حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هاني رمزي لـ «الشرق الأوسط»: تخطيت الخطوط الحمراء في كل أعمالي

الفنان المصري: ليست لي ميول سياسية.. و«الرجل الغامض بسلامته» علامة جديدة في تاريخي

سها الشرقاوي

هو فنان كوميدي من الطراز الأول. حريص جدا على المحافظة على خطه الكوميدي منذ بدايته الأولى مع الفنان محمد صبحي في أعماله المسرحية، مثل «وجهة نظر» و«تخاريف». شكلت هذه المسرحيات انطلاقة كبيرة لهاني رمزي، قام بعدها بالعمل مع نجوم كبار، وكان يقوم بأدوار ثانية لكنها مؤثرة ولا تُنسى، مما دفع المنتجين للتفكير فيه كبطل مطلق.. وهو ما حدث عبر أكثر من ثمانية أعمال كانت تتسم بالخلطة الجريئة ما بين الكوميديا والسياسة عندما أصبح بطلا يحمل مسؤولية فيلم كامل، مما أوقعه دائما في مشكلات مع الرقابة الفنية داخل مصر.

هاني رمزي, الذي التقت به «الشرق الأوسط» في القاهرة, الآن بصدد طرح فيلمه الجديد «الرجل الغامض بسلامته» الذي تم تأجيله لعيد الفطر، لكنه قال إن قرار التأجيل لا يقف وراءه أي خوف من المنافسة، وإن السبب يرجع إلى قصر مدة الموسم الصيفي الحالي لعدة أسباب، منها مباريات كأس العالم وشهر رمضان وامتحانات الثانوية العامة. ومع أنه قال إنه ليست له أي أعمال درامية للعرض في شهر رمضان القادم، فإنه كشف عن تفكيره في لعب بطولة جزء ثان من فيلمه الأول «غبي منه فيه»، بحيث يتزوج البطل الغبي (سلطان) وينجب أطفالا أغبى منه، مضيفا أنه لن يحيد عن الكوميديا الهادفة. وتحدث عن أفلامه ذات الصبغة السياسية، موضحا أنها ليست أفلاما سياسية مباشرة، لكن ميزتها أنها تعبر عن الناس البسطاء. وقال إنه يحب مواكبة الأحداث واختيار القيام بالأفلام التي تمس حياة البسطاء.. وإلى تفاصيل الحوار..

·         ما سبب تأجيل فيلم «الرجل الغامض بسلامته» الذي كان مقررا عرضه في الموسم الصيفي الحالي؟

- انتهيت من الفيلم وكان من المقرر أن يتم العرض خلال موسم هذا الصيف بالفعل، لكن الشركة المنتجة تراجعت عن فكرة عرضه بسبب سوء حال الموسم وبسبب مباريات كأس العالم المقامة حاليا في جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى امتحانات الثانوية العامة، وقررت أن يتم عرضه في عيد الفطر المبارك، كما أن الموسم الصيفي لعرض الأفلام موسم قصير جدا، فشهر رمضان يقطع الموسم في منتصفه، والإيرادات في هذا الموسم غير متوقعة في ظل أعمال جيدة من خلال متابعتي لها.. فـ«ابني في حضني؛ فلماذا أخرجه هذه الأيام؟» حيث يمكن أن يتعرض لظلم ولا يحقق إيرادات مناسبة.

·         لكن العمل الجيد يفرض نفسه بصرف النظر عن أي ظروف موجودة؟

- من الطبيعي في أول أسبوع أن يذهب الجمهور للفنان الذي يحبه في ظل كل الظروف مهما كانت، على الرغم من عدم اهتمامه بالسينما في هذه الفترة، لكن في ظل الظروف الطبيعية يكون اهتمام الجمهور بعمل نجمه ممتدا للأسبوع الثاني، وبعد ذلك يتكلم الناس عن الفيلم إذا كان جيدا فيستمر، ويذهب الناس مرات ومرات ويكون رد فعل الجمهور هو المحرك الأساسي للإيرادات. والإيراد هو التقييم على العمل، فهو ما يؤكد نجاحه أو سقوطه، ولا يصح فيه التزييف، بخلاف الأعمال الدرامية التي قيل في السنوات الماضية إن كل عمل منها كسر الدنيا وحقق أعلى مشاهدة، وهذا من حقهم، فلا يوجد معيار لنجاح العمل الدرامي، ولو قام أحد بانتقاد العمل الدرامي فيكون رد فعل صاحب العمل أنه مجرد خلاف شخصي ولا علاقة له بالعمل.

·         معنى كلامك أن هناك نقادا على درجة كبيرة من الحيادية؟

- لدينا نقاد محترمون جدا وأنا أحب أن أتابعهم، وفي الكثير من الأحيان ألجأ إليهم لأسمع رأيهم في أعمالي، وهناك أيضا من النقاد الذين يقومون بالنقد لمجرد دوافع شخصية.

·         تردد أن التأجيل بسبب الخوف من المنافسة خاصة في ظل وجود الأفلام الكوميدية لأحمد حلمي ومحمد سعد وأحمد مكي؟

- أنا لا أخشى المنافسة، والمنافسة ليست قوية هذا الموسم. وهناك تراجع كبير في عدد الأفلام وغزارة الإنتاج. فموسم الصيف كان يشهد عددا أكبر من هذا العدد الهزيل. والمنافسة لا تشغلني لأنني إنسان أرضى بكل ما يكتبه الله لي، ولا أشغل نفسي بتلك الأمور، وتركيزي دائما في أعمالي فقط مع احترامي للجميع فلا تشغلني أعمالهم لكني أجتهد.

·         وما هي حكاية «الرجل الغامض بسلامته»؟

- في البداية أعجبت بالاسم جدا، حيث إن له علاقة بأغنية الفنانة سعاد حسني، كما أن معنى الاسم يدل على مضمون الأحداث، والاسم من اختيار مؤلف الفيلم بلال فضل.. فالبطل عبد الراضي شاب من أسرة فقيرة لا يعمل، ووقع فريسة في دائرة الحيتان، وعندما اكتشف أنه مجرد لعبة في أيديهم اضطر إلى أن يكذب، وظلت الكذبة تكبر معه حتى أوصلته إلى حبل المشنقة.. الفيلم يدور في إطار «الرومانتيك كوميدي»، وأنا أول مرة أقوم بهذا الدور، وأعتقد أن هذا العمل سيكون علامة في تاريخي الفني، والفيلم من إخراج محسن أحمد، وتشاركني البطولة نيللي كريم ويوسف داود وشعبان حسين ومروة حسين وفريال يوسف.

·         اعتدنا في أعمالك السابقة على قيامك بالغناء داخل العمل، لكن في هذا الفيلم لماذا لم تقم بالغناء؟

- لم تكن هناك مساحة للغناء في العمل، وأنا لا أتعمد الغناء لكن الأغنية تساعد في كسر الملل لدى المشاهد، ودائما ما تكون وجهة نظر الكاتب، وأنا أؤديها إذا اقتنعت بها.

·         وماذا عن أول تعاون مع المؤلف بلال فضل؟

- أنا سعيد للغاية بالتعاون مع بلال فضل، فهو مؤلف لديه رصيد وفير من النجاحات.. وبلال هو من عرض علي الفيلم، وقال لي إن الشخصية مرسومة لي، وظل بلال بعدها لمدة عام كامل يكتب السيناريو، ولم تكن هناك مشكلة في الوقت، بل كنا ندعمه ليخرج العمل بشكل جيد، والفيلم تم تصويره في عام آخر.

·         من وجهة نظرك أليست هذه فترة طويلة لتجهيز فيلم سينمائي؟

- هي بالفعل فترة طويلة، لكن بعدما انتهى الكاتب من السيناريو تماما بدأنا نجهز لدخول التصوير فاضطررت للتوقف بسبب مسلسل «عصابة بابا وماما» الذي كان مقررا عرضه في شهر رمضان. وبعد انتهائي من المسلسل استكملنا التصوير مرة أخرى. وتوقف العمل مرات أخرى أثناء التصوير لأسباب مختلفة.

·         تتسم أعمالك دائما بالطابع السياسي، فهل لديك ميول سياسية معينة؟

- أنا ليست لي أي ميول سياسية، لكنني متابع جيد للأحداث داخل مصر وخارجها، وليس لي أي طموح سياسي، لكني أهتم بأمور الناس ومشكلاتهم، وهو ما يدفعني لاختيار الفيلم الذي يحمل كلمة أو معنى ويمس حياة الناس البسطاء، وأنا دائما أحب مواكبة الأحداث، ولا أحبذ القيام بأي أعمال تتناول قضايا مستهلكة.. وقد قمت بأعمال اجتماعية بعيدة عن السياسة.

·         على الرغم من ذلك، فإن كل أعمالك، حتى لو كانت ذات طابع اجتماعي، يكون هناك في النهاية خط سياسي واضح فيها؟

- بالفعل، في العمل الاجتماعي البحت تكون بين السطور علاقة مباشرة بالحياة السياسية خاصة داخل مصر، وأنا أتعمد ذلك لأن السياسة تدخل في كل مجالات الحياة.. فأنا أحب أن أكون قريبا من الناس، ومن دون أي دوافع شخصية، وأكون حريصا جدا على أن أقدم الشكل الكوميدي. والذي لن أحيد عنه أن تكون الكوميديا هادفة وبعيدة عن الابتذال عن طريق الإضحاك من خلال فكرة.

·         هناك الكثير من الممثلين الحاليين يقومون بالخلط بين الكوميديا والسياسة، فهل تعتبر نفسك من أوائل الممثلين الذين قاموا بذلك؟

- أنا لست الأول لكنني كنت حريصا جدا في المحافظة على هذا الخط، وأصبح هناك تقليد لهذا الخط، ولا مانع لدي في هذا التقليد لكن يجب أن يحتوي الموضوع على فكر جديد (مش تقليد وخلاص).. كما أن السياسة أصلا منذ زمن بعيد وهي تناقش من خلال الأعمال الكوميدية، وأكبر دليل على ذلك فن الكاريكاتير، فهو فن كوميدي بحت يناقش في المقام الأول مشكلات السياسة داخل المجتمعات المختلفة.

·         لكنك تأخذ وقتا طويلا بين الأعمال مما يجعل وجودك قليلا نسبيا؟

- الاختيار هو المشكلة.. وأنا دقيق دائما في اختياراتي، ولدي معايير صعبة للغاية، والكوميديا صعبة جدا أيضا.. والمشكلة هنا في كتاب الكوميديا فأعمالهم أيضا قليلة، بخلاف الأكشن والاجتماعي والدرامي، لكن الفيلم الكوميدي قليل جدا لأنه مخاطرة كبيرة لجميع العاملين به.

·         لماذا دائما هناك مشكلات مع الرقابة الفنية داخل مصر؟

- خلافي مع الرقابة نتيجة أفلامي السياسية الجريئة التي تخطت كل الخطوط الحمراء ولم يعتادوا عليها في الأعوام السابقة، وكانت البداية مع «جواز بقرار جمهوري»، حيث كان هناك جدال كيف نظهر صورة رئيس الجمهورية، وبعدها فيلم «أبو العربي»، وتمت مناقشة العمل في مجلس الشعب، وبعد ذلك فيلم «عايز حقي»، وبعد ذلك فيلم «ظاظا»، وأصبح من المعتاد أن تكون هناك مشكلات مع الرقابة، ففي الماضي كانت الرقابة تحرك القوانين واللوائح من دون إتاحة فرصة للتعبير عن الرأي.

·         وهل هناك اختلاف في الرقابة حاليا؟

- هناك فارق كبير. فالدكتور سيد خطاب الرئيس الحالي للرقابة لديه فكر ووعي ومتعاون جدا، وبالمناسبة فقد شاهد فيلم «الرجل الغامض بسلامته» على الرغم من التجاوزات فيه، لكننا تناقشنا فيها وقبلها، وقد تم حذف مشهد واحد كانت الرقابة معترضة عليه في السيناريو من البداية، وحذف المشهد كان في صالح العمل ولم يؤثر بالسلب عليه.

·         هل أنت فنان للأسرة؟

- أنا أحاول أن أكون فنان كل الأسرة من الطفل للشاب للعجوز والمرأة، وأعترف بأنني في فترة كانت هناك تجاوزات، لكني حاولت التعامل معها بشكل مناسب، ففي فيلم «محامي خلع» كان الموضوع شائكا جدا حيث يمس العلاقة بين الرجل والمرأة، لكني حاولت جاهدا أن أقدمها بشكل لا يجرح الحياء لدى الأسرة العادية.

·         هل أنت راض عن كل أعمالك السابقة؟

- الأعمال التي قمت ببطولتها أتحمل المسؤولية عنها كاملة، وأنا راض عنها جميعا، لكن في بداية دخولي الوسط الفني اضطررت أن أقوم بأعمال عندما أشاهدها لا أرضى عنها، لكنها كانت مرحلة ضرورية للوجود ليس أكثر.

·         فيلم «غبي منه فيه».. لماذا لم تستثمر نجاحه في القيام بجزء ثان له؟

- «غبي منه فيه» من أقرب الأفلام إلى قلبي وأحبها جدا، وأتمنى عمل جزء ثان له، وبالفعل هناك تفاوض الآن مع المؤلف أحمد عبد الله للتفكير في فكرة جديدة للقيام بجزء ثان للفيلم بشرط ألا يقل عن الجزء الأول، وتقريبا استقررت على الفكرة حيث نفكر في أن يتزوج سلطان وينجب أبناء أغبى منه، وتدور القصة حول العلاقة بينهم.. وأتوقع أن يكون فريق العمل نفسه موجودا، نيلي كريم وحسن حسني وطلعت زكريا والمخرج رامي إمام.

·         هل سنشاهد هاني رمزي في عمل درامي في شهر رمضان القادم؟

- لا.. ليس هناك عمل لي في شهر رمضان، وأنا اعتبر نفسي ضيفا على الدراما التلفزيونية، لكنني لو وجدت سيناريو مكتوبا بدقة فلا مانع أن أقوم به.

·         هل تابعت كأس العالم؟

- أنا متابع جيد جدا لبطولات كأس العالم، وكنت أشجع الجزائر في هذه البطولة لكنها خرجت من الدور الأول، وكنت أتمنى أن تصل الأرجنتين للنهائي، وكنت أتوقع أن تفوز بالكأس، كما حزنت بشكل كبير على خروج البرازيل.

·         هل تؤثر الكرة على الناس؟

 - نعم.. فالكرة لها تأثير وأصبحت مصدر سعادة للناس، كما أنني أحب المباريات لأن الشوارع تكون خالية أثناءها ويسهل التنقل.. وهي المتنفس للناس، وتمثل اتحادا واجتماعا لهم على مختلف فئاتهم.. وأتخيل لو كانت مصر في كأس العالم لكنا وجدنا الشوارع خالية تماما.

·         أترى أن الكرة أخذت حقها على حساب السينما؟

- الموضوع ليس على حساب السينما فقط، لكن الأمر زاد حتى دخلت السياسة في الكرة، وأصبحت الحكومات تتدخل في الكرة بسبب المباريات.

الشرق الأوسط في

16/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)