حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

العالم الغامض للمخرج كريستوفر نولن

فيلمه «بدء» تكلف 200 مليون.. فهل يخسرها؟

هوليوود: محمد رُضا

لو بحثت عنها في القواميس لوجدتها تعني «مفاتحة» أو «بدء» أو «استهلال» أو أي كلمة مرادفة. لكن لو بحثت عنها في فيلم كريس نولن الجديد، لكونه يحمل كلمة «Inception» عنوانا له ويأتي ذكرها عدة مرات، ستجد أن الجواب أصعب من المتوقع. ستتساءل: «مفاتحة» أو «بدء» أو «استهلال» ماذا بالتحديد؟ لكن هذا متوقع من المخرج البريطاني كريستوفر نولن، فهو حريص في كل أفلامه على تفعيل شحنة من الغموض والتعامل مع الألغاز التي تحويها تعاملا يختلف مع تلك التي لدى مخرجين آخرين. كريستوفر نولن يشترك مع ألفرد هيتشكوك بحبه للألغاز، والفيلم يحمل في مضمونه بعض ما حمله «أوديسا الفضاء» لستانلي كوبريك من غموض. وهو يجاور، في النوع وليس في النوعية، أفلام الروسي الراحل أندريه تاركوفسكي مثل «سولاريس» و«المقتفي». لكن لا المخرج يقلد أحدا ولا فيلمه هذا - على الأخص - تقليد لأي شيء سبقه.

الفيلم الذي يقود بطولته ليوناردو دي كابريو، ويجاوره فيه كل من ماريون كوتيار، وإيلين بايج، وسيليان مورفي، والياباني كن واتانابي، يدور حول اختصاصي أحلام اسمه كوب (دي كابريو). رجل انتحرت زوجته ويلوم نفسه على ذلك، ولا يستطيع أن يتخلص من عقدة الذنب حيالها، لكن هذا الخط ليس صلب الموضوع. فهو جاسوس مستقبلي مثالي. عادة ما تكون مهامه هي استغلال أحلام الآخرين للتجسس عليها ومعرفة الأسرار وسرقتها أينما كانت: في عقله، في خزانته أو في أي نطاق آخر.

ياباني يملك مؤسسة كبيرة للطاقة يستأجر خدماته لكي يتجسس على رجل أعمال وصناعي اسمه فيشر (سيليان مورفي) بغرض زرع فكرة جديدة في أحلامه يمكن له أن يصدقها، ومفادها أن والده يريد تقسيم الشركة إلى كيانات متعددة. فيشر الذي كان من المحتمل أن يمانع هذه الرغبة لولا احترامه لأبيه، عليه الآن أن يصدق هذه الفكرة وأن يسعى لتنفيذها، وهذا هو المطلوب تماما.

وعوضا عن أن يحذف - وهي غاية كل السرقات - فعليه أن يؤسس أو أن يزرع أو أن... يبدأ، ومن هنا كان العنوان. في ذلك هو يتعامل مع لا وعي المرء، وبخبرته الطويلة في الميدان يعرف المطلوب لكي يزرع الفكرة في رأس الشخص المطلوب ويدفعها لكي تتحول من لا شيء إلى حلم، ومن حلم إلى ما يبدو للضحية أنه واقع يعيشه.

إذا ما جلس المشاهد لكي يقرر أي مشهد هو حلم، وأي مشهد هو واقع، سيجد نفسه في خطر تحليل افتراضي يقضي على الإثارة المتوخاة، لذلك فإن سلاحه الأول للاستمتاع بالفيلم هو معرفة شيء عن قصته ومفاتيحها (كما سبق التفسير) ثم اختيار الوقت الملائم للمشاهدة، حيث لن يقبل ورود مكالمات، ولن يشعر بالحاجة إليها، وحيث ينصب اهتمامه على تلقف الأحداث وتحليلها لاحقا إذا لم يكن متاحا له تحليلها في وقته.

سألته في مقابلة جرت قبل أسبوعين من بدء عروض الفيلم: من أين جاء بهذه الفكرة، فقال: «دائما ما كان عندي اهتمام كبير بالأحلام، وأعتقد أن هذا المنوال العالمي جدا مصدر اهتمامي كمخرج. كلنا نحلم ونحلم كل يوم، وهناك علاقة مثيرة للاهتمام لي بين الحلم وبين الجلوس في قاعة السينما لمشاهدة فيلم ما. في كلتا الحالتين هناك عالم يفتح أمامك على ما لا تعرفه رغم أنه يعنيك. بذلك، وسواء أكنت تحلم أو تشاهد فيلما، فإنك تخلق عالما من الأحلام. في المنام هناك القدرة الغريبة على أن تخلق شخصيات تتحدث إليها أو أخرى تنظر إليها أو تنظر هي إليك. تضع كلمات في أفواههم.. إلى آخر ذلك، لكن في نومك أنت لست على علم بما تقوم به. لا ترى نفسك. اهتمامي بالفكرة راجع إلى أن الحلم كمادة يقترح احتمالا لا نهائيا للعقل البشري. القوة للعقل البشري أن يخلق أوهاما».

ويضيف كريستوفر نولن أنه أمضى عشر سنوات في تخطيط هذا الفيلم: «نعم. على هذه الفكرة أسست فكرة فيلم قائم على السرقة. فكرة ابتكار عالم مواز وبديل للواقع. إذن حقا هذا الفيلم نتيجة عملية طويلة من بناء مفاهيم وأفكار أثارت اهتمامي».

·         هل هو نتيجة أحلام كثيرة استخلصت منها السيناريو الذي كتبته؟

الجواب على صعيدين، كما ذكرت، هو نتيجة حلم بمعنى رغبتي وأمنيتي تحقيق فيلم عن الأحلام وتداخلها في حياة الأشخاص. ومن ناحية أخرى، ليس الفيلم حلما رأيته وأردت إنجازه. لم أحلم بأي مشهد من المشاهد التي فيه. ما قمت به هو البحث عن القصة التي من شأنها أن تمنح رغبتي في تحقيق الفيلم شكلها السينمائي. القصة التي نراها هي قصة عصابة تسرق أفكارا لكنها هذه المرة ستودع أفكارا.

هذا المخرج سبق له أن تعامل مع تلك المناطق الرمادية بين الخيال والواقع من قبل. الحال أن فيلمه الأول الذي خرج للعروض قبل عشر سنوات، «مومنتو» تعامل مع انتقال زمني مواز: بطل ذلك الفيلم (غاي بيرس) مصاب بفقدان الذاكرة القريبة. لا يستطيع أن يتذكر صباحه أو أمسه، وعليه لكي يحل معضلة مقتل زوجته، ومعرفة ما إذا كان هو القاتل أو غيره، أن يرجع بخطواته إلى الوراء. وأن يعيد تأسيس الرحلة من اللحظة الآنية إلى اللحظة التي تسبقها مباشرة ثم إلى اللحظات الأقدم منها.

الفيلم جلب إليه الانتباه نقديا وجماهيريا والبعض لا يزال يعتبره أفضل فيلم حققه إلى الآن.

·         أقول له: هناك شيء من ذلك الفيلم في فيلمك الجديد: الزوجة تموت، وعلى بطل الأحداث أن يعرف.. كيف ولماذا؟

يجيب: «نصف الملاحظة صحيح. كوب لديه زوجة يحبها ماتت بالفعل، كما كانت حال شخصية بيرس في فيلمي السابق، لكن بحث كوب ليس عن كيف ماتت ولماذا، فهو يعرف الجواب عن هذين السؤالين. ما يؤرقه هو معرفة مسؤوليته في ذلك. هل كان يستطيع أن يفعل شيئا لكي يمنعها من الانتحار؟».

في فيلم نولن اللاحق «أرق» (2002) مع آل باتشينو (في البطولة)، نجد توهانا مختلفا: ضابط تحريات من لوس أنجليس حط مع زميل له في ألاسكا لكي يحقق في جرائم قتل. في لحظة معينة من الفيلم يسقط زميله قتيلا. المخرج يهيئنا لقبول فكرة أن بطل الفيلم هو الذي قتل زميله، لكنه يصر على صياغة أسلوب يجعل السؤال الأصعب: ألا يجوز أنه لم يفعل ذلك أيضا؟

إلى جانب ذلك، فإن بطله يعاني من الأرق مما يجعله غير واثق، مما يدور حوله. إنه ليس أرقا يمنعه من النوم حين يشاء، بل أرق يمنعه من النوم في كل الحالات، وعلى مدى أيام طويلة، ما يضيف إلى أبعاد الفيلم بعدا آخر يساعد على رفع نسبة التوقعات. هذه المتاهات اختلفت في الفيلم اللاحق «باتمان» (2005)، نظرا لارتباط المشروع بسيناريو مقتبس عن أحداث مؤسسة في ثقافة الكوميكس الشعبية مع ملايين من المشاهدين المحتملين الذين يعرفون كيف ولدت تلك الشخصية، وأصبحت «باتمان»، ولم يكن يستطيع مواجهة توقعات الجمهور في أن يرى ما يعرفه، فهو جاء إلى هذه الغاية.

يعلق على هذا التحليل قائلا: «في (باتمان) و(الفارس المظلم) (2008) هناك ضوابط أخرى تتجاوزني، لأنني لست مؤلف الفيلمين. لكنك تجد إذا ما تمعنت في الفيلمين أن هناك قدرا كبيرا من البحث في التاريخ والشعور بالذنب والجريمة التي يجد «باتمان» نفسه متهما بها».

مرة أخرى، وبمقارنة «باتمان» نولن، و«باتمان» الأول، كما أخرجه تيم بيرتون قبل هذا الفيلم بنحو عقد ونصف العقد، نجد فارقا كبيرا. نسخة تيم بيرتون نشدت إشادة عالم قريب جدا من فن الكوميكس. نسخة نولن قاربت التصرف بعيدا إلى الحد الكافي لأن يبتكر لـ«باتمان» شخصيته خارج القناع وأن يعمل، بمقتضى ذلك، على شخصيتين متلازمتين، كما لو أن صاحبهما مصاب بالانفصام.

بين الفيلمين، أخرج أيضا «برستيج» سنة 2006 الذي لم يحقق نجاحا موازيا للنجاحات السابقة أو اللاحقة له، لكنه عالج عالم السحر، كما لو كان المخرج ساحرا بدوره، وفي لب الموضوع أيضا.. جريمة قتل أخرى واللغز حول فاعلها وموجباتها.

يدلف «بدء» من واقع إلى حلم، ومن حلم إلى حلم آخر (حلم داخل حلم)، ويصبح مثيرا حين يصير الحلم الواحد مشتركا بين كل شخصيات الفيلم، ففي النهاية هذا هو جوهر الفكرة.

فعمل كوب لا يمكن إتمامه بجهد فردي. كوب لا ينزلق إلى حلم الآخرين، بل يصيغه، ولصياغته عليه أن يعتمد على براعة أناس آخرين، هناك امرأة تجيد تصميم العالم الذي سيتم ابتكاره، اسمها أدريان (إيلين بايج). عملها مهم لأن على الضحية التي سيتم تطويعها لكي تحلم كيفما يشاء كوب لها أن تحلم، الإيمان بأن ما تعايشه حقيقي وليس حلما. وهناك إيميس (توم هاردي) الذي يستطيع أن يتغير إلى أي شخصية يريد. في هذا المجال يلاحظ المشاهد اشتغال المخرج على الفكرة، من حيث تفاصيلها أيضا: إذا كنا في أحلامنا نرى شخصيات لا نعرفها، لكنها تبدو حقيقية بملامح وتصرفات واقعية (وإن كانت غريبة في بعض الأحيان) فإن ذلك يعني أن أحدا يستطيع في الفيلم أن يؤدي تلك الأدوار. لا، بل إنه ينتقل من لعب شخصية مجهولة بالنسبة للضحية إلى شخصية هو يعرفها. وهناك مشهد كامل يوضح هذه النقطة، عندما يتم خطف سيليان مورفي ويتم تهديده بقتل أحد كبار موظفيه. هذا الموظف (توم برنجر) ليس سوى إيميس الذي تقمصه، والحيلة تنطلي على المخطوف. أيضا هناك يوسف (دليب راو) المسؤول عن تحديد الفترة الزمنية التي سيستغرقها الحلم، ثم آرثر (جوزيف غوردون ليفيت) الذي هو أشبه بالمدير التنفيذي الذي عليه أن يتأكد من أن كل شيء في مكانه الصحيح خلال العملية.

·         كيف يفسر المخرج اختياراته من الممثلين؟

حسنا، منذ حين وأنا أحاول أن أضمن وجود ليو (ليوناردو دي كابريو) لكن الوقت لم يكن في صالحنا. ففي بعض الأحيان كان مشغولا، وفي أحيان أخرى كنت أنا المشغول. لكن أخيرا سنحت لي الفرصة ووجدت أن العمل معه رائع. لديه «كاريزما» النجم وموهبة الممثل، وكلتا الناحيتين تساعد الجمهور على الاستثمار في شخصيته.

·         أي نوع من الممثلين وجدته؟

- «إنه من النوع الذي يعتمد في أدائه على حقائق الشخصية التي يقدمها. هو يقرر هذه الحقائق من خلال قراءة السيناريو وتحليله. وهو يبقى مائة بالمائة أمينا للشخصية التي يؤديها. لا يفعل أي شيء خارج نطاقها. ولا يبتدع تأثيرا (إيفيه، كما يقولون في السينما المصرية) لكي يبرز من خلاله. كل حركة يقوم بها عليها أن تعني شيئا للشخصية التي يقوم بها، وإذا لم تعنِ شيئا فلن يستخدمها، ولو كانت متوقعة - ربما - من البعض».

عند مشاهدة الفيلم يتمنى المرء لو أن كل الممثلين كانوا ليو.. طبعا هذا ليس ممكنا في الواقع، لكنه ممكن في الحلم، فالتمثيل متفاوت القيمة من شخص إلى آخر.

ليو قابل للتصديق ومتعامل مخلص مع شخصيته تماما، كما يقول المخرج، لكن ماريون كوتيار التي تقفز إلى الأحداث عبر الذكريات حينا والأحلام الموجعة حينا آخر، تبدو في غير مكانها. هناك شيء كثيرا ما يحدث للممثلين الذين ينتقلون من أفلام محلية إلى أفلام إنجليزية. يصلون إلى منطقة رمادية، عليهم فيها إجادة أدوارهم، كما يتوقع منهم الجمهور العالمي، وإتقان شخصية تنتمي ثقافيا إلى موقع آخر. إذا لم يكن الممثل أقوى من الظرف الذي يفرضه الفيلم العالمي، فإنه سيقع في الشرخ بين الاثنين. أليك غينس فعل ذلك، وعمر الشريف فعل ذلك، وماريون كوتيار تفعل ذلك هنا. أداؤها ليس فريدا، رنة صوتها ليست جاذبة، ولكنتها إذا ما أصغى المشاهد جيدا، فإنها ليست كاملة.

الباقون أكثر تفاوتا. من سيليان مورفي الممتاز إلى إيلين بايج التي تبدو، وقد اعتادت التمثيل في أفلام مستقلة وصغيرة، كما لو تقف على قدم واحدة معظم الوقت.

أسأله عما إذا كان يكترث لظاهرة سقوط أفلام احتوت على نجوم معروفين فيجيب: «الحقيقة لا. لقد حدث ذلك فعلا. أعلم هذا، لكن (بدء) يرتكز على فكرته ومؤثراته أكثر مما هو مبني على ممثليه. لا أود أن أبدو هنا، كما لو أنني أقلل من قيمة أي منهم. أعتقد أنهم جميعا من أهم المواهب اليوم، لكن التذكرة التي سيشتريها معظم المشاهدين فيها نسبة كبيرة من الفضول الناتج عن الفكرة بحد ذاتها، لذلك لا أعتقد أن مصيري بعد الأفلام التي تعنيها سيكون مصير هذا الفيلم».

وهذا ما حدث بالفعل. في ثلاثة أيام افتتاح، جلب فيها الفيلم ستين مليون دولار. ومع نهاية الأسبوع الأول من المتوقع أن يرتفع الرقم إلى تسعين مليونا، ومع نهاية الأيام العشرة الأولى يتوقع له أن يخترق سقف مائة مليون. وهو سادس افتتاح كبير لهذا العام، منضما إلى «توي ستوري 3» و«أليس في أرض العجائب» بين أخرى.

وهناك بلا ريب تركيز كبير على المشاهد الغرائبية. فما هو غريب يحدث في الأحلام وليس في الواقع. ومع ذلك يتساءل المرء من أين تأتي مشاهد غير مسبوقة، مثل ذلك المشهد الذي نرى فيه نصف باريس يرتفع من مستواه ويتحول إلى جدار (بذلك صارت الأرض بزاوية 90 درجة) قبل أن ترتفع أكثر، وتطبق على النصف الآخر من المدينة الذي بقي في مكانه. أو مثل ذلك المشهد الذي تنهار فيه مبان مشيدة على نحو من يبعثر مجموعة من الأوراق أمام مروحة كهربائية قوية.

·         هل يجد كريستوفر نولن نفسه أمام تحديات لإثبات عبقريته في مجال تأليف وتنفيذ مشاهد غير مسبوقة؟

«لا أدري حقيقة. أجد نفسي أفكر في مشهد وإذا ما أعجبني أردت أن أتأكد من أنه قابل للتنفيذ. اليوم كل من المشاهد قابلة للتنفيذ لكن على هذا التنفيذ أن يتلاءم مع طريقتك في التفكير ومع شخصيته الفنية. لا يمكن أن تضحي بذلك لأجل الفكرة وإلا سقطت».

في المنوال نفسه، هناك مشهد طويل يدور في رواق لفندق ومصعد. الشخصيات التي فيه تسبح في فضاء المكان، كما لو أن الأرض بلا جاذبية. وهناك معركة بدنية كبيرة تقع بين جوزيف غوردون ليفيت وأحد الأشرار (من قلة الكلمات لأنه لا أحد هنا شرير بالفعل).

أسأل المخرج كيف أنجز ذلك، فيقول :«هذا كان من بين أكثر المشاهد دقة. لقد بنينا المكان وصورناه في أكثر من وسيلة. بنينا المكان نفسه ليتحرك أفقيا، وفي مشاهد أخرى ليتحرك عموديا، فيبدو باستطاعة البعض السير على الحائط. وكنا قادرين على أن نجعل المكان يدور حول نفسه».

·         لا بد أنكم أيضا استخدمتم أسلاكا غير مرئية للسيطرة على حركة الممثل غوردون ليفيت في هذه المشاهد؟

«صحيح. هذه كانت متعددة، والغاية فيها إظهاره، كما لو أنه لا وزن له. لكن بالمناسبة، الكثير من نجاح هذا المشهد يعود إلى حرص الممثل على إنجاحها والجهد البدني الذي بذله في سبيل ذلك. لولا جهده لما نجح شيء منها. قبل التصوير بعدة أسابيع أخبرته عن هذا المشهد وكيف سيتم تنفيذه وحذرته من أنه سيتطلب منه جهدا كبيرا، لأنه من الصعوبة إتقان الحركة المطلوبة».

يبقى أن نجاح الفيلم الحالي لا يغفل ناحية مهمة، وهي أن المخاطرة التي أقدم عليها المخرج وشركة «وورنر» الممولة، هي بتكلفة 200 مليون دولار. مما يجعله مخاطرة، على عكس أفلام باتمان، ليس كوميكس، وعلى عكس أفلام مكلفة أخرى كثيرة، لا تقوم على قصة يمكن متابعتها بسهولة مثل قصص نهايات العالم. إلى ذلك، هذا فيلم لا تستطيع أن تصنع منه ألعابا، وتبيعها في «بيرغر كينغ» أو «ماكدونالدز».

«صحيح. لقد ذكرت أنني أمضيت عشر سنوات على الفكرة لأنها خاصة جدا. لكن مهما حرصت على منحها العناصر الضرورية للنجاح، فستبقى فكرة خطرة التنفيذ. وماديا الفيلم يعتبر رهانا، لكن هذا شأن معظم الأفلام التي يتم إنتاجها».

الشرق الأوسط في

23/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)