حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الفيلم العربي الفرنسي يحتفي بالسينما الجزائرية

عمان – ناجح حسن

يسلط مهرجان الفيلم العربي الفرنسي الضوء على نماذج من نتاج السينما الجزائرية المتنوع في أكثر من محطة إبداعية شكلت مسار هذه السينما اللافتة ليس في الوطن العربي فحسب بل في عموم أنحاء العالم الثالث.

وحدها السينما الجزائرية تمكنت من انتزاع جائزة السعفة الذهبية في مهرجان (كان) العام 1975 وذلك عن فيلم (وقائع سنوات الجمر) للمخرج محمد الأخضر حامينا ثم تكررت جوائز هذه السينما في المهرجانات العربية والعالمية التي ذهبت لمخرجين مكرسين وشباب مثل: احمد راشدي وعمار العسكري ومرزاق علواش وعبد العزيز طولبي وسواهم كثير .

قامات إبداعية بعضها اعتبر ضمن كلاسيكيات السينما العربية الجديدة ستعرض في احتفالية احتفاء وتكريم خاصة بالسينما الجزائرية يكشف فيها الخبير والباحث السينمائي الجزائري احمد بجاوي عن صفحات مجهولة في تاريخ السينما الجزائرية ودورها الريادي في الارتقاء بالذائقة الجمالية فضلا عن مساهماتها بنتاجات جريئة كما في أفلام: (معركة الجزائر) للفرنسي جوليو بونتيكرفو و(زد) لليوناني كوستا غافراس و(العصفور) و (عودة الابن الضال) ليوسف شاهين و وسوى ذلك كثير من أفلام لمخرجين عرب وأجانب حيث وفرت لهم التمويل اللازم ساعدت على إثراء السينما العالمية بقدرات ومواهب شابة كانت لهم بصمتهم الخاصة والمميزة لاحقا .

بحكم التواجد الطويل تحت وطأة الاحتلال الفرنسي صور الأخوين لوميير أفلامهم التسجيلية الأولى في الجزائر وذلك عندما جرى إسناد احد مساعديهم إلى مهمة تصوير أفلام تسجيلية من داخل الحياة اليومية بالجزائر الذي التقط صورا لأناس وأمكنة في قرى ومدن وبيئة جزائرية بحيث أطلقت على هذه الصور مسميات لا تخلو من التحقير للأهالي وثقافتهم .

ظلت هذه الصورة الاستعمارية سمة بارزة في أغلبية الأفلام المصورة بالجزائر إلى عقد الخمسينات من القرن الماضي عندما جرى تقديم أفلام تلازم حركة التحرر الجزائرية التي تعمل على الاستقلال وزادت هذه النوعية من الأفلام عقب تخرج كفاءات جزائرية حين ظهرت أسماء مثل الأخضر حامينا واحمد راشدي حينها قدمت أفلامهم التي صورت تحت نيران البنادق والمدافع وصورت صمود الناس في الجبال والوديان والمدن ومعاناتهم اليومية تحت الاحتلال وهو ما سجلته أفلام: (الجزائر تحترق) و (جزائرنا) و(صوت الشعب) .

عقب نيل الجزائر الاستقلال دارت الكاميرا هناك صوب اهتمامات جديدة تتطلع إلى تنمية المجتمع والبدء في عملية جني محاصيل ما تنبته الأرض فضلا عن معالجة القضايا والإشكاليات التي صاحبت التحول الجديد في كافة مرافق المجتمع .

ثم انطلقت السينما الجزائرية صوب آماكن أخرى انشغلت بها هموم الإنسان العربي في فلسطين ولبنان وفيتنام وبلدان القارة الإفريقية وظهرت أعمال سينمائية على غرار (نهلة) للمخرج فاروق بلوفة الذي قدم صورة ايجابية لدور المرأة العربية في أكثر من نموذج عاصر مجريات الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان - يعرض الفيلم يوم غد الجمعة في باحة الهيئة الملكية الأردنية للأفلام الساعة الثامنة مساء إلى جوار فيلم (قصة لقاء) للمخرج الجزائري إبراهيم تساكي.

تتنوع عروض (عين على السينما الجزائرية) لتشمل أفلام : (نهر لندن) لرشيد بوشارب  - يعرض الساعة الثامنة مساء اليوم الخميس  في مركز الحسين الثقافي وهو الذي أثارت أفلامه الكثير من الإعجاب والجدل وفيه يقدم صاحب (البلديون) و (خارجون عن القانون) شكلا من الحوار الإنساني بين ثقافتين مغايرتين على خلفية اعتداء إرهابي شهدته لندن العام 2005 ولحظة البحث عن الضحايا .

تختتم الاحتفالية يوم السبت في باحة الهيئة وذلك بعرض الفيلمين الروائيين : (رشيدة) للمخرجة يمينة بشير الذي يتناول فترة حالكة عاشها المجتمع  الجزائري جراء العنف الداخلي يعرض الساعة السادسة مساء إلى جوار الفيلم اللافت (البيت الأصفر) للمخرج عمر حكار الذي نال عنه مجموعة من الجوائز الرفيعة وفيه يسرد حكاية تدور وقائعها في جبال الاوراس في رحلة طريق صعبة لوالد يبغي احضار جثمان ابنه الشاب المجند لدفنه وسط عائلته .

يعد ضيف الاحتفالية احمد بجاوي من بين الأسماء العربية البارزة في حقل الثقافة السينمائية وتنشيطها على أكثر من صعيد فهو الإعلامي الذي حصل منذ سنوات على شهادة معهد « الايديك « الفرنسي الذي يعتبر من اشهر الأكاديميات العالمية التي تعنى بالسينما صناعة وإبداعا، وفوق هذا فانه يحمل شهادة الدكتوراه في الأدب الاميركي منذ العام 1983 عن أطروحته حول العلاقة التي تجمع بين الكاتب الاميركي الشهير سكوت فيتزجيرالد والسينما الهوليودية .

مارس بجاوي لسنوات طويلة العمل الصحفي في الكثير من الصحف والدوريات التي تهتم بالزوايا الخاصة في الموضوعات السمعية البصرية منذ العام 1966 ولغاية العام 1971  قبل أن يلتحق بالعمل كمنتج ثم مقدم برامج حول السينما في التلفزيون الجزائري ، كما وعمل كمبرمج ومسؤول عن الأرشيف في مكتبة السينما الجزائرية ومستشارا للمدير العام في مكتب السينما الجزائرية قبل أن يجري تعيينه مديرا للإنتاج السينمائي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجزائري، حيث أنيطت به مهمة إنجاز سبعين فيلما سينمائيا متنوع الاهتمامات إضافة إلى عمله نائب رئيس المجلس الوطني في المجال السمعي البصري من العام 1987 حتى العام 1991 وكان مستشارا للاتصال مع رئيس الوزراء الجزائري ، ثم مندوبا عاما مساعدا لسنة الجزائر في فرنسا بعد أن عمل كمستشار لحساب المفوضية الأوروبية.

يحسب لبجاوي الذي أقام فترة من الزمن في عمان خلال عمله ملحقا ثقافيا لبعثة المفوضية الأوروبية بعمان منذ عام ويزيد في العاصمة عمان بحكم عمله في المجموعة الأوروبية.. قيامه منذ سنوات قليلة على وضع تعديل للهيئة القانونية للسينما الجزائرية التي أخذت حديثا تدب فيها حالة من الحراك الملموس وأيضا جديته وإطلاعه الشديد على اشهر تيارات ومدارس السينما العالمية والمناهج النقدية التي تتعلق بالعلاقة بين السينما والجمهور والأسس والأحكام السائدة في توزيع الأفلام في صالات السينما بالعالم الثالث والوقوف على واقع التحديات التي تواجه السينما الجزائرية وسبل النهوض بها في خلق إبداع سينمائي متطور يتناسب مع خصوصيتها وذائقتها المستمدة من عوالم موروثها الجمالي والدرامي.

الرأي الأردنية في

24/06/2010

 

 

رامي عبد الرازق يكتب :كادر ثابت

لكل منا حياته التي يعيشها داخل السينما  

لكل منا حياته التي يعيشها داخل السينما خاصة تلك الأجيال التي تربت علي الأفلام المعروضة ليل نهار علي شاشات التليفزيون من قبل حتي أن توجد الفضائيات، والآن أصبحت فضائيات العرض المتواصل فرصة كبيرة للذاكرة لكي تستعيد تفاصيل حياتية ارتبطت لدي كل منا بجملة في فيلم أو إفيه أو شخصية إلخ...بالنسبة لي أتصور أنني قضيت حياتي كلها في السينما أو أن السينما كانت حاضرة بشكل أو بآخر في كثير من المواقف والتفاصيل الحياتية التي لا انفك أتذكرها كلما أعيد عرض الفيلم المرتبط بها أو دار العام وعادت المواسم تهل عليّ في أوقاتها المحددة.

1- صفحة السينما / امتحانات الثانوية الشمسية 1994

كنا في نفس الشهر الحالي ونعاني من نفس الموجة الحارة التي لم يكن سقفها يتعدي الأربعين درجة في العشر سنوات الأخيرة من القرن الماضي، وجاء من نصيبي الجلوس بجانب الشباك في لجنة مدرسة العباسية الإعدادية للبنين والتي كانت بالصدفة هي نفس مدرستي التي غادرتها منذ ثلاث سنوات مجتازاً الشارع إلي«كلية إسماعيل القباني الثانوية»، كما كنا نطلق عليها وهي أشهر مدرسة ثانوية في تاريخ حي العباسية تليها الحسينية العسكرية..المهم أنني وجدت نفسي منصهراً بفعل الحرارة المصبوبة من القرص الأصفر الحارق طوال لجنة امتحان اللغة العربية، حتي إنه بعد ربع ساعة كانت ثمة بقع بيضاء تتفتح أمام عيني وتتراقص في دائرية عجيبة نتيجة انعكاس الضوء علي ورقتي الامتحان والإجابة اللتين أنظر فيهما..ناهيكم عن كمية عرق غير طبيعية لا يمكن أن يفرزها فتي نحيل مثلي؛ لأنها لا تتوازي أبداً وكمية الماء أو حتي الدم التي في عروقه..وعدت إلي البيت منهاراً وأنا أفكر في كيفية إيجاد حل لهذا الموقع العدائي الذي ينبئ بثانوية شمسية قد تصيبني بأمراض جلدية نتيجة كم الحرارة والأشعة فوق البنفسجية التي سوف أتعرض لها..هنا اقترحت علي أمي أن آخذ بعض الجرائد وأقوم بإلصاقها علي زجاج الشباك الشفاف درءاً لانصباب الأشعة الكونية المهلكة وبالفعل اصطحبت معي في اليوم التالي مجموعة من جرائد الأسبوع الفائت وبكرة «سوليتب» ورحت أفرد الجرائد وألصقها علي زجاج النافذة وبعد عشر دقائق وجدت أنني بدون قصد أو بلا وعي قصدي قمت بإلصاق صفحة السينما الخاصة بجريدة الأهرام، والتي كان يشرف عليها في ذلك الوقت علي ما أذكر الناقد فتحي العشري.

نظرت إلي الصفحة التي كنت ألتهمها أسبوعياً وشعرت برغبة شديدة في الانتهاء من الدراسة لكي أتفرغ إلي هذا المجال الذي أعشقه.. كانت ثمة صورة بربع طول الصفحة لممثلة أجنبية شابة شقراء ترتدي فستاناً قصيراً من جلد النمر، وقد زادتها حرارة الشمس سخونة جعلت كل المراقبين خلال أسابيع الامتحانات يحومون طوال الوقت حول مكاني بحجة «المراقبة الدقيقة» وتنبيهي إذا ما راودتني أية «أفكار خبيثة» للغش أو استخراج البرشام رغم أنني لم أقم بأي الفعلين في حياتي الدراسية أبدا، لكنني كلما كان الحال يضيق بي في اللجنة وأشعر بالتعب أو تخونني الذاكرة أرفع بصري تجاه صفحة السينما المفرودة أمامي فلا أري الفتاة الشقراء الساخنة وإنما عناوين الأفلام وأفيشاتها المطبوعة بطول الصفحة وأسماء الكتاب أسفل مقالاتهم فأشعر أنني أخيراً علي وشك التخلص من عبء الدراسة التقليدية والاستغراق في هذا العالم الذي كنت أشعر أنني أنتمي إليه..وللأسف لم أحتفظ بتلك الصفحات لا من أجل صورة الممثلة الساخنة وإنما كتذكار «سينمائي» من امتحانات الثانوية العامة التي لم أعد إليها أبدا.

الدستور المصرية في

24/06/2010

 

عدسات تقرّب المستقبل.. السينما الكوردية.. رؤية وأمل

مروان ياسين الدليمي 

في الاول من شهر حزيران الحالي اتيحت لنا الفرصة ان نشاهد مجموعة من الافلام الكوردية، في اولى انشطة نادي السينما لمنتدى عنكاوا للثقافة والفنون ، استطعنا من خلالها ان نستشف ملامح هذه السينما التي يسعى شبابها من مخرجين ومخرجات ان يضعوا اقدامهم على الطريق السليم في مشوار الفن السابع . وهذا يأتي من طبيعة الموضوعات الغنية التي يحرص هولاء الفنانون على الاقتراب منها ومعالجتها بطرق واساليب تحاكي نماذج فنية متقدمة في صناعة الفلم ، وإن كان البعض من تلك النتاجات بقي اسير موضوعات ومعالجات مستهلكة تجاوزها الفن السينمائي وتركها خلفه لتعتاش عليها الدرامة التلفزيونية بكل اسرافها واستطراداتها المملة .

لكن الشطر الاعظم من تلك الافلام كان تتضح فيه صدق النوايا والتوجهات الفنية التي تخلت عن كل القوالب الفنية النمطية الجاهزة التي اسسها نمط الانتاج الفني السينمائي سواء في المنطقة العربية أوفي منطقة الشرق الاوسط .

ومن سط هذا الكم الهائل والتاريخ السينمائي الطويل في الشرق الاوسط الذي يحيط بالمنطقة الكوردية جغرافياً وثقافياً تأتي خطوات السينما الكوردية الشابة بكل عافيتها وحيوتها وقد ادركت حقيقة الطريق الذي ينبغي ان ترسمه لنفسها ، على الرغم مما ينقص هذا الطريق من ممهدات مادية .

نعود مرة اخرى للحديث عن الافلام الكوردية التي عرضت في حفل افتتاح نادي السينما في منتدى عنكاوا. في محاولة منّا لقراءتها نقدياً ً من اجل المساهمة بجهد متواضع منا في الاحتفاء بها ودعم شباب هذه السينما .

وفي الجزء الاول من قراءتنا النقدية هذه سوف نتوقف عند ثلاثة افلام فقط . وسوف يكون لنا عودة اخرى الى بقية الافلام التي عرضت .

انتينة:

الفلم الاول كان بعنوان ( انتينة ) للمخرج عدنان عثمان وهو مخرج يحمل شهادة اكاديمية في الاخراج حصل عليها من كلية الفنون قسم السينما في جامعة صلاح الدين في اربيل . وهذا المخرج له تجارب فلمية معدودة سبقت هذا الفلم . قصة الفلم تحكي عن امرأة قروية تحيا في قرية نائية بين الجبال وهي تصارع العزلة التي فرضتها الثلوج المتاسقطة على حياتها في ذاك الكوخ الغاطس بين اكوام الثلوج ، ولم يكن لها من وسيلة لمجابهة تلك الظروف سوى متابعة الرسوم المتحركة لصراع القط مع الفأر في البث التلفزيوني الذي لم يكن مستقراً بسبب تكرار سقوط هوائي الاستقبال نتيجة العواصف الثلجية . . تمكن المخرج من ايصال حالة العزلة التي تحياها الشخصية الرئيسية ــ وهي الوحيدة في الفلم ــ ابتدأ من حسن اختياره لطبيعة المكان الذي جرت فيه احداث الفلم والذي تتراكم فيه الثلوج الى الحد الذي بدت وكأنها معادلاً صورياً لبرودة الحياة الداخلية للشخصية التي لم يكن يحيط بها اي ذات انسانية اخرى يمكن ان تدفء بها روحها وسط عالم صامت موحش لايسمع فيه سوى صوت الرياح العاتية التي كانت تتسبب في كل مرة في اقتلاع الانتينة التي تستقبل البث التلفزيوني وهو الصلة الوحيدة لتلك المرأة بالعالم الخارجي الذي يبدو وكأنه قد سلب منها كل شيءحتى ذاك الرجل الوحيد المعلقة صورته على الحائط ولايهم إن كان ابنها او زوجها . وقد حفل الفلم بايقاع هادىء وجميل عكس بطىء الحياة الخارجية المحيطة بالشخصية اضافة الى ايقاعها الداخلي . واقتنصت عدسة المخرج عبراحجام اللقطات وزواياها، المشاعر الداخلية للشخصية دون مبالغة ولاأسراف . وإن اخفقت الاضاءة في بعض اللقطات من الوصول الى كشف الانفعالات الداخلية . لكن في عموم القول الفلم يعد تجربة ناجحة وجيدة في مسيرة المخرج عدنان .

الجدار :

أما الفلم الثاني فكان بعنوان ( الجدار ) للمخرج تحسين فائق . وهذا المخرج امتلك ناصية الفن السينمائي من خلال التجربة والبناء الذاتي ولم يتلقى العلوم السينمائية على مقاعد الدراسة . وهذا امر يحسب له رغم اهمية الدراسة الاكاديمية للفن السينمائي ، ذلك لان فيه شطراً واسعاً جداً من العلوم النظرية والتطبيقية التي لايمكن الحصول عليها وفهمها بالشكل السليم والعلمي دون الجلوس على المقعد الدراسي في معهد او اكاديمية تدرس الفن السينمائي بكل علومه المتنوعة والدقيقة . ابتدأ بالعلوم والنظريات الفيزيائية التي لها صلة مباشرة بالعدسات وانتهاءاً بنظريات الجمال وفلسفة الفن . ومع هذا نجد ان تحسين فائق يملك من الخبرة العملية الشي المهم الذي مكنه من الامساك بالعناصر الفنية المطلوبة لبناء الفلم الروائي القصير ابتدأ من جرأة الفكرة وغرابتها مروراً بكيفية معالجتها سينمائياً بطريقة سلسة ومثيرة في ان واحد ، والفلم محاولة شجاعة لطرح موضوعة انسانية تشمل مجتمعاً واسعاً بكل طبقاته وصراعاته واحلامه الفردية والمجتمعية من خلال جدار ما ،تسعى الكامرة في لقطة ثابتة عليه طيلة زمن الفلم الذي لايتجاوز الخمسة عشر دقيقة أن ترصد كل ماجرى لهذا المجتمع من احداث عصفت به عبر ماكتب ويكتب على الجدار من ذكريات شخصية وكتابات احتجاجية واعلانات تجارية ومايلصق عليه من ملصقات وماتعلق عليه من لافتات . ليتابع المتفرج طيلة زمن الفلم مايجري من تحولات وتغيرات بفعل الزمن على تلك الاشياء التي شهدها الجدار . والمخرج هنا ازاح بمعالجته الفنية الحوار تماما من الفلم لتكون الصورة بديلاً معبراً عنه . تحكي لنا بلغة عالية ومكثفة اشياء واحداث لن يتمكن الحوار بلغته الادبية ان يوصلها لنا مثلما استطاعت الصورة ان توصلها . وهذا هو جوهر الفن السينمائي الذي يقوم على ماتختزنه الصورة من طاقات هائلة للتعبير عن الموضوعات التي يطرحها الفلم.

النَفَسْ :

اما الفلم الثالث فكان بعنوان ( النَفَس ) وهو من اخراج شهرام نامق .الذي هو الاخر كزميله تحسين لم يدرس الفن السينمائي اكاديمياً لكنه درس المسرح ، وهذا لم يمنعه من المغامرة والدخول الى العالم السينمائي . وقصة هذا الفلم تحكي عن علاقة تنشأ بين امرأة ورجل عبر الهاتف بفعل الصدفة ،وسوف لن يلتقيا ابداً بعد ان سرق شخص ثالث هاتف العشيق لينتحل صفته وليحل مكانه .. لقد احتاج المخرج شهرام الى زمن طويل داخل الفلم ليشرح لنا تفاصيل القصة وهذا امر اثقل الحبكة وايقاعها . ومن هنا اقترب الفلم كثيراً من الدراما التلفزيونية التي تستند على (المشهد) الدرامي في البناء وليس (اللقطة) كوحدة فنية يتم الانطلاق منها وبها في صياغة معمارية العمل الفني الدرامي . *

*جزء من دراسة نقدية عن السينما في كردستان العراق .

أدب وفن في

24/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)