حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ثقافات / سينما

أمل الجمل: 72 فيلما سينمائيا مشتركا في تاريخ السينما المصرية

محمد الحمامصي من القاهرة

الإنتاج السينمائي المصري الأجنبي المشترك ـ وكذلك العربي الأجنبي المشترك ـ كان، ولا يزال من القضايا الشائكة، محل الخلاف الدائم بين عدد كبير من السينمائيين، والنقاد، والمفكرين، البعض يدينه ويشكك في نواياه وفي توجهاته الإعلاميّة، البعض الآخر يرحب به، لكن تقييم التجربة يحتاج إلى مناقشتها من منظور إعلامي، تاريخي، اقتصادي، وثقافي، وسياسي، للوقوف على إيجابياتها وسلبياتها، نقاط قوتها، ومكامن ضعفها، وهذا ما فعلته الناقدة السينمائية أمل الجمل في كتابها " أفلام الإنتاج المشترك في السينما المصرية"

صاغت الكاتبة سؤالها الأساسي انطلاقا من: هل رأس المال الأجنبي المشارك في إنتاج هذه الأفلام أثر على طبيعتها سواء من حيث الشكل، أو المضمون؟. هذا بدوره تطلب طرح عدة أسئلة فرعية منها: ما هي التوجهات الإعلاميّة لأفلام الإنتاج المشترك مع الدول الأجنبية؟ ما هي التيمات، والموضوعات التي طرحتها هذه الأفلام؟. هل موضوعات تلك الأفلام تمس واقع المجتمعين المصري والعربي، وتعبر عن مشاكلهما؟ هل تمتعت تلك الأفلام بقدر من الحرية لم يعد متاحا للسينما المصرية الخالصة أو العربية الخالصة؟. هل تعرضت موضوعاتها إلى "المحرمات"، و"الممنوعات" في السينما المصرية والعربية؟ ما هو تقييم الرقابة لهذه الأفلام؟ لماذا فرنسا دون غيرها؟ وهل يُعد الإنتاج السينمائي المصري الفرنسي المشترك حقاً هو الأكثر قيمة بين كل الإنتاج المصري الأوروبي والمصري العربي بدءا من فيلم "أرض النيل" 1946 وصولاً إلى فيلم " باب الشمس " 2004 والذي حرم من الحصول على الجنسية المصرية لأسباب مالية؟ وفضلا عن كونه الأكبر عددا إذ بلغ نحو ثمانية عشر فيلما روائياً طويلاً فهل يُعد معظمها حقاً من العلامات الهامة فى تاريخ السينما المصرية والعربية؟ هل كان من الممكن إنتاج هذه الأفلام برأس مال عربي؟ أيهما أكثر أهمية فى تاريخ السينما المصرية تلك الأفلام المنتجة برأس مال عربي، أم تلك المنتجة برأس مال أجنبي؟.

هكذا يأتي الكتاب كمحاولة للإجابة على بعض أو كل هذه الأسئلة بأكبر قدر ممكن من الدقة العلمية، تقول الكاتبة: في النصف الأول من القرن العشرين كان ضعف السوق المحلى أحد المشاكل الخطيرة التي واجهت صناعة السينما في العالم، وهى المشكلة التي عانت منها السينما الإيطالية، والفرنسية، خاصة فيما بعد الحرب العالمية الثانية. المشكلة ذاتها واجهت السينما الأسبانية واليوغسلافية في أوائل الستينيات، لكن هذه الدول لم تستسلم، فإلى جانب بعثات التسويق، وإقامة أسابيع الأفلام فى الخارج، اهتمت بعقد اتفاقيات الإنتاج المشترك بينها وبين الدول الأخرى، عُقدت الاتفاقيات بين رجال السينما الإيطالية والسينما الفرنسية، وبمقتضاها أصبح الفيلم الإيطالي لا يعامل معاملة الفيلم الأجنبي داخل فرنسا، ومثله الفيلم الفرنسي داخل إيطاليا، وعقدت اتفاقيات مماثلة بين إيطاليا، وإنجلترا، وأسبانيا، ويوغسلافيا، أمريكا هي الأخرى أدركت أهمية السوق الخارجي، فاعتمدت عليه لتغطية نفقات الإنتاج، لأن السوق المحلى لا يغطى سوى 75% من تكاليف الفيلم. 

  وتضيف: كانت السينما المصرية هي الأخرى تعانى منذ الأربعينيات من ضعف السوق المحلى، الذي كان يأتي بـ 40% فقط من إيرادات الفيلم.. فحاولت فتح أسواق جديدة أمام الفيلم العربي، أن الإنتاج المشترك سيكون نافذة للفيلم العربي على أسواق العالم جميعا، وبدأت أولى تجارب الإنتاج المشترك في مصر عام 1946م مع فرنسا، ثم إيطاليا، وأسبانيا، لكنها كانت محاولات فردية لا تساندها الدولة، ومن ثم لم يكن لها الأثر المرجو فى تطور السينما المصرية، وتوسيع أسواقها. ثم شارك القطاع العام ـ متمثلاً فى الشركة الحكومية "كوبرو فيلم" ـ ابتداءً من عام 1963 في إنتاج عدد من الأفلام المشتركة لكنها فشلت تجاريا، وهاجمها النقاد، اعتبروها كارثة قومية، ضاع فيها رأس مال الشركة المقدر بنحو نصف مليون جنيه مصري في ذلك الوقت، بعدها توقف الإنتاج السينمائي المصري الأجنبي المشترك في الفترة ما بين 1972- 1985. حيث شهد منتصف الثمانينات بداية مرحلة جديدة من الإنتاج السينمائي المصري المشترك مع فرنسا. مع ذلك شهد عام 1985 بداية مرحلة جديدة من الإنتاج السينمائي المصري المشترك مع فرنسا، تم معظمها عن طريق شركة "أفلام مصر العالمية"، أخرج منها "يوسف شاهين" نحو ثمانية أفلام مشتركة مع فرنسا، وظهر مخرجين آخرين في إطار هذا الإنتاج مثل: "يسري نصر الله"، "عاطف حتاتة"، "أسماء البكري"، "خالد الحجر".

وترى الجمل أن النصف الأول من السبعينيات شهد ظهور عدة تجارب سينمائية مصرية مشتركة مع عدد من الدول العربية منها لبنان مثل "حبيبتي"، و"أجمل أيام حياتي" والفيلمين من إخراج "هنري بركات" ومن إنتاج عام 1974.. كان المستوى الفني للفيلمين متواضعاً. لكن على مدار السبعينيات وأوائل الثمانينيات ظهرت تجارب آخرى مشتركة بين منتجين سينمائيين مصريين وبين شركات إنتاج جزائرية. أخرج "يوسف شاهين" منها ثلاثة أفلام مهمة في تاريخ السينما المصرية والعربية هىّ: "العصفور" عام 1974 ـ و"عودة الإبن الضال" عام 1976 ـ "إسكندرية ليه" عام 1979. وأخرج "خيري بشارة" "الأقدار الدامية" عام 1982.. ثم ظهرت تجربة فيلم "عصفور الشرق" عام 1986 وهو إنتاج مشترك مع إحدى الشركات السعودية. وجاءت تجربة فيلم "ناجي العلي" 1992، وهو إنتاج مشترك بين شركة "إن. بي فيلم" ومجلة "فن اللبنانية". وجميع هذه التجارب جاءت بعيداً عن الدعم الحكومي.

وتلاحظ الكاتبة أن عدداً لا بأس به من أفلام الإنتاج المشترك نال ترحيباً عالمياً وحصد الجوائز على غرار «المهاجر» و{اليوم السادس» ليوسف شاهين، «سرقات صيفية» و{المدينة» و{باب الشمس» ليسري نصر الله، و{الأبواب المغلقة» لعاطف حتاتة.

كذلك تلاحظ أن الأفلام المنتجة برأسمال أجنبي جاءت أكثر أهمية من تلك المنتجة برأسمال عربي، باستثناء حالات نادرة، من بينها: «العصفور»، «عودة الابن الضال»، «إسكندرية ليه» (وكلها لشاهين)، و{ناجي العلي» لعاطف الطيب.

وتوضح الجمل أن المخرجين الذين تحدثوا عن تجاربهم في مجال التعاون المشترك أكدوا أن الجهات المشاركة في الإنتاج لم تحضعهم لأي تنازلات، وأن الجانب الأجنبي لم يتدخل في السيناريو، على رغم ذلك كانت التهمة الجاهزة هي الإساءة إلى سمعة مصر التي رافقت نسبة كبيرة من هذه الأفلام، أما التهمة الأخرى فكانت أنها «أعمال فولكلورية» مصنوعة بأموال الغرب ومن أجله وموجهة إليه. الحق أن هذه التهم غبر صحيحة ودقيقة، وهي لا تضرّ بسمعة البلد.

الفرصة سانحة اليوم للتعاون مع الإنتاج الأوروبي والأجنبي عموماً، لكن مع الوعي بمخاطر اللعبة، فهي سلاح ذو حدين، وعلى قدر وعينا يتم توظيف هذا التعاون لخدمة مصالحنا وقضايانا.

قال يوسف شاهين يوماً: «ما دفعنا نحن والفرنسيين إلى التعاون سوياً حاجة أحدنا إلى الآخر، ولإنجاز عمل قوي يتجاوز نقاط الضعف لدى كل منا، فنحن نعاني من محدودية الإمكانات بما يؤثر على وضوح الأفكار، وهم يعانون من انحراف السينما لديهم نحو سينما الكلمة. إنها محاولة لمواجهة الاحتكار الأميركي المتوحش لصناعة السينما ولأسواقها».

اللافت أن شركة شاهين «أفلام مصر العالمية» أنتجت وحدها 36 فيلماً مشتركاً مع دول عربية وأوروبية، أي بنسبة 50% من إجمالي الإنتاج المصري المشترك في تاريخ السينما المصرية، وما زال بعض هذه الأفلام التي أخرجها شاهين نفسه يثير النقاش إلى اليوم من بينها: «الناس والنيل، العصفور، عودة الابن الضال، الوداع يا بونابرت، اليوم السادس، إسكندرية كمان وكمان، المهاجر، المصير، الآخر، سكوت هنصور، إسكندرية نيويورك»... إلى جانب الفيلمين القصيرين: «القاهرة منورة بأهلها»، «كلها خطوة».

تختتم الكاتبة أمل الجمل بنتائج حول السينما المصرية المشتركة‏..‏ فعلي مدي تاريخ السينما المصرية تم إنتاج نحو اثنين وسبعين فيلما سينمائيا عن طريق التعاون المشترك ما بين روائي طويل وقصير وتسجيلي تحقق منها نحو اثني عشر فيلما بالتعاون مع دول عربية في حين تم إنتاج ستين فيلما مع دول أجنبية متنوعة احتلت فرنسا الترتيب الأول بنصيب أربعة وثلاثين فيلما‏.‏

المؤلفة في سطور

باحثة وناقدة وإعلامية متخصصة في الكتابة السينمائية، وتكتب القصة والسيناريو، تتابع عن قرب الحركة السينمائية المصرية والغربية، ولها العديد من المقالات المتميزة في هذا المجال فضلا عن كتبها التي منها "بعيون امرأة" هو سيرة ذاتية ترصد فيها رحلتها مع الكتابة، و"السينما العربية المشتركة.. فيلموجرافيا ".

المؤلف: أمل الجمل

الكتاب: أفلام الإنتاج المشترك في السينما المصرية

الناشر: سلسلة آفاق السينما ـ هيئة قصور الثقافة

سنة النشر: 2010   عدد الصفحات: 466    القطع المتوسط

إيلاف في

01/04/2010

 

عروض سينمائية

«From Paris with Love»..

أكشن سطحي يفتقد المصداقية .. والمطاردات مفتعلة ومملة ومكررة

إيهاب التركي  

تجتذب أفلام الأكشن جمهورًا كبيرًا من محبي المغامرات الصاخبة، التي تحتوي علي انفجارات وإطلاق رصاص ومطاردات تستخدم فيها السيارات والطائرات وجميع وسائل المواصلات، وهناك العديد من الأفلام السينمائية الشهيرة لم تزد تركيبتها عن تلك النوعية السابقة من الأكشن. أفلام مثل السلسلة الشهيرة لشخصية «جيمس بوند» بكل نجومها المستمرة منذ الستينيات وحتي الآن، وأيضاً سلسلة بورن بطولة «مات ديمون» جميعها كرست الكثير من مفاهيم فيلم الأكشن، الذي يجمع بين حبكة قصصية جيدة ومثيرة لا تقل أهمية عن إبهار مشاهد الأكشن التي تجيد هوليوود صنعها بإتقان شديد، ويقدم مدير التصوير الفرنسي «بيير موريل» فيلمه الثالث كمخرج تحت عنوان «من باريس مع حبي» From Paris with Love» ليضع اسمه ضمن قائمة مخرجي أفلام الأكشن المخلصين لهذا النوع من السينما، والذي يحقق كثيرا من الإيرادات وله جمهور كبير، وهو يستعين بموهبته كمدير تصوير بارع عمل كثيراً كمصور لأفلام أكشن شهيرة مثل «The Transporter » مع المخرجين «لويس لوتريير» و«كوري يوين» وفيلم «War » مع المخرج «فيليب جي أتول»، وكما جاء فيلمه السابق كمخرج بعنوان «اختطاف» «Taken» يقدم موريل للمشاهد جرعة مبالغ فيها من العنف والحركة والمطاردات والانفجارات وطلقات الرصاص تجعله دائم اللهاث خلف الأبطال.

تبدأ أحداث فيلمه في باريس بأجواء أفلام الجاسوسية التي تتشابه مع أجواء أفلام جيمس بوند، الذي يقتبس الفيلم عنوان إحداها وهو «من روسيا مع حبي» «From Russia with Love»، وبطل الفيلم الدبلوماسي الشاب جيمس ريز الذي يقوم بدوره الممثل «جوناثان ريس مايرز» يجسد شخصية عميل مخابرات أمريكي يعمل بالسفارة الأمريكية بباريس تحت غطاء العمل الدبلوماسي، ويبدو أن طموح جيمس أن يقتحم عالم عمليات المخابرات الكبيرة الخطرة والصعبة، ولا يكتفي ببعض العمليات الصغيرة، وتسنح الفرصة لريز للعمل مع شريك هو العميل الأمريكي القادم من واشنطن تشارلي واكس الذي يقوم بدوره «جون ترافولتا»، وبحضور ترافولتا إلي باريس وإلي مشاهد الفيلم يفقد الفيلم رزانته وغموضه لينتقل المتفرج إلي مشاهدة شيء أشبه بأفلام الرسوم المتحركة، حيث الأكشن سطحي وهزلي يفتقد المصداقية، والمغامرات تفتقد الجدية، والمطاردات مفتعلة ومملة ومكررة، نحن أمام مهمة غامضة يقوم بها «جون ترافولتا» للتعامل مع عصابة تهريب مخدرات في مشهد، وفي المشهد التالي يذهب للتعامل مع مجموعة إرهابية شرق أوسطية، يتحرك «جون ترافولتا» بثقة شديدة حيث يتعامل مع كل الأحداث حوله ويبدو أنه يعرف كل شيء بينما يجلس المتفرج مذهولاً لا يكاد يفهم أي شيء مما يحدث أمامه، والمخرج في كل هذا لا يحاول منح مصداقية أو واقعية لأجواء الفيلم الذي افتقد سحر أفلام الأكشن مع حبكة ضعيفة وأداء مبالغ فيه وانسياق كامل وراء صنع الأكشن لمجرد أننا في فيلم أكشن وبلا مبررات كافية أو تمهيدات مقنعة، فالأكشن هنا فرضية تستدعي مزيدًا من إطلاق الرصاص والانفجارات والدماء التي تتناثر في كل مكان بلا مجهود كبير في السيناريو لتبريرها، وهي أمور يتحول معها الفيلم إلي فيلم أكشن درجة ثانية يعلو فيه ضجيج الرصاص والانفجارات علي صوت القصة، ويتحول المسدس في يد ترافولتا إلي سلاح سحري يقتل به كل من يعترض طريقه بسهولة شديدة، كأنه ممسك بعلبة مبيد للحشرات.. في إحدي تلك المشاهد يتقدم ترافولتا لصعود سلم مكان به إرهابيون ويتأخر عنه زميله الشاب.. يفاجأ الزميل والمتفرج بالجثث تتساقط فوق رأسه وتحت قدميه كأنها تعرضت لوحش خرافي شديد القوة يفتك بها دون أي مجهود. الفيلم تم إنتاجه بميزانية كبيرة وتم صنع دعاية كبيرة له، والبطولة لنجم كبير مثل «جون ترافولتا» الذي يظهر في الفيلم بلوك شبيه بلوك «بروس ويليس» أصلع مندفع ومتهور شغوف بإطلاق الرصاص كل الوقت، ويبدو أنه بعبقرية شديدة يشم رائحة الإرهابيين ويقتلهم قبل أن يتمكنوا من الالتفات. شخصية الهيرو الأمريكي التي يقدمها الفيلم تبدو هزلية ومبالغ فيها وتكرر نفسها طوال أحداث الفيلم الذي لم تنجح كادرات «بيير موريل» وتمكنه حركة الكاميرا من إضفاء قيمة كبيرة لفيلمه، كما حدث في فيلمه السابق مع الممثل «ليام نيسون». حيث غابت عن عدسة المخرج اللمسة السحرية، وأفرغ فيلمه من عناصر قوة فيلم الأكشن المسلي مكتفياً بالضجيج والصخب.

الدستور المصرية في

01/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)