حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلم بين أوكرانيا وروسيا

«فـرحتــي» وقـــــد تمّت بالقتل

زياد عبدالله – دبي

على الطريق من مكان إلى آخر قد تحدث حياة كاملة، قد تنتهي أيضاً، قد تحتشد حيوات لا بداية ولا نهاية لها، الكثير يمكن أن يقع وأن تقود سيارتك خصوصاً إن ساءت بك الطرق وأخذتك إلى طرق تجهلها، لا بل إن سينما بأكملها صارت تعرف بـ «سينما الطريق» أو «أفلام الطريق»، التي تتبع مسارها الدرامي على هدي ما يقدمه الطريق من مفاجآت وشخصيات وأحداث، وليكون الوصول من مدينة إلى أخرى حكاية متشعبة كما هي الطرقات ربما، وعلى هدي المسير تتصاعد الأحداث وتخمد، وقد تترك مفتوحة على مكان ليس للفيلم أن يصله، لا بل إن مسار الطريق يقدم أول ما يقدم غاية تتمثل في الوصول وعليه فإن الفشل بتحقيقه أو النجاح سيمنح للفيلم خيطه الناظم الأولي.

مترامي الأطراف

مناسبة المقدمة السابقة تأتي مباشرة من فيلم الأوكراني سيرجي لوزنتسا My Joy (فرحتي) الذي عرض ضمن أفلام مسابقة الدورة الـ63 من مهرجان كان السينمائي، والذي اتخذ من الطريق وسائق شاحنة معبراً لتقديم فيلم مترامي الأطراف، استغرق الكثير من الكيلومترات والشخصيات والانعطافات والأحداث إلى أن نصل إلى نهاية سائق الشاحنة ومن ثم نهاية الفيلم، إذ ما من شخصية رئيسة وليس سائق الشاحنة هذا إلا محركاً له سرعان ما يتوقف.

الفيلم محير حقيقة، تشعر بأنه مزدحم بالكثير، هناك أكثر من 50 شخصية تظهر وتغيب، وقلة منها ستبقى لنهاية الفيلم، في أحيان كثيرة ستشعر بأنك أضعت الخيط من دون أن تتنبه إلى أنه متقطع أصلا، أو أن كل ما تشاهده حمال اسقاطات كثيرة، ومن جهة قد تترك كل ذلك وتتعقب تتابع اللقطات والبيئات التي يقاربها الفيلم.

انعطافة طريق

في البحث عن ما يود الفيلم إخبارنا به ستجد بأن الشرطة هي جهة كل شرور العالم، هكذا بجملة بسيطة وسطحية ستؤطر الفيلم، ثم تعود عن ذلك لترى وبعد نهاية الفيلم أن قصصاً كثيرة وشخصيات أكثر مرت من أمامك، ولعل قصة الفيلم تتلخص في مصير سائق شاحنة يكون ماضياً من أوكرانيا إلى روسيا، وليبدأ الفيلم بما سيرويه له أحد الواقفين على طرف الطريق الذي يوصله السائق لكن بعد أن يخبره قصته في الحرب العالمية الثانية، وكيف سرق منه ضابط كل الهدايا التي كان قد أحضرها لحبيبته ومن ثم إقدامه على قتله، قصة ستحفزنا، خصوصاً أن السرد لن يكون شفاهياً، بل استعادة بصرية، وليفارقه هذا الرجل العجوز كما لو أنه يهرب منه. انعطافة الفيلم من انعطافة الطريق، لكن قبل ذلك هناك الشرطة والروسية تحديداً، وجوههم مكسوة بالشر والقسوة، جاهزون لأن يفعلوا أي شيء، وكل ما يحيطون به ينذر بأنهم سيقتلون أي أحد بلا شفقة، هذا سنشهده عند النقطة التي يتوقف عندها السائق، ولنكون في ذلك على شيء من التمهيد لما سنشهده من مجزرة كبرى تقع في نهاية الفيلم.

مجزرة

فيلم «فرحتي» من تلك الأفلام التي تكتشفها وأنت تكتب عنها، ودائماً ما يلاقيك ما أنت غافل عنه، سيقتل الكثير قبل تلك المجزرة، سيضل السائق طريقه حين يقرر سلوك طرق مختصرة عندما تكون الطريق الرئيسة معطلة والسيارات متوقفة على جانبيها، سيلتقي هنا ببنت صغيرة تمتهن الدعارة سيأخذها معه ويوصلها إلى قريتها، وهناك سيقوم أهل القرية بضربه ليلاً، وذلك بعد أن يسهر معه مجموعة الرجال، سنرى السيارة تباع، وهو ممدد في بيت أحدهم بين الحياة والموت، وفي هذا البيت سنتعرف إلى امرأة تمتهنه جنسياً ومن دون أن نرى شخصية السائق مجدداً، ولنسمعها تتفق مع الشرطة على التخلص منه، كما لو أنها استهلكته ورمت به، ثم ترسل زوجها ليبيع أكياس الطحين التي كانت تحملها الشاحنة، وليتناوب على ضربه من يتحكمون في السوق، هذا الزوج سيكون هو منفذ المجزرة التي سبق الاشارة إليها.

ألف ليلة وليلة

سلسلة متصلة وتوالدية من الأحداث حقيقة اكتشفها الآن على أسلوب ألف ليلة وليلة، قصة داخل قصة، دون أن يفوتني التأكيد على أن ما سردته ليس كل القصص، لكن ما وجدته ماضياً في خط متصل، فهناك تفرعات كثيرة سيكون أبطالها رجال الشرطة الذين يقتلون ويقتلون. أفكار كثيرة ستتوارد وأنت تتعقب تشابك القصص، وتحديداً الآن، لكن هذا السرد الذي تخرج من الصالة وأنت مشوش وغير قابض على جمرته، سيدفعك إلى التفكير به أكثر، وستبقى أحداث كثيرة بلا إجابات، وأنت متأكد أنها غير مرتجلة أبداً، كونها مازالت إلى الآن تتردد على إيقاع حمّال لمقولات كثيرة، ومعها جماليات بصرية واستثمار في بيئات متناوبة ومتتالية على طول الطريق الطويلة لهذا الفيلم.

تجدر الإشارة إلى أن فيلم «فرحتي» هو الفيلم الروائي الطويل الأول لسيرجي لوزنتسا وقد كان قد سبقه بفيلمين تسجيليين، ولا أعرف إن كان في الفيلم مجاز عن علاقة أوكرانيا بروسيا، الأمر بحاجة إلى بحث، ربما سيكون بحثا مضنياً.

الإمارات اليوم في

10/06/2010

 

«سحر ما فات» يفتتح «روتردام» للفيلم العربي

القاهرة ــ د.ب.أ 

أعلن مهرجان الفيلم العربي الذي يُقام سنوياً في مدينة روتردام الهولندية اختيار الفيلم الوثائقي المصري «سحر ما فات في كنوز المرئيات» للمخرج مدكور ثابت، لعرضه في افتتاح دورته الـ.10 ويرصد الفيلم من خلال مشاهد مصورة نادرة الكثير من الأحداث في تاريخ مصر المعاصر خلال القرن الـ،20 وبعض اللقطات التي يضمها الفيلم كانت ضائعة أو تالفة جزئياً حتى استطاع مخرجه أن يجمعها ويرممها ويضمنها فيلمه الذي جرى الاحتفاء به بشكل واسع في مهرجانات عدة.

وقال رئيس المهرجان خالد شوكات إن «الفيلم يعرض في افتتاح المهرجان في 23 يونيو الجاري بحضور مخرجه وعدد كبير من السينمائيين العرب والأوروبيين، بينما يختتم المهرجان عروضه بالفيلم الجزائري الفرنسي «نهر لندن» للمخرج رشيد بوشارب. يشارك في هذه الدورة من المهرجان مجموعة من النجوم المصريين بينهم نجلاء فتحي وزوجها الإعلامي حمدي قنديل وإلهام شاهين وإسعاد يونس والكاتب محفوظ عبدالرحمن وزوجته الفنانة سميرة عبدالعزيز والمخرجة كاملة أبوزكري والممثلون يسرا اللوزي وأحمد الفيشاوي وانتصار والممثلة التونسية سناء كسوس والإعلامية المغربية سناء البقالي والمخرجان السوريان فجر يعقوب وسلافة حجازي.

يترأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية المخرج المصري مدكور ثابت وتضم في عضويتها الممثل التونسي فتحي الهداوي والناقدة البلجيكية ستيفاني فان دي بيير والمنتجة الإيرانية نسرين مدراد والناقد اللبناني إيلي يزبك.

بينما يترأس المخرج العماني خالد الزدجالي لجنة تحكيم الأفلام القصيرة والوثائقية التي تضم في عضويتها الفنانة التشكيلية الهولندية من أصل لبناني هيلين خوري والمخرجة النمساوية دانيلا سواروفسكي والناقد المصري عماد النويري ومصممة الديكور التونسية سامية مروكي.

ينظم المهرجان عدداً من الندوات، أولها مائدة مستديرة حول السينما والمرأة بعنوان «قوة النساء» ومائدة مستديرة حول سينما الهجرة بعنوان «قوارب الأمل». كما يقيم المهرجان في العاصمة المصرية القاهرة منتصف الشهر الجاري احتفالية بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاقه يحضرها العشرات من نجوم السينما المصرية والعربية ممن حازوا جوائز المهرجان، أو كرموا في دوراته السابقة.

الإمارات اليوم في

10/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)