حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زوم

15 مخرجاً يفاجئون المنتخبين بشراكة يموّلون فيها أفلامهم ذاتياً···

محمد حجازي

منذ أسبوعين انطلق المخرج عادل سرحان في أول تجاربه السينمائية مع الفيلم القصير <أديم> متجاوزاً عشرات الأغنيات المصوّرة التي أنجزها طوال السنوات الماضية، فاتحاً الباب لعلاقة مع السينما عبر هذا الشريط، وتمهيداً لتقديم عمل روائي طويل في مرحلة لاحقة· لكن كثراً من زملاء عادل الذين سبقوه في المهنة، أو جاءوا بعده عينهم على الاشتغال في مجال الفن السابع، ولا يعنينا السبب هنا إطلاقاً، سواء أكان نضوب أفكار الكليبات، أو قلّة الطلب على بعض أسماء المخرجين من قِبل المطربين، بل الذي يعنينا بقوة هو أنّ هناك تفكيراً جدّياً بصناعة فيلمية جادّة تتبلور حالياً من خلال مفاجأة كبيرة ستُطلق قريباً على الساحة المحلية وتتعلق بـ15 مخرجاً معروفاً، حاضراً، يجتمعون منذ أسابيع لوضع لُبنة شراكة نوعية بينهم تقضي بأن يصوّر كل منهم فيلماً خاصاً به مدعوماً إنتاجياً من الـ 14 الباقين، على غرار المثال المبسَّط الذي تعتمده بعض ربّات البيوت في بناية واحدة، بحيث تضع مجموعة من السيدات بدلات أسبوعية تحصل عليها كاملة في كل أسبوع إحدى العضوات، فتيسّر بعض أمورها المنزلية وتسد ديوناً صغيرة عليها، وهكذا تحل كل عضوة مشاكلها الصغيرة تباعاً·

لقد تم ائتماننا على أسماء المخرجين المُفترض إعلان عنهم لاحقاً في مؤتمر صحفي، لكننا لم نستطع التكتم على باقي الموضوع المتعلّق بالشراكة، والذي نعتبره مشروعاً أنموذجياً لن يدع مجالاً لأحد من المشاركين فيه، برفع الصوت استغاثة لأنه لم يجد منتجاً، في وقت لن يكون المنتجون بعيدين أبداً عن الدخول على هذا الخط، إذا لم يكن لتبنّي جانب من الأفلام أو كلّها أنْ تكون هناك مساهمات نسبية تمهيداً للولوج عميقاً إلى لب القضية وهي التأسيس لصناعة سينمائية من المخرجين أنفسهم الذين اعتبروا أنّهم بصدد قيادة حملة واسعة في هذا الإطار يفترض أنْ ينضم إليها آخرون من باقي العناصر المكوّنة للسينما في بلادنا·

لطالما كان العائق مادياً··

وما دام أصحاب رؤوس الأموال معروفين بجبنهم في الإقدام على تمويل أفلام لا تزال مجرد أوراق، كان مطلوباً أنْ يبادر السينمائيون، أو أنْ يبدأوا ويقولوا للآخرين من المنتجين وأصحاب الثروات، نحن حاضرون ضعوا أيديكم معنا كي ننهض بالصناعة·

ولقد أثلج صدرنا نوع الأسماء المشارِكة، والمُساهِمة في الشراكة، لأنّ هذا يمنح ثقة عميقة للمشروع ويُتيح الفرص أكثر لأن يبادر أصحاب الأموال لتقديم إسهاماتهم الداعمة ومضمونة الأرباح مع أسماء تشكّل لوحدها عنصراً كاسحاً في عملية المغامرة هذه·

وقد تبيّن فعلياً كم يكون مخرجو الكليبات في انتظار فرص عديدة كي يباشروا تنفيذ حبّهم المخبأ للسينما مع بروز أول إشارة ضامنة، لذا فإن اجتماع الميل والمال يعني نجاحاً مؤكداً في وقت قلناها مراراً إنّ بيروت وقياساً لعدد سكان لبنان، تحتضن أكبر عدد من الصالات في بقعة متواضعة المساحة قياساً مع عواصم العالم العملاقة، وهي دور من الدرجة الأولى لطالما أشاد بها كبار السينمائيين العرب والغربيين باعتبارها دعامة مضمونة لأي صناعة تضخ أفلاماً ولا تكون مُجبرة على العرض وفق دور يحين الآن أو بعد شهر أو أشهر·

وإذا ما سلكت الشراكة الآنفة الذكر طريقها، وكانت نوايا أعضائها صافية وصادقة، فإن المؤمل أنْ نشهد حالات تصوير لا عدّ لها، في وقت لا تعب في العثور على موضوعات متنوّعة لكتابة سيناريوهات·  

 

البرمجة تسابق المونديال والشهر الكريم والمهرجانات الصيفية·· والشواطئ

البحر يهدي الأبرياء بطلاً يخلّصهم من تطاحن الإخوة الأعداء في السلطة

<باريمور> تختار في أول إخراج لها إعادة المراهقين إلى أحضان عائلاتهم···

محمد حجازي

جيّدة جداً برمجة عروض صالاتنا· تنويعة الأفلام وزحام على الحضور في وقت مبكر، ودفع للأفلام المتميّزة تباعاً قبل أنْ تبدأ حمى موسم المونديال، وتقوى في شهر رمضان الكريم، وانشغالات الرواد صيفاً ما بين الجبل والعاصمة، ما بين البحر والمهرجانات الكبيرة·

وها هي بيروت تستقبل الشريط الذي يحتل صدارة الإيرادات حديثاً في أميركا:

(Clash Of The Titans 3D) - للمخرج لوي لوتيرييه مستنداً إلى سيناريو وضعه ترايفيس باشام، فيل هاي، ومات ماتغريدي، مضافاً إليه سيناريو وضعه بيفرلي كروس عام 80 في نسخة من القصة يومها قُدّمت بنجاح على الشاشات·

لوتيرييه استعان بـ13 مساعداً، وبالإيراني رامي جوادي الذي صاغ الموسيقى التصويرية للعمل الذي يمتد على مساحة 106 دقائق، والذي صوّر في بريطانيا (Dinorwig Quarry)، وتوزّعه شركة وارنر، لضخامته ودقّة مادته، خصوصاً في مجال المؤثرات الخاصة (نايل كوربولد) والمشهدية (غاري بروزونيث) على رأس المئات من التقنيين الذين قدّموا خلاصة تجربتهم في الفيلم ليكون مميّزاً·

وعلى عادة قصص الفانتازيا فإننا إزاء عصر كان محكوماً ببشر ادّعوا صفة الآلهة، وإذا بهم يتحوّلون سريعاً، حين تدق ساعة المصلحة الخاصة، إلى وحوش كاسرة لمحاربة بعضهم البعض منهم زوس (ليام نيسون) وهاديس (رالف فنيس)، اللذان كادا لبعضهما ووضعا خططاً جهنمية بحيث يسعى كل واحد لأن يرث كل شيء لوحده·· ودائماً هناك مخلص·

طفل في صندوق، كان رضيعاً فوق صدر أمه انتُشل، واعتُبر عطيّة سماوية، فراح يكبر برعاية خاصة بعيداً عن حقد الآلهة على بعضهم البعض معتمداً على قوة غير طبيعية يستشعرها في بدنه ويوظّفها للدفاع عن الناس والأبرياء ويحمي كيان السلطة بأسلوب مغاير لما كان يتابعه ميدانياً، خصوصاً في وقت الحروب التي خاضها الآلهة ليكسر واحدهم الآخر·

الطفل كبر، وأصبح بيرسوس (سام ويرثنغتون) الذي يتبيّن أنّه نجل زوس، وهو يرفض كل مناخ الآلهة السائد، لكنه يريد إعادة اللُحمة إلى الشعب وتخليصه من الحيوان العملاق الكراكن، وتحصل مواجهات في أكثر من مكان تكون جميعها على عاتق هذا الشاب مدعوماً من الحسناء لو (جيما آثرتون) التي تؤازره، تحرسه، تنبّهه، وتظل حامية لظهره إلى أنْ تُصرع في واقعة كبيرة غدراً·

ونشهد في الشريط وقائع قتال مرير بين أبطال آدميين ووحوش عملاقة مدمرة من عقارب كبيرة جداً تهاجم بشكل جماعي، لكن بيرسوس بمعاونة بعض الرجال الأشداء يصدونها معاً، بمساعدة قوة خاصة من خوارق الصحراء الذين يتم تقديمهم على أنّهم من العرب الخالدين· الممثلة باهرة الجمال أليكس دافالوس في دور <آندروميدا> رائعة جداً كحضور تمثيلي فهي صاحبة وجه معبّر جداً ومشرق على الشاشة، وتوحي بالقدر الذي يظهر بالطمأنينة الشديدة كونها تساعد وتطعم الفقراء·

عربيان في الشريط الذي تغلب عليه أجواء المؤثرات كثيراً هما: أشرف برهوم في دور أوزال، ومولود عاشور في شخصية كوكوك، وهناك ثالث يدعى تامر حسان ويلعب شخصية زريس، فيما يستوقف في الشريط وجه بطله المميز سام ويرثنغتون، الذي سيفتح له هذا الدور آفاقاً رائعة لبطولات مقبلة، بشكل مؤكد·

(Whip It) - هو أول فيلم تخرجه درو باريمور وقد صوّرته في <آن آربور> بـ ميتشيغن عن رواية (Derby Girl) لـ شونا كروس التي وصفت بنفسها تفاصيل السيناريو فهي أدرى بالرواية وشخصياتها وحيثياتها، وتعاونت مع سبعة مساعدي إخراج، ومع أحد أكبر خبراء المؤثرات المشهدية ديرك إدواردز·

شريط شبابي جداً، أرادته باريمور (طفلة سبيلبرغ في آي تي، وإحدى ملائكة تشارلي في السينما، وبطلة العديد من الأفلام الكوميدية والفانتازيا المنوّعة) نابضاً بالحياة سريعاً مثلها، وفي الوقت نفسه حمّلته وزر ومسؤولية جيل المراهقين·

جيش من الصبايا يغطّي كامل كادرات الشاشة، وندرة لحضور الشباب من الذكور، وطبعاً لا مبرر كافياً في الفيلم حول هذه الملاحظة سوى أنّ هناك مدرسة للبنات، لكن ماذا عن الدنيا المحيطة·

الفيلم يروي قصة بليس غافندار (إيلين بيج) ابنة السابعة عشرة من عمرها التي أينما ذهبت تحاول أنْ تتفادى المنع والإحراج بتكبير عمرها قليلاً، والدتها بروك (مارسيا غاي هاردن) ملكة جمال سابقة، وهي حريصة على الإشراف النوعي والدقيق على حياة وتفاصيل وتصرّفات ابنتها الهادئة التي تريد فقط السلام في يومياتها·

صديقة واحدة مقرّبة لها هي باش (عليا شوكت) دائماً وأبداً هما معاً· الأسرار واحدة لكن تمر العلاقة في فترة انقطاع، ثم تكون مصالحة بعدما لم تجد كلتاهما البديل الجيد·

وصديق واحد لـ بليس هو أوليفر (لاندون بيغ) الشهير بمجموعة من أغنياته وهو يشتغل جيداً على استغلال نجوميته للإيقاع بالفتيات، فكان تعارف ثم عاطفة فياضة، وعندما ودّعا بعضهما تبادلا الـ تي شيرت الخاصة بكل منهما وحين احتاجت أنْ تتحدث إليه بعد خلافها مع والديها لم يرد عليها وتركت له رسالة، فلم يتصل، لنجده بعد فترة واقفاً أمامها، بعدما كانت دخلت إلى موقعه على الانترنت ورأته مع صبية إلى جانبه وهي ترتدي الـ تي شيرت الخاص بها، فقابلته بفتور، وضحكة ساخرة وكف خفيف على الخد، ما يعني أنّها كشفته، وإلى وداع طويل·

لم تبق <بليس> طويلاً خارج المنزل، فعادت إليه، وتصالحت مع والدتها، وأخذت بركة والدها، مُعلنة انضمامها إلى العائلة بديلاً لكل ما هو من جيلها في الخارج، بما يعني أنّ هذا الحضن الدافئ يظل أصدق وأوفى من سواه، وهي لم تفعل سوى أنْ وافقت على إعادة المياه الى مجاريها مع <باش> صديقة عمرها·

هكذا رست حياة المراهقة الصغيرة على خيارَيْ العائلة والصديقة، أما عاطفياً فكل العلاقات الأولى لا تكون ناجحة أبداً بفعل قلة الخبرة·

وإذ تقدّم باريمور دوراً صغيراً هامشياً أمام الكاميرا، فإنّها أعطت لزميلتها جولييت لويس (ولدوا قلتة - لـ أوليفر ستون) في شخصية مافن، مساحة حركة جميلة ومؤثرة·

 

نقد

(Love n'dancing) لـ إيسكوف

النص وحضور البطل أرهقاه···

محمد حجازي

فاجأنا الشريط الشبابي المنتظر منه جذب أكبر جمهور من المراهقين من الجنسين إليه بمستواه العادي جداً، الذي كان قادراً على النجاح لو أنّ راسم خطوات الرقص فيه ومنتجه وبطله توم مالوي ابتعد عن الحضور شخصياً في العمل لأنه لا يملك مقوّمات النجم لا في وجهه، ولا في رقصه، ولا في المادة التي قدّمها لتكون أساس فيلم (Love n'dancing) للمخرج روبرت إيسكوف·

أليست مشكلة حقيقية لفيلم فيه لوحات راقصة، حديثة الإيقاع والتوجّه أنْ يكون رتيباً، لا يحرك في المشاهدين أي مشاعر من أي نوع، والمشكلة لم تكن في مجال الكوريغراف فقط، بل في الصياغة الدرامية العاطفية التي أنجزها مالوي لعلاقة بسيطة لا يحتاج إليها فيلم إطلاقاً·

في النهاية هناك راقصان بارزان نجما الفيلم على مسرح الرقص·

هما جاك وجيسيكا (آمي سمارت)، هو مدرب للرقص، ونجم كبير في الميدان، وهو إذ كلَّف رفيقته في الرقص كورين (نيكولا رويستون) البحث عن بديلة لها فوجدها في صبيّة جميلة مخطوبة لخبير بيع عقارات لا يكل عن التفكير في عمله فحسب ولا يعطيها إطلاقاً أي اهتمام، وعندما حاولت ملء وقتها بالرقص تلميذة لـ جاك، وباشرت ساعات التدريب، إذا بها تتقدّم سريعاً في مجالَيْ الخطوات والقلب فقد شعرا حقاً بأنّهما متحابّان·

يخسر كانت (بيلي زان) خطيبته التي باتت رفيقة جاك، ومن حسن الحظ أنّهما في الحفل التنافسي الختامي داخل مسابقة الولايات حلاّ في المرتبة الثالثة، على أساس أنّ الفوز في الحب أهم من تسجيل نقاط في الرقص على الحلبة·

لكن حتى الحب الذي يُفترض أنّهما فازا به، لم يصلنا منه شيء كمشاهدين لأن الثنائي لم يكن بالقدر الذي يحتاجه روّاد السينما كي يتّعظوا منه، أو يتعاملوا معه على أساس تقليده·

الـ 93 دقيقة مرّت ثقيلة، ولولا تمثيل آمي سمارت المميّز بحكم خبرتها في العديد من الأفلام لكان العمل برمّته، متعباً ولا يصلح لأن تنصح به، وبالتالي فهذه مسؤولية خبير الكاستنغ توني كوب بروك·

لم يعمل إيكسوف على امتداد وقت الشريط، كي يحمّسنا، ويجعلنا ننتظر، أو أن ندهش لرقص ما، وإذا بنا أمام كسل يسود عملاً يُفترض أنْ يجعل الحضور في حالة رفض سواء وهم جالسون أو أنّهم ينسجمون فيرقصون وقوفاً·

كارولين ريا، ليلى آرسياري، راشيل دراتش، بيتي وايت، بورفا بيدي، فرانك بوند، وشين كراون، هم من فريق الممثلين الراقصين في الشريط·

اللواء اللبنانية في

20/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)