حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

موسم الصيفي "المضروب":

أفلام جديدة .. وإيرادات ضعيفة .. والكل في انتظار صافرة نهاية المونديال!

حسام حافظ

لا صوت يعلو علي أصوات "الفوفوزيلا" التي تصل إلينا مع مباريات كأس العالم في جنوب أفريقيا. أفلام الصيف في دور العرض المصرية أصبحت تنتظر نهاية المباريات حتي تبدأ عروض الأفلام في حفلات منتصف الليل وما بعد ذلك. عشرة أفلام جديدة وايرادات ضعيفة وأصحاب دور العرض ينتظرون صافرة نهاية آخر مباراة في كأس العالم حتي يعود الجمهور مرة أخري لدور العرض.

وعلي جانب آخر مازال الحديث مستمراً عن مستوي الأفلام هذا الموسم. البعض يري تقدماً ملحوظاً في "عسل أسود" و"بنتين من مصر".. والبعض يري تكرارا مملاً في "اللمبي 8 جيجا". والمخرجون يحلمون بحل مشاكل الانتاج في ظل الأزمة الاقتصادية. والشباب يحلمون بالحرية التي شاهدوها في ظل السموات المفتوحة. بينما الجيل القديم يشاهد ما تسمح به الرقابة .. وهذا حديث عن حصاد السينما المصرية هذا الموسم.

ثلاثة أفلام

* الناقد رفيق الصبان يري أن الصيف أصبح يمتد حتي شهر نوفمبر ويشمل موسم الصيف والأعياد أيضاً.. ويقول: رب ضارة نافعة لأن ما كنا نخشاه من تداخل الامتحانات وكأس العالم والصيف ورمضان قد يكون مفيداً لعروض السينما التي سوف تمتد طوال الفترة ما بين أول الصيف وحتي نوفمبر كعرض مستمر. بالتالي تم عرض عشرة أفلام جديدة غالبيتها يتمتع بمستوي فني جيد مثل "هليوبوليس" و"عسل اسود" و"بنتين من مصر" إلي جانب وجبة الأفلام الكوميدية السنوية التي ينتظرها الجمهور. وإن كان هذا العام اقتصرت علي ثلاثة أفلام فقط "اللمبي 8 جيجا" و"الثلاثة يشتغلونها" و"لا تراجع ولا استسلام" وهي أفلام لها جمهورها الذي ينتظرها بغض النظر عن مستواها الفني أو محتواها الفكري.

ويضيف: هناك عوامل كثيرة تؤثر في الاقبال علي مشاهدة السينما. قد تكون عوامل خارجية مثل الاجازات والأعياد ولكن ما يهمني هي العوامل الفنية التي تجذب الجمهور إلي الشاشة أو تجعلهم يهربون من السينما إلي أي وسيلة ترفيه أخري وهذه هي المشكلة أمام أي سينمائي.. والسؤال الآن كيف تحافظ السينما المصرية علي جمهورها؟ كيف تظل العلاقة قائمة بين المشاهدين وما تطرحه السينما من قضايا أو تقدمه من أفكار. خاصة في ظل فترة سياسية شديدة الصعوبة ومليئة بالأشواك. وهنا السينما قد تقوم بدور المهرج الذي يعمل علي إضحاك الجمهور حتي ينسي مشاكله ومعاناته. أو تقوم بدور أداة التثقيف التي تقدم الوعي والتنوير لتقديم حلول لمشاكلنا أو الكشف عن المصدر الحقيقي لتلك المشاكل حتي يستوعبها الجمهور.

منتصف الليل

* الفنان أشرف مصيلحي مدير أحد مجمعات دور العرض يري أن حفلات الثالثة والسادسة تأثرت بكأس العالم بينما باقي الحفلات لم تتأثر.. ويقول:

حفلات منتصف الليل لا علاقة لها بمباريات كأس العالم. بالتالي الاقبال عليها يتزايد. لكن الحفلات التي تواكب وقت المباريات تأثرت. وبالطبع فإن نهاية أيام الامتحانات تشهد إقبالاً مكثفاً علي دور العرض بغض النظر عن الدعاية عن الأفلام سواء بسبب الصحافة أو بسبب الجمهور الذي شاهد الفيلم ولم يعجبه. الشباب يذهبون للسينما بناء علي نصيحتهم بعضهم لبعض. ولا يتأثرون بوسائل الدعاية المختلفة. إلي جانب اعجابهم بأعمال نجم معين بشكل عام مثل أحمد حلمي الذي أصبح الشباب يذهبون لمشاهدة أفلامه دون السؤال عن كاتب القصة أو المخرج. لكن المسئولية هنا تكون مضاعفة علي النجم نفسه حتي يستطيع الحفاظ علي هذا النجاح. بعض النجوم اتجهوا إلي تكرار ما قدموه منذ سنوات. وهذا قد يؤثر بشكل كبير علي حب الجمهور لهم. لذلك أتمني أن تجدد السينما المصرية دماءها كل موسم وتقدم أفكاراً جديدة حتي تحظي بجمهور جديد أو علي الأقل تحافظ علي جمهورها الحالي ولا تفقده.

* يقول المخرج خالد الحجر: لو وضعنا في اعتبارنا المشاكل الانتاجية والتوزيعية التي تعانيها السينما المصرية لوجدنا انه من الرائع وجود عشرة أفلام في دور العرض خلال هذا الصيف. بغض النظر عن الامتحانات وكأس العالم ورمضان. السينما في مصر تواجه مشاكل حقيقية ولا أحد يريد حلها. خاصة بعد توقف القنوات الفضائية عن المساهمة في انتاج الافلام. والخلاف المستمر بين شركات التوزيع وتأثير الأزمة الاقتصادية علي السينما. بالتالي فإن عدد الأفلام المنتجة هذا العام أقل من العام الماضي. وسوف يقل العدد أكثر لو لم نجد حلاً يعيد الحياة لسينما كانت تقدم 90 فيلماً في العام. وصلوا إلي 40. ومرشح هذا العام أن يكونوا 25 فيلماً فقط. لذلك فإن مساهمة أكثر من جهة في الانتاج أصبح ضرورة. لأنه لا يوجد طرف انتاجي يريد تحمل عبء مغامرة الانتاج الكامل للفيلم.

تواصل الأجيال

* الناقدة ماجدة خيرالله تري أن الجيل الجديد في السينما المصرية يحاول تغيير الكثير. وتقول: نحن في حاجة إلي تواصل الأجيال في جميع المجالات. خاصة في السينما. لأنني لاحظت أن الأجيال الجديدة الشابة لديها رؤية وإحساس يختلف عن رؤية وإحساس الجيل القديم. ولكن للأسف لا أحد يساعدهم ولا أحد يهتم بأن يخرج هذا الجيل كل طاقاته ومواهبه. المسألة ليست موسم امتحانات أو كأس العالم أو شهر رمضان علي الأبوب. لكن ما هي الأفلام التي تستحق أن يشاهدها ويقبل عليها الجمهور. هناك فيلمان مهمان: "عسل أسود". و"بنتين من مصر" وماذا بعدهما. صحيح الشباب يذهب لمشاهدة الأفلام الأخري ولكن ذهاب الذي يريد قضاء وقت فراغه بعيداً عن البيت أو عن مشاكله. لكن في الحقيقة هم لا يستفيدون من الوقت أمام فيلم تافه أو عبيط يساهم أكثر في تكريس البلاهة وتقديم التخلف بالتالي بعيداً عن المواسم وغيرها المهم هو المحتوي الذي تقدمه السينما المصرية. ومدي قدرتها علي استيعاب الأجيال الجديدة لتقديم أفلامهم وأفكارهم.

أفلام الديجيتال

* يقول الناقد أحمد حسونة: تكلمنا كثيراً من قبل عن أفلام الديجيتال التي تبحث عن مكان لها في دور العرض. وللأسف تأتي مواسم وتذهب مواسم ولا أحد يعطي فرصة لعرض تجارب هؤلاء الشباب علي الجمهور. حتي لو تم عرض ثلاثة أفلام في الحفلة الواحدة مثل الأفلام القديمة التي كانت تقدم 3 قصص في فيلم واحد لثلاثة مخرجين كبار. فما بالك بالمخرجين الشباب اليوم. إلي جانب الحاجة الملحة لمزيد من الحرية من أجل تقديم كثير من مشاريع الأفلام المتوقفة. لأن طبيعة الجمهور المصري ليست ثابتة بل هي متغيرة من جيل إلي آخر. بالإضافة إلي أن الجيل الحالي يشاهد الأفلام في نفس الوقت مع جمهور أوروبا وأمريكا. وهذا لم يكن يحدث في الماضي. إلي جانب مشاهدة الأفلام علي النت دون رقابة. بالتالي اعتاد الشباب اليوم علي الحرية. وبالتالي عندما يشاهد فيلماً مصرياً علي عشر رقباء وثلاثة منتجين وخمسة مسئولين تكون النتيجة "مسخاً" سينمائياً وليس فيلماً. وبالتالي يبتعد الجمهور عن الفيلم ويبحثون عن سبب انصراف الناس عن الأفلام. والحقيقة أن هذه الأفلام لم تعد تعبر عنهم. وخاصة عن الجيل الشاب وهذا شيء طبيعي. فما زالنا نعيش أسري الماضي!

الجمهورية المصرية في

08/07/2010

 

مقعد بين الشاشتين

المونديال .. ودراما سقوط الأساطير

بقلم : ماجدة موريس 

* برغم كل الجديد في السينما والتليفزيون إلا أن الأيام الماضية وعلي مدي شهر كامل كانت أيام الكرة بامتياز ليس في مصر وحدها وإنما في كل العالم تقريبا محققة قول العالم الشهير مارشال ماكلوهان بأن التليفزيون سيحول العالم إلي قرية صغيرة.. قال هذا في السبعينيات من القرن الماضي وفي بداية الستيعينات انطلقت ثورة البث الفضائي لتتيح لنا رؤية أحداث كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا مباشرة وكأنها في الملاعب القريبة منا في أي مدينة مصرية ليصبح من السهل علينا. بل من الممتع. متابعة ما كان مستحيلا من قبل ثورة الاتصالات. وما كان حلماً لا يجرؤ أحد علي الحلم به قبل ذلك في زمن البث الاذاعي وحده حين كان الراديو هو وسيلتنا الوحيدة لمعرفة ما يجري في الملاعب من خلال وصف مذيعيه الأكفاء.. الآن بعد خمسين عاما من انطلاق البث التليفزيوني المصري الرسمي. أخذ اتحاد الاذاعة والتليفزيون علي عاتقه مهمة توصيل بث كأس العالم لمشاهديه بدافع لا يمكن وصفه إلا الاحساس بالمسئولية تجاه ملايين المصريين الذين لا يملكون ترف الحصول علي اشتراك الجزيرة الرياضية صاحبة الحق الحصري لكأس العالم. دفع الاتحاد -كما نشر- 120 مليونا من الجنيهات من أجل هذا. وسواء رأي البعض الرقم كبيرا أو الهدف صغيرا فإنني أراه هدية ملائمة لملايين المشاهدين بمناسبة عيد الميلاد الخمسين لأن التليفزيون لو لم يتح للناس رؤية كأس العالم. فلن يقبلوا منه أي احتفالات بعيد ميلاده التي سوف تفسر ساعتها بالعجز الفادح والقصور في أساسيات الخدمة الاعلامية. وإذا كان التليفزيون قد نقل لنا مهرجان كان السينمائي فإن المشاهد يتوقع أن يري كأس العالم بالضرورة. ولهذا جاء رد الفعل مهما. يمكن وصفه بأن التليفزيون المصري وضع مشاهديه في حالة "أمن اعلامي" حين أتاح له رؤية سهلة لحدث مهم ينتظره كل أربع سنوات. ومن خلال خمس قنوات أرضية ومتخصصة لتصل إلي كل مكان مع "استديو تحليلي" حافل بنجوم الكرة وتحليلاتهم... ومن الملفت هنا أن اقبال المشاهد المصري صاحبه اقبال المعلنين المشغولين دائما بنسب المشاهدة. وبرغم ما حدث من تشويش في بدايات انطلاق المباريات. إلا أن السرعة والجدية التي واجه بها المسئولون عن الاعلام المصري. وعن القمر النايل سات. هذا الأمر ساهم في إزالة أي التباسات لتحتفظ المباريات برونقها وجمهورها.

أين أفريقيا من البث والرعاية

* ومن جهتها. فإن شبكة الجزيرة الرياضية نجحت في بث المباريات. وفي تغطية ما يحدث في الملاعب. وفي اقامة "ستديو تحليلي" غلب عليه المعلقون التوانسة والجزائريون ولكنه توازن مع اضافة وجوه جديدة لمعلقين وخبراء أوروبيين أو مدربون كان أسلوبهم في التحليل مختلفا عن المعلقين المحترفين وهو ما أثري بعض المناقشات. خاصة في المباريات الحرجة التي قلبت الموازين الكروية بخروج أكثر الفرق المستحقة للفوز لدي المشاهدين. وهي البرازيل والأرجنتين. وهو ما قدمته برامج جديدة علي قنوات مختلفة مثل mbc والعربية. غير أن "دراما الملعب" كانت الأكثر أهمية وإثارة بالنسبة للمشاهد الذكي الذي يدرك أن زمن الفن والسامبا والرومبا قد ولي أمام زمن الكفاح الحقيقي المستمر والعمل الجماعي واستخدام العقل في التخطيط والحركة والايقاع بالخصم. هكذا فعل الألمان تجاه الأرجنتين. وفعل الهولنديون تجاه البرازيل ولتسقط الأساطير تباعا أمام كل العيون. في الملعب وفي البيوت. وتقف المستشارة انجيلا ميركل. رئيسة وزراء ألمانيا فخورة بفريق بلدها وتعلن أنه نتاج سياسة ألمانية ناجحة في اندماج كل الجماعات والأعراق التي يتكون منها مجتمع بلدها. كنت أتمني أن يكون هناك برنامج واحد يقول كلام كهذا عن جنوب أفريقيا البلد الذي يستضيف المناسبة. وأن تقوم شبكة الجزيرة ببث حلقات عن ثقافة وحضارة أفريقيا وكفاحها من أجل التحرر. وأن تقدم -علي هامش المونديال- حلقات عن مانديلا وعن ميريام ماكيبا المغنية الشهيرة واحد أعظم مغنيات القرن العشرين. صحيح أن الجزيرة الوثائقية قدمت مساء الثلاثاء 28 يونيو فيلما عن "أفريقيا وكرة القدم" قدم ربطا لعلاقة كرة القدم الأفريقية بتحرر بلدان القارة والاستعمار وصعود أنظمة الحكم الوطنية فيها. لكن الفيلم ذاته قال نصف الحقيقة في أمور كبيرة منها علاقة مصر بحركات التحرر الأفريقية. وحال كرة القدم المصرية. الحقيقة انه إذا كانت أفريقيا قد كسبت إقامة المونديال لأول مرة علي أرضها. فإنها خسرت فرصة تاريخية لتصحيح صورتها كقارة. وتقديم صورة مختلفة عن الصورة النمطية القديمة للأفارقة. وقد روي الكاتب الكبير محسن محمد في عموده بالمساء "من القلب" كيف اعترفت مجلة الاكونوميست البريطانية الشهيرة بأنها أخطأت حين كتبت منذ عشر سنوات بأن أفريقيا قارة لا أمل فيها وانها تعترف الآن بأن أفريقيا قدمت اسبابا كثيرة للأمل طوال هذه السنوات وأن خطوات التنمية فيها فاقت غيرها من القارات. ومع هذا كله. مازالت صورة الأفارقة في اعلانات المونديال علي شاشة الجزيرة هي هؤلاء البشر الذين يرسمون وجوههم ويرقصون ويغنون. وفي أوقات أخري هم الذين ارتدوا جلود الحيوانات ووضعوا قرونها وحملوا الرماح وذهبوا يطوفون بالغابات والأحراش. ومعهم أسد. بحثا عن كنز. يجدونه في زجاجة مياه غازية مثلجة!.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

08/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)