حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ثقافات / سينما

في آخر زيارة لها الى لبنان لعرض فيلمها بالروح بالدم

كاتيا جرجورة: أستوحي أفلامي من الحرب التي "لم تنته"!

محمد حجازي من بيروت

مخرجة لبنانية شابة، ولدت في كندا من أم كندية، حيث درست السينما هناك، تماما مثلما خبرت الحياة. أجادت اللغتين الفرنسية والانكليزية أكثر من العربية بقليل، بدليل أنها اعتذرت عن اجراء المقابلات المتلفزة بالعربية، حتى لا تضطر الى استعمال عبارات أجنبية كثيرة لإيضاح فكرتها، لذا كانت تسجّل المقابلات باللغتين الفرنسية والانكليزية، بحسب اللغة التي ترتاح إليها المذيعة... إنها كاتيا جرجورة.

منذ حوالى العشر سنوات وهي تتردد على لبنان: تصور، تعرض، وتتعامل مع سينمائيين ونقاد لبنانيين، كما أنها لبت دعوة عدد من المهرجانات العربية آخرها دبي حيث التقتها "إيلاف" للمرة الأولى ونقلت عنها سعادتها بكل العرب الذين تعرفت إليهم، لكنها منزعجة من عدم اجادتها اللغة العربية بعد وهي لا تعتقد أنها ستجيدها في المدى المنظور وخصوصاً أنَّ اللبنانيين أنفسهم (ضاحكة) يتحدثون بالفرنسية أكثر.

"أنا أفضل التحدث الى صحف ومجلات لأن الصحافي اللبناني يصوغ كلامي بالعربية بطريقة مقبولة ولا ينتبه أحد الى أنني لا أعرف العربية جيدا"، هكذا بادرتنا كاتيا التي حملت في آخر زيارة لها الى لبنان فيلمها الأخير: "بالروح بالدم"، الذي استوحته من مناخ الحرب اللبنانية، تماما مثل أعمالها المتلاحقة: بين جبهتين، أمراء الحرب أسياد السلام، ترميناتور: المعركة الأخيرة، وشريط اثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ولها فيلمان في العراق.

لماذا الحرب؟

لكاتيا أسبابها في تناول لقطات من حربنا. تقولها بعفوية: لأننا ولدنا في العام نفسه 1975، وعندما أبلغناها أن الحرب انتهت عام 1990، ردت: لا أعتقد، هناك حروب من نوع آخر، لذا لا أتوقف عن رصد ما كان. وتنفي المخرجة وجود شرخ في داخلها بين انتماءين وتشرح مؤكدة أن أهم المثقفين والفنانين هم متعددو الحضارات واللغات والذين تنقسم هوياتهم بين بلدين: ان هذا يشعرني بقوة خارقة لا أحد يقدرحجمها الا أنا وقلة غيري.

فيلمها جيد فكرة وتنفيذا، وهو من صميم الحرب وتداعياتها.

بالروح بالدم، أول روائي طويل لكاتيا تعتمد فيه على شخصيتين فقط، هما أب وابنه، الأول فارس (فادي أبي سمرا) والثاني مروان (رامي أبو حمدان)، وسط علاقة ملتبسة بينهما؛ ففارس ميليشياوي سابق قاتل وقتل وهو حاليا يدير ورشة لتصليح السيارات، وكان أن أنجب مروان من علاقة عابرة.

وها هو مضطر الآن لأن يشرف على تصويب حياته شابا، وخصوصا أنه أضاف الى السكين التي يضعها في حذائه، سرقة مسدس والده وذهابه الى رفاقه للتباهي به، واستعماله اذا لزم الأمر، لكن فارس تدخل في الوقت المناسب واستعاد مسدسه، وقرر ابعاد مروان عن مناخ السلاح والحزبية الكارثة.

هنا في الوقت الذي قرر فيه فارس الأب أن يصحح مسار حياته في أيام السلم، دهمه الموت بسكين ابنه مروان، ليس بشكل مقصود، لكن من خلال ما استحدثه فارس عبر اخضاع ابنه لعملية تخشين ومن دون علمه، فيتفق مع رفاقه القدامى في الحزب على تنفيذ عملية وهمية من خلال مداهمة لمنزل قديم بأسلحة مزودة برصاص خلبي (فيشينغ)، لكن مروان الذي صدق أن العملية حقيقية سمع جلبة خلف أحد الأبواب استل السكين من حذائه وعاجل العنصر بطعنة قاتلة، واذا بالمصاب والده فارس.

"كان هدفي من هذه الرواية تأكيد المثل الذي أسمعه دائما الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون، حتى حين حاول تصحيح الخطأ ارتكب خطأ مميتا قضى عليه". وتشير كاتيا الى أنها لاتعرف أنصاف الحلول، حيث ترى أن الانسان يجب أن يشعر بردة الفعل على ما يقوم به في حياته.

"بالروح بالدم"... الشعار الأبدي ترجمته ميدانيا فجعلت الروح مضمخة بالدم فالأب أكل الحصرم وهو الذي ضرس وورط ابنه في المأساة - الجريمة، فنحن لا ننجب أولادنا.

إيلاف في

29/04/2010

 

عن الدبلجة وفوضى الأصوات

راسم المدهون 

هــل تـــــنـــسجم فوضى الأصوات مع دراما الدبلجة؟

سؤال يصعد للذهن بعد موجة دبلجة المسلسلات التركية للعربية، باللهجة السورية أولاً، ثم بلهجات عربية أخرى بعد ذلك. نعني بالسؤال فوضى اختيار الأصوات العربية التي تنوب عن الممثل التركي، فالأعمال المدبلجة الأولى ( «نور» و «سنوات الضياع») جعلت الممثلين الأتراك يرتبطون في ذهن المشاهد العربي بأصوات ممثلين سوريين محددين، فماذا إن جرى استبدالهم في الأعمال الجديدة بأصوات ممثلين آخرين؟

واضح أن الأمر هنا ليس مجرد «توزيع أصوات» لا أهمية له، لأن الصوت ارتبط بملامح الممثل التركي وأدائه وحضوره على نحو يصعب معه أن يكون الاستبدال عادياً ومألوفاً.

هي من جديد لعبة الدراما وافتراضاتها ومتطلباتها كي تأتي المشاهدة حاملة لفكرة الانسجام التي نعتقد أن التغيير يكسرها، ويضع المشاهد في نوع من الاغتراب الذي يكشف له لا حقيقية ما يجرى أمامه.

من المهم هنا مراعاة المناخ الدرامي للعمل المدبلج، ومعه فكرة السياق المنسجم والقادر على خلق التفاعل بين المشاهد والأحداث التي تجرى أمامه على الشاشة من دون أن يفقد تماسك السياق الدرامي، أو يضطر لملاحظة ما هو غريب وناشز.

تقوم لعبة الدبلجة في ركن أساس منها على ضآلة التكاليف «الإنتاجية» وسرعة الإنجاز، وهذه مسائل مفهومة وبديهية، غير أنها لا تبرّر بعد ذلك أية «هوجة» يمكن أن تأتي لأصحابها بنتائج معاكسة، خصوصاً أن بذرة الاغتراب عن بيئة المسلسل التركي وتناقض الصورة والصوت موجودة أصلاً وسيزيدها تغيير أصوات الممثلين اتساعاً لتتحول إلى فجوة قاسية.

هي معادلة بالغة الحساسية، وتحتاج انتباهات وحرصاً ومراعاة لشروط اللعبة الدرامية، والأهم أيضاً حاجتها لإرساء تقاليد فنية ومهنية لعملية الدبلجة، تنتشلها من العفوية والفوضى بما هما ارتهان للصدفة، وما تحمله من تناقضات النجاح مرة، في مقابل الفشل مرات أخرى إن ظلت الأمور على ما هي عليه اليوم.

نشير إلى ذلك ونحن نشهد اتساعاً في حركة دبلجة الأعمال التلفزيونية التركية، وامتداد ذلك إلى دبلجة عدد من أهم انتاجات السينما العالمية للعربية الفصحى. أي أن المسألة تجاوزت أعمالاً محدودة ودخلت طور الصناعة مع ما يتطلبه ذلك من جدية نفتقدها.

الحياة اللندنية في

29/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)