حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السينما الغربية والاستشراق .. أحادية النظرة

يوسف يوسف

بصريح العبارة يمكننا القول بأن أي سلوك شخصي أو مؤسساتي له طابع تدميري ضدّ آخر ، بما في ذلك السلوك ذي التأثير المعنوي الروحي ، إنما يعدّ عملا عنيفا . ويقدم روبرت ماكافي براون تعريفا للعنف من حيث هو تعد على الآخر ، قد يكون ماديا جسديا غايته القتل ، أو معنويا تتمثل غايته بتجاهل الآخر أو إنكار وجوده أو التقليل من شأنه .

ولعل أشدّ أنواع العنف قسوة ، هو ذلك الذي يتم التشريع له ، في معتقدات الجماعة وتقييماتها، فيصبح من أشكال السلوك التي تحمل مبرراتها ، التي تمنح المعتدي ـ الجاني الحق بإتمام فعله ، بصرف النظر عن نوع هذه المبررات ، بحيث يصبح هذا العنف في نهاية الأمر مقبولا اجتماعيا وفكريا . وهنا في موضوعة السينما الغربية والاستشراق ، ثمة قناعة أقرب إلى اليقين منها إلى الشك ، بخصوص نزوع هذه السينما إلى تقديم تشريع لعمليات العنف ، في مختلف صورها . 

أفلام إنديانا جونز ، خارج إفريقيا ، المريض الانكليزي، إمبراطورية الشمس ، المملكة الافريقية ، ممر إلى الهند ، الامبراطور الأخير ، لورانس العرب ، وسواها مما تناول موضوعة الاستشراق ، عادة ما تقدم بطلا غربيا يذهب ليحيا ولو لبعض الوقت في بيئة شرقية ، إما سائحا  أو في مهمة . ولعل أول ما يتبادر للذهن : هل إنها ما تسمى بعقيدة القدر المتجلي ، وكذلك الايمان الغربي بالأصل الشيطاني لمختلف الأقوام من الملونين ، هي التي تقف وراء نظرة كل من سبيلبيرغ وسدني بولاك وأنطوني منغيلا وجون هيوستن وديفيد لين وبرتولوتشي التي تقدم التشريع المناسب لمختلف عمليات العنف التي يقوم بها أبطال هذه الأفلام  بنوعيه أو بأحدهما ؟

يقول الناقد الفرنسي بيير بولانجيه : إن المغاربة يظهرون في أفلام الأوروبيين من خلال صورتين كاريكاتيريتين : إما أن الشخص يظهر وكأنه جزء من عناصر الطبيعة كالشجرة والجمل والجامع ، أو أنه فلاح تدفعه رداءته أو سوء نيته الوراثية إلى رفض الرسالة الحضارية لفرنسا .

الظاهر من هذه الأفلام أننا أمام قصة حب بطلاها غربيان في فلم ( خارج إفريقيا ، وأننا أمام  بطل غربي يذهب إلى الصين والهند باعتباره أحد علماء الآثار في فلم ( إنديانا جونز ) فيما يصور فلم

(الامبراطور الأخير) الذي   تدور أحداثه في التبت ، حياة امبراطور صغير يتلقى التعليم على يد معلم إنكليزي . وهكذا في غيرها من الأفلام فإنه ثمة قناع هنا وآخر هناك ، والأفلام جميعها التي ترتبط بالاستشراق ، لا تقدم لنا كمتفرجين سوى نظرة واحدة ، هي نفسها التي نطل منها على الشرق ، وتمتاز بالتالي بالأحادية والتجني الملموس الذي يصل حد ممارسة العنف ، على وفق ما قلناه في السطور الاولى من هذه المقالة . يقول الناقد كامل التلمساني : إن أفلاما مثل مومباسا وكنوز الملك سليمان وثمن الخيانة تردد النغمة ذاتها التي تقولها هوليود للعالم ولنا منذ سنوات . إن إفريقيا والافريقيين مجموعة من الهمج لم تصل إليهم الحضارة ، وإن إفريقيا فيها نوعان من الحيوانات . حيوانات من ذوات الأربع ، وحيوانات من ذوات الاثنتين .

ومثلما نرى في ( ممر إلى الهند) ، فإن النظرة إلى الشرق تظل فوقية ومن زاوية علوية ، وهي تخضع للمفهوم الذي يتبناه المستعمر في علاقته مع أهل البلدان المقهورة . إي إن ما نراه بهذا المعنى ، إنما يهدف إلى تقديم صورة عن العلاقة بين حضارتين : إحداهما قاهرة وهي الغربية ، والثانية مقهورة وهي الشرقية . لذا فإننا لا نستغرب وصف العربي بالخسة والدناءة فيلم (لورنس العرب ) ، وبالعيش خارج التاريخ في (المريض الانكليزي) ، ومثل ذلك أيضا فإننا لا نستغرب القول عن الأفارقة بأنهم همج وبدائيون وحملة رماح مسمومة في ( التاجر هورن)، وهكذا الكثير مما يضع الانسان في منازل دنيا أقرب ما تكون إلى الحضيض . وإلى هذا يقول إدوارد سعيد حول صورة العربي في افلام الاستشراق : يرتبط العربي إما بالفسق وبالغدر والخديعة المتعطشة للدم . ويظهر منحلا قادرا على المكيدة ، وهو سادي وخؤون ومنحط وتاجر رقيق ، وراكب جمال ، ووغد متعدد الظلال .

هكذا يتم تحويل هدف العنف بحيث يصبح عنفا مقبولا على مختلف المستويات المادية الجسدية والمعنوية الروحية ... إنه قانون اللاهوت الجديد ، الذي يقدم التشريعات التي تبيح التخلص من الآخر ، وتسفيه مختلف القيم التي يحملها ، والتشكيك بقدرته على العيش بدون المركز الغربي . واللافت للانتباه في هذه السينما ، أنها ما إن تخفت حدة أفلام الاستشراق ، فإنها سرعان ما تزداد وتيرتها من جديد ، في معركة مهيأة للاستمرار ، لا يتوانى فيها القوي القاهر عن إنتاج مرويات ومرئيات غايتها  الانتصار لأطروحاته التي تغلب عليها الديماغوجية في هذا الجانب من التعبير الفني . وهكذا فإن مثل هذه الأفلام ، بوصفها التعبير المباشر عن نظرة الغربيين للشرق ، تفتح لنا اكثر من نافذة لاكتشاف أسراره، في تعامله مع الآخرين، وهذا مما يزيد شقة الريبة بالسرديات الغــربيـة، ومنها السينمائية ، التي تحاول إعطاء معنى وقالب للوجود البشري ، ليس كما هما في الواقع ، وإنما على وفق رغبة أصحاب القدر المتجلي ، الذي يمنحهم حق قيادة  العــــالم والســيطرة عليه. 

الإتحاد العراقية في

11/04/2010

 

فيلــم 2010 ..  نهايــة العالـم مــن خلال رؤية واحدة

فلاح كامل العزاوي 

هذا فيلم امريكي اخر من انتاج اواخر العام الماضي 2009 والتي تعود فيها المخرج والمؤلف السينمائي الامريكي رولان ايميريش ان يدمر  في افلامه السينمائية العمارات ويهيج البحار ويزلزل الجبال بدءا ذلك في فيلمه السينمائي يوم الاستقلال الذي اعتبر من الافلام الكوارثية .

ولكن الكوارث هذه المرة في هذا الفيلم 2012 نهاية العالم تأخذ مجراها بعد نبوءة علماء من الصين بان العالم سينتهي عام 2012 وتتحرك اجهزة الكومبيوتر وشاشات الانترنيت في البنتاغون مقر وزارة الدفاع الامريكية والبيت الابيض لاثبات هذه النبوءة.. وفي غمرة هذا الخوف المسيطر على القوى السياسية والعسكرية الامريكية ودول اوروبا بدءا من روسيا وفرنسا والمانيا، يبرز كاتب كانت له نبؤة في هذا المجال اسمه جاكسون كورتيس الممثل جون كوزاك وكان ذلك في كتاب "كارثة على الاطلسي" والى جانبه زوجته السابقة والتي يكون في حضانتها ولديهم صبي وفتاة ومعهم زوجها الجديد غوردن سيبرمان الممثل توماس مكارثي وهو طبيب وفي نفس الوقت كانت له فترة تدرب فيها على قيادة الطائرات اثناء دراسته الجامعية وهذه هي مؤشرات نهاية العالم وتبدأ بسلسلة من الزلازل التي تملا الطرقات الامريكية بالشقوق بدءا من ولاية كاليفورنيا وفي المقابل الاخر لا يصدق الناس ما يقوله الحاكم للولاية عن الامان والسيطرة على الوضع في اقرب فرصة ويعتبرون كلامه شيئا من خيالات السينما.. وكانوا على حق فالشمس الحارقة التي هتكت حجاب طبقة الاوزون تغير معالم الولاية.

فاذا العمارات تتساقط كأوراق اللعب والضحايا في الشوارع بالالاف والبحار في اعلى درجات الغضب.. والبحيرة او المتنزه التي كانت عائلة الكاتب جاكسون تتردد عليها من قبيل متعة النزهة جفت.. وتحولت الى تراب ومنطقة صحراء قاحلة خالية من اي حياة او اعشاب.

ثم يقترح محامي شاب يعمل في البيت  الرئاسي الامريكي على وضع خريطة تشير الى سفن عملاقة تنتجها الصين.. وكأنها مدن  بحرية والى ان هذه السفن  التي تتسع لمئات الالاف من البشر يمكن ان تكون هي طريق  الخلاص من الكارثة..

ولابد من التوجه الى الصين بحثا عن النجاة وهكذا يفعل رئيس وزراء البيت الابيض فيما يرفض رئيس الولايات المتحدة الامريكية الاسود (توماس ويلسون الممثل دينيس غوفر ان ينظم الى الهاربين ويقول على شاشة التلفزيون لشعبه وهو يحذر من سنة 2012 انه باق مع شعبه يواجه معه القدر الواحد.

بطائرة روسية من طراز انطونوف يملكها ثري روسي يعمل الكاتب جاكسون بمعيته يهرب الطاقم الذي يضم جاكسون وزوجته السابقة وولديه وزوجها الدكتور والذين يجبرونه على ان يكون مساعد طيار لخبرته البسيطة.. وبالفعل يؤدي المهمة على احسن وجه، ولكنه ما يلبث مع قبطان الطائرة الروسي ان يمر بجبال تتساقط وعمارات تتهاوى واجواء كوارثية رهيبة ولكن ببطولة كارتونية وبقدرة قادر تعبر الطائرة هذه المآزق الزلزالية.

وكعادة الافلام الامريكية ففي هوليوود يمكن تحويل الهزائم الى انتصارات حاسوبية وفيه تسقط وتتلاشى وكأنها افلام رسوم متحركة ويبقى التساؤل قائما بعد مشاهدة هذا الفيلم ماذا لو انتهى العالم في عام 2012؟.  

الإتحاد العراقية في

11/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)