حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

من «أفاتار» إلى «صراع الجبابرة»

سام ورثينغتون نجم عام 2010

عبد الستار ناجي

صورة تبدو مكررة..

اتذكر ذلك جيدا، كان ذلك في مطلع الثمانينيات، حينما قدمت السينما الاسترالية فيلمها بعنوان «ماكس المجنون» وسرعان ما تلقفته شركات التوزيع الاميركية ليحدث ضجة كبرى وتدخل شركات الانتاج الاميركية على الخط لتحقيق اجزاء عدة من تلك السلسلة التي رسخت حضور ومكانة النجم الاسترالي ميل غيبسون، ليصبح لاحقا احد اهم نجوم السينما العالمية.

ذات الصورة تتكرر..

وهذه المرة مع النجم الشاب سام ورثينغتون، الذي كان حتى مطلع العام الحالي، اسما غير معروف، الا عند القلة من اهل الحرفة. ومع مطلع العام قدم المخرج الكندري جيمس كاميرون تحفته الجديدة «افاتار» معتمدا على الحضور الرائع للنجم الاسترالي الشاب سام ورثينجتون لتأتي القفزة الثانية مع فيلم «صراع الجبابرة» مع المخرج الفرنسي الاصل لويس لنيرير. واليوم وفي نهاية شهر ابريل، وحتى قبيل انتصاف العام، يترسخ اسم سام ورثينجتون كنجم حقيقي لعام 2010، وبلا منازع فما حققته الافلام التي قدمها وبالذات «افاتار» و«صراع الجبابرة» من عوائد سيكون من الصعوبة بمكان تجاوزها او حتى بلوغها.

وقبل ان نذهب الى هذه المرحلة، دعونا نعود الى الوراء لاننا نجدها فرصة مناسبة، للتعريف بهذا النجم، الذي راح يحقق الكثير من النجاحات وخلال زمن قياسي وما كان له ان يحقق ذلك، لولا وجود فريق عمل متميز يحيط به وفي مقدمتهم وكيل اعماله.

سام من مواليد الثاني من اغسطس 1976 في المملكة المتحدة وانتقل مع اسرته الى استراليا حيث يخرج مع المعهد الاسترالي الوطني للفنون الدرامية عام 1998 حينما بلغ الثانية والعشرين من عمره، وفي اول اعماله المسرحية حصد كبير من الكتابات النقدية الايجابية التي رسخت حضوره ومكانته، وفتحت امامه مزيدا من الفرص، حيث فتح التلفزيون الاسترالي امامه الابواب، ومن اعمال تلك المرحلة برنامج «فئران الماء - 2000» ثم جاء فيلمه الاسترالي الاول «بوتمان» وتواصلت التجارب الواحدة تقوده الى الاخرى وبايقاع متسارع. لقد كان يعرف سام ماذا يريد، انه يريد ان يتجاوز قارة استراليا، عبر نتاجات تحلق به عالميا، وحينما جاءه عرض المشاركة في بطولة فيلم «ترفيتور «4» بذل قصارى جهده لتحقيق حضوره السينمائي، ما لفت اليه الانظار وحصد كتابات نقدية ايجابية عدة، في الصحف والمطبوعات الاميركية. وحينما قرأ عن اعلان عن البحث عن نجم يجسد شخصية «جيمس بوند» بدلا من بروس بروسنان، ذهب شخصيا، ولكن الفرصة كانت قد ذهبت لدانييل كريج، ولم يستسلم كان يعلم انه على موعد مع القدر. بل انه كان يؤمن جيدا بان الحظ لا يأتي الا مع الحركة والاختيارات الذكية.

لقد كان يكرر دائما، انه «يحلم بالرقص مع النجوم» ومن اجل تحقيق ذلك الحلم، عليه ان يعمل ويجتهد.

وحينما ذهب للقاء جيمس كاميرون، الذي كان يومها يحضر لاختيار نجوم فيلم «افاتار» عرف بان الطريق الى جيمس كاميرون، ليس بالعضلات وقسوة الملامح، بل بالبعد الانساني لفهم الشخصية وتقديمها.

ومنذ اللحظة التي وقف بها امام العدسات للاختبار.. جاءت الموافقة غير المعلنة، بانتظار مشاهدة بقية المرشحين.

ولكن الدور كان قد ذهب الى سام في ذهن جيمس كاميرون الذي قرر يومها شطب اسماء جاك جينهال ومات دافون ايضا. ويظل سام في الاستديوهات لاكثر من ثلاثة اشهر من التصوير والخضوع لماكياج مكثف يوميا، والنتيجة يعرفها العالم «افاتار» اهم اعمال عام 2010 وعوائده تجاوزت البليوني دولار في جميع الاسواق العالمية.

فهل بعد ذلك من نجاح...

وقبل ان يرتوي من نجاحات «افاتار» كان قد تم اختياره لتجسيد شخصية «بيرسيوس» في فيلم «صراع الجبابرة» ليجد امامه عددا مرموقا من كبار النجوم وفي مقدمتهم ليام ينسون ورالف فينيس.. وعلى ذات النهج، راح سام يعزف على الجوانب الانسانية في تلك الشخصية الاسطورية.. والتي تنطلق من خلال قصة تروي جوانب من اسطورة اغريقية شهيرة، حيث بيرسيوس (النصف إله والنصف بشر) والذي ينذر نفسه من اجل انقاذ الاميرة «اندروميدا» من عملية التضحية بها لارضاء حيوان نادر اسمه «الكراكن» عبر رحلة صعبة، يخوضها بيرسيوس يذهب خلالها الى الاراضي المحرمة، لمواجهة مخلوقات وشخصيات شريرة يتخلص منها الواحد تلو الآخر عبر حرفيات فنية استدعى خلالها المخرج لويس ليزير آخر ما وصلت اليه هوليوود من تقنيات وتجارب متطورة.

ويصل بيرسيوس الى الحصول على رأس «ميدوسا» المتعددة الرؤوس، والتي من خلالها يستطيع مواجهة الكراكن لانقاذ الاميرة اندروميدا ونترك بقية احداث الفيلم للمشاهد ومتعة المشاهدة. ونعود الى سام ورثينغتون الذي جسد دور بيرسيوس باقتدار فني متميز، حيث حضور (انسنه) الشخصية ومنحها بعدا انسانيا عذب الملامح رغم قسوة الاحداث التي تحيط بها.

يقول سام: ملامحي تبدو قاسية، ولكنني حينما اقدم الشخصية اعمل على ابراز البعد الانساني، حتى في افلام المغامرات، تجربتي مع ترفيتور وروج وغيرها، تعد انها استوعبت ادواتي ورحت ابلورها واقدمها بصيغ راحت تعمل على تطوير علاقتي مع المشاهد.

وحتى لا نطيل..

نشير الى ان امام سام ورثينغتون لعام 2010 ايضا افلام، الفارس الأخير، و«دراكولا الستة صفر» وهي ترسخ حضوره كنجم اساسي لافلام المغامرات استطاع ان ينطلق من استراليا الى هوليوود ومنها الى العالمية.. وهكذا فعل من قبله مواطنه ميل غيبسون.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

03/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)