسيكيا لشكل الحياة الإسلامية في البوسنة والصراع المتوقع والكامن داخل المجتمع البوسني ولكن تحت الرماد، وذلك من خلال زوجين مسلمين يعيشان في سراييفو (لونا) المضيفة الجوية و(عمر) مسئول برج المراقبة بالمطار، وهما زوجان يعيشان في سعادة وحب ومشكلتهما الوحيدة هي عدم تمكنهم من إنجاب طفل ولا توجد أسباب طبية مباشرة مما يدفع بـ عمر إلي إدمان الكحول بسبب ضغوط الحياة وعدم الإنجاب، هذا إلي جانب ذكريات الحرب ووفاة أهله خاصة أخيه فيهمل عمله مما يعرضه للفصل ويبدأ رحلة البحث عن عمل وعن علاج في آن واحد ولكن دون جدوي، ويلتقي مصادفة  بـ "بهريجا " الشاب المسلم الوهابي المنظر وهو صديق قديم لعمر من أيام حرب البوسنة ولم يتقابلا من زمن ويعرض بهريجا علي عمر أن يعمل كمدرس للكمبيوتر للأطفال في معسكر ترفيهي يقام علي بحيرة فاراواي، وترفض لونا ولكن أمام إصرار عمر توافق ويسافر عمر وهناك يشفي من إدمان الكحول ومن أزماته النفسية، ولكنه يتحول أيضا من مسلم ليبرالي متحرر إلي راديكالي إسلامي وهابي، وهنا يري عمر انه وجد نفسه أخيرا ولكن لونا يكون لها رأي آخر حيث تجد أن هناك هوة كبيرة قد نشأت بينهم أو ستاراً فاصلاً بينهما مثل ذلك الذي يفصل الرجال عن النساء في المعسكر وتبدأ تلك الهوة في الاتساع بين لونا وعمر بسبب السرعة التي يتحول بها عمر إلي الأصولية في ظل تمسك لونا بالإسلام الأوروبي العصري كما تربت عليه، وترفض أن تتحول إلي ظل رجل بلا كيان وأن تغطي وجهها وتصبح منتقبة أو كما تطلق هي عليهم من باب السخرية نساء النينجا، كما تثور وترفض بقوة فكرة حق الرجل في تعدد الزوجات وتتمسك أمام قوة الشريعة بقوة القانون ليتحول الصراع من اختلاف فكري إلي صراع بين دولة دينية وأخري مدنية 

حياة معقدة

المخرجة والمؤلفة " يسميلا زيبانيتش " الحاصلة علي الدب الذهبي في برلين 2006 عن فيلمها المتميز (جرابفيتسا) الذي تعرضت فيه للحرب البوسنية وها هي هنا في فيلم (نابوتو) أو "علي الطريق " تتعرض للصورة المعقدة للحياة الإسلامية في البوسنة بعد الحرب حيث تتناول بعرض وافي للتحركات الإسلامية الوهابية هناك وتأثيرها علي المجتمع، وذلك من خلال عرض حيادي تام يعرض الطرفين دون تحيز لأيهما ويسميلا هنا ليست مخرجة فقط بل كاتبة أيضا كعادتها في كل أعمالها السابقة منذ بداياتها وخلال أعمالها الستة السابقة، وهي هنا تقدم سيناريو كلاسيكياً يتتبع الشخصية الرئيسية لونا اغلب الوقت ودون افتعالات كأنما يرصد الحياة من خلال مذكرات شخصية، والمخرجة من مواليد سراييفو بالبوسنة عام 74 وعاصرت الحرب وأهوالها وانتقلت للحياة في أمريكا لفترة في النصف الثاني من التسعينات ولكنها عادت لتبدأ حياتها الفنية كممثلة في فيلم " مكان آخر " عام 97 ثم كتبت وأخرجت أول أعمالها " صنع في سراييفو " عام 98 الذي لقي ترحيبا نقديا ونجاحا أدي إلي أن تتوالي الأعمال التالية لتصل إلي ستة أعمال جميعها تنتمي إلي سينما المؤلف حيث قامت بالتأليف والإخراج وقد فازت حتي الآن بثمان جوائز دولية ورشحت لثلاث أخري

انتقالات شرعية

وقد جاء الإخراج كلاسيكياً جدا يعتمد علي الانتقالات الشرعية دون تلاعب أو لقطات استعراضية رغم ذلك فإن الفيلم وبنعومة شديدة يقدم بانوراما عشق لمدينة دمرتها الحرب وأعيد بناؤها، كما جاء اغلب العمل في مشاهد خارجية أجادت المخرجة اختيار زواياها والتعامل مع الكاميرا في شوارعها كما لو كانت تقدم عملا تسجيليا وليس دراميا مقدمة لنا بانوراما كاملة للبوسنة اليوم .

كما جاء التحكم الرائع في أداء الممثلين حيث جاء واقعيا دون أي شبهة افتعال وبقدرة عالية علي الأداء الواقعي، كما جاء استخدام المخرجة للتفاصيل مميزا مثل كاميرا المحمول والستارة الفاصلة بين الرجال والنساء في الماء ونقاب نادية وتوقيتات رفعه وإنزاله واختيار لون شعر نادية والفتاة المتعاطفة مع لونا بالمعسكر وتفاصيل العلاقة مع الجدة وصوت عمر أثناء النوم واختفائه بعد الارتباط بالاخوة وتحول عمر في السرير عن لونا كتعبير عن تحوله الديني، وعلي مستوي الحوار فقد جاء معبرا طوال الوقت عن الهدف الدرامي دون خطابيه رغم حساسية الموضوع ودون ادعاء للحياد او التعاطف فنري الجانب الأوروبي يلقب الإسلاميين المتدينين بالوهابيين ويلقب الإسلاميين بعضهم بعضا بالأخوة، وقد ربط الفيلم أحداثه بالحرب البوسنية من خلال ذكريات وفاة الأهل في الحرب وربط بين لونا وعمر في التساوي بين وفاة أهل كل منهم في الحرب وان كان السيناريو قد تسارع في تطور علاقة عمر بالجماعة الإسلامية مما اظهر عمر كغبي ينساق بسرعة ويؤمن بمعتقدات ويغير أفكاره بمعتقدات عاشها فيحرم الخمر ويحرم النوم مع زوجتة ويحرم ملابسها ويحرم الاحتفالات بشكلها البدعي حين يهاجم جدي لونا لوجود كحوليات في الاحتفال في حين أن لونا تحافظ علي نموذج المرأة العصرية المتحررة فهي تدخن وتسهر وتشرب ولا تلتزم بالزي الإسلامي وتكاد تجن لفكرة تعدد الزوجات كما أن تطور الأحداث يكشف عن تطور العلاقة بين الطرفين من التماسك والتوحد إلي اختلاف المنهج والطريق حتي يفترقان كل في اتجاه.

عصر الديجيتال

الفيلم مصور باستخدام الكاميرا الرد وهي أحدث أنواع كاميرات الديجيتال وتقدم مستوي صورة اقرب إلي السينما وسيطرة الحالة النهارية علي الفيلم أفادت في الحفاظ علي تلك الصورة واتاحت للمخرجة حرية اكبر للكاميرا وإضاءة أكثر واقعية.

" زرينيكا كافاتسيك " في دور لونا قدمت شخصية من دم ولحم تصدقها منذ اللحظة الأولي وهي من مواليد 79 بكرواتيا بدأت العمل بالتمثيل عام 99 وقدمت حتي الآن 16 فيلماً بين إنتاج تليفزيوني وسينمائي وجميعهم من الإنتاج المحلي إلا إنها هنا تقدم أداء علي مستوي راق يتخطي أحيانا بعض نجمات هوليوود خاصة وقد اعتمد الأداء اغلب الوقت علي الصمت كوسيلة للتعبير

 " ليون لوتسيف " في دور عمر وهو من مواليد 70 بكرواتيا وحصل علي جائزتين محليتين في التمثيل، وقد بدأ العمل بالأدوار الصغيرة عام 96 وقدم حتي الآن 35 عملا بين سينما وتليفزيون ويقدم دورا بسيطا ولكنه متماسك ودون أن يتحول إلي الخلل العقلي والانفعال الزائد الذي قد يغلب علي من يقدم تلك النوعية من الشخصيات.

 " مريانا كارنوفيش " في دور نادية وهي من مواليد 57  بدأت العمل بالتمثيل عام 80 وقدمت 67 عملا سينمائيا وتليفزيونياً خلاف نجاحها كنجمة مسرحية وهي هنا تمثل الخبرة التمثيلية في دور علي صغر مساحته إلا انه يمثل أهمية كبري لأنها النموذج المباشر المعبر عن المرأة المسلمة بالمنطق الوهابي.

في النهاية فإن أهم ما يميز الفيلم هو حياديته في عرض القضية دون التدخل فيها او طرح وجهة نظر تبدو في النهاية كتوجيه للمتفرج للتعاطف مع اتجاه ضد الآخر.

جريد القاهرة في

21/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)