حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المهرجان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط في تطوان

دورة تحاصرها الأزمات وبرنامج يفتقد العلامات المضيئة

تطوان ـ ريما المسمار

جو من الاستنكار والحسرة عكّر المهرجان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط في تطوان خلال دورته السادسة عشرة التي ستُختتم غداً بإعلان الأفلام الفائزة في المسابقات الثلاث، الروائية والوثائقية والقصيرة. فزائر المهرجان للمرة الأولى سيشعر حتماً بأنه منسي في خضم المشكلات التنظيمية الكثيرة وانسلاخه عن كواليس المهرجان في غياب الهيكلية الطبيعية المرجعية. لا مكتب صحفي يمكن اللجوء اليه للاستفسار او لتحديد مواعيد مع ضيوف المهرجان. ولا معلومات كافية عن الأفلام في كتيب المهرجان او على موقعه الالكتروني (من مثل صور او معلومات حول ترجمة الافلام او وسيط العرض...). اما الضيوف القدامى والمقرّبون من المهرجان فيؤكدون على وجود أزمة، ظاهرها مالي وباطنها تضارب مصالح وانعكاس مشكلات القطاع السينمائي المغربي على المهرجان. فها هي سينما "أبينيدا" صالة العرض الاساسية لأفلام المسابقة تلفظ أنفاسها الأخيرة مع إصرار صاحبها حسين بوديح على إقفالها وتحويلها مركزاً تجارياً بسبب الخسارة المالية الكبرى اللاحقة بها. وبوديح الذي كان يملك 18 دار سينما في تطوان، لم يبقَ منها سوى "ابينيدا" و"إسبانيول"، طالب بدعم رسمي للصالات السينمائية على غرار ما يحصل في أوروبا واسوة بالسينمائيين المغاربة الذين يحصلون على دعم الدولة من خلال المركز السينمائي المغربي. جاء تصريحه هذا بعيد حفل الافتتاح الذي دعا خلاله الرسميون الى انتاج شبكة مشتركة للمهرجانات المحلية وتشجيع سينمات المناطق. انها إذاً الأزمة المستفحلة بين واقع السينما المحلية المتردي وبين الرغبة في ضرورة تشجيع هذه السينما بصرف النظر عن مداخيلها. الجمهور الغائب عن المهرجان هذا العام، فقد بمعظمه عادة التردد على الصالات السينمائية مع ازدهار السوق السوداء للـ"دي.في.دي" المقرصن. حتى الأفلام المغربية التي تحظى عادة بجمهور كبير داخلي، لم تستقطب خلال أيام المهرجان جمهوراً يملأ القاعات عن آخرها كما نتوقع. علّلت الصحف المغربية المحلية ذلك بارتفاع اسعار تذاكر الدخول الى الافلام وعدم حصول الطلاب الذين يشكلون شريحة واسعة من الجمهور على تخفيض خاص. الصحف عينها أشارت الى تعرض المهرجان لأزمة مالية هذا العام مع انسحاب عدد من الداعمين الاساسيين له في السنوات الماضية. بينما يعتبر الرأي الآخر ان المهرجان "محارب"، او على الأقل ليس محتضناً، من قبل المركز السينمائي المغربي الذي يديره نور الدين الصايل رئيس مهرجان الفيلم الدولي في مراكش. في كل الأحوال وبعيداً من محاولة تبرير الضعف والأخطاء، بدا واضحاً في حفل الافتتاح الأهمية الرسمية المعلّقة على المهرجان في منطقة شمال المغرب ولكن السؤال: هل هناك اهتمام فعلي بمضمونه وتطويره؟ خلال النصف الأول من حفل الافتتاح بل حتى مرور ثلاثة أرباعه لم يأتَ على ذكر اسم مديره أحمد الحسني مرة واحدة. الكلمات الرسمية لأكثر من وزير ومحافظ وسواهما تجاهلته كما مقدمة الحفل التي لم ينبهها أحد الى ضرورة التذكير بمن يشرف على هذا المهرجان. لقد بدا الرجل مهمشاً الى أبعد حدود بما يؤكد على وجود هوة بين رغبة القيمين على المهرجان وبين اكتفاء الرسميين به كيفما اتفق كعنصر سياحي جاذب وواجهة للمشاريع الثقافية في شمال المغرب.

هل هي الصدفة القاتلة التي جعلت تلك المشكلات تتقاطع مع برمجة ضعيفة؟ ام ان تلك المشكلات هي التي أدّت في نهاية المطاف الى برنامج لا يسمن ولا يغثي؟ الأمر سيان لأن تلك المشكلات تفرض العثور على حلول تضمن استمرارية المهرجان بعد مرور ربع قرن على انطلاقته، ولا تعفي إدارة المهرجان من تحمّل وزر برنامج ضعيف، لم يبرز فيه فيلم واحد في البرنامج الرسمي حتى لحظة كتابة هذه السطور.

[المسابقة الروائية

استقطب الفيلمان المغربيان في مسابقة الافلام الروائية الطويلة الجمهور الاكبر في المهرجان، الى جانب الفيلم المصري الوحيد "بالألوان الطبيعية". في "عند الفجر"، يعود جيلالي فرحاتي صاحب "الذاكرة المعتقلة" و"عرائس من قصب" بحكاية محورها "عمر" (جيلالي فرحاتي) و"كلثوم" (أسماء الحضرمي) الزوجان اللذان يعيشان في منطقة جبلية نائية، هو كاتب مسرحي وهي ممثلة غائبة منذ سنوات عن الخشبة بسبب مرض كلوي، يضطرها الى الخضوع لعلاج اسبوعي في المستشفى. تحت وطأة الاحتياج المادي والفشل في إطلاق مشروعه المسرحي، يحتفظ "عمر" بحقيبة خضراء تحتوي على المخدرات. فالمنطقة الجبلية التي يقطنها لا تشتهر بالكسارات فحسب وانما ايضاً بعمليات التهريب الليلية. هكذا يصبح الرجل مطارداً من قبل عصابة التهريب التي تهدد ايضاً ابنته الشابة التي تعمل مغنية في ملهى ليلي. شريط فرحاتي مليء بالرموز بدءاً بأصوات المقالع التي تشكل استعارة للتفجيرات الإرهابية التي سينفذ ابنه أحداها في آخر الفيلم، ووصولاً الى العرض المسرحي الذي يقيمه في نهاية المطاف في الهواء الطلق امام منزله، ساخراً من الاتحاد الأوروبي بتحويل علمه فزاعة وسط الحقل، تصيب اهل المنطقة وغيرهم بالرعب. بخلاف مواطنه محمد اسماعيل الذي افتقد فيلمه الافتتاحي "أولاد البلاد" للمقومات التقنية والدرامية، لا يخلو شريط فرحاتي من ومضات سينمائية وايقاع سلس ومقاربة متمكنة للواقع المغربي، إلا ان شريطه يفتقد الكثير من التماسك وينحدر في أحيانٍ كثيرة الى سرد مسطّح ومواقف درامية مقحمة.

لم يكن حال الفيلم المغربي الثاني في المسابقة أفضل حالاً. "المنسيون" لحسن بنجلون، الى جانب تجربة محمد اسماعيل، تكشف عن عجز السينمائيين المغاربة عن ابتكار مقاربات جديدة لأوضاع قائمة منذ زمن بعيد. العمل الذي يعود الى موضوع الهجرة غير الشرعية الى أوروبا لا يزيد عن كونه عملاً بدائياً لجهة الطرح والمعالجة، ينتمي الى أي زمان ومكان في تاريخ موضوع الهجرة. لا جديد في الموضوع ولا رؤية متفردة بما يقود الى استنتاج مفاده تبسيط الأمور واعلان تلك الهجرة مشكلة اجتماعية وسياسية وحيدة في المغرب. تبدأ الحكاية عندما يخبر "عزوز" حبيبته "يمنة" انه قرر الهجرة وبعدها بالعودة والزواج منها. لا يكاد الشاب يصل الى بلجيكا، حتى تُجبر حبيبته على الزواج من آخر. وعندما يكتشف انها ليست بكراً، يقوم أهلها بإجراء يبدو متبعاً في تلك الحالات وهو نفيها من العائلة والقرية لحمايتها من القتل. بسذاجتها، تقول "يمنة" للسائق الذي يقلها الى خارج القرية انها تريد الذهاب الى بلجيكا. هكذا تتحول طريدة سهلة لشبكة دعارة بين المغرب وبلجيكا. في بلجيكا، يعاني "عزوز" من مشكلات المهاجرين غير الشرعيين. يواجه الشرطة أحياناً ويختبر قسوة رب عمله الأجنبي وازدراء مواطنه له في البداية تحت وطأة إحساس الاخير بالذل والخيبة. يطيل الفيلم في التركيز على مفارقات المهاجرين في خطه السردي الأول، ويوازيه بآخر يطاول أحوال "البنات" المخدوعات اللواتي يتم سوقهن من بلدانهن للعمل بائعات هوى. يعيد المخرج على مسامعنا حكاياتهن القديمة من تلك التي تعرضت للإغتصاب بوصفه شرطاً لامتهان الدعارة (!) والأخرى التي وقعت في حب شاب هو عضو في شبكة الاتجار بالفتيات وثالثة جاءت الى بلجيكا وفق عقد عمل في مجال الأزياء وغيرها من الحكايات التي تشكل متن الفيلم في ما هي قديمة ومستهلكة ولا يمكنها ان تشكل الاساس لفيلم متجدد. وبالطبع تصل الأحداث الى ذروتها عندما يلتقي "عزوز" بـ"يمنة" في البار وينتهي الفيلم يإيقاع عزوز بشبكة الدعارة وانقاذ الفتيات المحتجزات. انه فيلم ارشادي من الطراز الأول، يحذر من مخاطر الهجرة ويؤكد ان احلامها الوردية انما سراب.

تنافس مع الفيلمين المغربيين الشريط الإسباني "أوري" لميكيل أنخيل خيمينيس كولمينار الذي تدور أحداثه في جورجيا في الزمن الحالي. والزمن الحالي في عرف الفيلم هو ذاك المسكون بالحرب. أراد الفيلم لتلك الحرب ان تكون الشبح الذي يسكن الفراغ ولكنه ترك للفراغ ان يبتلع كل شيء. ففي غياب الصوغ المحكم للشخصيات وفي غياب حكايات مكتملة ومقنعة، تحوّلت الحرب في الفيلم "تابو"، يُلمح اليه بالاغاني وضياع الشخصيات انما من دون تمسيته بالفعل ومن دون ابتكار حكاية بديلة منه. فبطلة الفيلم مثلاً، "نينو"، مكتئبة منذ المشهد الأول وحتى الأخير. نفهم ان ثمة خللاً في علاقتها بصديقها المقدمة على الزواج منه ولكننا لا نفهم ما هو هذا الخلل، بما يعزز الافتراض بانها مسكونة بـ"تروما" الحرب. الشخصيات الأخرى كذلك لا تزيد عن حجة او وسيلة لنقل بعض الحوارات حول الحرب والروس او عن دلائل الى أمكنة الخراب. على الرغم من جمالياته السينمائية وبصمة مخرجه الواضحة، يغرق الشريط في الحرب التي أرادها خلفية، فصنع واجهة هشة من الشخصيات غير المكتملة والحكايات المبتورة، ضاع الفيلم بينهما.

يبقى الفيلم الأبرز في المسابقة الى الآن التركي 10 to 11 لبيلين إسمر في تجربتها الروائية الأولى. في تركيا المعاصرة، تختار حكاية رجل ثمانيني ينذر حياته لهواية الجمع. اما مجموعته فتحتوي على كل ما يمكن المرء تخيله: صحف ومجلات وصور وتسجيلات ومقتنيات صغيرة وزجاجات كحول وكتب وملابس... الحياة مشروع ارشفة بكل ما فيها. لا يكتفي المسن بجمع القديم ولكنه يتعامل مع الحاضر ايضاً على انه مشروع ماضٍ قريب، فيؤرشفه كذلك من دون اية انتقائية او مفاضلة. ساعة اليد الرخيصة التي اشتراها من رجل في سوق شعبي تتجاور مع الكتب النادرة. الرجل الذي يعيش حالة انقسام واغتراب عن محيطه يقابله الشاب "علي" حارس المبنى الذي لا يعرف أكثر منه عن محيطه ومدينته. في خطوة درامية ذكية، ينكفئ العجوز داخل عالمه المقفل بينما يتحرر الشاب ويخرج الى العالم. هكذا تبدا تحولاته ببناء علاقة جديدة مع محيطه بمفردات العيش الاستهلاكي المعاصر. تشيد المخرجة عالم فيلمها بحساسية عالية تجاه المكان. تلاحق الكاميرا العجوز في بيته المختنق بالاشياء، المعلب الذي يقفل على الحياة ولا يعيشها. في المقابل، تخرج الكاميرا مع "علي" الى اسطنبول المحكومة هي الاخرى بمنظومة عيش مغلقة. دراما حجرة اذا جاز التعبير محكمة البناء والتفاصيل تثمر عملاً من الطراز الاول سينمائياً ودرامياً.

[الوثائقي

قدم المخرج الفلسطيني نصري حجاج في مسابقة الافلام الروائية فيلمه "كما قال الشاعر"، مقدّماً له بكلمات قليلة في وصفه "تحية الى محمود درويش" انطلقت من "فجيعتي برحيله" الذي شبهه بالتراجيديا الاغريقية بالنسبة الى الشعب الفلسطيني والمشهد الشعري. المخرج الذي اشتغل في فيلمه السابق، "ظل الغياب" (2007)، على فكرة حق الفلسطيني بدفنه في أرضه، يقدم في جديده فكرة مبتكرة أيضاً وغير بعيدة من عنوان الغياب. انها رحلة في الأماكن التي عبرها الشاعر الراحل محمود درويش، فأثر فيها وتأثر. ورحلة بين شخصيات أثرته وأثراها. وأخيراً رحلة في قصائده، يجسدها المخرج بمشاهد مشغولة بالخيال او بتخيل ما كان الواقع عليه. يتجول الفيلم بداية في أماكن الشاعر الخالية منه: منزله الأخير في عمّان، سريره الأخير في مستشفى تكساس في هيوستن، مكتب مجلة "شؤون فلسطينيّة" في بيروت داخل مبنى مهجور آيل للسقوط، غرفته المفضلة في فندق "ماديسن" في باريس الخاضعة للترميم هي الأخرى كما لو ان الحياة بعده ما عادت نفسها... في ما ينشغل المستوى الثاني منه بقراءات من شعره، يتلوها كتّاب وشعراء وشخصيات عامة من أمثال البرتغالي خوسيه ساراماغو والنيجيري وول سوينكا والفلسطيني أحمد دحبور واللبنانيّة جمانة حدّاد و الإسرائيلي إسحاق لاؤور والفرنسي دومينيك دوفيلبان وآخرين...

أما المشاهد المتخيّلة فتستلهم قصائد لدرويش ("لاعب النرد"، "على محطة قطار سقط عن الخريطة"، "لماذا تركت الحصان وحيداً"...) في صور تتراوح بين التأويل المباشر والتجريد.

اقتفاء الأثر هو ايضاً وسيلة المخرجة الفرنسية باسكال تيرود في فيلمها الوثائقي "ماء في الفم" Aqua in Bocca . تبحث المخرجة في ماضي جدها لامها او انها في الواقع تبحث عن هذا الماضي الذي يكاد يكون ممحياً. فالرجل الذي رحل في منتصف الاربعينات، يكتنفه الغموض والمسكوت عنه في حياته اكثر من المباح. إزاء صمت والدتها ورفض اصدقائه الحديث عنه، تشرع المخرجة صحبة ابنتيها في رحلة الى كورسيكا حيث كان مقيماً للوقوف على حكايته. حكاية مجبولة باتهامات صامتة بتعامله مع الايطاليين والنازيين ابان الحرب العالمية الثانية. تسجل تيرود رحلتها تلك ومقابلاتها مع من عرفوه وتنتظر في كل لحظة اكتشاف ما تخشاه من انه مات انتحاراً وان اسمه وارد على لائحة المتعاملين مع الاحتلال. في نهاية الرحلة، لا ينجلي الغموض تماماً ولكن المخرجة تتمكن من كسر الحكم المسبق على جدها وتعيد الاعتبار له تاركة للخيال ان يحوك قصصاً ليست الحقيقة المطلقة.

في مسابقة الفيلم الوثائقي ايضاً، عرضت المخرجة الوثائقية المصرية تهاني راشد فيلمها "جيران" الذي يركز على مكان آخر في القاهرة هو "غاردن سيتي". من مركز للاحتلال البريطاني في ما مضى وسكن الأجانب الى منطقة دبلوماسية مغلقة اليوم، تجول راشد على المكان وشخصياته المتناقضة. عائلات كبرى لاتزال تملك فيللات وقصور بات معظمها مهجوراً، تتحدث عن تاريخ المكان وعبره عن تاريخ مصر وحقباته السياسية. ولا تعثر المخرجة على وثيقة من ذلك التاريخ سوى في الافلام القديمة التي استعانت بتلك البيوت والقصور، فتقارن بين ما حل بها اليوم من اهمال وهجر وبين حالتها الأولى في افلام الاسود والابيض الآيلة بدورها للتآكل. من يملك الحق لهذا التاريخ العمراني والسينمائي يتساءل الفيلم ضمناً فيما تبدو التجربة معقودة على إحساس عميق بضياع شيء الى غير رجعة.

في مسابقة الفيلم الروائي القصير، عرضت اللبنانية سابين الشمعة فيلمها "نزهة" Promenade، وفيه تستكمل تجاربها السابقة التي تلتقي حول عنواني الحرب والحواجز النفسية والجسدية بما يجعل فكرة "الحائط" بتجردها عنواناً ملائماً تماماً لهواجس المخرجة التي تجد في الشخصيات التي تعيش حالات متطرفة الوعاء الانسب للتعبير عن أحاسيسها وأفكارها. اللافت ان هذا الفيلم الذي كتبته بعيد حرب تموز، أُنجز في إطار مسابقة "جائزة برلين اليوم" للأفلام القصيرة المنعقدة على هامش مهرجان برلين السينمائي الدولي وفي إطار "برلينار كامبس أوورد". فازت المخرجة بتمويل لفيلمها مع أربعة مشاريع أخرى من العالم وقامت المسابقة على تقديم المخرجين سيناريوات قصيرة تحت عنوان "جداري" My Wall تزامناً مع الذكري العشرين لسقوط جدار برلين. يدور السيناريو القصير حول امرأة تحاول بناء حائط بيتها المهدم من جديد مستخدمة بقايا الحجارة. واللافت ان الشريط الصامت الذي يتخلله التحريك يقوم على مفارقة ان هناك حائطا كان يجب أن يتهدم اما نحن فتتهدم حيطاننا من دون الحاجة الى ذلك ونعيد بناءها بما يأسرنا ويصنع حواجز من حول أجسادنا وأحاسيسنا.

كما في فيلمها القصير الأول "ما أحلا البحر" (2003)، تختبر الشمعة بلغة شعرية وانسانية تجتاز الحدود والجغرافيا معاني العزلة والخوف والإنطواء واجترار الأحزان والجراح والذكريات. الحرب، المدينة والذاكرة تستحيل كائنات ممسوخة تهدد بابتلاع الفرد.

المستقبل اللبنانية في

02/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)