حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نجوم الصعود والهبوط في صيف 2010

كتب محمود عبد الشكور

لست ممن ينزعجون من وجود نجم أو أكثر في الأفلام.. المهم عندي هو الفيلم نفسه، فهناك أفلام تكتظ بالنجوم لا يجب أن تضيع وقتك في مشاهدتها مثل «ليلة البيبي دول»، وهناك أفلام بلا نجوم تستحق تقديرا معتبرا في قوائم الأفضل والأجود مثل «فيلم عين شمس».. ولست ممن تعنيهم الأجور التي يتقاضاها النجوم والنجمات إلا بالقدر الذي لا يؤثر علي جودة الإنتاج، فلا يستأثر النجم بمعظم الميزانية في حين يبدو الفيلم هزيلا يعاني من الجفاف والفقر!

النجوم ليسوا اختراعا مصريا، ولكن الحكاية لها خصوصيتها أيضا في الحالة المصرية، فمنذ انقلاب السينما بالنجاح المدوِّي الذي حققه الفيلم المتواضع «إسماعيلية رايح جاي» ولد جيل كامل من النجوم من فئة الشباب «وقتها» بدأ النجاح، ب«محمد هنيدي» ثم «علاء ولي الدين» ثم «أحمد السقا»، ثم اكتسح «محمد سعد» الإيرادات.. إلخ.. تقريبا تواري نجوم الأجيال الأكبر سنا باستثناء «عادل إمام». لو كنت تذكر كان لدينا محمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوي، وطبعا الراحل «أحمد زكي» الذي غيبه الموت بعد فترة قصيرة من انقلاب السينما.. وكان لدينا نجمات تباع الأفلام باسمهن مثل «نادية الجندي» و«نبيلة عبيد».

تغيرت الأسماء والأشكال ولكن أشياء أخري لم تتغير أهمها سيطرة النجم علي عناصر العمل في مقابل تراجع دور المخرج، كان واضحا أيضا أن قدرة هذا الجيل من النجوم علي التنويع والمغامرة محدودة للغاية لدرجة أن كل نجم انحصر في نوعية من الأفلام لا يخرج عنها إلا بدرجة طفيفة، للأمانة يمكن أن تعتبر قلة الإنتاج السينمائي أحد أسباب هذه المشكلة حيث يندر أن يقدم أي نجم أكثر من فيلم واحد في السنة.

نتيجة لكل ذلك، أصبح التقدم الذي يحرزه كل نجم بطيئا، بل إن بعضهم تأرجح بين الوقوف محلك سر، أو الرجوع للخلف. لو أردت دليلا علي ما أقول من هذا الموسم السينمائي الذي عرض فيه حتي ساعة كتابة هذا المقال 17 فيلما روائيا طويلا، فإن أفضل خمسة أفلام من الناحية الفنية - من وجهة نظري - ليست من بطولة نجوم الشباك والإيرادات الفلكية. «6 نجوم»

لو أردت دليلا آخر سأقوم معك بعمل لقطة مقرّبة لأفلام ستة من النجوم الذين لهم أوزان نسبية في شباك التذاكر، وستكتشف معي أن تجارب هؤلاء الذين يتنافسون في الموسم الصيفي علي الاستئثار بما في جيوب المتفرجين - تباينت صعودا وهبوطا ونجاحا وفشلا سواء في الموضوعات التي طرحوها، أو في مدي نضج الطرح من الناحية الفنية.. بدا الأمر في صورته العامة أقل بكثير من حجم النجومية.. وفي بعض الأحيان كانت الأفلام أصغر وأقل من حجم أبطالها وأسمائهم بل ومستوي الدعاية لهذه الأعمال.

فوضي «تامر»

إذا بدأنا بالمغني صاحب أعلي الإيرادات «تامر حسني» فقد أتحفنا في الموسم الصيفي بفيلم جديد كتب قصته بنفسه هو «نور عيني» وكتب له السيناريو والحوار «أحمد عبدالفتاح» رفيق مسيرته السينمائية، الحكاية بسيطة جدا، ويمكنها أن تصنع فيلما رومانسيا معقولا: اثنان من الأصدقاء يتنافسان علي حب فتاة كفيفة.. أما الذي شاهدناه فهو نموذج لسوء تأثير نجومية الممثل أو المطرب علي مسار الدراما، وعلي توازن الخطوط والشخصيات، ولأن الفيلم يتصدره تامر حسني الذي لعب دور «أحمد» فقد تراجعت أمامه كل الشخصيات الأخري رغم أن البناء المناسب للحكاية أن تتوازي حكاية «أحمد» مع «سارة» «منة شلبي»، مع حكاية سارة والصديق القديم «طارق» «عمرو يوسف» وبسبب تضخم دور النجم الأكثر شهرة علي حساب الآخرين ظهرت حكاية فرعية تماما لا علاقة لها بأي شيء هي مسألة إدمان شقيق البطل الأوحد للمخدرات، ثم تركت الساحة لـ «تامر» لكي يقدم كل شيء يبكي ويضحك ويستظرف ويغني ويرقص ويسافر إلي لبنان ويعود إلي القاهرة ويغني بالطربوش ويغازل الفتيات ويقرصهن.. إلخ.. باختصار: انهار البناء تحت أقدام النجومية.. وعبثا تستطيع أن تتذكر أي شيء بعد الخروج من الفيلم.

إفلاس سعد

خذ من أفلام الصيف نموذجا آخر لهذه الحالة المصرية الغريبة، قدم محمد سعد «فيلمه الجديد» «اللمبي 8 جيجا» عن قصة كتبها هو شخصيا، وكتب لها السيناريو والحوار «نادر صلاح الدين».

الفيلم هو الرابع الذي تظهر فيه شخصية «اللمبي» - التي حصدت الملايين بعد «الناظر» و«اللمبي» و«اللي بالي بالك»، والفيلم الأخير كتبه أيضا «نادر صلاح الدين» ولكن الطبعة الأخيرة من «اللمبي» ليست أقل عشوائية من الشخصية نفسها، بل إن صناع الفيلم الذي أخرجه «أشرف فايق» لم يكلفوا أنفسهم مراجعة تأثير الحكاية - إذا كان هناك حقا حكاية - علي ملامح الشخصية الأصلية.

لقد جعلوا من «اللمبي» محاميا ناجحا بعد أن كان مجرد إنسان فاشل يعيش علي الهامش، ثم لفقت حكاية عن شحن العقل بالقوانين، وافترضوا - تحت عنوان الفهلوة والفبركة - أن مجرد شحن القوانين في العقول يجعل المحامي ناجحا، ثم بدأت الفوضي الناجمة عن غياب الرؤية والصنعة معا فلم نعرف ما هي أزمة هذا الكائن العجيب؟ هل هي في عدم الإنجاب أم في ثرائه بعد تغيير عقله أم فقدانه لهويته أم أن أزمة الفيلم في أن صناعه لم يستطيعوا أن يجدوا أزمة لبطله العائد من المتحف؟!

سذاجة «حلمي»

نموذج ثالث يمثله «أحمد حلمي» كأحد نجوم الإيرادات في فيلمه «عسل إسود» الذي كتبه «خالد دياب» وأخرجه «خالد مرعي».

حلمي تميز عن نجوم الإيرادات الكوميديانات بأنه أكثرهم مغامرة، كما أن أفلامه متماسكة وجيدة الصنع، أما طريقته في الإضحاك فهي أكثر سلاسة وأقل افتعالا. هناك دائما فيلم له رأس وقدمان وبداية ونهاية وشخصيات وأحداث وكلها بديهيات أصبحنا نبحث عنها بالميكروسكوب فلا نجدها في أفلام المضحكين الجدد! ولكن اجتهاد حلمي في «عسل إسود» كان مخيبا للآمال، وكانت المشكلة في السيناريو ليس لأن الفكرة مطروقة «هذا العائد إلي الوطن الذي يكتشف مصاعب وسلبيات وتغيرات شبه عبثية»، ولكن لأن هذه الفكرة المطروقة التي قدمت في أفلام سابقة مثل «عودة مواطن»، و«الدنيا علي جناح يمامة» لم تجد المعالجة الناجحة ولا المعالجة الكوميدية الساخرة التي تضعها في ثوب جديد.

أحد العيوب الفنية الواضحة جدا الطريقة السطحية التي رسمت بها شخصية «مصري سيد العربي» باسمه ذي الدلالة المباشرة الساذجة. لقد بدا كسائح أجنبي يتفرج مثلنا علي الوطن، بل إن عودته في النهاية إلي الوطن ليست إلا عودة عاطفية يمكن أن ينافسه فيها أي أجنبي. حاول الفيلم - الذي يعاني أيضا من الترهل ومن تكدس الاسكتشات - أن يبتز المتفرج عاطفيا بالحديث عن طيبة المصريين وعن طقوسهم في الأكل وعن علاقاتهم الأسرية ولكني لا أظن أن أحدا قد تأثر لأن المشكلة أن كل هذا العسل، لم يفلح في إزالة كل هذا السواد!

مغامرة السقا

في تجربة أحمد السقا في الموسم الصيفي من خلال فيلم «الديلر» ما يوضح مشاكل حقيقية تعاني منها عملية إنتاج الأفلام. تعثر الفيلم الذي أخرجه «أحمد صالح» واستمر لشهور طويلة ضاعفت الميزانية، وحدثت مشكلات مع المخرج، ولكني لم أنزعج من النتيجة التي شاهدتها.. أعجبني في الفيلم أنه يحاول أن يتحدث عن لعبة الحب والكراهية بين ثلاث شخصيات كان يمكن أن يكونوا أفضل رغم ظروفهم، ومع ذلك لم أغفل عدة ثغرات في سيناريو «مدحت العدل» أهمها عدم توضيح طبيعة المنافسة بين «أحمد السقا» و«خالد النبوي» علي قلب «مي سليم»، كان واضحا أيضا أن بعض الخطوط الدرامية لم يتم استكمالها أو دعمها بمشاهد إضافية، ولا أعرف إن كان لذلك علاقة بصعوبات الإنتاج واستكمال الفيلم أم لا؟

لا يعنيني ما حدث بعد عرض الفيلم من «غضب» السقا من النتيجة التي شاهدها، ولا تزعجني الاتهامات المتكررة لهذا الممثل المجتهد بأنه مجرد شاب يمتلك لياقة بدنية تجعله قادرا علي القفز والنط. كتبت كثيرا أنه لو كانت الحكاية مجرد لياقة وإمكانيات جسدية لكان «تامر هجرس» و«أحمد تهامي» هما نجما أفلام الأكشن بلا منازع. قلت أيضا إن السقا ممثل مجتهد له حضور وسر نجاحه أنه يصدق ما يفعله ولذلك نصدقه.

مفاجأة «مكي»

يؤكد هذا المعني السابق أحد أجمل وأفضل وأمتع أفلام الصيف التي قام ببطولتها نجم من نجوم الإيرادات هو «أحمد مكي».

تحمست جدا لفيلم «لا تراجع ولا استسلام.. القبضة الدامية» الذي كتب فكرته «أحمد مكي».. و«أحمد الجندي» وكتب له السيناريو والحوار سيناريست واعد جديد هو «شريف نجيب» وكانت أسباب الحماس كثيرة أولها أن الفيلم متقن الصنع ينتمي إلي نوعية نادرة في السينما المصرية هي أفلام المحاكاة الساخرة «بارودي».

الجميل أن «مكي» قدم «لا تراجع ولا استسلام» بوعي وبحس ساخر رائع ومدهش يسخر من كل شيء خاصة من حكاية زرع عميل يشبه زعيم العصابة، وهي الفكرة التي قتلتها عشرات الأفلام الملونة والأبيض والأسود، والأجمل أن مكي كمخرج سابق يبدو علي وعي تام بحدود قدراته كممثل، كما أنه يدرك معني الكوميديا في السينما، ولذلك ابتعد الفيلم عن الحوارات الطويلة.

تجربة «ياسمين»

وتبقي تجربة النجمة الوحيدة بين نجوم الإيرادات وهي «ياسمين عبدالعزيز» التي قدمت فيلما متماسكا ومفاجئا في جودته هو «الثلاثة يشتغلونها» من كتابة يوسف معاطي ومن إخراج علي إدريس، محنة بطلة الفيلم «نجيبة متولي الخولي» هي محنة جيل بأكمله تمت تربيته علي الحفظ والتلقين لقواعد نظرية مكتوبة دون أن يختبر الحياة نفسها وعندما تنزل «نجيبة» إلي الواقع تتعرض للاستهزاء وللضحك علي عقلها من ثلاثة شباب يمثلون اتجاهات واضحة في المجتمع عموما، وهي الانتهازي النفعي، واليساري المراهق في شعاراته، وتاجر الشعارات الدينية.

وتقوم «نجيبة» بتلقين كل ما تعلمته بطريقة الببغاء للأجيال الصغيرة القادمة، صحيح أن تحولها ويقظتها يتم بشكل مفاجئ، وصحيح أن الفيلم يداعب أحلام الطبقة الوسطي بتفوق «نجيبة» وحصولها علي العريس معا.

مجلة روز اليوسف المصرية في

17/07/2010

 

سامي العدل ممثل شرير بقلب طيب

القاهرة ـ دار الإعلام العربية 

ممثل شرير بقلب طيب، ومنتج من رتبة المحترفين، ظل منذ بداياته في منتصف السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات ممثلاً عاديا لا يبرح الأدوار الثانوية، ورغم ذلك أصبح وجهه مألوفا لدى الجماهير واسمه معروفا، إلى أن امتلك مع أشقائه واحدة من كبريات شركات الإنتاج السينمائي والتليفزيوني؛ ليتحول فجأة من هامش الكادر إلى بؤرة الضوء.

بل يصبح صانعًا للنجوم بداية من «محمد هنيدي» مرورا ب«أحمد السقا» وصولاً إلى «محمد سعد» و«مصطفى قمر»، صار سامي العدل ليس فقط ممثلاً مشهورا ولا منتجا كبيرا، بل حجر الزاوية في الوسط الفني كله بتشعُّب علاقاته وانتشار نجوميته كأنه مدار لصناعة السينما والتليفزيون..إلا أنه في بداية حديثه ل«الحواس الخمس» يقول: فقط أنا ممثل مجتهد، حاولت أن أنجح وسط ممثلين كبار، ونجحت بالفعل بعد جهد كبير، لكن طموحي لا يقف عند حد التمثيل، بل المشاركة في بناء هذه الصناعة التي أنتمي إليها، فكان توجهي للإنتاج حين توفرت لدي أفكار أردت طرحها على الجمهور.

ولم تكن هناك جرأة لدى شركات إنتاج أخرى لمناقشتها، والدليل على ذلك أنني لم أقم بإنتاج فيلم كنت بطلاً له، بل أحاول الفصل بين المهمتين، التمثيل والإنتاج؛ لذا كان إسناد أفلام من إنتاجي لأبطال آخرين.

واكتفيت في هذه الأفلام بأدوار تكاد تكون مشهدا واحدا، فلم يكن أبدا هدفي أن أمثل بأموالي، أو أن أحصد الثروات من خلال الفن، بل كان شغلي الشاغل دعم الأفكار الجريئة في مجال السينما التي أعتبرها أهم من بيتي الشخصي.

نشاط فني

وحول الأعمال التي يُعد لها هذه الفترة، قال إن رمضان هذا العام مليء بالنشاط الفني، فلديه مشاركة في مسلسل «بالشمع الأحمر» بطولة الفنانة يسرا، وكذلك مسرحية «ملك الشحاتين» التي يشارك في بطولتها مع لقاء سويدان ومحمود الجندي، والتي تُعرض حاليا على مسرح السلام، وتتحدث عن جوانب سياسية بشكل غير مباشر، والمسرحية كتبها الشاعر الراحل نجيب سرور منذ أكثر من 40 عاما.

أضاف: أثناء عرض أعمالي التي أنتجها أو أشارك في التمثيل فيها، غالبا ما أكون منشغلاً بعمل جديد تمثيلاً أو إنتاجا، وأركز في معرفة آراء الجمهور العادي وكذلك آراء النقاد رغم الخبرة التي أتمتع بها، إلا أنني أضع عامل التوفيق أو عدمه في حساباتي، فكل شيء وارد في الفن، فقد تقف الظروف أمام عمل جيد فيفشل فشلاً ذريعًا، وعلي أن أدرس أسباب الفشل والنجاح عقب كل عمل..

لافتا أنه يؤدي شخصية رجل أعمال في مسلسل «بالشمع الأحمر» الذي سيعرض في رمضان المقبل، وأن العمل يتناول قضايا مهمة تتعلق بمهمة «الطب الشرعي» الذي لا يعلم كثير من الجمهور عنه شيئا.

القاضي المرتشي

تعليقا على حبسه في أدوار «الشرير»، رد قائلاً: لم يحدث أن تم حبسي في شخصية الشرير؛ لأنني ببساطة لم أقدمها كثيرا كما يتخيل البعض، لكن نجاحي في أداء هذه الشخصية أغرى البعض بأنني لا أمثل سواها، وحتى هذه اللحظة لم تأت لدي رغبة التمرد عليها؛ لذلك لن أتردد في قبول أي دور شر ما دام جيدا، ففي فيلم «الكبار» مثلاً أقوم بدور القاضي الشريف، لكن ظروفًا قاهرة متمثلة في مرض ابنه الذي يحتاج إلى أموال كثيرة للعلاج، تضطره إلى قبول الرشوة.

وهذا لا يعني أن الشخصية شريرة، بل أعتقد أنه سيكسب تعاطف الجميع، فالفيلم يوجه رسالة مباشرة للمسؤولين في مصر بأن يتم مراعاة ظروف مهن ومناصب بعينها حتى لا يضطر أصحابها إلى الوقوع في فخ الخروج عن القانون، خاصة في مجال يتعلق بالعدالة، فالقاضي أو غيره ممن لا يأخذون حقوقهم المادية من الدولة كيف لهم أن يحافظوا على استقامتهم إذا ما تعرَّضوا إلى ظروف قاسية؟

وبكل أسف هذا ما يحدث للمعلم والطبيب لدينا ثم نعود ونشتكي من المدرس الذي لا يؤدي عمله بإتقان، أو من الطبيب الذي يرفع أجر كشفه في عيادته الخاصة، هذا أمر غير منطقي بالمرة، يجب أن توفر الدولة أولاً الحياة المعتدلة للمهن التي تبني المجتمع لكي نتمكن من محاصرة الشر داخل الإنسان.

لَي ذراع

وحول مشاركته في الأعمال التي ينتجها، أكد أنه في الأصل ممثل، ولم يحصل على الأدوار في الأعمال التي ينتجها بأسلوب لي الذراع.. مشيرا إلى أنه مطلوب كممثل؛ لأنه غير دخيل على المهنة.

لكن عندما دخل مجال الإنتاج كانت الساحة الإنتاجية تفتقد أهل المهنة، ما سبَّب - حسب رأيه - سقوط السينما في فخ التجارة، وعاد ليؤكد أنه عندما ينتج عملاً ويجد دورا يناسبه ويطلب أن يؤديه، فلا يحتاج لمساعدة المخرجين أو المنتجين الذين يختارونه في أعمال ليست من إنتاجه؛ لكي يثبت أنه ممثل جيد.

وفي تقييمه لأداء السينما ومدى مناقشتها للقضايا بشكل جيد قال: حين يكون النقد بشكل شامل ومجمل يحدث الظلم في كثير من الأحيان، فمثلاً حين يؤكد ناقد ما أن السينما انتهت، فهو يلغي بكل سهولة مجهود كثيرين يدفعون حياتهم في العمل السينمائي.. وتساءل:

من الذي يمكنه أن يثبت أن السينما قد ماتت بينما الأفلام الجيدة موجودة كل عام؟!، صحيح أن هناك أفلاما غير جيدة، لكن الجودة وعدمها موجودان منذ الأزل في أي عمل وليس الفن فقط، فنحن في أي مهنة نجرِّب.

والتجربة دائمًا ما تحتمل النجاح والفشل، وفي اعتقادي أنه كلما زاد الإنتاج ظهرت أفلام كثيرة جيدة؛ لذلك نحتاج إلى المزيد من دور العرض حتى يزيد الإنتاج، فمشكلة ندرة دور العرض جعلت المنتج يفكر كثيرا قبل إنتاج أي عمل، وهذا ما دفع بعض المنتجين للتسابق نحو امتلاك دور عرض خاصة بهم.

ولم يختلف مع النجوم الذين يقومون بالبطولة ويبدون الرأي في السيناريو، فقد أيَّدهم في ذلك، معتبرا أن الفنان خاصة النجم يكون مسؤولاً عن العمل الفني؛ لذا فمن حقه أن يعدِّل ويقتنع بالسيناريو ويناقش كل صغيرة وكبيرة، ففي النهاية العمل سيُنسب إلى تاريخه.

وأضاف: في شركتنا نحرص على حفظ حق كاتب السيناريو والقصة، ونرفض أي تعديلات تخلّ بالموضوع، لكن طرح وجهة النظر من قبل بطل العمل متاحة، وغالبا ما تكون الملاحظات المقدمة مفيدة.

وهذا ليس تحيُّزا للنجوم، بدليل أنه في حالة وجود إصرار من النجم على تعديلات نراها كثيرة وغير منطقية نعتذر له ونستبدل به آخر، فإذا أراد أن يغيِّر العمل كله، فعليه أن يكتب هو القصة والسيناريو والحوار، فلا نقبل تقديم تنازلات تخل بالعمل من أجل نجم رغم احترامنا لهم جميعًا.

ازدواجية

ولا تزال تصريحات العدل حول الحجاب في التمثيل تثير مشاكل بالنسبة له، وقد علَّق على الأمر قائلاً: لست ضد الحجاب، لكن هل من المنطق أن تظهر الفنانة المحجبة بحجابها في مشهد وهي بغرفة نومها؟

إننا نتعامل بالمنطق في الفن، وإذا أردنا أن ننتج عملاً فلا بد أن يتطابق مع واقع المشاهد لكي يقتنع، أما أن تكون البطلة محجبة في الشارع والبيت والسرير ومع زوجها، فهذا كلام لا يقبله العقل؛ لذلك أفضل الممثلة غير المحجبة التي يمكنها أن تؤدي أي دور حسب متطلبات العمل الفني ما دامت رضيت بأن تعمل بهذه المهنة، فلا يمكنني قبول ازدواجية الفنانات في قبول ورفض الأدوار حسب المزاج.

البيان الإماراتية في

17/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)