حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أماندا سيفريد:

لعبتُ أدواراً في السينما مخجلة في الحياة

باريس – نبيل مسعد

انتظرت أماندا سيفريد فيلم «ماما ميا» الاستعراضي الناجح الذي أدت فيه شخصية ابنة ميريل ستريب كي تعرف الشهرة. وهو الدور الوحيد من نوعه في حياتها الفنية القصيرة حتى الآن، ذلك أنها تخصصت الى حد ما في الأدوار الدرامية المثيرة والمخيفة مثل «جسد جنيفر» و «مراهقات شرسات».

وآخر أفلام سيفريد عنوانه «كلويه» للسينمائي الكندي الأرمني الجذور أتوم إيغويان، وهو لا يشذ عن القاعدة. ففيه يروي إيغويان حكاية زوجة تشك في إخلاص شريك حياتها فتستعين بخدمات امرأة شابة من أجل إغراء الزوج وتقص لها كل تفاصيل ما يحدث بينها وبين الزوج «الخائن». وانطلاقاً من هذه النقطة يسحب إيغويان المتفرج في دوامة غامضة كلها غش وخداع وجنس وعواطف ملتهبة ومزيفة في آن واحد، إلى حد النهاية غير المتوقعة.

والفيلم مأخوذ أساساً، في خطوطه العريضة، من عمل سينمائي فرنسي عنوانه «ناتالي» ظهر قبل خمس سنوات، وهو من بطولة جيرار دوبارديو وإيمانويل بيار وفاني أردان، ومن إخراج آن فونتين.

جاءت سيفريد الى باريس للترويج لفيلمها «كلويه» فالتقتها «الحياة».

·         في رأيك ما الذي دفع بالمخرج أتوم إيغويان إلى الاستعانة بك من أجل هذا الدور الجريء في «كلويه»؟

- تلقيت مكالمة هاتفية منه عبر فيها عن رغبته في لقائي والتحدث معي في شأن دور كبير في فيلمه الجديد. وافقت بطبيعة الحال نظراً الى سمعة إيغويان كسينمائي موهوب وجدي وذهبت إلى الموعد مقتنعة بأن الرجل كان سيحدق النظر في ويسألني سؤالين ثم يعدني بالرد فور اتخاذه القرار النهائي في خصوص الدور. وفوجئت بأن الأمور لم تتم بالمرة مثلما تخيلتها إذ أن إيغويان خصص لي ثلاث ساعات كاملة من وقته للتكلم معي عن ألف شيء وشيء باستثناء ربما الموضوع الأساسي الذي جمعنا في هذا اللقاء وهو فيلمه الجديد. فهو كان يرغب في التعرف الى شخصيتي وذوقي في الأكل والشرب والملبس وأيضاً في الرجال، ووجدته جريئاً في أسئلته إلى حد لم أتوقعه، فأنا كنت أعرفه جريئاً في أفلامه، ولكن الحياة الحقيقية من المفروض أن تكون مختلفة عن الأعمال الفنية. غير أنني كنت قد حددت موعداً لصديقة في الطرف الآخر من نيويورك لأنني مثلما ذكرته توقعت البقاء مع إيغويان عشر دقائق أو ربع ساعة على الأكثر.

·         هل صارحتيه في شأن موعدك هذا؟

- لا طبعاً، فكيف يتسنى لممثلة شابة أن تقول لمخرج مرموق يرغب ربما في اختيارها لدور سينمائي أنها لا تقدر على البقاء معه لأن صديقتها تنتظرها. أنا لم أبح بشيء كما أنني لم أجرؤ حتى على الاتصال هاتفياً أمام إيغويان بالصديقة إياها لأعتذر منها فتركتها تنتظرني. لكنها غفرت لي قلة ذوقي في ما بعد عندما علمت بالسبب الذي جعلني أتجاهلها.

·         للعودة إلى السؤال الأول، ما الذي جعل إيغويان يختارك أنت وسط غابة الممثلات الشابات في هوليوود ونيويورك؟

- اعتقدت انه شاهدني في فيلم «جسد جنيفر» المخيف الذي أديت فيه دوراً درامياً وجريئاً، ولكن اتضح لي أنه لم يكن على علم بوجود هذا الفيلم وأنه كان قد أعجب بي في «ماما ميا» الاستعراضي البعيد كل البعد عن «كلويه» الذي كان يحضّره. وهو فكر كالآتي: إذا كانت هناك ممثلة قادرة على أداء مثل هذا الدور السطحي والتافه بطريقة مقنعة رافعة من شأنه ومن شأن الفيلم بكامله فلا بد أنها جديرة بتمثيل أي دور في الوجود. وبالتالي أراد لقائي وربما منحي بطولة «كلويه».

·         أنت فعلاً لفتِّ الانتباه بدورك في «ماما ميا» ولكن الإعلام لم يكتب أبداً أنه من النوع السطحي أو أن الفيلم كله دون المستوى المطلوب؟

- يبدو أن رأي إيغويان لا علاقة له برأي الصحافة أو حتى الجمهور العريض، وهذا ما حدث.

·         لماذا حدثك إيغويان عن كل شيء سوى فيلمه الجديد أثناء لقائكما؟

- أعتقد بأنه كان يرغب في مفاجأتي حتى أفقد ثقتي في نفسي إلى حد ما وأعجز عن البوح له بالأشياء التي كنت قد حضرتها قبل اللقاء والتي كانت تخص مشواري الفني وطموحاتي من هذه الناحية. وهذا ما حدث. فالمفاجأة جعلتني أصارحه بكل ما كان يريد أن يعرفه وساعدته في تحديد معالم شخصيتي العميقة. وأنا أدركت مدى فعالية أسلوبه عندما قرأت سيناريو «كلويه» في ما بعد واكتشفت مواقفه الصعبة والجريئة جداً والتقلبات التي تمر بها البطلة على الصعيدين النفسي والعاطفي. كان يختبر قوتي، وأنا خرجت من اللقاء فخورة بالطريقة التي تصرفت بها وإن كنت لا أعرف في تلك اللحظة إذا كان الدور من نصيبي أم لا. فالرد النهائي جاءني بعد أكثر من شهر على اللقاء.

·         هل كنت على علم بأن السيناريو مستوحى من فيلم فرنسي عنوانه «ناتالي» وأن النجمة إيمانويل بيار هي التي كانت قد أدت فيه شخصيتك نفسها قبل خمس سنوات؟

- لا، لم أكن أعرف هذا الشيء في الأساس ولكن إيغويان صارح فريقه بالأمر قبل بدء التصوير طالباً مني ومن جوليان مور التي شاركتني البطولة، ألا نسعى إلى مشاهدة هذا العمل تفادياً لعملية التأثير اللاشعوري التي قد تتعرض لها كل واحدة منا إذا شاهدت ممثلة ثانية تؤدي دورها نفسه. وأنا فعلت مثلما طلب المخرج لكنني أعرف أن مور تسرعت وشاهدت الفيلم الفرنسي، الأمر الذي لم يضر بأسلوبها في الأداء إطلاقاً. وعلى العموم فأنا أعتقد بأن إيغويان كان يقصدني شخصياً أكثر منها بتعليماته نظراً الى كونها ممثلة قديرة وعلى مستوى رفيع جداً من الموهبة. أنا لا أتخيلها تتأثر بأي ممثلة أخرى أو تقلد أي شيء تراه، فهي فوق مثل هذه الاعتبارات.

·         كيف كانت علاقتك بها في أثناء التصوير؟

- كانت علاقتنا جيدة ولكن الروح المهنية العالية التي تتميز بها مور جعلتها تتفادى الارتباط بصداقة حقيقية معي حتى لا تطغي تصرفاتنا مع بعضنا البعض في الحياة الحقيقية على برودة المشاعر بيننا في الفيلم.

·         كيف واجهت المواقف الجريئة أمام الكاميرا علماً أنها تتوافر بكثرة في «كلويه»؟

- كنت هيأت نفسي للتفكير في شيء آخر كلياً قبل بدء تصوير كل لقطة من هذه اللقطات. إنها طريقتي الشخصية في مواجهة العمل الصعب المطلوب مني تنفيذه، ولكن إيغويان تدخل في الحكاية وراح يشجعني على الدخول بكل كياني في أعماق نفسية المرأة التي كنت أمثلها علماً أنها بسبب الاختلال في اتزانها النفسي تتلذذ بكل ما يخالف القواعد المفروضة والتي تحكم تصرفاتنا مع الغير. وهكذا تركت العنان لخيالي وشعرت بشيء من المتعة في أداء مواقف كان من المفروض أن أخجل منها ليس فقط أمام الكاميرا بل أيضاً في حياتي الشخصية إذا حدث أن عشتها. أن طريقة إيغويان في إدارة ممثليه، خصوصاً ممثلاته، غريبة واستثنائية ولكنها فعالة إلى أبعد حد على الصعيد الفني.

·         أنه متزوج من الممثلة الأرمنية مثله أرسينيه خانجيان، فهل تعتقدين بأن تصرفاته الفنية تسبب له بعض المشاكل في حياته الزوجية؟

- لا أتخيل ذلك إطلاقاً، وكم من مرة جاءت زوجته لتحضر تصوير بعض المشاهد وبدت سعيدة بل فخورة بعمل زوجها. وهي كثيراً ما تظهر في أفلامه إلا أنه لم يمنحها أي دور في «كلويه». أنا سمعت إيغويان يحكي مرات ومرات عن زواجه المستمر منذ سنوات طويلة وعن سر نجاحه الكامن في الجهود المستمرة التي يبذلها كل من الطرفين من أجل تفادي الروتين وقتل الرغبة في الابتعاد عن الطريق السليم. أنا أتخيله سعيداً في حياته الشخصية، وعلى الأقل فهذا ما بدا لي بوضوح. وهو يفرق تماماً بين عمله وخصوصياته ويتصرف مع الممثلات بأسلوب لا يترك المجال لأدنى انتقاد وإن كان يطلب منهن أحياناً تصوير لقطات جريئة جداً.

·         ماذا عن حياتك العاطفية؟

- أنا مخطوبة منذ ثلاث سنوات وأتمنى أن أتزوج وأن أستطيع الإدلاء بعد مضي الوقت بالتصريحات حول مقومات الحياة المشتركة الناجحة الطويلة مثلما يفعل إيغويان. وأعتبر نفسي محظوظة لأنني لم أسمع من خطيبي كلمة عتاب واحدة في شأن اللقطات الجريئة التي أديتها في «كلويه»، فيبدو أنني اخترت رجلاً يتمتع حقاً بعقلية متفتحة.

الحياة اللندنية في

18/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)