حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سياسة الباب «الموارب»

طارق الشناوي

هل هذا يعد تطبيعاً ثقافياً وبالتالي يستتبع تحقيقاً في النقابة أم أن الأمر يدخل في إطار الاجتهاد الخاص ومن اجتهد وأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر.. أكثر من واقعة تكررت آخرها موقف «تامر حسني» من جائزة «التفاحة الكبري» في أمريكا، عندما رفض التكريم لكي لا يصعد علي إلي خشبة المسرح ويقف بجوار مطربين إسرائيليين يكرمون في نفس المهرجان إلا أنه أعلن في نفس الوقت انتظاره في القاهرة لكي تأتي إليه الجائزة!!

قبل ثلاثة أسابيع كان الاتهام يطول «خالد النبوي» الذي شارك ممثلة إسرائيلية في فيلم «لعبة عادلة» للمخرج «دوج ليمان»، الفيلم يفضح الأكاذيب بالأمريكية لغزو العراق و"خالد» أكد أنه لم يسأل عن جنسية الممثلين بجواره أي أنه لم يدافع عن مشاركته التمثيل أمام ممثلة إسرائيلية لكن هل هذا يكفي؟ لكي لا يصبح الممثل واقعاً تحت شبهة التطبيع.. مواقف متعددة عاشها الوسط الفني مؤخراً مثل ذهاب «هند صبري» للقدس للمشاركة في احتفالية سينمائية وبعدها ما حدث في المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة عندما قرر معهد السينما سحب الأفلام من الاشتراك لتواجد فيلم فرنسي مخرجته إسرائيلية.. الغريب أن عميد المعهد «د. عادل يحيي» أعلن مؤخراً أنه لو كان لديه فيلماً وعرف أن إسرائيل لها فيلم فسوف يشارك بالفيلم في المهرجان؟! تخبط في الرؤية العميد غير قادر علي تحديد موقفه الشخصي.. الأمثلة متعددة وكلها من الممكن أن نجدها داخل نفس الدائرة وهي أن هناك مفهومًا ملتبسًا وغير متفق عليه بين الجميع.. وهذا الالتباس لا ينبغي أن يتغير معياره تبعاً لمواقف إسرائيل مثلاً إذا ضربت إسرائيل أسطول السلام التركي فيصبح لزاماً علينا أن نتشدد في التعامل معها وإذا تسامحت في بعض المواقف نتسامح معها.. الأمر لا يستقيم أبداً علي هذا النحو ولكن علينا أن نرتكن للقاعدة وهي أننا نقف ضد التطبيع الثقافي مع إسرائيل بجميع صوره لأن هذا السلاح لم يعد للأمة العربية غيره.. إلا أن مرور أكثر من 30 عاماً علي إصدار قرار يجعلنا حريصين بالضرورة علي إعادة قراءة بنوده مرة أخري.. وإعادة القراءة لا تعني تغيير القرار ولكن علي النقابات الفنية في مصر والعالم العربي أن تدرك الخطورة القائمة من خلال كم التجاوزات التي حدثت مؤخراً، وأن هناك مبررات كثيراً ما نقرأها مثل أن هذا العمل الفني ضد أمريكا ويفضح تجنيها علي العراق فكيف لا نشارك فيه حتي ولو كان يشارك فيه فنانون إسرائيليون وبنفس المنطق يقول البعض لو أن لدينا فيلمًا إسرائيلي الإنتاج ويفضح عدوان إسرائيل علي غزة هل نعرضه في المهرجانات السينمائية العربية؟!

الموقف الذي اتخذته النقابات الفنية بحاجة إلي إعادة تفعيل وتوضيح.. الأمر بالتأكيد ينتظر دعوة من اتحادات النقابات الفنية واتحاد الفنانين العرب لنعرف أين نقف في علاقتنا مع إسرائيل لأن أبواب التطبيع التي كانت مغلقة تماماً أمام إسرائيل أصبح أغلبها مع الأسف الآن موارباً!!

الدستور المصرية في

10/06/2010

 

إسلام «نجيب الريحاني»

طارق الشناوي

أعادت «جينا» ابنة «نجيب الريحاني» حكاية إسلام أبيها وهو ما سبق وأن تردد أيضاً عند رحيل «يوسف شاهين»!!

إسلام المشاهير الذين نحبهم صار في السنوات الأخيرة أحد المظاهر المصرية.. رغم أننا عندما نحب الفنان لا نفتش عن ديانته ومشاعر الحب التي حظي بها «الريحاني» في حياته ولا تزال تزداد بعد رحيله، لم يدخل الدين طرفاً فيها.. إسلام المشاهير ظاهرة حديثة لها علاقة بما يجري الآن من تطرف ديني، حيث أصبح الناس يسألون عن الدين أولاً وبعد ذلك يحددون اتجاه بوصلة مشاعرهم.. لقد حدث عند وداع «يوسف شاهين» شيء من هذا عندما طالب البعض تلميذه الأقرب «خالد يوسف» بإظهار وثيقة إسلامه حتي يتسني لهم إقامة الطقوس الإسلامية في وداعه بدلاً من الطقوس الكاثوليكية طبقاً لديانته التي نشأ عليها، وهكذا كانوا يريدون أن يخرج جثمانه من جامع «عمر مكرم».. لماذا بين الحين والآخر نبحث عن مواقف ونستند إلي وقائع لتأكيد الديانة، منها مثلاً أن هذا الفنان كان يقرأ القرآن أو يحتفظ بالمصحف في بيته وهي بالمناسبة كثير منها حقائق إلا أنها لا تعني بالضرورة إشهار الإسلام.. كان «يوسف شاهين»من عشاق صوت الشيخ «محمد رفعت»، بل وطلب عند وداعه أن يخرج جثمانه علي صوت «محمد رفعت» وهو يرتل القرآن.. وكان «نجيب الريحاني» يعرف الكثير عن القرآن باعتباره يعيش في مجتمع مسلم جمهوره أغلبه من المسلمين، والأديان تؤثر في عادات وتقاليد الشعوب والضحك باعتباره يستند بالدرجة الأولي إلي مؤثرات اجتماعية فإن الإلمام بتفاصيل الدين الذي يعتنقه الأغلبية يصبح في هذه الحالة حتمياً.. للأديان في حياتنا دور محوري، وهكذا فأنا أتصور مثلاً أن ثقافة «نجيب الريحاني» الإسلامية أحد المحاور المهمة لتفاعله مع الجمهور.. لقد كان «مكرم عبيد» سكرتير عام الوفد الأسبق يستشهد دائماً في خطبه بآيات من ا لقرآن فهو أحد الكبار الذين امتلكوا ناصية اللغة.. والمحامي البارع يعرف في الشريعة الإسلامية وإلا فلن يصبح محامياً ناجحاً ولكن اعتناق الإسلام قضية أخري.. هل الإيمان بدين هو الطريق للحب؟ لا أتصور أن الناس يتعاملون مع مشاعرهم برؤية دينية والدليل أن المصريين أحبوا «نانسي عجرم» ولم يسألوا عن ديانتها، وحقق «جورج قرداحي» نجاحاً جماهيرياً دون أن نسأل عن الديانة.. ولكن هناك بالتأكيد من يحاول أن يأخذ مقابلاً للحب، فإذا كان «الريحاني» له هذه المكانة حتي بعد رحيله فلماذا لا يلعب بورقة الدين.. لقد أعلنت ذلك «جينا» في حوارها مع «إيمان الأشراف» في «الدستور» قبل أيام.. وكأنها أيضاً تريد أن تلاعب الجمهور من الأغلبية المسلمة بورقة الدين معتقدة أن هذا سيزيد من حب «الريحاني»؟!

الدستور المصرية في

10/06/2010

زحمة يا سينما زحمة

طارق الشناوي

يقولون في الحكايات الشعبية الروسية عن مرض الحقد أن فلاحاً روسياً كان جاره يحصد من الأرض أردب قمح فكان يتمني أن يحصد ومن المساحة نفسها أردبين ووصل به حقده علي الجار إلي أنه عندما علم أن جاره اقتلعت إحدي عينيه تمني أن يتفوق عليه وتقتلع له عينيه.. ما يجري في دور العرض يذكرني بالمثل الروسي فهي محاصرة بامتحانات الطلبة وكأس العالم ثم يلوح لها بعد 68 يوماً خط النهاية مع حلول شهر رمضان.. وهكذا وجدنا أفلاماً تزخر بالنجوم تتابعت علي دور العرض دون تلك المساحة الزمنية الفاصلة التي كانت تشكل أحد أهم القواعد المتبعة في تحقيق الأمان لكل فيلم لأن تعاقب العروض يشكل خسارة متوقعة لكل فيلم مهما بلغت قوة الجذب الجماهيري التي تتمتع بها بعض الأفلام فهي دون أن تقصد ستخصم من الفيلم المنافس وسيخصم أيضاً الفيلم من نفسه.. كانت شركات التوزيع تحرص علي فترة زمنية آمنة بين نجومها الكبار إلا أنك ستجد أن شركة التوزيع نفسها التي عرضت فيلم «أحمد حلمي» الجديد «عسل إسود» تعرض «الديلر» «لأحمد السقا» ثم في الأسبوع التالي «اللمبي 8 جيجا» لمحمد سعد.. تتداخل المواعيد لأنهم يعلمون جيداً أن الأيام تجري سريعاً ومن لم يلحق هذا الأسبوع سيدفع الثمن.. رغم كل ذلك فإن الكارثة لها أيضاً وجهها الآخر حيث لم تتوقف الحروب الثنائية بين الشركتين الكبيرتين في التوزيع لأن الشركة المنافسة والتي ليس لديها ذخيرة حية متكافئة من الأفلام المصرية فهي تطلق علي الشركة المنافسة زخات من الأفلام العالمية الكبري.. قبل ثلاث سنوات كانت كل دور العرض تعتبر شهر رمضان بمثابة هدنة حيث ترفع فيه يافطات «دار العرض مغلقة للتحسينات» وكلنا كنا نعرف أنه لا توجد تحسينات ولكن الجمهور القابع أمام التليفزيون لا يذهب للسينما.. إلا أنهم في السنوات الأخيرة غيروا قواعد اللعبة من أجل تعويد الجمهور علي مغادرة المنزل بين الحين والآخر وهكذا كانت التعليمات الصادر لهذه الشركات بأن تمتد العروض الرمضانية حتي لو كانت الحصيلة لا تزيد في دار السينما علي متفرج أو اثنين وهؤلاء ينبغي استقطابهم ليزداد العدد في الأعوام المقبلة.. ويظل الخطر الأكبر الذي أراه هو مونديال كرة القدم لأن جمهور الكرة هو جمهور السينما.. 80% من الجمهور في المرحلة العمرية نفسها إنه الشباب وبالطبع موعد المباراة لا يمكن تأجيله ولكن الفيلم يعرض في اليوم الواحد ربما ستة وأحياناً سبعة حفلات ومن الممكن ملاحقة الفيلم في حفل آخر.. السينمائيون ليس أمامهم سوي الاعتراف بضرورة خلق موسم آخر لا يتم فيه حرق الأفلام وتوجيه ضربات للنفس قبل الخصم ومع الأسف فإن آخر ما يفكرون فيه هو السينما، المبصر يحقد علي الأعور فيتمني أن يتفوق عليه ليصبح أعمي!!

الدستور المصرية في

07/06/2010

 

من «إيزابيل» إلى «جولييت»

طارق الشناوي

إيران لن تعرض فيلم المخرج «عباس كيروستامي» الجديد «نسخة طبق الأصل» الحائز في الدورة الأخيرة من مهرجان «كان» علي جائزة أحسن ممثلة لبطلة الفيلم «جولييت بينوش»!!

لا يوجد بالفيلم مشاهد جنسية ولا حتي عاطفية به فقط شروع في مشهد عاطفي إذا صح إطلاق الأحكام القانونية علي الفن.. حيث كان هناك مشهد يجمع بين بطلة الفيلم «بينوش» والبطل المشارك «وليم شيمل» احتضنت فيه البطلة الوسادة وتشممتها فقط لا غير.. في إيران توافق الدولة علي عرض الأفلام الأمريكية وتحذف فقط المشاهد الجنسية الصريحة أو التي تدعو للشذوذ وأغلب الأفلام الأجنبية تعرض مدبلجة للغة الفارسية.. فيلم «كيروستامي» من الناحية الشرعية تنطبق عليه المعايير الرقابية الإيرانية ولكن تحيطه مشكلات أخري متعلقة بالمخرج «عباس كيروستامي»؛ حيث إنه صار الآن أحد رموز المعارضة للنظام وهو يقيم في فرنسا.. وهكذا اتضح أن أغلب نجوم الإخراج يؤازرون الحرية فصاروا في السنوات الأخيرة خارج النظام.. «كيروستامي» هو واحد من أهم المخرجين الذين انتزعوا الجوائز للسينما الإيرانية وفيلمه الأخير إيطالي فرنسي الإنتاج ولكنه يحمل في أعماقه روح «كيروستامي» وتستطيع أن تري فيه كل ملامح السينما الإيرانية ما عدا شيء واحد أن البطلة غير محجبة وتجمعها بدايات مشاهد عاطفية ولا أقول جنسية مع البطل.. «جولييت بينوش» عندما تسلمت جائزتها من المخرج الأمريكي «تيم بيرتون» رئيس لجنة التحكيم حرصت علي أن ترفع يافطة مكتوب عليها اسم «جعفر ياناهي» المخرج الإيراني الذي كان قبل أسبوعين فقط رهن السجن وأفرج عنه مؤخراً بكفالة مقدارها 200 ألف دولار.. بتهمة العمل ضد نظام الدولة.. يقولون أيضاً إن منع تداول الفيلم في إيران بسبب اسم «جولييت بينوش» التي اعتبرها النظام تقف ضد سياسته.. أغلب الظن أن كل الدول القمعية تشترك في نفس الصفة وهي الوقوف ضد الإبداع المؤكد أن فيلم «كيروستامي» سوف يراه العالم علي النت مجاناً خلال أسابيع وهو مترجم إلي كل اللغات ومنها بالتأكيد الفارسية!!

دائماً المخرج «عباس كيروستامي» موعود بالمشكلات مع النظام والغريب أن أول لمحة اعتراض كانت قبل 13 عاماً وهو عائد من مهرجان «كان» مكلل بالسعفة الذهبية بعد أن حصد فيلمه «طعم الكرز» السعفة ولم تكتف رئيسة لجنة التحكيم النجمة الفرنسية «إيزابيل إدجاني» بتهنئته بل قبلته علي خشبة المسرح وهو ما اعتبر مخالفة كبري في إيران.. هذه المرة جاءت الغضبة لأن «جولييت بينوش» بطلة فيلم «كيروستامي» رفعت اسم «جعفر باناهي» في حفل الختام!!

الدستور المصرية في

04/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)