حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

صفية العمري :

«المصير» و«المهاجر» وراء ابتعادي عن السينما

بقلم : سماح عبد السلام

·         في البداية أين أنت؟! وما الجديد لديك؟

- انتهيت من مسلسل الرجل والطريق للكاتب سعد مكاوي، كما عرض لي مؤخراً فيلم تلك الأيام للكاتب فتحي غانم وقد قدمت فيه دوراً صغيراً وهو ختام الفيلم تمثل في أربعة مشاهد فقط ولكنها مؤثرة فمساحة الدور لم تعنيني بشيء قدر اقتناعي به، وردود الأفعال كانت مؤثرة حيث العودة بشيء مهم وقوي في المقابل أقرأ حالياً عملاً وسأعتذر عنه، حيث لاأري ثقل للشخصية.

·         أعمالك الأخيرة مأخوذة عن نصوص أدبية. فهل حرصت علي ذلك؟

 -لا تتخيلي مدي سعادتي بهذين العملين لأنهما أخذا عن نصوص لأدباء كبار يمثلون قيمة كبيرة في المجتمع.حيث يعي الأديب كل كلمة يكتبها  فيقدم عملاًذات قيمة. الأدب معين مهم لن ينتهي وأعظم أعمالنا الفنية أخذت عن نصوص أدبية.

العودة لأحضان الأدب

·         ولماذا عادت السينما إلي الأدب حالياً؟

- يوجد فترات من الزمان مليئة بغزارة في الفكر والإنتاج والمشاعر وأشياء كثيرة يغذيها المناخ العام، وأحياناً أخري يكون هناك تعثر ونوع من الجفاف والفن عموماً حصيلة ونتاج مجتمع.

·         وأين أنت من السينما الحالية؟

- آخر فيلمين قدمتهما للسينما هما المصير والمهاجر. انظري إلي مستوي فريق العمل وأخر من تعاملت معهم فلا يجوز أن أقبل عملاً دون مستوي أفلامي التي قدمتها ونالت استحسان الناس واحترامهم فأنا من جيل القيمة وتركيبته تهتم بالكيف وليس الكم ولايهمني التواجد علي الساحة الا بعمل ذي قيمة ولم أجد ذلك الا في الدور الصغير بفيلم «تلك الأيام».

السينما الحالية

·         إذن أنت تعترضين علي السينما الحالية؟

- لأنني أحب بلدي جداً وأتمني أن أراها في صورة تشرف من يحمل لقب «مصري». ولكن في الفترة الأخيرة قدمت السينما نماذج تظهر صورة المجتمع بصورة سيئة. لا أنكر أن لدينا عشوائيات وكثيراً من القضايا والمشاكل وأنا كسفيرة تعرضت لها في عملي ورأيت مناطق تحت خط الفقر ولكن هذه المشاكل لا تقتصر علي مصروحدها بل توجد في كل المجتمعات العربية والعالمية. ومع الأسف نعظم هذه الأمور في مصر ونشوة صورتها بأيدينا نحن. فلنقدم النموذج السلبي والإيجابي معاً . لانقصر الرؤية علي السلبيات فقط.

الجيل الحالي

·         ما رأيك في الجيل الحالي ومن الذي لفت نظرك منه؟

الجيل الحالي نجح في وضع بصمته في مجال الفن وكل يوم يظهر العديد من النجوم الذين يحترمون الفن ويقدرونه لذلك استطاعوا أن يثبتوا أسماءهم في الوسط. وقد لفت نظري العديد مثل مني زكي والسقا ودنيا سمير غانم وهي بالفعل موهوبة وليس لأنها من عائلة فنية.

·         ما الدور الذي تتمنين تقديمه؟

-لا أذكر دوراً معيناً فكل يوم تولد أدوار جديدة ومن الممكن أن ما أقولة اليوم أغيره غداً ولكني  بشكل عام أتمني أن أقدم المرأة المصرية بشكل جيد.

·         قدمتي الأعمال السينمائية والتليفزيونية. فأين تجدين نفسك؟

-أجد نفسي في الدور الجيد سواء في السينما أو التليفزيون ذلك الدور الذي يسرق النوم من عيني  وهذا ماحدث لي مع دور نازك السلحدار وحتي دوري الأخير في فيلم «تلك الأيام».

التحام الأجيال

·         ما معايير اختيارك للأدوار وهل اختلفت عن الماضي؟

- معايير اختياري للدور لم تختلف إطلاقاً عن الماضي ويمكن اليوم وهذا طبيعي تسلسل الوقت وظهور أبطال جدد ولكن ما يسعدني أن تلتحم الأجيال والأبطال مع بعضها فتتكون توليفة من أعمار فنية مختلفة، فيقدم كل فنان عصارة خبرته للفنان الأصغر منه وأعتقد أن ذلك بدء يتحقق بعودة الفنان الكبير محمود ياسين ومحمود عبد العزيز وغيرهما، وهذا شئ رائع أن ينظر لكبار فنانينا ولكن المشكلة ان التركيز يكون علي البطل والبطلة فلا تكتب أدوار تناسب جميع الأعمار فلكل جيل معجبون وهذه مشكلة الكتاب.

·         قدمت العديد من الأعمال فهل ترضين عن جميع أعمالك وما أقربها إليك؟

- لم أندم علي عمل قدمته لأنني لم أقدم عملاً هابطاً أو شخصية تخجل منها عائلتي، أفتخر بجميع أعمالي ولكني قدمت بعض الأدوار مجاملة في بداياتي وأقرب أعمالي هي التي ترتبط بذكرياتي وفريق العمل ومنها البيه البواب وحب لايري الشمس والمصير. وهذا يضع علي مسئولية كبيرة وهي عدم التنازل عن مستوي تلك الأعمال وقبول أعمال دون المستوي فقد تعاملت مع زملاء احترموا الفن وقدروه والآن اختلفت الموازين.

·         ما رأيك في تحويل بعض الأفلام إلي مسلسلات تليفزيونية؟

- لا أحب إعادة الأفلام التي أحببناها بأبطالها، ولا أستطيع رؤية هذا العمل بأبطال جدد، نعم المسلسل تكون مساحته أكبر ومن الممكن أن يقدم بشكل جيد ولكن العمل الأصلي يرتبط بذكريات مع أبطاله.

·         ما رأيك في مسلسلات السير الذاتية واعتراض البعض علي تجسيد السوريين لها؟

- لا أحب تلك الأعمال وأفضل قراءتها في كتاب. فهناك فنان يظُلم ولا يوجد إنسان ملاك علاوة علي المشاكل التي تصاحبها سواء من الورثة أو السيناريست، وهذا لا ينفي إعجابي بمسلسل الملك فاروق حيث عرف الأجيال الجديدة بالملك والناس عموماً تحب الأدوار التاريخية.

·         وهل  ستوافقين علي تقديم قصة حياتك في عمل فني؟

أرفض تقديم قصة حياتي سواء وأنا علي قيد الحياة أوبعد وفاتي  فهي لن تضيف للناس جديداً لأن حياتي عادية جداً وكل ما يهمني هو أن يذكرني الناس بالخير فقط.

·         لمن تدينين بالفضل في مشوارك الفني؟

- لم يساعدني أحد في بداية طريقي. صحيح أن من اكتشفني هو رمسيس نجيب ووضعني في أول بطولة في فيلم «العذاب فوق شفاة تبتسم»، ثم انطلقت بعد ذلك بجهدي وإصراري.

·         ما تعليقك علي تصريح الفنان عادل إمام  بعدم وجود فنانات يصلحن للتمثيل؟

- أنا لم أكن موجودة الفترة الماضية وأحمد الله أنني لم أكن موجودة. وهذا رأيي وهو حرفيه ومن الممكن الا نكون وصلنا إلي المستوي الذي يقنع الفنان الكبير عادل إمام.

·         أنت أول سفيرة عربية للنوايا الحسنة. فماذا تمثل لك هذه التجربة؟

- هذه التجربة بمثابة اختبار الإنسان لنفسه والكشف عن دوره وقد كشفت لي عن جوانب كثيرة في المجتمع ومأساته. قديماً كان ما يشغلنا هو أنفسنا وكيفية ظهورنا في الصحف فقد كان النجم في شبه غيبوبة ولكن هذا العمل أظهر لي العديد من الأمور التي يعاني منها الآخرون. ولقد كان لي دور في العمل الاجتماعي قبل هذا المنصب منذ زلزال 1992 وهو ما لفت أنظار الأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط حيث كان المنصب مقتصراً علي الغرب فقط؟

·         ولكن ألم يأخذك من العمل الفني؟

- لقد أخذني من الفن لفترة طويلة وأشاع البعض بأنني تخليت عن الفن بسبب سفري الكثير ولكني لم أندم فأي مؤتمر مهما طال وقته لن يستغرق اكثر من أسبوع وهذا منصب تطوعي لن أندم عليه. أعطيته من روحي وجهدي وقل رصيدي الفني ولكن في المقابل زاد رصيدي الأإساني، وقد عملت به منذ 14 عاماً ومستعدة للعمل أكثر وأكثر.

·         هل تنتقدين نفسك؟

- أكره نفسي علي الشاشة وحتي الآن لم أر فيلمي الجديد «تلك الأيام» لأنني أري كل عيوب الدنيا في نفسي فأنا ناقدة غير رحيمة. ودائماً لا يرضي الفنان عن نفسه.

·         هل توجد فنانة حالياً تعتبر خليفة لك؟

كل فنانة لها شكل معين وأسلوب مختلف ولاأحد يشبه الآخر.

·         لو لم تعملي بالفن فأي مجال كنت ستعملين؟

- كنت سأعمل بأي نوع أخر من الفن سواء الفن التشكيلي أو أعمل كعازفة بيانو فأنا عاشقة للفنون بجميع أنواعها وأعشق آلة الكمان لأنها تعطي نغمات كثيرة تجعلك في حالة شجن وفرح معاً.

·         وماذا عن هواياتك الأخري؟

- القراءة والموسيقي

·         وما نوعية الكتب التي تجذبك؟

-قراءة الكتب الأدبية ولكني هذه الأيام أركز في كتب الفضاء والفلك للتأمل في خلق اللة وقراءة كل ما به لمسة من الخالق.

·         الفن صداقات، منهم من هم مصالح.ومنهم أصدقاؤك؟!

- الفن يشمل الاثنين معاً وأصدقائي كثيرون من جميع الأوساوط التي أتعامل معها ولكنني قريبة وبعيدة في نفس الوقت ولاأحب الظهور كثيراً حتي لا يقال  إن هذا من أجل العمل والظهور في الصحف.

·         ما أصعب لحظات  حياتك؟

- عندما سافر أبنائي إلي أمريكا لاستكمال دراستهم هناك حيث شعرت أنهم ابتعدوا عني وخفت من اختلاطهم بحضارة مختلفة عن حياتنا الشرقية بعادتها وتقاليدها ولكني أقنعت نفسي بأنني قد أديت دوري ورسالتي تجاههم.

·         ألا توجد لديهم موهبة الفن رغم كونهم من عائلة فنية؟

- ابني وليد كانت لديه الموهبة ولكني وقفت ضده حتي يكمل دراسته. ولأنني رأيت الوسط ومتابعة فلا أفضل للأبنائي نفس الطريق.

·         ما الذي أخذه الفن منك والذي أضافه إليك؟

- الفن أخذ وأعطي وأحمد الله علي تجربتي الفنية وإن كانت قاسية ولكني سعدت بها.

·         ما أبرز عيوب الفنانة صفية العمري؟

- أنا إنسانة طبيعية جداً ولكني أحياناً أصبح عصبية عندما أستفز وإذا حدث وتعصبت علي أحد لا أستطيع النوم قبل أن أعتذر له حتي لوكان هذا الشخص هو المخطئ في حقي. والاعتذار ليس ضعفاً بل قوة. كما أنني عنيدة جداً ولا أقبل المساس بكرامتي وأحتفظ دائماً بمسافة بيني وبين الآخرين.

·         لمن تلجئين عند الشدة؟

- إلي الله سبحانه وتعالي حيث أصلي كثيراً وأقرأ القرآن الكريم، ثم الجأ إلي نفسي حيث أغلق علي نفسي ولا أحب أن يراني أو يسمع أحد صوتي لأن صوتي يكشفني وأنتظر حتي تفك الأزمة تدريجياً.

·         أذا أردت توجيه رسالة. فلمن ستوجهينها؟

- أريد أن أوجه رسالة للسيد الرئيس حسني مبارك لأنني كنت في الخارج أثناء مرضه وأقول له حمدلله علي سلامتك ياريس.

·         ما أمنياتك؟

- الستر والصحة لي ولأولادي وأمنياتي متواضعة ولكن في مضمونها كبيرة.

جريدة القاهرة في

06/07/2010

 

«كلويه».. الاقتباس الأمريكي علي الطريقة الفرنسية

بقلم : محمود قاسم 

وضعت السينما الأمريكية أعينها تجاه الأفلام الفرنسية طوال الربع قرن الأخير، تستلهم قصص عشرات من الأفلام العائلية، وذلك بخلاف كل سينما العالم من حولنا، وقد وجد المنتجون والمخرجون الأمريكان أن الفرنسيين لديهم موضوعات طازجة، جذابة، بعيداً عن القصص التقليدية التي أغرقتنا بها سينما هوليوود خاصة قصص المطاردات بين رجال شرطة وخارجين عن القانون.

وهذا الموضوع يحتاج إلي أن يتحول إلي مادة كتاب، يكتبه الفرنسيون، أو الأمريكيون، لأنه أمر يخصهم في المقام الأول، لكن الكثير من هذه الأفلام تأتينا عبر دور العرض تارة، وعبر الأفلام التي يتم تنزيلها تارة، وقديما قدمت السينما الأمريكية سلسلة أفلام كوميدية باسم «ثلاثة رجال وطفلة» مأخوذة عن فيلم فرنسي واحد هو «ثلاثة رجال وقفة» من إخراج كولين سيرو عام 1985.

الأصول الفرنسية

ولأننا لم نعد نشاهد «كل» أوحتي بعض السينما الفرنسية، فقد صار من المتعذر التعرف علي الأصول الفرنسية للأفلام الأمريكية، وقد تسوقك المصادفة أن تعرف أن فيلماً من طراز كلويه Chloe إخراج أتوم أجويان، مأخوذ بالكامل من فيلم «ناتالي» الذي قام ببطولته «جيرار ديبارديو»، وفاني أردان مع ايمانويل بيار.. وسوف تكتشف أن هذا النوع الجرئ من الأفلام صار إنتاجه أقل في السينما الأمريكية، باعتبار أن هذه السينما اتجهت مؤخراً إلي الأفلام العائلية، التي تحرص علي الروابط الأسرية، والتي تخلو من العلاقات غيرالمألوفة، أو الشاذة، وبالتالي فإن المشاهد لهذه الأفلام سيشتم السمات الأجنبية «الأوروبية» أكثر منها أمريكية، خاصة أن المخرج توم أجويان قادم من أوروبا «أرمينيا» ويعيش في كندا الأقرب في ثقافتها إلي أوروبا.. بل وسوف تكتشف أنه رغم الهوية الأمريكية للفيلم، ونجومه فإن الشركة المنتجة أوروبية، أو فرنسية، وهي «كنال بلوس» التي لعلها هي التي انتجت فيلم «ناتالي».

جرأة غير طبيعية

في هذا النوع من الأفلام كثيراً ما نجد أنفسنا أمام جرأة غير طبيعية، سواء في المشاهد أو في العلاقات، ثم في الحوار الذي يتبادله الأشخاص وهي أمور لا شك سوف تصدم المتفرج العادي التقليدي، كما أن الفيلم أقرب إلي السينما النسوية، حول علاقات بين النساء من ناحية، وهو هنا يدور علي لسان طبيبة أمراض نساء، كل زبائنها من المريضات بالطبع وهذه الطبيبة تتحدث مع زبوناتها عن أمراضهن الجنسية أو كل ما يتعلق بين الرجل والمرأة تردده النساء بكل وضوح، كنوع من الاعتراف الواجب للطبيبة، بحثاً عن الشفاء أو معالجة المشاكل، وفي هذا الحال، فإن مثل هذا البوح لا يأخذ سمة «قلة الحياء» بل ينحي منحي علمياً. وعليه فإن الدكتورة كاثرين نفسها سوف تتحول رغما عنها إلي حالة مرضية، باعتبار أن زوجها الأستاذ الجامعي لديه العديد من العلاقات الجنسية، ولابد أن تصدم، وأن تحاول البحث عن السبب، فهي امرأة في منتصف العمر «جسدت الدور بجرأة جوليان مور» ولديها ابن شاب، يصحب خليلته إلي داره، ويمارس معها الجنس في غرفته، تحت سمع وبصر أمه وأبيه، كما أن الخليلة تمرح مكشوفة الجسد في البيت، أي أن كل العالم الذي يحوطها «يغرق» في الجنس، والحديث حول هذا الأمر أكثر استعمالاً من جميع سبل الحياة الأخري كالطعام والشراب.

المفرد اللغوي

إذ، فالمفرد اللغوي الذي تستخدمه النساء هنا، جرئ، ومتشابه، ومتكرر. فالزوج مايكل يفضل أن يصحب إحدي تلميذاته إلي الفراش في الليلة نفسها التي تنتظره فيها أسرته والضيوف للاحتفال بعيد الميلاد، وفيما بعد، يدعي الرجل ولعله علي حق، أنه باعتباره محاطا بهذا العدد من النساء، فلابد أن يرتبط بهن، لأنهن مصدر الإلهام، لكنه لا يقيم أبداً أي علاقة متكاملة.

وإيقاع الحياة في هذا العالم رتيب، أقرب إلي الأوروبي منه إلي الأمريكي، كل فرد في الأسرة يمارس حياته، كأنه في جزيرة معزولة، فلم نر مائدة تضم أبناء الأسرة أو حواراً ودوداً، أو حتي تقارباً في المكان، وبالتالي كان كل فرد من هؤلاء لديه عالمه الخارجي الخاص به، سواء في صداقاته، أو عمله وكل منهم له علاقاته المتعددة أو الأخري، بمن فيهم الزوجة كاثرين التي ستتعرف علي الفتاة كلويه وتطلب منها أن تقيم علاقة جنسية مع زوجها، لتعرف ما الذي يغريه في الفتيات الصغيرات، بينما هو معرض عنها.

هذه هي الحبكة الرئيسية للفيلم، ان كاثرين تجد نفسها منساقة للشابة كلويه، وهي في الأساس عاهرة، تعمل في هذا المجال مقابل النقود، وهي في مهمة عمل من قبل الزوجة، كي توقع الزوج في حبائلها، ثم هي تأتي إلي كاثرين وتخبرها بما يشبع زوجها، كي تكتشف فيما بعد إنها كانت تكذب، وأن الرجل لم يمارس معها الجنس.

العلاقات الجنسية

ويدخل الفيلم كله في نطاق الجنس، أو العلاقات الأسرية المرتبطة بالجنس، ولا غير ذلك، فالزوجة كاثرين تجد نفسها تمارس السحاق مع كلويه، لمجرد أنها تريد أن تعرف كيف فعل زوجها مع الفتاة، ثم سوف تجد كلويه وقد اشتهت هذا السحاق، فتسعي للضغط علي كاثرين أن تأتي إليها مجدداً.. أما الابن مايكل فهو في حالة من الانغماس دوماً.. هو علي الشات دوماً، أو مع نساء أخريات في فراشه داخل بيت والديه، كما أن كلويه يمكنها الإيقاع به، وتدفعه أن يذهب بها إلي فراشه، تحت أنظار أمه، التي تتدخل لحسم هذا الأمر مهما كلفها من فضيحة.

ورغم أن الزوجة كاثرين تتعذب عندما تسمع تفصيلات علاقتها الحسية بزوجها، فإنها تستعذب هذا الكلام الذي تتحدث به عن كيف مارست كلويه الجنس مع الأستاذ الجامعي، وهناك جمل حوارية تجعل الفيلم أقرب إلي النص الإباحي ويتم ذلك فقط من خلال الحوار، حيث نكتشف أن الكلام أكثر إثارة من الصورة.

وقد تحولت العلاقة بين المرأتين إلي المعادل الأنثوي لما رأيناه في فيلم «جاذبية قاتلة» إخراج أدريان لين، الذي حولته السينما المصرية إلي «نزوة» لعلي بدرخان، حيث ان العشيقة هنا تحاول إفساد الحياة الخاصة لكاثرين لرغبتها في امتلاكها، واستعادتها إلي فراشها، فتطاردها في أكثر من مكان، وبأكثر من محاولة، حيث تذهب إليها في عيادتها النسائية، وإذا كانت كاثرين قد قررت أن توقف كل هذا العبث حين تردد: أرجوك لا تقابلي زوجي ثانية، فإن كلويه تطاردها، وترسل صورها عارية إليها عبر الهاتف المحمول، وتقول لها «لقد أعجبني الأمر» ثم تكمل «لا أريد أن ينتهي الأمر» لقد أرادت كاثرين أن تعود إلي بيتها، وأن تنهي هذه العلاقة العابرة بلا عودة، بل كلويه التي أعجبها الأمر تطارد عشيقتها السابقة، حتي في داخل بيتها (واستخدام الابن هنا يتكرر بصورة مشابهة) فهي تدخل غرفة الابن مايكل.

وعلي جانب آخر فإن كاثرين تكتشف حدود علاقة زوجها بها، الذي يحاول تهدئتها بأي صورة فيؤكد لها أنه لم يضاجع كلويه، وأنه غازلها فقط، وذلك عكس ما كانت الفتاة تصف ما يحدث بينهما بكل عهر، وهناك حملة رائعة تبين مكانة الزوجة لدي زوجها، كل تجعيدة تظهر في وجهك تجعلك أجمل.

معالجة بالمقلوب

كما أن هناك مشهداً بالغ الأهمية حين تضاجع كلويه الابن مايكل، فتتعمد ان يحدث ذلك في فراش أمه، وهي تستجمع كل نشوتها، وهي تتأمل ملابس وحاجيات كاثرين، بكل ما تملك من فيتشيه تجاه المرأة وحاجياتها، بينما يطلب الابن من خليلته أن تنظر إليه، فإذا بكلويه تزيد من إحساسها بالنشوة من خلال التطلع إلي الغرفة التي تنام فيها كاثرين، بما يوحي بقوة مشاعرها الحسية نحوها..

والنصف الثاني من الفيلم كما أشرنا هو معالجة بالمقلوب، للفيلم السابق الإشارة إليه، سواء بتحول كلويه إلي عشيقة مهووسة بمن أحبت، وسعيها للانتقام منها، لأنها هجرتها، عن طريق الابن، ثم تأتي النهاية بالتخلص من المرأة، الشريرة، التي تسقط أثناء مطاردة من الدور العلوي، فتموت في الحال..

والفيلم الذي أخرجه أتوم أجويان، ينتمي أيضاً إلي كاتبته أرين كرسيدا ويلسون التي استوحت الفيلم الفرنسي، فهو فيلم نسوي في المقام الأول، يلعب فيه الرجل الدور الثانوي وهو أداة متعة بالنسبة للمرأة، لكنه ليس أبداً مخلوقاً إيجابياً أما المحرك الأساسي في كل هذا العالم فهو المرأة.. وليس شيئاً سوي المرأة.

جريدة القاهرة في

06/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)