منحتها خفة ظلّها جواز مرور إلى القلوب، وأكدت بموهبتها مكانتها على الخارطة الفنية، إنها الممثلة مها أحمد التي تخوض أولى بطولاتها المطلقة من خلال أول سيت كوم للأطفال في العالم العربي بعنوان «أطفال كوم»، تأليف حسين عبد اللطيف، إخراج صفاء عابدي، وتجسّد فيه شخصية زمبة.

عن جديدها ومشاريعها المستقبلية كان اللقاء التالي.

·         حدّثينا عن شخصية زمبة التي تؤدينها في مسلسل {أطفال كوم».

شخصية لطيفة تعمل عاملة نظافة في إحدى القنوات الفضائية المتخصصة للأطفال، إلا أن أحلامها العريضة التي تفوق إمكاناتها توقعها في مشاكل كثيرة، إذ تعتقد بإمكان أن تكون مذيعة ومخرجة وتحلم بأن تكون مديرة للقناة.

·         ما الذي جذبك إلى هذا المسلسل؟

أعجبتني فكرته وهو يخاطب الصغار والكبار على السواء، والأهم أنه لا يقدم لهم التسلية فحسب إنما مجموعة من القيم والأخلاقيات التي لا بد من أن يتحلوا بها مثل الصدق والأمانة. ثم للمرة الأولى أشارك في عمل أبطاله من الدمى المتحركة وهو أمر ممتع، يضاف إلى ذلك أن الشخصية قريبة مني وطالما حلمت بتقديمها.

·         كيف حضّرت لدورك فيه؟

كان لا بد من عمل تغييرات في الشكل تتوافق وطبيعة الشخصية ولتكون أقرب إلى شكل الدمى التي يحبها الأطفال، وذلك بالاتفاق مع المخرجة صفاء عابدي وبعد جلسات عمل عدة.

·         سبق أن عُرض الدور على نشوى مصطفى ورفضته، ألم يزعجك ذلك؟

لم تكن لدي أي فكرة عن هذا الأمر عندما عُرض علي الدور، ولو علمت لكنت اتصلت بنشوى قبل قبولي الدور كما درجت العادة بين الممثلين. بالنسبة إلي، لا يسيء رفض فنان لعمل ما إلى الفنان الذي يقبله، لكل واحد ظروفه ورؤيته التي تختلف عن الآخر، ولو قدمت نشوى العمل كانت ستحقق من خلاله نجاحاً كبيراً، إنما يختلف عما أقدمه أنا لأن لكل منا أسلوبه في العمل.

·         شارك ابنك محمد مجدي في بعض حلقات المسلسل، فهل كان ذلك من اختيارك أنت أم من اختياره هو؟

حاولت مراراً إشراكه في بعض الأعمال، إلا أنه لم يكن متحمساً على رغم حضوره شبه الدائم في أماكن التصوير، لكني فوجئت بموافقته على هذا العمل تحديداً ربما لأنه للأطفال ويضم دمى متحركة. بصدق وبعيداً عن كونه ابني، أرى فيه موهبة تمثيلية كبيرة خصوصاً في مجال الكوميديا، لكني لن أفرض عليه شيئاً وسأترك له حرية الاختيار.

·         لم ينجح مسلسلك السابق {نوسة وبسبوسة»، ما السبب برأيك؟

ظُلم بسبب ضعف الدعاية له وكثرة المسلسلات المعروضة في الشهر الكريم بما لا يتيح فرصة الرؤية المتأنية، إلا أنه لدى إعادة عرضه بعد شهر رمضان لقي إقبالاً جماهيرياً وحقق نجاحاً أسعدني كثيراً.

·         في السنوات الأخيرة برزت ظاهرة جديدة في دراما رمضان هي الاستعانة بوجوه جديدة، كيف تقيّمين هذه الظاهرة؟

للأسف تظلم هذه الوجوه نفسها بسبب ظهورها في أكثر من عمل على شاشة رمضان، لأنها تفتقر إلى الخبرة الكافية ما يجعلها عاجزة عن إتقان الأدوار المسندة إليها، لذا أنصحها بالاكتفاء بعمل واحد لبلوغ الإتقان والتميّز.

·         رفضت العمل في فيلم «أولاد البلد» مع المنتج أحمد السبكي على رغم أنك عملت سابقاً معه، لماذا؟

لأن فريق عمله هو نفسه فريق عمل فيلمي السابق «إبقى قابلني»، ثم لا تختلف الشخصية التي عرضت علي عما سبق أن قدّمته، لذا اعتذرت عن الفيلم لأنه لن يفيدني كممثلة، وقد تفهّم السبكي وجهة نظري، نظراً إلى الصداقة التي تربط بيننا واتفقنا على تقديم فيلم جديد وسنبدأ التصوير قريباً.

·         كيف ترين حال السينما في السنوات الأخيرة؟

لا سينما حقيقية لديناعلى رغم تعدّد المواهب سواء في التمثيل أو الإخراج. تكمن المشكلة في الإنتاج الضعيف والتوزيع المحدود، بالإضافة إلى النمطية، إذ يُحصر بعض الممثلين في أدوار محددة ما يحول دون التنويع ويقضي على فكرة أن الفن مغامرة.

·         أنت بعيدة عن البطولة المطلقة في السينما، لماذا؟

لأن السينما في مصر سينما رجالية، والبطولات النسائية محدودة جداً بعكس السينما قديماً التي كانت تعتمد على البطلات مثل فاتن حمامة وشادية أو نجلاء فتحي وميرفت أمين ثم يسرا وإلهام شاهين وليلى علوي، إلا أنني قدّمت بطولات جماعية عدة.

·         أنت متزوّجة من الممثل مجدي كامل، هل تؤيدين زواج شخصين ينتميان إلى المهنة نفسها؟

بالتأكيد. بالنسبة إلى تجربتي يسود الانسجام بيني وبين زوجي، إذ يتفهم كل واحد منا ظروف الآخر وطبيعة العمل والمعجبين وكل ما يتعلق بتفاصيل الحياة الخاصة بالنجوم والتي تختلف عن أي حياة أخرى.

·         هل لكما أصدقاء من داخل الوسط الفني؟

تربط بيننا وبين الفنانين علاقة ود واتصالات ومشاركات في المناسبات الاجتماعية، إلا أن علاقة صداقة قوية تربطنا بأحمد السقا منذ أيام المعهد وزوجته صديقتي كذلك المخرج جمال عبد الحميد.

·         بماذا تحلمين في الفترة المقبلة؟

أحلم ببطولة فيلم «أكشن» كي أكون أول «بكبوظة» تقدّم فيلم حركة، وأتمنى أن يكون عملاً متميزاً.

الجريدة الكويتية في

02/07/2010

النجم... والفيلم!

محمد بدر الدين

قدّم الموسم السينمائي الصيفي في مصر لغاية اليوم ثمانية أفلام، بدأت بـ «نور عيني» (تامر حسني) و{عسل إسود» (أحمد حلمي)، ثم «الثلاثة يشتغلونها» (ياسمين عبد العزيز)، «الديلر» (أحمد السقا)، «اللمبي 8 جيجا» (محمد سعد)، أخيراً «لا تراجع ولا استسلام» (أحمد مكي)، و{الكبار».

في طراز مختلف عن تلك الأفلام يندرج فيلم «بنتين من مصر» تأليف محمد أمين وإخراجه. نقول في طراز مختلف لأنه ينتمي إلى مخرجه الذي كتب السيناريو أيضاً، بينما بقية الأفلام تنتمي إلى نجومها، أولاً وقبل كل شيء.

ومع أن «بنتين من مصر» يتميز بمستوى رفيع في التمثيل، سواء لبطلتيه زينة وصبا مبارك، أو لممثلي الأدوار غير الرئيسة، خصوصاً أحمد وفيق وطارق لطفي، بل ربما لا يتوافر هذا المستوى الرفيع والمرهف في أفلام الصيف الحالي، إلا أنه لا ينتمي إلى ممثليه إنما إلى مخرجه وكاتبه، وهذا أمر نادر حالياً، ليس في أفلام الموسم الصيفي فحسب، إنما في السينما المصرية المعاصرة عموماً.

تنسب الأفلام إلى نجومها اليوم، ما يعني أن الفيلم يدور في فلك النجم، فهو الذي يظهر في معظم المشاهد إن لم يكن كلها ويختار البطلة وفريق العمل الذي تنحصر مهمته في مساندته، كذلك يوجه المخرج إلى ما يراه في صالحه شخصياً، وليس العكس في ما هو مفترض، أي أن المخرج هو من يوجه الممثلين بمن فيهم النجم، وطبقاً لما يراه المخرج في صالح الفيلم.

بل شاهدنا أكثر من ذلك، في أفلام الصيف الثمانية، وهو أن بعض النجوم يفرض تصوره لما يجب أن يكون عليه الفيلم من اللحظة الأولى، أي بدءاً من تصور القصة وصياغة خطوط الأحداث الرئيسة، كما فعل تامر حسني في «نور عيني»، ومحمد سعد في «اللمبي 8 جيجا».

خلال ستة أسابيع، حققت هذه الأفلام إيرادات تجاوزت الخمسين مليون جنيه، أكثر من نصفها تقاسمه فيلما «عسل أسود» و{نور عيني».

يدلّ هذا نجاح «عسل أسود» الكبير على تفوق حلمي وعلى ذكائه، لا سيما أن العمل لاقى استحساناً من النقاد وإقبالاً من الجمهور أكثر من الأفلام الباقية.

فبعدما تمكن حلمي من تكوين قطاع أو قاعدة من الجمهور ارتبطت بأفلامه الفكاهية الأولى، التي اتسمت بقسمات معينة أهمها تجنب الابتذال أو الإسفاف إلى جانب روح المرح والتلقائية في أدائه، استطاع أن يأخذ هذا الجمهور معه إلى أفلام تحمل مضامين إنسانية قد تمس قلوب مشاهديه وعقولهم («آسف على الإزعاج»، «ألف مبروك»...).

بل إنه في «عسل أسود» يجازف بتقديم مضمون ذي بعد سياسي، انتقادي لاذع للواقع المصري الحالي، وإن كان من دون تحليل للسلبيات، إنه فيلم مرح بمضمون جاد إنما من دون تعمق كافٍ. هكذا «يتدرج» حلمي مع جمهوره.

بدورها، تقدمت ياسمين عبد العزيز خطوة إلى الأمام في الفيلم الجديد مقارنة بسابقه «الدادة دوي» الذي أدت بطولته.

وإذا كان «عسل أسود» يعوزه تحليل أو أبعاد تعطيه عمقاً فكرياً أكبر أو إشباعاً فنياً ودرامياً أعمق، فإن «الثلاثة يشتغلونها» وفق تماماً في خطه الرئيس، الذي يلحّ على ضرورة الفهم والتفكير في العملية التعليمية وليس الوقوف عند حد الحفظ و{التسميع»، لكن حين اقترب من السياسة، خصوصاً تيارات الاحتجاج في الواقع المصري السياسي الراهن، وقع في السطحية أو النمطية إلى حد ما.

عموماً، هذان الفيلمان هما الأنضج بين «أفلام النجوم»، وقد تراوح الباقي بين «أكشن» تقليدي (الديلر) وميلودراما مزعجة (نور عيني)، وافتعال شامل في محاولة مرتبكة لاستثمار نجاح قديم (اللمبي...).

ما زال هذا الموسم يثير أسئلة، ويمكن استخلاص ملاحظات مهمة من سياقه قد تلقي ضوءاً مطلوباً على حاضر هذه السينما ومستقبلها.

الجريدة الكويتية في

02/07/2010