حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«الثلاثة يشتغلونها».. فكرة جيدة.. وخلط فكري معيب.. ونهاية مكررة

ماجدة موريس

حين أنهت نجيبة متولي الخولي دراستها الثانوية بتفوق وأصبحت الأولي علي الثانوية العامة، طلب منها أبوها أن تبحث عن العلم تحت قبة الجامعة بينما طلبت منها الأم البحث عن عريس.. ثري.. ولم يكن أحدهما يدري أن إطلاق فتاة مثلها مليئة بالقدرات والطاقات التي تم تعطيلها عمدا حتي تصبح أداة طيعة مبرمجة في أيديهما هو كارثة حقيقية جعلتها ألعوبة في يد الجميع الذين راح كل منهم «يشتغلها» علي النحو الذي يلائمه، يأخذ منها ما يريده، ويلقي بها إلي الجحيم.. وهو هنا السجن أو المعتقل.. ساعة اللزوم.. اليساري والإسلامي وقبلهما الحرامي.

«الثلاثة يشتغلونها» اسم لفيلم يفاجئك محتواه بأكثر مما يوحي به العنوان، ويذكرك بفيلم سابق شهير من أفلام الستينيات هو «الثلاثة يحبونها» لفنانة السينما الكبيرة سعاد حسني ويوسف شعبان ونخبة من النجوم وكان عن فتاة عاملة، موظفة وطالبة جامعية طموح في نفس الوقت تحاول الإفلات من الفخاخ المنصوبة لها لتستكمل الطريق الذي اختارته لحياتها، أما فيلمنا هنا، فبطلته هي ياسمين عبدالعزيز، إحدي بطلات السينما المصرية الآن، موهوبة ولديها طاقات عالية في تقمص الشخصيات التي تؤديها، لكن تسيطر عليها فكرة «الكومدة» أي تحويل النص المعروض عليها إلي كوميدي وإعطائه لوازم تليق بهذه الفكرة، مهما امتلك من مساحات أكبر للحركة وهو ما يحدث هنا في الفيلم منذ بدايته، فالموقف «العائلي» في بيت نجيبة ووالدها متولي «صلاح عبدالله» الموظف، وأمها ربة المنزل «هالة فاخر» يخص آلاف الأسر المصرية، يولد كوميديا من تلقاء نفسه حين يصبح هم الاثنين مساعدة ابنتهما الوحيدة علي حفظ المقررات الدراسية وتسميعها لهما والزهو بها لأنها تصم الكتاب بسرعة وسهولة حتي علامات الترقيم! هذا موقف ينتهي للكوميديا السوداء لكن المخرج علي إدريس يلجأ للمبالغات حين يتابع الأب ابنته نجيبة وهي تسمع له الكتب حتي في دورة المياه.. وقياسا علي ذلك تتراكم المبالغات من أجل فكرة الإضحاك لتقتل الأهم وهي تطوير فكرة المؤلف يوسف معاطي في مصائب الاعتماد علي الحفظ والتلقين حين يصبح الإنسان مثل الروبوت لا يجيد فهم العالم الخارجي حين يخرج من باب بيته ومدرسته إلي المجتمعات المفتوحة كالجامعة، إننا إزاء فيلم يعتمد علي فكرة مؤثرة وصادقة تمس الأغلبية، وسيناريو، تنتقل فيه الأحداث من منطقة لأخري لتقديم رؤية مؤلفه عن القوي الثلاث الرئيسية التي تلعب في الساحة لتستلب الناس أو «تشتغلهم»، وأيضا إزاء عمل يكتفي بالقشور في بعض مواضع الجد، ويغيب ويهمش كثيرا من الأمور الضرورية في بنائه الدرامي لصالح البطلة الموجودة من الجلدة للجلدة، وهذا ليس عيبا ولكن ليس علي حساب المنطق الدرامي والمنطق الفعلي.

نجيبة في الجامعة

يبدأ الفيلم رحلته لصالح البطلة وحدها بفصل والدها من العمل ضمن مجموعة غيره، وفي إيماء بأن السبب الحقيقي هو تفوق ابنته بينما عجز ابن رئيس الشركة عن عبور العام الدراسي.. ومنذ هذه اللحظة يترك الفيلم شخصية الأب في الظلام باستثناء مشهدين قصيرين له حتي يعود إليه في النهاية ليعترف لابنته بأنه الجاني عليها حين لقنها أن الحفظ والصم هو طريق النجاح في الحياة، الأب هنا شخصية شديدة الثراء ضحي بها الفيلم من أجل شخصية البطلة، الابنة، التي انطلقت لتعمل مدرسة في مدرستها السابقة ولتذهب إلي الفصل ومعها العصا لمن عصا مدعومة بترحيب ناظرتها أبلة صباح «رجاء الجداوي»، من أجل مساعدة الأب في الإنفاق علي الدراسة الجامعية، ثم تذهب إلي الجامعة، وتتذكر نصيحة أمها بالبحث عن عريس غني، وتتجه فورا لطالب تبدو عليه هذه المواصفات، وتقايضه بمساعدته علي النجاح، وفي هذا الجزء يميل الفيلم إلي مشاهد الصخب والرقص التي تقدمها صورة للحالة الشبابية المنفلتة خاصة حين ينتزع الشاب ورقة إجابة نجيب ويكتب عليها اسمه من وراء ظهور المراقبين وتعجز هي عن كتابة غيرها فتخفق في الامتحان لأول مرة ولا يتوقف الفيلم لحظة عند هذا الموقف اللاأخلاقي رغم أنه يدين البطلة بالدرجة الأولي، التي كشفت عن فساد داخلي غير متوقع حين ضحت بتفوقها من أجل الزواج من هذا الطالب، ابن الحرامي، الذي كانت تطارده بشكل مهين.. وبلا تعقيب.. وبتعسف شديد، تنتقل البطلة إلي لوك آخر.. يصبح شعرها أصفر وأسنانها بدون دعامات وملابسها أكثر انفتاحا وحركتها أكثر ليونة تتحول نجيبة إلي فتاة أخري، تتغير ألفاظها في التدريس للأولاد والبنات الصغار، بدون سبب منطقي وكأن الكوميديا تبرر كل شيء، ويتلقفها يساري يتذكر أنها الأولي علي الثانوية العامة «نضال الشافعي» شاب متلون متكلم ينقض علي عقلها المغلق بحكايات الدفاع عن المبادئ والناس، وكعادة يوسف معاطي في تقديمه لمن يسميهم اليساريين في أفلامه يقدم نموذجا كاريكاتوريا مثل نماذج فيلم «السفارة في العمارة» ويشاركه المخرج في توجيه الممثل إلي أداء دور شاب لا تستقر عيناه علي شيء، يبدو أقرب للجنون أي «لاسع» وينتقل من الاشتراكية إلي حركة 6 فبراير (أي 6 أبريل) ولديه شيزفزانيا وسيارة «مرسيدس» تندهش لها نجية، لكنها لا تجعلها تفكر في كذبه.. يتحدث عن الناس ويشتمهم بأقذع الألفاظ عند اللزوم، ثم يتخلي عنها في النهاية حين تدافع عن الجماهير في مظاهرة ويقول إنه لا يعرفها، هذا «الخلط» المعيب بين الأفكار النبيلة والأشخاص المدعية اعتناقها لها، وهذا الجمع بين كل شيء بدون تحديد وإلصاقه بالشخصية هو سقطة حقيقية وفكرية للفيلم، خاصة مع مضاهاة ومقارنة اليساريين وأعضاء حركة 6 أبريل.. شباب الجامعات وغيرها من الفتيات بأبناء الحرامية.

التجارة بالدين

تلتقي الفتاة بأحد المستفيدين من الدين والذين يقدمهم الفيلم في شخص الداعية مهدي حسان «قام بدوره شادي خلف» الذي تنجرف نجيبة إلي حضور دروسه بدعوة من زميلاتها المحجبات في الجامعة، وبسرعة تتعلق به، وبكل ما يقوله عن الكفر والضلال وتتحول لداعية هي نفسها في قناته الفضائية، ثم تخريبية حين ترفض محاضرة أستاذ الحضارة الفرعونية «يوسف داود» وتقود فرقة لكسر التماثيل في حديقة الكلية بدعوي أنها كفر «نسيت أن أذكر أنها اختارت مع والدها دراسة الآثار بعد الثانوية العامة.. وبدون سبب.. وقد عُرف السبب في نهاية الفيلم» وحين تذهب إلي قسم البوليس من جديد متهمة بالتخريب هذه المرة، وتتلقي اتهام الضابط «محمد لطفي» تفاجأ بتخلي الشيخ حسان عنها «وكان قد عرض عليها الزواج علي زوجتيه»، ولا تجد غير حضن الأب الذي يعترف لها بإجرامه في حقها فتنطلق من جديد، مع التلامذة في الفصل الخالد، تذهب بهم إلي الأهرامات وتعلمهم تاريخ مصر وحضارتها وتطلب منهم نسيان كل ما علمته لهم في الماضي.. وكانت هذه اللقطة هي النهاية الحقيقية للفيلم.. والرسالة الأهم له إذا أراد.. لكن صناعه أرادوا رسالة أخري، مع نهاية جديدة هي زواج نجيبة من أستاذها الجديد «الفنان أحمد عز» الذي ظهر كضيف شرف والذي ما أن بدأ يدرس للطلبة والطالبات حتي بدأت هي تشاغله حتي تلفت نظره.. وهذه هي الرسالة الأهم التي أراد الفيلم في رأيي أن يتركها لنا في النهاية.. صورة الزواج السعيد للبطلة التي اقتنصت أستاذها كزوج فحققت رغبة الأبوين معا، العلم والزواج من عريس لديه مساحات للثراء في الملازم والكتب القادمة.. ولينتهي الفيلم وأنت مشغول بتأمل ما أراد أن يقوله لك، وبأي طريقة، وهو إذا كان قد أدان «الأب» الذي أقام بمنزله معمل تحفيظ وتلقين، فإنه ترك الأم، ربما تشجيعا لنظريتها عن العريس الثري.. بدون أن يناقش هذه النظرية، بل ليؤكدها، وبدلا من مناقشة النظام التعليمي في إطار الدراما، وضع كل الأخطاء علي كاهل نجيبة، وحدها.. مع ذلك فإننا أمام فيلم جذاب لمخرج قادر علي إيجاد حيوية في الكادر ومعه مصور ماهر «أحمد عبدالعزيز» وممثلون كبار في أدوار صغيرة يعطونها من عبقهم إضافة حقيقية تسند البطلة ياسمين التي لا تغيب عن الشاشة، وحين تقع تجد أمامها شخصيات يلعب أدوارها صلاح عبدالله ولطفي لبيب وهالة فاخر ومحمد لطفي ويوسف داود ورجاء الجداوي.. إنهم في الحقيقة.. ملح هذا الفيلم.

الأهالي المصرية في

24/06/2010

 

المخرج المغربى خالد زاهر يشكو من تعرضه لعملية نصب من خالد شوكات رئيس مهرجان "روتردام"

كتبت هنا موسى 

فى نفس اليوم الذى انطلقت فيه فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان روتردام للفيلم العربى فوجئ العديد من المتابعين للمهرجان والمهتمين بصناعة السينما بإميلات من المخرج المغربى خالد زاهر تفيد بتعرضه لعملية نصب من مدير المهرجان خالد شوكات، حيث اتهمه بسرقة فيلمه "الطنجاوى" والذى يتناول فيه السيرة الذاتية للكاتب المغربى محمد شكرى، وأكد فى الإيميل المرسل أن خالد شوكات قام بسابق تخطيط، متعمداً بسرقة فيلم "الطنجاوى" الذى أنتجه بماله الخاص، وأخرجه كحق فكرى خاص بى، بمساعدة طاقم مغربى من طنجة، لكن خالد شوكات انتحل الفيلم، واعتدى على حقوق منتجيه، وأضاف زاهر أنه لا يدرى كيف يمكن أن يتجرأ شخصاً يدعى أنه يحمل شهادة قانون بعمل مخالف للقانون كهذا، حيث بدأ الموضوع عندما عرض الفيلم عرضاً خاصاً حضره المنتجون المصريون مدحت العدل وزوجته وسامى العدل والفنان عزت العلايلى وصلاح هاشم الناقد السينمائى المقيم فى باريس وعدنان حسين أحمد الناقد العراقى وقيس قاسم الناقد السينمائى العراقى والمخرج المعلم العراقى قاسم عبد والمخرج العراقى باز شمعون وصحفيون مصريون كانوا من ضيوف المهرجان، ومدير مهرجان الفيلم العربى خالد شوكات.

وأضاف زاهرو أنه بعد انتهاء المهرجان فى الشهر السادس من العام 2008 اتصل بى انتشال التميمى، وطلب منى أن استقبله فى بيتى، وبصحبته مدير مهرجان الفيلم العربى فى روتردام خالد شوكات، وفعلاً زارنى ومعه خالد شوكات الذى طلب أن يشاهد النسخة التى عرضتها فى المهرجان لفيلمى "الطنجاوى"، وبعد المشاهدة عرض علىّ خالد شوكات أن يدخل معى شريكاً فى إنتاج الفيلم، وبأنه سيضمن لى تمويلا محترماً يسمح بإنجاز فيلم يليق بمحمد شكرى وتاريخه، ولأجل هذا، طلب منى أن أكتب له رؤيتى للفلم، ومعالجتى الفنية، والتكاليف الكلية لإنجاز الفيلم "الميزانية النهائية"، وحصل كل هذا بحضور الصديق انتشال التميمى الذى نصحنى بتوثيق أى اتفاق مع خالد شوكات كتابياً فى حال اتفاقى معه، وأعطيت لخالد شوكات ما طلبه منى مكتوباً باللغة العربية ليقرأه قبل الاتفاق النهائى معى.

وأكمل زاهر حديثه فى الإيميل قائلا: اتصل بى خالد شوكات بعدها بـ3 أسابيع، وطلب منى أن أحضر شخصياً إلى بناية "مؤسسة الفيلم" فى روتردام Rotterdam Media Fonds- - لأشرح لرئيسها السيد Jacques van Heijningen المراحل التى أنجزتها للفيلم، والمتبقى منه، والميزانية المطلوبة، ذهبت للموعد، وكان خالد شوكات بانتظارى، وبصحبته سيدة مغربية اسمها نزهة سكيودى، عرفت أنها تعمل مع "شوكات" فى مشروع آخر، دخلنا مكتب السيد "جاك" جميعنا، وهنا أخرج خالد شوكات علبة من حقيبته، وقدمها لمدير "مؤسسة الفيلم" باعتبارها تذكاراً من مهرجان الفيلم العربى، وقدمنى له على أنى مخرج عراقى مقيم فى روتردام، وأطمح للحصول على دعم لفيلمى الذى هو قيد الإنجاز، تحدثت مع السيد "جاك"، وشرحت له كل شىء عن فيلمى "الطنجاوى"، وأطلعته على جزء من التصوير، سألنى العديد من الأسئلة، وأجبته عنها، وقال لى إن على أن أتبع الطرق المتفق عليها فى تقديم طلب الدعم لإكمال فيلمى، والتى يمكننى الحصول عليها من موقع المؤسسة على الإنترنت، شكرت الرجل، وخرجنا من مكتبه أنا وخالد شوكات ونزهة سكيودى، متسائلا عن الذى سيشاركنى فيه خالد شوكات فى صناعة الفيلم.

وأضاف: بعد اللقاء بأسبوع، ذهبت إلى العراق لإنجاز عمل هناك، وانشغلت فى زحمة العمل عن "الطنجاوى"، عدت لروتردام مع مهرجان روتردام الدولى فى نهاية الشهر الأول من العام 2009، وفى صالة المهرجان قابلت خالد شوكات من جديد الذى أخرج ورقة من جيبه مكتوب عليها باللغة الهولندية عقد تشغيل (بمبلغ أتذكر أنه ألفى يورو) طلب منى التوقيع عليه لنحصل، وأكرر لنحصل معاً على دعم مؤسسة الفيلم لفيلمى "الطنجاوى" بمبلغ 19 ألف وستمائة وخمس وعشرين يورو فقط، ضحكت من الأمر، ورفضت التوقيع، لكن خالد شوكات ألقى على محاضرة طويلة عن الشرف والثقة والإسلام والنظافة، وبأننى يجب أن أقف معه، وبأنه بعلاقته مع مدير مؤسسة روتردام قد حصل على الدعم الذى تبين لى لاحقاً أنه قرض من المؤسسة لإكمال فيلم "الطنجاوى" إخراج خالد زهراو.

أخبرت خالد شوكات أننى لا أوافق على دخوله شريكاً معى، ولا أسمح له باستخدام اسمى، أو فيلمى بالنصب على الآخرين، والحصول منهم على تمويل للفيلم، وسافرت بعدها ورجعت لهولندا بعد الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم العربى فى روتردام فى شهر يونيو العام 2009 لأجد مفاجأة من النوع الثقيل جداً بانتظارى، وجدت المجلة التى تصدرها مؤسسة دعم الأفلام، وفيها أن المؤسسة منحت فى العام 2008 مبلغ تسعة عشر ألف وستمائة وخمس وعشرين يورو فقط لفيلم "الطنجاوى" من إخراج خالد زاهر، وبعد الحصول على الدعم من "مؤسسة الفيلم" الهولندية، تم إنتاج الفيلم من طرف شركة خالد شوكات، وأخرجه الأسعد وسلاتى، وأكد زاهر فى نهاية الإيميل عن مسئوليته الكاملة عن ما كتبه فى هذه الرسالة.

اليوم السابع المصرية في

24/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)