حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المنطقة الخضراء !

محمد صلاح الدين

الكذاب الأكبر "بوش الابن" استغلها فرصة.. كان فيها الأمريكان مصدومين بفجيعة 11 سبتمبر. فقرر اختلاق الأكاذيب والوصول إلي العراق وتدميره ونهب خيراته. حيث استنزف أحد أكبر احتياطي بترولي في العالم.. وبالمرة مجاملة إسرائيل النازية بالقضاء علي صدام حسين.. أو علي العدو المحتمل!

وفيلم "المنطقة الخضراء" للمخرج البارع بول جرينجراس المنتمي للسينما المستقلة. لذلك جاء فيلمه صادقاً ومختلفاً عن أنشودة هوليوود التقليدية السمجة في العزف علي شجاعة وعظمة وانتصار الجندي الأمريكي في كل مكان.. ولكن جندنا هنا الذي لعب دوره الممثل الموهوب "مات ديمون" أبي أن يكون ديكوراً في الآلة العسكرية العمياء. أو برنامجاً مثيراً للإعلام المضلل الذي يعوم مع سياسة واشنطن وأهدافها بالترويج للحرب والتهيئة لها. وضخ كمية معلومات شريرة عن أسلحة دمار شامل وهمية لتهيئة العالم لاستقبال جرائمهم بنفس راضية.. بما فيها قتل المدنيين أو تعذيبهم واغتصابهم!!

والمنطقة الخضراء هي ذلك الحي الذي سيطرت عليه القوات الأمريكية بعد إحدي أقسي المعارك خلال عملية غزو العراق عام 2003. وقد كانت منطقة سكنية للوزراء والمسئولين العراقيين وبها عدد من قصور صدام حسين وأولاده بما فيها القصر الجمهوري. فأصبحت الآن أكثر المواقع العسكرية تحصيناً في العراق. وتحتوي علي مقر السفارة الأمريكية. وكذا البريطانية. وقيادة قوات التحالف. بل واحتوت مؤخراً مركزاً للموساد ولبيوت الدعارة. وصالات للرقص والشرب.. كنتاج هزلي للحرية التي بشر بها بوش.. أما بقية العراق فهي نهب للتناحر المذهبي والعنصري وللتفجيرات الطائفية في فوضي ليس لها مثيل إلا في أفلام الأكشن الأمريكاني!!

نعيش الأحداث عقب احتلال العراق مباشرة. حيث يقوم الضابط روي ميلر "مات ديمون" بقيادة مجموعة مختصة بالكشف عن أسلحة الدمار الشامل التي ادعت أمريكا أن العراق يمتلكها.. والتي كانت هي المبرر الأساسي للغزو معتمداً علي معلومات استخباراتية وصور أقمار تجسس. وعلي كلمات وزير خارجية يقسم للعالم في الأمم المتحدة أنها موجودة وبكثرة وتهدد البشرية!!

ينقل ميلر شكوكه من عدم جدوي الحرب لبعض المقربين منه في الاستخبارات. بينما قائده يعتم علي الموضوع وإسكاته ويطلب منه الانصياع الكامل للأوامر حتي لو كانت مضللة.. ولكن ميلر يتعرف علي فريد العراقي الذي يتقن الانجليزية "لعب دوره الممثل المصري خالد عبدالله ببراعة".. الذي سبق أن حارب ضد إيران وفقد ساقه. ويحمل حقداً علي النظام السابق وهو المعادل الموضوعي للغضب. فيقرر ميلر بمساعدته البحث عن الحقيقة ليصلا إلي اجتماع كان يجريه أحد قادة صدام.. ويتعمد المخرج في إثارة كاملة عمل ملاحقة بين كل الأطراف "الجيش والمخابرات والعراقيين" وهي أطراف متناقضة أعطت للصورة مفردات حيوية استطاع المخرج السيطرة عليها بطريقة فائقة إلي الدرجة التي تجعلنا نلهث في مطاردة الضابط الأمريكي للجنرال العراقي لمدة ربع ساعة متواصلة ليلاً وفي دروب العراق حتي يستوقفه. وعندما يعلم منه حقيقة الخداع يقوم الشاب العراقي المعوق بإطلاق النار عليه انتقاماً مما وقع له ولكل أبناء الشعب من جراء حرب لا معني لها. مثل الحرب الأمريكية تماماً وهو يردد له: "نحن أدري بمشاكلنا"!!

بالفيلم عدة مشاهد عديدة بليغة ومنها المشهد الذي يعلنون فيه للعالم في الميديا أيضاً أنهم "ربحوا الحرب". لنجد هناك من يقول: "انتوا لسه شفتوا حاجة.. دا المقاومة والدمار سيبدآن"!!.. أو رتل السيارات العسكرية الأمريكية وهي تسير في طريق صحراوي بجوار آبار البترول المنهوبة إلي الأبد!!.. أو مشهد الديمقراطية التي يمارسها العملاء والفوضويون علي حساب مقدرات شعب عريق حولوه بقدرة فاجر. إلي عشوائية تنذر بكوارث لا قبل لأحد بها!!

Salaheldin-g@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

06/05/2010

 

فنون يقدمها: محمد صلاح الدين

ملك الشحاتين محمود الجندي:

الفن يعتمد علي وجهات النظر ولا قانون له

هناك من يحول كلامي العادي إلي فتاوي دينية

ياسمين كفافي 

هو ببساطة فنان متميز لا يمكنك ان تنساه أو تمحوه من ذاكرتك مهما حاولت.. اعماله امتزجت بوجدان المشاهد حتي تحولت إلي جزء من فكره فمن يستطيع ان ينسي "شوقي" في "الشهد والدموع" و"محمود" في "ابنائي الاعزاء شكراً" ومصطفي في "دموع في عيون وقحة" مع النجم عادل امام الذي كون معه دويتو في العديد من الأفلام مثل "شمس الزناتي" "اللعب مع الكبار" وغيرها من الافلام. ومن المسلسلات والمسرحيات بداية من "انها حقاً عائلة محترمة" وحتي "ملك الشحاتين" التي اجرينا هذا الحوار معه في كواليسها.. بينما أصوات الغناء تصدح علي خشبة المسرح في هذه الكوميديا السياسية الغنائية ومع احداث أدواره "سي البهي" في فيلم "عصافير النيل" حاورناه حول حياته وفنه ومحاولة البعض تأويل ما يقول ضده وعدنا بهذا الحوار الشيق:

·         في البداية مبروك علي دورك في "عصافير النيل" لماذا قدمت هذا الدور؟

أول ما جذبني هو نص الاديب إبراهيم أصلان والمخرج مجدي أحمد علي فكل منهما "فنان" في مجاله ولديه مدرسة خاصة وقدرة علي نقل أحاسيسه للمشاهد فكل منهما جاء ولديه التزام وطني وفني واحترمت فيهما هذا طالما انه ليس ضد فكري أو ديني!

·         هل قرأت النص كقصة قبل تقديمه؟

بالفعل وعندما قرأت السيناريو شعرت ان المعالجة مختلفة تماماً عن القصة الاصلية وفي رأيي ان القصة ملك المؤلف أما المعالجة فهي ملك المخرج الذي اخذ من النص ما يريده وقدمه بشكل آخر حتي انني قلت لمجدي أحمد علي "احنا في ايديك" فأنت المسئول ولن اناقشك في أي شيء "جوه" العمل حتي اشاهد هذه الرؤية علي الشاشة!

·         بعد مشاهدة العمل ما رأيك فيه وكيف استطاع مجدي أحمد علي التعامل مع القصة كما يجب؟

بالتأكيد فهو مخرج لديه وعي ولغة سينمائية قادرة علي تقديم ما يعرف ب "شرح الموقف في اللقطة" في شكل يقدم من خلاله وجهة نظره الخاصة.

·         ولكن البعض هاجم العمل وأكد أن مجدي أحمد علي كان احياناً يأخذ المشاهد بعيداً عن القصة الاصلية الأهلية لمصلحة التصوير السينمائي فقدم لقطات حاول فيها استعراض عضلاته السينمائية كمخرج وجاءت مخيبة للآمال؟

الفن يعتمد علي الخلاف في وجهات النظر فلا يوجد قانون يحكم الفن.. السؤال هو هل وصل للناس موضوع الفيلم أم شعروا انه مجرد فيلم تافه.. أما "التكنيك" والتقنيات الاخراجية اتركها للخبراء والنقاد.

·         نحن الآن في كواليس ملك الشحاتين.. فلماذا شاركت فيها وهل تم تغيير في النص قبل عرضه؟

في البداية اود ان اوضح انني أقدم هذه المسرحية لسبب واحد وهي تكريم الكاتب "نجيب سرور" هذا العبقري الذي لم يكرم اثناء حياته وبعد مماته ولم يعترف به أحد أو يكرم اسمه وله فقط أقدم هذا العمل ليعرف جيل كامل من هو نجيب سرور. أما المسرحية نفسها فهي كما هي ولم يعدل فيها سوي الالحان التي وضعها صلاح الشرنوبي.

عشق فني

·         ما هو دورك فيها؟

دور ملك الشحاتين فالدولة منقسمة لشحاتين ولصوص والسؤال ماذا لو تحالف رؤساء الحزبين؟ هل ستعلو الدولة أم تنهار؟ وأقدم بالعمل عدة اغان بصوتي.

·         هل تغير مفهوم محمود الجندي للغناء بعد التزامه دينيا؟

لا اعتقد فأنا لم أغن من قبل أغان مثيرة للغرائز لها لأمتنع عنها فالغناء الذي اقدمه كان وسيظل بالنسبة لي حالة عشق فني.

·         أنت الفنان الوحيد الذي التزم دينيا ولم يعتزل فنياً ويقول "الفن حرام" ثم يعود فلماذا لم تعتزل عندما التزمت؟

لم اعتزل الفن لأنني مؤمن ان دوره في الاصلاح كدور الدين.. الفني الحقيقي يحمل معاني الخير والجمال ويدعو الناس لأن يحب بعضهم بعضاً لإيماني بهذه الرسالة وهذه القيم الجمالية استمر في الفن حتي وأنا ملتزم دينياً واخلاقياً والدليل ان الفن المسيحي الذي قدم أعمالاً مسرحية كان هدفه دعم مفاهيم أخلاقية محترمة وكذلك المركز الكاثوليكي للسينما.

اؤكد ان الفن والدين لن ينفصلا وأي فنان يجب ان يحترم نفسه وفنه لأنه عند الناس "كالدعاة" يتبعه الناس ويحبونه لذلك يجب ان يقدم لهم مفاهيم الخير والجمال.

·         مشاهدتك في "عصافير النيل" وأنت تؤدي مشهداً عن هاملت كان ممتعاً فهل اقترحت تقديم هذه اللقطة علي المخرج أم هي مكتوبة أساساً؟

"يضحك" تصدق انني لم اقدم مسرحية هاملت في حياتي كما ان لغتي الانجليزية ضعيفة جداً والمسألة كلها كانت "تحدي"..

·         كيف؟

عندما عرض عليّ مجدي أحمد علي هذا المشهد قلت له كيف سأقدم هذه اللقطة الطويلة وهل يمكن حذفها فأكد انه مشهد مهم فاعتبرت الأمر تحدياً وأخذت ابحث في الأفلام الامريكية عن أقرب تقديم بلغة انجليزية سهلة فكان اقربهم ممثلاً شاباً ربما ايثان هوك لا اتذكر اسمه بالضبط إلا ان لغته كانت بسيطة وليست شكسبيرية معقدة واعتبرت الأمر مثل تقليد اللهجة العراقية في فيلم "ليلة البيبي دول".

·         بعد هذه السنوات ما هو الدور الذي تتمني لعبه؟

والله في ظل أزمة السينما والدراما اخشي ان اتعلق بدور واحبه واقدمه واجد في النهاية العمل شيئاً والدور الذي اتمناه يخرج بشكل غير جيد لذلك سأحاول ان اجتهد فيما يعرض عليّ فأنا حالياً "احب ما اصنع" لأنني لا استطيع ان اصنع ما أحب.

·         لم ارغب في سؤالك حول المشاهد الجريئة في "عصافير النيل" ولكن قيل انك افتيت ان المشاهد الموظفة "حلال" فهل هذا حقيقي؟

"بدهشة" لا أدري من يحاول ان يغير كلامي فمرة قالوا انني اشبه محافظ الاسكندرية بالخلفاء الراشدين واليوم يقولون علي لساني انني افتيت باباحة مشاهد العري!.. الموضوع ان صحفياً سألني عن المشاهد فقلت رأيي كممثل ان أي مشهد مقحم خطأ أما المشهد الموظف فهو مباح "فنياً" فقط وليس دينياً.. أما وزر هذه المشاهد فيتحملها أصحابها امام الله وأنا لا استطيع ان افتي في الأمور الدينية لأن هناك من هم أهل للفتوي!

الجمهورية المصرية في

06/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)