حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زوم

مكتبة المُخرج أكاديمية ورشها تُخرّج المتفوّقين

محمد حجازي

نحترم كثيراً خيار المخرج علي بدرخان هذا المخضرم المتميّز، الذي يحترم فنّه ونفسه، في تحويل منزله إلى مكتبة سينمائية أنجز من خلالها مؤخراً أول فيلمين قصيرين كحصيلة لعدد من ورش العمل التي يُقيمها المخرج الكبير لتقديم مواهب جديدة إلى الفن السابع·

<المرتبة المقصّرة> لـ مروان حاتم، و<المحفظة> لـ محمد جميل، هما الفيلمان التجريبيان، بينما فيلم التخرّج سيظهر لاحقاً لأجد الطلبة، بما يعني ان هناك اكاديمية خاصة وعلى طريقة بدرخان الذي ذكّرنا هنا بما فعله روبن ويليامس في فيلم بيتروير: <مجتمع الشعراء الموتى> حين جمع تلاميذه في الجامعة وخرج بهم إلى الطبيعة تاركاً بكل بساطة مقاعد الدراسة التقليدية، إلى فضاء الطبيعة حيث بالإمكان إعطاء الطلبة المجال والمساحة الأوفر كي يستوعبوا الأمور بعفوية أكبر بعيداً عن المناخ السائد في تكثيف المعلومات للدارسين داخل الغرف المغلقة·

بدرخان يكفيه تاريخه، ونجاحاته وتجاربه مع كبار النجوم تتقدّمهم الراحلة منذ تسع سنوات سعاد حسني، وصولاً إلى العديد من الأسماء الكبيرة المتميّزة جداً، يُضاف إلى ذلك مواقف وطنية وقومية لطالما عُرِفَ بها بدرخان الذي خاض العديد من محاولات الفوز بمنصب نقيب السينمائيين، لكن أمراً ما كان يحول دون ذلك دائماً، وجاء مكانه مسعد فودة، ومع كامل الاحترام لشخص النقيب لماذا لا يقر أهل المهنة بأن الأسماء الشهيرة المعروفة التي لها باع في السوق العام وعند الناس والمثقفين، وحتى على الصعيد الرسمي بإمكانها أن تخدم أكثر، وتدعم أكثر وتحصل على ما تريده بطريقة أفضل وأسرع من النمط العادي الرتيب·

جيد ألا يستكين بدرخان بحيث ينتهي به الأمر في عُزلة مثلما هي حال العديد ممّن خدموا السينما وكان لهم فضل في تفوّقها أينما حلّت، وفي تطوّرها، ومع ذلك لم يلتفت إليهم أحد·

كنّا دائماً ندعو للاقتداء بالراحل يوسف شاهين الذي لم يبخل بتقديم كل الدعم، وفتح باب خبرته لمَنْ يثق بهم سواء يسري نصر الله، خالد يوسف، ناصر عبد الرحمن، وغيرهم لجعل خبرته في تصرّف المواهب الشابة، وها هو مخرجنا بدرخان عندما ضاقت به السبل لم يعثر إلا على هذه الناحية كي يركّز عليها ويوظف كامل ما تعلّمه في خدمة جيل اليوم، في أفضل خدمة يحصلون عليها وفي ظروف مختلفة عن ظروف الأكاديميات الرتيبة التي تُرهق تلاميذها بالنظريات بينما أجواء التطبيق متاحة·

الورش لا تتوقّف، الندوات تتكشّف، المكتبة السينمائية يزداد عدد أفلامها تباعاً، ما يُتيح الفرصة لعرض العديد منها ومناقشته، بحضور مخرجيه إذا ما كانوا معاصرين، وصولاً إلى لقاءات على مستوى رفيع، مع وفود زائرة عربية وأجنبية كلها تبحث عن رصد هذه الفكرة التي عمل عليها بدرخان، وجعل من مادة السينما مُعاشة، في متناول الجميع لا بل هو ثار على النمطية السائدة في مجال التعليم وإعداد أجيال فاعلة للمستقبل، فها أمامهم أستاذ في مجاله، ومن حوله باقة من الاختصاصيين وظّفوا ما خبروه في سبيل إفادة غيرهم، وإيصالهم إلى بر الأمان المهني·

لو أنّ كُلّ مخرج على هذا المستوى يُقدّم مثل هذا الإسهام، لكانت أجيالنا الفنية في جميع القطاعات مرتاحة إلى وضعها، إلى المادة التي تتلقّاها كي تعمل بمقتضاها لاحقاً، لكننا ندرك أنّ بعض الكبار عندهم نرجسية ولا يحبون كثيراً نقل ما يعرفونه إلى سواهم على اعتبار أنّهم تعبوا من أجله فلماذا يقدّمونه مجاناً وهو ليس كذلك·

اللواء اللبنانية في

24/08/2010

 

شريطان متناقضان في موضوعيهما على شاشاتنا الرمضانية ولا يتأثّران بتبدُّل المواعيد

تجربة ميدانية للفوز ببطل ينتصر على الخوف والوحوش في غابة·· ويخرج حياً

رجل يدمّر إبنه بطبعه ويقتل زوجته في حادث ويفشل في فرض هيبته···

محمد حجازي

لم تتأثر برمجة الصالات كثيراً بمواعيد الإفطار، وزحام الرواد عند شباك التذاكر، فالذي يريد متابعة فيلم معين يرتّب وقته بما يتناسب مع مواعيد العرض التي أخذت في الاعتبار مواقيت الشهر الكريم·

(Predators) - كأنه من افلام الاستخبارات، وهو يعرف كيف يدخل ومتى يفعّل، ثم ومتى يباشر بكشف اللثام عن جوانب ما هو مخبّأ في الشريط من خلال مهمة غريبة، حيث يجد 8 أشخاص بينهم امرأة انفسهم وسط غابة كثيفة الاشجار، وكثيرة الحيوانات المفترسة·

الثمانية بينهم امرأة واحدة تدعى ايزابيل (أليس براغا)، والباقون بطل المجموعة رويس (ادريان برودي) الذي نتعرّف عليه مع بداية الفيلم وهو يسقط مع مظلة لا تنفتح جيداً الا قبل قليل من بلوغها اليابسة، هو لا يدري من اسقطه، ولا الموقع الذي هبط فيه، ويعرف فقط ان بين يديه رشاشاً ثقيلاً قادراً من خلاله على حماية نفسه بالكامل·

ثم يتكرر ظهور العناصر الاخرى داخل الغابة: ادوين (توفر غراس) ستانس (والتون غوغنر) نيكولاي (اوليفر تاكتاروف) نولاند (لورانس فيشبورن) وهو الذي يتبيّن انه خاض التجربة قبل الجميع في الغابة وفضّل البقاء فيها حياً على مغادرتها والموت عند تخومها، وكونشيللو (داني تريجو) والثامن هو هانراو (لوي أوزاوا شانغشيان)·

يدير هؤلاء نيمرود أنتال استناداً الى نص وضعه أليكس ليتفاك، ومايكل فينش، اضافة الى دراسة خاصة لمواصفات كل ممثل امام الكاميرا وقد تولى ذلك الاخوان جيم وجون توماس·

يأخذ الثمانية وقتاً حتى يقتنعوا بأنهم جميعاً في مركب واحد، وهم مُعرّضون لكل انواع المخاطر في الغابة التي لم يعرفوا كنهها أهي آسيوية، اميركية لاتينية ام افريقية·

هنا يكمن السر فالمطلوب ان تتضافر كل طاقة المقاتل كي يتصرّف، يعرف، ويواجه بعد ذلك وهنا القوة التي تطلبها الادارة التي ارسلت عناصر يمثّلون اكثر من جنسية وسن وقوة بدنية، كي يتعرّفوا من هو الذي سيكون أقوى وأهم وأقدر على الخلاص وفي الوقت المناسب من هذا الفخ المميت·

الملاحظ فقط ان المجموعة تحمل اسلحة لا تنضب ذخيرتها ابداً، دائماً هناك جهوزية نارية كاملة، من كل العناصر، لكن هناك دائماً ايضاً من هو معرض للموت، لأنه لم يعرف بساطة كيف يدر الخطر عن نفسه·

ما من قوة مسلّحة في مواجهة الثمانية، فقط وحوش الغابة، والذي خاض سابقاً التجربة المرة نولاند، نتعرّف على نماذج اشبه بالتيوس، ثم أشكال آدمية مع اقنعة عملاقة تبيّن أن أحدها يضعه نولاند، الذي عندما كشف عن وجهه روى للفريق جانباً من مسيرته المرعبة التي خاضها على مدى ايام طويلة·

الباقون في المجموعة ازدادوا حذراً ورغبة في الخلاص، لكن الوحوش الكاسرة لم تهدأ في مواجهتهم الى ان بقي رويس وايزابيل كبطلين للمجموعة والفيلم، ولم يكن مقنعاً العديد من المشاهد التي قدّمت مثلاً ايزابيل وقد اقترب منها وحش، وعندما رآها تضع فوهة المسدس في رأسها وقف في مكانه ثم تراجع، عندها لم تقتل نفسها·

كل الهدف الفوز بمقاتل يهزم الخوف، والعزلة والقوى التي لا تهزم وهو أمر يقدّمه الفيلم بوضوح على هذه الصورة·

الشريط وزّعته فوكس القرن العشرين من انتاج العام الجاري 2010 (اليزابيت آفيلان - وجون ديفيس) صوّر في (Bast Rop) تكساس ويعرض على شاشاتنا في 107 دقائق·

Fire flies in the Garoan - أيضاً هذا الفيلم صوّر في (Austin) بتكساس من انتاج العام 2008، ولا ندري لماذا يتأخّر عرضه العالمي عامين كونه يقدّم في لبنان كعرض أول، يديره الآسيوي دينيس لي ويلعب الدورين الاولين ويليام دافو (تشارلز) وجوليا روبرتس (ليزا) زوجته ولهما إبنان مايكل (كايدون بويد) وجين (هايدن بانوتيير)·

تشارلز والد قاس على مايكل تحديداً، يتحرّش به لإهانته وإذلاله، وعندما يحاول ابداء اي ردة فعل غاضبة غير مريحة يضربه بطريقة لئيمة·

كل هذا يضاعف نسبة الحقد في قلب مايكل الفتى، الى حد انه حمل مرة عصا كرة المضرب وهدد بها والده، وعندما تقدّم منه ونزعها من بين يديه، اندفع مايكل ودفع والده حتى اوقعه ارضاً وانهال عليه بكم كبير من اللكمات والصفعات ولم ينهض عنه الا عندما تدخّلت والدته طالبة منه التوقّف·

كان يهينه ويغدر به ويجعله يحمل اكثر من سطل ماء، ثم يتركه ينزل من السيارة على بعد مسافة كي يكمل المشوار مشياً على قدميه تحت المطر الغزير، ويتركه يبكي ولا يسأل، ويظل يضغط عليه فيما التي تتحمّل وحدها فقط ليزا، الام التي تواجه تشارلز وتؤنبه وتتشاجر معه، وتحاول حماية ولديها من غضبه·

وتكن المفاجأة عندما يحاول تشارلز تفادي صدم كريستوفر حفيده ابن جين (ايميلي واتسون) فيصطدم بشجرة عملاقة عند جانب الطريق، ولأن حزام الأمان لم تكن وضعته ليزا فقد أصيبت إصابة قاتلة·

هنا يصبح مايكل يتيماً من العاطفة التي كانت تحميه من صلف والده وقسوته غير المبررة·

وهنا يتحوّل تشارلز الى شخص منبوذ من الجميع لا يتحدث اليه سوى حفيديه كريستوفر (شايبس اليسون) وشقيقته ليزلي (بروكلاين برولكس) اللذين لا يفقهان الكثير عنه، بحكم سنهما الصغيرة ومعهما والدتهما جين - التي تدرك ما عاناه شقيقها في صغره من والدها وهي تحاول ان تجعله يخفف من حقده عليه، لكنه يرفض الانصياع ويعتبر ان ما فعله به مريب، ولا يقبل، ويحصل ان تشارلز يحاول تجربة نفوذه القديم وقد بات مايكل رجلاً امامه، وهو جالس يعاني من الجفصين في رجله، لكن مايكل فعل ما يريد وإن يكن اثار حفيظة والده الذي ضرب بيده بقوة على الطاولة رافضاً الشعور بأن هيبته لم تعد موجودة·

هنا تسقط كل المعايير، والذرائع ويبدو تشارلز وحيداً في وقت حاول فيه استعادة هيمنته على العائلة من خلال إحياء ذكرى ليزا، لكن احداً لم يهتم به، وكان الخبر المفرح لجميع الحاضرين ما اعلنته كيلي (كاري آن موس) من انها حامل، وانها ومايكل متفقان على الارتباط قريباً·

الشريط جميل ومؤثر ادار تصويره دانيال مودر وصاغ الموسيقى الخاصة خافييه نافاريت، وفيما كتب المخرج نص الفيلم فإنه استعان بأشعار الشاعر المعروف روبرت فروست، وكانت جوليا روبرتس مضيئة على عادتها وتتحرك في ملعبها الدرامي الجميل، ويضاف الدور الى ما هو راسخ من علامات لـ ويليام دافو خصوصاً <بلاتون> لـ أوليفر ستون·

اللواء اللبنانية في

24/08/2010

 

حدث

<12 لبناني غاضب> على شاشاتنا بدءاً من 2 أيلول··

محمد حجازي

بين 2 و14 أيلول/ سبتمبر تعرض صالة متروبوليس - أمبير صوفيل الشريط الوثائقي الطويل <12 لبناني غاضب> (78 دقيقة) للمخرجة زينة دكاش، التي نقلت تجربتها مع علاج 45 سجيناً في سجن رومية بالدراما إلى السينما من خلال تصوير المراحل التي مرّت فيها لإنجاز الفيلم، الذي تنقّل في العديد من المهرجانات العربية والعالمية حاصداً جوائز وتنويهات ودروعاً·

الفيلم مؤثر جداً، وقد نال جائزة المهُر العربي من <مهرجان دبي للسينما 6> عام 2009، إضافة إلى جائزة الجمهور من المهرجان العالمي للفيلم الوثائقي أيام سينما الواقع، الذي أُقيم في دمشق 2010، كما عُرِضَ في الأردن (الهيئة الملكية الأردنية للافلام) تونس (اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي) والمغرب (الأسبوع الثقافي في فاس) أستراليا (مهرجان الفيلم العربي)·

وينقل الشريط إلى المشاهدين ثمار التجربة التي امتدت عدة أشهر مع مساجين في أكبر سجون لبنان (رومية) وصولاً إلى تجميع فريق مسرحي عرض العمل على مدى شهري شباط وآذار 2009 داخل إحدى قاعات السجن·

نُفّذ هذا العمل في إطار برنامج <أفكار 2> المموّل من الاتحاد الاوروبي عام 2007، وإنتاج المركز اللبناني للعلاج بالدراما - مشروع لـكثارسيس·

وكان جمهور المثقفين والشخصيات قد حضر المسرحية المؤثرة في إحدى قاعات سجن رومية، وبدا السجناء الممثلون بالغي الإقناع، وقادرين على التكيّف مع المناخ المدني الحر، بدليل عدم حدوث أي إشكال خلال العروض التي قدّموها على مدى شهرين·

وجود الفيلم إلى جانب المسرحية حالياً يُعزَّز فكرة العلاج بالدراما التي تتولاها زينة دكاش، والتي تبدو شديدة التفاؤل في التواصل مع مشروع يمضي معها بثبات إلى الأمام، خصوصاً بعدما لاحظ جميع الذين شاهدوا المسرحية كمّ الجهد الذي بذلته مع سجناء رومية، ومدى التأثر الذي أصاب الحضور وهم يتابعون ميلودراما يؤديها سجناء محكومون بجنايات لما اقترفوه في حياتهم، ومع ذلك كانت ردّة الفعل الجماهيرية على أدائهم مُبهرة، ولا ننكر أنّنا بكينا خلال العرض، وكذك حين ودّعنا السجناء وعادوا إلى زنزاناتهم في حراسة أمنية مشددة، بينما ذهب مَنْ شاهدوهم إلى بيوتهم عكس ما يحصل عادة مع النجوم الفنانين وهم يغادرون وسط صخب من التواقيع وكاميرات التصوير·

أنْ يتوافر الفيلم جماهيرياً فهذا إنجاز رائع لأنّه مادة أقرب إلى الرسالة التي يُفترض أنْ يتبلّغها كل الناس، بأن هناك في السجن مَنْ هم قادرون على فعل الحياة، في حال تم التعاطي معهم ببعض التفهّم·

اللواء اللبنانية في

24/08/2010

 

.. والسينمائيون يضعون روشتة العلاج

بقلم : نسرين السعداوي 

تعاني السينما المصرية في الآونة الأخيرة من قلة الإنتاج مما يحد من قدرتها علي التطور مما أدي إلي قصور في أبعادها وملامحها والشكل المتعارف عليه علي امتداد تاريخها الذي تجاوز القرن ومع استمرارية ضعف الإنتاج السينمائي خلقت شبه عزلة بين السينما وبنائنا الثقافي وهذا في حد ذاته يعتبر جفافًا لروافد الثقافة السينمائية المصرية ونحن هنا نطرح ونناقش مع أساتذة السينما والمنتجين والنقاد والفنيين والفنانين هذه الظاهرة لتقديم رؤاهم من خلال مناهجهم العلمية.

تضارب سياسات

في البداية يحدثنا الفنان حسين فهمي:

 انعدام التنظيم وتضارب السياسات وعدم الاستقرار سينمائيا وأيضًا أسباب اجتماعية تؤدي إلي تدخل جهاز الوزارة بتوجيه من الوزير إلي المطالبة بتنشيط العمل بقطاع السينما بغض النظر عما يحدث من مشكلات أو خسائر لأسباب خارجة عن أهداف الإنتاج ومن الممكن توقف بعض الأعمال السينمائية التي قد بدأت بالفعل وطبيعي تحدث خسائر في كلتا الحالتين ولذا انكمشت شركات الإنتاج وأصبح عددها قليل جدًا..

تأجير خدمات

> تضيف الناقدة فريدة الشوباشي إلي ذلك:

بأن القطاع العام السينمائي توقف عن الإنتاج منذ سنة 1971 وتحولت المؤسسة إلي هيئة اكتفت بتأجير الخدمات التي توفرها الأصول التي تمتلكها الاستديوهات والمعامل ومركز الصوت ودور العرض وأحيانًا توفر الضمانات لمنتجي الأفلام لدي البنوك بمقابل ومن هنا حلت علينا هذه الكارثة.

غياب الحافز

< يعلل الناقد الفني د.رفيق الصبان قلة الإنتاج السينمائي بعدم توفير الحافز علي الإجادة والابتكار والإبداع لأنهم جميعًا يخشون المخاطرة التجارية في ظل هذا النظام السائد الذي تأتي إليه القرارات من سلطات حكومية وهذا يؤدي إلي عدم الاستقلالية للمنتجين أو المخرجين لاتخاذ القرار وهذا القرار يولد نتيجة تقلبات سياسية داخلية أو خارجية أو هما معا.

فقدان المنافسة

> تري النجمة يسرا تدني المستوي السينمائي وقلة عدد الأفلام يرجع إلي احتكار بعض القطاعات للسينما وبهذا الاحتكار أدي إلي فقدان المنافسة مما ساعد علي تدهور الفيلم المصري وهبوط مستواه الفني حتي ضاق بها السوق الداخلية والجماهير أصابها الملل وأيضًا خسرنا السوق الخارجية بسبب ترهل الأداء الفني وضعف الكفاءة علي جميع المستويات.

الربح بالمشاركة

> يقول المنتج محمد العدل أحد أعضاء مجلس إدارة غرفة صناعة السينما:

- للخروج من هذه الأزمة يجب إدخال نظام الربح بالمشاركة وبالتالي سوف تقل نسبة المخاطرة المبدئية وتضافر جهود الأطراف المشاركة في صناعة السينما من منتج، ومؤلف ومخرج وفنان وتوضع الأهداف علي الطريق الصحيح لتجاوز التوقعات كالتكامل في سلسلة التقييم الفني، الدمج بين التوزيع لمواجهة القرصنة السينمائية، وتوسيع السوق العربية والعالمية.

رقابة مجتمعية

> يستطرد المخرج خالد يوسف الحديث بقوله: الرقابة المكثفة علي الأفلام السينمائية ومجلس الشعب الذي ترك قضايا المجتمع واتجه إلي الرقابة علي السينما والتفتيش بحجة المحافظة علي المجتمع وكم من أفلام أوقف عرضها ونحن في عصر الحرية والانفتاح بناء علي قرار لجنة شكلت من 12 عضوًا بمجلس الشعب والتي اتهمت وزير الثقافة بالانحلال وحالة الجدال التي دائمًا تثار حول أفلامي وأفلام هاني خليفة، إيناس الدغيدي، داود عبدالسيد، كل ذلك أدي إلي هروب المنتجين من الإنتاج السينمائي والذي كان ينتج 5 أو 6 أفلام سنويًا أصبح الآن ينتج فيلمًا واحدًا ويخشي من عدم عرضه.

فتح أسواق جديدة

> تؤكد الفنانة والمنتجة إسعاد يونس علي ضرورة فتح أسواق جديدة للفيلم العربي ومراعاة أن يفتح سوق دائمة في بلاد مختلفة والتوسع في مشروعات الفيديو المنزلية وإدخال خدمة الدفع عند المشاهدة علي النت وتعتمد علي الطلب تليفونيًا والتوسع في نظام المولات والمجمعات السينمائية والتوسع في شبكة التوزيع الرقمي للحد من القرصنة وكل ذلك سوف يشجعنا علي الإنتاج..

انقراض فني

> يعلق الفنان سعيد صالح من هذه الظاهرة بقوله:

- ارتفاع العمالة الإدارية بما لا يتناسب مع حجم النشاط السينمائي وانقراض العمالة الفنية المتخصصة أدي إلي خلل بالهيكل السينمائي وعدم توافر السيولة الكاملة لمزاولة النشاط السينمائي وتمجيدها في ودائع بالبنوك وعدم استثمارها في مشروعات سينمائية جديدة لأن القائمين علي صناعة السينما اليوم لا يتحملون مسئولية الأخطار ويخشون الخسارة المادية وهذه المشكلة تكمن في عدم وجود آلية بيروقراطية كاللجان المتخصصة التي تعمل علي دراسة جدوي سليمة لتفادي الأخطاء والأخطار المادية.

هروب النجوم

> يواصل المنتج ورئيس اتحاد النقابات الثلاث ممدوح الليثي بقوله: معظم النجوم هربوا من السينما إلي التليفزيون لأن أجر السينما الآن أقل من التليفزيون وهذه المشكلة أثرت علي التوزيع الداخلي والخارجي للفيلم لأنه يباع باسم النجم بالإضافة إلي العلاقة المفقودة بين السينما والحكومة ويجب أن تعمل الجهتين لتحسين العلاقات ويجب أن تدعم وزارة الثقافة الأفلام السينمائية وإذا كانت دولة المغرب التي يتجاوز عمرها السينمائي 20 عامًا فقط تحكمت في مصروفاتها السينمائية وركزت علي الشباب والوجوه الجديدة وفرز جيل جديد ولذا تفوقت موضوعيًا في السينما.

إغلاق دور العرض

> تستكمل النجمة رغدة الحديث بقولها: إغلاق أكثر من 30 دار عرض ومستوي دار العرض الموجودة حاليًا رديء وليس به مستوي صيانة وبه عيوب إنشائية وجوهرية وفنية بآلات العرض وركود حركة التوزيع الداخلي بسبب انكماش عدد دور العرض وكذلك التوزيع الخارجي ولذا ابتعدت شركات الإنتاج عن تمويل إنتاج أفلام سينمائية نتيجة موقفها المالي المتعثر..

تميز ثقافي

> يشير الناقد علي أبوشادي إلي رأس المال الثقافي والتميز الطبقي والمقصود هنا علامات الذوق سواء في الملبس، الموسيقي، القراءة، هو الذي يتحكم في السينما الآن بالإضافة إلي رأس المال الاقتصادي، وسينما اليوم تعكس الواقع والأحوال السائدة والقيم المتربحة في المجتمع ويقدمون ردودًا بسيطة نمطية وأسئلة معقدة بهدف إرضاء الجماهير ومن هذا المنطلق حدثت الفجوة بين منتجي وصناع السينما الذين تهمهم وتعنيهم الحضارة السينمائية في المقام الأول ولذلك فمنهم من ابتعد نهائيا عن الإنتاج ومنهم مازال ينتج فيلمًا كل سنة أو اثنين للتواجد فقط والقليل منهم يخاطب لغة العصر بكل أشكاله وبديهادته وهذا ما نراه حاليًا.

تنظيم التمويل

> يرد النجم خالد أبوالنجا بقوله: التمويل المنظم يضع عدة شروط علي شركات الإنتاج السينمائي كالتأمين والعقود الموثقة وغيرها من المعوقات بالإضافة إلي أن الدولة والبنوك التجارية والمؤسسات المالية وبعض رجال الأعمال كان لهم دور إيجابي في تمويل الأفلام السينمائية لأن السينما كان لها مجال حيوي ونشاط مادي قبل دخول النت أما الآن فلا يوجد هؤلاء الممولين وللخروج من هذه الأزمة يجب علي الدول مراعاة امتلاك استديوهات مجهزة جديدة بالبنية التحتية والأجهزة والمعدات المتطورة، ثانيًا توقيع عقود طويلة الأجل مع المواهب الفنية الشابة من ممثلين ومؤلفين ومخرجين وتوقيع عقود مع موزعين وأصحاب دور عرض سينمائي.

تضافر جهود

> ينادي د.أشرف زكي: بضرورة تضافر الأيادي معا كوزارة الثقافة والإعلام والمالية والتجارة لإنتاج سينمائي ضخم لأن مصر رائدة في هذا الفن في الوطن العربي كله كما ننبه إلي أن حاضر السينما المصرية الآن في يد كيانات غير مصرية ولذا يجب وجود دعم من التشريعات وجلسات من كل القطاعات التي تهمها صناعة السينما وعلي رأسهم توصيات من مجلس الشعب لوضع تعديلات تشريعية فورية لأن هذه الأزمة تخص الأمن القومي المصري قبل السينما.

سوء إدارة

> تشهد النجمة منة شلبي بسوء الإدارة والنظام الاقتصادي هما جوهر القصور السينمائي والذين يجب تغييرهما حتي نستطيع النهوض بالسينما، وثانيًا لابد من فتح آفاقًا جديدة للسينمائيين المصريين واحتضان المواهب الجديدة لإعادة سينما حقيقية بدلاً من السينما التقليدية المضللة ولهذه الأسباب سوف أتجه للإنتاج السينمائي في الفترة القادمة ويساعدني الفنان خالد أبوالنجا لأن له خبرة سابقة في مجال الإنتاج من خلال فيلم «هليوبوليس» والهدف من اتجاهي للإنتاج ضخ السينما المصرية بدم جديد.

قلب النشاط

> يصف المخرج هاشم النحاس- عملية الإنتاج السينمائي بأنها قلب النشاط للمؤسسة السينمائية وطبيعة النظام به قصور مما كان له أثر سيئ علي السينما ونتج عنه علاقة غير صحية بين القطاع العام والحكومة كزيادة تكاليف الأفلام دون مبرر نتيجة المصاريف الإدارية الجديدة التي نتجت عن التأميم كمصاريف إضافية مفروضة لا علاقة لها بتكلفة الفيلم الفعلية بالإضافة إلي التغيرات السياسية والاجتماعية التي تجتازها مصر من حين لآخر كل ذلك أدي إلي قلة الإنتاج وفرض إنتاج أفلام من نوع معين يتفق مع هذه التغيرات ويمكن تسويقها فبالتالي حدث ركود داخلي وخارجي علي كل المستويات.

تعددية الجمهور

> تبرهن النجمة إلهام شاهين علي نجاح السينما وزيادة إنتاجها في الماضي لاعتمادها علي مراعاة تعددية الجماهير ما بين الريف والحضر والمدينة وكانت تتميز بالتواصل مع الجماهير بكل أنواعها حتي الجمهور الأمي مع زيادة دور العرض التي كان عددها وقتذاك حوالي 360 دار عرض ثم تضاءل هذا العدد حتي وصل لسنة 2001 إلي 195 وهذه معلوماتي ولم أعلم الآن ما عددها؟

ولا ننسي أن دور العرض مختصرة فقط علي مصر الكبري والقاهرة والإسكندرية وبعض المدن الحضرية ولا يوجد حتي الآن أي دور عرض في قري الريف المصري وهذا بدوره أدي إلي خلل في الهرم الاجتماعي المصري وانعكس علي السينما.

لوائح وقوانين

> يعاني رئيس المركز القومي للسينما د.خالد عبدالجليل من وجود قائمة من اللوائح والقوانين ويقول: نحن غرف متفرقة وكل وزارة تعمل وحدها رغم أن هذا الإيراد يدخل مصر، فوزارة المالية تطلب جزءًا مقدمًا، وعندما نقوم بتصوير في مكان ما لابد من الحصول علي تصريح تتراوح مدته ما بين 4و6 شهور وقوانين عديدة تشن كمعوقات ضد السينما والمفروض غربلة هذه القوانين لصالح السينما حتي تنتعش من جديد.

صفوة اقتصادية

> تقارن المخرجة إيناس الدغيدي بين منتجي سينما الماضي واليوم بقولها كان منتجو السينما المصرية من الصفوة الاقتصادية، والثقافية والسياسية أمثال يوسف وهبي، بهيجة حافظ، توجو مزراحي ثم رمسيس نجيب ومحمد بيومي، عزيزة أمير وهؤلاء جميعًا كان يهمهم ويعنيهم المستوي الثقافي والحضاري والفني كرسالة إنسانية سينمائية للجماهير في المقام الأول بغض النظر إلي المكسب المادي الذي كان يأتي في المرتبة الأخيرة وجاءت بعد ذلك شركات إنتاج في عصر الانفتاح توازن بين المستوي الأدبي والفني والمكسب المادي ثم تدهور الحال رويدًا رويدًا حتي أصبح كل من يمتلك المال يستطيع الإنتاج السينمائي بهدف الربح دون النظر إلي المستوي الفني السينمائي حتي وصلنا لهذه الحالة ولكي نعبر هذه الأزمة لابد من ردعة وصحوة فعلية من الدولة لإنقاذ السينما التي هي منبع أساسي للدخل القومي المصري والسينما هي مقياس حضارتنا المصرية.

دعم مادي

> يطلب المنتج أحمد السبكي من الدولة أن تدعم السينما كما تدعم التليفزيون ويقول نحن نطلب تدعيم الأفلام التي لها جوائز دولية فقط لتحسين الصورة السينمائية أمام العالم ونحن كمنتجين أصبحنا نخسر ولم نكسب كما كنا في الماضي لأن القنوات الخليجية كانت تلهث وراء شراء الفيلم المصري ولكن بعد ظهور النت توقفت هذه الشركات عن الشراء ونكتفي الآن بإنتاج فيلم أو اثنين من أجل التواجد السينمائي فقط.

> تختتم الكاتبة فتحية العسال الحديث بقولها:

- هذه الظاهرة طبيعية وتلائم العصر الذي نحياه والمسألة في حقيقتها نقص شديد في كتاب السيناريو وضرورة تدخل نقابة الممثلين وكل الأطراف المعنية بصناعة السينما تحتاج إلي جلسات مكثفة للخروج بحلول لاستعادة السينما ويكون الحل واضحًا وسريعًا.

جريدة القاهرة في

24/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)