حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

توقيت القاهرة -Cairo Time » لـ: رُبى ندى..

إفتعـــالُ المصادفـــــــات

هيثم حسين

يبرز اهتمام السينما العالميّة بالشرق كمحور رئيس تنهل منه العديد من موضوعاتها، في محاولة للتقريب بين وجهات النظر، ومقاربة واقع شرائح واسعة تكاد تكون مقصيّة عن مركز الاهتمام، بحيث تتحرّك قليلاً نحو المركز، تنزع عنها هامشيّتها وتهميشها، لتستقطب صنّاع السينما الباحثين عن مناطق جذب، حيث القصص تستولد بعضها في سلسلة لا نهائيّة من القصص، تُستعاد ألف ليلة وليلة بطريقة سينمائيّة، وبتقنيات هوليووديّة، تقارب الشرق مع الحرص على إبقاء تلك الروح الساحرة التي تسِم أجواءه. تتجلّى جوانب من ذلك في فيلم «توقيت القاهرة» لربى ندى.

تدور قصّة الفيلم حول جولييت «باتريسيا كلاركسون»، وهي امرأة في العقد الخامس من عمرها، تعمل محرّرة في إحدى المجلّات الاجتماعيّة، تسافر إلى القاهرة للقاء زوجها مارك «توم ماكموس»، وهو مسؤول في الأمم المتحدة العاملة في غزة لتنظيم أحوال المخيّمات، وعندما تستجدّ أمور طارئة، يتخلّف مارك عن استقبالها في المطار، يضطرّ إلى إرسال صديقه طارق «ألكسندر صديق»، الذي عمل في سلك الأمن لسنوات عديدة، ليستقبلها ويرافقها أثناء التجوّل في أنحاء مدينة القاهرة التي بدت لها جميلة، غريبة، ساحرة، فوضويّة، ومتناقضة. حيث يقع ما ليس في الحسبان بالنسبة لجولييت، وهو الوقوع في الحبّ؛ حبّ مرافقها، وحبّ القاهرة، تبدأ الخيوط بالتشابك، تتغيّر النظرة رويداً رويداً إلى كلّ الأشياء المحيطة بها، فالقاهرة التي ضاقت بها وعليها، تفتح لها أبوابها، تمنحها أسرارها، حيث ينجلي الضيق الذي يلازمها في الأيّام الأولى لوصولها إلى المدينة، تتحوّل القاهرة التي كانت مصدر ضجيج لا يطاق، ومنبع حرارة مختلطة مع الغبار، إلى مدينة وادعة هانئة، تهدأ الحركة وتتراجع نسبة التحرّش بها من قبل المارّة من مختلف الأعمار، تتحرّك بسهولة ويسر، بعدما كانت تكابد لتنتقل من محطّة إلى أخرى.. تغدو القاهرة اختباراً صعباً للإرادات، فإرادة جولييت تتراجع أمام قوّة الحبّ الجارف الذي يكاد يستبدّ بها وينسيها زوجها وأولادها، لولا وصول زوجها في اللحظة الحاسمة، كما أنّ إرادة طارق تتقهقر بدورها أمام سطوة جولييت ورقّتها..

لا يخفى أنّ الفيلم أراد القيام بحمل أعباء ينوء تحت كاهلها عمل واحد، فجاء ملامساً لرؤوس الأفكار المتشظّية، عارضاً شذرات سريعة من هنا وهناك، في محاولة للإلمام بالكثير من التناقضات والمفارقات التي تعجّ بها القاهرة، كمركز أوسط ديناميّ فاعل ومؤثّر في الشرق الأوسط.. يعرض الفيلم وجوهاً للأسى، منها عمالة الأطفال، العلاقات المتوتّرة بين المسلمين والمسيحيّين، البطالة، اللَبْس الملازم للأفكار والتصوّرات المتبادلة..

على الرغم من أنّ الواقع يتكفّل بتحسين الصورة المسبقة المتشكّلة عند جولييت عن الشرق، لكنّ التغيير الذي يطرأ لا يظهر نتائج عمليّة، بل يبقى على الهامش في لجّة الصراع الدائر، يعيدها زوجها إلى «رشدها» بعودته إليها، كأنّ ما كان من جنون، نتج عن فراغٍ ونجم عن استيحاشٍ، فكان أن انساقت وراء عواطفها، التي لم تقهر عقلها، بل ظلّ الشرق بكلّ ما فيه نزوة، أو ندبة ربّما، يقوّيها ويكرّسها سوء التفاهم المستفحل، يتبدّى ذلك في المشهد الأخير، عندما تطلب جولييت من السائق الذي يقلّها وزوجها رفع صوت المسجّلة، فيظنّ السائق بأنّها تطلب منه أن يغيّر الشريط، حيث يضع أغنية أجنبيّة، ويكمل طريقه، لترتكن جولييت للأمر الواقع، وترضخ لقوّة الواقع وسلطته وغلبته على الأحلام والأوهام كلّها..

يفشل الحبّ، الذي وإن كان متبادلاً، فإنّه يأتي في توقيت غير مناسب، يعود كلّ واحد منهما إلى حوزته محمّلاً بتصوّرات جديدة، ليسعى من خلالها إلى بناء علاقات مختلفة انطلاقاً من حبّ كامن يُنتظر منه أن ينتج حسناته، ذلك لأنّ «توقيت القاهرة» لم يكن مواتياً لاندلاع حبّ عاصفٍ، بل كان توقيتاً مهادناً يتصاعد بوتيرة مُصالحة توفيقيّة إرضائيّة، وقد تجلّى ذلك في الحرص على إظهار القاهرة في مختلف الأوقات؛ فجراً، صباحاً، ظهراً، مساءً... مع ملاحظة التغيّرات التي كانت تطرأ في كلّ فترة من فترات اليوم، ليلقي التوقيت بظلاله على النفسيّات، فيكون ملائماً للحبّ المشروط غير المكتمل، الحبّ المحافظ على العذريّة والبراءة بين شرقٍ عاشقٍ وغربٍ متعاطفٍ مشفقٍ يكاد ينساق وراء عواطفه، لكنّه يستدرك خطيئته، يدرك موقعه، يعود إلى رشده بعدما يحتفظ بخصوصيّاته وعواطفه حبيسة صدره، يساعد في ذلك عدم تمكّن الشرقيّين من تفهّم ما يعترك في قلوب معشوقيهم إزاءهم..

تلجأ جولييت إلى المساجد لتُطمئِن روحها، بعدما تُصاب بانتكاسة عدم السماح لها بالذهاب إلى زوجها في غزّة، تظهر مرتدية غطاء الرأس، والمؤذّن يرفع الأذان، تستمع إليه، تستمتع وترضى بما يهدّئ روحها، ويمنحها راحة وطمأنينة مفتقدة، ثمّ تكمل مشوارها في حارات القاهرة الشعبيّة غارقة فيها، مبتعدة عن همومها..

 - الخلفيّة المحرّكة للأحداث:

تستحضر الكثير من الخطوط المحرّكة للأحداث، منها التذكير بأحوال الفلسطينيّن المُحاصَرين في غزّة، من خلال تكرار أنّ المنظّمة الدوليّة التي يعمل فيها مارك، لا تتمكّن من مساعدة السكّان كما يجب، وأنّها محكومة بسياسات تُفرَض عليها، وتُملي عليها ما يجب أن تفعله.. من جهة أخرى يلمّح إلى تشديد السلطات المصريّة مراقبتها للحدود وإغلاقها المحكَم لها، حيث تلك الحدود المشتركة مع غزّة تظلّ مراقبة بدقّة، ولا يُسمَح للأجانب بالمرور إلى الجانب الآخر لأسباب متنوّعة، منها عدم تأمينها على حياتهم هناك علاوة على أسباب أخرى تراها موجبة لذلك..

كما بدت الرغبة جليّة في إيجاد أو خلق مصالحة واجبة بين الشرقِ المُعاني والغرب المتعاطف المُساند، من خلال قصّة حبّ أفلاطونيّة تنشأ بين جولييت التي تعشق زوجها مارك الغائب عنها، وطارق الذي يتفانى في عشقه لياسمين؛ المرأة المسيحيّة التي حُرِم منها، لأنّه مسلم، وهنا يُدخَل خيط حوار الأديان وصراعها في العالم، حيث الإصرار على إحكام الحدود على معتنقي الدين الواحد، وانتباذ فكرة التزاوج المدنيّ فيما بين أبناء الأديان المختلفة.. مع ملاحظة أنّ جولييت الغربيّة تستعصي على العاشق الشرقيّ حين يظهر زوجها على حين غرّة قادماً من غزّة، لينقذها من الوقوع في شِراك حبّ خارجٍ عن المألوف، تبقى جولييت عاشقة لروميو:«ها»؛ مارك، ولا تحلّ محلّ ياسمين لطارق، لأنّ مارك يفلح في إنقاذها في اللحظة الأخيرة، لتحتفظ زوجته بجسدها حكراً عليه، مع عدم إغفال تسرّب شيء من الحبّ إلى قلبها الذي احتلّ طارق حيّزاً كبيراً فيه..

يبقى صوت أمّ كلثوم وعبد الحليم الخلفيّة الصوتيّة الرئيسة الحيّة المرافقة لجولات جولييت السياحيّة في مناطق مصر، يكون شعورها إزاء أمّ كلثوم مختلفاً، تنتقل من اللامبالاة إلى الاهتمام ثمّ إدمان صوتها..

اتّسم الفيلم بالانتقائيّة في عرض المشاهد المتنوّعة، كزيارة الأهرامات والمساجد وشاطئ النيل، والتعريج على الأسواق الشعبيّة والمقاهي الكثيرة المتناثرة في شوارع القاهرة وضواحيها، تبدو جولييت في البداية مُستاءة من اقتصار المقاهي على الرجال، ما دفعها إلى التصريح ممازحة بأنّها ستفتتح مقهى للنساء فقط.. ويتّسم الفيلم كذلك بافتعال بعض المواقف، كالمشهد الذي ظهرت فيه جولييت في الباص، وإلى جانبها فتاة محجّبة، تسلّمها الفتاة بحركة مصطنعة رسالة كي توصلها إلى صديقها الذي حبلت منه من دون زواج، وهذا بدوره يطرح الكثير من الأسئلة والتصوّرات، ولاسيّما حين توصل الرسالة إلى الشابّ المفترَض الذي يعمل كدليلٍ سياحيّ، يتجنّب الخوض في الحديث عن حبيبته خشية من المحيطين به، ليبقى مصير العلاقة بينهما مجهولاً، معلّقاً في فراغ التخمينات..

يستشفّ المتابعُ افتعالَ بعض المصادفات، ومعروف أنّ الإكثار من المصادفة في أيّ عمل يعدّ إضعافاً للعمل، من تلك المصادفات مثلاً، مصادفة طارق وجولييت في بداية الفيلم لحبيبته السابقة ياسمين وابنتها المقبلة على الزواج، ومصادفة جولييت لفتاة في الباص لتتخلّل قصّتها قصصاً كثيرة متشعّبة، ثمّ مصادفة إغلاق الحدود وفتحها من دون أيّة تبريرات مقنعة، كذلك مصادفة التحرّشات بجولييت في كلّ مكان كانت تقصده، وسعادتها لذلك كونها تشعر بأنّها ما تزال مشتهاة ومرغوبة من الشباب، وانعدام تلك المصادفات مع تطوّر سياق الأحداث، ثمّ مصادفة عودة مارك إلى زوجته قادماً من غزّة من دون إخبار أو تعليق..

من خلال المتابعة يتوضّح فشل صنّاع الفيلم في التحكّم بالشارع والسيطرة عليه، حيث يبدو في الخلفيّة عدد من المارّة الذين يتوقّفون للإشارة إلى الكاميرا، أو السيّارات التي تهدّئ من سيرها كي تتمعّن في حركات جولييت، وهي تتنقّل بين منطقة وأخرى..  

يقترب «توقيت القاهرة» من أن يكون توقيتاً انفجاريّاً، حيث الموقّت يبقى مركّزاً على ساعات الذروة التي يشتدّ فيها النشاط، ويحتدم الصراع، يحاول إيجاد نقاط مصالحة، لكنّه يبقي الأبواب مشرعة على الآمال غير المتحقّقة... ويبقى الشرق شرقاً، والغرب غرباً.. 

الإتحاد العراقية في

06/06/2010

 

فيلم العفة الرخوة .. من يتمرد على التقاليد الارستقراطية القديمة

فلاح كامل العزاوي 

ما زالت مسرحية الكاتب الراحل السير "نويل كوارد" العفة الرخوة ما زالت تثير شهية المخرجين سواء في المسرح او السينما لاقتباس احداثها وتناولها بوجهات نظر مختلفة تتناسب مع الفترة الزمنية التي تقدم فيها.. فرغم مضي ما يزيد على ثمانين عاما كتبت عام 1924 ما زالت هذه المسرحية تقدم في السينما إبتدأها المخرج الكبير الراحل (هتيشكوك) عام 1928 ايام كانت السينما صامتة وصولا للاسترالي ستيفن اليوت الذي رأها هنا وفق منظور مختلف نسبيا عن المخرجين الاخرين الذين قدموها..

تتناول القصة التي كتبت بسخرية بوادر التفكك الاسري الذي نجم عن انتهاء الحرب العالمية الاولة خاصة لدى الاسر الارستقراطية المتغلغل في مفاصلها نفاق العصر الفكتوري فقد بقيت هذه الطبقة تقاوم رياح التغيير بتكبر هش ومبالغ فيه.. متمسكة بعادات وتقاليد بالية لم تعد تصلح للعصر الجديد الذي شهد ثورة الاختراعات والتطور العلمي ولا يتفق مع الاعراف الصارمة التي تسير ببلادة شؤون مجتمع اللوردات وعائلات النبلاء.

ويسخر الكاتب من العفة المزيفة التي يدعيها افراد هذه الطبقة ومن مفهوم لمعنى الفضلية وهم يمارسون كل انواع التسلط والقسوة مع ابنائهم وبناتهم وايضا  مع العاملين بمعيتهم وفي مزارعهم  وبساتينهم الكبيرة.

ويتابع المخرج ستيفن اليوت هذه التفاصيل مع كاتب السيناريو الذي اعده شريدان جوبنز ليمنح النص لغة عصرية كي يتمكن المشاهد من فهم ما كان يجري في تلك المرحلة الزمنية التي يمكن اعتبارها نقطة الانطلاق الكبرى للتطور الذي شهده القرن العشرين، ويبدأ الفيلم بلقاء عابر بين النبيل جون وايتكر مثله بن بارنيس ابن العائلة الانكليزية العريقة والارملة الامريكية لاريتا مثلته جيسكا بل على شواطئ الريفيرا بإمارة موناكو الفرنسية وسرعان ما يقع الاثنان في الحب ويتزوجا.. ضاربين  بعرض الحائط بكل التقاليد الارستقراطية التي تحظر عليه باعتباره نبيلا انكليزيا الارتباط بفتاة خارج نطاق الطبقة..

ولكن مأساة جون تبدأ عندما يعود الى موطنه انكلترا ويقدم لاريتا زوجته ابنة الطبقة العاملة الكادحة والقادمة من ديترويت فيصدمون بالمأساة وهي تكسو الوجوه حينما سمعوا زواج وخبر ارتباطهما معا. احست منذ اللحظة الاولى انها ستواجه اياما صعبة مع هذه الاسرة غير المحبة لها منذ البداية.. ولكنها كظمت هي الاخرى غيظها وحاولت الاندماج  قدر استطاعتها بالمجتمع الجديد، غير ان ذلك لم يكن سهلا لاسيما مع حماتها فيرونكا مثلت الدور كريستين دوماس وهي التي تتحكم في هذا القصر الكبير وعادة ما تكون السيدات في هذه الاسر يتحكمن بكل التفاصيل وايضا هن المنضبطات والحريصات على تطبيق التقاليد الصارمة والقاسية وكأنها ردة فعل تلقائية للقمع الازلي للمرأة في هذه المجتمعات.

ولان الزوجة الجديدة  فتاة امريكية بكل ما تحمله الكلمة من معنى فهي حرة منطلقة اضافة الى ان لها خبرة في سباقات السيارات وفوق ذلك كونها أرملة فاتنة تخفي في حياتها سرا غير سار.. وبالتأكيد لم تكن راضية عن الاستقبال الفاتر لكنها ابدت برزانة وكياسة في مواجهة ازدراء (عمتها) حماتها لها ولم تعارض فكرة الانفصال اذا اجبر زوجها على ذلك، وهذا ما كانت تسعى اليه الحماة.. فهي شبه متأكدة ان ابنها سترهقه هشاشة زوجته وسيفضي ذلك الى الطلاق حتما.. لكن لاريتا وجدت في الاب خير صديق لها.. فهذا الضابط السابق الذي تركت الحرب في نفسه آثارا حولته الى غير مبال اعجب بحيوية زوجة ابنه وانطلاقها.. ووجد في محادثتها باللغة الفرنسية مهربا له من سطوة زوجته ونساء طبقته.. ومع مرور الوقت احست لاريتا بخيبة الامل في امكانية تعديل الوضع.. خاصة ان زوجها المكبل بقيود أمه غير مستعد لترك اقطاعيتهم والعيش معها بعيدا عن هذا الجور والتسلط فهي لم تعد تطيق روتين حياتهم الصارم وايضا هواياتهم الدموية مثل الصيد فبدأت تسلي نفسها بقضاء وقتها بقراءة الكتب.. فأثارت حنق وغيرة النساء عندما رأينها تقرأ كتابا اسمه عشيق الليدي شارلي وهي كتب محظورة لديهم ومحظورعلى النساء قراءتها (هذا من وجهة نظرهن طبعا) وبعد كل هذه المعاناة اصبحت لاريتا تجهر باختلافها مع تقاليد العائلة وزادت بذلك عمق الهوة بينها وبين حماتها، وتفاقمت الخلافات اكثر حينما تسبب خطأ ارتكبته الزوجة عن غير قصد بقتل كلبة العائلة المدللة ولم يتبق لديها من اصدقاء سوى الاب وبعض الخدم وعمق من مأساتها ماضيها الاثيم الذي كانت تخشى البوح به وابقاها مكبلة بقيد يفوق التقاليد الارستقراطية البالية.

وعلى الرغم من اداء الممثلة جيسيكا بيل كان جيدا في هذا الدور الا ان الحضور الابرز كان للممثلة البريطانية كريستين سكوت توماس التي لعبت دور الحماة فيرونكا كما ادى دور الاب ببراعة الممثل البريطاني كولي شيرت.

 الفيلم انتاج بريطاني كندي مشترك وصورت جميع مشاهده في مناطق متفرقة من انكلترا واستغرق تصويره نحو شهرين حيث بدأ في شهر كانون الثاني 2008 وانتهى في شهر آذار، وهو اول فيلم للمخرج ستيفن اليوت وهو استرالي حاصل على جائزتين من مهرجان بروكسل لافلام الخيال..

عرص الفيلم في مهرجان الشرق الاوسط في ابو ظبي عام 2009 ومهرجان لندن السينمائي ومهرجان روما ومهرجان ريودي جانيرو وعرض في 255 دار عرض امريكي.. وهو فيلم جيد يستحق المشاهدة لانه تمرد على التقاليد الارستقراطية ويعطي دافعا للحياة من خلال مثابرة امرأة تريد ان تعيش بسلام والفيلم نستطيع ان نقول عنه انه فيلم اجتماعي وعائلي في نفس الوقت.

الإتحاد العراقية في

06/06/2010

 

فيلم (UP ــ تحليق) ..

التحليــق الــى الأعلــى فــي مهبــط الفــردوس

فلاح كامل العزاوي 

هذا الفيلم المخصص للكبار والصغار من انتاج عام 2009 انتجته والت ديزني عبر شركتها (بيكسار) ولعل واحدا من امتيازات هذا الفيلم انه نال شرف افتتاح اعرق المهرجانات السينمائية العالمية وهو مهرجان (كان) السينمائي والنقد، واعتقد انها المرة الاولى التي تعرض فيه فيلم رسوم متحركة (كارتون) في افتتاح مهرجانها هذا..

تدور احداث الفيلم حول شخصية الرجل العجوز (كارل) الذي اختير لا ليؤدي دورا ثانويا كما هي عادة الافلام الامريكية !! بل ليكون بطلا اساسيا في واحدة من اكثر المغامرات اثارة وتشويق.. فبعد وفاة زوجة العجوز هذا يقرر (كارل فريد وكسن) تحقيق امنية طالما حلم ان يحققها برفقة زوجته الحبيبة وهي الطيران بمنزلة الى مكان قصي لا يبلغه احد ولا يزاحمه فيه اي كائن (خاصة وان بعض المستثمرين يحاولون طرده من منزله للاستحواذ عليه في مشاريعهم).. وهكذا يبدأ بربط الاف البالونات الملومة والمنفوخة بسقف بيته خاصة وانه يبيع البالونات ويبدأ برحلة الى الاعلى صوب امريكا اللاتينية عبر السماء، يهبط بعد حين في مكان غريب ومليء بالمفاجآت اسمه (مهبط الفردوس) لكن رغم ذلك فقد كان يرغب ان يقوم بهذه الرحلة لوحده مستذكرا زوجة الراحلة، لكنه يجد نفسه محاصرا بمرافق غير مرغوب فيه في البداية وهو طفل صغير في الثمنة من العمر اسمه (راسيل) بدين للغاية ودخل المنزل الطائر كمتسلل غير شرعي بالضبط حالة حال اي مهاجر غير شرعي الذين ترميهم قوارب مهربي البشر (الجدد) على بعد  مئات من الكيلو مترات من الساحل واللازوردي..

الفيلم UP هو احد اهم افلام الرسوم المتحركة وهو منفذ بطريقة الابعاد الثلاثية D3 واخرجه بيت دوكتير وكتب قصة الفيلم بوب بيتر سون الذي شارك المخرج في اخراجه لهذا الفيلم.

اما الممثلون فقد ادى الاداء الصوتي لشخصية العجوز (كارل) الممثل (كريستوفر جلمور) فيما كانت اغاني الفيلم بصوت المطرب الفرنسي شارل ازنافور قصة الفيلم جميلة وغير مطروقة مسبقا وهو عن بائع بالونات عجوز يسعى الى تحقيق امنية زوجته الراحلة في رحلة الى امريكا الجنوبية وهذا ما يدفعه على الاصرار لتحقيق امنية زوجته وفاء  لها.. فيقرر تعليق عشرة الاف بالون ملون على سقف بيته المهدد بالزوال من قبل بعض المستثمرين الجشعين ويبدأ رحلته الغريبة ومغامرته العجيبة. ويصحبه بدون ارادته طفل من المنطقة بعمر ثمان سنوات حيث يعلق مصادفة في سياج بيت العجوز ومعه كلبه..

الفيلم مليء بالمواقف الانسانية رغم كونه رسوما متحركة ويعج هذا الفيلم بالكائنات والحيوانات الغريبة لزيادة جرعة الاثارة في الفيلم !!.

المشاهد الاولى لفيلم اب تحليق الى الاعلى جميلة جدا حيث نقف مع صمت العجوز وخلفية الصورة موسيقى جميلة عند تذكره الايام الخوالي مع زوجته الراحلة.. لننتقل بعد هذه التمهيدة الجميلة الى الوحدة القاسية التي يعيشها في البيت لوحدة ثم الصراع مع الاخرين الذي يحاولون انتزاع منزله باثارة الفوضى من حوله بالالات والمعدات ليرغموه على البيع لكنه يقرر تحقيق حلم زوجته الراحلة..

المغامرات والاحداث في الفيلم اضافة الى الكائنات الغربية والحيوانات الخارقة اضافة الى الشخصيات الرئيسية في الفيلم (العجوز ــ والطفل ــ والكلب) تستهوي هذه المفردات الاطفال بخيالهم الخصب الوردي بل وحتى الكبار استهواهم هذه الرحلة لاستكشاف المجهول والامكنة القريبة المليئة بالمفاجات ومنها المكان الذي اصر على ان يقصده وهو مهبط الفردوس الفيلم حاز على جائزة الاوسكار لهذا العام 2010 في دورته الاخيرة كافضل فيلم رسوم متحركة.. بعد ان كان على راس مفتتحي افلام مهرجان كان السينمائي في دورته للعام السابق 2009 وهو يستحق هذا لكونه فيلما فيه رائحة انسان في غاية الحساسية على الرغم من كونه يكمن في فيلم رسوم متحركة.

الإتحاد العراقية في

06/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)