حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ممثلون غيروا أسماءهم ومخرجون هاجروا بعد ثورة يوليو

اليهود في السينما المصرية.. مساهمة لا يمكن إغفالها

القاهرة ـ دار الإعلام العربية

عاش اليهود ضلعًا مهمًا من أضلاع ثلاثة مثَّلت المجتمع المصري، مسلمين، مسيحيين، يهودا.. فمن ذروة النشاط التجاري والثقافي والاجتماعي في نهاية القرن التاسع عشر إلى الهجرة على خلفية الصراع العربي الإسرائيلي بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952.

انتهى أمر اليهود في مصر إلى مجرد حفنة من ذكريات، لكن لا يمكن تجاهل دورهم في صناعة السينما، فكانوا يقودون الحركة السينمائية المصرية إنتاجًا وتمثيلا وإخراجًا وتوزيعًا، ما جعل لهم صورة في أذهان المصريين اختلفت ملامحها بين الماضي والحاضر.. تفاصيل أكثر يكشفها «الحواس الخمس» عبر السطور التالية:هناك من يشير إلى أن الطائفة اليهودية في مصر لا يتعدى قوامها 300 شخص معظمهم من النساء المتقدمات في العمر، لكن هذا الواقع الحالي للبقية الباقية من الوجود اليهودي في مصر يتناقض مع ما كان في الفترة التي سبقت ثورة يوليو، ولم تسلط حولهم الأضواء إلا أخيرًا من خلال مسلسل «ليلى مراد»..وهنا يكشف الناقد السينمائي أحمد رأفت بهجت في كتابه «اليهود والسينما في مصر» عن سيطرة اليهود في فترة ما قبل الثورة على دور العرض وشركات الإنتاج والتوزيع، فقد تأسست صناعة السينما في العام 1897 من خلال اثني عشر شخصًا، سبعة منهم من اليهود من أسر تحمل جنسيات إيطالية وبريطانية ونمساوية ومجرية.ويربط بهجت بين سيطرة الرأسمالية اليهودية على دور العرض والحركة الصهيونية؛ حيث قام جاك موصيري بتأسيس أول فرع للمنظمة الصهيونية، كما قام ألبرت موصيري بإصدار مجلة «إسرائيل» المعبّرة عن نشاط الحركة الصهيونية في مصر.

اليهود وتغيير الأسماء

أما الناقد السينمائي أحمد الحضري فقد عرض كتابه «تاريخ السينما في مصر» عددًا من الأفلام التي عُرضت في مصر عقب إعلان وعد بلفور العام 1917، من بينها أفلام «المستوطنات اليهودية في فلسطين»، و«سفر الخروج»، و«حياة العبرانيين» و«قمر إسرائيل» و«بن هور».

ويؤكد الناقد مهدي الحسيني أن اليهود لعبوا دورًا ملموسًا في مسيرة السينما المصرية منذ ظهورها وحتى ما بعد العام 1948، ويلاحظ أن الفنانين اليهود لجأوا إلى تغيير أسمائهم؛ لتصبح أسماء مصرية تحظى بقبول المشاهد المصري، فنجد الممثلة «راشيل ليفي» تغير اسمها إلى «راقية إبراهيم»، والممثلة «ليليان كوهين» إلى «كاميليا».

كذلك نجد المخرج «توجو مزراحي» حينما أراد أن يكون نجمًا سينمائيًا قام بتغيير اسمه إلى «أحمد المشرقي»، كما نجد أن صورة اليهودي في السينما المصرية كانت واحدة؛ حيث ظهرت الشخصية اليهودية بصورة كوميدية قبل ثورة يوليو وإن كان ذلك لم يؤثر على الوضع الاجتماعي المصري الذي كان يتشكل من المسلمين والمسيحيين واليهود.

وبسؤال الناقد السينمائي د. مدكور ثابت، رئيس الرقابة الأسبق عن مدى تعبير الأعمال الفنية في السينما والتلفزيون عن الشخصية اليهودية، قال إنها لم توفق في ذلك، ولكنها كانت تعبر عن المواقف السياسية السائدة في فترة ما، فإذا كانت الأوضاع تتسم بالسلم فلا نجد ظهورًا لهذه الشخصية، ولكن في حالة العداء يختلف الأمر، مثلما حدث بعد ثورة يوليو..

ويضيف أن أفلام ما قبل ثورة يوليو قد أظهرت الشخصية اليهودية على أنها محل شك، فالفنان المصري حاليًا ظل يترقب حتى يتعرف على طبيعة الشخصية اليهودية، وبالتالي فإننا ننتظر أعمالا كثيرة عن الشخصية اليهودية بعد مسلسل «ليلى مراد»، فلا يجب أن يقتصر الأمر على عمل واحد، خاصة أن هذا الأمر غير مطروق بعد معاهدة السلام.

شخصية كاريكاتيرية

ويرى المنتج السينمائي هاني جرجس فوزي أن وجود اليهود في السينما كممثلين وشخصيات درامية شيء طبيعي لأنهم كانوا جزءًا من الكيان المصري قبل ثورة يوليو، وكانت صورتهم الكاريكاتيرية قد تتشابه مع الواقع وقد تختلف معه، لكنها كانت لإحداث نوع من الكوميديا في العمل الفني، ويؤكد نجاح مسلسل «ليلى مراد» أن الجماهير في حاجة لأكثر من عمل يعرض لحياة اليهود في مصر، وأعلن فوزي أنه لو وجد سيناريو مكتوبا بشكل جيد عن الطائفة اليهودية في مصر فإنه على استعداد لإنتاجه فورًا.

اتساع الصراع

وأوضحت الناقدة والروائية د. فادية فهمي أن الطائفة اليهودية كانت تلعب دورًا مهمًا في الفنون خاصة السينما، وترى أن اليهودي في الأدب العربي تمتع بصورة سيئة وتقليدية، وهذا غير مخالف للحقيقة، فالفكر الصهيوني لا يزال مؤثرًا في الفنون لدينا، خاصة في أغاني الفيديو كليب، فقد توغلت الصهيونية في صناعة السينما وصناعة الفيديو كليب.

لكن لم يعد للطائفة اليهودية وجود في مصر بعد ثورة يوليو إلا عددا قليلا لا يتعدى 300 فرد كلهم من كبار السن بين القاهرة والإسكندرية، وأضافت أن التناول لشخصية اليهودي في السينما الجديدة أتى بسفر الشخصية المصرية إلى الخارج من خلال أحداث الفيلم.

مثلما حدث في فيلم «همام في أمستردام» للفنان محمد هنيدي، ما يعني خروج شخصية اليهودي من مصر واتساع الصراع بين العربي واليهودي وامتداده إلى الخارج، لكن ظل اليهودي محتفظًا بصورته القبيحة التي ازدادت قبحًا مع تيار السينما الجديدة رغم خفتها.

حقد وطمع وعدوانية

الى ذلك فصورة اليهودي في الأدب العربي المعاصر فرضت نفسها بقوة عقب نكسة يونيو العام 1967 لتصوير العدو الصهيوني بصفات الحقد والطمع والعدوانية وغيرها من السمات التي تحرض الشعب على المقاومة والكراهية، وكما يؤكد الناقد الأدبي د.

مدحت الجيار، أستاذ النقد بجامعة الزقازيق، فإن هناك عددا كبيرا من المسرحيات العربية التي عالجت الاغتصاب اليهودي للأرض، وتعمل على تصوير كيفية استرجاع الأرض من أيديهم مثل مسرحية «اليهودي التائه»، ومسرحية «باب الفتوح»، بالإضافة إلى استلهام المسرحيات العالمية القديمة مثل «تاجر البندقية» لشكسبير.

ويقول د.رشاد عبدالله الشامي أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس، في كتابه «الشخصية اليهودية في أدب إحسان عبدالقدوس»: في غمار بحثي عما يمكن أن يكون قد كتب عن الشخصية اليهودية في المجتمع المصري في مؤلفات الأدباء المصريين.

فاكتشف أن أحدًا لم يول هذه الشخصية اهتمامًا في أعماله الأدبية بالقدر الذي أولاه إحسان عبدالقدوس في العديد من أعماله، فهو الأديب العربي الوحيد، وليس المصري فحسب، الذي أولى هذه الشريحة المهمة من قطاعات المجتمع المصري اهتمامًا خاصًا في أعماله الأدبية بحيث وصلت إلى روايتين وست قصص قصيرة.

تحولات يهودية

يضيف الشامي: لقد كنت أمام رؤية مصرية خالصة لأديب مصري تعمقت بالخبرة والمعايشة ليس فقط في الواقع اليهودي للمجتمع اليهودي المصري وفي مفردات التقاليد والطقوس الدينية اليهودية، بل في أعماق التكوين النفسي للشخصية اليهودية؛ لتصل إلى تحديد ثاقب لرؤية كوامن ومحركات ودوافع هذه الشخصية في علاقاتها بواقعها اليهودي من ناحية وبالواقع الإنساني الشامل المحيط بها من ناحية أخرى.

فإحسان عبدالقدوس يقدم الشخصية اليهودية بعيدة عن سمات تقليدية شاعت في السينما العربية التي تمقتها، فيقدم لنا يهوديًا يمثل إفرازًا للواقع الاجتماعي والسياسي للمجتمع المصري، كما أنه يمثل إفرازًا لتراكمات التراث اليهودي دينيًا وتاريخيًا ونفسيًا، فهو غير ذليل.

يستفيد من ظروف المجتمع، يتكيف مع الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، يحاول التخفيف من مشاعر العداء تجاهه في المجتمعات الإسلامية حتى ولو كان السبيل إلى ذلك هو التحول عن اليهودية واعتناق الإسلام.

وبشكل عام فإنه يمكن القول بأن إحسان عبدالقدوس في تجسيده لشخصية اليهودي وتأثير المتغيرات الاجتماعية والسياسية التي مرت بالمجتمع المصري على امتداد نصف قرن من الزمان من الأربعينيات وحتى نهاية الثمانينيات انطلق من عدة منطلقات أساسية أولها مصريته وثانيها كونه مسلما وآخرها عروبته.

حيث إنه لم يستطع أن يتجاهل البعد الخاص بظهور الصهيونية وقيام دولة إسرائيل واشتداد حدة الصراع العربي الإسرائيلي من خلال سلسلة الحروب المتوالية منذ حرب 1948 حتى حرب أكتوبر 1973 ليؤكد أن شخصية اليهودي هي شخصية يستحيل فيها الفصل بين مؤثرات ورواسب التاريخ اليهودي في تكوينها النفسي وبين الإشكالية التي خلقها وجود دولة إسرائيل كدولة يهودية بالنسبة لمشاعر الانتماء اليهودي في داخله.

عمر الشريف

اسمه الحقيقي ميشيل ديميتري شلهوب، ولد في الإسكندرية العام 1929، أسلم وتزوج الفنانة فاتن حمامة، وانطلق إلى التمثيل في بعض الأفلام الأميركية.

ليلى مراد

مطربة مصرية شهيرة، أعلنت إسلامها العام 1946، وقدمت عددًا من الأفلام التي لا تزال عالقة في أذهان الجماهير العربية، وكانت قد تزوجت من الفنان أنور وجدي.

كاميليا

عرفت باسم «ليليان فيكتور كوهين»، اشتهرت في فترة الأربعينيات وصارت الأعلى أجرًا، ومن أشهر أفلامها «قمر 14»، «المليونير»، وكانت عشيقة للملك فاروق، وماتت أثر حادث احتراق طائرتها العام 1950، وكانت لها علاقات وطيدة مع السفارة البريطانية والجالية اليهودية، وتردد بقوة علاقاتها بالموساد.

راقية إبراهيم

اسمها الحقيقي «راشيل إبراهام ليفي»، ولدت في العام 1919، مثلت فيلم «زينب»، كما قدمت دورًا أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب في فيلم «رصاصة في القلب»، وعرفت بتأييدها لإسرائيل، وبعد الثورة هاجرت إلى أميركا، وسلمت نفسها للجالية اليهودية ثم التحقت للعمل بالقسم الإعلامي للمكتب الصهيوني في هيئة الأمم المتحدة.

البيان الإماراتية في

01/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)