حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مشهد سينمائي لا ينساه المتفرج

القاهرة- خالد بطراوي

في فيلم «أفواه وارانب» عام 1977 تنشأ علاقة حب بين محمود (محمود ياسين) والخادمة نعمت (فاتن حمامة)، فيطلب منها أن تخاطبه باسمه مباشرة دون ألقاب. هذا الموقف لا يزال عالقا في الذاكرة.

في تاريخ السينما العالمية والغربية مشاهد لا تنسى. مشاهد تزداد حضورا وتألقا رغم مرور سنوات طويلة على مشاهدتها.

مشاهد رومانسية ناعمة، أو مشاهد عنف، أو مشاهد بلا كلمات أو حوار، لكنها مشاهد لا تنسى.

في حياة كل متفرج مشهد سينمائي رآه وظل في ذاكرته حيا متجددا. ولهذا قامت «القبس» بجولة في قلوب وعقول عدد من المتفرجين لمعرفة أهم مشهد سينمائي مر في حياة كل منهم وكيف أثر فيه ولا يزال؟

تقول عزة ابراهيم فودة (مهندسة) إنها لا تنسى المشهد المؤثر في فيلم «نهر الحب» للفنانة فاتن حمامة عام 1960، وكانت فيه ترى ابنها هاني (وجدي العربي) فتنظر إليه وتبكي، انها ما زالت حتى الآن كلما رآت هذا المشهد توقف العرض لتبكي. وتقول: هناك مشهد آخر ما زال في ذاكرتي وهو من فيلم «رد قلبي» عام 1957 عندما يسترد الريس عبد الواحد (حسين رياض) صوته أثناء هتافه لمصر مع قيام الثورة.

يقول أيمن اسماعيل عبد الرحيم (طالب جامعي): يستوقفني كثيرا ذلك المشهد الذي يقع ضمن احداث فيلم «غروب وشروق» للفنان محمود المليجي وسعاد حسني، ورشدي أباظة الذي يتمكن في هذا المشهد من التسلل إلى إحدى حجرات القصر، ويتمكن من الوصول إلى مكان المستندات المهمة ويقوم بتصويرها، ولكن المفاجأة عندما يحضر عزمي باشا رئيس البوليس السياسي (محمود المليجي) إلى المكان فجأة، وهنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من أن يضبط محمود المليجي زوج ابنته عصام (رشدي اباظة) وهو يصور المستندات، ولكن الأخير يشعر بحركاته وهو قادم ويتمكن من التخفي والحصول على هذه المستندات التي كانت سببا في كشف الفساد والطغاة ونقطة تحول في سياق الفيلم الذي عرض عام 1970.

صدمة عبدالحليم

وترى إيمان ماجد (ربة منزل) أن المشهد الذي يصفع فيه المحامي محمود (عماد حمدي) ابنه حسين (عبد الحليم حافظ) ويخبره في تلك اللحظة بأنه ليس ابنه، كان مشهدا مؤثرا للغاية وكانت صدمة للابن (عبد الحليم حافظ) أن يسمع هذا الخبر بعد الحياة الهادئة السعيدة التي عاشها مع أخيه أحمد (حسن يوسف) ووالدته إحسان (مديحة يسري) ليحرم بعد ذلك من كل هذا الحب، هذا المشهد كان ضمن أحداث فيلم «الخطايا» إخراج حسن الإمام عام 1962.

الطريق المسدود

وتقول أمنية سامح جلال (سكرتيرة) أعجبني أحد مشاهد فيلم «الطريق المسدود» بطولة فاتن حمامة وشكري سرحان وأحمد مظهر عن قصة إحسان عبد القدوس، إخراج صلاح أبو سيف عام 1958، في هذا المشهد نرى فايزة (فاتن حمامة) المدرّ.سة البسيطة تتعرض لأبشع أنواع عدم الوفاء من زميلاتها عندما يتكاتفن ضدها ويشهدن ظلما ضدها، لتأكيد التهمة المنسوبة إليها في الشكوى التي قدمها ضدها ولي أمر طالب في المدرسة التي كانت تعمل فيها متهما إياها بتغرير ابنه الصغير رغم عدم صحة ذلك وبراءتها منه تماما.

براعة المليجي

وتؤكد الطالبة الجامعية فاطمة عبد المجيد أن مشهد محمد أبو سويلم (محمود المليجي) في فيلم «الأرض» عام 1970 وهو يسحب بالحبال وزاحف على الأرض من جانب الاقطاعي محمد بك الذي يتحكم في مقدرات فلاحي قريته، كان مشهدا مؤثرا للغاية، ويقف المتفرج امامه طويلا، ولم يقف الأمر عند ذلك فقط، بل رأينا أن محمود المليجي كان يحفر بأظافره في الأرض كدليل على عدم تخليه عنها وتمسكه بأرضه الطيبة التي ترعرع وعاش في ظلها حتى لو كلفه ذلك آخر نقطة في دمه.

رصيف نمرة 5

ويشير عماد درويش (طالب في معهد الفنون المسرحية) إلى ذلك المشهد الذي استطاع فيه الشاويش خميس (فريد شوقي) في فيلم «رصيف نمرة 5» عام 1956 أن يتسلق سيارات النقل التي كان يقودها (زكي رستم) أثناء هروبه بعد أن اكتشف فريد شوقي أنه القاتل الحقيقي لزوجته (ملك الجمل)، وأثناء ذلك نعيش لحظات مثيرة في الصراع بين زكي رستم وفريد شوقي، ويدور بينهما قتال عنيف وضربات متبادلة وتأتي قمة الإثارة عندما يترك زكي رستم يده من على مقود السيارة لانشغاله بالدفاع عن نفسه، وكادت السيارة تسقط في مياه البحر، ولكن في النهاية يتمكن فريد شوقي من تحويل عجلة القيادة قبل سقوطها في المياه.

موقع اجتماعي

وتقول سعاد خضر (طبيبة) أعجبني مشهدا من مشاهد فيلم «العار» بطولة نور الشريف وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز عام 1982 وهو المشهد الذي أخبر فيه كمال (نور الشريف) - الذي كان يقوم بدور تاجر المخدرات والذراع اليمنى لوالده عبد التواب (عبد البديع العربي) - أخويه وكيل النيابة شكري (حسين فهمي) والطبيب عادل (محمود عبد العزيز) بأن والدهما تاجر مخدرات في الحقيقة، وأنه لولا هذه المخدرات لما وصلا الى ما هما فيه الآن من موقع اجتماعي مرموق، وأخبرهما بأنه يجب أن يقفا معه ويضعا يديهما في يده، وذلك لتهريب صفقة المخدرات الأخيرة، وترددا في البداية ولكن لم يكن في استطاعتهما التخلي عنه رغم موقعيهما في المجتمع.

وتقول كوثر عبدالله (صيدلية) أعجبني جدا مشهد الفنانة ماجدة في فيلم «العمر لحظة» عام 1978 عندما ذهبت إلى الجبهة أثناء حرب 1973 كصحافية لتغطية أحداث الحرب، وأخذت ترقص مع الجنود في حفلة السمر التي نظموها للتمويه على العدو وراحت تغني معهم في مشهد رائع.

حياة أو موت

ويستوقف سهى عبد اللطيف (طالبة جامعية) المشهد الذي تحمل فيه الطفلة (ضحى أمير) ابنة الموظف البسيط أحمد (عماد حمدي) في فيلم «حياة أو موت» إخراج كمال الشيخ عام 1954 زجاجة الدواء لوالدها المريض خطأ، ونرى كيف يكتشف الصيدلي (حسين رياض) هذا الخطأ دون قصد فيقوم بإبلاغ البوليس لمناشدة الأب بعدم تناول الدواء لأنه قاتل، وتتوالى الاحداث ليتمكن البوليس من الوصول إلى الأب وانقاذ حياته في آخر لحظة.

كلاسيكيات السينما

وتؤكد سامية عبد اللطيف (خريجة كلية إعلام) أن الافلام الكلاسيكية هي من اكثر الافلام تأثيرا لما تتضمنه من مفهوم إنساني، مثلا فيلم «ذهب مع الريح» أعيد عرضه عدة مرات على الفضائيات العربية والعالمية، ولكن المشهد الذي لا تنساه - المشهد الاخير - الذي يحكي عن فتاة، والحياة التي تعيشها في فترة الحروب الاهلية في اميركا الشمالية والجنوبية، فهذه الفتاة الدلوعة خسرت كل شيء، أهلها وحبيبها وقريتها التي حل فيها الدمار والخراب، وفي لحظة شعرت بالدمار والخيبة، تذكرت وصية والدتها «عودي الى بيت العائلة»، عندها شعرت ببريق الأمل وبلحظات سعيدة، وفي هذا المشهد نرى غياب الشمس، ويعني هذا انها أخذت بأفول كل ما هو سلبي وسيئ، وستشرق من جديد تحمل معها ما هو جديد.

وتقول رباب رستم (ربة منزل) المشهد الذي لا أنساه من فيلم «عمر المختار» هذا المشهد الذي يجمع ما بين الطفل «علي» والقائد عمر المختار وما يدور بينهما.

أفواه وأرانب

وتضيف نوال ابراهيم (استاذة جامعية) المشهد الذي لا انساه هو من فيلم «أفواه وارانب» عام 1977 وهذا المشهد عندما تنشأ علاقة الحب بين محمود (محمود ياسين) والخادمة نعمت (فاتن حمامة)، فيطلب منها أن تخاطبه باسمه مباشرة دون ألقاب فهذا الموقف لا يزال عالقا في ذاكرتي حتى الآن.
وتقول سماح وجدي وهي طالبة بمعهد الفنون المسرحية: في العام 1995 كنت أشاهد فيلما للزعيم عادل إمام وهو «طيور الظلام»، وهذا الفيلم شدني إليه بقوة لما يضمه من اسقاطات سياسية واجتماعية، لكن المشهد الذي اعجبني والذي لا يمكن لي نسيانه هو مشهد تقبل المحامي فتحي نوفل «عادل إمام» عزاء اصدقائه ومعارفه من كبار المسؤولين في والده المتوفى عدا صديقه المحاسب البسيط محسن (أحمد راتب) الذي عرفه منذ الطفولة ويخلص لـه المحبة، وكذلك صديقه المحامي الاصولي علي الزناتي (رياض الخولي).

إرهاب نادية

المحاسب القانوني عماد محمود يقول: أعجبني مشهدا متميزا في فيلم «الإرهاب» للفنانة نادية الجندي التي تعبر عن ذهول لحظة اكتشافها حقيقة حبيبها الارهابية عمر الصناديلي (فاروق الفيشاوي)، وأنه ارتبط بها بعلاقة عاطفية ليستغلها في تنفيذ عمليات ارهابية بشعة، فخدعها وجعلها تحمل الديناميت على أنه بطارخ لصديق له وقصده من ذلك أن تسافر فتنفجر الطائرة بركابها وهي معهم.
أما رجل الاعمال أحمد موسى فيقول: أنا معجب جدا بافلام المخرج الراحل عاطف الطيب وشاهدت له فيلما متميزا وراقيا وهو «سواق الاتوبيس» عام 1983 والمشهد المتميز فيه عندما يجتمع السائق حسن (نور الشريف) في الأهرام مع أصدقاء السلاح والنضال الذين كانوا معه عندما خاضوا حرب 1973، وحققوا أعظم البطولات فيها وبدأ كل واحد منهم يستعيد عطر هذه البطولات المصرية الشجاعة قرب الاهرامات.

أفلام إنسانية

الطالبة الجامعية سوسن سليم تعشق مشاهدة الافلام الانسانية وتقول: أذكر مشهدا رائعا وراقيا ببعده الانساني في فيلم «حب لا يرى الشمس» عام 1980 وهو المشهد الاخير الذي تعرف فيه الام أحلام (نجلاء فتحي) أن ابنها حي لم يمت كما قيل لها فور ولادتها، فتسرع إلى حماها الثري حسن المنشاوي (فريد شوقي) لترى وليدها الذي لم تر ملامحه ولم ترمقه ولو بنظرة واحدة، ولكنها تصعق بخبر وفاته فتطلق صرخة انسانية رهيبة كلها مرارة وألم رهيب لا تحتمل، فتحفر بأناملها الرقيقة التراب لتخرج جثته الصغيرة بجنون غريزي فريد من نوعه، فحب الأمومة في داخلها لم ير الشمس ولم يعرف ملامح الابن الذي لم يمكث في نور الحياة طويلا

القبس الكويتية في

25/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)