حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج الأفغانى «صديق برماك»:

الولايات المتحدة لم تحقق شيئاً فى أفغانستان.. وأخشى عودة «طالبان» لخنق الحريات مجدداً

ريهام جودة

أبدى المخرج الأفغانى «صديق برماك» تخوفه من سيطرة طالبان مرة أخرى على الأمور فى بلاده، رغم إسقاط الولايات المتحدة للنظام المتشدد، وقال «برماك» فى تصريحات لمجلة «Cinemagazine» الأمريكية إنه يخشى من تهديد طالبان للحريات فى المجتمع الأفغانى مجددا، خاصة أن الولايات المتحدة لا تزال غير قادرة بقواتها الأمنية على السيطرة على جنوب البلاد، وإن لم ت ستطع ذلك بحلول نهاية العام، فإن الأوضاع ستزداد سوءا، وستصبح مواجهة طالبان أمراً صعباً.

وذكر «برماك» الذى اضطر للإقامة فى باكستان خلال حكم طالبان (فى الفترة من ١٩٩٦ وحتى ٢٠٠٠) أن هذا النظام أضاع حلم السينمائيين تماماً، حيث قضى على الأرشيف السينمائى ونيجاتيف الأفلام، كما دمر دور العرض،

وأضاف: «بالنسبة لى كمخرج أصبح من الصعب التوجه إلى بلادى وتصوير عمل بها، أو حتى التجهيز لفيلمى الجديد، وقد أصابنى التشاؤم بشكل كبير حين عدت إلى بلادى عام ٢٠٠٣، وكنت أجهز لفيلم «أسامة»، أول فيلم عن سقوط طالبان، ولم تتغير تلك النظرة حين زرت بلادى مجددا لأصور فيلمى الثانى «حرب الأفيون».

وفى حين يتناول فيلم «أسامة» قصة امرأة أفغانية تضطر للإدعاء أن ابنتها ذكر وتلبسها ملابس صبى، كى تستطيع الخروج من المنزل والعمل لمساعدتها فى الحصول على لقمة العيش فى ظل حكم طالبان، ينتمى فيلم «حرب الأفيون» إلى نوعية الكوميديا السوداء، حيث يتناول علاقة صداقة تنشأ بين جنديين أمريكيين أصيبا فى حادث تحطم طائرة هليكوبتر وبين عائلة أفغانية لديها مزرعة ضئيلة لمخدر الأفيون، بعد محاولة إطلاق الجنديين الرصاص على المنزل، إلا أن العائلة تكتسب صداقتها وثقتهما وتستخدم الأفيون لتسكين آلام الجنديين، وتتطور الأحداث، حيث يضطر صاحب المزرعة إلى بيع ابنته لتعويض خسائره فى الأفيون لقلة المحصول بعد وصول فريق من الأمم المتحدة إلى أرضه وإعلانهم عن إنشاء مركز صغير عليها للاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية.

وحول الأوضاع المتردية التى وصلت إليها بلاده قال «برماك»: لا أعتقد أن الولايات المتحدة أو بريطانيا والأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبى قادرة على تحقيق الديمقراطية أو الحرية فى أفغانستان أو منحنا أيا منهما، رغم إسقاطها حكم طالبان منذ تسعة أعوام، فلا تزال الفوضى هى سيدة الموقف فى البلاد،

كما انتشر الأفيون فى البلاد بشكل رهيب منذ سقوط طالبان، وفيلمى يتناول تلك الفوضى التى أعقبت سقوط طالبان، حيث لم يختلف الأمر كثيراً، بل شبح عودتهم للسيطرة على مجريات الأمور وخنق الحريات يقوى، طالما أنهم يتحصنون بالجبال فى الجنوب، وكأنه لم يحدث شىء ولا جديد سوى المزيد من كبت المواطنين، وحصارهم بين طائرات الهليكوبتر وأصوات القصف، بل وتزوير الانتخابات الذى أشرفت عليه الولايات المتحدة بنفسها التى تغنت بالديمقراطية .

ورغم تلك النظرة المتشائمة فإن «برماك» عبر عن سعادته باستطاعة السينمائيين الأفغان، وتحديدا الشباب منهم الوقوف خلف كاميراتهم مرة أخرى.

تكلف الفيلم ٧٠٠ ألف دولار، وصور قبل أول انتخابات رئاسية تجريها الولايات المتحدة فى أفغانستان.

ولايزال الوضع فى أفغانستان بالنسبة للسينما متدهوراً، رغم محاولات الولايات المتحدة الادعاء بنشر التقدم فى البلاد، حيث لا تملك العاصمة كابول سوى تسع من دور العرض، إلى جانب عدد قليل خارجها، تسيطر عليها الأفلام الهندية، رغم إنتاج ما بين ٢٥ و٣٥ فيلما محليا سنويا، حيث يحجم المواطنون عن التوجه لدور العرض خشية تعرضها للهجمات، مفضلين مشاهدة الأفلام عبر الـDVD.

وحول مشروعه الجديد قال «برماك»: أجهز لفيلم يتناول قصة حب فى ظل انهيار طالبان، وسأقدم الفيلم مهما كانت الظروف، سواء صورته داخل أو خارج البلاد، فى حال لم تكن الظروف آمنة ومناسبة فى أفغانستان، لأننى مخرج وصناعة الأفلام عملى ومهمتى.

المصري اليوم في

03/08/2010

 

أجمل النساء في العالم أنجيلينا جولي «كليوباترا ملكة مصر» في فيلم جديد

كتب عبد النور خليل

كيف استطاعت أنجيلينا جولي أن تستبدل تلك البداية المضطربة في حياتها بسقوطها في كثير من الخطايا، بتلك الرحمة المثمرة للمشردين من أطفال العالم وتلك الأمومة المتدفقة، وتصبح أكثر نجمات هوليوود أجرا - 15 مليون دولار عن الفيلم - كيف تأتي لأنجيلينا جولي أن تفعل هذا؟

مثل مونرو وجاربو وليز، أصبح اسم أنجيلينا مفردا يكفي للدلالة علي أنها الألمع والأكثر إثارة بين نجوم هذا العصر.. لكن بطريقة أكثر إثارة مما فعلت مارلين مونرو وجريتا جاربو وإليزابيث تايلور، لقد حققت لنفسها مدخلا ثقافيا مذهلا أكثر من جمال شفتيها المتميزتين، مما جعل الكاتبة الشهيرة ناعومي وولف تؤمن أن لأنجيلينا موقعها الخاص في نفوس النساء لأنها خلقت لنفسها حياة يحكمها التدين للمرة الأولي في الثقافة المعاصرة، ففي البدايات كانت تهوي الحديث عن الدم وأربطة الجراحات، والآن تفاجئنا بصور مخيمات اللاجئين، وهي تضم إلي صدرها الجميل الأطفال العرايا الجائعين، وتتحول من خاطئة تحطم البيوت وتعيش علي أشلاء قتلاها من الرجال والنساء أيضا، كقاتلة محترفة، أو مصاصة دماء، أو مدمنة تدمر نفسها.

إن النجمة ذات الخمسة والثلاثين ربيعا، قد تحولت لتصبح أجمل أمهات العالم وأخلص الزوجات، وأعظم النسوة تضحية وعطاء.

هذا التحول الذي عرفه العالم مع الأميرة ديانا فقط، وهي تتحول من فتاة خجول إلي مقاتلة قوية الشكيمة ضد «الإيدز» ومناصرة عمال المناجم، مثل ديانا، أنجيلينا التي تحب أن تنادي «أنجي» كوفئت بتلك المحبة الشعبية، وفي ترجمة جريئة لحياتها تنشر بعد أسابيع في أمريكا للكاتب أندرو مارتون، لن تسلم أنجيلينا من أن تحكي بعض الفضائح والممارسات الجنسية الخاطئة.. وكما يقول الناشر لهذه السيرة: «إن الإجابات التي يعطيها أندرو مارتون علي طفولتها وحياتها الفنية مذهلة.. وكامرأة تصارع نوازع الخطيئة في داخلها، ولم يعرفها أحد من قبل».

كليوباترا.. ملكة مصر

لماذا الحديث بإفاضة عن الجميلة أنجيلينا الآن؟! لأنها قبلت أخيرا أن تمثل فيلما بعنوان «كليوباترا.. ملكة مصر» وعندما قيل لها هل يمكن أن تتفوق علي ما قدمته إليزابيث تايلور في الدور نفسه عندما قدمت فيلم «داريل زانوك» «كليوباترا» ضحكت أنجيلينا قائلة: «لا يمكن لأحد أن يجاري إليزابيث تايلور فيما قدمته، لأنها بكل بساطة إليزابيث تايلور».

وقد يكون السبب الأقرب إلي الحديث الآن عن أنجيلينا جولي هو عرض آخر أفلامها في دور العرض في القاهرة وهو فيلم «سولت» الذي يكتسب أهمية خاصة بعد كشف شبكة التجسس الروسية النائمة داخل أمريكا، والتبادل العلني للجواسيس بين أمريكا وروسيا في الأسابيع الأخيرة علي رءوس الأشهاد، تلعب أنجيلينا في فيلم «سولت» دور عميلة المخابرات المركزية الأمريكية إيفلين سولت، ولم يكن الدور في البداية دورها، بل كان في الأصل مكتوبا ليمثله نجم هوليوود المدلل توم كروز علي أن يحمل اسم «إدوين سولت»، لكن توم كروز تلكأ في قبول الدور، لأنه في رأيه أشبه بما قدمه من قبل في سلسلة أفلامه «مهمة مستحيلة»، ولكي تلعب أنجيلينا الدور كان لابد من تغييرات رئيسية في السيناريو المعد للفيلم لكي تلائم إيفلين سولت، فضلا عن أجرها الذي لم تصله قبلها ممثلة أخري في هوليوود وهو 15 مليون دولار عن الفيلم.

إن شخصية «سولت» تنبعث في شخصية جولي التي تطلق تساؤلا: «من هي سولت»؟! في السيناريو المعدل من «مهمة مستحيلة» وأفلام «البورنو».. إن سولت تستمر في الأحداث في أجواء مختلفة خاصة بعد أن اتهمتها بعض المصادر بأنها واحدة من جواسيس روسيا «النائمات» التي تخطط لاغتيال رئيس الولايات المتحدة.. إنها شخصية لا يمكن أن يعرفها الناس حتي لو أنهم اعتقدوا أنهم يعرفونها، وكما يقول المنتج لورنزو دي بونافينتورا إنه يحلم أن تصبح «سولت» شخصية سينمائية يمكن أن تحتمل أكثر من أجزاء متواصلة.

من هي أنجيلينا الحقيقية؟

بصرف النظر عن شخصية «سولت» ومغامراتها كعميلة وجاسوسة.. تبقي أمامنا الحقيقة في أن أنجيلينا جولي هي أجمل امرأة في العالم.. لكنها دائما كانت تعاني إحساساً بعدم الراحة، وبعدم الرضا عن مظهرها، وكصبية كانت تعاير بهذا المظهر وبتلك الغلظة في شفتيها، ونحولها، وارتدائها للنظارات.. إن أكثر ما يعجبنا في مظهرها - شفتاها - هي أكثر ما تكرهه من نفسها.. وفي المدرسة العليا في بيفرلي هيلز كانت أبدا تعاني من أنها مكروهة، في الوقت الذي كان الجميع يعرفون والدها الممثل الناجح جون فويت الذي انفصلت أمها عنه وهي في الشهر السادس من حياتها، وعاشت هي وأمها وشقيقها الذي يكبرها في مستوي منحدر من الشقق الرخيصة علي أطراف بيفرلي هيلز، وكمراهقة دفعها من يحيطون بها إلي أن تصبح يائسة ومستفزة، كانت تضرب أصدقاءها، وكانت لها عاداتها السيئة في التغذية.. وكثيرا ما كانت تصيب جسدها بجروح من السكاكين وتقول: إن الشعور بالألم وأنا أجرح نفسي بسكين، كان يعطيني الإحساس بالحياة وبالتنفيس عن النفس.

إن جولي لم تر والدها كثيرا وهي تكبر، ولم تشعر يوما بحبه لها، وكمراهقة أدركت أن حياة نجم السينما يمكن أن تكون فارغة، وقالت مؤخرا: «إنني لم أعرف الكثير عن حياة والدي، الذي قد يتناول العشاء مع الأسرة، لكنه يذهب إلي بيته لكي ينفرد بنفسه، ويدفعني هذا للتفكير.. حسنا هكذا سوف يكون الحال بي.. قد أرتبط بأي ممثل معي في الفيلم، لكن في نهاية اليوم سوف أنفرد بنفسي».

وفي سن المراهقة حدث ما يثير القلق جدا في نفسها، عندما وجدت أنها تلقت في أحد أعياد الميلاد 30 بطاقة تهنئة من زملاء في العمل ولم تتلق واحدة من أي صديق.. ولقد هجرت البيت وهي في سن السادسة عشرة لتبدأ العمل كموديل وكممثلة باحثة عن مكان لها.. تقول: «لقد بدأت هذا العمل دون تركيز علي هدف في الحياة.. كنت تعيسة جدا.. ولا أتمتع بصحة جيدة.. كانت لي الكثير من الأحزان وعدم الثقة بالنفس، واقتربت جدا وأكثر من مرة من نهاية حياتي».

دماء علي قميص الزواج

لم تتوقف متاعبها الأساسية عندما تزوجت عام 1996 من الممثل البريطاني جوني لي ميلر، الذي عملت معه في فيلم «عاهرات» وفي حفل الزواج ارتدت جولي قميصا أبيض منقوشا عليه اسم العريس بالدم.. وزادت تعاستها ببعض أدوارها. كدور فتاة مغتصبة في فيلم «اغتصاب» الذي فازت عنه بجائزة أوسكار أحسن ممثلة مساعدة، وكانت تعاستها أكبر بدور عارضة الأزياء «جيا» التي ماتت مصابة بمرض الإيدز، وهي التي كانت مصابة بالشذوذ، وظلت عاما تقاطع الأدوار رغم أن الدور كسب لها جائزة «الجولدن جلوب» وطلقت ميلر عام 1999.

وفي نفس هذا الوقت قبض عليها في صالة للفيديو في فندق شيلسا في نيويورك، حيث كان المحيطون بها يشمون الهيروين وهي تعترف: «لقد شممت الكوكايين والهيروين وبلعت حبوب إكستازي والـ إس دي.. كل شيء.. كنت فاقدة للثقة.. وكنت أسعي إليها بالعنف العاطفي والجنسي مع الآخرين».

كانت تسعي إلي المزيد من الأدوار المشبوهة، ولم تكن أبدا تتراجع، وكانت تشعر أن من سوف يوقف اندفاعها هو رجل تنتظره.. وقابلت من ظنته هذا الرجل.. الممثل الكاتب المخرج بيلي بوب تورنتون في بلاتوه «الصفيحة» عام 1998، لكن تورنتون كان يعيش مع الممثلة لورا دني، لكن بعد عامين تزوج كل منهما الآخر وقالت لورا دني معلقة: «غادرت بيتي لكي أعمل في فيلم، وبينما كنت غائبة تزوج صديقي ولم أره بعدها».

كتبت اسمه علي ذراعها

كانت العلاقة مع تورنتون خطرة ومجحفة، إلي حد أنها بدأت تعاني من نوبات غاضبة، خوفا من أن تفقده، وتزوجا في مايو 2000، كان الزواج الخامس في حياته والثاني في حياتها، وكان خاتم الزواج الذي قدمه لها لا يزيد ثمنه علي 29 دولارا، ربما لإحساسه بأنه زواج لا يمكن أن يستمر، وقالت: «لقد أعطاني الشعور بالأمان والهدوء.. كنا أقرب إلي النقاء الروحي».. بدا أن كلا منهما يوافق الآخر.. وأن كلا منهما يحمل جزءا من دم الآخر حول عنقه.. ووضعت جولي وشما باسمه فوق ذراعها، وفوق أجزاء أخري من جسدها.. ومضيا يتحدثان إلي الآخرين بأن حياتهما الجنسية رائعة.

مع اللاجئين في خيامهم

علي أن شيئا مهما في حياتها حدث وهي تمثل دور «لورا كرافت» أخذتها المناظر الخارجية للدور إلي كمبوديا، حيث شاهدت لاجئي الحرب في مخيماتهم، واتصلت بمنظمة لاجئي الحرب في الأمم المتحدة لتسأل إن كان هناك شيء تساعد به هؤلاء اللاجئين، ولدهشتها طلبوا منها أن تذهب إلي مناطق حروب أخري لكي تثير الاهتمام بهؤلاء اللاجئين المشردين.. وفي سيراليون، التقت مئات من الناس قطعت أذرعهم وأرجلهم، واكتشفت قدرتها علي المساعدة.. وفي عام 2001 اختيرت سفيرة للأمم المتحدة للنوايا الحسنة.. وفي 2002 تبنت أول أطفالها ماروكس وهي يتيمة من قرية فقيرة في كمبوديا، ووجدت في هذا التبني ما كانت تهفو إليه من حياتها.. وفي خلال عام واحد كان عدد من تبنت من أطفال قد ارتفع إلي ستة، وبدأت تشعر أن زواجها من قورنتون لابد أن يصل إلي نهايته، فقد اختلف طريق كل منهما عن الآخر، وفعلا طلقا في مايو 2003 وقنعت بالحياة مع أطفالها المتبنين.

ويدخل براد بيت محيط حياتها

بعد طلاقها ربطت بينها وبين الموديل المعروفة جيني كحبيبة، وكانت جيني تقول: «إنني لم أقبل أشهي من شفتي أنجيلينا في حياتي».. ودخل براد بيت حياتها وهما يتشاركان بطولة فيلم «مستر ومسز سميث»، يلعبان دور زوجين كليهما قاتل محترف، يؤجر لكلي يقتل الآخر، وكان العالم كله يتحدث عن حلم زواجه للنجمة الصديقة السابقة جنيفر أنستون، بينما كل مجلات الفضائح تتحدث عن تلك العلاقة الوثيقة بين براد وجولي، التي تدور من وراء ظهر جنيفر، لكنهما تزوجا وأصبح لهما ثلاثة أطفال متبنين وثلاثة أطفال حقيقيين.

صباح الخير المصرية في

03/08/2010

 

ثقافات / سينما

فيلم "كلمني شكرا" الهبوط لمستوى الحكاية

حميد عقبي من باريس

تعددت الآراء النقدية حول فيلم كلمني شكرا لخالد يوسف واعتبره البعض اضعف أفلامه وان هناك تحولا ما في أسلوب يوسف من الانتصار للضعفاء الى إدانتهم بتصوير كافة السلبيات وعدم اظهار اي شخصية ايجابية وهناك من يرى العكس مثلا الناقد امير العمري يرى ان المبالغات والمغالاة في بعض التعليقات اللفظية لم تكن بعيدة من الشخصيات بل هي ملائمة معها وان خالد يوسف لم يتورط في الخطابة السياسية المباشرة هذا ما يمكن ان نفهمه من احد مقالات العمري حول هذا الفيلم.
اختار المخرج بيئة شعبية عشوائية كعادته في معظم افلامه واختار بطلا من وسط هذه البيئة هو (ابراهيم توشكا) شخصية تطمح إلى تحقيق النجومية في عالم السينما ولكن الظروف تدفعه للعمل كممثل كومبارس في بعض البرامج التلفزيونية التي تدعي انها واقعية ولكنها تتخذ اساليب كثيرة مليئة بالخداع والزيف لغرض كسب جمهور او لاغراض مادية اخرى، توشكا هنا نموذج لشخصية ليست فقط محصورة في المجتمع العشوائي بل بمجتمعاتنا بشكل عام، فالحلم يصطدم بعوائق كثيرة في مناخ سيطرت عليه وتحكمه قوى عديدة كل همها الربح والمكسب، من جهة اخرى نرى الشخصية مطاردة من البوليس ونسمع في الكثير من الاحيان كلمة (الحكومة) كدلالة على السيطرة وتصبح كلمة مزعجة ومناسبة للتفريغ، مطالب الناس ليس ان تأتي الحكومة بخدمات بل ان تبتعد وتدعهم يعيشون في امان دون ان تنغص عليهم حياتهم وتبتزهم رغم انهم لا يملكون الكثير من متاع الدنيا.

من الايجابيات في الديكور ان العالم الداخلي اي البيون او المقهى مفتوح على العالم الخارجي ويمكننا ان نفهم انه لا يمكن ان يكون هناك شيء تخفيه هذه الشخصيات فحركة الشخصيات داخل الصالة الداخلية او الشرفة يمكننا ان نشاهدها بشكل واضح من الشارع الضيق والشخصيات تعرف بعضها البعض وترى بعضها البعض دون الحاجة إلى التلصص وهي غير قادرة على اخفاء فضائحها وسلبياتها كونها في مجتمع مكشوف وبسيط لكنه ايضا معقد وبحاجة إلى الفهم وان نحس به ولا نحكم عليه من خلال الشكل.

في هذا الفيلم خالد يوسف نزل كثيرا الى مستوى الحكاية ولعل هذا افسد بعض المشاهد وجعلها عادية، بعض المشاهد كأنها حشو وبعضها لا يختلف كثيرا عن مشاهد اخرى شاهدناها في فيلم "حين ميسرة" مثلا، الكثير من القضايا في هذا الفيلم سبق وان تطرق اليها المخرج في افلام سابقة مثلا العلاقات الجنسية خارج اطار الزواج والابن الذي لا يعرف نسبه واباه والمرأة العاهرة ضحية الظروف الاجتماعية والاقتصادية والام الحنونة والمناضلة والضابط الذي يسعى لاثبات ذاته وغيرها من القضايا.

قد يقول البعض كان من الضروري تكرار هذه القضايا التي ما زالت واقعا يعاش في مجتمع العشوائيات ورغم تكرار السينما لهذه القضايا الا ان الواقع يظل كما هو والسلبيات تزيد والحكومة تعلم بكل هذا لكن التغيير والحلول امر ربما اصبح مستحيلا، لعلنا هنا امام قضية مهمة هي ان المجتمع اصبح على تعارف مع متغيرات عصرية تكنولوجية لكنه غير قادر على الاستفادة منها بل تتحول الى احد اسباب تعاسته، كنموذج لذلك تلك الفتاة التي تستغل النت للتعارف وكسب المال وبيع جسدها بالفرجة مقابل كرت شحن واخيرا تقودها الظروف للتعرف إلى شخص اخر في كندا وفعلا تسافر الى الخارج وتقع ضحية عصابة للدعارة وتعود منكسرة ومحطمة.

يظهر في هذا الفيلم ان القانون تم تفصيله لحماية الطبقة البرجوازية ومصالحها وذلك من خلال اصرار الضابط ومطاردته للشخصية الرئيسة التي تقوم بسرقة القنوات المشفرة وشركة الاتصالات وتظهر الطبقة الفقيرة منحطة وسافلة ومتعاونة في السرقة كما انها لا تختلف كثيرا عن الطبقة البرجوازية في المتاجرة بالدين ورغيف العيش المدعوم من الدولة فالانحطاط الاخلاقي هو نتيجة للانحطاط والتدهور الاقتصادي والاجتماعي وان هذا المجتمع بحاجة إلى صدمة قوية ومصيبة كي يستيقظ وانه الاخر اي المجتمع العشوائي غير متماسك من الناحية الاسرية وينكر بعضه البعض ويتامر على نفسه وفيه الكثير من العلات والسلبيات كالتي موجودة في المجتمع او الطبقة البرجوازية.

يحق للمخرج ان يعكس وجهة نظره تجاه الواقع وان يتخذ الاسلوب الذي يراه مناسبا ولكننا كنا نود الاستمتاع برؤية سينمائي ولغة سينمائية اعمق دون الانجرار الى الركض وراء الحكايات وكنا ننتظر في بعض اللحظات ان تكون الكاميرا سينمائية في بعض الاحيان وان تتلمس المكان وجمالياته والفراغ ودلالاته والشخصيات وهي صامتة او مذهولة، ففي هذا الفيلم كان التعامل مع الجسد الانساني متواضعا وتحسس الوجه الانساني  شبه معدوم وكمثال لذلك في المشهد الذي تكون فيه الام على الارجوحة كنت اتصور ان المخرج سيعرض هذه اللقطات بأسلوب آخر كون لها دلالة قوية، اي امرأة استطاعت تحقيق حلم بسيط بعد طول هذه السنوات من الكبت وكان من الممكن ان يخلق المخرج من هذه اللقطة ويفجر دلالات كبيرة لو انه فقط جعلنا نتأمل وجه الام للحظات وهي تحقق حلمها الطفولي الساذج كنت اود ان ارى الدموع والفرح على وجه الام كنت اود ان ارى معالمها وجسدها يطير وهي على هذه الارجوحة كنت اظنها انها سترمي غطاء الراس لتعلن انتصارها على تلك التابوهات التي منعتها من تحقيق أمنية صغيرة.

الابن غير الشرعي ظهر في هذا الفيلم لكن النهاية اعترفت به، وكانت نهاية هذا الفيلم مختلفة كثيرا عن نهايات افلام خالد يوسف في افلامه السابقة فهنا تم حل جميع المشاكل تقريبا ابراهيم اعترف بابنه الذي كان يسميه الاطفال بن اشجان كما عاد ابراهيم لعبلة حبيبته وتصالح مع الشخص الذي كان يوشي به ويسبب له المتاعب والفران حلق لحيته واعترف بأخطائه السابقة واتجاره بالدين والاخت عادت لاختها واعتذرت لها وتم حل الكثير من القضايا والنهاية تبشر بمستقبل جديد وتصالح اجتماعي، ليتنا لم نر هذه النهاية وليت المخرج فكر قليلا فيها كونه هدم امورا كثيرة عن وعي او عن غير وعي، بعض المشاهد الاخيرة ربما لا نصدق انها من اخراج خالد يوسف تلميذ (يوسف شاهين) كون العديد من مشاهدها كانت باسلوب مباشر اقرب الى تلك الافلام التي نسميها اكشن او فقاعات، يظهر ان هذه النهاية كانت ضرورية من منطلق الحدوته اي الحكاية وليست نهاية سينمائية لفيلم كان من الممكن ان يكون اقوى بكثير مما شاهدناه.

كنت في دراسة سابقة نشرتها في صحيفة "الثقافية" اليمنية حول فيلم "حين ميسرة" اشرت الى ان خالد يوسف اضاع على نفسه فرصة كبيرة لخلق اجواء اسطورية وميتافيزيكية بالتعامل مع ابن ناهد او ابن حشيشة الذي يضطر الى العيش كمتشرد بسبب عدم اعتراف حشيشه اي الاب به، وقلت ليت خالد يوسف اشتغل بشكل فني على الثلاثي(الاب والابن والام) لخلق عالم اخر اكثر تعقيدا اي (الاب والابن والروح القدس)وكانت له فرصة اخرى هنا بهذا الفيلم للاشتغال على هذا الثلاثي ولكنه للمرة الثانية يضيع هذه الفرصة بسبب نزعته غير المبررة نحو الحكاية واهماله لهذا الرمز الذي كان من الممكن ان يحدث تغييرا كبيرا في مسار الفيلم،قد تكون وجهة نظري غير مقبولة باعتبار الام عاهرة هنا وقد يقال ستكون العواقب وخيمة واساءة واضحة لرمز ديني وروحي وانساني اي العذراء اي الام، لكن ليته وقف قليلا مع (الابن)على الاقل كان بمقدوره القذف بنا الى عوالم اخرى اكثر عمقا من مجرد حكاية بنهاية سعيدة.

لم نستمتع في هذا الفيلم بلقطة قريبة وحميمية مع اي وجه انساني وكان الاشتغال على الجسد الانساني خجولا وضعيفا وملامح المكان والاحساس به كانت شبه معدومة والاشتغال على الاشياء والادوات ظلت ضعيفة طول مسار الفيلم،الكاميرا ظلت تلهث لمتابعة الاحداث ونسيت وظيفتها باعتبارها اداة لخلق واقع وقراءته وليس مجرد عنصر واداة لعكس واظهار واقع ما، بل والتعمق فيه والنفاذ بذكاء للعمق الروحي للشخصيات بما تحمله من تناقض وهموم واحلام واضطراب وخوف وامل، فالشخصيات هنا تأتي لتحكي وتتحدث وكنا نامل ان نراها تهذي وتحلم وتفصح عن روحها الضائع واضطرابها الداخلي وليس مجرد الواقع المرئي السطحي.

aloqabi14000@hotmail.com

إيلاف في

03/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)