حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قال لـ «الشرق الأوسط»: كنت سأختار جايدن سميث لبطولة «ذا كاراتيه كيد» حتى لو لم يكن ابني

ويل سميث يعود للزي الأسود

محمد رُضا

في الثاني عشر من شهر سبتمبر (أيلول) يطير الممثل ويل سميث إلى نيويورك. في اليوم التالي سيصرخ المخرج باري سوننفيلد بكلمة «أكشن» للمرة الأولى له منذ عام 2006 عندما أنجز فيلمه الكوميدي «عطلة الهروب» بطولة روبن ويليامز وشيريل هاينز. هذا إذا لم يكن هناك داع للتأخير، فالمواعيد في هذه الآونة ما زالت مبدئية.

الفيلم الجامع بين الممثل سميث والمخرج سوننفيلد هو الجزء الثالث من فيلمهما الناجح «رجال في ثياب سوداء» (مين إن بلاك) الذي تم إنتاج الجزء الأول منه سنة 1997، والثاني سنة 2002، وكلاهما حققا نجاحا كبيرا، لكن في عام 2002 شعرت شركة «كولومبيا» الممولة بأن الإقدام على جزء ثالث ربما يكون مخاطرة ليست بحاجة إليها. لكنها اليوم ما عادت تعتقد ذلك، خصوصا أن نصف الأفلام المطروحة هذه السنوات هي إما إعادات أفلام أو استمرار في حلقات من الفيلم ذاته.

ويقوم سميث الذي اجرت «الشرق الاوسط» معه هذا اللقاء في هوليود بالإعداد لأجزاء جديدة من أفلامه الناجحة مثل «مين إن بلاك» و«باد بويز» على سبيل المثال.

لكن هذا كله دليل نجاح لممثل يتقاضى 20 مليون دولار عن كل فيلم يمثله، ونحو نصف هذا المبلغ كمنتج، ويعتمد ذلك على إذا ما كان سيتقاضى عمولة من الإيرادات ومقدارها. ومن ينظر إلى تاريخ الممثل، الذي ولد في الثامن والعشرين من سبتمبر سنة 1968 يجده عبارة عن نجاحات متوالية.

من طفولة هادئة تجمع في شرايينها أصولا أفرو - أميركية وهندية، ترعرع في بلدة اسمها وينفيلد في وست فيلادلفيا، وفي شبابه لقّب بـ«الأمير» لأنه كان يعرف كيف يصوغ كلاما يرضي محدثيه حتى ولو كانوا في أوج غضبهم، فيذيب ذلك الغضب ويخرج بصداقات.. أو يخرج من الورطة (أيا كانت) سليما معافى.

سنة 1989 كانت بالغة الأهمية في عالمه. من دون دراسة التمثيل وجد نفسه في بطولة حلقات بعنوان «Air - The Fresh Prince of Bel».

خلال الأعوام الستة التي مثل فيها هذا المسلسل الكوميدي على الشاشة الصغيرة، ظهر سميث في حلقات تلفزيونية أخرى مختلفة، والأهم أنه ظهر أيضا في السينما. راجع أي مصدر معلومات موثوق به وستجد أن أول فيلم سينمائي له صدر سنة 1990 تحت عنوان «موعد غرام مثالي» الذي لعب بطولته مجموعة ممثلين من بينهم ريتشارد مورفي وليسيا ناف ومامي موسيمان وتود برايانت. والوحيد من هؤلاء وسواهم ممن مثلوا في الفيلم الذي بات نجما معروفا هو ويل سميث، لافتا الأنظار في كوميديا أخرى نراه فيها يؤم الدور الثالث بعد ووبي غولدبيرغ وتيد دانسون عنوانها «صنع في أميركا». أما النجاح الكبير فكان «على رمية حجر».

سنة 1995 قام ببطولة «باد بويز»، وهو فيلم يجمع بين الكوميديا والأكشن، وشاركه في بطولته مارتن لورانس، ومن إخراج مايكل مان. في العام التالي كان قام بدور طيار حربي يحاول إنقاذ الأرض من هجوم أبناء المريخ في فيلم رولاند إيميريك «يوم الاستقلال». بعد هذا الفيلم الخيالي - العلمي بدا أن الطائرة التي يركبها سميث في فضاء مهنته من نوع بالغ السرعة، فهو اشتغل على نحو متواصل ومعظم ما مثله أنجز عبره نجاحا كبيرا.

العقد الأول من هذا القرن شهد خروجه أكثر من أفلام الأكشن والكوميدي المباشر إلى أفلام تحمل قدرا من الدراما الاجتماعية كما فعل عبر «مطاردة السعادة» و«سبعة باوندات» وهو آخر فيلم ظهر له حتى الآن.

·         ما هي توقعاتك بالنسبة للجزء الثالث من «رجال بثياب سوداء»؟

- كبيرة جدا. أولا هذا فيلم أردت أن أقوم بالتمثيل فيه والعودة إلى نوعيته. كما تعلم هو فيلم خيالي علمي كوميدي، واللون أثبت جدارته. كل شيء جاهز لإعادة التجربة بنجاح أعلى كما آمل.

·         لكن الفيلم يأتي بعد تسع سنوات من إنتاج الجزء الثاني. هل تعتقد أن جمهور العام المقبل سيكون جاهزا لهذا الفيلم؟

- الفيلم لن يعرض في العام المقبل بل بعد عامين. أعتقد أنهم برمجوه لمطلع موسم الصيف سنة 2012، وللإجابة عن سؤالك، نعم. بل إن الفترة الزمنية ستكون عاملا أساسيا لإنجاح هذا الفيلم. لست قلقا على ذلك مطلقا.

·         هل سيشترك تومي لي جونز في البطولة كما في السابق؟

- تومي لي جونز وريب تورن.

·         إنه فيلم رجالي. النساء لم يلعبن في هذه الأفلام أي دور كبير. هل هذا أمر يجب أن يتغير؟

- (يضحك) لا.. يجب أن يبقى كما هو. مثلت الكثير من أفلامي مع ممثلات، ويعتمد ذلك على الفيلم ونوعه. سلسلة «رجال بثياب سوداء»، وتستطيع أن تدرك ذلك من العنوان، هو عن الرجال. لكن السلسلة كان فيها نساؤها: ليندا فيورنتينو في الجزء الأول، ولارا بويل في الجزء الثاني وهذا سوف يتضمن، ممثلات أخريات بلا ريب. السيناريو النهائي لا يزال قيد الإنجاز ولا أعرف من ستكون الممثلة. أنا في هذا الفيلم لست المنتج كذلك.

·         حين يكون الفيلم من إنتاجك ما هي العناصر التي تطلبها في الممثلة التي ستشاركك البطولة؟

- اسمع. إنه نوع من الكيمياء، وهذه هي حقيقة، وحقيقة غريبة لأنك لن تعرف مسبقا إذا ما كانت هذه التركيبة ستنجح أم لا. عليك أن تقابل الممثلة وتجلس معها وتتحدث وتقدر كيف سيرى كل منكما الآخر. كذلك يعتمد الأمر على ماهية الدور. مثلا حين مثلت «سبعة باوندات» مع روزاريو دوسون، استمتعت كثيرا بهذا اللقاء لأنها كانت مناسبة جدا، وأعتقد أنها منحت الفيلم جانبا جديدا لم نعهده منها. حتى في دور صغير لممثلة مثل أليس براغا في «أنا أسطورة» تكمن أهمية الاختيار الصحيح.

·         هل شاهدت لها أفلامها البرازيلية الأولى؟

- اخترناها حين رأيناها في «مدينة الرب» وأعتقد أن غيري شاهدها في أكثر من فيلم بعد ذلك. شاهدتها أيضا في «عمي» مع جوليان مور وهذا بعد سنتين من تمثيلها معي في «أنا أسطورة».

·         أنتجت حديثا «فتى الكاراتيه» ولم تمثل فيه.. لم يكن هناك أي دور لك..

- صحيح. إنه فيلم صحيح بعناصره، ولم تكن لدي أي نية للتدخل في ذلك، لكن ابني جايدن لعب الدور الذي كنت سألعبه لو كنت في سنّه (يضحك).

·     البعض وجد أن ابنك محظوظ كون والده نجما كبيرا. وأعتقد أنك صرحت بأن جايدن مثل بطولة الفيلم لأنه يستحق وليس لأنه ابنك. هل يمكن الفصل فعلا في مثل هذه الحالات؟

- لا.. ليس تماما. هل كنت سأختاره لو لم يكن ابني وتقدم هو من بين آخرين للدور؟ أعتقد نعم. ما قصدته هو أنه أدى دوره جيدا. يعجبني كيف يقف على قدمين مستقلتين تماما. إنه جيل ينضج سريعا. في سنه لم أكن قادرا، أعتقد، على مجاراته. لكنه طبعا محظوظ أن والده يتبناه. هذا طبيعي وأريده أن يصبح ممثلا لكن فقط إذا ما أراد.

·         لماذا اخترت فيلما سبق للسينما أن قدمته؟

- الفرصة كانت متاحة. «كاراتيه كيد» هذا هو من بين أفلام كثيرة تم اقتباسها عن أفلام شاهدناها في الثمانينات وهذا كان مشجعا. لكن كان لا بد بالطبع من تغيير المكان وتغيير الشخصيات. إنه ينتمي في اعتقادي إلى العصر الحالي بكامله. المرأة الأميركية العاملة التي تجد نفسها في الصين، وهذا شرط لكي تبقى في وظيفتها، وابنها الذي يجد نفسه وسط بيئة مختلفة عنه. إنها في الوقت ذاته قصة عالمية قد تقع في أي مكان مع أي صبي يشعر بأنه غريب لأي سبب كان.

·     الكثير من أفلامك تحدثت عن نهاية العالم، بل الكثير من الأفلام الحديثة.. إن لم يكن موضوع نهاية العالم، فعن مخاطر نهايته بما في ذلك نهايته على يدي مخلوقات فضائية كما في سلسلة «رجال بثياب سوداء»... هل يقلقك مستقبل الإنسان على الأرض؟

- صحيح. ربما تحمل هذه الأفلام كلها موضوعا طاغيا هذه الأيام، لكن هذا ليس جديدا. تعرف أن هذا النوع من الأفلام موجود منذ سنوات بعيدة جدا. صنعوها في النصف الأول من القرن الماضي وخلاله وبعده. أعتقد أن الموضوع دائما ما كان في بال الإنسان.. في الروايات قبل السينما.. وكذلك قبل اختراع السينما. الأرض في خطر مخلوقات فضائية، أو الأرض في خطر التكنولوجيا التي يصنعها الإنسان، وهذه فحوى فيلم «أنا روبوت»، أو في خطر التآكل من الداخل مثل «أنا أسطورة»، وهو مأخوذ عن فيلم سابق من الخمسينات. إذن المخاوف كانت موجودة آنذاك.

أنا معني بذلك طبعا. أريد عالما أفضل لأولادي وأولاد سواي.. لنا جميعا. آمل أن نكون على مستوى المسؤولية التي يتطلبها المستقبل.

·         هل تعتقد أن هناك أملا.. ألسنا متأخرين فعلا؟

- إنها أسئلة صعبة.. هل سيتعلم الإنسان أبدا؟ أنا طالب تاريخ، وإذا أخذنا التاريخ بعين الاعتبار فإن كارثة سيئة جدا ستقع قبل أن يتعلم الإنسان كيف يعيد تأمين حياته. دائما ما نأمل. الأمل ليس مشكلة. المشكلة أن القلائل حول العالم يعلمون ذلك، وعليهم أن يرفعوا أصواتهم مطالبين بالحد من هذا الهوس الدائر. من هذا الدمار المحتمل. أنا معك. المستقبل خطر، لكن المسألة ليست مسألة أمل، بل مسألة فعل.

·         هل تعترض على مزج السينما بالسياسة؟

- لا على الإطلاق. الأفلام التي تتكلم عنها (الخيالية العلمية) تفعل ذلك و«أنا أسطورة» هو مزيج من السياسة والفن. جلست مع نيلسون منديلا، وأخبرني بأن الفكرة التي دائما ما تحمس لها هي مزج الفن بالسياسة. قال لي «افعل ما تفعله على نحو يؤمن وصول رسالة إليّ. ما تفعله هو قوة ضرورية لإيصال رسالة إيجابية». وأنا أدري بأن عليك أن تجعل الناس عبر كل أنواع الفنون يقبلون فكرتك. عليك أن تجعلهم ينتبهون إلى أهمية المساعدات الإنسانية أو أهمية حضور حفل غنائي يعود ريعه إلى الجمعيات والقضايا الاجتماعية. مسؤوليتي هي إيجاد منصة وهذا ما أعمل عليه.

·         ماذا حدث لمشروعين قرأت من مدة أنك تنوي إنتاجهما مع سينمائيين من الهند؟

- نحن نعمل على مشروعين بالفعل، وأحد هذين المشروعين هو فيلم رسوم متحركة. لكن أعترف بأن هناك بعض التأخير. ليس علينا إنجاز شيء بتاريخ محدد.. لكن نعم هناك مشاريع مشتركة.

·     أنظر إلى قائمة أفلامك وأجدها مليئة بالمشاريع من الآن وحتى الأعوام الثلاثة المقبلة. هل تتطلع لأن تنجزها جميعا في هذه المدة؟

- لا. بالطبع لا (يضحك). لن أستطيع أن أفعل ذلك حتى ولو أردت أن أربح رقما قياسيا في المجموع. هناك نحو عشرين مشروعا بعضها سأقوم بإنتاجه وبعضها بتمثيله وبعضها بإنتاجه وتمثيله معا. بعضها تأكد لنا أننا نريد إنتاجه، والبعض الآخر احتمالات، وسنرى ما يبقى وما يُلغى.

·         إذن لن يكون «رجال بثياب سوداء» حاضرا إلا في عام 2012.. كيف ستمضي وقتك؟

- لدي الكثير من الإنتاجات. ظهوري على الشاشة سوف يتأخر لذلك العام، لكني آمل أن أنجز فيلما أو فيلمين كمنتج. «رجال بثياب سوداء» سيأخذ وقتا طويلا لإنجازه. هذا سيبقيني مشغولا لوقت طويل. التصوير سيكون صعبا وطويلا. لا تستطيع أن تنجز فيلم المؤثرات اليوم بما كان متاحا يومها، وهذا يتطلب وقتا طويلا.

الشرق الأوسط في

30/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)