حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أسبوع النجوم.. دي كابريو وجوليا روبرتس في فيلمين مميزين

فيلم استهلال «انسبشن» اليوم بالدوحة وغداً في أميركا وأوروبا

إعداد: عبدالرحمن نجدي

انتهت كأس العالم وبدأ نشاط الأفلام، فالسينما في الصيف لها نكهة خاصة، وبالفعل الأفلام التي تقدمها صالات السينما بالدوحة تستحق المشاهدة، أهم أفلام هذا الأسبوع فيلم للنجم السوبر ستار ليوناردو دي كابريو وللمخرج الفذ كريس نولان، يدور حول فكرة الهندسة العقلية والتحكم بالعقل البشري عن طريق الأحلام، وهو فيلم يترقبه العالم أجمع، وستشاهده الدوحة قبل يوم من إطلاق عروضه العالمية.

فيلم مهم آخر من إنتاج 2009 ولكنه يستحق المشاهدة، وهو فيلم من بطولة النجمة الاستثنائية في هوليوود جوليا روبرتس وأعني به فيلم «يراعات في الحديقة»، ويدور حول الأسرة والمعاني الحقيقية للحب ويحكي مسيرة عائلة غارقة في ضبابية الحياة.

هناك أيضا فيلم رسوم متحركة للأطفال تم تحقيقه بتقنية الأبعاد الثلاثية وهو فيلم «نصفي الشرير» وهو فيلم الرسوم الثالث هذا الشهر بعد «شريك للأبد» و«حكاية لعبة» الجزء الثالث.

فيلم «مطاردة في كونيتيكت» فرض رعبا نموذجيا يدور حول عالم الأرواح، وهو مقتبس من قصة حقيقية حدثت في ولاية كونتيتيكت في منتصف ثمانينيات القرن المنصرم، ومن مصر نشاهد فيلم «حد سامع حاجة» وهو مقتبس من فيلم أميركي أثار ردود فعل سلبية عند عرضه في مصر قبل عامين ويبرهن على التخبط الذي يسير عليه موزع الفيلم المصري.

* استهلال  INCEPTION

النوع: تشويق – خيال علمي.

الزمن: 102 دقيقة.

التصنيف: PG 13 +.

البطولة: ليوناردو دي كابريو، كين وتانبول.

الإخراج: كريس نولان.

فيلم يجمع بين الحركة والخيال العلمي حول قابلية التحكم بالعقل البشري عن طريق الأحلام ويقوم على فكرة الهندسة العقلية، وذلك من خلال رجل تم زرع جهاز في دماغه يمكنه من التسرب إلى عقول الآخرين وزيارة عوالم وأزمنة مختلفة.

ستشاهد الدوحة هذا الفيلم المهم قبل يوم من انطلاق عروضه في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد احتل الفيلم بمجرد طرح إعلاناته التجارية في وسائل الإعلام موقع الصدارة في كل الجدل الذي يدور حول الأفلام، كما أن جمهور السينما ينتظره بلهفة شديدة؛ فالفيلم للمخرج المثير للجدل كريس نولان الذي يملك كل أدوات السينما بين أصابعه، ويلعب بطولته النجم ليوناردو دي كابريو بمشاركة النجمة الفرنسية ماريون كوتيلارد وكين وتانبول وألين بيج وتوم بيرنجر والممثل المخضرم مايكل كين.

وللمرة الأولى منذ سنوات أجمع النقاد الذين شاهدوا الفيلم في عروضه الخاصة بنسبة %100 على تميز الفيلم وتفرده ومنحوه 8.4 من 10. ووصفه ناقد مجلة (الاي جي أن) بالكمال من مخرج يثبت في كل عمل جديد خصوصية السينما التي يحققها، أما مجلة (فارايتي) السينمائية ذائعة الصيت فقد وصفته بالتفرد في التعبير السينمائي وفي كتابة النص وعقلانية زاهية في ربط التفاصيل بالمضمون العام، أما مجلة (أمباير) فقد منحته في نسختها التي ستصدر في أغسطس المقبل نسبة 5 نجوم من 5.

صُوِّرت بعض مشاهد الفيلم في مدينة طنجة بالمغرب، وتم تصميم مواد الدعاية للفيلم بأشكال هندسية غامضة وألوان داكنة وغير مألوفة تعزز التجريد والغموض في الفيلم.

ويعتبر كريس نولان مخرج الفيلم من أساتذة الإخراج في السينما الأميركية وتدور أفلامه دون استثناء حول ضبابية الحياة بشخصيات محايدة وأحلام غامضة تأخذ حيزا في حبكات أفلامه.

ونولان مخرج أميركي/ بريطاني وكاتب سيناريوهات ومنتج أفلام من مواليد لندن 1970، اشتهر بأفلامه (ممنتو، وباتمان يبدأ ثم باتمان الفارس الأسود فيلم أرق مع آل باتشينو، وفيلم المقام مع هيو جاكمان وكريستيان بيل).

أما بطل الفيلم ليوناردو دي كابريو فهو واحد من أهم نجوم السينما الأميركية في العقدين الأخيرين وهو من مواليد 1974، عرف جمهور السينما وهو في سن مبكرة من خلال (ألم ممض، وهذا الولد ثم جليبرت جريب) قبل أن يحقق شهرة داوية بفيلمه (تايتانيك) مع جيمس كاميرون، من أفلامه المهمة (الماس الدموي، الطيار الذي لعب فيه شخصية هيوارد هيوز، روميو وجولييت، أمسكني إن تمكنت من ذلك) وشاهده جمهور السينما في مايو الماضي مع المخرج العملاق مارتن سكورسيزي في فيلم جزيرة شاتر.

إن كل الافتراضات التي يطرحها هذا الفيلم والتي تركِّز على العقل والحلم وحبكة غير نمطية وشخصيات معزولة بمعالجة مغلفة بالكثير من الغموض ويستحق الفيلم أن نشاهده أكثر من مرة، فهو فيلم مختلف بحكاية مثيرة.

* مطاردة في كونيتيكت

النوع: رعب – خيال علمي.

الزمن: 92 دقيقة.

التصنيف: PG 13 +.

البطولة: فرجينيا ماديسين، كيلي جالنر.

الإخراج: بيتر كرونول.

تنتقل عائلة كامبل من مدينة نيويورك إلى كونيتيكت لكي تكون بقرب المشفى الذي يُعالج فيه الابن الأكبر من مرض السرطان، ولكن تبدأ حركة مريبة من أرواح شريرة وحاقدة يكتشفها أولا الابن المريض فيما الجميع يعتقد أنها هلوسات طبيعية تصاحب العلاج الكيميائي.

كثيرة هي الأفلام التي تدور في عالم الأرواح والأشباح وما وراء الطبيعة، ودائما تتسم هذه الأفلام بضبابية وحبكة غير متماسكة أو تقليدية وفي كل مرة يقولون إنها مأخوذة عن قصة حقيقية لإضفاء صفة الواقعية على أحداثها، وهذا بالضبط ما ورد في إعلانات هذا الفيلم التي تقول إن قصة الفيلم مأخوذة عن قصة حقيقية جرت وقائعها لعائلة (كاميرون سنيدكر) التي صاغها الكاتب راي جارتون في كتابه (المكان المظلم).

تدور أحداث الفيلم في عام 1987 بينما جرت أحداث القصة الحقيقية عام 1980، ويصف كامبيل كاميرون صاحب القصة الحقيقية بأنه عندما انتقل إلى منزل جديد في منطقة (ساوثنقتون، بكونيتيكيت) أصبح يشاهد أشباحا تحتل المنزل، ويقول إن أحدها لشخص نحيل بارز الوجنات بعينين سوداوين تغطيهما نظارات، وآخر بشعر أسود وعينين زرقاوين.

أما مات بطل فيلمنا فقد عاش تجربة شبح شاب من عشرينيات القرن الماضي يسمى جوناه، وهو شبح لوسيط جلسات لتحضير الأرواح عاش في السابق بالمنزل، ويصل الفيلم إلى ذروته بعدما تعلم "مات" الطرق التي قد يتمكن بها من طرد الأرواح الشريرة، ولكنها قطعا لن تستسلم وتظل تطارد الأسرة بضراوة.

فيلم رعب نموذجي وسينما يتفنن صُناعها في خلق أساليب وجرعات جديدة من العنف والغموض والتطرف في كل مرة بغرض الاحتفاظ بمشاهديها، ويجب أن نعترف بقدرة هوليوود على الابتكار، فطالما يحس الإنسان بعدم الاطمئنان في عالمه الحقيقي فسينما الرعب هي الوسيلة السريعة والفعالة لإحداث التوازن النفسي، أو هكذا تشيع مدينة السينما في عقول الناس.

الأداء جاء مميزا في الفيلم، خاصة من فرجينيا ماديسين (كاندي مان) في دور سارة كامبل وهي تؤدي دور الأم التي تحاول بضراوة تماسك أسرتها، وكذلك شكل المنزل الذي صممته أليسا كيوان فهو بالفعل يبدو كالمنزل المسكون.

الفيلم بالطبع لم يعجب النقاد الذين منحوه %19 فقط من أصل 94 مقالا حسب تقديرات موقع (روتن وتوماتوس) رغم احتلاله المركز الثاني في إيرادات الأفلام عند نزوله لصالات السينما في أميركا الشمالية محققا 8420 دولارا في أول عطلة نهاية أسبوع.

* يراعات في الحديقة  FIREFLIES IN THE GARDEN

النوع: دراما – عائلي.

الزمن: 89 دقيقة.

التصنيف: R.

البطولة: جوليا روبرتس، رايان رينولدز، إيملي واتسون.

الإخراج: دينس لي.

يحكي الفيلم قصة أم تعيش حياة يملؤها الإحساس بالذنب بعد أن تسببت هي وزجها في حادث أليم مأساوي لابنهما نتجت عنه إعاقة دائمة.

ميلودراما أميركية كلاسيكية تدور حول العلاقة المضطربة بين أب متهور وزوجة محبة وأبناء ضحايا هذه العلاقة المعقدة، ويتمحور الفيلم حول الصراع بين الأب شارلز "وليام دافو" وهو أكاديمي وأستاذ جامعي متزمت وابنه مايكل "رايان رينولدز" وتغطي أحداث الفيلم 3 أجيال من أسرة شارلز رغم أن وقائعه تدور في الزمن الراهن مع استعمالات مكثفة للفلاش باك يتصاعد فيها البناء الفيلمي مع مراحل نمو الأبناء والتحول في شخصياتهم.

تدور أحداث الفيلم في منطقةٍ ما قرب شيكاغو رغم أن الفيلم صُوِّر بالكامل في تكساس، ويبدأ بمايكل وهو في طريقه لمنزل الأسرة للاحتفال بتخريج شقيقته، ولكن يفاجَأ بوفاة والدته في حادث سيارة.

كتب قصة الفيلم وأخرجه دينس لي المخرج الكندي الذي اشتهر من خلال فيلمه القصير والوحيد "جيسيس هنري كرايست" الذي حاز به عدة جوائز في أول تجربة إخراجية لفيلم روائي طويل، وقد اقتبس عنوانه من قصيدة للشاعر الأميركي روبرت فروست وردت في الفيلم في كتاب السيرة الذي ألفه مايكل الابن الذي أصبح كاتبا ناجحا، ويبدو الفيلم وكأنه سيرة ذاتية حول حياة المخرج الذي (تفككت) في ظروف تراجيدية مشابهة.

فيلم لا يحاول إبهارنا أو حتى كسب تعاطفنا بل يختار بناء سرديا محايدا وبالغ البساطة، وقد اختارت الممثلة جوليا روبرتس أن تلعب دور الأم.

وتعتبر جوليا روبرتس ممثلة استثنائية وصاحبة أعلى أجر تحصل عليه ممثلة في هوليوود، وقد اشتهرت في السينما في بداية التسعينيات بعد ظهورها مع ريتشارد غير في فيلم "امرأة جميلة" الذي رشحت فيه لجائزة الأوسكار ولكنها حازته في فيلم إيرين بروكفيتش، ويعرفها جمهور السينما جيدا من خلال العديد من الأفلام التي تركت جوليا روبرتس فيها بصمتها بشكل لا يضاهى مثل (نوتنج هيل– سندريللا- المكسيكي- اعترافات عقل مريض– ابتسامة الموناليزا– نظرية المؤامرة– أوشن 11- حروب شارلي ويلسون- مايكل كولينز) وشاهدها جمهور السينما نهاية عام 2009 في فيلم "دبليستي" أو ازدواجية ومطلع هذا العام في فيلم "يوم الفلانتاين".

* نصفي الشرير  DESPICABLE ME

النوع: رسوم متحركة – كوميديا.

الزمن: 95 دقيقة.

التصنيف: PG.

البطولة: ستيف كاريل، جيسون سيجال.

الإخراج: كريس رناود.

فيلم رسوم متحركة بتقنية 3D وفيه يسعى اللص المحترف "جرو" لسرقة القمر، ولكن حياته تنقلب رأسا على عقب وتتغير خططه الخبيثة حين يلتقي 3 فتيات صغيرات يتيمات هن (مارجو وأديث وأجنيس) يشعرن نحوه بعاطفة الأبوة.

الفيلم من إنتاج استوديوهات (يونيفرسال) وقد تم افتتاحه في أميركا الشمالية في 9 يوليو الحالي وحصل على استقبال هائل من النقاد الذين منحوه نسبة %88 من أصل 119 مقالا حسب تقديرات مواقع الأفلام، وقد منحه ناقد (شيكاغو صن تايمز) روجر ألبرت 3 نجوم من 4.

تم إطلاق الفيلم في 9 يوليو الحالي بالولايات المتحدة وقفز للمركز الأول في شباك التذاكر محققا 60.1 مليون دولار في أسبوعه الأول، ويعتبر ثالث فيلم رسوم متحركة يحقق هذا الرقم في أسبوعه الأول بعد حكاية لعبة وشيرك 4.

* حد سامع حاجة (عربي)

النوع: دراما.

الزمن: 120 دقيقة.

التصنيف: PG.

البطولة: رامز جلال، وفاء سالم.

الإخراج: سامح عبدالعزيز.

تدور الأحداث حول شاب انطوائي يعيش وحيداً بصحبة صوت يتردد في أذنيه يخبره بما يفعل، وأحيانا بما سيحدث، فيلجأ لطبيب نفسي لإخراجه من تلك الحالة، فيشير عليه بالدخول في علاقة غرامية حتى يخرج من هذا الهوس فيقع في حب ابنة مدير شركته.

الأرخص والأسرع والأقل تكلفة وإرهاقا هو شعار السينما المصرية كما يقول أهلها، فهي سينما يسيطر عليها تجار الشنطة والسماسرة، ويتحكمون في التوزيع والتسويق والمضمون أيضا، فبينما ينتظر عشاق السينما المصرية بالدوحة من دور العرض السينمائي أن تقدم أفلام هذا الصيف التي تشاهدها القاهرة مثل فيلم أحمد حلمي "عسل إسود"، و "الديلر" لأحمد السقا، و "نور عيني" لتامر حسني، و"المسافر" لعمر الشريف و "الرجل الغامض بسلامته" لهاني رمزي و "لمح البصر" لحسين فهمي وغيرها من الأفلام يرسلون لنا إنتاج 2009 وفي مرات كثيرة إنتاج 2008، ويخسرون بذلك الدعاية الهائلة المصاحبة للأفلام الجديدة واحترام جمهور الفيلم المصري.

الفيلم مقتبس من الفيلم الأميركي (الرقم 23) لجيم كيري وتدور حول شخص أهدته زوجته رواية ليقرأها فيكتشف أن هناك الكثير من الأشياء المشتركة بينه وبطل الرواية، وقد أثار ردود فعل سلبية عند عرضه، وقد سبق أن شاهدنا لمخرج الفيلم سامح عبدالعزيز فيلمي كباريه والفرح.

العرب القطرية في

15/07/2010

 

الواقعية النقدية واتهامات بكشف المستور والإساءة للمجتمعات

«ثقافة النعامة» السائدة من المحيط إلى الخليج 

تسود في المنطقة العربية دون غيرها تقريباً نوع من الثقافة النقدية السينمائية المحافظة التي لا يمكن أن يطلق عليها اسم آخر غير اسم ثقافة النعامة التي تدفن رأسها في الرمال فلا ترى الخطر وتعتقد أنه زال.. فبقدر ما تطالب الأقلام والأصوات السينما بأن تكون أكثر جدية وواقعية وايجابية تجاه مجتمعاتها. بقدر ما تفزع هذه الأصوات، وتستفز وتهاجم كل من يحاول أن يكشف أو يعري مشاكل وعيوب وهموم هذه المجتمعات وكأن هذه المشاكل والهموم سر من الأسرار في عصر لم يعد فيه ما يخفى على عيون وأذان أجهزة الإعلام ووسائل الاتصال.. وتمتد هذه الثقافة بالفعل من المحيط إلى الخليج عبر كل الدول التي تنتج أفلاماً سينمائية أو حتى دراما تلفزيونية فهي كثيراً ما ترددت في «الجزائر وتونس والمغرب» متهمة المخرجين وصناع الأفلام الواقعية بمغازلة الصورة الاستشراقية عنا لدى المتفرج الأوروبي.. وتمتد هذه الثقافة نفسها لتصل إلى فلسطين وسوريا ولبنان فنسمع ونقرأ من يهاجم ويتهم أفلاماً مثل «المر والرمان» و«أمريكا» و«ملح هذا البحر» و«كراميل» وغيرها بالاساءة للأوطان والمجتمعات وحتى في الخليج العربي الداخل حديثاً إلى عالم صناعة الأفلام لا نعدم أفلاماً وأصواتاً تهاجم أفلاماً مثل «دار الحي» أو «حنين» من الإمارات.. وبالطبع وقبل وبعد كل هذه الأمثلة تتركز وتتضخم هذه الثقافة في مصر حيث المركز التاريخي والأكبر لصناعة السينما العربية وحيث المجتمع الذي يتجاوز تعداده ٨٠ مليون نسمة بكل مشاكل المجتمعات الضخمة النامية وحيث الحساسية المفرطة تجاه صورة هذا البلد الأكبر وصاحب الدور الريادي في الثقافة والفنون تاريخياً وفي هذا الموسم الأخير تجلت بشكل واضح هذه الثقافة تجاه عدد من الأفلام التي اعتبرها معظم النقاد المتخلصين من ثقافة النعامة من أفضل ما قدمت السينما المصرية وأكثرها واقعية في حين انهالت عليها سهام الفريق الآخر بالاتهامات التقليدية عن كشف المستور والاساءة لسمعة الوطن والمجتمع والشخصية المصرية ويأتي على رأس القائمة فيلما «بنتين من مصر» لمحمد أمين و«عسل أسود» للنجم الأكثر ذكاء أحمد حلمي ويناقش الفيلم الأول بشكل مباشر وصادق وصادم مشكلتي العنوسة بين بنات الطبقة المتوسطة المتعلمات ومشكلة البطالة بين أبناء هذه الطبقة وغيرها، ولا يحاول الفيلم أن يهاون أو يجمل الواقع المؤلم لهاتين الظاهرتين بل يعمل مشرط الجراح أو الطبيب الشرعي الذي يحاول أن يكشف أسباب هذا المرض الذي بات أشبه بالوباء الذي يقتل الروح والأفراح والأحلام ولا يتردد في أن يغوص بمبضعه في المحرمات من الاحتياجات الإنسانية والجسدية المشروعة لابطاله من التحقق الجنسي إلى الأمومة، وإذا كان هذا الفيلم قد ركز عدساته على مشكلتين أساسيتين في المجتمع فإن فيلم «عسل أسود» على النقيض من ذلك حاول أن يقدم صورة شبه بانورامية لمشاكل وأمراض المجتمع من خلال رؤية شاب أمريكي من أصل مصري يعود إلى وطنه ليواجه كل المشاكل المعروفة من فساد ورشوة وقهر أمني وتميز طبقي ووساطة وغيرها ورغم أن الفيلم ينتهي باصرار الشاب على البقاء في وطنه منحازاً إلى الصفات الإنسانية الأصلية التي لاتزال صامدة في وجه هذ المشاكل إلا أن هذا لا يعفيه من سهام الهجوم والنقد وفق نظرية النعامة مثله في ذلك مثل فيلم «بنتين من مصر» الذي ينتهي العكس بنهاية مأساوية فاقدة الأمل إلا قليلا.. ولا يجد المتهم من رد على هجوم أصحاب نظرية إخفاء العيوب وتجميل القبح المجتمعي إلا بالإحالة إلى السينما الأمريكية الأضخم تأثيراً وانتشاراً في العالم كله والتي لا تكف يوماً عن تشريح المجتمع والسياسة والاقتصاد الأمريكي وفضح العيوب دون هوادة أو مهادنة ودون أن نسمع صوتا واحداً يتحدث عن كشف المستور والاساءة لسمعة هذا المجتمع الأكثر حيوية وتأثيرا وتقدماً بين كل المجتمعات البشرية ودون أن يعني هذا أنه خال من العيوب والمشاكل ولكنه الأكثر حيوية ربما بسبب قدراته الصحية على مواجهة مشاكله وعيوبه دون خجل.

الراية القطرية في

15/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)