حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«الـكـبـار» أشباح تحاول تقليد سينما عظيمة

محمود عبدالشكور

عند جيلى من عشاق السينما الذين بدأوا متابعة الأفلام بانتظام منذ نهاية السبعينيات والثمانينيات، أصبح «بشير الديك» كاتب السيناريو الكبير أحد أعمدة تيار الواقعية الجديدة الذى قدم سينما مختلفة تماماً تقترب من الواقع وتنقد التغيرات التى حدثت فى الشخصية المصرية بسبب سياسة الانفتاح، ومن هذه النوعية قدم «الديك» أفلاماً لا تنسى لعل أبرزها «سواق الأوتوبيس» للمخرج الراحل «عاطف الطيب»، وقد شارك «الديك» فى كتابه قصة هذا الفيلم العلامة مع المخرج «محمد خان»، وانفرد بكتابة السيناريو والحوار.

انطلق الكاتب الموهوب أيضاً إلى صناعة أفلام «نادية الجندى» التجارية التى كان يتم تفصيلها على مقاسها لتقوم بكل شىء: ترقص وتغنى وتمثل وتصفع الرجال وتقهر الموساد والملك فاروق معاً، ومع غروب شمس السينما اتجه «بشير الديك» إلى التليفزيون ليقدم المسلسلات، ولكنه قرر العودة بعد غياب سنوات من خلال فيلم «الكبار» الذى أخرجه فى أول أعماله «محمد العدل». العمل يشكل صدفة على كل المستويات، فلا هذا «الديك» الكاتب المحترف الذى كان يصنع سيناريو متماسكاً بأحداثه وأبطاله وفكرته، ولا هؤلاء هم الممثلون الذين قدموا أدواراً جيدة فى أفلام سابقة من «عمرو سعد» إلى «محمود عبد المغنى» ومن «خالد صالح» إلى «زينة» التى شاهدنا لها دور عمرها فى الموسم الصيفى من خلال فيلم «بنتين من مصر».

الحقيقة أن مشكلة فيلم «الكبار» مزدوجة، سيناريو ضعيف ملئ بالثغرات والفبركات، ومخرج مُبتدئ لا يعرف كيف يدير ممثليه، ولا يستطيع أن يقدم إيقاعاً متماسكاً ولا صياغة بالصورة والضوء للمشاهد المكتوبة، والنتيجة: أشباح تتحرك فوق الشاشة تتحدث عن الظلم والعدالة والفساد والكبار، ومشاهد تحاول محاكاة وتقليد أصداء من أفلام مهمة اشترك فى صنعها «بشير الديك» خاصة فى تجاربه مع الراحل «عاطف الطيب» فى «ضربة معلم» «1987» و«ضد الحكومة» «1992».

نقطة الضعف التى أفسدت الفيلم كله الطريقة الغريبة التى رسمت بها شخصية بطلنا وكيل النيابة «كمال الطوخى» «عمرو سعد» الذى ينهار تماماً لمجرد أنه ساهم فى إدانة شاب قتل فتاة مما أدى إلى إعدامه رغم اكتشافه براءته بعد ذلك، وبسبب ذلك يترك «كمال» عمله ويحاول أن يصبح محامياً ولكنه يخسر أول قضية بسبب ضغوط الكبار على رجل صدمت ابنه سيارة أحد الأغنياء، ومرة ثانية ينهار كمال ويدمن ارتياد الحانات مثل أبطال الأبيض والإسود، ويقبل أن يقدم رشوة لأحد القضاة لكى يحكم ببراءة اثنين من تجار المخدرات، وفى الوقت الذى يحاول فيه التقرب من «هبة» «زينة» شقيقة الشاب الذى أعدم، يعمل أيضاً فى مؤسسة واسعة للفساد يديرها «الحاج» «خالد الصاوى»، ويتعرض للوم صديقه الضابط «على» «محمود عبد المغنى»، ومن خلال مواقف مفبركة لا تستطيع أن تفهم تصرفات «كمال» ولا انهياراته ولا حتى النهاية العجيبة بقتله لـ «الحاج».

كل شىء مفتعل وساذج، والممثلون جميعاً يتنافسون فى سوء الأداء، والنتيجة صفر كبير، ونوايا لم تتحقق فى تقديم فيلم يعيد «بريق» وصياح «الديك» لنكتشف أنها سينما أونطة وشديدة السذاجة!

مجلة أكتوبر المصرية في

08/08/2010

 

الأفلام الآسيوية.. سينما حقيقية من لحم ودم

ريهام بسيوني

رغم التقدم الشديد الذى حققته سينما دول جنوب وشرق آسيا، والجوائز العالمية التى تحصدها سنوياً الأفلام اليابانية والصينية والتايلاندية والكورية من أهم مهرجانات العالم، وحصول كثير منها على السعفة الذهبية من مهرجان «كان» الشهير، فإننا لا نعرف عنها إلا القليل، ولا نهتم سوى بأفلام العم سام، والأفلام التجارية الهندية.. وفى السطور القادمة نقدم معلومات سريعة عن هذه السينما شديدة العمق والخصوصية..

اليابان من أوائل الدول التى عرفت السينما فى العالم منذ أكثر من مائة عام، وفى هذا الوقت كان معظم العاملين بالسينما فى اليابان لا يمتلكون أدواتهم الفنية بشكل جيد، لكن كانت لديهم إرادة حديدية، ورغبة قوية للتعلم، ومن هؤلاء المخرج الرائد كينجى ميزوجوشى» الذى قدّم أول أعماله عام 1933، والمخرج «تيفو سوكى كيتو ساجا» الذى قام بإخراج أول فيلم يابانى كانت له أهمية فى تاريخ السينما اليابانية عام 1926، وهو فيلم «الصفحة المجنونة» والمخرج «هيروش إيناجاكى» الذى حصل على الجائزة الكبرى فى مهرجان فينيسيا الدولى عام 1958 عن «حياة ماتسو المتمرد».

ومثلت مرحلة الستينيات مرحلة تطور فى السينما اليابانية حيث جاءت أفلام ما بعد الحرب فى اليابان كوسيلة احتجاج على المجتمع، وظهر جيل جديد متمرد على الأوضاع الاجتماعية والسياسية. وفى فترة السبعينيات انتعشت السينما اليابانية مع الازدهار العلمى والاقتصادى للبلاد، وازدادت شعبية الأفلام الكوميدية مثل «السيد كورا» ومع دخول اليابان فترة التسعينيات والألفية الثالثة استعان المنتجون بممثلين أجانب، وتم تصوير العديد من الأفلام خارج اليابان، واختار بعض المخرجين الأجانب اليابان لتصوير أفلامهم، نظراً للتقدم الهائل والطبيعة التى تتمتع بها اليابان، وبهذا وصلت السينما اليابانية إلى جمهور عالمى خارج حدود القارة الآسيوية.

ومن أبرز المخرجين اليابانيين المخرج «كيروساوا» الحاصل على الجائزة الكبرى من مهرجان فينيسيا عام 1951 ثم جائزة الأوسكار فى نفس العام عن فيلم «راشومون»، وهو الفيلم الذى فتح السوق الغربية للأفلام اليابانية، وفاز أيضا بجائزة الدب الفضى فى مهرجان برلين عام 1952 عن فيلم «حياة»، وكذلك المخرج «شوهى إيمامورا» الذى حصل على السعفة الذهبية من مهرجان كان مرتين. ومن أبرز الممثلين «كيتانو تاكاشى» أهم رموز السينما اليابانية، وهو ليس مجرد ممثل فهو مخرج وكاتب ومونتير ومنتج.

أما السينما الصينية فكانت البداية الحقيقية لها عام 1905، مع إنتاج أول فيلم تسجيلى فى بكين، وأول فيلم روائى عام 1913 فى «شنجهاى» وفى أواخر العشرينات من القرن الماضى أصبحت شنجهاى مركزاً مهماً لإنتاج الأفلام الصينية، حيث ظهرت فيها أكثر من 20 شركة أنتجت عشرات الأفلام الروائية الصامتة منها: البوليسى، والرومانسى، والاجتماعى، وفى عام 1931 أنتجت الصين أول فيلم ناطق بعنوان «مطربة الفراولة الحمراء».

وفى عام 1932 أسس الحزب الشيوعى الصينى فرقة صينية سينمائية لنشر مبادئ الحزب، وأنتج عدة أفلام منها «ثلاثة نساء معاصرات»، و«المرأة السحرية». ولعبت هذه الأفلام دوراً إيجابياً فى توعية الشعب ضد الغزو اليابانى. ومع تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 عرفت السينما الصينية طريقها إلى العالمية، حيث تطورت السينما شكلاً وأسلوباً، وأدى ذلك إلى خروج الأفلام الصينية خارج حدود البلاد حيث حصدت الجوائز فى المهرجانات الدولية، وحصل فيلم «الذرة الحمراء» على جائزة الدب الذهبى من مهرجان برلين السينمائى عام 1988، وفيلم «المصابيح الحمراء» على جائزة الأسد الذهبى من مهرجان فينيسيا الدولى، ورشح لجائزة أفضل فيلم فى مهرجان «كان» عام 1991.

وما بين عامى 1949 و1995 حصلت الصين على أكثر من 600 جائزة من مختلف المهرجانات العالمية. وفى عام 1999 مولت شركة كولومبيا الأمريكية فيلم «الامبراطور القاتل» للمخرج «تشين كايج»، ويعد هذا الفيلم من أكبر وأضخم الأفلام تمويلاً فى تاريخ السينما الأمريكية والصينية، حيث تعدت ميزانيته 200 مليون دولار، وحصد الفيلم العديد من الجوائز العالمية، ومن بينها جائزة الأسد الذهبى من مهرجان فينيسيا. ومن أفضل الأفلام فى تاريخ السينما الصينية منذ نشأتها حتى الآن أفلام «ألوان عمياء» إنتاج عام 2001، «شوربة الحب كثيرة التوابل» عام 1998، و«عالم جديد جميل» إنتاج عام 1999، وفيلم «2046» إنتاج عام 2006.

مجلة أكتوبر المصرية في

08/08/2010

 

بعد فيروز ولبلبة اين أفلام الطفل المعجزة؟

هند وسام

الفيلم الهندى «المليونير المتشرد» حصد عدة جوائز أوسكار وحقق أعلى الإيرادات فى دور السينما فى العالم كله رغم أن بطله طفل، وزمان كانت أفلام الطفلة المعجزة «فيروز» التى اكتشفها العبقرى الراحل أنور وجدى تنافس أفلام النجوم الكبار على قمة إيرادات شباك التذاكر، ورغم محاولات بعض النجوم الجدد وخاصة أحمد حلمى ومحمد هنيدى الاستعانة بمواهب صغيرة فى أفلامهم، ورغم أننا نقيم مهرجاناً سنوياً لسينما الطفل، فإننا لم نعد ننتج أفلاماً أبطالها من الأطفال رغم ظهور مشكلات كثيرة تحتاج إلى المعالجة على الشاشة الفضية مثل ختان الإناث، وأطفال الشوارع.. فأين السينما المصرية من أفلام الأطفال.. هذا ما نحاول الإجابة عنه من خلال هذا التحقيق..

(هو احنا عندنا سينما كبار علشان يكون عندنا سينما أطفال!).

هكذا تساءلت الفنانة (لبنى عبد العزيز) مشيرة إلى أننا نمر بفترة نعانى فيها من فقر فى الإنتاج السينمائى، وأصبحنا ننتج أفلام الشتائم والرقص والنكت بشكل لا يعبر عن مجتمعنا، ونسينا أن الفن كما هو تجارة فهو أيضاً قيمة.. إلا أننا أهملنا القيمة، وجعلنا التجارة هى الهدف الوحيد من السينما، وذلك بسبب النظرة الاستهتارية فى الإنتاج أو (لأنهم مش عارفين دورهم إيه).

وأضافت: النظرة التجارية المادية البحتة لن تدفع المنتجين إلى المجازفة بإنتاج فيلم سينمائى للأطفال غير مضمون الربح ولا يحقق الإيرادات العالية.. إننا نحتاج إلى جيل يفهم السينما كفن سابع له أهداف وطنية، واجتماعية، وثقافية، وشعبية مهمة.. ليكونوا خلفاً لصناع السينما العظماء الذين كتبوا تاريخ الفن، بدلاً من تقليدنا واقتباسنا لقصص الأفلام الأجنبية التى تفشل أصلاً فى الخارج.. رغم أننا نتمتع بحقول غنية فى مجال الأدب.. مما يدل على فساد الأذواق وإن (ماحدش فاهم حاجة).

المخرج الكبير (على بدرخان) أبدى أسفه على النظرة المتخلفة التى ننظر بها للطفل فى مجتمعاتنا الشرقية على أنه كائن محدود العقل والتفكير، وبالتالى فإننا لا نهتم بالإنتاج له، وإن أنتجنا فلا ننتج إلا برامج (دمها تقيل، وبايخة، ومستفزة، وخالية من الإبداع).. لا يحب الأطفال مشاهدتها إلا إذا أجبرناهم على الجلوس أمامها.. فالطفل ينجذب إلى العمل الفنى الجميل، لذلك فإنه يشاهد أعمال الكبار أكثر مما يشاهد أعمال الصغار التى تفشل فى تشويقه..

وأشار إلى أن مسئولية صناع الفن تجاه الطفل هى تقديم أعمال تحمل موضوعات ذات معنى وقيمة، وتحتوى على قدر كبير من الحركة والإثارة والإبهار، وهى الأدوات التى تعتمد عليها السينما أصلاً..

فعمل مثل (توم وجيرى) والذى يشاهده الكبار قبل الصغار لأنه فن عبقرى ومتميز، ومصنوع بإتقان، يتم فيه تقديم الأفكار الكبيرة والمعقدة بشكل مبسط يفهمه الطفل كفكرة الحياة والموت مثلاً..

ونحن فى المقابل نشترى أفلام (الأنيميشن) وندبلجها ونعرضها على شاشات التليفزيون العربية فى حالة غياب كامل للوعى والمسئولية، حيث إن تلك الأفلام يمنع عرضها فى أوروبا خوفاً على الأجيال.

وأكد على ضرورة وجود علماء نفس، وثقافة، وفن يراقبون أعمال الدراما المعروضة على التليفزيون بغض النظر عن كونها للكبار أو للصغار الذين يشاهدون كل شىء.. كما يجب أن نراعى كيفية طرح قضايا الطفل، وندقق فى شكل ظهوره على الشاشة حيث إننا نستغل الأطفال فى الدراما دون توظيف حقيقى ونظهره إما كومبارس نستعطف به المشاهد، أو نستخدمه كوسيلة للإضحاك.

أما الناقد الفنى (محمود قاسم) فقد وصف السينما المصرية بأنها (زى الست العاقر) التى تحتفل بأطفال غيرها.

وقال: (مافيش داعى نعمل مهرجانات إلا لما تبقى عندنا سينما حقيقية) لأننا لا نملك آليات صناعة سينما الطفل، وفنون الطفل فى مصر مقصورة على الإنتاج التليفزيونى.. مشيراً إلى أن التجارب السينمائية للأطفال كانت كلها تجارب صغيرة ولم تنجح، لأن هذا النوع من الأفلام (مالوش جمهور فى مصر).. فمثلاً فيلم (صديقى الوفى) لفاروق الفيشاوى، ولبلبة، والذى يحكى قصة كلب يكتشف عصابة ويوقعها لم يلاق أى قبول جماهيرى، وفيلم (دهب) لفيروز لم يكن فيلماً للصغار، بالإضافة إلى أن قصته منقولة عن الفيلم الأجنبى (The kid)، وفيلم (سيب وأنا أسيب) نقلوه عن الفيلم الأجنبى (home alone) وفشل بقوة.

مشيراً إلى أن البيزنس هو السبب فى تراجع تلك الأفلام، لأن السينما عمل تجارى (ولو المنتج شايف ان الفيلم مش هيجيب فلوس مش هيعمله)..

وأضاف: رغم أن أفلام الأطفال فى هوليوود لها أهداف تجارية فإنها تحقق نجاحاً عالمياً، (لأنها بتتعمل صح)، وهم لديهم جمهور يحب هذه النوعية من الأفلام (ولأن شغل الأطفال دايماً له قيمة).

أما عندنا فلم يكتب أحدهم سيناريو صالحاً، لأن لا أحد يهتم بهذا الجمال، ولا أحد يشاهده، رغم امتلاكنا لأدوات النجاح فلدينا الكتاب البارعون، والأطفال الموهوبون.

كما أشاد (قاسم) بالفنان (أحمد حلمى) الذى يحرص على تواجد الأطفال فى معظم أعماله والتى تلاقى قبولاً جماهيرياً كبيراً، لأنه علامة لبارقة أمل فى أن ننجح لو فكرنا فقط فى أن نجتهد ونهتم.

مجلة أكتوبر المصرية في

08/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)